اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال بن رابح حويشي
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة تفسير سور: الانشقاق والبروج والطارق.
السؤال الأول: المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: البروج : النّجوم ، وقيل : منازل الكواكب
ب: الأخدود: جمعه أخاديد، وهي الحفير في الأرض
ج: رويدا:قليلا ، وقريبا
السؤال الثاني: تفسير قوله تعالى:- أحسنت فيه جداً .
أ: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)) الانشقاق.
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ
وأما من أوتي كتابه بشماله من خلفه ، لأنّ يده اليمنى مغلولة إلى عنقه فيأخذ كتابة كذلك .
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا
إذا قرأ كتابه نادى بالويل والثبور وهو الهلاك والخسارة لما وجد من سيء أعماله في كتابه .
وَيَصْلَى سَعِيرًا إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ
ويدخل النار ويقاسي حرها وعذابها ، ذلك أنّ كان منشغلا عن الآخرة بالدنيا وملذاتها وزخرفها ، وكان يعتقد أنّه لن يرجع إلى الله ولن يبعث بعد الموت ؛ فأورثه ذلك خسارة ما بعدها خسارة وعذابا مقيما في نار جهنم أعاذنا الله منها .
بلى إنّ ربّه كان به بصيرا
بلى ، سيبعثه الله تعالى بعد موته ويحاسبه على ما قدم من اعمال ، فقد كان الله بصيرا بما يعمل من خير وشر ،عليما به وبأحواله
السؤال الثالث:
أ: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)) الانشقاق.
قيل أن مرجع الضمير في الآية يعود على العمل ، أي فملاق عملك فتجازى به ، ويشهد لذلك قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: ((قال جبريل: يا محمّد، عش ما شئت؛ فإنّك ميّتٌ، وأحبب من شئت، فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنّك ملاقيه)).
والقول الثاني : أن الضمير يعود على الله جل جلاله ، أي ملاق ربك فيجازيك بما عملت من خير وشر .
والقولان متلازمان ، كما ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى .
فاتك ذكر أن السعدي ذكر القول الثاني ، وأن الأشقر جمع بين القولين بقول جامع.
ب: المقصود بالحساب اليسير في قوله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)) الانشقاق؟
هو العرض ، أي لا يحقّق عليه جميع دقائق أعماله، ويشهد لذلك ما رواه الإمام أحمد عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من نوقش الحساب عذّب)). قالت: فقلت: أليس اللّه قال: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال: ((ليس ذاك بالحساب، ولكنّ ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذّب)).
فاتك ذكر أن ذلك حاصل ما ذكره المفسرون الثلاثة .
ج: فائدة اقتران اسمي الله "الغفور" و"الودود" في سورة البروج.
فائدة ذلكَ أنَّ أهلَ الذنوبِ إذا تابُوا إلى اللهِ وأنابُوا، غفرَ لهمْ ذنوبهمْ وأحبَّهمْ ، فلا يحرمون محبة الله تعالى وودّه بعد ان أذنبوا وتابوا ، بل الله عز وجل يفرح بتوبتهم ويعيدهم في دائرة محبته وعفوه .
السؤال الرابع: الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)) الطارق.
- أنّ هذا القرآن الكريم حق وحكم عدل وليس بالهزل ولم ينزل للعب بل هو فصل بين الحق والباطل وهو فصل بين المختلفين والمختصمين من تمسك به وعمل بما جاء فيه نجا وفاز في الدنيا والاخرة ومن تركه هلك .فعلينا التمسك به والتحاكم له .
-أنّ من يحاول أن يشكك في هذا القرآن ويدعو إلى غير سبيله ويريد أن يطفئ نور الله ما هو إلا مجنون فاقد لعقله فالله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون .فحري بالمسلم ألا يتخذ غير القرآن سبيلا .
هكذا نحول الفائدة العامة إلى فائدة سلوكية ، فهي بمثابة الثمرة العمليه منها .
كما يحسن بك ألا تختصر في الفوائد السلوكية ؛ فهي عليها قوام التدبر .
والله أعلم .
|
أحسنت جزاك الله خيراً ونفع بك .ب
تم خصم نصف درجة على التأخير .