دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 17 جمادى الآخرة 1441هـ/11-02-2020م, 03:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمة السلمي مشاهدة المشاركة
إمام الفقهاء وكنز العلماء.
معاذ بن جبل الأنصاري (ت 19هـ)

"والله، إني أحبك يا معاذ" الله أكبر مقولة يتفطر القلب شوقًا لمثلها من قائلها، ما أجملها من عبارة وما أروعها وما أجلها والقائل رسول الله ﷺ! ما أهنأك يا معاذ عليك رضوان الله تعالى بمحبة رسول الله ﷺ! ويشهد الله على محبتنا لكل من أحبه رسول الله.
إنه: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري من كبار علماء الصحابة وقرائهم وفقهائهم، كان قاضيًا ومعلمًا بأمر رسول الله ﷺ.
يكنى رضي الله عنه بأبي عبدالرحمن ، أسلم شابًا في الثامنة عشر من عمره، وشهد مع قومه الخزرج بيعة العقبة الثانية، ولما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة لازمه؛ فأخذ عنه القرآن والأحكام الشرعية، وشهد معه ﷺ المشاهد كلها.
استخلفه رسول الله ﷺ في مكة بعد الفتح يقرئ الناس القرآن، ثم أرسله ﷺ إلى اليمن معلمًا وقاضيًا، ومات رسول ﷺ وهو هناك.
جمع القرآن في حياة رسول الله ﷺ وكان -رضي الله عنه- من القراء الصّحابة الذين قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ، وسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ" رواه البخاري في صحيحه.
تعلم من رسول الله العلم الواسع والفقه والحكمة حتى قال عنه ﷺ "وأعلَمُها بالحَلالِ والحَرامِ مُعاذٌ" رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى.
كانت مكانته عند النبي عظيمة جدًا فقد أحبه رسول الله ﷺ وخصه بوصية عظيمة نافعة له وللأمة من بعده، روي معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أخَذ بيدِه فقال: يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال معاذٌ: بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال: يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك" رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود والنسائي في السنن الكبري.
زكاه الرسول ﷺ في دينه وشهد له بالصلاح والتقوى، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ ﷺ: "نعمَ الرجلُ أبو بكرٍ، نعمَ الرجلُ عمرُ، نعمَ الرجلُ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ، نعمَ الرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نعمَ الرجلُ ثابِتُ ابنُ قيسِ بنِ شمَّاسٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ عمرِو ابنِ الجَمُوح، نعمَ الرجلُ سهيلُ ابنُ بيضاءَ" رواه الألباني، في صحيح الجامع. [الألباني رحمه الله من العلماء المتأخرين، له مجهود كبير في تحقيق الأحاديث وبيان صحتها من ضعفها لكن لا يروي بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالطبع، وإنما يقال: صححه الألباني]
وأثنى عليه الصحابة رضي الله عنهم، روى يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي العجفاء عن عمر بن الخطاب مرفوعا: (يأتي معاذ بين يدي العلماء رتوة). رواه أبو نعيم وابن أبي عاصم، وروي من طرق أخرى يشدّ بعضها بعضاً، وفي لفظ: «معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة يوم القيامة».
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، وأسمحهم كفا..) رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى.
و قال الشعبي عن مسروق كنا عند بن مسعود فقرأ: (إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)
فقال فروة بن نوفل: نسي.
فقال عبد الله: من نسي أنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السلام.
خرج رضي الله عنه إلى الشام مجاهدًا ومعلمًا للقرآن، ثم أصاب الطاعون بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقبل وفاة واليها أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه بالطاعون استخلف عليها معاذ بن جبل رضي الله عنه ، الذي مات بعده بالطاعون أيضًا سنة ثمانية عشر من الهجرة، وهو ابن ثمانية وثلاثين عامًا.
ومن الآثار المروية له في التفسير ما رواه ابن جرير عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود: أن رجلا لقي امرأة في بعض طرق المدينة، فأصاب منها ما دون الجماع، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} ، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله، لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال: بل لكم عامة).
وما رواه ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون، قال ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: {فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} قال: {لا انفصام لها} يعني: لا انقطاع لها- مرتين- دون دخول الجنة).
روى عنه عدد من الصحابة منهم، ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر وأبو الطفيل رضي الله عنهم.
ومن التابعين جماعة منهم عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو حمزة الشيباني، وغيرهم، واختلف في سماع مسروق منه.
رضي الله عن معاذ بن جبل وأرضاه، وجمعه مع الحبيب الذي أحبه ﷺ في أعلى درجات الجنان، ورزقنا العلم والفقه في الدين ومحبة رسول رب العالمين ﷺ. آمين.
وصلى الله وسلم على رسولنا الأمين، وآله وصحبه أجمعين.

الفوائد المستفادة:
البحث في السيرة النبوية عن الأسباب الجالبة لمحبة رسول الله ﷺ والحرص على امتثالها والمداومة عليها.
الاقتداء بمعاذ بن جبل رضي الله عنه في حرصه على العلم وملازمة التعلم والتفقه في الدين.
العلم طريق الصلاح ؛ فمتى ما حرص العبد على طلبه والعمل به والدعوة إليه ؛ كان في زمرة أولياء الله الصالحين.
أول طريق العلم النافع جمع القرآن الكريم وتعاهده بالتدبر والمدارسة.
التفقه في الدين والعلم بالحلال والحرام شريعة العلماء الربانيين الذين أخلصوا لله فنالوا الدرجات العليا في الآخرة وفي الدنيا.
والله أعلم


تم الجواب وبالله التوفيق
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
لو فصّلتِ بشكل أكبر في بيان التلازم بين ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم حتى كان معاذ بن جبل من الصحابة الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه أعلم الأمة بالحلال والحرام، وبين تأدية معاذ بن جبل رضي الله عنه لهذا العلم، واستخلاف النبي صلى الله عليه وسلم وبعثه له، ومن بعد النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين.
المقصد بيان أهمية تحمل العلم من مصادره الصحيحة، ثم أهمية تأدية هذا العلم، كنصيحة توضحيها لطلاب العلم في رسالتك، خصوصًا وأنك ذكرت الأدلة من سيرة معاذ رضي الله عنه، لكن بقيت الصياغة الأدبية منكِ فتزيدي هذه الأدلة بيانًا، وتنبيها لطالب العلم ليعتني بما فيها من وصايا وفوائد.
ويمكن أيضًا التعريج على وصية النبي صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي شهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم بحب معاذ-، ومع شهادته أوصاه: " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
فتنبهين على أنه مهما بلغ المرء من علمه وعمله حتى شهد له النبي صلى الله عليه وسلم " وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ"، فإنه لا يستغني أبدا عن الاعتصام بالله عز وجل فيسأله دبر كل صلاة بهذا الدعاء.
وراجعي التعليق على الأخت رشا، ولكل منكما وصية مختلفة كمدخل مختلف لسيرة نفس الصحابي رضوان الله عليهم جميعًا
التقويم: أ
زادكِ الله علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir