دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:24 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الباب الثانى والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف القاف

( الباب الثانى والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف القاف )
وهى: القاف، وقبح، وقبر، وقبس، وقبص وقبض، وقبل، وقتر، وقتل، وقحم، وقد، وقدر، وقدس، وقدم، وقذف، وقر، وقرب، وقرح، وقرد، وقرطس، وقرض، وقرع، وقرف، وقرن، وقرأ، وقرى، وقس، وقسر، وقسط، وقسم، وقسو، وقشعر، وقص، وقصد، وقصر، وقصف، وقصم، وقصو، وقضب، وقضى، وقط، وقطر، وقطع، وقطف، وقطمر، وقعد، وقعر، وقفل، وقفو، وقلب، وقلد، وقل، وقلم، وقلى، وقمح، وقمر، وقمص، وقمطر، وقمع، وقمل، وقنت، وقنط، وقنع، وقنو، وقنى، وقوب، وقوت، وقوس، وقول، وقوم، وقوى، وقهر، وقيل، وقيع.


التوقيع :
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:28 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى القاف )

( بصيرة فى القاف )

وإنه وارد على تسعة أوجه:
1- حرف هجاء لهوى مخرجه من اللهاة قرب مخرج الكاف. والنسبة قافى. والفعل منه :قوفت قافا حسنا وحسنة. والجمع: أقواف وقافات.
2- اسم لعدد المائة فى حساب الجمل.
3- القاف الأصلى فى الكلم، كما فى: قول، وقلو، ولوق.
4- قاف الإتباع والمزاوجة: هو ابن عمى لحا قحا، أى خالصا.
5- القاف المبدلة من الكاف: أعرابى قح وكح، أى محض خالص. {فأما اليتيم فلا تقهر}، و {لا تكهر} قرأ بها ابن مسعود رضى الله عنه.
6- قاف العجز والضرورة، كقوله العرب: قال فى كال. والترك يقولون فى خادم: قادم.
7- القاف المكررة: نحو: حق: وحقوق.
8- القاف الكافية التى يختصر عليها من الكلمة: نحو: {ق والقرآن} و {حم * عسق} قال الشاعر:
قلت لها قفى فقالت لى قاف أى وقفت
9- قاف: اسم جبل محيط بالعالم.
10- القاف اللغوى: معناه فى اللغة: الرجل المصلح بين القوم.
قال أبو النجم:
*مهذب الخلقة أريحى * قاف بسيط الكف عبقرى*

  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:29 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قبح وقبر وقبس )

( بصيرة فى قبح وقبر وقبس )

ما ينبو عنه البصر من الأعيان يقال فيه: قبيح. وكذا ما تنبو عنه النفس من الأفعال والأحوال. وهذا قبيح مستقبح. وأحسنت وأقبح أخوك: جاء بفعل قبيح. وقبحت عليه فعله. وقبحه الله: أبعده. وفلان مقبوح: منحى عن الخير. قال تعالى: {هم من المقبوحين} أى المعلمين بعلامة قبيحة، وذلك إشارة إلى ما وصف الله تعالى به الكفار من المذام، ومن سواد الوجه وزرقة العيون، وسحبهم فى الأغلال ونحو ذلك.
والقبر: منزل الميت. ونقلوا من القصور إلى القبور، ومن المنابر إلى المقابر. والمقبرة والمقبرة: مجتمع القبور. قال:
*لكل أناس مقبر بفنائهم * فهم ينقصون والقبور تزيد*
وقبره: جعله فى القبر. وأقبره: جعل له مكانا يقبر فيه، وقال تعالى: {ثم أماته فأقبره}، وقيل: معناه: ألهم كيف يدفن. وقوله تعالى: {حتى زرتم المقابر} كناية عن الموت. وقوله: {إذا بعثر ما في القبور} إشارة إلى حال البعث، وقيل: إشارة إلى حين كشف السرائر. فإن أحوال الناس فى الدنيا مستورة كأنها مقبورة، وقيل معناه: إذا زالت الجهالة بالموت. وكأن الكافر والجاهل ما دام فى الدنيا مقبور، فإذا مات فقد نشر من قبره وأخرج / من جهالته، وذلك معنى الأثر: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا". والله تعالى أشار إلى هذا بقوله: {ومآ أنت بمسمع من في القبور}.
خذ قبسا من النار ومقبسا ومقباسا، واقبس لى نارا. ومنه: وما أنت إلا كالقابس العجلان، أى كالمقتبس.

وقبسته، نارا وعلما وأقبسته، كقولك: بغيته وأبغيته. وما أنا إلا قبسة من نارك، وقبضة من آثارك. قال تعالى: {نقتبس من نوركم}.
وحمى قبس لا حمى عرض، أى اقتبسها من غيره ولم تعرض له من تلقاء نفسه.

  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:30 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قبص وقبض )

( بصيرة فى قبص وقبض )

القبص والتقبيص: التناول بأطراف الأصابع. وذلك المتناول قبصة وقبصة وقبيصه. وقرئ فى الشاذ: {فقبضت قبضة من أثر الرسول}.
والقبض: التناول باليد، والسوق الشديد. والمتناول قبضة وقبضة، قال تعالى: {فقبضت قبضة من أثر الرسول}. يقال: قبضت من أثره قبضة وقبضا، واقتبضت. قال أبو الجهم الجعفرى:
*قالت له واقتبضت من أثره * يا رب صاحب شيخنا فى سفره*
قيل له: كيف اقتبضت من أثره؟ قال: أخذت قبضة من أثره فى الأرض فقبلتها. وعن مجاهد فى قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} يعنى القبض التى تعطى عند الحصاد. وقوله تعالى: {ويقبضون أيديهم} أى يمتنعون عن العطاء والإنفاق.
ويستعار القبض للتصرف فى شىء وإن لم يكن [فيه] مراعاة اليد والكف، نحو: قبضت الدار والأرض أى حزتها. وقوله تعالى: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} أى فى حوزه حيث لا تملك لأحد. وقوله تعالى: {والله يقبض ويبسط} أى يسلب ناسا ويعاطى آخرين، أو يجمع مرة ويفرق مرة، أو يميت ويحيى.

وقد يكنى بالقبض عن الموت فيقال: قبضه الله. [وقوله تعالى: {ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا} إشارة إلى نسخ ظل الشمس]. أخبر الله تعالى فى هذه الآية أنه بسط الظل ومده وجعله متحركا تبعا لحركة الشمس، ولو شاء لجعله ساكنا لا يتحرك، إما بسكون المظهر له والدليل عليه، وإما بسبب آخر. ثم أخبر أنه قبضه بعد بسطه قبضا يسيرا، وهو شىء بعد شىء، لم يقبضه جملة. فهذا من أعظم آياته الدالة على كمال قدرته وحكمته. فندب سبحانه إلى رؤية صنعه وقدرته وحكمته فى هذا الفرد من مخلوقاته، ولو شاء لجعله لا صقا بأصل ما هو ظل له من جبل وبناء وحجر وغيره فلم ينتفع به أحد، فإن كمال الانتفاع به تابع لمده وبسطه وتحوله من مكان إلى مكان. وفى مده وبسطه ثم قبضه شيئا فشيئا من المصالح والمنافع مالا يخفى ولا يحصى، فلو كان ساكنا دائما أو قبض دفعة واحدة لتعطلت مرافق العالم ومصالحه. وفى دلالة الشمس على الظلال ما تعرف به أوقات الصلوات، وما مضى من اليوم وما بقى منه، وفى تحركه وانتقاله ما يبرد ما أصابه حر الشمس، وينتفع الحيوان والشجر والنبات. فهو من آيات الله الدالة عليه.
وفى الآية وجه آخر. وهو أنه سبحانه مد الظل حين بنا السماء كالقبة المضروبة، ودحا الأرض عنها، فألقت القبة ظلها عليها، فلو شاء سبحانه لجعله ساكنا مستقر فى تلك الحال، ثم خلق الجبال ونصبها دليلا على ذلك الظل، فهو يتبعها فى حركتها، يزيد وينقص، ويمتد ويقلص، فهو تابع لها تبعية المدلول / لدليله.
وفيه وجه آخر، وهو أن يكون المراد قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه، وهى الأجرام التى تلقى الظلال، فيكون قد ذكر إعدامه بإعدام أسبابه؛ كما ذكر إنشاءه بإنشاء أسبابه. وقوله: {قبضناه إلينا قبضا يسيرا} كأنه يشعر بذلك. وقوله: {قبضا يسيرا} يشبه قوله: {ذلك حشر علينا يسير}، وقوله بصيغة الماضى لا ينافى ذلك كقوله: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه}.
والوجه فى الآية هو الأول. وهذان الوجهان إن أراد من ذكرهما دلالة الآية عليهما إشارة وإيماء فقريب، وإن أراد أن ذلك هو المراد من لفظها فبعيد؛ لأنه سبحانه جعل ذلك آية ودلالة عليه للناظر فيه كما فى سائر آياته التى تدعو عباده إلى النظر فيها، فلا بد أن يكون ذلك أمرا مشهودا تقوم به الدلالة،ويحصل به المقصود.
قال المحققون من السالكين: القبض نوعان: قبض فى الأحوال، وقبض فى الحقائق. فالقبض فى الأحوال: أمر يطرق القلب ويمنعه عن الانبساط والفرح، وهو نوعان أيضا: أحدهما: ما يعرف سببه كتذكر ذنب، أو تفريط، أو بعد، أو جفوة، أو حدوث ذلك. والثانى: ما لا يعرف سببه بل يهجم على القلب هجوما لا يقدر على التخلص منه، وهذا هو القبض المشار إليه بألسنة القوم، وضد البسط.
فالقبض والبسط عندهم حالتان للقلب لا يكاد ينفك عنهما. قال أبو القاسم الجنيد: فى معنى القبض والبسط معنى الخوف والرجاء، فالرجاء يبسط إلى الطاعة، والقبض والخوف يقبض عن المعصية.
وكلهم تكلم فى القبض والبسط حتى جعلوه أقساما: قبض تأديب، وقبض تهذيب، وقبض جمع، وقبض تفريق. ولهذا يمتنع به صاحبه إذا تمكن منه من الأكل والشرب والكلام، ويقل الانبساط إلى الأهل وغيرهم.
فقبض التأديب يكون عقوبة على غفلة أضو خلطاء سوء، أو فكرة رديئة.
وقبض التهذيب يكون إعدادا لبسط عظيم يأتى بعده. فيكون القبض قبله كالتنبيه عليه والمقدمة له، كما كان الغت والغط بين يدى الوحى إعدادا لوروده. وهكذا الخوف الشديد مقدمة بين يدى الأمن. فقد جرت سنة الله - سبحانه - أن هذه الأمور النافعة المحبوبة يدخل إليها من أبواب أضدادها.
وأما قبض الجمع فهو ما يحصل للقلب حالة جمعيته على الله من انقباضه عن العالم وما فيه، فلا يبقى فيه فضل ولا سعة لغير من اجتمع عليه قلبه. وفى هذه من أراد من صاحبه ما يعهده منه من المؤانسة والمذاكرة فقد ظلمه.
وأما قبض التفرقة فهو القبض الذى يحصل لمن تفرق قلبه عن الله وتشتت فى الشعاب والأودية. فأقل عقوبته ما يجده من القبض الذى ينتهى معه الموت.
وثم قبض آخر خص الله به صيابته أى خواص عباده. وهم ثلاث فرق:
فرقة قبضهم إليه قبض التوفى أوقبض التوقى - من الوقاية - أى سترهم عن أعين الناس وقاية لهم وصيانة عن ملابستهم، فغيبهم عن أعينهم. وهؤلاء أهل الانقطاع والعزلة عن الناس وقت فساد الزمان. ولعلهم الذين قال [فيهم] النبى صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر"، وقوله: "ورجل معتزل فى شعب من الشعاب يعبد ربه، ويدع الناس من شره". وهذه الحال تحمد فى بعض الأماكن والأوقات دون بعضها، وإلا فالمؤمن الذى يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من هؤلاء.
وفرقة أخرى مستورون فى لباس التلبيس، مخالطون للناس، والناس يرون ظواهرهم وقد ستر الله سبحانه حقائقهم وأحوالهم عن رؤية الخلق لها، فحالهم ملتبس على الناس. فإذا رأوا منهم ما يرون من أبناء الدنيا - من الأكل والشرب واللباس والنكاح وطلاقة الوجه وحسن المعاشرة - قالوا: هؤلاء منا أبناء الدنيا، وإذا رأوا ذلك الجد والهم والصبر والصدق وحلاوة المعرفة والإيمان والذكر، وشاهدوا أمورا ليست فى أبناء الدنيا، قالوا: هؤلاء أبناء الآخرة، فالتبس حالهم عليهم فهم مستورون عنهم. فهؤلاء هم الصادقون، هم مع الناس، والناس لا يعرفونهم ولا يعرفون بهم رأسا، وهم من سادات أولياء الله. وهذه الفرقة بينها وبين الفرقة الأولى من الفضل مالا يعلمه إلا الله. فهم بين الناس بأبدانهم، ومع الرفيق الأعلى بقلوبهم، فإذا قبضوا انتقلت أرواحهم إلى تلك الحضرة؛ فإن المرء مع من أحب. وما أحسن قول القائل
*ووراء هاتيك الستور محجب * بالحسن كل العز تحت لوائه*
*لو أبصرت عيناك بعض جماله * لبذلت منك الروح فى إرضائه*
*ما طابت الدنيا بغير حديثه * كلا ولا الأخرى بدون لقائه*
*يا خاسرا هانت عليه نفسه * إذ باعها بالغبن من أعدائه*
*لو كنت تعلم قدر ما قد بعته * لفسخت ذاك البيع قبل وفائه*
*أو كنت كفؤا للرشاد وللهدى * أبصرت لكن لست من أكفائه*
وفرقة ثالثة قبضهم إليه فصافاهم مصافاة ستر وفيض ومدد عليهم وهذه الفرقة أعلى من الفرقتين المتقدمتين، لأن الحق سبحانه قد سترهم عن نفوسهم، وشغلهم به عنهم، فهم فى أعلى الأحوال والمقامات، ولا التفات لهم إليها. فهؤلاء قلوبهم معه سبحانه لا مع سواه، بل هم مع السوى بالمجاورة والامتحان، لا بالمساكنة والألفة، وقد سترهم وليهم وحبيبهم عنهم، وأخذهم إليه منهم, والله أعلم.

  #5  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قبل )

( بصيرة فى قبل )
قبل: نقيض بعد، يقال: أتيتك من قبل، وأتيتك قبل، وقبل بالتنوين، وقبل بالفتح، وقبلا منونة.
والقبل - بضمتين -: نقيض الدبر. ويكنى بهما عن السوء تين، ومن الجبل: سفحه، ومن الزمان: أوله. وإذا أقبل قبلك - بالضم - أى أقصد قصدك.
وقبل يستعمل على أوجه:
الأول: فى المكان بحسب الإضافة؛ كقول الخارج من اليمن إلى بيت المقدس: مكة قبل المدينة، ويقول الخارج من القدس إلى اليمن: المدينة قبل مكة.
الثانى: فى الزمان: زمان معاوية قبل زمان عمر بن عبد العزيز.
الثالث: فى المنزلة، نحو: فلان عند السلطان قبل فلان.
الرابع: فى الترتيب الصناعى، نحو: تعلم الهجاء قبل تعلم الخط.
والقبل والإقبال والاستقبال: التوجه. والقابل: الذى يستقبل الدلو من البئر فيأخذها. والقابلة: التى تأخذ الولد عند الولادة.
وقبل توبته يقبلها قبولا وتقبلها، قال تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} وقال: {غافر الذنب وقابل التوب}.
والتقبل: قبول الشىء على وجه يقتضى ثوابا كالهدية. وقوله تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين} تنبيه أنه ليس كل عبادة متقبلة. بل إذا كانت على وجه مخصوص. وقوله تعالى: {فتقبلها ربها بقبول حسن}، قيل: معناه: قبلها، وقيل: تكفل بها. وإنما قال: {تقبلها بقبول} ولم يقل {بتقبل} للجمع بين الأمرين: التقبل الذى هو الترقى فى القبول، والقبول الذى يقتضى الرضا والإثابة. وقيل: القبول هو من قولهم: فلان عليه قبول، أى من رآه أحبه.
وقوله: {وحشرنا عليهم كل شيء قبلا} قيل: هو جمع قابل، ومعناه: مقابل لحواسهم. قال مجاهد: جماعة جماعة فيكون جمع قبيل، وكذلك قوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قبلا}. ومن قرأ {قبلا} بكسر القاف
فمعناه عيانا، وكذا قوله تعالى: {وحشرنا عليهم كل شيء قبلا} أى عيانا، {وقبلا} أى جماعة جماعة.
والقبيل: جمع قبيلة، وهى الجماعة المجتمعة التى تقبل بعضها على بضع، قال تعالى: {وجعلناكم شعوبا وقبآئل}، مأخوذ من قبائل الرأس وهى القطع المشعوب بعضها إلى بعض. قيل ترتيب صنوف الأحياء على ترتيب الأعضاء. فأولها القبيلة من قبائل الرأس، ثم الشعب، ثم العمارة هى الصدر، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة، وهى الساق. وأعظمها الحى لأنه يجمع الجميع.
وقوله: {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا} أى جماعة جماعة. وقيل: معناه كفيلا من قولهم: قبلت فلانا وتقبلت به أى تكفلت. وقيل: مقابلة، أى معاينة. والمقابلة والتقابل أن يقبل بعضهم على بعض إما بالذات وإما بالعناية والمودة، قال تعالى: {متكئين عليها متقابلين}.
ولى قبل فلان حق كقولك عنده، قال تعالى: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}. ويستعار ذلك للقوة والقدرة، فيقال: لا قبل لى بكذا، أى لا يمكننى أن أقابله، قال تعالى: {وجآء فرعون ومن قبله}، وقوله: {بجنود لا قبل لهم بها} أى لا طاقة لهم على استقبالها ودفاعها.
والقبلة فى الأصل: الحالة التى عليها المقابل، نحو الجلسة والقعدة، وفى التعارف صارا اسما للمكان المقابل المتوجه إليه للصلاة. وقوله تعالى: {واجعلوا بيوتكم قبلة} أى متقابلة. وقوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق}، أى نحوه.

  #6  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:32 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قتر )

( بصيرة فى قتر )
قتر على أهله يقتر ويقتر، وأقتر وقتر، أى ضيق عليهم وقلل، قال تعالى: {لم يسرفوا ولم يقتروا}، وقرىء: {ولم يقتروا}.
واقتتر الصائد وتقتر للصيد: اختفى فى القترة ليختله، وهى ناموس الصائد الحافظ لقتار الإنسان أى ريحه.
ورجل مقتر وقتور. وقوله: {وكان الإنسان قتورا} تنبيه على ما جبل عليه الإنسان من البخل.
ورجل مقتر - كمحسن -: مقل، قال تعالى: {وعلى المقتر قدره}. ويوجهه قتر وقترة، وهو ما يغشاه من غبرة الكذب والموت. قال تعالى: {ترهقها قترة}. وكأن المقتر والمقتر هو الذى يتناول من الشىء قتاره. ورجل قاتر: ضعيف.
وابن قترة: حية لا تطنى. وأبو قترة كنية إبليس. وقترة البستان: خرقه الذى يدخل الماء منه، ومن الباب: مكان الغلق. وهم فى قترة من العيش: ضيق.
وتقتر له: تلطف، وللرمى: تهيأ.

  #7  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:32 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قتل )

( بصيرة فى قتل )
قتله يقتله قتلا وتقتالا: أزال روحه عن جسده. وقتل الرجال وقاتلهم وتقاتلوا واقتتلوا. وأقتله: عرضه للقتل، كما قال مالك بن نويرة لامرأته الحسناء حين رآها خالد بن الوليد: أقتلتنى يا امرأة، أى سيقتلنى من أجلك.
وقوله تعالى: {قتل الخراصون} دعاء عليهم، و [هو] من الله إيجاد لذلك. وقيل: معناه لعن الخراصون وطردوا / وكذا قوله تعالى: {قتل الإنسان مآ أكفره}، و {قتل أصحاب الأخدود}، كل ذلك بمعنى اللعن والطرد. ويقال: قتل الشىء خبرا أى علمه وتحققه، ومنه قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أى ما علموه ولا حققوه. وقوله تعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله} أى جفاه، و {قطعه فقتله} وقوله تعالى: {فاقتلوا أنفسكم} أى ليقتل بعضكم بعضا. وقال تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم}.
وقوله: {قاتلهم الله} أى لعنهم الله. وقيل معناه: قتلهم الله. والصحيح الأول، والمعنى صار يتصدى لمحاربة الله، فإن من قاتل الله مقتول. وقال تعالى: {فلم تقتلون أنبيآء الله}، {وقتلهم الأنبياء بغير حق}، وقال: {وقتل داود جالوت}، وقال: {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس}، {اقتلوا أبنآء الذين آمنوا معه واستحيوا}، {إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك}، {كتب عليكم القصاص في القتلى}، {حتى إذا لقيا غلاما فقتله} : اقتلع رأسه بيده. {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه}، {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير
رقبة}، {والفتنة أشد من القتل}، {وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت}، {لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزآء مثل ما قتل من النعم}، {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات}، {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا}، {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} إلى قوله {فيقتلون ويقتلون}، وقال: {وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا }.
والاقتتال كالقتال. قال الله تعالى {وإن طآئفتان من المؤمنين اقتتلوا} أى قاتلوا.

  #8  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:33 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قد )

( بصيرة فى قد )
القد: الشق طولا. قددت السير وغيره أقده قدا، قال الله تعالى: {إن كان قميصه قد}، ومنه حديث على رضى الله عنه: إذا تطاول قد، وإذا تقاصر قط. والقد: المقدود، ومنه قيل لقامة الإنسان: قده كقولك: تقطيعه. والقد - بالكسر -: النعل لم تجرد من الشعر، والسير يقد من جلد مدبوغ، ومنه الحديث: "ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قده خير من الدنيا وما فيها"، أراد بالقد السوط لأنه يتخذ من القد.
والقد: الطريقة، والفرقة من الناس إذا كان هوى كل واحد على حدة، قال الله تعالى: {كنا طرآئق قددا}، أى فرقا مختلفة أهواؤها. ومعنى {قددا}: متفرقين يعنى فى اختلاف الأهواء.
وقد - مخففة -: حرف لا يدخل إلا على الأفعال، وهو جواب لقولك: لما يفعل. وزعم الخليل أن هذا لمن ينتظر الخبر، يقول: قد مات فلان، ولو أخبره وهو لا ينتظره لم يقل: قد مات، ولكن يقول: مات فلان. وقد يكون بمعنى ربما، قال.
*قد أترك القرن مصفرا أنامله * كأن أثوابه مجت بفرصاد*
فإن جعلتها اسما شددتها، قلت: كتبت قدا حسنة. وكذلك كى، وهو، ولو، لأن هذه الحروف لا دليل على [ما] نقص منها، فيجب أن يزاد فى آخرها ما هو من جنسها ويدغم، إلا فى الألف فإنك تهمزها. ولو سميت رجلا بـ(لا) و (ما) ثم زدت فى آخره ألفا همزت؛ لأنك تحرك الثانية، والألف إذا تحركت صارت همزة.
فأما قولهم: قدك بمعنى حسبك، وقدنى بمعنى حسبى، فاسم، تقول: قدى وقدنى / أيضا بالنون على غير قياس؛ لأن هذه النون إنما تزاد فى الأفعال وقاية لها، مثل: ضربنى وشتمنى. قال ابن عتاب الطائى:
*فناولته من رسل كوماء جلدة * وأغضيت عنه الطرف حتى تضلعا*
*إذا قال: قدنى، قلت: بالله حلفة * لتغنن عنى ذا إنائك أجمعا*
وفى رواية أبى زيد فى نوادره:
*إذا هو آلى حلفة قلت مثلها * لتغنن عنى ذا إنائك أجمعا*
وقد: كلمة لا يكون الماضى حالا إلا بإضمارها أو بإظهارها معه، وذلك مثل قول الله تعالى: {أو جآءوكم حصرت صدورهم}، لا يكون {حصرت} حالا إلا باضمار قد، فيكون تقدير الكلام: حصرة صدورهم. وقال الفراء فى قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا}، المعنى: وقد كنتم، ولولا إضمار قد لم يجز مثله فى الكلام؛ ألا ترى أن قوله تعالى فى سورة يوسف {إن كان قميصه قد من قبل فصدقت} معناه فقد صدقت. وأما الحال فى المضارع فشائعة دون قد ظاهرة أو مضمرة.
وقد تقرب الماضى من الحال، إذا قلت قد فعل، ومنه قول المؤذن: قد قامت الصلاة. ويجوز الفصل بينها وبين الفعل بالقسم، كقولك: قد والله أحسنت، وقد لعمرى بت ساهرا. ويجوز طرح الفعل بعدها إذا فهم كقول النابغة الذبيانى:
*أفد الترحل غير أن ركابنا * لما تزل برحالنا وكأن قد*
أى كأن قد زالت.
وإذا دخلت قد على فعل ماض فإنما تدخل على كل فعل متجدد، نحو قوله: {قد سمع الله}، ولذلك لا يصح أن تستعمل فى أوصاف الله تعالى الذاتية، نحو قد كان الله عليما حكيما. وقوله: {علم أن سيكون منكم مرضى} متناول للمرض فى المعنى؛ كما أن النفى فى قولك: ما علم الله زيدا يخرج، وهو للخروج، وتقدير ذلك: قد يمرضون فيما علم الله، وما يخرج زيد فيما علم الله. وإذا دخل قد على الفعل المستقبل من الفعل فذلك الفعل يكون فى حالة دون حالة، نحو: {قد يعلم الله الذين يتسللون} أى قد يتسللون فيما علم الله. والله أعلم.

  #9  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:33 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قدر )

( بصيرة فى قدر )

هو قادر ومقتدر: ذو قدرة ومقدرة. وأقدره الله عليه. وقادرته: قاويته. وهم قدر مائة، وقدر مائة، ومقدارها: مبلغها. والأمور تجرى بقدر الله ومقداره وتقديره وأقداره ومقاديره. وقدرت الشىء أقدره وأقدره، وقدرته. ولا يقادر قدره: لا يطاق. ورجل مقتدر الطول: ربعة. وصانع مقتدر: رفيق بالعمل، قال:
*لها جبهة كسراة المجن * (م) حذفه الصانع المقتدر*
وقد ورد القدر وما يتصرف منه لمعان مختلفة:
الأول: بمعنى الشرف والعظمة: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقيل معناه: ليلة قيضتها لأمور مخصوصة.
الثانى: بمعنى ضيق المكان والمعيشة: {يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر}، {ومن قدر عليه رزقه} أى ضيق، {فظن أن لن نقدر عليه} أى لن نضيق عليه.
الثالث: بمعنى التزيين وتحسين الصورة: {فقدرنا فنعم القادرون} صورنا فنعم المصورون: {والذي قدر فهدى}، أى خلق فصور.
الرابع: بمعنى الجعل والصنع: {وقدره منازل}، أى جعل له منازل {والقمر قدرناه منازل}، {فقدره تقديرا}، {وقدر فيهآ أقواتها}.
/ الخامس: بمعنى العلم والحكمة: {والله يقدر الليل والنهار} أى يعلم.
السادس: بمعنى القدرة والقوة: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} أى يقوى، {وهو على كل شيء قدير}، {قل هو القادر}. ولها نظائر.
وتقدير الله تعالى الأمور على نوعين: أحدهما بالحكم منه أن يكون كذا أولا يكون كذا، إما وجوبا وإما إمكانا، وعلى ذلك قوله: {قد جعل الله لكل شيء قدرا}. والثانى: بإعطاء القدرة عليه. وقوله: {فقدرنا فنعم القادرون} تنبيه أن كل ما حكم به فهو محمود فى حكمه، أو يكون مثل قوله: {قد جعل الله لكل شيء قدرا}، وقرئ (فقدرنا) مشددة، وذلك منه أو من إعطاء القدرة. وقوله: {نحن قدرنا بينكم الموت} تنبيه أن ذلك فيه حكمة من حيث إنه هو المقدر، وتنبيه أن الأمر ليس كما زعم المجوس: أن الله يخلق وإبليس يقتل.
وقوله: {وكان أمر الله قدرا مقدورا} فـ (قدرا) إشارة إلى ما سبق به القضاء والكتابة فى اللوح المحفوظ، والمشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام: "فزع ربكم من الخلق والخلق والأجل والرزق"، (ومقدورا) إشارة إلى ما يحدث حالا فحالا، وهو المشار إليه بقوله: {كل يوم هو في شأن}، وعلى ذلك قوله: {وما ننزله إلا بقدر معلوم}.
وقوله: {على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} أضى ما يليق بحاله مقدورا عليه. وقوله: {والذي قدر فهدى}، أى أعطى كل شىء ما فيه مصلحة، وهداه لما فيه خلاص، إما بالتسخير وإما بالتعليم؛ كما قال: {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}.
والتقدير من الإنسان على وجهين: أحدهما: التفكر فى الأمر بحسب نظر العقل، وبناء الأمر عليه، وذلك محمود. والثانى: أن يكون بحسب التمنى والشهوة، وذلك مذموم، كقوله: {فكر وقدر * فقتل كيف قدر}. وتستعار القدرة والمقدور للحال والسعة والمال.
والقدر: وقت الشىء المقدر له، والمكان المقدر له. وقوله: {فسالت أودية بقدرها} أى بقدر المكان [المقدر] لأن يسعها؛ وقرئ (بقدرها) أى تقديرها. وقوله: {وغدوا على حرد قادرين}، أى معينين لوقت قدروه. وكذلك قوله: {فالتقى المآء على أمر قد قدر}.
وقدرت عليه الشىء وصفته، وقوله: {وما قدروا الله حق قدره} أى ما عرفوا كنهه، تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه وهذا وصفه، وهو قوله: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة}. وقوله: {وقدر في السرد} أى أحكمه.
ومقدار الشىء: المقدر له وبه وقتا كان أو زمانا أو غيره. وقوله: {ألا يقدرون على شيء من فضل الله} يعجزون عن تحصيل شىء منه.
والقدير: هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضى الحكمة، لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى. والمقتدر يقاربه إلا أنه قد يوصف به البشر، ويكون معناه المتكلف والمكتسب للقدرة. ولا أحد يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصح أن يوصف بالعجز من وجه، غير الله تعالى، فهو الذى ينتفى عنه العجز من كل وجه تعالى شأنه.

  #10  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:35 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قدس )

( بصيرة فى قدس )
القدس، والقدس بضمتين: الطهارة. وقد قدس يقدس - ككرم يكرم - والنعت منه قدوس وقدوس. وقدسه تقديسا: طهره. {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، أى نطهر الأشياء امتثالا لأمرك، وقيل: معناه: نصفك بالتقديس. والقدوس، والمقدس، والمتقدس. / ورب القدس هو الله تعالى. وخرج إلى بيت المقدس، وإلى القدس، وإلى الأرض المقدسة، وإلى بيت المقدس، أى إلى بيت المكان المقدس. وقدس الرجل: أتى بيت المقدس، قال الفرزدق:
*ودع المدينة إنها مرهوبة * واعمد لمكة أو لبيت المقدس*
وقوله: {قل نزله روح القدس} أى جبريل، وفى الحديث: "قل وروح القدس معك" أى ومعينك جبريل، وقيل: وعصمة الله وتوفيقه معك. وراهب مقدس: مقيم بالقدس أو زائر له، قال امرؤ القيس يصف الثور والكلاب:
*فأدركنه يأخذن بالساق والنسا * كما شبرق الولدان ثوب المقدس*
وحظيرة القدس: الجنة، وقيل: الشريعة. وكلاهما صحيح.

  #11  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:36 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قدم )

( بصيرة فى قدم )
القدم: السابقة فى الأمر، كالقدمة، والرجل له مرتبة فى الخير، والرجل - مؤنثة - والجمع: أقدام؛ والشجاع كالقدم والقدم.
وقدم القوم يقدمهم قدما وقدوما، وقدمهم واستقدمهم: تقدمهم. قال الله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة}. وقوله تعالى: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} قيل معناه: لا تتقدموا. وتحقيقه: لا تسبقوه بالقول والحكم، بل افعلوا ما يأمركم به، كما يفعله العباد المكرمون كما قال: {لا يسبقونه بالقول}. وقدم - ككرم - قدما وقدامة فهو قديم وقدام، والجمع: قدماء وقدامى: تقادم. وأقدم على الأمر: شجع. وأقدمته وقدمته.
والقدم: ضد الحدوث. والقدم - بضمتين -: المضى أمام أمام. وهو يمشى القدم والقدمية والتقدمية والتقدمة: إذا تقدم فى الحرب.
والتقدم على أربعة أوجه مما ذكر فى (قبل). ويقال: قديم وحديث، وذلك إما باعتبار الزمانين، وإما بالشرف، وإما لما لا يصح وجود غيره إلا بوجوده، كقوله: الواحد متقدم على العدد، بمعنى أنه لو توهم ارتفاعه لارتفع الأعداد.
والقدم: وجود فيما مضى، والبقاء: وجود فيما يستقبل. ولم يرد فى التنزيل ولا فى السنة ذكر القديم فى وصف الله تعالى، والمتكلمون يصفونه به، وقد ورد يا قديم الإحسان. وأكثر ما يستعمل القديم يستعمل باعتبار الزمان؛ نحو قوله: {كالعرجون القديم}.
وقوله تعالى: {لهم قدم صدق عند ربهم} أى سابقة فضيلة. (وقدمت إليه بكذا: أعلمته قبل وفت الحاجة إلى فعله)، قال تعالى: {وقد قدمت إليكم بالوعيد}. وقوله تعالى: {لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} أى لا يزيدون تأخرا ولا تقدما. وقوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} أى ما فعلوه قبل.
قال الزمخشرى: تقدمت إليه بكذا وقدمت: أمرته به. وفلان يتقدم بين يدى الله: إذا عجل فى الأمر والنهى دونه. وما له فى ذاك متقدم ومقتدم. ولقيته قدام ذاك وقد يديمته، أى قبيله، قال علقمة:
*قديديمة التجريب والحلم إننى * أرى غفلات العيش قبل التجارب*

  #12  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:36 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قذف وقر )

( بصيرة فى قذف وقر )
قذفه بالحجارة يقذفه: رمى بها، والمحصنة: رماها بزنية.
قر بالمكان، واستقر. وهو قار، أى مستقر. وقر به القرار. وهو فى مقره، ومستقره. وهو لا يتقار فى موضعه. قال تعالى: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا} أى مستقرا. وقال فى الجنة: / {ذات قرار ومعين} وفى النار: {فبئس القرار}. وقوله: {ما لها من قرار} أى ثبات ودوام. وقول الشاعر:
* ولا قرار على زأر من الأسد *
أى لا أمن ولا استقرار. وأنا لا أقارك على ما أنت عليه، أى لا أقر معك. وقاروا فى الصلاة: أى قروا فيها. وما أقرنى فى هذا البلد إلا مكانك. ويوم القر: يوم النحر لاستقرار الناس بمنى. واستقر: تحرى القرار، وقد يستعمل بمعنى قر؛ كاستجاب وأجاب، قال تعالى فى الجنة: {خير مستقرا}. وقوله تعالى: {فمستقر ومستودع} قال ابن عباس رضى الله عنهما: مستفر فى الأرض، ومستودع فى الأصلاب؛ وقال ابن مسعود رضى الله عنه: مستقر فى الأرض، ومستودع فى القبور. وقال الحسن: مستقر فى الآخرة، ومستودع فى الدنيا. وجملة الأمر أن كل حال ينقل عنها فليس بمستقر تام.
والإقرار: إثبات الشىء إما باللسان، وإما بالقلب، أو بهما جميعا.
ويوم قر، وليلة قرة، وذات قر وقرة: برد. وأجد حرة تحت قرة. ورجل مقرور: مبرود. وقر يومنا. واغتسل بالقرور: بالماء البارد. وقرت عينه: سرت. وأقرها الله ضد أسخنها. ويقال لمن يسر به: قرة عين، قال تعالى: {قرة عين لي ولك}، وقيل: هو من القرار، أى أعطاه الله ما يسكن به عينه فلا يطمح إلى غيره.
والقارورة سميت لاستقرار الماء فيها، قال تعالى: {صرح ممرد من قوارير}. والقارورة: المرأة شبهت بالزجاج لرقتها، ونظافتها، وسرعة انكسارها، ومنه الحديث:
رويدك يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير".

  #13  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:37 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قرب )

( بصيرة فى قرب )
القرب - بالضم -: الدنو. قرب الشىء - ككرم -: دنا فهو قريب.
وقوله تعالى: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} ولم يقل قريبة لأنه أراد بالرحمة العفو والغفران والإحسان، ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره. وقال الفراء: إذا كان القريب فى معنى المسافة يذكر ويؤنث، وإذا كان فى معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم، فتقول: هذه المرأة قريبتى أى ذات قرابتى
ويستوى فى القريب نقيض البعيد الذكر والأنثى والفرد والجمع، تقول: هو قريب منى، وهى قريب، وهم قريب، وهن قريب. وكذلك القول فى البعيد. قال ابن السكيت: لأنه فى تأويل هو فى مكان قريب منى. وقد يجوز قريبة وبعيدة بالتاء تنبيها على قربت وبعدت. وأنشد:
*ليالى لا عفراء منك بعيدة * فتسلى ولا عفراء منك قريب*
وقوله تعالى: {لو كان عرضا قريبا} أى غير شاق. وقوله تعالى: {وأخذوا من مكان قريب}، قال مجاهد: من تحت أقدامهم. وقوله تعالى: {يوم يناد المناد من مكان قريب}، قال مجاهد: من تحت أقدامهم أى من المحشر، لا يبعد نداؤه عن أحد.
وتقول: بينى وبينه قرب، وقرابة، ومقربة، ومقربة، وقربة - بالضم - وقربة - بضمتين - وقربى، قال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}، أى إلا أن تودونى فى قرابتى، أى فى قرابتى منكم.
ويستعمل القرب فى (المكان، والزمان)، والنسبة، والحظوة. والرعاية، والقدرة. فمن الأول قوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة} وقوله: {ولا تقربوهن}
كناية عن الجماع. / وفى الزمان نحو قوله تعالى: {اقتربت الساعة}. وفى النسبة قوله تعالى: {ولو كان ذا قربى}. وفى الحظوة: {عينا يشرب بها المقربون}، ويقال للحظوة القربة: {ألا إنها قربة لهم}. والرعاية نحو قوله: {فإني قريب}. وفى القدرة قوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.
وقوله: {ونحن أقرب إليه منكم} يحتمل أن يكون من حيث القدرة.
والقربان: ما يتقرب به إلى الله؛ وصار فى التعارف اسما للنسيكة التى هى الذبيحة. وقوله تعالى: {فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة} من قولهم: قربان الملك لمن يتقرب بخدمته إلى الملك، ويستعمل ذلك للواحد والجمع. وقرابين الملك: جلساؤه وخواصه، تقول: فلان من قربان الملك، ومن بعدانه؛ ولكونه فى هذا الموضع جمعا قال تعالى: (آلهة). والتقرب: التحرى لما يقتضى حظوة.
وقرب الله تعالى من العبد: هو الإفضال عليه والفيض (لا بالمكان. وقرب العبد من الله فى الحقيقة): التخصص بكثير من الصفات التى يصح أن يوصف الله بها، وإن لم يكن وصف الإنسان به على الحد الذى يوصف به الله تعالى، نحو الحكمة والعلم والرحمة، وذلك يكون بإزالة الأوساخ: من الجهل والطيش والغضب والحاجات البدنية، بقدر طاقة البشر، وذلك قرب روحانى لا بدنى. وعلى هذا القرب نبه صلى الله عليه وسلم [فيما ذكر الله تعالى]: "من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا" وقوله عن الله عز وجل أيضا: "ما تقرب إلى عبدى بمثل أداء ما افترضته ولا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه". الحديث.
وقوله تعالى: {ولا تقربوا الزنى} هو أبلغ من النهى عن الزنى، لأن النهى عن قربه أبلغ من النهى عن إتيانه، وكذا قوله
تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم} أبلغ من النهى عن تناوله، وكذا قوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} أبلغ من ولا تأكلا من ثمرها.
وقيل فى قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} أى مجيب. وقوله: {فيأخذكم عذاب قريب}، أى إلى ثلاثة أيام. وقوله: {لأقرب من هذا رشدا} أى لأصوب. وقوله: {ولتجدن أقربهم مودة} أى ألينهم. وقوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قيل: من صخرة بيت المقدس، وهو أقرب أماكن الأرض إلى السماء. وقوله: {ثم يتوبون من قريب}، أى عند هول المطلع. {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، أى لا تدخلوها ولا تشرعوا فيها. و{إنآ أنذرناكم عذابا قريبا}، أى كائنا واقعا. وقوله تعالى: {أو تحل قريبا من دارهم} أى جارا لها.

  #14  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:38 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قرح وقرد وقرطس )

( بصيرة فى قرح وقرد وقرطس )
قرح جلده - كعلم - وقرحه - كمنعه - قرحا وقرحا فهو مقروح وقريح، وقوم قرحى. وقرحه تقريحا فتقرح. وقرح الوشم: غرزه بالإبرة. وبه قرحة دامية، وقرح وقروح، وهو كل ما جرح الجلد من عض سلاح وغيره. قال تعالى: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} وقرئ بالضم. وقيل: القرح - بالضم -: الألم، يقال: به قرح من قرح به، أى ألم من جراحة. وأقرح أكل الورق شفتى. وقرح الفرس يقرح قروحا. وقرح نابه: طلع. وفرس قارح وخيل قرح. وفرس أقرح: أغر، وخيل قرح. بوجهه قرحة وهى ما دون الغرة. ولا ذباب إلا وهو أقرح؛ كما لا بعير إلا وهو أعلم. وقرحت ركية واقترحتها: حفرتها فى مكان لم يحفر فيه./ وشربت قريحة البئر: أول ما استنبط منها. وقريحة السحاب وقريحه: أول ما صاب منها، قال:
*قريحة أبكار من المزن جلة * شغاميم لاحت فى ذراها البوارق*
وماء قراح: لا يشوبه شىء. ورجل طوال قرحان: سالم من الجدرى والحصبة ونحوها؛ وقوم قرحان، وقرحانون. ونخلة قرواح: طويلة. وأرض قرواح: واسعة. وقرح الشجر: خرجت رءوس ورقه. ولقيته مقارحة: مواجهة. وهو قرحة أصحابه: غرتهم. واقترح الجمل: ركبه قبل أن يركب، والأمر: ابتدعه، وخطبة: ارتجلها. وهو حسن القريحة أى إذا ابتدع شعرا أو خطبة أجاد. وأخذت قريحة الشىء: أوله وباكورته
القرد (م) وجمعه قردة، قال تعالى: {وجعل منهم القردة والخنازير} أى جعل صورهم كصورها، وقيل: بل جعل أخلاقهم كأخلاقها، وإن لم يكن صورتهم كصورتها. والأول الوجه.
القراد (م) وجمعه: قردان. ويقال: أذل من قرد وقراد، وأسفل من القراد. وقرده: خدعه. قال الأعشى:
*هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم * وهم يمنعون
جارهم أن يقردا*
ورجل قرود: ساكن، وأقرد: لصق بالأرض من ذل.
القرطاس: الكاغد الذى يكتب فيه. ويقال فيه: الكاغد والكاغذ. قال تعالى: {ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس}.

  #15  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:39 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قرض وقرع وقرف )

( بصيرة فى قرض وقرع وقرف )

القرض: ضرب من القطع، قرضه يقرضه، كضربه يضربه. وقرضه أيضا: جازاه كقارضه. وسمى قطع المكان وتجاوزه قرضا، كما سمى قطعا، قال تعالى: {وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} أى تجوزهم وتدعهم إلى أحد الجانبين. وأقرضه: قطع له قطعة من ماله بشرط أن يجازى عليها، قال تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا}. وما يدفع إلى أحد بشرط رد بدله يسمى قرضا. وعليه قرض وقروض. واستقرضته فأقرضنى. واقترضت، كما يقال: استلفت. وقارضته مقارضة وقراضا: أعطيته المال مضاربة.
قرع الباب: دقه. قال:
*أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته * ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
وفى الحديث: "إن المصلى ليقرع باب الملك، وإن من يدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له". والقرعاء والقارعة: الداهية، والشديدة من شدائد الدهر، قال الله تعالى: {تصيبهم بما صنعوا قارعة} أى داهيه تفجؤهم يقال: قرعه أمر: إذا أتاه بشدة. وقيل: قارعة أى سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى: {القارعة * ما القارعة} يعنى القيامة تقرع بالأهوال. وفى الحديث: "من لم يغز ولم يجهز غازيا أصابه الله بقارعة" أى بداهية تقرعه. وقوارع القرآن: هى الآيات التى من قرأها أمن من الشيطان والجن والإنس، كأنها تقرع هؤلاء، يقال: نعوذ بالله من قوارع فلان ولواذعه.
القرف - بالكسر -: القشر، ومن الخبز: ما يقشر منه ويبقى فى
التنور؛ ومن الأرض: ما يقتلع منها من البقول والعروق؛ ومن الجرح: جلدته. واستعير الاقتراف للاكتساب حسنا كان أو سيئا، و[الاقتراف] فى الإساءة أكثر استعمالا، ولهذا قيل: الاعتراف يزيل الاقتراف. وقرفت فلانا بكذا: إذا عبته به أو اتهمته، وقد حمل على ذلك قوله تعالى: {وليقترفوا ما هم مقترفون}. وقارفه: قاربه.

  #16  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:40 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قرن )

( بصيرة فى قرن )
القرن / : الروق من الحيوان، وموضعه من الإنسان، وأعلى الجبل، وناحية الشمس أو أعلاها أو أول شعاعها، ومن القوم: سيدهم، ومن الكلا: خيره أو أنفه الذى لم يوطأ، والقوم المقترنون فى زمن واحد، وأربعون سنة أو عشرون أو ثلاثون أو ستون أو سبعون أو ثمانون أو مائة وعشرون أو مائة سنة، أقوال، وأصحها الأخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لغلام: عش قرنا، فعاش مائة سنة.
وذو القرنين: إسكندر الرومى؛ لأنهم ضربوا رأسه حين دعا إلى الله تعالى، أو لأنه بلغ قطرى الأرض، أو لضفيرتين كانتا له، قال تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين}. وقول النبى صلى الله عليه وسلم لعلى رضى الله عنه: "إن لك بيتا فى الجنة - ويروى: كنزا - وإنك لذو قرنيها" أى ذو طرفيها، أى ذو قرنى والأمة، فأضمر وإن لم يتقدم لها ذكر، أو ذو جبليها، أى الحسن والحسين، أو ذو شجتين فى رأسه إحداهما من عمرو ابن ود، والأخرى من ابن ملجم، وهذا أصح. والقرن أيضا: أمة بعد أمة، وقال تعالى: {وقرونا بين ذلك}.
وقرن بين الشيئين: جمع. وقرن للتكثير، قال تعالى: {وآخرين مقرنين في الأصفاد} أى مقرونين. والاقتران: الازدواج فى كونه اجتماع شيئين أو أشياء فى معنى من المعانى، قال تعالى: {أو جآء معه الملائكة مقترنين}.
والقرين جاء فى القرآن لأربعة معان:
الأول - بمعنى الشريك والمعين: {ومن يكن الشيطان له قرينا فسآء قرينا}، وقال: {فبئس القرين} أى بئس المعين.
الثانى - بمعنى الكرام الكاتبين: {قال قرينه}، {وقال قرينه}.
الثالث. بمعنى الشياطين الموسوسين: {وقيضنا لهم قرنآء}، {نقيض له شيطانا فهو له قرين}، أى موسوس.
الرابع - بمعنى الشياطين تحت تسخيرسليمان عليه السلام مقيدين: {وآخرين مقرنين في الأصفاد}.

  #17  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:42 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قرأ وقرى )

( بصيرة فى قرأ وقرى )

القرء - بالفتح -: الحيض. والجمع أقراء وقروء، وأقرؤ فى أدنى العدد، وفى الحديث: قال لأم حبيبة: "دعى الصلاة أيام أقرائك". والقرء أيضا: الطهر، فهو من الأضداد، قال الأعشى:
*وفى كل عام أنت جاشم غزوة * تشد لأقصاها عزيم عزائكا*
*مورثة مالا وفى المجد رفعة * لما ضاع فيها من قروء نسائكا*
وقرأت المرأة: حاضت. وأصل القرء: الوقت؛ فقد يكون للحيض وقد يكون للطهر، قال:
*إذا ما السماء لم تغم ثم أخلفت * قروء الثريا أن يكون لها قطر*
يريد وقت قرئها الذى يمطر فيه الناس، قال تعالى: {يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} أى ثلاثة دخول من الطهر فى الحيض.

وقرأت الشىء قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض. ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط، وما قرأت جنينا، أى لم تضم رحمها على ولد، قال عمرو بن كلثوم:
*تريك إذا دخلت على خلاء * وقد أمنت عيون الكاشحينا*
*ذراعى عيطل أدماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا*
وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا. ومنه سمى القرآن لأنه يجمع السور فيضمها وقيل: سمى به لأنه جمع فيه القصص والأمر والنهى والوعد والوعيد، أو لأنه جامع ثمرة كتب الله المنزلة، أو لجمعه ثمرة جميع العلوم. وقال قطرب / فى أحد قوليه، يقال: قرأت القرآن أى لفظت به مجموعا.
وقال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أى جمعه وقراءته، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، أى قراءته. قال ابن عباس - رضى الله عنهما - فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك. وقرأ: تنسك. وجمع القارئ: قرأة - مثل عامل وعملة - وقراء أيضا، مثل عابد وعباد. والقراء - كزنار - أيضا: المتنسك، والجمع القراءون. قال زيد بن تركى:
*ولقد عجبت لكاعب مودونة * أطرافها بالحلى والحناء*
*بيضاء تصطاد النفوس وتستبى * بالحسن قلب المسلم القراء*
وقد ذكر الله تعالى القرآن فى ست وستين موضعا من القرآن:

{ق والقرآن المجيد}، {سبعا من المثاني والقرآن العظيم}؛ {إنه لقرآن كريم}، {يس * والقرآن الحكيم}، {وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون}، {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا}، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، {ورتل القرآن ترتيلا}، {فاقرءوا ما تيسر من القرآن}، {فقالوا إنا سمعنا قرآنا}، {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل}، {ولقد يسرنا القرآن للذكر}، {الرحمان * علم القرآن}، {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}، {أفلا يتدبرون القرآن}، {وإذ صرفنآ إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن}، {لا تسمعوا لهذا القرآن}، {ولو جعلناه قرآنا أعجميا}، {إنا جعلناه قرآنا عربيا}، {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}، {قرآنا عربيا غير ذي عوج}، {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل}، {ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا}، {ص والقرآن ذي الذكر}، {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}، {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا

القرآن}، {طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين}، {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم}، {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل}، {وأن أتلو القرآن}، {إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد}، {لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}، {ولا تعجل بالقرآن}، {زدني علما}، {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}، {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}، {وننزل من القرآن ما هو شفآء ورحمة}، {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله}، {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله}، {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين}، {الذين جعلوا القرآن عضين}، {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال}، {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن}، {وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له}، {وأوحي إلي هذا القرآن}، {وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم}، {أفلا يتدبرون القرآن}، {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
وذكرت القراءة فى مواضع:
{اقرأ باسم ربك}، {اقرأ وربك الأكرم}، {فإذا قرأت القرآن}، {وإذا قرىء القرآن}، {فاقرءوا ما تيسر منه} فى موضعين {حتى

تنزل علينا كتابا نقرؤه}، {فاسأل الذين يقرءون الكتاب}، {اقرأ كتابك}، {فأولائك يقرؤون كتابهم}، {هآؤم اقرؤا كتابيه}.
والقرية والقرية - بالفتح - والكسر -: المصر الجامع، وكل موضع يجتمع فيه ناس، والناس المجتمعون أيضا / ، ومنه قوله: {وسئل القرية} قيل: معناه أهل القرية فحذف المضاف. وقال بعضهم: بل القرية هاهنا القوم أنفسهم، وعلى هذا قوله تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة}، وقوله: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}، وقوله تعالى: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها}. وقال على بن الحسين رضى الله عنه: إنما عنى الرجال. فقيل له: فأين ذلك فى كتاب الله؟ فقال: أولم تسمع قوله تعالى: {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله}.
وقوله: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} يعنى أريحا أو ريحاء. وقوله: {أو كالذي مر على قرية}، يعنى دير هزقل قرية عزير. وقوله: {وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر} يعنى أيلة. وقوله: {فلولا كانت قرية آمنت}، يعنى نينوى لقوم يونس. وقوله: {حتى إذآ أتيآ أهل قرية استطعمآ}، يعنى أنطاكية، وكذلك: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية}. وقوله: {على رجل من القريتين}، يعنى مكة والطائف. {من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم}، يعنى مكة شرفها الله تعالى.
وقزى النمل: جراثيمه. وقروت الأرض وتقريتها واستقريتها: تتبعتها. وقرى الضيف يقريه: ضيفه. وأوقد نار القرى. وله مقراة كالمقراة،
ومقار كالمقارى، أى جفان كالجوابى، من قولهم: قرى الماء فى الحوض: جمعه فيه.

  #18  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:43 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قس وقسر وقسط )

( بصيرة فى قس وقسر وقسط )

قس النصارى وقسيسهم: رأسهم وكبيرهم، قال تعالى: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا}، ولفلان القسوسة والقسيسية. وهو قتات قساس، أى يتجسس الأخبار ويتقسسها: يتبعها. وتقسس الأصوات: تسمعها. وبات يعس ويقس.
وقسرته على الأمر واقتسرته: ألزمته قهرا وغلبة. وفعل ذلك قسرا واقتسارا. وهو مقتسر عليه. وهم يخافون القسورة والقساور، وهو الأسد، من القسر. وغلام قسور وقسورة. قوى، أو انتهى شبابه. ويعزى إلى على رضى الله عنه:
*أنا الذى سمتن أمى حيدره * كليث غابات كريه المنظره*
*أصابكم ضرب غلام قسوره * أوفيكم بالصاع كيل السندره*
قال تعالى: {فرت من قسورة}.
قسط: جار. وهو قاسط غير مقسط. وقد قسط على قسطا وقسوطا. وتقول: إن الله يقبض ويبسط، ويقسط ولا يقسط. وأمر الله بالقسط ونهى عن القسط. والقسط: أن يأخذ قسط غيره، والإقساط أن يعطى قسط غيره. وقسط عليهم الخراج، وبينهم المال: قسم. ووفاه قسطه: نصيبه. قال تعالى: {وأقيموا الوزن بالقسط}، وقال: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا}، وقال تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}.
والقسطاس: الميزان. ويعبر به عن العدالة؛ كالميزان.

  #19  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قسم وقسو وقشعر )

( بصيرة فى قسم وقسو وقشعر )
قسمه يقسمه، وقسمه: جزأه، فانقسم. وهى القسمة. وقسم الدهر القوم وقسمهم: فرقهم. واستقسمه: سأله القسمة. ثم استعملوه بمعنى قسم، قال تعالى: {وأن تستقسموا بالأزلام}. والمقسيم والمقسم والقسم: النصيب، وجمعه: أقسام. والقسيم: القسم، وجمعه: أقسماء. وجمع الجمع أقاسيم. وقاسمه الشىء: أخذ كل قسمه. وقسم القسام وهو الذراع الأرض. وقسم الله له الرزق، وهو القسام: الوهاب. وأعطيتهم أقسامهم، وأقاسيمهم، ومقاسمهم.
وقوله: {كمآ أنزلنا على المقتسمين}/ أى الذين تقاسموا شعب مكة ليصدوا عن سبيل الله من يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين تحالفوا على كيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى، {وأن تستقسموا بالأزلام}. وقوله: {فالمقسمات أمرا} يعنى الملائكة يقسمون الأرزاق. والقسامة: الحسن، كأنه أعطى كل عضو قسمه من الحسن. وأقسم بالله: حلف. والقسم: اليمين. والمقسم: المهموم.
القسو، والقسوة، والقساء والقساوة: الغلظ والصلابة. وقد قسا قلبه. وأصله من حجر قاس، قال تعالى: {وجعلنا قلوبهم قاسية}، وقرئ (قسية) من قولهم: درهم قسى أى زيف، أى قلوبهم مغشوشة ليست بخالصة.
واقشعر الجلد: اضطرب وقام شعوره عليه. قال تعالى، {تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم}، أى تعلوها قشعريرة.

  #20  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قص وقصد )

( بصيرة فى قص وقصد )
قص أثره قصا وقصصا، واقتصه وتقصصه: تتبعه. وقوله تعالى: {فارتدا على آثارهما قصصا}، أى رجعا من الطريق الذى سلكاه يقصان الأثر. وقوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص}، أى نبين لك أحسن البيان. والقصص: جمع قصة، وهى الأمر والشأن، والذى يكتب، و[القصص]: الأخبار المتتبعة، قال تعالى: {إن هذا لهو القصص الحق}.
والقصاص: القود. وأقص الأمير فلانا من فلان: اقتص له منه، فجرحه مثل جرحه، أو قتله قودا، قال تعالى: {ولكم في القصاص حياة}، وقال: {والجروح قصاص}.
والقصاص - مثلثه -: حيث (تنتهى نبتة) الشعر من مقدمه أو مؤخره.
القصد: إتيان الشىء، تقول: قصدته، وقصدت له، وقصدت إليه بمعنى. وقصدت قصده: نحوت نحوه. وقوله: {وسفرا قاصدا} أى غير شاق ولا متناهى البعد. وقوله عز وجل: {وعلى الله قصد السبيل}، أى تبيين الصراط المستقيم، والدعاء إليه بالحجج والبينات الواضحات.
واقتصد فى النفقة: توسط بين التقتير والإسراف، قال صلى الله عليه وسلم: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد".
ومن الاقتصاد ما هو محمود مطلقا، وذلك فيما له طرفان: إفراط وتفريط، كالجود فإنه بين الإسراف والبخل، وكالشجاعة فإنها بين التهور والجبن، وإليه الإشارة بقوله: {والذين إذآ أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}؛ ومنه ما هو متردد بين المحمود والمذموم، وهو فيما يقع بين محمود ومذموم، كالواقع بين العدل والجور، وعلى ذلك قوله تعالى: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد}.
وقصد فى الأمر: إذا لم يجاوز فيه الحد ورضى بالتوسط؛ لأنه فى ذلك يقصد الأسد. وهو على القصد؛ {وعلى الله قصد السبيل}. وسهم قاصد وسهام قواصد: مستوية نحو الرمية.

  #21  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:46 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قصر وقصف وقصم وقصو )

( بصيرة فى قصر وقصف وقصم وقصو )

قصرته: حبسته. وقصرت نفسى على هذا الأمر: إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرت طرفى: لم أرفعه إلى مكروه. وهن قاصرات الطرف، أى قصرنه على أزواجهن، قال تعالى: {فيهن قاصرات الطرف}. وقصر الستر: أرخاه. قال حاتم الطائى:
*وما تشتكينى جارتى غير أننى * إذا غاب عنها زوجها لا أزورها*
*سيبلغها خيرى ويرجع بعلها * إليها ولم تقصر على ستورها*
/ وقصرت كذا: ضممت بعضه إلى بعض. ومنه سمى القصر، وجمعه: قصور، قال تعلاى: {ترمي بشرر كالقصر}، وقيل معناه: كأصول النخل. وقصر عنه قصورا: عجز ولم ينله. وأقصره عن الباطل. واقتصر على هذا: لا تجاوزه. وقصرك وقصارك وقصاراك أن يفعل كذا: غايتك. وقصر فى حاجته، وقصر عن منزلته، وقصر به عمله. قال عنترة:
*أملت خيرك هل تأتى مواعده * فاليوم قصر عن تلقائك الأمل*
وقصرته قصرا: جعلته فى قصر، قال تعالى: {حور مقصورات في الخيام}. وقصر الصلاة: جعلها قصيرة بترك بعض أركانها ترخيصا، قال تعالى: {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم}. وقصر شعره. و(قصرت به نفسه): إذا تطلب القليل والحظ الخسيس.
قصفه يقصفه قصفا: كسره. وقصف الرعد وغيره قصيفا: اشتد صوته. وفى الحديث: "أنا والنبيون فراط القاصفين". هم المزدحمون كأن بعضهم يقصف بعضا لفرط الزحام بدارا إليها، أى أنا والنبيون متقدمون فى الشفاعة لقوم كثيرين متدافعين. وقوله تعالى: {قاصفا من الريح}، وهى الريح التى تقصف ما
تمر عليه من الشجر والبناء.
قصمه يقصمه: كسره وأبانه فانقصم وتقصم. قال تعالى: {وكم قصمنا من قرية} أى حطمناها وهشمناها، وذلك عبارة عن الهلاك.
قصا عنه قصوا وقصوا وقصا وقصاء، وقصى: بعد، فهو قصى وقاص، وجمعهما: أقصاء. والقصوى والقصيا: الغاية البعيدة. وأقصاه: أبعده. وقوله تعالى: {إلى المسجد الأقصى} أى بيت المقدس، سماه الأقصى اعتبارا بمكان المخاطبين به من النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

  #22  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:47 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قض وقضيب وقضى )

( بصيرة فى قض وقضيب وقضى )

قض الشىء: دقه. وانقض الجدار: تصدع ولم يقع بعد، (كانقاض انقياضا).
القضب: القطع. وسيف قاضب وقضيب: قاطع. والجمع: قواضب. ورجل قضابة: قطاع للأمور مقتدر عليها. والقضب والقضبة: الرطبة وبالفارسية إسفست. وأهل مكة - حرسها الله تعالى - يسمون القت: القضب، قال تعالى: {فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا}. والقضب أيضا يتخذ منه القسى، قال أبو دواد جارية بن الحجاج:
*وعنس قد براها * لذة الموكب والشرب*
*رذايا كالبلايا * كعيدان من القضب*
*رفعناها ذميلا * فى ممل معمل لحب*
ويقال: إنه من جنس النبع. والقضب أيضا من الشجر: كل شجر بسطت أغصانه وطالت. والقضب: اسم يقع على ما قضبت من أغصان لتتخذ منها سهاما أو قسيا.
القضاء - بالمد والقصر -: الحكم. وقضى عليه يقضى قضيا وقضاء وقضية، وهى الاسم. والقضاء: الصنع، والحتم، والبيان، وفصل الأمر فعلا كان أو قولا، وكل منهما على وجهين: إلهى وبشرى.

فمن الإلهى: قوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، أى أمر ربك، وقوله: {وقضينآ إلى بني إسرائيل في الكتاب}، هذا قضاء بالإعلام، أى أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما. وقوله: {فقضاهن سبع سماوات في يومين} إشارة إلى إيجاده الإبداعى والفراغ منه. وقوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم} أى لفصل بينهم.
ومن الفعل البشرى قوله تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم}، وقوله {ثم اقضوا إلي ولا تنظرون} أى افرغوا من أمركم.
وعبر عن الموت بالقضاء، فيقال: قضى نحبه، كأنه فصل أمره / المختص به من دنياه. وقوله: {فمنهم من قضى نحبه} قيل:
قضى نذره؛ لأنه كان قد ألزم نفسه ألا ينكل عن العدا أو يقتل، وقيل معناه: منهم من مات. وقوله: {ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده}، قيل: عنى بالأول أجل الحياة، وبالثانى أجل البعث. وقوله: {ياليتها كانت القاضية}، وقوله: {يامالك ليقض علينا ربك} كناية عن الموت. وقوله: {فإذا قضيتم الصلاة} أى فرغتم منها. وقال: {فإذا قضيتم مناسككم} أى أديتم. وقوله: {إذ قضينآ إلى موسى الأمر} أى أخبرناه. وكذلك: {وقضينآ إليه ذلك الأمر}. وقوله: {فاقض مآ أنت قاض} أى افعل ما أنت فاعل {إنما تقضي هذه الحياة الدنيآ} أى تفعل، {ليقضي الله أمرا كان مفعولا}، أى ليفعل؛ {إذا قضى أمرا}، أى فعل. {إذا قضى الله ورسوله أمرا} أى فعل.

وقوله: {لا يقضى عليهم فيموتوا}، أى لا ينزل عليهم الموت. وقوله: {فوكزه موسى فقضى عليه}، فقتله. {ليقض علينا ربك} أى ليمتنا، {ياليتها كانت القاضية}.
ويكون بمعنى الوجوب والوقوع: {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}، {وكان أمرا مقضيا}: مكتوبا فى اللوح المحفوظ.
وبمعنى الإتمام والإكمال، {فلما قضى موسى الأجل} أى أتم، {أيما الأجلين قضيت}، أى أتممت؛ {ليقضى أجل مسمى}: ليتم، {من قبل أن يقضى إليك وحيه}، {فمنهم من قضى نحبه}: أتم أجله.
وبمعنى فصل الحكومة والخصومة: {وقضي بينهم بالحق} فصل {لقضي الأمر بيني وبينكم}: لفصل؛ {فإذا جآء رسولهم قضي بينهم بالقسط}: فصل، وقوله: {فقضاهن سبع سماوات}، أى خلقهن. {إذ قضينآ إلى موسى الأمر} أى وصينا وعهدنا إليه. {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} أى أمر وأوصى. {ثم اقضوا إلي ولا تنظرون} أى امضوا.
والاقتضاء: المطالبة بقضاء الأمر، ومنه قولهم: هذا يقتضى كذا.
والقضاء من الله أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقدير، والقدر هو التقدير، والقضاء هو التفصيل والقطع. وذكر بعض العلماء أن القدر بمنزلة المعد للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل، ولهذا قال أبو عبيد لعمر لمار أرادوا الفرار من الطاعون من الشام: أتفر من القضاء؟ قال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله، تنبيها أن القدر ما لم يكن قضاء فمرجو أن يدفعه الله، فإذا قضى فلا يندفع، ويشهد لهذا قوله تعالى: {وكان أمرا مقضيا} ومنه قولهم: المقضى كائن. وقضى الأمر، أى فصل، تنبيها أنه صار بحيث لا يمكن تلافيه.
وكل قول مقطوع به من قولك: هو كذا أو ليس بكذا، يقال له قضية صادقة، وقضية كاذبة.
واستقضى علينا فلان، واستقضاه السلطان. قال:
*إذا خان الأمير وكاتباه * وقاضى الأمر داهن فى القضاء*
*فويل ثم ويل ثم ويل * لقاضى الأرض من قاضى السماء*
وروينا فى مسند الإمام أحمد مرفوعا: "من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين" وقال: "القضاة ثلاثة: قاض فى الجنة وقاضيان فى النار".

  #23  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:47 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قط وقطر )

( بصيرة فى قط وقطر )
القط: القطع عامة، وقيل: بالعرض. وقيل: قطع شىء صلب. والقط - بالكسر - الصك، وكتاب المحاسبة، والصحيفة، والنصيب المنفرد، قال تعالى: {عجل لنا قطنا}؛ فسره ابن عباس بالنصيب، / وغيره بالصحيفة. وقط السعر: غلا. سعر قاط، قال أبو وجزة:
*أشكو إلى الله العزيز الجبار * ثم إليك اليوم بعد المستار*
* وحاجة الحى وقط الأسعار *
وما رأيته قط وقط، ويخففان، وقط مكسورة مشددة، بمعنى الدهر. وإذا كانت بمعنى حسب فقط كعن.
قطر البلد: جانبه، والجمع: أقطار. وقطر الماء، وقطرته أنا، وقطرته. والقطر: المطر.
ورأيت قطارا من الإبل وقطرا، وقطروها وقطروها، وإبل مقطورة ومقطرة.
والقطر - بالكسر -: النحاس المذاب، قال تعالى: {وأسلنا له عين القطر}.
والقطران: ما يتقطر من الهناء، قال تعالى: {سرابيلهم من قطران} قرئ (من قطر آن) أى من نحاس مذاب قد أنى حره. وقوله: {أفرغ عليه قطرا}، أى نحاسا مذابا.
والقنطار: ألف ومائتا دينار. وقيل: أربعون أوقية. وقيل: ملء مسك ثور ذهبا. وقيل غير ذلك. قال تعالى: {من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك}. وقوله تعالى: {والقناطير المقنطرة} أى المجموعة قنطارا، كقولهم: ألوف مؤلفة، ودنانير مدنرة.

  #24  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:48 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قطع )

( بصيرة فى قطع )
القطع: الإبانة، قطعه قطعا وتقطاعا ومقطعا وقطعت النهر قطوعا: عبرت. وقطع ماء الركية قطوعا وقطاعا: انقطع وذهب.
والقطع يكون مدركا بالبصر، كقطع اللحم ونحوه، ومنه، قوله تعالى: {فاقطعوا أيديهما}، وقوله: {قطعت لهم ثياب من نار}؛ ويكون مدركا بالبصيرة، نحو قطع الطريق، وذلك على وجهين: أحدهما يراد به السير والسلوك، والثانى يراد به الغضب من المارة والسالكين، نحو قوله تعالى: {أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل}، وسمى قطع الطريق لأنه يؤدى إلى انقطاع الناس عن الطريق. وقطع الرحم يكون بالهجران ومنع البر.

وقوله تعالى: {فليمدد بسبب إلى السمآء ثم ليقطع فلينظر} أى ليقطع حبله حتى يقع. وقيل: ليقطع عمره بالاختناق، وهو معنى قول ابن عباس [ثم] ليختنق. ومعنى الآية: من ظن أن الله لا ينصر نبيه فليشد حبلا فى سقفه - وهو السماء - ثم ليقطع الحبل، قال الليث: يقال: قطع الرجل الحبل أى اختنق، لأن المختنق يمد السبب إلى السقف ثم يقطع نفسه من الأرض حتى يختنق، تقول منه: قطع الرجل.
وسأل النبى صلى الله عليه وسلم سائل فقال: "اقطعوا لسانه عنى": أى أرضوه.
وقوله تعالى: {وقطعناهم في الأرض أمما} أى جعلنا فى كل قرية منهم طائفة تؤدى الجزية. وقوله تعالى: {إلا أن تقطع قلوبهم} أى إلا أن يموتوا، واستثنى الموت من شكهم لأنهم إذا ماتوا أيقنوا، وذلك لا ينفعهم، وقيل: معناه إلا أن يتوبوا توبة تنقطع بها قلوبهم ندما على تفريطهم.
وقيل: ورد القطع فى القرآن على اثنى عشر وجها:
الأول: بمعنى الخدش والخمش من الحيرة والدهش: {وقطعن أيديهن}.
الثانى: إبانة العضو من السارقين: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}، {أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف}، {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف}.
الثالث: بمعنى قطع الطرقات: {أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل}.
الرابع: بمعنى قطع الأرحام: {ويقطعون مآ أمر الله به أن يوصل}.
الخامس: بمعنى الاختلاف فى الملة والتفرق فى الدين: {فتقطعوا أمرهم بينهم}.
/ السادس: بمعنى التفريق والتشتيت: {وقطعناهم في الأرض أمما}.
السابع: بمعنى الاستئصال: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا}، {ويقطع دابر الكافرين}.
الثامن: بمعنى تبعيد القريب أو تقريب البعيد: {أو قطعت به الأرض} أى بقرب بعض وبعد آخرين.
التاسع: بمعنى التقدير والإعداد: {قطعت لهم ثياب من نار}.
العاشر: بمعنى زوال الرجاء والأمل: {إلا أن تقطع قلوبهم}، أى يئسوا مما رجوا.
الحادى عشر: بمعنى القهر والقتل: {ليقطع طرفا من الذين كفروا} أى يقتل طائفة منهم.
الثانى عشر: بمعنى إحكام الأمر وإتقان العزيمة والتدبير: {ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون} أى مبرمة محكمة.

  #25  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:50 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قطف وقطمير وقطن وقعد )

( بصيرة فى قطف وقطمير وقطن وقعد )
القطف: العنقود. سمى قطفا بمعنى أنه مقطوف، والجمع: قطوف، قال تعالى: {قطوفها دانية}. وأقطف: دنا قطافه.
والقطمير: النقطة تكون بظهر النواة. يستعمل للشىء الهين النزر الحقير، قال تعالى: {ما يملكون من قطمير}.
القطن - بالضم - والقطن - كعتل - والقطننة - بضم النون الأولى وبفتحها - العطب. واليقطين: شجرة القرع، قال تعالى: {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}.
القعود والمقعد: الجلوس. وقد يفرقون بينهما، فتقول لمن كان قائما: قعد، ولمن كان مضطجعا أو ساجدا: جلس. والقعد: المرة؛ وبالكسر نوع منه. والقاعد من النساء: التى قعدت عن الحيض والولد، والجمع: القواعد، قال تعالى: {والقواعد من النسآء اللاتي لا يرجون نكاحا} يقال: قعدت عن الحيض وعن الزوج.
والقعود ورد فى التنزيل على سبعة أوجه:
1- بمعنى القرار والمقر فى مكان: {في مقعد صدق}.
2- بمعنى التخلف: {وفضل الله المجاهدين على القاعدين}، أى المتخلفين، {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله}، {فاقعدوا مع الخالفين}، {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}.
3- بمعنى المكث واللبث: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}، أى ماكثون متوقفون.
4- بمعنى عجز النساء: {والقواعد من النسآء}.
5- بمعنى أساس الأبنية: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت}.
6- بمعنى رصد الطريق: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}، {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}.
7- بمعنى القعود الذى هو ضد القيام: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا}، وقوله: {عن اليمين وعن الشمال قعيد} أى ملك يترصده ويكتب له وعليه. وقوله: {مقاعد للقتال} كناية عن المعركة التى بها المستقر.
وقعد عن الأمر: تركه، وللأمر: اهتم به، وبالأمر: قام. قال منازل بن زمعة:
*كلا ورب البيت يا كعاب * لا يقنع الجارية الخضاب*
*ولا الوشاحان ولا الجلباب * من دون أن تلتقى الأركاب*
* ويقعد الأير له لعاب *
أى يقوم

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir