دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م, 11:03 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي الخوف

16 - الخوف

وأما قوله: الخوف على كذا وجه، فالخوف من خفوف القلب وانزعاجه من مستقره، وذلك أن القلب مستقر حيث أقر، فإذا أحست النفس بما يلائمها من أمر دين أو من أمر دنيا: فزعت النفس، فوقع القلب في ضيق المستقر، فاشتد عليه ذلك الضيق، فإنما قيل: خاف أي خف وانزعج القلب: نفورا من الشيء الذي أحست به النفس بما لا يوافقها، فإذا وجد الوفاق من الأشياء والأمور استقر في مكانه، فيقال: أمن.
1- الفزع: وإنما صار الخوف «الفزع» في هذا المكان، لأنه من الآدميين عند القتال، ألا ترى أنه يقال: «خاف من ربه»، ولا يقال «فزع من ربه»، فالفزع من الخلق، والخوف من الله ومن الخلق، وإنما صار هكذا، لأن الفزع: صورته النفار، والقلب الموحد لا ينفر من الهف، إنما ينفر من عقاب الله، ومن شر خلق الله وإنما ينفر الكافر، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وزادهم نفورا}.
[تحصيل نظائر القرآن: 68]
يعلمك أنهم كانوا نافرين، فزادهم هذا الاسم: نفورا، وقال: {وهم من فزع يومئذ آمنون}
فنسب الفزع إلى اليوم، فالمؤمن لا يفزع من الله، ولكن يفزع من الخلق إلى الله، فيطمئن عنده.
2- العلم: وإنما صار الخوف العلم في مكان آخر: لأن هذه الأشياء التي ذكرناها بديا بالعلم يخاف، وما لم يعلم لم يخف، وإنما يخافه بالغيب من علمه، والرجاء هو: تنحى القلب عن مستقره، والأرجاء هو: نواحي الشيء، وهو قوله تعالى: {والملك على أرجائها}.
أي: نواحيها، حين انشقت السماء: تبينت أقوام الملائكة، في نواحي السماء في مصافها، فإنما الرجاء: هو تنحى القلب: امتداد وطمعا لما أطمع من الثواب، فمد عينيه إلى ذلك الطمع، فذالك الفعل: رجاء والخفوف من مكانه صاعدا إلى أعالي الصدر: هو الخوف، فمن صورتيهما: لزم القلب هذان الاسمان، ولذلك ذكر الرجاء في مواضع، وعنى به الخوف، فمن ذلك قوله تعالى:
[تحصيل نظائر القرآن: 69]
{إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا}.
أي لا يخافون لقاءنا، وقال أيضا: {مالكم لا ترجون لله وقارا}
أي لا تخافون لله عظمة، وقال: أيضا:
{إنهم كانوا لا يرجون حسابا}.
أي لا يخافون حسابا، فإنما جاز أن يسمى الرجاء خوفا، والخوف رجاء: لاقتراب صفتيهما، وتشابه صورتيهما على القلب، هذا تنحى عن مستقره، كالشيء الذي يتمدد: طمعا في تناول شيء، وذاك: خاف وارتحل، عن مستقره صاعدا، كالذي يخف: هربا من شيء.
[تحصيل نظائر القرآن: 70]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخوف

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir