القاعدةُ الخامسةُ: العادةُ مُحَكَّمَةٌ
وأَصلُها مِن الحديثِ زُكِنَا = فما رآه المسلمونَ حَسَنَا
واعتُبِرَتْ كالعُرْفِ في مَسائلِ = كثيرةٍ لم تَنحصِرْ لقائلِ
ثم لها مَباحِثٌ مُهِمَّهْ = تَعَلَّقَت فَهَاكَهَا بِهِمَّهْ
أَوَّلُها فيما به تَثْبُتُ ذِي = وأَمْرُه مُختلِفٌ في الْمَأْخَذِ
فتارةً بِمَرَّةٍ جَزْمًا وفِي = عيبِ مَبيعٍ واستحاضَةٍ قُفِي
وتارةً يُشتَرَطُ التَّكَرُّرُ = أي مَرَّتينِ أو ثلاثًا يَصْدُرُ
كقائفٍ وما به التَّصَيُّدُ = والاعتبارُ بالثلاثِ أَعْمَدُ
وتارةً لا بُدَّ مِن تَكرارِ = إلى حُصولِ الظنِّ كاختبارِ
حالِ الصبِيِّ بالْمُماكسَةِ لَهْ = قبلَ البُلوغِ وسِواهَا نَقَلَهْ
مَبحَثٌ: العادةُ ليستْ تُعْتَبَرْ = إلا لَدَى اطِّرَادِها كما اشْتَهَرْ
وحيثما تَعارَضَ العُرْفُ الْجَلِي = والشرْعُ فلْيُقَدَّمَنْ للأوَّلِ
إن لم يكنْ بالشرْعِ حُكْمٌ اعْتَلَقْ = فإن يكنْ فَهْوَ بتقديمٍ أَحَقّْ
والعُرفُ إنْ عَارَضَهُ الوَضْعُ ففي = مُقَدَّمٍ عَنْهم خِلافٌ قد قُفِي
فبعضٌ الحقيقةُ اللفظيَّهْ = وبعضٌ الدَّلالةُ العُرْفِيَّهْ
وقيلَ إن يَعُمَّ وَضْعٌ قُدِّمَا = وقيلَ غيرُ ذاك فاحْفَظْ واعْلَمَا
والعامُّ والخاصُّ مِن العُرْفِ مَتَى = تَعارَضَا ففيه ضابِطٌ أَتَى
وهُوَ أنَّ الْخَاصَّ حيثُ حُصِرَا = لم يُعْتَبَرْ أَصْلاً وإلا اعْتُبِرَا
مَبحثٌ: العادةُ هل تُنَزَّلُ = مَنزِلَةَ الشرْطِ خِلافٌ يُنْقَلُ
وغالبُ الترجيحِ في الفُروعِ لَا = يكونُ كالشرْطِ كما تَأَصَّلَا
تَختيمٌ: العِبرةُ بالعُرْفِ الَّذِي = قَارَنَ معْ سَبْقٍ له في الْمَأْخَذِ
وكلُّ ما لم يَنضبِطْ شَرْعًا وَلَا = وَضْعًا فللعُرْفِ رُجوعُه انْجَلَى