القارئ:
(والمسند مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال).
الشيخ:
(والمسند مرفوع صحابيٍّ بسندٍ ظاهره الاتصال) المسند هذا نوعٌ من أنواع علوم الحديث، اشترط فيه كما ذكر المؤلف شرطان:
الشرط الأول:
أن يكون مرفوعاً، يعني: مضافاً إلى النبي عليه الصلاة والسلام من قوله أو فعله أو تقريره.
والشرط الثاني:
أن يكون مروياً بإسناد ظاهره الاتصال، أما إذا كان مضافاً إلى الصحابي، أو إلى التابعي، أو من دونه، فلا يسمى مسنداً إلا مقيداً.
تقول: مسند إلى أبي هريرة.
-مسند إلى الشعبي.
-مسند إلى ابن جريج، هذا لا بأس، إذا أطلقنا المسند على غير المرفوع للنبي عليه الصلاة والسلام فلا بد أن نقيده، مسند إلى أبي هريرة، مسند إلى ابن عباس، مسند إلى ابن سيرين... إلى آخره.
الثاني: قال بسند ظاهره الاتصال، الأسانيد ثلاثة:
- إسناد متصل.
- وإسناد منقطع.
- وإسناد ظاهره الاتصال.
الإسناد الذي يكون منقطعاً:
هو الإسناد الذي بمجرد الاطلاع على الإسناد يظهر للإنسان، أو لصاحب الحديث أنه منقطع؛ لأن الانقطاع ظاهر، لا خفاء فيه، فلا يحتاج إلى تتبع، فمثلاً: لو وجدنا حديثاً رواه الإمام أحمد في (مسنده)، عن ابن مهدي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، هذا إسنادٌ متصلٌ.
الثاني:ما تجد في(المسند)أحمد، عنابن مهدي، عن نافع؛ لأن هذا إسناد منقطع، ما تجد في المسند مثلا: حديثاً يرويه ابن جريج عن النبي عليه الصلاة والسلام.
لا تجد فيه معضلاً واضح الإعضال، مثل: ابن جريج عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تجد فيه مرسلاً، مثل: مرسل سعيد، ولا ابن سيرين عن النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن هذه منقطعة ظاهرة الانقطاع، فمثل هذه ما تدخل في المسند، الذي يدخل في الحديث المسند:
-إما أن يكون متصلاً.
- وإما أن يكون ظاهره الاتصال، يعني: يكون فيه انقطاع، لكنه على وجهٍ خفي، ليس بظاهرٍ، كرواية المدلِّس، أو المرسل الخفي.
ولهذا في (مسند أحمد)، من رواية أبي عبيدة بن مسعود، عن أبيه؛ لأن هذا مرسل خفي؛ لأن أبا عبيدة أدرك أباه، لكن ليس له عنه روايه، مثل: رواية ابن بريدة عن أبيه، الإمام أحمد يحكم عليها بالانقطاع، يقول: لم يسمع من أبيه، ولكن خرج له في المسند، لكنه عاصر أباه، على كلام الإمام أحمد من المرسل الخفي.
- كذلك:رواية المدلس؛ لأن رواية المدلس ليس مجزوماً أنها منقطعة.
ولذلك يخرجون للمدلسين، يخرجون لبقية، ويخرجون لابن إسحاق، ويخرجون لغيرهم، فالمؤلف رحمه الله اشترط شرطين:
الشرط الأول: أن يكون مرفوعاً.
والثاني: أن يكون بسند ظاهره الاتصال.
فإذا كان ذلك؛ فإنه يسمى مسنداً.
- أما المرفوع الذي ظاهر إسناده الانقطاع، فهذا لا يدخل في المرفوع.
هذا الكلام من الحافظ ابن حجر ما مستنده؟
مستنده، الكتب المسندة المسماة بالمسانيد.
- (كمسند أحمد).
- و(مسند عبد بن حميد).
- و(مسند الحميدي).
- (مسند إسحاق).
هذه المسانيد سميت مسانيد، وخرجوا فيها هذا النوع، وهو الذي لم يكن انقطاعه ظاهراً، ولكن كان مرفوعاً بسند ظاهره الاتصال.
ولهذا ما نجد في هذه المسانيد، آثاراً عن الصحابة، ولا عن التابعين إلا نادراً جداً، الأصل فيها أنها مضافة إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
الأسانيد الواضحة الانقطاع، مثل: المعلقات، بينه وبين من علق عنه انقطاعٌ ظاهرٌ، أو معضل بثلاثةٍ، أو باثنين، إعضاله ظاهرٌ، ما يروونه، ولا يخرجونه، أما لو كان على جهة التدليس، أو على جهة الإرسال الخفي، فإن هذا يدخلونه في المسند.
***