دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > فريق العمل > قسم تنسيق النصوص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1435هـ/21-12-2013م, 08:23 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي صفحة محبة السنة وفقها الله

بسم الله الرحمن الرحيم


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1435هـ/22-12-2013م, 12:08 PM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
حياكِ الله وبارك في عملكِ الأخت الفاضلة / محبة السنة

يرجى تنسيق هذا النص وإرساله في مشاركة في هذه الصفحة لمراجعته :
طريقة تنسيق المتون :
الآيات القرآنية بالأخضر
الأحاديث النبوية بالفيروزي
أقوال الصحابة والتابعين باللون الباذنجاني
المــتن (سواء في أول مشاركة أو وسط الشرح في المشاركات الباقية) بالكحـلي
العناوين الرئيسية بالعنابي
العناوين الفرعية والأرقام بالسماوي
- اسم السورة ورقم الآية يكون بين معكوفين [ ] ويصغر إلى حجم 3 بدون كلمة "سورة" وبدون كلمة "آية".
مثال: //سورة الزمر الآية 62// --> [الزمر: 62]
//سورة يونس الآية 3// --> [يونس: 3]

قوله: (نقول في توحيد الله.. إلخ).
اعلم أن التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب ينقسم إلى أقسام ثلاثة، حسب استقراء النصوص من الكتاب والسنة وحسب واقع المكلفين.
القسم الأول: توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله سبحانه، وهو الإيمان بأنه الخالق الرازق المدير لأمور خلقه المتصرف في شئونهم في الدنيا والآخرة لا شريك له في ذلك كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}//سورة الزمر الآية 62// وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}//سورة يونس الآية 3// وهذا النوع قد أقر به المشركون عباد الأوثان وإن جحد أكثرهم البعث والنشور ولم يدخلهم في الإسلام، لشركهم بالله في العبادة وعبادتهم الأصنام والأوثان معه سبحانه وعدم إيمانهم بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: توحيد العبادة ويسمى توحيد الألوهية: وهي العبادة وهذا القسم هو الذي أنكره المشركون فيما ذكر الله عنهم سبحانه بقوله : {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}//سورة ص الآيتان 4، 5// وأمثالها كثيرة وهذا القسم يتضمن إخلاص العبادة لله وحده. والأيمان بأنه المستحق لها وأن عبادة ما سواه باطلة، وهذا هو معنى لا إله الله فإن معناها لا معبود إلا الله كما قال الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}//سورة الحج من الآية 62// الآية من سورة الحج.
القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بكل ما ورد في كتاب الله العزيز، وفي السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسماء الله وصفاته، وإثباتها لله سبحانه على الوجه الذي يليق به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما قال الله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}//سورة الإخلاص كاملة// وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}//سورة الشورى من الآية 11// وقال عز وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}//سورة الأعراف من الآية 180// وقال سبحانه في سورة النحل: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}//سورة النحل من الآية 60//. والآيات في هذا المعنى كثيرة والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى الذي لا نقص فيه، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، ويثبتون معانيها لله سبحانه إثباتا بريئا من التمثيل، وينزهون الله سبحانه عن مشابهة خلقه وهم المذكرون في قوله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}//سورة التوبة الآية 100// جعلنا الله منهم بمنه وكرمه والله المستعان.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م, 04:41 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

قوله: (نقول في توحيد الله.. إلخ).
اعلم أن التوحيد الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب ينقسم إلى أقسام ثلاثة، حسب استقراء النصوص من الكتاب والسنة وحسب واقع المكلفين.
القسم الأول: توحيد الربوبية:

وهو توحيد الله بأفعاله سبحانه، وهو الإيمان بأنه الخالق الرازق المدير لأمور خلقه ، المتصرف في شئونهم في الدنيا والآخرة لا شريك له في ذلك ،كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62]، وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}.[يونس:63] . وهذا النوع قد أقر به المشركون عباد الأوثان، وإن جحد أكثرهم البعث والنشور ولم يدخلهم في الإسلام، لشركهم بالله في العبادة وعبادتهم الأصنام والأوثان معه سبحانه وعدم إيمانهم بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: توحيد العبادة :

ويسمى توحيد الألوهية: وهي العبادة .وهذا القسم هو الذي أنكره المشركون فيما ذكر الله عنهم سبحانه بقوله : {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}.[ص:4-5]. وأمثالها كثيرة وهذا القسم يتضمن إخلاص العبادة لله وحده، والإيمان بأنه المستحق لها وأن عبادة ما سواه باطلة، وهذا هو معنى لا إله الله، فإن معناها لا معبود إلا الله ،كما قال الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[الحج:62].
القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات:

وهو الإيمان بكل ما ورد في كتاب الله العزيز، وفي السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسماء الله وصفاته، وإثباتها لله سبحانه على الوجه الذي يليق به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما قال الله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص]. وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11]. وقال عز وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:180]. وقال سبحانه في سورة النحل: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل:60]. والآيات في هذا المعنى كثيرة. والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى الذي لا نقص فيه، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ،يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، ويثبتون معانيها لله سبحانه إثباتا بريئا من التمثيل، وينزهون الله سبحانه عن مشابهة خلقه وهم المذكرون في قوله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:100]. جعلنا الله منهم بمنه وكرمه والله المستعان.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م, 04:45 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

بارك الله فيكم اظن ان هناك كلمة ساقطة في القسم الثاني وهو توحيد العبادة حيث قال: وذلك هو معنى لا اله الا الله.فان معناها لا معبود الا الله .(اظن هناك كلمة -بحق- تكون العبارة لامعبود بحق الا الله) والله اعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م, 02:21 PM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

أحسنتِ ،،
ما شاء الله ، تنسيق ممتاز
فقط حبّذا لو لوّنتِ الأقواس بنفس اللون
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}--> {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة السنة مشاهدة المشاركة
وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}. [يونس:63] .
[يونس: 3]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة السنة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم اظن ان هناك كلمة ساقطة في القسم الثاني وهو توحيد العبادة حيث قال: وذلك هو معنى لا اله الا الله.فان معناها لا معبود الا الله .(اظن هناك كلمة -بحق- تكون العبارة لامعبود بحق الا الله) والله اعلم.
وفيكم بارك الله،،
يُراجع إن شاء الله، مع هذين:
اقتباس:
والأيمان بأنه المستحق لها وأن عبادة ما سواه باطلة، وهذا هو معنى لا إله ؟؟ الله فإن معناها لا معبود إلا الله كما قال الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}//سورة الحج من الآية 62// الآية من سورة الحج.
جزاكِ الله خيرا على التنبيه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م, 04:45 PM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

الأخت الكريمة / محبة السنة
تمت إتاحة الصلاحيات لكِ في قسم: العقيدة الطحاوية

ابدئي مستعينة بالله بهذه المشاركة (هنا) وهي تحتاج فقط لتلوين الأقواس
ثم المشاركة التي تليها (هنا)
مع ملاحظة أن الكلام بعد الخط يكون بحجم 4

وعندما تنتهين منهما اكتبي هنا فضلا لتتم مراجعتهما
وفقكِ الله ،،

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 07:26 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
نعم . بارك الله فيك.كانت هناك كثير من المسافات بين السطور حذفتها .هل عملى صحيح؟

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 08:36 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

تم بحمدلله تنسيق المطلوب.
لاحظت في ايتين لم يكتب قولهم لفظ قال تعالى فتركتهم كما هم تحقيق لرغبتكم بعدم تغير شى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 11:22 AM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة السنة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
نعم . بارك الله فيك.كانت هناك كثير من المسافات بين السطور حذفتها .هل عملى صحيح؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله ،، نعم بالطبع عملكِ صحيح وجزاكِ الله خيرا
فحذف المسافات الزائدة يعين على قراءة النصوص بتتابع جيّد ،
وترك مسافة سطر واحد فقط بين كل فقرة والتي تليها -وهو ما فعلتيه- يوضح انتهاء الكلام على كل عنصر، وهو أفضل بالتأكيد
بارك الله عملكِ

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 11:29 AM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة السنة مشاهدة المشاركة
تم بحمدلله تنسيق المطلوب.
لاحظت في ايتين لم يكتب قولهم لفظ قال تعالى فتركتهم كما هم تحقيق لرغبتكم بعدم تغير شى.
أحسنتِ ،،
لا تُضاف، وتلوينهم مع كونهم بين { }، يوضح كونهم آيات من القرآن الكريم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 11:50 AM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

أحسنتِ ،، ما شاء الله
تنسيق ممتاز وعمل متقن، فقط ملحوظات يسيرة



(1) نَقُولُ: أي؛ نَعْتَقِدُ (في توحيدِ اللَّهِ) عَزَّ وَجَلَّ. --> نَقُولُ ، هي من المتن ، وقد لونتيها بالكحلي فحبّذا لو جعلتِ لها قوسين
والتوحيدُ لُغَةً: مَصْدَرُ وَحَّدَ، إذا جَعَلَ الشيءَ وَاحِدًا.
وَشَرْعًا: إِفْرَادُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالعِبَادةِ، وَتَرْكُ عِبَادَةِ ما سِوَاهُ.
وَأَقْسَامُهُ ثَلَاثَةٌ بِالِاسْتِقْرَاءِ من كتابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا مَا تَقَرَّرَ عليهِ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ، فَمَنْ زَادَ قِسْمًا رَابِعًا أو خَامِسًا فهو زِيَادَةٌ من عِنْدِهِ؛ لأَنَّ الأَئِمَّةَ قَسَّمُوا التوحيدَ إلى أقسامٍ ثَلَاثَةٍ من الكتابِ والسُّنَّةِ. فَكُلُّ آياتِ القرآنِ والأحاديثِ في العقيدةِ لا تَخْرُجُ عن هذهِ الأقسامِ الثلاثةِ.
الأَوَّلُ: تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ: وهو توحيدُ اللَّهِ تَعَالَى وَإِفْرَادُهُ بِأَفْعَالِهِ: كالخلقِ، والرزقِ، والإحياءِ ،والإماتةِ، وَتَدْبِيرِ الكونِ، فليسَ هناكَ رَبٌّ سِوَاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، رَبُّ العالَمِينَ.
القسمُ الثاني: تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ: أو تَوْحِيدُ العِبَادَةِ؛ لأَنَّ الأُلُوهِيَّةَ مَعْنَاهَا عبادةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَحَبَّتِهِ وَخَوْفِهِ وَرَجَائِهِ، وطاعةِ أمرِهِ، وتَرْكِ مَا نَهَى عنهُ فهو إِفْرَادُ اللَّهِ تَعَالَى بِأَفْعَالِ العِبَادِ التي شَرَعَهَا لَهُم.
القسمُ الثالثُ: توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ: وهو إثباتُ ما أَثْبَتَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ أو أَثْبَتَهُ لهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسماءِ والصفاتِ، وَتَنْزِيهُهُ عَمَّا نَزَّه عنهُ نَفْسَهُ، وَنَزَّهَهُ عنهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العيوبِ والنقائصِ.
فَكُلُّ الآياتِ التي تَتَحَدَّثُ عن أفعالِ اللَّهِ فَإِنَّهَا في تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وكُلُّ الآياتِ التي تَتَحَدَّثُ عن العِبَادةِ والأمرِ بها والدعوةِ إليها فَإِنَّهَا في توحيدِ الأُلُوهِيَّةِ ، وَكُلُّ الآياتِ التي تَتَحَدَّثُ عن الأسماءِ والصفاتِ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهَا في توحيدِ الأسماءِ والصفاتِ.
وهذه الأقسامُ الثلاثةُ المطلوبُ منها هو تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ؛ لأنَّهُ هو الذي دَعَتْ إليهِ الرُّسُلُ، وَنَزَلَتْ بهِ الكُتُبُ، وَقَامَ من أَجْلِهِ الجهادُ في سبيلِ اللَّهِ، حتى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ، وَتُتْرَكَ عِبَادَةُ مَا سِوَاهُ.
وَأَمَّا تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ وَمنه تَوْحِيدُ الأسماءِ والصفاتِ فَلَمْ يُنْكِرْهُ أحدٌ من الخلقِ، وَذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذلكَ في آياتٍ كثيرةٍ، ذَكَرَ أَنَّ الكُفَّارَ مُقِرُّونَ بأنَّ اللَّهَ هو الخالقُ الرازقُ، الْمُحْيِي المُمِيتُ، وَالمُدَبِّرُ، فَهُم لا يُخَالِفُونَ فيهِ. وهذا النوعُ إذا اقْتَصَرَ عليهِ الإنسانُ لا يُدْخِلُهُ ذلك في الإسلامِ؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاتَلَ الناسَ وهم يُقِرُّونَ بتوحيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَاسْتَحَلَّ دِمَاءَهُم وَأَمْوَالَهُم. ولو كانَ تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ كَافِيًا لَمَا قَاتَلَهُم الرسولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، بلْ ما كانَ هناكَ حَاجَةٌ إلى بِعْثَةِ الرُّسُلِ، فَدَلَّ على أنَّ المقصودَ والمطلوبَ هو توحيدُ الأُلُوهِيَّةِ، أَمَّا تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ فَإِنَّهُ دَلِيلٌ عليهِ، وآيةٌ لَهُ، وَلِذَلِكَ إِذَا أَمَرَ اللَّهُ بِعِبَادَتِهِ ذَكَرَ خَلْقَهُ لِلسَّماواتِ والأَرْضِ، وَقِيَامَهُ سُبْحَانَهُ بِشُؤُونِ خَلْقِهِ، بُرْهَانًا على توحيدِ الأُلُوهِيَّةِ إِلْزَامًا للكفارِ والمشركينَ، الذينَ يَعْتَرِفُونَ بالرُّبُوبِيَّةِ وَيُنْكِرُونَ الأُلُوهِيَّةَ، وَلَمَّا قَالَ لَهُم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) --> أقواس الأحاديث مضاعفة ((قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، قَالَوا : {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزُّمَر: 45] ،
وَقَالَ تَعَالَى: *--> يرجى حذفها فهي تُوضع للفصل بين آيتين {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * مثل هذه وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}. [الصَّافَّات: 35-36] . فَهُم لا يُرِيدُونَ تَوْحِيدَ الأُلُوهِيَّةِ، بل يُرِيدُونَ أَنْ تَكُونَ الآلِهَةُ مُتَعَدِّدَةً، وَكُلٌّ يَعْبُدُ ما يُرِيدُ. فَيَجِبُ أنْ يُعْلَمَ هذا، فَإِنَّ كُلَّ أصحابِ الفِرَقِ الضَّالَّةِ؛ الحديثةِ والقديمةِ، يُرَكِّزُونَ على توحيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، فَإِنَّهُ إذا أَقَرَّ العبدُ عِنْدَهُم بِأَنَّ اللَّهَ هو الخالقُ الرازقُ، قالوا: هذا مُسْلِمٌ، وَكَتَبُوا بذلكَ عَقَائِدَهُم، فَكُلُّ عقائِدِ المُتَكَلِّمِينَ لَا تَخْرُجُ عن تَحْقِيقِ توحيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالأَدِلَّةِ عَلَيْهِ. وَهَذَا لا يَكْفِي، بلْ لَا بُدَّ من الأُلُوهِيَّةِ، قالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النَّحْل: 3]. يَأْمُرُونَ الناسَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وهي توحيدُ الأُلُوهِيَّةِ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأَنْبِيَاء: 25]، { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النِّسَاء: 36].
كُلُّ الآياتِ تَأْمُرُ بِتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ وَتَدْعُو إليهِ، وَجَمِيعُ الرُّسُلِ دَعَوْا إِلَى تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ وَأَمَرُوا به أُمَمَهُم، وَنَهَوْهُم عن الشِّرْكِ، هذا هو المطلوبُ والغايَةُ والقصدُ من التوحيدِ، وَأَمَّا توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ فَأَنْكَرَهُ المُبْتَدِعَةُ من الجَهْمِيَّةِ وَالمُعْتَزِلَةِ والأَشَاعِرَةِ، على تَفَاوُتٍ بَيْنَهُم في ذلكَ.
وَقَوْلُهُ : (نَقُولُ): أي يَقُولُ مَعْشَرُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ.
(مُعْتَقِدِينَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ)
: العقيدةُ والتوحيدُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. سَوَاءٌ سُمِّيَتْ عَقِيدَةً أو تَوْحِيدًا أو إِيمَانًا، فَالمَعْنَى واحدٌ وإن اخْتَلَفَت الأَسْمَاءُ.
وَقَوْلُهُ: (بِتَوْفِيقِ اللَّهِ) :هَذَا تَسْلِيمٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَضَرُّعٌ إلى اللَّهِ، وَتَبَرُّؤٌ من الحَوْلِ والقوَّةِ، فالإنسانُ لَا يُزَكِّي نَفْسَهُ، وإِنَّمَا يقولُ: بِتَوْفِيقِ اللَّهِ، بِمَشِيئَةِ اللَّهِ، بِحَوْلِ اللَّهِ، هذا أَدَبُ العلماءِ رَحِمَهُم اللَّهُ.
(إِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ) :هذا هوَ التوحيدُ؛ واحدٌ في رُبُوبِيَّتِهِ، وَاحِدٌ في أُلُوهِيَّتِهِ، وَوَاحِدٌ في أَسْمَائِه وَصِفَاتِهِ.

(2) مَأْخُوذٌ من قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّورَى:11] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإِخْلَاص:4] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا} [البَقَرَة: 22] ، أي شُبَهَاءَ وَنُظَرَاءَ.
وَقَوْلِهِ تَعَالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مَرْيَم: 65] ، أي: مُمَاثِلٌ يُسَامِيهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَالتَّمْثِيلُ والتشبيهُ مَنْفِيَّانِ عن اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. لا يُشْبِهُهُ أَحَدٌ من خَلْقِهِ، وهذا هو الواجبُ أَنْ نُثْبِتَ مَا أَثْبَتَهُ اللَّهُ لنفسِهِ وَنَعْتَقِدَهُ وَلَا نُشَبِّهَهُ بِأَحَدٍ من خَلْقِهِ، ولا نُمَثِّلَهُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا فيه رَدٌّ على المُشَبِّهَةِ الذين يَعْتَقِدُونَ أنَّ اللَّهَ مِثْلُ خَلْقِهِ، ولا يُفَرِّقُونَ بينَ الخالقِ والمَخْلُوقِ، وهو مَذْهَبٌ بَاطِلٌ.
وَفِي مُقَابِلِهِ مَذْهَبُ المُعَطِّلَةِ؛ الذينَ غَلَوْا في التَّنْزِيهِ حَتَّى نَفَوْا عن اللَّهِ ما أَثْبَتَهُ من الأسماءِ والصفاتِ؛ فِرَارًا من التشبيهِ بِزَعْمِهِم.
فَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ غَلَتْ، المُعَطِّلَةُ غَلَوْا في التَّنْزِيهِ وَنَفْيِ المُمَاثَلَةِ، والمُشَبِّهَةُ غَلَوْا في الإثباتِ، وَأَهْلُ السُّنَّةِ والجماعةِ تَوَسَّطُوا؛ فَأَثْبَتُوا ما أَثْبَتَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ على مَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ، من غيرِ تَشْبِيهٍ ولا تَعْطِيلٍ على حَدِّ قولِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشُّورَى: 11].
فَقَوْلُهُ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} نَفْيٌ لِلتَّشْبِيهِ، وَقَوْلُهُ: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } نَفْيٌ لِلتَّعْطِيلِ، وهذا المَذْهَبُ الذي يَسِيرُ عليهِ أَهْلُ السُّنَّةِ والجماعةِ. ولهذا يُقَالُ: المُعَطِّلُ يَعْبُدُ عَدَمًا، والمُشَبِّهُ يَعْبُدُ صَنَمًا، والمُوَحِّدُ يَعْبُدُ إِلَهًا وَاحِدًا فَرْدًا صَمَدًا.

(3) هذا إثباتٌ لكمالِ قُدْرَتِهِ:
قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المَائِدَة: 120].وَقَالَ تَعَالَى: { وَكَانَ اللَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا } [الكَهْف: 45].وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فَاطِر: 44]. والقَدِيرُ مَعْنَاهُ: المُبَالِغُ في القُدْرَةِ، فَقُدْرَتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يُعْجِزُهَا شَيْءٌ، إذا أَرَادَ شَيْئًا فَإِنَّمَا يقولُ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ. فهذا فيهِ إثباتُ قدرةِ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ، وَإِثْبَاتُ شُمُولِهَا، وَعُمُومِهَا لِكلِّ شَيْءٍ.
أَمَّا العبارةُ التي يَقُولُهَا بَعْضُ المُؤَلِّفِينَ: إِنَّهُ على ما يشاءُ قَدِيرٌ. فهذهِ غَلَطٌ؛ لأنَّ اللَّهَ لم يُقَيِّدْ قُدْرَتَهُ بالمشيئةِ، بلْ قالَ: على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَقُلْ مَا قَالَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. إِنَّمَا هذه وَرَدَتْ في قولِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِم إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشُّورَى: 29]؛ لأنَّ الجمعَ لَهُ وَقْتٌ مُحَدَّدٌ في المستقبلِ، وهو قادرٌ على جَمْعِهِم في ذلكَ الوقتِ، أي أهلِ السَّمَاوَاتِ وأهلِ الأَرْضِ، قالَ تَعَالَى: { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشُّورَى 29].

(4) هذا هو تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ.
(لَا إِلَهَ) :أي لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ (غَيْرُهُ).
أَمَّا إِذَا قُلْتَ: لَا مَعْبُودَ إِلَّا هو, أو لا معبودَ سِوَاهُ، فهذا باطلٌ؛ لأنَّ المعبوداتِ كَثِيرَةٌ من دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فإذا قُلْتَ: لَا مَعْبُودَ إِلَّا اللَّهُ، فقدْ جَعَلْتَ كلَّ المعبوداتِ هِيَ اللَّهُ، وهذا مَذْهَبُ أهلِ وِحْدَةِ الوُجُودِ، فإذا كانَ قَائِلُ ذلكَ يَعْتَقِدُ هذا فهو من أَصْحَابِ أَهْلِ وِحْدَةِ الوجودِ، وأمَّا إنْ كانَ لا يَعْتَقِدُ هذا، إِنَّمَا يقولُهُ تَقْلِيدًا أو سَمِعَهُ من أحدٍ، فهذا غَلَطٌ، وَيَجِبُ عليه تَصْحِيحُ ذلكَ. وبعضُ الناسِ يَسْتَفْتِحُ بهذا في الصلاةِ فَيَقُولُ: ولا مَعْبُودَ غَيْرُكَ، واللَّهُ مَعْبُودٌ بِحَقٍّ، وَمَا سِوَاهُ فَإِنَّهُ مَعْبُودٌ بالباطلِ، قالَ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحَجّ: 62].


قد عدّلتها ويمكنكِ الانتقال إلى الموضوع التالي المشاركتين الثانية والثالثة أيضا .. وهكذا (تنسّقين من كل موضوع في القسم المشاركتين الثانية والثالثة)
قوله: (قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء ...)
ووضع روابط المشاركات هنا بعد الانتهاء لمراجعتها

** يرجى أن تقومي بتظليل النص كله والضغط على أيقونة (حذف الرابط) لأن تلك الأرقام السماوية لم تعد تعمل

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 04:18 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

لو تكرمتي الجملة الاخيرة لم افهم المقصود منها. اي ارقام سماوية؟؟

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م, 05:28 PM
إشراف هيئة التنسيق إشراف هيئة التنسيق غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 74
افتراضي

كمثال هذه المشاركة
(1) كَمَا دَلَّ عليه قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} (الحَدِيد: 3)، وَقَوْلُهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: " أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ".
لَكِنَّ كَلِمَةَ (قَدِيمٌ) لا تُطْلَقُ على اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا مِن بابِ الخَبَرِ، أَمَّا من جِهَةِ التَّسْمِيَةِ فَلَيْسَ من أَسْمَائِهِ القديمُ، وَإِنَّمَا مِن أَسْمَائِهِ: الْأَوَّلُ، والْأَوَّلُ لَيْسَ مثلَ القَدِيمِ؛ لأنَّ القديمَ قد يَكُونُ قَبْلَهُ شَيْءٌ، أمَّا الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ، قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ)، لَكِنَّ المُؤَلِّفَ رَحِمَهُ اللَّهُ احْتَاطَ فقالَ: (قَدِيمٌ بلا ابْتِدَاءٍ)، أَمَّا لو قالَ: (قَدِيمٌ) وَسَكَتَ، فهذا ليسَ بِصَحِيحٍ في المَعْنَى.
(2) الفناءُ والبَيْدُ بمعنًى وَاحِدٍ، فاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى موصوفٌ بالحياةِ الباقِيَةِ الدَّائِمَةِ، قالَ تَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (الفُرْقَان: 58).
فاللَّهُ لا يَأْتِي عليهِ الفناءُ، قالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (القَصَص: 88)، وقالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرَّحْمَن: 26، 27).
فَلَهُ البقاءُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالخَلْقُ يَمُوتُونَ ثم يُبْعَثُونَ، وكانوا في الأَوَّلِ عَدَمًا, ثم خَلَقَهُم اللَّهُ، ثم يَمُوتُونَ, ثم يَبْعَثُهُم اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
فاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَيْسَ لَهُ بِدَايَةٌ, وليسَ لهُ نِهَايَةٌ.
(3) هذا فيهِ إثباتُ القدرِ وإثباتُ الإرادةِ، فلا يكونُ فِي مُلْكِهِ ولا يَحْصُلُ في خَلْقِهِ من الحوادثِ والكائناتِ إِلَّا ما أَرَادَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالإرادةِ الكونيَّةِ: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس: 82)، فَكُلُّ خَيْرٍ وَكُلُّ شَرٍّ فَهُوَ بإرادةِ اللَّهِ الكَوْنِيَّةِ، فلا يَخْرُجُ عن إرادتِهِ شَيْءٌ، وهذا فيهِ رَدٌّ على القَدَرِيَّةِ الذينَ يَنْفُونَ القدرَ، وَيَزْعُمُونَ أنَّ العبدَ هو الذي يَخْلُقُ فِعْلَ نفسِهِ وَيُوجِدُ فِعْلَ نَفْسِهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ، وهذا تَعْجِيزٌ للهِ، وأنَّهُ يكونُ في خَلْقِهِ ما لا يُرِيدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهذا وَصْفٌ لَهُ بالنَّقْصِ، فجميعُ ما يكونُ في الكونِ من خيرٍ وشرٍّ فإنَّهُ بِإِرَادَتِهِ، فَيَخْلُقُ الخيرَ لِحِكْمَةٍ، ويَخْلُقُ الشَّرَّ لِحِكْمَةٍ، فهو من جِهَةِ خَلْقِهِ لَهُ لَيْسَ بشَرٍّ؛ لأنَّهُ لِحِكْمَةٍ عظيمةٍ، ولغَايَةٍ عظيمةٍ، وهي الابتلاءُ والامتحانُ، وتَمْيِيزُ الخَبِيثِ من الطَّيِّبِ، والجزاءُ على الأعمالِ الصالحةِ، والجزاءُ على الأعمالِ السيِّئَةِ، لَهُ الحِكْمَةُ في ذلكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لم يَخْلُقْ ذَلِكَ عَبَثًا.
لو ضغطتِ على الرقمين 1 و 3 ستفتح لكِ صفحة لكنها عديمة النفع
لذا قلت إنها لم تعد تعمل

فتقومين بتظليل النص كله والضغط على أيقونة حذف الروابط نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir