1155- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقُنْفُذِ فَقَالَ: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ}. الآيةَ، فَقَالَ شَيْخٌ عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((إِنَّهَا خَبِيثَةٌ مِنَ الْخَبَائِثِ)). فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا فَهُوَ كَمَا قَالَ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
*درجةُ الحديثِ:
الحديثُ ضَعِيفٌ.
وقد أَخْرَجَهُ أحمدُ، وأبو دَاوُدَ، والبَيْهَقِيُّ مِن طريقِ عِيسَى بنِ نُمَيْلَةَ عن أبيه.
قالَ البَيْهَقِيُّ: هذا حديثٌ لم يَرِدْ إلاَّ بهذا الإسنادِ، وهو ضعيفٌ.
وقالَ الخَطَّابيُّ: ليس إسنادُه بذاكَ. وقالَ ابنُ حَجَرٍ: إسنادُه ضعيفٌ.
وقالَ الألبانِيُّ: عِلَّتُه عيسى بنُ نُمَيْلَةَ وأبوه،فهما مجهولانِ.
*مُفْرَداتُ الحديثِ:
- القُنْفُذِ: بضمِّ القافِ، وسكونِ النونِ، آخِرُه ذالٌ مُعْجَمَةٌ، هو حيوانٌ ثَدْيِيٌّ، صغيرٌ، مُغَطًّى بالأشواكِ، وإذا وَاجَهَهُ خطرٌ كَوَّرَ نفسَه، فلا تَظْهَرُ منه إلاَّ أشواكُه الحادَّةُ في كلِّ اتِّجاهٍ، وبذلكَ يُدَافِعُ عن نفسِه، يَتَغَذَّى بالفاكهةِ، وجذورِ النباتِ، والحشراتِ.
قالَ في (الوسيطِ): دُوَيْبَّةٌ مِن الثديِيَّاتِ، ذاتُ شَوْكٍ حادٍّ، يَلْتَفُّ فيَصِيرُ كالكُرَةِ، وبذلك يَقِي نفسَه مِن خطرِ الاعتداءِ عليه، وجمعُه قَنافِذُ، ويُقالُ: العَسْعَاسُ؛ لكثرةِ تردُّدِها بالليلِ.
وهو مُولَعٌ بأكلِ الأفاعِي.
*ما يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:
1- الحديثُ يَدُلُّ على تحريمِ أكلِ القُنْفُذِ، وأنها خبيثةٌ من الخبائثِ، وكأنَّ ابنَ عمرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لم يَبْلُغْه الحديثُ، فأَفْتَى على مُوجَبِ اجتهادِه مِن عمومِ الآيةِ الكريمةِ بحِلِّها، فلمَّا بَلَغَه النصُّ قَدَّمَه على الاجتهادِ.
2- اخْتَلَفَ العلماءُ في تحريمِ القُنْفُذِ؛ فذَهَبَ إلى ذلك الإمامانِ: أبو حنيفةَ وأحمدُ؛ لهذا الحديثِ، ولأنَّه من الخبائثِ، واللَّهُ تعالى حَرَّمَ الخبائثَ.
وذهَبَ مالكٌ، والشافعيُّ إلى حِلِّه؛ تَمَشِّياً معَ القولِ بأنَّ الأصلَ في الحيوانِ الإباحةُ، وفيها خِلافٌ أُصُوليٌّ، وأمَّا الحديثُ فلم يَثْبُتْ لَدَيْهِمْ.