دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 12:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 70: قصيدة العباس بن مرداس: لأسماءَ رَسمٌ أصبحَ اليومَ دارِسا = وأقفرَ مِنهَا رحرَحانَ فَراكِسا

وقال العَبَّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ:
لأَسماءَ رَسْمٌ أصبحَ اليومَ دَارِسَا = وأَقْفَرَ مِنهَا رَحْرَحَانَ فَرَاكِسَا
فَجَنْبَيْ عَسِيبٍ لا أَرَى غَيْرَ ماثِلٍ = خلاءً منَ الآثارِ إلاَّ الرَّوَامِسَا
لَيَالِيَ سَلْمَى لا أرَى مِثْلَ دَلِّها = دَلالاً وَأُنْسًا يُهْبِطُ العُصْمَ آنِسَا
وأَحْسَنَ عَهْدًا للمُلِمِّ ببيتِها = ولا مَجلِسًا فيهِ لِمَنْ كانَ جالِسَا
تَضَوَّعَ منها المِسكُ حتَّى كأنَّما = ترَجَّلُ بالرَّيْحَانِ رَطبًا ويَابسَا
فدَعْها ولكِنْ هل أتَاهَا مَقَادُنَا = لأعدائِنَا نُزْجِي الثِّقَالَ الكَوَانِسَا
بِجَمْعٍ يُريدُ ابْنَيْ صُحَارٍ كِلَيْهِمَا = وآلَ زُبَيْدٍ مُخْطِئًا ومُلامِسَا
على قُلُصٍ نَعْلُو بِهَا كُلَّ سَبْسَبٍ = تَخَالُ بِهِ الحِرْباءَ أَشْمَطَ جالِسَا
سمَوْنا لَهُمْ تِسْعًا وعشرينَ ليلةً = نَجُوبُ من الأعراضِ قَفْرًا بَسَابِسَا
فبِتْنَا قُعُودًا في الحديدِ وأصبحُوا = عَلَى الرُّكُبَاتِ يَحْرُدُونَ الأنافِسَا
فلَمْ أرَ مثلَ الحيِّ حيًّا مُصَبِّحًا = ولا مِثْلَنا لمَّا الْتَقَيْنَا فَوَارِسَا
أكرَّ وأحمَى للحقيقَةِ مِنهُمُ = وأضرَبَ منَّا بالسُّيُوفِ القوانِسَا
وأحصَننا منهم فما يبلُغُونَنا = فَوَارِسُ مِنَّا يَحْبِسُونَ المَحَابِسَا
إذَا مَا شَدَدْنَا شدَّةً نَصَبُوا لهَا = صُدُورَ المَذَاكِي والرِّماحَ المَدَاعِسَا
إذَا الخيلُ جالَتْ عن صَرِيعٍ نُكِرُّهَا = عليهِمْ فمَا يَرْجِعنَ إلا عَوَابِسَا
نُطَاعِنُ عَنْ أحسابِنَا برِمَاحِنا = ونضرِبُهُمْ ضَرْبَ المُذِيِدِ الخَوَامِسَا
وكنْتُ أمامَ القومِ أوَّلَ ضارِبٍ = وطاعَنْتُ إذْ كانَ الطِّعَانُ تَخَالُسا
فكانَ شُهُودِي مَعْبَدٌ ومُخَارِقٌ = وبِشْرٌ ومَا اسْتَشْهَدْتُ إلا الأَكايِسَا
مَعِي ابنَا صُرَيْمٍ دارعانِ كلاهُمَا = وعُرْوَةُ لولاهُمْ لَقِيتُ الدَّهَارِسَا
ومَارَسَ زَيدٌ ثُمَّ أَقْصَرَ مُهْرُهُ = وحُقَّ لَهُ في مِثلِهَا أنْ يُمَارِسَا
وقُرَّةُ يَحْمِيِهمْ إذا مَا تَبَدَّدُوا = ويَطْعُنُهُمْ شَزْرًا فأَبرحْتَ فَارِسَا
ولوْ ماتَ منهُمْ مَن جَرَحْنَا لأصبحَتْ = ضِبَاعٌ بأكنافِ الأراكِ عَرَائِسَا
ولكنَّهُمْ في الفارسيِّ فلا ترَى = مِنَ القومِ إلا في المُضَاعَفِ لابِسَا
فإنْ يَقْتُلُوا مِنَّا كريمًا فإنَّنَا = أَبَأْنَا بهِ قَتْلَى تُذِلُّ المَعَاطِسَا
قَتَلْنَا بهِ في مُلتَقى الخيلِ خَمْسةً = وقَاتِلَهُ زدنَا معَ الليلِ سادِسَا
وكُنَّا إذَا مَا الحربُ شَبَّتْ نَشُبُّهَا = ونَضرِبُ فيهَا الأَبْلَخَ المُتَقَاعِسَا
فأُبنَا وأَبْقَى طَعْنُنَا مِنْ رِمَاحِنا = مَطَارِدَ خطِّيٍّ وحُمْرًا مَدَاعِسَا
وجُرْدًا كأنَّ الأُسْدَ فوقَ مُتُونِها = مِنَ القَومِ مرءُوسًا وآخَرَ رَائِسَا


  #2  
قديم 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م, 11:59 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون


70
وقال العباس بن مرداس *

[من المنصفات]
1 لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا = وأقفر منها رحرحان فراكسا
ـــــــــــــ
(*) ترجمته: هو العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس بن رفاعة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، أحد الصحابة، أسلم قبل فتح مكة بيسير. ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أعطى المؤلفة قلوبهم فضل عليه عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فقام وأنشده شعرًا قاله في ذلك، فأمر بلالاً فأعطاه حتى رضى، في خبر مشهور. وأم العباس هي الخنساء الشاعرة. وانظر الإصابة والشعراء 166، 467 470 والمرزباني 262 263 والطبري 3: 136 137 والأغاني 13: 62 70 واللآلي 32 33 والخزانة 1: 73.
جو القصيدة: هذه القصيدة من المنصفات. انظر ما سبق في حواشي الأصمعية 69. قال أبو عبيدة: غزت بنو سليم ورئيسهم عباس بن مرداس مرارًا، فجمع لهم عمرو بن معد يكرب فالتقوا بتثليث من أرض اليمن، بعد تسع وعشرين ليلة، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، فقتل من كبار مراد ستة، وقتل من بني سليم رجلان، وصبر الفريقان حتى كره كل واحد منهما صاحبه، فقال عباس بن مرداس قصيدته التي على السين، وهي إحدى المنصفات.
وقد بدأ قصيدته بذكر الأطلال والحبيبة، وانتقل بعد إلى وصف الحرف وقد ساروا إلى الأعداء في جمع كثيف، يمتطون الإبل ويقودون الخيل، في رحلة طويلة قضوا فيها تسعًا وعشرين ليلة، وصبحوا أعداءهم على حين غرة، هم في الحديد وأعداؤهم في غفلة عنهم ينحرون الإبل ويقطعونها، ولكنهم عندما رأوهم، أدوا للحرب حقها، وقاوموا أعنف مقاومة، في استبسال رائع. ثم فخر بشجاعته التي شهد له بها الكثير، وفخر كذلك بشجعان قومه وشدة طعنهم للأعداء الذين حمتهم دروعهم من الهلاك، وأن قومه قتلوا بكريم منهم ستة من أعدائهم.
وروى أبو الفرج أن عمرو بن معد يكرب أجابه عن هذه القصيدة بقصيدة أولها:
لمن طلل بالخيف أصبح دارسا = تبدل آرامًا وعينا كوانها
تخريجها: هي في الأوربية برقم 38. والبيت 1 في الخزانة 3: 518 والأغاني 13: 67 و6، 9، 11، 14، 13، 28، 17، 22 في الأغاني 13: 67 68. و11، 12، 14، 15 في شرح الحماسة للمرزوقي 440 442 والخزانة 3: 518. وعجز 12 في شرح المرزوقي 1700.
(1) في الشنقيطية «أقفر المكان، إذا وجده قفرًا. والضمير لأسماء»، أي ضمير «منها».


2 فجنبي عسيب لا أرى غير ماثل = خلاء من الآثار إلا الروامسا
3 ليالي سلمى لا أرى مثل دلها = دلالا وأنسًا يهبط العصم آنسًا
4 وأحسن عهدًا للملم ببيتها = ولا مجلسًا فيه لمن كان جالسا
5 تضوع منها المسك حتى كأنما = ترجل بالريحان رطبًا ويابسا
6 فدعها ولكن هل أتاها مقادنا = لأعدائنا نزجي الثقال الكوانسا
7 بجمع يريد ابني صحار كليهما = وآل زبيد مخطئًا وملامسا
8 على قلص نعلو بها كل سبسب = تخال به الحرباء أشمط جالسا
9 سمونا لهم تسعا وعشرين ليلة = نجوب من الأعراض قفرًا بسابسا
10 فبتنا قعودًا في الحديد وأصبحوا = على الركبات يحردون الأنافسا
11 فلم أر مثل الحي حيا مصبحا = ولا مثلنا لما التقينا فوارسا
12 أكر وأحمي للحقيقة منهم = وأضرب منا بالسيوف القوانسا
ـــــــــــ
(2) الروامس، أراد الآثار المرموسة، أي المطموسة. جاء نظيره في قول البريق:
ذهبت أعوره فوجدت فيه = أواريا رواسي والغبارا
قال في اللسان «قد يكون على النسب، وقد يكون على وضع فاعل مكان مفعول».
(3) العصم: جمع أعصم وعصماء، وهو الوعل.
(5) الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه.
(6) في هامش ش «يعني النساء في الحمول» وأصله من كنس الظبى: دخل في كناسه، جعله لدخول المرأة في هودجها. و«الكوانس» كذا وردت في النسختين. لكن في الأغاني «الكوادسا»، وهي رواية جيدة، يقال كدس الفرس، إذا مشى كأنه مثقل. وكدست الخيل، إذا أسرعت وركب بعضها بعضًا في سيرها.
(8) الأشط: الأشيب قد خالط سواد شعره بياض.
(9) في ط «سبعًا وعشرين ليلة».
(10) في هامش ش «يقطعون النوق». يقال حرد اللحم، إذا قطعه. والأنافس: جمع الأنفس، أي الأحب والأكرم. في ط «يجردون الأيابسا». جرد العظم: خلص منه اللحم. والأيابس: ما كان مثل عرقوب وساق.
(12) أكر: أكثر كرا. الحقيقة: ما يحق على المرء أن يحميه. القوانس: جمع قونس، وهو أعلى بيضة الرأس.


13 وأحصننا منهم فما يبلغوننا = فوارس منا يحبسون المحابسا
14 إذا ما شددنا شدة نصبوا لها = صدور المذاكي والرماح المداعسا
15 إذا الخيل جالت عن صريع نكرها = عليهم فماي رجعن إلا عوابسا
16 نطاعن عن أحسابنا برماحنا = ونضربهم ضرب المذيد الخوامسا
17 وكنت أمام القوم أول ضارب = وطاعنت إذ كان الطعان تخالسا
18 فكان شهودي معبد ومخارق = وبشر، وما استشهدت إلا الأكايسا
19 معي ابنا صريم دارعان كلاهما = وعروة، لولاهم لقيت الدهارسا
20 ومارس زيد ثم أقصر مهره = وحق له في مثلها أن يمارسا
21 وقرة يحميهم إذا ما تبددوا = ويطعنهم شزرًا فأبرحت فارسا
22 ولومات منهم من جرحنا لأصبحت = ضياع بأكناف الأراك عرائسا
23 ولكنهم في الفارسي فلا ترى = من القوم إلا في المضاعف لابسا
24 فإن يقتلوا منا كريما فإننا = أبأنا به قتلى تذل المعاطسا
ـــــــــــــ
(14) المذاكي: جمع مذك، وهو ما جاوز القروح بسنة. وقد قرح الفرس، إذا دخل في السادسة. المدعس من الرماح: الغليظ الشديد الذي لا ينثني.
(16) المذيد: الذي يعينك على ما تذود. الخوامس: الإبل التي وردت خمسًا، وهو أن تشرب يومًا وترعى ثلاثة ثم ترد في اليوم الخامس.
(18) الأكايس: جمع الأكيس. والكيس: العقل.
(19) الدهارس في هامش الشنقيطية «أي الدواهي».
(20) أقصر: كف ونزع. وفي ش «أقصد».
(21) أبرحت: جئت بأمر مفرط معجب.
(22) في صلب ش «يقال إن الضبع إذا مات القتيل فانتفخ ذكره تقعد عليه». وانظر الحيوان 6: 450 451.
(23) الفارسي: يعني به الدروع. المضاعف: المنسوج حلقتين حلقتين.
(24) أباءه به: قتله به. البواء: السواء والكفء. المعاطس: الأنوف.


25 قتلنا به في ملتقى الخيل خمسة = وقاتله زدنا مع الليل سادسا
26 وكنا إذا ما الحرب شبت نشبها = ونضرب فيها الأبلخ المتقاعسا
27 فأبنا وأبقى طعننا من رماحنا = مطارد خطى وحمرا مداعسا
28 وجردًا كأن الأسد فوق متونها = من القوم مرؤوسا وآخر رائسا
ـــــــــــــ
(26) الأبلخ: المتكبر، وفي ش «الأبلج» وهو المشرق الوجه، أو الذي وضح ما بين حاجبيه. والمتقاعس: المتمنع الذي لا يطأطئ رأسه.
(27) في صلب ش «المطارد ما يبقى من الرماح إذا تكسرت». والمعروف أن المطرد الرمح القصير. ولا تناقض بين القولين، إذ يسوي ما تكسر من الرماح ليجعل رمحًا قصيرًا. والخطى: الرماح المنسوبة إلى خط البحرين. والمداعس سبق تفسيرها في البيت 14.
[شرح الأصمعيات: 204-207]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
70, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir