افتراضي مراجعة شاملة من الدرس الحادي عشر إلى الدرس الحادي والعشرين (المشاركة للجميع)
1-عرف ما يلي لغة وشرعا: المعرفة – الدين – الإسلام.
المعرفة:
المعرفة المحمودة هي التي يترتب عليها أثرها؛ فيتبعها الانقياد والاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
المعرفة التي يقصد بها الفهم والإدراك المجرد فهي حجة على صاحبها إن لم يقم بحقها كما
الدين:
لغة: يطلق على معانٍ لها أصول جامعة منها العادة والانقياد والذل، والحكم والسلطان، ويطلق على الحساب والجزاء.
شرعا: هو الانقياد لأحكام الشريعة الإسلامية والتزام أوامرها ونواهيها على وجه التعبد.
الإسلام:
لغة: هو ما يتحقق فيه وصفان:
أحدهما: الإخلاص والبراءة من المشاركة.
والآخر: تمكين المسَلِّم للمسلَّم له وانقياده له.
شرعا: وَهُوَ: الاسْتِسْلامُ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ.
2-عدد مراتب الدين مستشهدا لكل ركن.
ثَلاثُ مَرَاتبَ:
الإسْلاَمُ، قال تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرينَ}
وَالايمَانُ، قال تعالى: {قالتِ الأعْرابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤمِنوا ولكِن قولوا أسلمنا ولَّما يَدخُلِ الإيمانُ في قلوبكم}.
وَالإحْسَانُ، قال تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
- ودلَّ عليها حديث جبريل عليه السلام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: ((هذا جبريل أتاكم يُعلِّمكم دينكم)).
3-عرف كلا من: الركن – المرتبة.
الركن: هو الأصل الذي يبنى عليه.
والمرتبة: هي المنزلة، ومراتب السلَّم درجاته، واحدتها مرتبة.
4-كم أركان الإسلام؟ وما هي؟ مستدلا لكل ركن.
فَأَرْكَانُ الإِسْلاَمِ خَمْسَةٌ، وهي الشهادتين، وإقام الصلاة، وإتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
قال تعالى: {شَهدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلَّا هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ}.
وَدَلِيلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].
وَدَلِيلُ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لَيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة:5].
وَدَلِيلُ الصِّيَامِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]).
وَدَلِيلُ الحَجِّ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97]. ).
وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: ((بُنِي الإسْلاَمُ عَلى خَمْسٍ؛ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ)).
5-بين معنى الشهادة: لا إله إلا الله، وهات الدليل عليها.
وَمَعْنَاهَا: لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللهُ.
{لاَ إِلهَ} نَافِياً جَمِيعَ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، {إِلَّا اللهُ} مُثْبِتاً العِبَادَةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} الآيَة [الزخرف:26-27].
وَقَوْلُهُ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَينَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64])
6-وضح معنى شهادة أن محمد رسول الله، مع بيان الدليل عليها.
وَمَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ: طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ، وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلَّا بِمَا شَرَعَ، مع تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على غيره.
وَدَلِيلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].
7-"الإيمان: وَهُوَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً".
ما معنى بضع؟ شعبة؟ وما المقصود بهذا الكلام؟ ما أدناها؟ ما أعلاها؟
البِضْع ما بين الثلاثة إلى التسعة على أشهر أقوال اللغويين.
والشُّعبة تطلق في اللغة على معانٍ، ومنها الفرع الذي يتجزأ من أصله مع اتصاله به.
*والمقصود أن الإيمان له أصول وأجزاء، وهذه الأجزاء هي شُعَبُه وخصاله، وكلما كثرت هذه الشعب كان نصيب المؤمن من الإيمان أكثر.
أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ.
وأعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلهَ إِلا اللَّهُ.
8-الإيمان بالله يستلزم الإيمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
وضح ذلك، وصنف الفرق الضالة في هذا الباب.
وقبل ذلك يستلزم الإيمان بوجوده.
-فأما الإيمان بوجود الله تعالى فلم يخالف فيه إلا قلَّة من الناس وهم الملاحدة وهم طوائف، فمنهم الدهرية الطبائعية الذين ينسبون كل شيء للطبيعة.
ومنهم الشيوعية والداروينية، منهم البهائية والبابية وهاتان الفرقتان من فرق الشيعة.
-وأما الإيمان بربوبية الله تعالى فهو الإقرار بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المالك المدبر المحيي المميت.
-وأما الإيمان بألوهية الله تعالى؛ فهو الإقرار بأنه لا يستحق العبادة إلا الله جل وعلا؛ إقراراً جازماً يتبعه العمل، ولا يكون مؤمناً بألوهية الله تعالى إلا من كفر بما يُعبد من دون الله، وَعَبَدَ الله وحده لا شريك الله.
-وأما الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا فيكون بالإقرار الجازم بما أثبته الله تعالى لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تشبيه ولا تعطيل إقراراً جازماً يتبعه العمل بمقتضاه.
وهذه المرتبة من الإيمان خالف فيها طوائف من الفرق الضالة وهي على صنفين: معطلة ومشبِّهة.
9- " كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً "، هل هذه العبارة صحيحة؟ وضح ذلك مع الاستدلال لها.
العبارة صحيحة.
كان بعض السلف يوضح هذا الأمر برسم بياني، كما روي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه رسم دائرة واسعة وقال: هذا الإسلام، ثم رسم دائرة في وسطها أصغر منها وقال: وهذا الإيمان.
ثم قال: (فإذا زنا وسرق خرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلا الكفر بالله عز وجل). رواه عبد الله بن الإمام أحمد وابن منده والآجري واللالكائي.
وكما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!))
قيل: من يا رسول الله؟، قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).
فهو مسلم غير مؤمن.
10-" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ"
بم فسر السلف هذه الآية؟
وهذه الآية للسلف في تفسيرها قولان مشهوران:
القول الأول: أن الإسلام المثبَت لهم هو مرتبة الإسلام، وأنهم لم يبلغوا مرتبة الإيمان.
القول الثاني: أن الإسلام المثبَت لهم هو الإسلام الظاهر الذي لا يقتضي أن يكون صاحبه مسلماً حقاً في الباطن، وذلك كما يحكم لأهل النفاق بالإسلام الظاهر، وإن كانوا كفاراً في الباطن.
11-مرتبة الإيمان بأسماء الله الحسنى ضلت فيها طوائف وهم على صنفين، اذكرهما مع تعريف موجز بهما.
وهذه المرتبة من الإيمان خالف فيها طوائف من الفرق الضالة وهي على صنفين: معطلة ومشبِّهة.
- فأما المعطلة: فهو وصف جامع لفِرَقٍ نفت أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العليا أو نفت بعضها وهذا هو معنى التعطيل.
- وأما المشبهة: فهم الذين شبهوا الله تعالى بخلقه ، والتشبيه وقع فيه بعض الأشخاص الذين اشتهر عنهم القول به .
12-عرف الملائكة لغة وشرعا.
الملائكة، جمع مَلَك، وأصله: مَألَك، والألوكة والمألكة: الرسالة.
-وهم خَلْق من خلق الله تعالى خلقهم الله من نور كما في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلقت الملائكة من نور)) الحديث.
13-كيف يكون الإيمان بالملائكة؟
والإيمان بالملائكة يكون بالتصديق بوجودهم وبأعمالهم وبما أخبر الله تعالى عنهم وأخبر به عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحبتهملمحبة الله تعالى لهم بلا مجاوزة للحد؛ فلا يصرف لهم أي نوع من أنواع العبادة.
14-المخالفون في وجود الملائكة خمسة أصناف عددهم.
وأما المخالفون في الإيمان بالملائكة فهم أصناف ومن أشهرهم:
الصنف الأول: الذين أنكروا وجود الملائكة، وهؤلاء هم الملاحدة.
الصنف الثاني: الفلاسفة القدماء الذين يعتقدون أن الملائكة هي التي تصرف الكون وتدبره، وهم يسمونهم الأرواح والعقول المدبرة والنفوس الخيرة، وهذه العقيدة تلقفها بعض السحرة الذين تعاطوا التنجيم.
الصنف الثالث: الذين يبغضون بعض الملائكة ويعادونهم، وهؤلاء اليهود المغضوب عليهم الذين أعلنوا بغضهم لجبريل عليه السلام وعداوتهم له.
الصنف الرابع: الذين لديهم اعتقادات كفريّة باطلة في الملائكة، ومن هؤلاء مشركو العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، والعياذ بالله.
الصنف الخامس: الذين يدعون الملائكة من دون الله تعالى ويطلبون منهم الشفاعة وقضاء الحوائج وهذا كله من العبادة التي من صرفها لغير الله عز وجل فهو مشرك كافر.
15-عدد الكتب التي أنزلها الله.
الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله عليهم السلام منها صحف إبراهيم، والتوراة التي أنزلها الله على موسى، والزبور الذي أنزله على داوود والإنجيل الذي أنزله على عيسى، والقرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وعلى أنبياء الله وسلم
16-اكتب بإيجاز عقيدتك في الإيمان بالرسل؟
الإيمان بالرسل أصل من أصول الإيمان، ويجب علينا أن نؤمن بهم جميعاً جملة وتفصيلا، ما علمنا منهم وما لم نعلم، ولا نفرق بين الله ورسله ولا نفرق بين أحد من رسل الله، وأنهم عباد الله لا يصرف لهم أي نوع من العبادة.
وأنهم رسله فهم الواسطة في تبليغ رسالات الله تعالى؛ أرسلهم الله تعالى رحمة بعباده،
ليبلغوهم رسالات ربهم، ويرشدوهم إلى الصراط المستقيم،
ويبشروا بذلك من آمن بهم وأطاعهم واتبع سبيلهم،
وليحذروا من أسباب سخط الله وعذابه.
وليقيموا الحجة على الناس بالبلاغ، فمن بلغته الحجة وجب عليه الإيمان والاتباع.
17-ما المقصود بالإيمان باليوم الآخر؟
الإيمان باليوم الآخر أصل عظيم من أصول الإيمان، فيه تقوم الساعة، والبَعْث والحساب والجزاء.
· ومن الإيمان باليوم الآخر:
-الإيمان بما يكون في البرزخ بين الحياة الدنيا والآخرة من عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين.
- وقيام الناس لرب العالمين في يوم الفصل.
- والإيمان بالحوض والشفاعة ونصب الموازين ونشر الصحف ونصب الصراط.
- والإيمان بأن الجنة حق، والنار حق.
- والمؤمنون يرون ربهم عز وجل في عرصات القيامة وبعد ما يدخلون الجنة، نسأل الله تعالى من فضله.
18-المخالفون في الإيمان باليوم الآخر على درجتين. وضح ذلك.
- الدرجة الأولى: الكفار المكذبون بالبعث، وهم طوائف من المشركين الوثنيين والملاحدة، وبعض الفلاسفة القدماء الذين يزعمون أن الحشر للأرواح دون الأجساد.
- الدرجة الثانية: المبتدعة الذين أنكروا بعض تفاصيل ما يكون في اليوم الآخر من الحوض والشفاعة ورؤية المؤمنين لربهم عز وجل؛ فهؤلاء مَن بلغته منهم الأحاديث الصحيحة وهو عارف بمعناها عارف بصحتها ثم كذَّب بها فهو كافر لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم
19-اذكر مراتب الإيمان بالقدر مع الاستشهاد لكل مرتبة.
المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله تعالى الأزلي بكل شيء كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
المرتبة الثانية: الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شيء.
قال تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله تعالى، وأنه لا يكون إلا ما يشاؤه الله عز وجل، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قال الله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ}.
المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}، وقال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}.
20-ما المعنى المراد من المشيئة؟ وما أقسامها؟
المشيئة هي الإرادة الكونية، وهي تقع لا محالة، لكن يمكن أن يحبها الله جل وعلا ويمكن أن لا يحبها.
والمشيئة لا أقسام لها؛ بل الإرادة التي تنقسم.
21-بيّن أنواع المخالفين في الإيمان بالقدر.
واعلم أن المخالفين في باب الإيمان بالقدر أنواع:
النوع الأول:المنكرون للقدر جملة، مثل مشركي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وغلاة القدرية.
النوع الثاني:المخاصمون والمعترضون، وهم طوائف من المشركين والزنادقة وبعض أهل البدع.
وقد يقع في شيء من ذلك بعض عصاة المسلمين.
النوع الثالث: الذين ضلوا في باب المشيئة وهم طائفتان من الفرق الضالة
الطائفة الأولى: القدرية ومن أشهرهم المعتزلة ومتأخرو الشيعة.
الطائفة الثانية: الجبرية ومن أشهرهم الأشاعرة والماتريدية.
22-ما معنى الإحسان؟
والإحسان ضد الإساءة ويطلق هذا اللفظ في لسان العرب على معنيين:
المعنى الأول: الإتقان والإجادة، قال الله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}.
والمعنى الثاني: التفضل والزيادة، وقد قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.
وشرعا: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
23-عدد درجاته.
والإحسان فيها على درجتين:
الدرجة الأول: الإحسان الواجب.
الدرجة الثانية: الكمال المستحب.
24-اذكر نواقض الإحسان في العبادة.
فأصبح من نواقض الإحسان في العبادة:
1-الشرك، وقد قال الله تعالى في المشركين: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}.
2-البدعة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في المبتدعة: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) متفق عليه.
3-الغلو، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الغلاة: ((هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون)) رواه مسلم
4-التفريط، وقال صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته ارجع فصلّ فإنك لم تصل.
25-ما معاني الإحسان في نصوص الكتاب والسنة؟
لفظ الإحسان يطلق في النصوص على معان:
المعنى الأول: إحسان العمل وإتقانه، فمن أتى بالعمل على وجه حسن فهو محسن.
المعنى الثاني: فعل الحسنات، كما قال الله تعالى: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن} فالإحسان الأول غير الإحسان الثاني.
المعنى الثالث: البر والإنعام إلى المخلوقين في كل مقام بحسبه قال تعالى: {وبالوالدين إحسانا}، و{وقولوا للناس حسنا}.
ويطلق لفظ الإحسان ويراد به ما يشمل هذه المعاني كلها كما في قوله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.
26-بين درجات الإحسان في القول.
إحسان القول على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: تجنب القول السيء الذي يبغضه الله عز وجل وأسوئه قول الشرك بالله عز وجل.
الدرجة الثانية: الإتيان بالقول الحسن الواجب، في حق الله عز وجل وفي حق الناس.
الدرجة الثالثة: القول الحسن المستحب، وهذه الدرجة مترتبة على الدرجتين السابقتين.
27-وضح أنواع الإحسان في العمل.
على نوعين:
النوع الأول:العبادات العملية بأدائها بإخلاص واتباع بلا غلو ولا تفريط.
النوع الثاني:معاملة الناس، وهي علىثلاث درجات:
الدرجة الأولى: كف الأذى.
الدرجة الثانية: أداء الحقوق الواجبة،
الدرجة الثالثة: الإحسان المستحب.
28-عدد سمات المحسنين.
وفي تأمل سمات المحسنين الجامعة لهم تجد أن أهمها وأظهرها:
1-الصدق والإخلاص.
2-النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين.
3-السكينة.
4-البعد عن التكلف.
5-تركهم ما لا يعنيهم
29-تتضمن شهادة أن محمد رسول الله ثلاثة أمور. عددها.
الأمر الأول: تصديق خبره.
الأمر الثاني: امتثال أمره.
الأمر الثالث: محبته صلى الله عليه وسلم.
30- ما الذي ينقض التصديق بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ مع الشرح
، وهذا التصديق ينقضه أمران:
الأمر الأول: التكذيب.
والأمر الثاني: الشك.
فكلٌّ من المكذب والشاك غير مصدق ولا مؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم.
والتكذيب على درجتين:
الدرجة الأولى: التكذيب المطلق؛ فيدَّعي أنه كذاب في أصل رسالته أي أن الله لم يرسله، أو يكذّبه فيما يخبر به عن الله جل وعلا وعن أمور الغيب.
الدرجة الثانية: تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، كإقرار بعض اليهود والنصارى بأنه رسول، لكن رسالته للعرب وليست لجميع الناس، وكتكذيب بعض من ينتسب للإسلام لبعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم مع إقراره بصحتها عنه؛ فمن كذَّب النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من أخباره فهو كافر بإجماع أهل العلم.
وهي أنه يجب التفريق بين تكذيب خبر الرسول بعد الإقرار بصحته إليه، وبين تكذيب الخبر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فتكذيب الخبر المنسوب الذي لم تتحقق صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم أو تأوَّله المتأوّل على غير معناه الصحيح ليس له حكم تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم.
31-بين درجات المخالفين في طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والمخالفون في هذا الأمر على درجتين:
الدرجة الأولى:الذين لا يرون أنه يلزمهم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهؤلاء كفار غير مسلمين، وإن أقرّوا بصحة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
الدرجة الثانية: الذين يؤمنون بأنه يلزمهم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كبير الأمور وصغيرها وأن ما أوجبه عليهم فهو واجب، وما حرَّمه عليهم فهو حرام، ويلتزمون ذلك، لكنهم يخالفون في بعض الأمر فيرتكبون بعض المحرمات ويتركون بعض الواجبات مع إقرارهم بعصيانهم فهؤلاء من عصاة المسلمين، وهم آثمون مستحقون للعذاب بقدر ما عصوا الرسول فيه، ولا يكفرون إلا إذا أفضت معصيتهم إلى ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام، والعياذ بالله.
32-اذكر درجات الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم.
درجات الاتباع ثلاثة درجات:
الدرجة الأولى: وهي التي لا يصح الإسلام إلا بها وهي تقديم محبته فيما يلزم منه البقاء على دين الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة هم الكفار الأصليون والمرتدّون الذين ارتكبوا ناقضاً من نواقض الإسلام.
الدرجة الثانية: درجة الوجوب، فيطيع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به أمر وجوب، ويجتنب ما نهى عنه نهي تحريم، والمخالف للأمر مستحق للعقاب بقدر مخالفته.
الدرجة الثالثة: درجة الاستحباب والكمال، وهو طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به أمر وجوب أو استحباب على ما يستطيع العبد، واجتناب ما ينهى عنه نهي تحريم وكراهة، وهذه الدرجة من حقَّقها فهو من أهل الإحسان.
ومن خالف فيها بما لا يلحقه بالمخالفين في الدرجة الثانية فهو غير آثم ، لكن يفوته من الخير والفضل بقدر ما فرَّط فيه.
33-قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه...)) ، ما المقصود بنفي الإيمان؟
ويكون معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه...)على ثلاث درجات:
1: نفي أصل الإيمان، وهذا للمخالفين في الدرجة الأولى.
2: نفي الإيمان الواجب، وهذا للمخالفين في الدرجة الثانية.
3: نفي كمال الإيمان ، وهذا للمخالفين في الدرجة الثالثة.
34-بين أصناف الناس في محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
والناس في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الجفاة المقصِّرون في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء على درجتين: كفار، وعصاة.
القسم الثاني: الغلاة الذين غلوا في دعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء على درجتين: مشركون ومبتدعة.
القسم الثالث: المهتدون المتبعون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه الكرام والتابعين لهم بإحسان بلا غلو ولا تفريط، وهؤلاء هم الناجون السعداء.
35-بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه.
وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ، وَهَاشمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ العَرَبِ، وَالعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ، عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ
قال البخاري في صحيحه في كتاب المناقب: (باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان).
36-ما الفرق بين النبي والرسول؟
والفرق بين النبي والرسول أن النبيَّ هو المنبَّأُ –فعيل بمعنى مُفعَل – والرسول هو المأمور بتبليغ ما نُبِّئَ وأُخبر به؛ فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
37-متى فرضت الصلاة؟
أشهرها ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه قبل الهجرة بنحو سنة.
القول الثاني: أنه قبل الهجرة بثلاث سنين.
القول الثالث: أنه بعد البعثة بخمس سنين.
ورجح الشيخ محمد بن عبد الوهاب القول الثاني أي بعد عشر سنين من البعثة.
38-اذكر تفسير صدر سورة المدثر كما ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر:1-7].
وَمَعْنَى: ﴿قمْ فَأَنْذِرْ﴾ يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ.
﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ.
﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ أَيْ: طَهِّرْ أَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ.
﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ الرُّجْزُ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا، وَعَدَاوَتُها وَأَهْلِهَا، وَفِرَاقُهَا وَأَهْلِهَا.
39-عرف الهجرة لغة وشرعا.
- الهجرة في اللغة هي الانتقال من بلد إلى بلد، وسمي فاعل ذلك مهاجراً، لأنه قد هجر بلدَه وقومَه، وَرَغِبَ عن جواره، فلا بد فيها من مفارقة وانتقال.
40-كم أقسام الهجرة؟
والهجرة تنقسم إلى قسمين: هجرة معنوية وهجرة حسية.
* فأما الهجرة المعنوية فهي: هَجْرُ كلِّ ما نهى الله عنه.
*والهجرة الحسية فهي الاِنْتِقَالُ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلى بَلَدِ الإِسْلاَمِ
41-اذكر ثلاثة من مقاصد الهجرة.
- فالهجرة لها مقاصد عظيمة وحكم جليلة:
منها: أنها سبب لحفظ المؤمنين من الفتنة في الدين.
ومنها: أنها سبب لعزة المؤمنين ورفعتهم ومَنَعَتهم من ظلم الكفار وتسلطهم عليهم في أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.
ومنها: أن تميّز المسلمين في بلادٍ لا يكون للكفار سلطان عليها سبب لإقامة الجهاد في سبيل الله، ومقاتلة الكفار الذين لا يستجيبون لدعوة الحق ولا يسالمون المسلمين.
42-ذكر ابن قدامة أقسام الناس في الهجرة. عددها باختصار.
قال ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني: (الناس في الهجرة على ثلاثة أضربٍ:
أحدها: من تجب عليه، وهو من يقدر عليها، ولا يمكنه إظهار دينه، ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار.
الثاني: من لا هجرة عليه، وهو من يعجز عنها، إما لمرضٍ، أو إكراهٍ على الإقامة، أو ضعفٍ؛ من النساء والولدان وشبههم.
والثالث: من تُستحب له، ولا تجب عليه.
وهو من يقدر عليها، لكنه يتمكن من إظهار دينه، وإقامته في دار الكفر.
43-اذكر دليلين من الكتاب ودليلين من السنة على عموم رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-للثقلين.
. وقوله: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً}
• وقوله: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}
• وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ من الأنبياء قبلي...-وذكر منها-
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)).
• وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمَّة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
44-بين أصناف من خالف القول في عموم رسالة الإسلام.
والمخالفون في هذا الأصل على درجتين:
الأولى: الذين ينكرون نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أصلاً.
وهؤلاء كمشركي العرب وطوائف من اليهود والنصارى وغيرهم.
الثانية: الذين يقرون برسالة النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم يزعمون أنها خاصة للعرب فقط ، وأشهر من عرف عنه هذا القول طائفتان:
- فأما الطائفة الأولى: فطائفة يقال لها العيسوية من يهود أصبهان.
- الطائفة الأخرى: طائفة من النصارى أقروا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم زعموا أنه رسول إلى العرب فقط، وأنه لا يلزمهم اتباعه.
45-ما حكم الكذب بالبعث مع الدليل.
المكذب بالبعث كافر، وقد استدل على كفره بأمرين:
الأمر الأول: لأنه مكذب لخبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثاني: أن الله تعالى وصف القائلين بهذا بالقول بأنهم كفار فقال: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} [التغابن:7].
وقد أجمع أهل العلم على كفر من كذب بالبعث.
46- ما المقصد من إرسال الرسل؟
مقاصد إرسال الرسل ثلاثة:
المقصد الأول: إقامة الحجة على العباد ببعثة الرسل وإنزال الكتب.
المقصد الثاني: تبشير من يطيع الله ورسله.
المقصد الثالث: إنذار العصاة.
جمعها الله تعالى في قوله تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.
47-ما حكم أهل الفترة؟
وكون المرء من أهل الفترة لا يقتضي ذلك الحكم بكفره ولا إسلامه، والتفصيل في شأنهم أنهم على ثلاثة أقسام:
-قسم مسلمون متبعون لما بلغهم من الهدى بشريعة سابقة، ومنهم من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بخير كزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل.
-وقسم كفار كذبوا الرسل وقامت عليهم الحجة من دعوة بلغتهم بطريق صحيح، وعلى هذا القسم تحمل الأحاديث الواردة في الحكم على بعض الكفار الذين ماتوا في الفترة بالنار.
-وقسم لم تبلغهم الدعوة فهؤلاء هم الذين وردت فيهم أحاديث الامتحان، وقد روي في مسألة الامتحان نحو سبعة أحاديث ثلاثة منها صحيحة والأخرى في طرقها ضعف.
48-عرف الطاغوت.
الطاغوت: فَعَلُوتٌ من الطغيان والطغيان هو: مجاوزة الحد.
والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع.
49-بيّن رؤوس الطواغيت.
وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ، وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ:
- إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ.
- وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ.
- وَمَنِ ادَّعَى شَيْئاً مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ.
- وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادَةِ نَفْسِهِ.
- وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
50-قوله: (وَفي الحَدِيثِ: ((رأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ)).). اشرح بإجمال.
والمقصود أن قوله صلى الله عليه وسلم: (( رأس الأمر الإسلام)) أي أن أصل أمر الإنسان وما خلق من أجله هو الإسلام؛ فإذا ذهب إسلام المرء ذهب أمره كله ، وأصبح على غير شيء، فسائر أموره إذا لم يسلم لا اعتبار لها ، ولا تنفعه عند الله.
- قوله: ((وعموده الصلاة)) أي هي عمود الإسلام، وشأنها عظيم فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وإذا سقط العمود سقط ما اعتمد عليه، وهذا يبين لك أن شعائر الإسلام معتمدة على الصلاة فإذا صلحت الصلاة صلحت أعمال العبد، وإذا فسدت فسدت عليه أعماله، فلا ينتفع بزكاة ولا صيام ولا حج ولا غيره؛ إذا كانت الصلة بينه وبين الله منقطعة بتضييعه للصلاة.
ولذلك كان أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله الصلاة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر...)) الحديث. رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني، من حديث أبي هريرة.
- قوله: ((وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) أي أعلاه وأشرفه، وهو مظهر عزه وقوته وزينته
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض...)). الحديث.
- وقد تضمَّن هذا الحديث على وجازته بيان ما يكون للإنسان به شأن عند الله تعالى، وهو الإسلام.