الاستخدامُ هو ذكْرُ اللفظِ (15)
(بِـ)(1) معنًى(2) وإعادةُ ضميرٍ عليه(3) (بـِ)(4) معنًى آخرَ(5) أو(6) إعادةُ ضميرين(7) تُريدُ بثانِيهما(8) غيرَ ما أردتَه بأوَّلِهما(9)، (فـَ)(10) الأوَّلُ(11) نحوُ قولِه تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}(12) أرادَ بالشهرِ الهلالَ(13) وبضميرِه(14) الزمانَ المعلومَ(15)، و(16) الثاني(17) كقولِه(18):
فَسَقَى(19) الغَضَا(20) و(21) الساكِنِيه(22) وإن هُمُو(23) ..... شَبُّوهُ(24) بينَ جَوانِحِي(25) وضُلُوعِي(26)
الغَضَا(27): شجرٌ بالباديةِ(28) وضميرُ ساكنيه يعودُ إليه(29)
بمعنى مكانِه(1) و(2) ضميرُ شبُّوه يعودُ إليه(3) بمعنى نارِه(4).
________________________
(15) (الاستخدامُ هو ذكْرُ اللفظِ) المشترَكِ بينَ المعنيين سواءٌ كان حقيقيَّين أو مَجازيَّين أو أحدُهما حقيقيٌّ والآخَرُ مَجازيٌّ.
(1) (بـ) إرادةِ.
(2) (معنًى ) منهما وكذلك اللفظُ المشترَكُ بينَ معانٍ متعدِّدةٍ.
(3) (وإعادةُ ضميرٍ عليه) أي: على ذلك اللفظِ.
(4) (بـ) إرادةِ.
(5) (معنًى آخَرَ) من معنَيَيْهِ أو معانيه.
(6) (أو) ذكْرُ اللفظِ بإرادةِ معنًى و.
(7) (إعادةُ ضميرين) على ذلك اللفظِ.
(8) (تريدُ بثانيهما) أي: بثاني الضميرين معنًى.
(9) (غيرَ ما أَردْتَه بأوَّلِهما) أي: الضميرين فلابدَّ أن يكونَ مُفادُ الضميرين غيرَ مُفادِ الاسمِ الظاهرِ, وإلا كان أحدُهما ليس استخداماً, وكذلك إعادةُ ضمائرَ تريدُ بأحدِها معنًى غيرَ ما أَردْتَه بالآخَرِ.
(10) (فـ) الوجْهُ.
(11) (الأوَّلُ) من الوجهين المذكورين في التعريفِ, وهو أن يُرادَ باللفظِ أحدُ المعنيين أو المعاني, ويُرادَ بالضميرِ معناه الآخَرُ.
(12) نحوُ قولِه تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) أراد بالشهرِ الهلالَ أي: هلالَ رمضانَ.
(13) (و) أَرادَ.
(14) (بضميرِه) أي: بالضميرِ العائدِ إليه في قولِه فليَصُمْهُ.
(15) (الزمانَ المعلومَ) الذي هو ظرْفُ الصوْمِ.
(16) (و) الوجهُ.
(17) (الثاني) منهما وهو أن يُرادَ بأحدِ ضميريه أو ضمائرِه أحدُ معنيين أو معانيه وبضميرِه الآخَرِ معناه الآخَرُ, وقد قَدَّمْنا أنه لا بدَّ أن يُرادَ باللفظِ غيرُ مفادِ الضميرين أو الضمائرِ.
(18) (كقولِه) أي: البُحْتُرِيِّ.
(19) (فَسَقَى) أي: اللهُ.
(20) (الغَضَا) بالغينِ والضادِ المعجمَتَيْن نوعٌ من شجَرِ الباديةِ, والجملةُ دعائيَّةٌ دَعَا الشاعرُ بها أن يَسْقِيَ اللهُ الشجرَ الْمُسَمَّى بالغضا بحيث يَنزلُ الأحِبَّاءُ في ظِلالِه.
(21) (و) سقَى اللهُ.
(22) (الساكِنِيهِ) أي: الساكنين في الغضا بمعنى المكانِ النابتِ فيه, ثم بيَّنَ الشاعرُ أنه طَلَبَ لهم السَّقْيَ وإن عَذَّبُوه فقالَ.
(23) (وإن هُمُو) بإشباعِ الميمِ أي: أَطلُبُ لهم السَّقْيَ قضاءً لحقِّ الصُّحبةِ في الحالةِ أنهم.
(24) (شَبُّوه) أي: أوقَدُوا الغضا بمعنى النارِ التي تَتوقَّدُ؛ لأنها تَتعلَّقُ بشجرِ الغضا.
(25) (بينَ جَوَانحي) جمْعُ جانحةٍ, وهي العظْمُ مما يلي الصدرَ, كِنايةً عن القلْبِ.
(26) (وضُلوعي) جمْعُ ضِلَعٍ, وهو العظْمُ مما يلي الظهْرَ, ولعَلَّ الصوابَ بينَ جوانحَ وقلوبٍ؛ لأن البيتَ من قصيدةٍ يائيَّةٍ.
(27) (الغضا) المذكورُ أوَّلاً في البيتِ مرادٌ به.
(28) (شجرٌ بالبادِيَةِ و) الضميرُ الأوَّلُ وهو
(29) (ضميرُ ساكِنِيهِ يَعودُ إليه) أي: إلى الغَضَا.
(1) (بمعنى مكانِه)؛ إذ قد يُطلَقُ الغَضَا على المكانِ النابِتِ فيه مَجازاً
(2) (و) الضميرُ الثاني وهو
(3) (ضميرُ شَبُّوه يَعودُ إليه) أي: إلى الغَضَا.
(4) (بمعنى نارِه) أي: النارِ الموقَدةِ فيه إذ يُقالُ لها: الغَضَا مَجازاً أيضاً لتَعلُّقِها به. ثم إن شَبَّ نارِ الغَضَا في قلْبِ الشاعرِ عبارةٌ عن تعذيبِه بالحُبِّ وإذايتِه به, فكأنَّ أحشاءَه تَحْتَرِقُ من شدَّتِه وإذابتِه كما تَحترِقُ بنارِ الغَضَا. هذا وظاهرُ كلامِ الكتابِ أنَّّّ الاستخدامَ قاصرٌ على الضميرِ وليس كذلك, بل يكونُ أيضًا باسمِ الإشارةِ وبالتمييزِ فالأوَّلُ كما في قولِه:
رأَى العَقيقَ فأَجْرَى ذاك ناظِرَهُ ..... مُتَيَّمٌ لَجَّ في الأشواقِ خاطِرُهُ
فإنه أرادَ بالعَقيقِ أوَّلاً المكانَ, ثم أعادَ عليه اسمَ الإشارةِ بمعنى الدمِ. والثاني كما في قولِه:
حَكَى الغزالُ طلْعةً ولَفْتةْ ..... مَن ذا رآه مُقْبِلاً ولا افْتُتِنْ
أَعْذَبُ خَلْقِ اللهِ رِيقاً وفَماً ..... إن لم يكنْ أحقَّ بالحسْنِ فَمَنْ
فإنه أرادَ بالغزالِ أوَّلاً الشمسَ بقرينةِ ذكْرِ الطَّلْعةِ, ثم ذكَرَ التمييزَ وهو لفتةٌ, وأرادَ به المحبوبَ.