المجلس الأول: مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره

[عطاء طلعت]

المجموعة الأولى:
1: ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله.
• اسمه ونسبته:
الإمام الحافظ الشيخ المفسر وعمدة المحدثين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، ونسبته إلى قريش وأصبح يثبتها في نسبه.
• مولده ونشأته:
ولد سنة سبعمائة، أو سبعمائة وواحد، في بصرى الشام التي تسمى اليوم درعا في قرية يقال لها المسيفرة، وكان يطلق عليها اسم شَرْكة، ويطلق عليها اليوم أهل تلك البلاد اسم الشويك.
ونشأ في أسرة دينية كان لها الأثر الكبير في تكوينه العلمي حيث تولى والده الخطابة إلى جانب أخيه عبد الوهاب، وبعد وفاة والده وهو صغير رعاه أخوه الأكبر عبد الوهاب الشفيق به والذي انتقل معه إلى دمشق حاضرة العلم والعلماء من مختلف المذاهب الحنفي والشافعي والحنبلي، وبدأ كعادة العلماء بحفظ القرآن، وتتلمذ في مدارس جميع العلماء سواء الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي، وإن كان شافعياً إلا أنه في الأخير يلتزم الدليل وإن خالف مذهبه الشافعي.
كما أنه قرأ في سائر الفنون على شيوخه سواء في القرآن أو في التجويد أو النحو أو غيرها من العلوم والفنون إلا أنه تأثر بشيخ الإسلام ابن تيمية تأثراً كبيراً رغم أنه لم يرد أنه قرأ عليه.
• مكانته العلمية:
تولّى التدريس سنة سبعمائة وست وثلاثين فيدل على أنه نبغ مبكرًا، كما أنه درّس في الجامع الأموي.
وتولّى التدريس في تربة أم الصالح عوضا عن شيخه الذهبي.
ومشاركته الفاعلة في الفتوى التي ترد إليه من الحكام وغيرهم يدل على رسوخه في العلم وثقة المجتمع فيه.
• عقيدته ومذهبه:
سلفي العقيدة وشافعي المذهب فهو على معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وفي أهل البيت، وفي كل ما يتعلّق بهذه المسألة، يؤخذ ذلك من خلال كلامه على آيات الأسماء والصفات في تفسيره، ومن قال بأنه أشعري أو عنده تفويض أو غير ذلك فعليه بالدليل من خلال تفسيره لآيات الأسماء والصفات.
• شيوخه:
تأثر ابن كثير بابن تيمية تأثرا كبيرا، كما تأثر بقرين ابن تيمية الذي هو ابن القيم.
ومن شيوخه في الحديث الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي.
• تلامذته:
ابن الجزري، والزركشي، والعراقي.
• مؤلفاته:
صنف المؤلف العديد من الكتب في عدة فنون ذكر الدكتور منها:
- جامع المسانيد والسنن والهادي لأقوم سنن: الذي رتّب فيه قرابة عشرة مؤلفات في السنة على مسانيد الصحابة: الكتب الستة إلى جانب مسند الإمام أحمد وأبو يعلى، وكتب أخرى رتبها على مسانيد الصحابة.
- الأحكام الكبير: وهو موجود منه ثلاثة أجزاء، ووصل فيه إلى باب الأذان، والمساجد، واستقبال القبلة، وصفة الصلاة -يعني في هذا الجزء.
- تفسير القرآن العظيم: وهو من أشهر ما دوّن في التفسير بالمأثور، بعد تفسير الطبري، ومن أصح التفاسير بالمأثور.
- البداية والنهاية.
• وفاته:
توفي سنة سبعمائة وأربع وسبعين، في دمشق.

2: تكلم عن ثناء أهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثير.
للعلماء القدامي والمعاصرين ثناء عاطر على هذا التفسير؛ ومن ذلك:
من القدامى:
- قال الإمام السيوطي في طبقات الحفاظ: "إنه التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله".
- وقال الشوكاني في البدر الطالع: "وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها".
- وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية: "أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير هذه الثلاثة: تفسير أبي جعفر محمد بن جرير، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد إسماعيل بن كثير، فهذه أجل التفاسير".
أما من المعاصرين:
- قال أحمد شاكر في كتابه (العمدة): "إن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بأيدينا، فما رأينا مثلهما ولا ما يقاربهما، فكتابه بجانب أنه تفسير للقرآن معلم ومرشد لطالب الحديث يعرف به كيف ينقد الأسانيد والمتون وكيف يميز الصحيح من غيره، فهو كتاب في هذا المعنى تعليمي عظيم، ونفعه جليل كثير".
- الإمام ابن باز رحمه الله و الشيخ صالح الفوزان، ومحمد لطفي الصباغ أثنوا عليه وعلى تفسير كما قال السابقون إلا أن ابن باز أقر منهجه على الصحيح من معتقد أهل السنة والجماعة وأنه في جانب الأحاديث والكلام عنها لا يُجارى ولا يُشقّ له غبار.
- إمام العصر ومحدث العصر الألباني رحمه الله لما سئل ما أحسن ما يقرأ طالب العلم في التفسير، فقال: " فإنني أنصح السائل أن يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير فما رأينا مما في أيدينا الآن من التفاسير مثل تفسير ابن كثير، وإن كان فيه بعض التطويل أو الطول فعلى السائل أن يعود ويمرن نفسه على القراءة والنظر فيه".