دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير وأصوله > تفسير سورة الفاتحة وجزء عم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شوال 1429هـ/20-10-2008م, 02:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي تفسير سورة الفاتحة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


  #2  
قديم 20 شوال 1429هـ/20-10-2008م, 03:58 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي تفسير الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

تفسير السعدي
تفسير سورة الفاتحةِ
{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)}

أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأنَّ لفظَ (اسمْ) مفردٌ مُضافٌ، فيعمُّ جميعَ الأسماءِ [الحسنى].
{اللَّه}:هوَ المألوهُ المعبودُ، المستحقُّ لإفرادهِ بالعبادةِ لما اتصفَ بهِ منْ صفاتِ الألوهيةِ، وهيَ صفاتُ الكمالِ.
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}:اسمانِ دالاَّنِ على أنَّهُ تعالى ذو الرحمةِ الواسعةِ العظيمةِ التي وسعتْ كُلَّ شيءٍ، وعمَّتْ كلَّ حيٍّ وكتبَها للمتّقينَ المتبعينَ لأنبيائهِ ورسلهِ، فهؤلاءِ لهم الرحمةُ المطلقةُ، ومَنْ عَداهُمْ فلهمْ نصيبٌ منهَا.
واعلمْ أنَّ منَ القواعدِ المتفقِ عليهَا بينَ سلفِ الأمةِ وأئِمتهَا، الإيمانَ بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، وأحكامِ الصفاتِ، فيؤمنونَ مثلاً بأنَّهُ رحمنٌ رحيمٌ، ذو الرحمةِ التي اتصفَ بهَا، المتعلقةِ بالمرحومِ، فالنعمُ كلُّها أثرٌ مِنْ آثارِ رحمتِهِ، وهكذا في سائرِ الأسماءِ، يُقالُ في العليمِ: إنَّهُ عليمٌ ذو علمٍ يعلمُ [بهِ] كلَّ شيءٍ، قديرٌ ذو قدرةٍ يقْدِرُ على كلِّ شيءٍ.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}:[هو] الثناءُ علَى اللهِ بصفاتِ الكمالِ، وبأفعالِهِ الدائرةِ بينَ الفضلِ والعدلِ، فلَهُ الحمدُ الكاملُ بجميعِ الوجوهِ.
{رَبِّ الْعَالَمِينَ}:الرَّبُّ: هو المربِّي جميعَ العالمينَ - وهمْ مَنْ سوى اللهِ - بخلقِهِ لهمُ، وإعدادِهِ لهمْ الآلاتِ، وإنعامِهِ عليهمْ بالنعمِ العظيمةِ، التي لو فقدوهَا لمْ يمكنْ لهمُ البقاءُ، فمَا بهمْ مِنْ نعمةٍ فمنهُ تعالى.
وتربيتُهُ تعالىَ لخلقِهِ نوعانِ: عامةٌ وخاصةٌ.
فالعامةُ: هيَ خلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهمْ، وهدايتُهم لما فيهِ مصالحهمُ، التي فيهَا بقاؤُهمْ في الدنيَا.
والخاصةُ: تربيَتُهُ لأوليائِهِ، فيربِّيهِم بالإيمانِ، ويوفِّقُهُمْ لَهُ، ويكمِّلُهُ لهمْ، ويدفعُ عنهمْ الصوارِفَ والعوائقَ الحائلةَ بينهُمْ وبينَهُ.
وحقيقتُهَا: تربيةُ التوفيقِ لكلِّ خيرٍ، والعصمةُ عَنْ كلِّ شرٍّ، ولعلَّ هذا [المعنَى] هوَ السرُّ في كونِ أكثرِ أدعيةِ الأنبياءِ بلفظِ الربِّ، فإنَّ مطالبَهمْ كلهَا داخلةٌ تَحتَ ربوبيتهِ الخاصةِ.
فدلَّ قولُهُ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفرادِهِ بالخلقِ والتدبيرِ والنعمِ، وكمالِ غناهُ، وتمامِ فقرِ العالمينَ إليهِ، بكلِّ وجهٍ واعتبارٍ.
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}:المالكُ: هوَ مَنِ اتصفَ بصفةِ المالكِ التي منْ آثارِهَا أنَّهُ يأمرُ وينهى، ويثيبُ ويعاقبُ، ويتصرفُ بمماليكِهِ بجميعِ أنواعِ التصرفاتِ، وأضافَ الملكَ ليومِ الدينِ، وهوَ يومُ القيامةِ، يومَ يُدانُ الناسُ فيهِ بأعمالِهمْ خيرِها وشرِّهَا؛ لأنَّ في ذلكَ اليومِ يظهرُ للخلقِ تمامَ الظهورِ كمالُ ملكِهِ وعدلِهِ وحكمتِهِ، وانقطاعُ أملاكِ الخلائقِ، حتى [إنَّهُ] يستوي في ذلكَ اليومِ الملوكُ والرعايَا والعبيدُ والأحرارُ، كلُّهُمْ مذعنونَ لعظمتِهِ خاضعونَ لعزَّتِهِ، منتظرونَ لمجازاتِهِ، راجونَ ثوابهُ، خائفونَ منْ عقابِهِ، فلذلِكَ خصَّهُ بالذكرِ، وإلاّ فهوَ المالكُ ليومِ الدينِ ولغيرهِ منَ الأيامِ.
وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصُّكَ وحدكَ بالعبادةِ والاستعانةِ؛ لأنَّ تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.
وتقديم العبادةِ على الاستعانةِ منْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ.
و(العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
و(الاستعانة): هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ.
والقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.
وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا، لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي.
ثمَّ قالَ تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أَي: دُلَّنَا وأَرشِدنَا ووفقْنَا للصراطِ المستقيمِ، وهوَ الطريقُ الواضحُ الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتِهِ، وهو معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، فاهدِنَا إلى الصراطِ واهدِنَا في الصراطِ، فالهدايةُ إلى الصراطِ: لزومُ دينِ الإسلامِ، وتركُ ما سواهُ منَ الأديانِ، والهدايةُ في الصراطِ تشملُ الهدايةَ لجميعِ التفاصيلِ الدينيّةِ علماً وعملاً.
فهذا الدعاءُ منْ أجمعِ الأدعيةِ وأنفعِها للعبدِ، ولهذا وجبَ على الإنسانِ أنْ يدعوَ اللهَ بهِ في كلِّ ركعةٍ من صلاتِهِ، لضرورتِهِ إلى ذلكَ.
وهذا الصراطُ المستقيمُ هوَ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من النَّبيّينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، {غَيْرِ} صراطِ {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} الذينَ عرفوا الحقَّ وتركوهُ كاليهودِ ونحوهِم، وغيرِ صراطِ {الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحقَّ على جهلٍ وضلالٍ، كالنصارى ونحوهم.
فهذهِ السورةُ على إيجازِها، قدِ احتوتْ على ما لم تحتوِ عليهِ سورةٌ منْ سورِ القرآنِ، فتضمَّنَتْ أنواعَ التوحيدِ الثلاثةَ:
- توحيدُ الربوبيةِ،يؤخذُ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- وتوحيدُ الإلهيةِ، وهوَ إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.
- وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ، وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ {الْحَمْدُ} كما تقدمَ.
- وتضمنتْ إثباتَ النبوَّةِ في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ.
- وإثباتَ الجزاءِ على الأعمالِ في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ.
-وتضمنتْ إثباتَ القدرِ، وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ.
بلْ تضمنتِ الردَّ على جميعِ أهلِ البِدعِ [والضلالِ] في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّهُ معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، وكلُّ مبتدعٍ [وضالٍّ] فهوَ مخالفٌ لذلِكَ.
- وتضمنتْ إخلاصَ الدينِ للهِ تعالى عبادةً واستعانةً في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.


  #3  
قديم 20 شوال 1429هـ/20-10-2008م, 04:02 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي زبدة التفسير لفضيلة الشيخ / محمد بن سليمان بن عبدالله الأشقر

زبدة التفسير للأشقر
سُورةُ الفَاتِحة

سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورة (فاتحة الكتاب) لكونه افتتح بها، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن.
قيل: هي مكية.
وقيل: مدنية.
تسمى فاتحة الكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، وصح تسميتها بالسبع المثاني، وسورة الحمد.
أخرج البخاري وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ)).
(1) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اختلف أهل العلم في البسملة:
فقيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها.
وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.
وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنما كُتبت للفصل.
وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل.
{اللَّهُ}: عَلَمٌ لم يطلق على غيره تعالى، وأصله: الإله، المعبود بالحق.
و{الرَّحْمَنُ} و{الرَّحِيمِ} اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، والرحمن صفة لم تستعمل لغير الله عز وجل.
(2) {الْحَمْدُ لِلَّهِ} الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، والحمديكون من اللسان فقط، أماالشكر فيكون باللسان والقلب والأعضاء.
ولا يكون الشكر إلا مقابل نعمة.
أما الحمد: فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابلة نعمة.
والله تعالى له الحمد والشكر.
{رَبِّ الْعَالَمِينَ}: الرب: اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا مضافاً، كقولك: هذا الرجل رب المنزل، والرب المالك، والرب السيد، والرب المصلح والمدبر، والرب المعبود.
(العالَمون): جمع العالم، وهو كل موجود سوى الله تعالى.
(3) {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قد تقدم تفسيرهما.
ولما كان في اتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته.
(4) {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قرئ: (مَلِك) و(مَالِك)، فـ(المَلِك) صفة لذاته، و(المالك) صفة لفعله.
و{يَوْمِ الدِّينِ} يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده.
وعن قتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم).
(5) {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} نخصك بالعبادة، ونخصك بالاستعانة، لا نعبد غيرك ولا نستعينه.
والعبادة: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف.
والمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس.
عن ابن عباس في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} يعني: (إياك نوحد ونخاف ياربنا لا غيرك، وإياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها)
وعن قتادة أنه قال: (يأمركم الله أن تخلصوا له العبادة، وأن تستعينوه على أمركم).
(6) {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} الهداية: الإرشاد، أو التوفيق، أو الدلالة.
ومعناه: طلب الزيادة من الهداية، كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}.
و{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
وأخرج أحمد وغيره، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تَلِجْهُ، فالصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم)).
(7) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هم المذكورون في سورة النساء، حيث قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}: هم اليهود.
{وَلا الضَّالِّينَ}:هم النصارى، أي: لأن اليهود علموا الحق فتركوه وحادوا عنه عن علم، فاستحقوا غضب الله، والنصارى حادوا عن الحقِّ جهلاً فكانوا على ضلال مبين في شأن عيسى عليه السلام.


  #4  
قديم 20 شوال 1429هـ/20-10-2008م, 04:04 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي تفسير فضيلة الشيخ: مساعد بن سليمان الطيار

تفسير الشيخ: مساعد بن سليمان الطيار
سورةُ الفاتحةِ
لهذهِ السُّورةِ أسماءٌ عديدةٌ:
- كأمِّ الكتابِ.
- والسبعِ المثاني.
- وسورةِ الصَّلاةِ.
- والفاتحةِ، وغيرِهَا.
ولها كذلكَ فضائلُ عديدةٌ:
- كَكَونِها لا تقومُ الصلاةُ إلا بها.
- وكونِها رُقيةً وشفاءً.
- وأَنَّها أفضلُ سورةٍ في القرآنِ، إلى غير ذلكَ مما وَرَدَ في السُّـنَّةِ من فضائلها.
1- قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يخبرُ اللهُ تعالى أنَّ جميعَ المحامدِ خالصةٌ له، ومختصَّةٌ به، فلا محمودَ على كلِّ فعلٍ سِواهُ، ويكونُ حَمْدُهُ بذكر صفاتِ كمالهِ وجلالهِ، ويكون بالشكرِ له على نعمائهِ، ويكونُ بالثناء عليهِ، فهذه مجتمعةً تشملُ معنى الحمدِ.
وفي حمدِ اللهِ تعالى لنفسهِ تعليمٌ لعبادهِ أن يحمدوهُ،فالجملةُ جاءتْ خبراً عن وقوعِ الحمدِ للهِ، وهي تتضمَّن الأمرَ بحمدهِ الذي هو مقتضَى الخبرِ؛ كقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوَءٍ} فالجملةُ جاءتْ علَى صيغةِ الخبرِ والمرادُ بها أمرُ المطلقاتِ بالانتظارِ والتريُّثِ ثلاثةَ قروءٍ، وهذا الأسلوبُ مما يُعرفُ ولا يُنكرُ في لغةِ العربِ.
ولفظُ الجلالةِ (الله) هوَ الاسمُ العَلَمُ على الذَّاتِ الإلهيَّةِ، وهو متضمِّنٌ صفةَ الأُلوهيَّةِ، فهوَ المعبودُ والمألوهُ بحقٍّ، فيكونُ من مقتضى التعبُّدِ للهِ بهذا الاسمِ أن لا تُصرفَ العبادةُ إلا لهُ، ومَنْ صرفَ شيئاً من عباداتهِ لغيرِ اللهِ فقدْ أشركَ بهِ في أُلوهيَّتهِ.
وهذَا الاسمُ من الأسماءِ الحسنى الممنوعةِ، فلا يجوزُ أن يَتسمَّى به غيرُ اللهِ سبحانَهُ.
واسمُ اللهِ (الربُّ) يعني: السَّيدَ المصلحَ المالكَ لخلقهِ والمتصرِّفَ فيهم(1)، وهو متضمِّنٌ لصفةِ الرُّبوبيَّةِ، الذي قد ربَّ خلقَهُ، فلا يَخرجُ أحدٌ عن ربوبيَّتهِ، ومن مقتضى التعبُّد للهِ بهذا الاسمِ أن لا يُنسبَ فعلٌ من أفعالِ الرُّبوبيَّة لغير اللهِ، فمن نَسَبَ لغيرِ اللهِ أمراً لا يقدرُ عليهِ إلا الله؛كإحياءِ الموتى، أو القدرةِ على الخَلْقِ، فقد أشركَ في توحيدِ الرُّبوبيَّة؛ لأنه نَسَبَ الأفعالَ المختصَّة بالربِّ لغيرهِ.
وهذا الاسمُ ممَّا يجوزُ إطلاقهُ على العبادِ، لكنْ بالإضافةِ، فيقالُ: ربُّ الدَّارِ، وربُّ الدَّابَّةِ، وهكذا، لكنْ إطلاقُ لفظِ (الرَّبِّ) لا يكون إلا للهِ وحدَهُ.
و{الْعَالَمِينَ} جمعُ عالَمٍ، ويشملُ كلَّ ما سِوى اللهِ من المخلوقاتِ؛ كعالَمِ الملائكةِ، وعالَمِ الجِنِّ، وعالَمِ الإِنْسِ، وعالَمِ الحيواناتِ، وعالَمِ الجماداتِ، وعالَمِ النباتاتِ،...الخ (2).
وهذا يعني أنَّ ربوبيَّتهُ نافذةٌ في جميعِ من سِواهُ، إذْ كلُّهم مربوبونَ لَهُ، مقهورونَ لسلطانهِ، لا يُمكنُ لأحدٍ منهمْ أن يخرجَ عن ربوبِيَّتهِ.
وتشيرُ جملةُ {رَبِّ الْعَالَمِينَ} وما بعدها من أسماءِ اللهِ وصفاتهِ إلى عِلَّةِ الحمدِ؛ فالحمدُ للهِ لأنَّه ربُّ العالمينَ، والحمدُ للهِ لأنه الرَّحمنُ الرَّحيمُ؛ والحمدُ للهِ لأنه مالكُ يومِ الدِّين.
2- قولهُ تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أيِ: الحمدُ للهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، وهذانِ اسمانِ منْ أسماءِ اللهِ الحسنى مشتقَّانِ من الرحمةِ، ويتضمَّنانِ صفةَ الرَّحمةِ، وبينهمَا فرق في المعنى بنسبةِ ما بينهمَا من فرقٍ في النُّطقِ.
فالرحمنُ على وزنِ فَعْلاَن، أي الذي بلغَ التمامَ والكمالَ في الرَّحمةِ، ومن آثارِ رحمانيَّتهِ أَنْ رَحِمَ الخلقَ كلَّهم، فلا يوجدُ مِنْ خَلْقهِ من لا تَظهرُ عليهِ آثارُ رحمانيَّةِ اللهِ، وهو كذلكَ الذي ترجعُ إليهِ جلائلُ النِّعمِ.
وهوَ منَ الأسماءِ الحسنى التي لا يجوزُ أن يَتَسمَّى بها غيرُ الله (3) ، فمن زعم التَّسمِّي بها فقدْ أذلَّه اللهُ.
وفي الجمعِ بينَ اسمَي (الرحمن) و(الرحيم) أقوالٌ لأهلِ العلمِ:
أحسنُها: أنَّ (الرحمنَ) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ بهِ سبحانَه، و(الرحيمُ)دالٌّ على تعلُّقِها بالمرحومِ، فالأوَّلُ للوصفِ، والثاني للفعلِ.
فالأوَّل:دالٌّ على أنَّ الرحمةَ صفتُه.
والثاني:دالٌّ على أنَّه يرحمُ خلقَه برحمتِه.
ومما يبين ذلكَ:
- قولُه تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}.
- وقولُه: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ونظائرُها، ولم يأتِ قطُّ (رحمن بهم) فعُلمَ أنَّ(الرحمنَ) هو الموصوفُ بالرحمةِ، و(الرحيمَ) هو الراحمُ برحمتِه.
واسمُ اللهِ (الرحيم) ممّا يجوزُ أن يوصفَ بهِ خَلْقُ اللهِ، لورودِ ذلكَ في الكتابِ والسنةِ، ومن ذلكَ: قولهُ تعالى في وصفِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} لكن لا يطلقُ معرَّفاً على غيرِ الله تعالى؛ فالرحمةُ من اللهِ لا تُماثِلُ الرَّحمةَ من المخلوقِ، فهي تليقُ بذاتِ الله الكاملِ المنزَّهِ عن صفاتِ النَّقصِ، وتلك تُناسبُ الإنسانَ بما فيهِ من النَّقصِ.
3- وقولهُ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي: الحمدُ للهِ مالكِ يومِ الدِّينِ.
والمالكُ: الذي يتصرَّفُ في مُلكِه كما يشاءُ لا يردُّه أحدٌ عن ذلك، واللهُ سبحانَه لا يَشرَكُه أحدٌ ولا يمتنعُ عليه خلقُه في مالكيَّته لهذا اليومِ، كما قالَ تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} فبطل كل مُلْكٍ لغيرِه، ولم يبقَ إلا المَلِكُ الجبَّارُ سبحانهُ وتعالَى، ولذا خَصَّ يومَ الدِّين بالذِّكرِ، لخلوصِ مُلكيَّته ومالكيَّتهِ في هذا اليومِ.
أمَّا في الدنيا، فما أكثرَ الملوكَ الآمرينَ، بلْ كلُّ الناس يدَّعون الملكَ كلٌّ بِحَسَبِهِ، لكنَّهم في نهايةِ الأمرِ عبادٌ أذلاَّءٌ مطيعونَ، لا يخرجونَ عن ملكِ اللهِ(4)، وملكُهم إضافيٌّ غيرُ حقيقي.
4- قولهُ تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي:لا نتذلَّلُ ولا نخضَعُ إلاَّ لكَ يا رَبَّنا، ولا نطلبُ المساعدةَ والعونَ إلا منكَ.
وتقديمُ {إِيَّاكَ} على الفِعْلَين يفيدُ الحصرَ والاهتمامَ، فهيَ في قوَّةِ: لا نعبدُ إلا الله، ولا نستعينُ إلا به(5).
والعبادةُ غايةٌ، فهي متأخرةٌ في الوقوعِ، لكنْ قُدِّمت العبادةُ لبيانِ أهمِّيتها، ولأنَّها حقُّ اللهِ على عبيدهِ، فقدَّمها لمراعاةِ الأدبِ مع اللهِ في تقديمِ حقِّهِ على حظِّ العبادِ الذي هوَ الاستعانةُ(6)، ولِتكونَ مع النِّصْفِ الذي لله مواليةً له، ولبيانِ أنَّ أجلَّ ما يستعانُ اللهُ عليهِ عبادَتُه، ولتكونَ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} متبوعةً بالدعاءِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} مناسبةً له، ولأنَّ العبادة حظ الألوهيَّةِ، والاستعانَةَ حظُّ الربوبيَّةِ، والألوهيَّةُ مقدَّمَةٌ على الربوبيَّةِ.
ومن هذهِ الآيةِ يؤخذُ أنَّهُ لا يجوزُ صرفُ أيٍّ من أنواعِ العباداتِ لغيرِ الله، وأنَّ مَنْ صَرَفَ شيئاً منها لغير الله فقدْ وقعَ في الشِّركِ، وقد يكونُ شركهُ مُخرجاً عن الملَّة، وقد لا يكونُ، وذلكَ بالنَّظرِ إلى نوعِ الشِّركِ(7)، واللهُ أعلمُ.
أمَّا الاستعانةُ، فهيَ في حقيقتِها من أنواعِ العبادةِ، ومن صَرَفَها فيمَا لا يقدرُ عليهِ إلا اللهُ فقدْ أشركَ، وبهذا تكونُ السُّورة قد أرشدَت إلى تمامِ التوحيدِ، وتجنُّبِ الشِّركِ باللهِ في أنواع التوحيد الثلاثة:الأسماء والصفات، والألوهيَّةِ، والربوبيَّةِ.
5- قولهُ تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هذا ذكر لأَولى ما يستعان الله عليه، إِذْ هو أَجَلُّ مطلوبٍ وأعظمُ مرغوبٍ، وهو ابتداءُ طلبِ المؤمنينَ من ربِّهمْ، ودعائِهم إياهُ بأنْ يدلَّهم على هذا الطريقِ الذي لا اعوجاجَ فيهِ، ويُثبِّتهم ويُديمَهُمْ على سُلوكِه(8)، وهذا هُو الطَّريقُ الحقُّ الذي ارتضاهُ الله: الإسلامُ(9) بما فيهِ منَ الشَّرائعِ والعباداتِ التي يحتاجُ كلُّ فرد منَّا إلى هدايةٍ خاصَّةٍ للقيامِ بها، نسألُ الله إعانَته ومغفرتَه.
6- قولُه تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي: هذا الصِّراطُ الذي نطلبكَ سلوكَه والثَّباتَ عليهِ هو طريقُ من تفضَّلْتَ عليهم بالهدايةِ من النَّبيينَ والصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ، وهذا يبيِّنُ أَنَّ أعظمَ النِّعَمِ وأخصَّها نعمةُ الهدايةِ.
7- قولُه تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أيْ: وهذا الطريقُ الذي نسألكَ أن تدلَّنا عليهِ هو غيرُ طريقِ من استحقَّ غضبَكَ(10)، من اليهودِ الذينَ علِموا وتركوا العملَ بعلمهم، ومن استحقَّ البُعدَ والتِّيهَ عن عبادتِكَ من النَّصارى الذينَ جهلوا، وعبدوكَ بغيرِ ما شَرَعْتَ(11).


(1) قال الطبريُّ في بيانِ معنى هذا الاسمِ الحسَنِ: (فربنا جلَّ ثناؤه: السيد الذي لاِشْبهَ له ولا مثيل في سؤدده، والمصلح أمْرَ خلقه بما أسبغ عليهم نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر).
(2) وَرَدَ تفسيرُ السَّلفِ للعالَمينَ على النحو الآتي:
العالمين : الخلق كلُّه: السماواتُ والأرضونَ ومن فيهنَّ وما بينهنَّ، مما يُعلمُ ولا يُعلم، وهذا عن ابن عباس من طريق الضحاك.
وعن سعيد بن جبير ومجاهد وابن جريج: الإنسُ والجنُّ.
وعن أبي العاليةِ قال: (الإنسُ عالَم، والجنُّ عالم، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم، أو أربعة عشر ألف عالم من الملائكة على الأرض...).
ومجموع ذلك الوارد عنهم يدلُّ على ما ذكرتُ من أنَّ العالمين ما سوى الله سبحانه.
(3) ذَكَرَ الطبريُّ عن الحسنِ البصريِّ أنه قال:(الرحمن اسم ممنوع) ثمَّ قال الطبري معلقاً على قولِ الحسنِ:(مع أن إجماع الأمة على منعِ التَّسَمِّي به في جميع الناس، ما يغني عن الاستشهاد على صحة ما قلنا في ذلك بقولِ الحسنِ وغيره).
(4) في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قراءتان:
الأولى: {مَالِكِ} بإثبات الألف.
والثانية: {مَلِكِ} بحذف الألف، وقد ذُكر في الفرق بينهما معانٍ من أجودها:
- أنَّ (الملِكَ): الذي يملك، وقد يشاركه في تصريف ملكه غيره.
- و(المالك): الذي يتصرف في ملكه مباشرة، هذا من جهة اللغة.
أمَّا في حقِّ الله تعالى: فله تمام الملك والمالكية، لا يتصرف في ملكه أحدٌ إلا بإذنه، ولا يخرج أحد عن طوْعِه وملكِه، كائناً من كان، والله أعلم.
(5) وعند منتصف هذه الآية، عند قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ينتهي ما لله في هذه السورة، على الواردِ في حديثِ: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فإذا قال العبد:{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حَمِدني عبدي. وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال: أثنى عليَّ عبدي.وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: مجَّدني عبدي.فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ...} قال الله: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل)).
(6) العبادةُ أشرفُ مواطنِ الخلقِ، لذا وصف الله بها نبيَّه في أشرفِ المواطنِ، في موطنِ الإسراء والإيحاء والدعاء:
- قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}.
- وقال: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}.
- وقال: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}.
وهذان الحالان وهما الإسراء والمعراج، أعلى ما بلغهما إنسان، ومع ذلك لم يذكر الله تعالى نَبِيَّه صلى الله عليه وسلم بغير صفة العبودية، وهذا يدلُّ على أنها أشرف مقامات العبد، كما قال الشاعر:

وممــــا زادنــي شــرفـاً وتيها = وكِدْتُ بـأخـمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي = وأن صيَّرت أحـمـدَ لـي نبيـا

(7) صورُ الشركِ تتَجَدَّدُ في كلِّ حينٍ، فَلأَن لم تظهرْ لكَ عبادة الأصنام والأوثان، فكم من وثنٍ عُبدَ من دون الله، وقُدِّم على حقوق الله.
ولَئِن كان آزرُ يصنعُ التماثيلَ ويَضِلُّ بها ويُضلُّ، فكم من الناس اليوم يُضلون بآزريةٍ جديدة، وليس أمثلَ لذلكَ من مثالٍ بهذه الأفلامِ التي يروجها طغامٌ من الناس، ليس فيها إلا ما يغضبُ الله ويسخطهُ من الاعتداء على شرعه وخلقه وذاته العليَّةِ، فتأمَّل الحالَ في ذلكَ، وقسْ عليهِ غيرَه من الشركيَّاتِ التي تحتاجُ إلى مجدِّدٍ يتكلَّم عنها ويحرِّرُها، والله المستعان.
(8) فَسَّرَ بعضُهم الهدايةَ بأنَّها التثبيتُ على الإسلامِ، وهذا تفسيرٌ ببعضِ المعنى، ومقصودُ من فسَّرَها كذلك: الفرارُ من إشكالٍ مفادُه: كيفَ يسألُ المسلمُ أو المصلِّي الهدايةَ وقد اهتدى؟
والإجابةُ عن ذلكَ:أنَّ العبدَ بحاجةٍ إلى معرفةِ الهدايةِ إجمالاً وتفصيلاً، علماً وعملاً، ومعرفةِ ما يضادُّ ذلكَ، في كلِّ الأوقاتِ، فليسَ من هُدِيَ إلى الإسلامِ قدْ هُدِيَ إلى كلِّ شرائعِهِ وعَلِمَها، وإِنْ عَلِمَها فقدْ لا يعملُ بها أو ببعضِها، وقد لا يثبتُ على ذلكَ، فهو بحاجةٍ إلى الهدايةِ وسؤالِ اللهِ إِيَّاها كلَّ طرفةِ عين.
(9) وردَ في تفسيرِ الصراطِ عباراتٌ للسَّلَفِ، فقيلَ: الصراط المستقيم:
- القرآن.
- وقيل: الإسلام.
وقيل غير ذلك، وهذه الأقوال متلازمةٌ، فالقرآن ذكر شرعة الإسلام فيه، والإسلام كتابه القرآن، وطريق أبي بكر وعمر هو الإسلام، وكتابهم الذي يتبعونه هو القرآن، وهكذا غيرها من الأقوال، والله أعلم.
(10) في هذه الآيةِ ثبوتُ صفةِ الغضبِ لله سبحانَه، وهي صفةٌ تُثبتُ على ما يليق بالله جلَّ في علاه، بلا تحريفٍ ولا تمثيل.
وقد جاء نسب هذه الصفة إليه على المفعولية، وفي ذلك أدبٌ في الخطاب مع الله بحيث لا يُنسبُ إليه ما ظاهره شرٌّ أو غير محبوب، بخلاف النعمة، فقد أُسندتْ إليه بقوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، وعلى هذا جرى العارفون بالله في خطاباتهم، ومن ذلك ما ذكره الله عن إبراهيم عليه السلام:{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} فنسب الإطعام والسقيا له؛ لأنها خيرٌ محض، ولم ينسب إليه المرض لما فيه من الشر، والله أعلم.
وقد ذكر اليهودَ بصفة الغضب؛ لأنها أوضحُ ما فيهم، وأخصُّ بهم، ولا يعني هذا انتفاء صفة الضلال عنهم، قال تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:60] فوصفهم في هذه الآية بأنهم مغضوب عليهم وبأنهم ضالون.
(11) ذكر الله النصارى بأنهم أهل ضلال؛ لأن هذه الصفة أظهر فيهم، وقد ورد وصفهم بها، كما وُصفَ بها غيرهم.
وتفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى، قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع عليه السلف، كما ذكره الطبري وابن أبي حاتم.


  #5  
قديم 20 شوال 1429هـ/20-10-2008م, 04:20 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي تفسير فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله تعالى ) صوتي

تفسير ابن عثيمين (صوتي)


  #6  
قديم 20 شوال 1429هـ/20-10-2008م, 04:20 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي العناصر

تفسير سورة الفاتحة.
أسماء سورة الفاتحة.
من فضائل سورة الفاتحة.
تفسير البسملة.
تفسير قول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
قوله تعالى: {الحمد لله}.
حمد الله تعالى لنفسه تعليم لعباده أن يحمدوه
بيان معنى الاسم الشريف "الله"
من مقتضى التعبُّدِ للهِ بهذا الاسمِ "الله" أن لا تُصرفَ العبادةُ إلا له
اسم الجلالة "الله" من الأسماء المختصة به سبحانه وتعالى
قوله تعالى: {رب العالمين}
بيان معنى اسم "الرب"
بيان بعض ما يقتضيه اسم "الرب" من العبودية لله تعالى
تربية الله تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة
يجوز أن يطلق لفظ "رب" مضافاً إلى غيره على المخلوق
بيان معنى العالمين
دلالة قوله تعالى: {رب العالمين} وما بعده على علة الحمد
{الرحمن الرحيم}تفسير قوله تعالى:
" الرحمن" من الأسماء المختصه به سبحانه وتعالى
فائدة في الجمع بين اسمي "الرحمن" وَ"الرحيم"
لفظ "الرحيم" يجوز أن يخبر بمعناه عن المخلوق، لكن لا يطلق عليه كما يطلق على الله عز وجل
تفسير قول الله تعالى : {مالك يوم الدين }.
تفسير قول الله تعالى : {إياك نعبد وإياك نستعين }.
قوله تعالى : {إياك نعبد }.
قوله تعالى : {وإياك نستعين }.
فائدة تقديم إياك على معمولها
ما قيل في فائدة تقديم جملة (إياك نعبد) على جملة (إياك نستعين)
تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
فائدة سؤال المسلم أو المصلي الهداية وقد اهتدى
عبارات السلف في تفسير الصراط
تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
قوله تعالى : {صراط الذين أنعمت عليهم }.
قوله تعالى : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين }.
إثبات صفة الغضب لله سبحانه.
ذكر الله اليهود بأنهم مغضوب عليهم.
ذكر الله النصارى بأنهم أهل ضلال.
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى.

فوائد مهمة:
دلالة سورة الفاتحة على أنواع التوحيد.
تضمن هذه السورة العظيمة لإخلاص الدين لله تعالى.
الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات.
بيان تضمن سورة الفاتحة لإثبات النبوة.
تضمن سورة الفاتحة لإثبات القدر.
دلالة سورة الفاتحة على إثبات الجزاء على الأعمال.
بيان تضمن سورة الفاتحة على الرد على جميع أهل البدع.

  #7  
قديم 27 محرم 1430هـ/23-01-2009م, 11:10 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي الأسئلة

الأسئلة

س1: اذكر بعض اسماء سورة الفاتحه؟
س2: اذكر ما تعرفه من فضائل سورة الفاتحة؟
س3: بين معنى البسملة باختصار؟
س4: اذكر تفسيراً إجمالياً مختصراً لسورة الفاتحة؟
س5: اذكر ما قيل في الحكمة من الجمع بين اسمي (الرحمن) و(الرحيم) في قوله تعالى :{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟
س6: ما معنى الكلمات التالية: الدين، الصراط، نستعين؟
س7: تربية الله تعالى لعباده نوعان، اذكرهما؟
س8: اذكر القراءتين في قول الله تعالى :{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؟
س9: اذكر ما يفيده تقدم المعمول في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟
س10: اذكر ما قيل في فائدة تقدم جملة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على جملة {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟
س11: ما المراد بالصراط المستقيم؟
س12: كيف يسأل المؤمن الهداية وقد اهتدى إلى الإيمان؟
س13: ما هو أولى ما يستعان الله تعالى عليه؟
س14: بين المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
س15: بين دلالة هذه السورة العظيمة على ما يأتي:-
أ) أنواع التوحيد.
ب) إثبات الجزاء على الأعمال.
ج) إثبات القدر.
د) الرد على جميع أهل البدع.
س16: بين تضمن هذه السورة العظيمة لما يأتي:
أ) إخلاص الدين لله تعالى.
ب) إثبات النبوة.


  #8  
قديم 11 شعبان 1430هـ/2-08-2009م, 11:22 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد / الشيخ عبد العزيز الداخل

السؤال الأول : جاء فى تفسير سورة الفاتحة فى زبدة التفسير النسخة المطبوعة

اقتباس:
وقدمت العبادة على الإستعانة لكون الأولى وسيلة إلى الثانية .

كيف تكون العبادة وسية للإستعانة أم المقصود العكس وهذا خطأ مطبعى ؟
الجواب : ليست خطأ طباعياً فإن العبارة هكذا في فتح القدير للشوكاني أيضاً ، وزبدة التفسير اختصار لفتح القدير ، وأصل هذه الجواب مأخوذ عن الزمخشري في الكشاف حيث قال: ( فإن قلت : فلم قدّمت العبادة على الاستعانة؟ قلت : لأنّ تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الإجابة إليها)
وقصده بالوسيلة القربة، أي أن العبد يتقرب بالعبادة قبل طلب الإعانة
وهذه المسألة من المسائل التي اختلفت فيها أقوال المفسرين لاختلاف أنظارهم في تلمس الحكمة من تقديم (إياك نعبد) على (إياك نستعين)
وخلاصة ما ذكره المفسرون من أقوال في هذه المسألة ما يلي:
القول الأول: أنه لمراعاة فواصل الآيات في السورة، وهذا ذكره البيضاوي وجهاً وكذلك النسفي وابن عاشور وغيرهم.
والقول الثاني: أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس ، وهذا القول قاله ابن جرير قال: (لمَّا كان معلومًا أن العبادة لا سبيلَ للعبد إليها إلا بمعونة من الله جلّ ثناؤه، وكان محالا أن يكون العبْد عابدًا إلا وهو على العبادة مُعان، وأن يكون مُعانًا عليها إلا وهو لها فاعل- كان سواءً تقديمُ ما قُدمّ منهما على صاحبه . كما سواءٌ قولك للرجل إذا قضى حاجَتَك فأحسن إليك في قضائها: "قضيتَ حاجتي فأحسنتَ إليّ " ، فقدّمت ذكر قضائه حاجتَك، أو قلتَ: أحسنتَ إليّ فقضيتَ حاجتي"، فقدَّمتَ ذكر الإحسان على ذكر قضاء الحاجة. لأنه لا يكون قاضيًا حاجتَك إلا وهو إليك محسن، ولا محسنًا إليك إلا وهو لحاجتك قاضٍ. فكذلك سواءٌ قول القائل: اللهم إنّا إياك نعبُدُ فأعِنَّا على عبادتك، وقوله : اللهم أعنَّا على عبادتك فإنّا إياك نعبُدُ).
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، وهذا ذكره البغوي في تفسيره.
القول الرابع: ما قاله ابن كثير رحمه الله: (وإنما قدم: { إياك نعبد } على { وإياك نستعين } لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدم ما هو الأهم فالأهم، والله أعلم).
القول الخامس: أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب فلذلك ناسب أن يتبع قوله: (إياك نعبد) بـ(إياك نستعين) للاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها، وهذا القول ذكره البيضاوي وجها، وألمح إليه أبو السعود
القول السادس: ما قاله ابن عاشور: (ووجهه تقديم قوله { إياك نعبد } على قوله : { وإياك نستعين } أن العبادة تقرُّب للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك ، ولأن الاستعانة بالله تتركب على كونه معبوداً للمستعين به ولأن من جملة ما تطلب الإعانة عليه العبادة فكانت متقدمة على الاستعانة في التعقل . وقد حصل من ذلك التقديم أيضاً إيفاء حق فواصل السورة المبنية على الحرف الساكن المتماثل أو القريب في مخرج اللسان)

وفي المسألة أقوال أخرى حتى ذكر الألوسي في روح المعاني أحد عشر وجهاً للتقديم ولكنها تحتاج إلى تمحيص وتدقيق .




السؤال الثاني : ماهي دلالة قوله تعالى: (رب العالمين) وما بعده على علة الحمد؟
الجواب : رب العالمين هو خالقهم ومالكهم ومدبر أمورهم والمنعم عليهم فما من مخلوق من المخلوقات إلى وقد جرت عليه آثار الربوبية التي يستحق الله تعالى عليها الحمد العظيم.




السؤال الثالث : في أي آية في سورة الفاتحة جاء اثبات القدر ؟
الجواب : في أكثر من آية من سورة الفاتحة يمكن إثبات القدر
- فقوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) دليل على أن العبد لا يتكمن من العبادة إلا بعون الله تعالى له وإذا أعانه الله على العبادة يسر له أداها فأداها وإعانته وتيسيره أداءها للعبد حتى يؤديها دليل على أنه قدرها له.
- وكذلك قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) فالهداية لا تنال إلا بتوفيق الله وتقديره.
- وقوله: (صراط الذين أنعمت عليهم) فإنعام الله عليهم بالهداية دليل تقديرها لهم
- وقوله: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) دليل على أن المغضوب عليهم والضالين لم يوفقوا للهداية ولم تقدر لهم عقوبة وجزاء عدلاً على زيغهم وشققاقهم.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المؤمنين، وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور ، ويهدينا صراطه المستقيم، (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقاً) .




السؤال الرابع : أشكلت علي النقطة التالية قول الشيخ مساعد الطيار ( والاستعانَةَ حظُّ الربوبيَّةِ) في تفسير سورة الفاتحة , والسؤال أليست الاستعانة حظ الألوهية؟ أم ماذا يقصد الشيخ مساعد؟
الجواب : الاستعانة لها جانبان :
جانب اعتقادي وهذا الذي قصد أنه من حظ الربوبية أي أن العبد إنما استعان بالله عز وجل لأجل اعتقاده بكمال ربوبيته وملكه وتصرفه وتدبيره مما يقتضي قدرته على الإعانة.
وجانب تعبدي وهو فعل العبد لعبادة الاستعانة ، وما يقوم في قلبه من الإيمان بالله جل وعلا والتقرب إليه وحسن الاعتقاد فيه جل وعلا.
وكلام الشيخ مساعد عن توجيه تقديم (إياك نعبد) على (إياك) نستعين


السؤال الخامس : جاء فى زبدة التفسيرفى البسمله
اقتباس:
(وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.)

ماالمقصود ب بعض ايه هل المقصود ان البسمله تعتبر نصف الايه الأولى من السوره ؟
الجواب : قوله: (بعض آية) أي جزء من الآية الأولى، وهذا القول ذكره الرازي عن بعض الشافعية.


السؤال السادس : يوجد عندى اشكال وهو ان رسم المصحف موضوع فيه بعد الايه الأولى رقم (1)يعنى يجعلها ايه فهل الراجح انها آيه ؟
الجواب : معتمد ما في مصحف المجمع ما رجحه أبو عمرو الداني في كتابه البيان في عد آي القرآن.


السؤال السابع : {الْحَمْدُ لِلَّهِ}الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، < هل المقصود الثناء الأختيارى>
الجواب : مراده التفريق بين الحمد والمدح وهذا أحد الأقوال في التفريق بينهما

أن الحمد هو الثناء على الجميل الاختياري، أي الصفات والأفعال الاختيارية التي يفعلها الشخص.
مثاله: من يصنع لك معروفاً فتثني عليه لأجل معروفه الذي صنعه فيسمى ثناؤك عليه حمداً.
كما قال زهير:
ومن يصنع المعروف في غير أهله = يكن حمده ذماً عليه ويندم


فسمى ما كان ينتظره من الثناء حمداً.
أما الثناء على ما يتصف به الشخص من صفات جبلية كجمال الشخص وقوته فيسمى مدحاً ولا يسمى حمداً.
هذا شرح هذا القول ، وفيه نظر، والصحيح أن الحمد أخص من المدح فكل حمد مدح.


السؤال الثامن : هل البسملة في الفاتحة تعد من آيات السورة فتصبح عدد آياتها 7؟؟
الجواب : عدد آيات سورة الفاتحة سبع بالإجماع لا خلاف في ذلك، نقل الإجماع على ذلك أبو عمرو الداني وغيره، وإنما الخلاف في كون البسملة آية منها أم لا على أقوال يمكن تلخيصها في أربعة أقوال:
القول الأول: أنها ليست بآية أصلاً لا في الفاتحة ولا غيرها إلا أنها بعض آية في سورة النمل، وهذا قول مالك والأوزاعي.

القول الثاني: أنها آية منها ، نسبه ابن الجزري إلى علماء مكة والكوفة.
القول الثالث: أنها آية في أولها وليست آية منها، وهو قول عبد الله بن المبارك والشافعي ورواية عن أحمد ورجحه النووي، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
القول الرابع: أنها جزء من الآية الأولى، وهو قول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره.
ومَن يعدُّ البسملة آية من سورة الفاتحة يعدُّ قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) آية تامة.
وَمَن لا يعدُّ البسملة من آيات الفاتحة يعدُّ قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم) آية، و(غير المغضوب عليهم ولا الضالين) آية أخرى.


السؤال التاسع : ذكر المفسر قوله(الرحمن اسم لم يستعمل لغير الله) هل معنى ذلك أن الرحمن صفة لله ليس لأحد سواه؟
الجواب : الرحمن اسم مختص بالله تعالى ، لا يسمى به أحد غير الله جل وعلا، وهو يدل على اتصاف الله تعالى بصفة الرحمة. فالرحمن اسم، والرحمة صفة.


السؤال العاشر : لماذا الرحيم تطلق على الشخص إذا اتصف بالرحمة؟
الجواب : ينبغي توضيح قاعدة مهمة في هذه المسألة وهي أن ما يطلق على الله جل وعلا وعلى غيره من الألفاظ يختلف معناه اختلافا عظيماً بحسب المراد به، فما أريد به الله كان معناه على ما يقتضيه كماله جل وعلا ، وإذا أطلق على العبد أريد به ما يناسب حاله من المعاني.
مثال ذلك: لفظ (العزيز) إذا أريد به الله عز وجل فهو من الأسماء الحسنى، ويكون معنى (أل) فيه لاستغراق المعنى، فتفيد اتصاف الله عز وجل بالعزة المطلقة، أي بجميع معاني العزة، وقد فسرها أهل العلم بعزة القدر وعزة القهر وعزة الغلبة.
وإذا أطلق على غير الله كما في قوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) فُسر معناه بحسب ما يناسب حال من أطلق عليه اللفظ؛ ففي هذه الآية أرادوا بالعزيز الملك، والعزيز اسم من أسماء الملك في لسان العرب، قال المخبل السعدي:
كعقيلة الدر استضـاء بهـا = محرابَ عرش عزيزها العجْمُ
ويكون معنى (أل) في هذا الإطلاق للعهد وليس للاستغراق.
والعهد له أنواع ثلاثة في لسان العرب: العهد الذكري، والعهد الذهني، والعهد الحضوري
مثال العهد الحضوري أن تخاطب رجلاً حاضراً فتقول له: يا أيها الرجل
فتكون أل هنا للعهد الحضوري
ومثال العهد الذكري: أن تقول مررت برجل فسلمت عليه فقال لي الرجل: وعليك والسلام.
فتعريف الرجل في هذا المثال يراد به العهد الذكري، أي هو الرجل المعهود ذكره آنفاً.
ومثال العهد الذهني: أن يجري بينك وبين شخص حديث تريدون به رجلاً معيناً
فيقول أحدكما: هذا الرجل كذا كذا
فيكون التعريف ههنا للعهد الذهني، أي ما هو معهود في الذهن من إرادة هذا الرجل.
إذا تبين هذا فقوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز) معنى (ال) في (العزيز) العهد الحضوري.
وكذلك اسم (الملك) في قوله تعالى: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات...) الآية
فهذه الأسماء عند إطلاقها على المخلوقين إنما يراد بها ما يناسب أحوالهم من المعاني
و (أل) فيهما إنما هي للعهد لا لاستغراق المعنى.
فكذلك إذا وصف مخلوق بأنه رحيم فهو وصف له برحمة تناسب حاله لا يقتضي ذلك أنه متصف بالرحمة التي لا يتصف بها إلا الله .
وأما الأسماء المختصة بالله جل وعلا كاسم (الله) واسم (الرحمن) فهذه لا يسمى بها مخلوق أبداً بأي حال من الأحوال.


  #9  
قديم 25 محرم 1433هـ/20-12-2011م, 02:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

السؤال الحادي عشر : قال العلامة عبد الرحمن السعدي في تفسير قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} :

اقتباس:
أَي: دُلَّنَا وأَرشِدنَا ووفقْنَا للصراطِ المستقيمِ، وهوَ الطريقُ الواضحُ الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتِهِ، وهو معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، فاهدِنَا إلى الصراطِ واهدِنَا في الصراطِ، فالهدايةُ إلى الصراطِ: لزومُ دينِ الإسلامِ، وتركُ ما سواهُ منَ الأديانِ، والهدايةُ في الصراطِ تشملُ الهدايةَلجميعِ التفاصيلِ الدينيّةِ علماً وعملاً".اهـ.

السؤال هو : هل يمكن القول أن الهداية في الصراط تشمل الهداية من البدعة إلى السنة أو من الفرق الضالة إلى الفرقة الناجية باعتبار أن الهداية إلى الصراط هداية من الكفر إلى الإسلام ؟
الجواب : نعم ، الهداية تشملها، بل تشمل الهداية إلى الأولى والأفضل لحال الإنسان في أمور عبادته.
فإنه إذا تردد بين أمرين أحدهما أحب إلى الله من الآخر، فالهداية في حقه أن يوفق للأحب إلى الله منهما، وبذلك يعلم أن الحاجة إلى هذه الدعوة ماسة، وفروعها كثيرة جداً لا يبلغها حصر الإنسان وعدّه.



السؤال الثاني عشر : قال في شرح سورة الفاتحة :
اقتباس:
وعمَّتْ كلَّ حيٍّ وكتبَها للمتّقينَ المتبعينَ لأنبيائهِ ورسلهِ، فهؤلاءِ لهم الرحمةُ المطلقةُ، ومَنْ عَداهُمْ فلهمْ نصيبٌ منهَا
ماهي الرحمة المطلقة للمتبعين ؟ ومامعنى نصيب من الرحمة ؟

الجواب : قصده بالرحمة المطلقة أي التامة الموجبة للنجاة من النار ودخول الجنة، وهذه الرحمة قد كتبها الله تعالى لعباده المتقين، ومن عداهم من العصاة فلهم نصيب من الرحمة فهم وإن عذبوا ببعض ذنوبهم فإن الرحمة تدرك من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان منهم فيخرج من النار برحمة الله تعالى.


السؤال الثالث عشر : اذكر ما يفيده تقدم المعمول في قوله {اياك نعبد واياك نستعين }
الجواب :
يفيد الحصر، أي لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك.


السؤال الرابع عشر :
أشكلت علي هذه الجملة أريد توضيحا لها ، وبخاصة كلمة المعمول جزاكم الله خيرا
اقتباس:
نخصُّكَ وحدكَ بالعبادةِ والاستعانةِ؛ لأنَّ تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.

الجواب :
لتوضيح الجواب ينبغي أن نعرف الفرق بين قول (نعبدك) و{إياك نعبد}
فقول القائل: نعبدك يتضمن إثبات العبادة لله تعالى، لكنه لا يتضمن نفي عبادة غيره.
وأما قوله {إياك نعبد} فيتضمن إفراده بالعبادة ، أي لا نعبد إلا إياك.
فتقديم المعمول وهو هنا لفظ {إياك} على العامل وهو الفعل، يدل على إرادة الحصر.
ومما يوضح هذا في القرآن قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ}.
{إياه تدعون} هي بمعنى لا تدعون إلا إياه.
وألفاظ العامل والمعمول والعمل هي من الألفاظ النحوية، وستعرفينها بإذن الله إذا درست متناً في النحو.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir