دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ذو الحجة 1435هـ/13-10-2014م, 02:20 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي صفحه الطالبه مها شتا لدراسة أصول التفسير

صفحه الطالبه مها شتا لدراسه أصول التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ذو الحجة 1435هـ/16-10-2014م, 01:12 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس كتابه القرآن وجمعه

تلخيص درس كتابه القرآن وجمعه

لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف وكان القراء عددا كبيرا.
المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة. وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدوه من حسناته، حتى قال على رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا. فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم،
الفرق بين جمع القران في عهد ابي بكر وعهد عثمان رضي الله عنهما
والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الألفة، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة، واختلاف الكلمة، وفشو البغضاء، والعداوة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1435هـ/16-10-2014م, 01:57 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس القصص

تلخيص درس القصص

تعريف القصص:-
القصص والقص لغة: تتبع الأثر
وفي الاصطلاح: الإخبار عن قضية ذات مراحل، يتبع بعضها بعضا.
سمات القصص القرآني:-
1- أصدق القصص؛ لقوله تعالى: {ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية87] وذلك لتمام مطابقتها على الواقع
2-أحسن القصص لقوله تعالى:{نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.
3-وأنفع القصص، لقوله تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب} [يوسف: الآية 111] ، وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
أقسام القصص:-
*- قسم عن الأنبياء والرسل، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين.
- وقسم عن أفراد وطوائف، جرى لهم ما فيه عبرة، فنقلة الله تعالى عنهم، كقصة مريم، ولقمان، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب الكهف، وأصحاب الفيل، وأصحاب الأخدود وغير ذلك.
*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كقصة غزوة بدر، وأحد، والأحزاب، وبني قريظة، وبني النضير، وزيد بن حارثة، وأبي لهب، وغير ذلك
للقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها
1-بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص؛ قوله تعالى: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ} [القمر: 4] {حكمةٌ بالغةٌ فما تغن النّذر} [القمر: 5]
2-بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين؛ لقوله تعالى عن المكذبين: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك} [هود: الآية 101]
3-بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين؛ لقوله تعالى: {إلّا آل لوطٍ نجّيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ٍ} [القمر: 34-
4- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له؛ لقوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير} [فاطر: 25] {ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير}[فاطر: 26].
5- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد، لقوله تعالى:{فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88] وقوله: {ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات فانتقمنا من الّذين أجرموا وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47].
6- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم، لقوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها} [محمد: 10].
7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل، لقوله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين} [هود: 49] وقوله: {ألم يأتكم نبأ الّذين من قبلكم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والّذين من بعدهم لا يعلمهم إلّا اللّه} [إبراهيم: الآية 9].
تكرار القصص:
من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة، مثل قصة لقمان، وأصحاب الكهف، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة، وتقتضيه المصلحة، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر.
ومن الحكمة في هذا التكرار؟
1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها.
2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس.
3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها، ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية.
بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال.
4- ظهور صدق القرآن، وأنه من عند الله تعالى، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدو تناقص). [أصول في التفسير: 57-60]5-

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ذو الحجة 1435هـ/16-10-2014م, 02:52 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس موهم التعارض في القرآن

تلخيص درس موهم التعارض في القرآن
تعريف موهم التعارض :-
التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشيء والأخرى نافية فيه
هل يقع تعارض بين آيات القرآ ن :-
1- ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:{ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية 87] {ومن أصدق من اللّه قيلاً }[النساء: الآية 122]
2- ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: الآية 106] وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
حكم من رآي ما يوهم التعارض:-
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكل الأمر إلى عالمه.
امثله ما يوهم التعارض:-
1- من أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: {هدىً للمتّقين} [البقرة: الآية 2] وقوله فيه: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس} [البقرة: الآية 185] فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد.
2 ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم} [آل عمران: الآية 18] وقوله: {وما من إلهٍ إلّا اللّه} [آل عمران: الآية 62] وقوله:{فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ} [هود: الآية 101] ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:{ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ اللّه هو العليّ الكبير} [الحج: 62].
-

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م, 09:12 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس الوقف والأبتداء

تلخيص درس الوقف والأبتداء

اهمية موضوع الوقف والأبتداء:-
فهو علم في غاية الأهمية؛ فقد يتوقف عليه فهم المعنى. فقد يترك المتعلق، وقد يترك الوصف المؤثر، وقد يترك الشرط عند الوقف.
أولا الأبتداء بهمزه الوصل :-
فهو كثير
- الأصل أن همزة الوصل إذا كانت مسبوقة بكلام أنها، لاتثبت في النطق
- لكن إذا تصدرت وابتديء بها نطق به: { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }الأنعام124
احكام همزه الوصل:-
1- وهمزة الوصل إما أن تكون مكسورة: كـ(اِبن)و (اِثنتين)و (اِثنين)و (اِسم) وغيرها من الأسماء التي تقترن بها همزة الوصل.
واختبار الهمزة هل هي وصل أو قطع معروف، ويلقن الصبيان هذا: أدخل عليها حرف جر، أو حرف عطف وانطق بها.
2- أو مفتوحة: كالمصاحبة للام التي هي (أل) التعريف؛ الهمزة: {اَلْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2. فإذا قلنا: اَلحمد، أصلها وصل، فإذا ابتديء بها ينطق بها؛ فلذا في قوله:( العالمين) لو ابتدأنا بالعالمين قلنا: اَلعالمين، لكن إذا أدرجناها في الكلام قلنا: الحمد لله رب لعالمين. إذاً لو قعت أو جاءت في بيت شعر وكتب عروضياً ما تذكر.
3- أو تكون مضمومة: في فعلٍ ثالثه مضموم: ائتُمن، انظُر.
أنواع الوقف :-
1- الوقف القبيح: ما يوهم الوقوع في المحظور، أو لا يحسن الوقوف عليه.
ما يوهم الوقوع في المحظور: مثل ماذا؟ {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ }الماعون4 ،نعم؟ رأس آية، والمعروف الذي قرره شيخ الإسلام: أن السنة الوقوف على رؤوس الآي، لكنه إذا قلت: (ويلٌ للمصلين): المعنى ما يتم إلا بذكر المتعلق: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون5، فإذا قيل: ( ويل ٌ للمصلين ) أما كونه يعرض له عارض من انقطاع نفس: هذا لا إشكال فيه، ولا تثريب عليه. لكن في حال الاختيار: هذا الوقف قبيح.
2- الوقف الحسن: أي ما يحسن الوقف عليه: كـ{الْحَمْدُ للّهِ }الفاتحة2 مثلا: وتقف، لكن إذا أردت أن تستأنف
تبدأ بـ {رَبِّ الْعَالَمِينَ }؟ أو تعيد(الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ تعيد، لأن رب العالمين تابع للفظ الجلالة، وإلا إذا قلت: الحمد لله المعنى تام، تم المعنى، لكن باعتبار أن: ( رب العالمين ) لها تعلق بـلفظ الجلالة قالوا: يبتدأ به من أول
3- الوقف التام : أنه هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها، لا لفظاً ولا معنىً. وهذا يوجد عند آخر الآي التي لا ارتباط بعضها ببعض، وآخر القصة مثلاً، وآخر السورة.
4- الوقف الكافي: هو الوقف على كلمةٍ انقطعت عما قبلها لفظاً-أي إعراباً - لا معنى. كالوقف على { أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ }البقرة6 تقف عليها؛ لأن من الناحية الإعرابية انتهت، ومن الناحية اللفظية انتهت. {لاَ يُؤْمِنُونَ }البقرة6 لها تعلق من جهة المعنى، لكنها من جهة اللفظ جملة مستقلة.
الوقف بالسكون والروم والأشمام:-
حد السكون :- السكون معروف عدم الحركة
حد الاشمام :- هو ضم الشفتين بلا صوت عقب حذف الحركة إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة هذا الإشمام.
حد الروم :- هو فهو إضعاف الصوت حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوتٌ خفي يسمعه القريب المصغي دون البعيد.
ملاحظه:-
1- تجتمع السكون والروم والأشمام فيما حرك بالضم الاصلي
2- تجتمع السكون والروم فيما حرك بالكسر الآصلي
3- وما حرك بالفتح فلا يكون له غير السكون المحض.
4- الضم والكسر العارض لا يكون فيهما لا روم ولا أ شمام
احكام الوقف علي الهاء التي رسمت تاء:-
خلافٌ بين القراء، هل يوقف عليها بالهاء أو يوقف عليها بالتاء؟ هل يوقف عليها باعتبار أصلها وأنها هاء، أو يوقف عليها باعتبار رسمها؟ ( هيهات ) ( اللات )
احكام الوقف علي ويكأن :-
يقف عليها الكسائي بالسكون ويقطعها عن ( كأن ). ( ويكأن ). ( وي ) ثم ( كأن ) حرف مستقل
وأبو عمرو وقف على الكاف (ويك) وباقي القراء وقفوا علي (ويكأنه )
احكام الوقف علي اللام في {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ }الفرقان7 {وَقَالُوا مَالِ هَؤلاءِ القَوْمِ } { فَمَال الذِّينَ كَفرُوا }
وقف أبو عمرٍو على (ما) والباقون على اللام، إلا الكسائي فله الوقف على كلٍ منهما.
و أصل (مالِ): (مالي هؤلاء) حذفت الياء حذفت لكثرة مدارها في كلامهم فبقيت اللام منفصلة فكسروها لمشابهتها لام الجر

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م, 09:16 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس الوقف والأبتداء

تلخيص درس الوقف والأبتداء
اهمية موضوع الوقف والأبتداء:-
فهو علم في غاية الأهمية؛ فقد يتوقف عليه فهم المعنى. فقد يترك المتعلق، وقد يترك الوصف المؤثر، وقد يترك الشرط عند الوقف.
أولا الأبتداء بهمزه الوصل :-
فهو كثير
- الأصل أن همزة الوصل إذا كانت مسبوقة بكلام أنها، لاتثبت في النطق
- لكن إذا تصدرت وابتديء بها نطق به: { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }الأنعام124
احكام همزه الوصل:-
1- وهمزة الوصل إما أن تكون مكسورة: كـ(اِبن)و (اِثنتين)و (اِثنين)و (اِسم) وغيرها من الأسماء التي تقترن بها همزة الوصل.
واختبار الهمزة هل هي وصل أو قطع معروف، ويلقن الصبيان هذا: أدخل عليها حرف جر، أو حرف عطف وانطق بها.
2- أو مفتوحة: كالمصاحبة للام التي هي (أل) التعريف؛ الهمزة: {اَلْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2. فإذا قلنا: اَلحمد، أصلها وصل، فإذا ابتديء بها ينطق بها؛ فلذا في قوله:( العالمين) لو ابتدأنا بالعالمين قلنا: اَلعالمين، لكن إذا أدرجناها في الكلام قلنا: الحمد لله رب لعالمين. إذاً لو قعت أو جاءت في بيت شعر وكتب عروضياً ما تذكر.
3- أو تكون مضمومة: في فعلٍ ثالثه مضموم: ائتُمن، انظُر.
أنواع الوقف :-
1- الوقف القبيح: ما يوهم الوقوع في المحظور، أو لا يحسن الوقوف عليه.
ما يوهم الوقوع في المحظور: مثل ماذا؟ {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ }الماعون4 ،نعم؟ رأس آية، والمعروف الذي قرره شيخ الإسلام: أن السنة الوقوف على رؤوس الآي، لكنه إذا قلت: (ويلٌ للمصلين): المعنى ما يتم إلا بذكر المتعلق: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون5، فإذا قيل: ( ويل ٌ للمصلين ) أما كونه يعرض له عارض من انقطاع نفس: هذا لا إشكال فيه، ولا تثريب عليه. لكن في حال الاختيار: هذا الوقف قبيح.
2- الوقف الحسن: أي ما يحسن الوقف عليه: كـ{الْحَمْدُ للّهِ }الفاتحة2 مثلا: وتقف، لكن إذا أردت أن تستأنف
تبدأ بـ {رَبِّ الْعَالَمِينَ }؟ أو تعيد(الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ تعيد، لأن رب العالمين تابع للفظ الجلالة، وإلا إذا قلت: الحمد لله المعنى تام، تم المعنى، لكن باعتبار أن: ( رب العالمين ) لها تعلق بـلفظ الجلالة قالوا: يبتدأ به من أول
3- الوقف التام : أنه هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها، لا لفظاً ولا معنىً. وهذا يوجد عند آخر الآي التي لا ارتباط بعضها ببعض، وآخر القصة مثلاً، وآخر السورة.
4- الوقف الكافي: هو الوقف على كلمةٍ انقطعت عما قبلها لفظاً-أي إعراباً - لا معنى. كالوقف على { أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ }البقرة6 تقف عليها؛ لأن من الناحية الإعرابية انتهت، ومن الناحية اللفظية انتهت. {لاَ يُؤْمِنُونَ }البقرة6 لها تعلق من جهة المعنى، لكنها من جهة اللفظ جملة مستقلة.
الوقف بالسكون والروم والأشمام:-
حد السكون :- السكون معروف عدم الحركة
حد الاشمام :- هو ضم الشفتين بلا صوت عقب حذف الحركة إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة هذا الإشمام.
حد الروم :- هو فهو إضعاف الصوت حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوتٌ خفي يسمعه القريب المصغي دون البعيد.
ملاحظه:-
1- تجتمع السكون والروم والأشمام فيما حرك بالضم الاصلي
2- تجتمع السكون والروم فيما حرك بالكسر الآصلي
3- وما حرك بالفتح فلا يكون له غير السكون المحض.
4- الضم والكسر العارض لا يكون فيهما لا روم ولا أ شمام
احكام الوقف علي الهاء التي رسمت تاء:-
خلافٌ بين القراء، هل يوقف عليها بالهاء أو يوقف عليها بالتاء؟ هل يوقف عليها باعتبار أصلها وأنها هاء، أو يوقف عليها باعتبار رسمها؟ ( هيهات ) ( اللات )
احكام الوقف علي ويكأن :-
يقف عليها الكسائي بالسكون ويقطعها عن ( كأن ). ( ويكأن ). ( وي ) ثم ( كأن ) حرف مستقل
وأبو عمرو وقف على الكاف (ويك) وباقي القراء وقفوا علي (ويكأنه )
احكام الوقف علي اللام في {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ }الفرقان7 {وَقَالُوا مَالِ هَؤلاءِ القَوْمِ } { فَمَال الذِّينَ كَفرُوا }
وقف أبو عمرٍو على (ما) والباقون على اللام، إلا الكسائي فله الوقف على كلٍ منهما.
و أصل (مالِ): (مالي هؤلاء) حذفت الياء حذفت لكثرة مدارها في كلامهم فبقيت اللام منفصلة فكسروها لمشابهتها لام الجر

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ذو الحجة 1435هـ/21-10-2014م, 08:57 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي حل اسئله مسائل الايمان بالقرآن

حل اسئله مسائل الايمان بالقرآن

س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.
ج1: الدليل من القرآن :-
قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]
وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه}
الدليل من السنه:-
حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
الدليل من اقوال الصحابة:-:
ما رُوي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (حدثني أبو معمر عن سريج بن النعمان حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم أن أبا بكر رضي الله عنه خاطر قوما من أهل مكة على أن الروم تغلب فارس، فغلبت الروم فنزلت {ألم غلبت الروم} فأتى قريشا فقرأها عليهم فقالوا: كلامك هذا أم كلام صاحبك.
قال: (ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله عز وجل) ). [السنة: 1/ 143-144]
الدليل من اقوال التابعين:-
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسين مولى النضر حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا رويم المقرئ عن عبد الله بن عياش الوشا قال محمد بن الحسين: وقد رأيت عبد الله بن عياش وكان جارا لنا وكان من العدول الثقات عن يونس بن بكير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين: أنه قال في القرآن ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله.
الدليل من اجماع فقهاء الأمصار واهل الحديث:-
قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال حدثنا موسى بن داود قال حدثنا أبو عبد الرّحمن بن معبد عن معاوية بن عمار الذّهبيّ قال: قلنا لجعفر إنهم يسألونا عن القرآن أمخلوق هو؟
قال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله
س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
فأوّل من أظهر مسألة اللّفظ حسين بن عليٍّ الكرابيسيّ، وكان من أوعية العلم، ووضع كتاباً في المدلّسين، يحطّ على جماعةٍ: فيه أنّ ابن الزّبير من الخوارج.
أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ فى كفره [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-

حكم اللفظى
من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي
وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن.
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه
.. مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق


ه.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو الحجة 1435هـ/21-10-2014م, 09:51 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيض مسألة الاهتداء بالقرآن

تلخيض مسألة الاهتداء بالقرآن

بيان أن الله تعالى أنزل القرآن تبيانا لكل شيء
(حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه الدّيناريّ، ومحمّد بن مجالدٍ، قالا: نا عليّ بن حربٍ، قال: نا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن أبي صفوان، عن ابن مسعودٍ، قال: " إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89] " .).[الإبانة الكبرى: 6/ 148-150] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذي هُمْ فيهِ مخْتَلِفونَ )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )، ( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )، (وَإِذا بَدَّلْنَا آيَةً مَكانَ آيَةٍ واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ ). ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنُوا وَهُدَىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمينَ )، ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لَسَانُ الَّذي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبينٌ).). [العقيدة الواسطية:
أنواع هدى القرآن
من الكتاب:-
وقال عزّ وجلّ {إنّ الّذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصّلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً يرجون تجارةً لّن تبور. ليوفّيهم أجورهم ويزيدهم مّن فضله إنّه غفورٌ شكورٌ} [فاطر: 35/30،29].
وقال عزّ وجلّ {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجراً كبيراً. وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً} [الإسراء: 17/10،9].
وقال عزّ وجلّ {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خساراً} [الإسراء: 17/82]. وقال عزّ وجلّ {يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظةٌ مّن رّبّكم وشفاءٌ لّما في الصّدور وهدًى ورحمةٌ لّلمؤمنين} [يونس: 10/57]. وقال عزّ وجلّ {يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ مّن رّبّكم وأنزلنا إليكم نوراً مّبيناً. فأمّا الّذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ مّنه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطاً مّستقيماً} [النّساء: 4/175،174]. وقال عزّ وجلّ {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا} [آل عمران: 3/103] وحبل الله هو القرآن.
وقال عزّ وجلّ {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً مّتشابهًا مّثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادٍ} [الزّمر: 39/23]. وقال عزّ وجلّ {وكذلك أنزلناه قرآناً عربيّاً وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكراً} [طه: 20/113] ). [أخلاق حملة القرآن
من السنه:-
أنّ القرآن عصمةٌ لمن اعتصم به، وحرزٌ من النّار لمن اتّبعه، ونورٌ لمن استنار به، وشفاءٌ لما في الصّدور، وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين.
ثمّ أمر الله خلقه أن يؤمنوا به، ويعملوا بمحكمه: فيحلوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعتبروا بأمثاله، ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
ثمّ وعدهم على تلاوته والعمل به: النّجاة من النّار، والدّخول إلى الجنّة.
ثمّ ندب خلقه عزّ وجلّ إذا هم تلوا كتابه أن يتدبّروه، ويتفكّروا فيه بقلوبهم، وإذا سمعوه من غيرهم: أحسنوا استماعه.
ثمّ وعدهم على ذلك الثّواب الجزيل، فله الحمد.
ثمّ أعلم خلقه: أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فأنّه يربحه الرّبح الّذي لا بعده ربحٌ، ويعرّفه بركة المتاجرة في الدّنيا والآخرة
أسباب الاهتداء بالقرآن:-

( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )،1- خشوع القلب
(وَهَذَا كِتَابٌ)
ش: أي القرآنُ
(مُبَارَكٌ)
ش: أي كثيرُ المنافعِ والخيرِ.
قَولُهُ: (لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا)
ش: أي مُتَذِلِّلاً.
(مُتَصَدِّعًا)
ش: أي مُتَشَقِّقًا، فإذا كان القرآنُ لو أُنْزلَ على جبلٍ لَخشع وتَصدَّعَ من خوفِ اللهِ فكيفَ يليقُ بكم أيُّها النَّاسُ أنْ لا تَلينَ قلوبُكُم وتخشعَ من خوفِ اللهِ، وقد فَهِمتم عن اللهِ أمرَه ونهيَهُ وتَدَبَّرتُم كتابَه، وفي الآيةِ دليلٌ على عَظَمةِ القرآنِ وأنَّه لو أُنزلَ على جبلٍ لخشعَ وتَصدَّعَ مِن خشيةِ اللهِ، وفيها دليلٌ على أنَّه -سُبْحَانَهُ- خلقَ في الجماداتِ إدراكًا بحيثُ تخشعُ وتُسبِّحُ، وهذا حقيقةٌ كما دلَّتْ على ذلك الأدلَّـةُ ولا يَعلمُ كيفيَّةُ ذلك إلا هوَ سُبْحَانَهُ، وفيها حَثٌّ على الخوفِ من اللهِ والخشوعِ عندَ سماعِ كلامِه، وأنَّه ينبغي أن يُقرأ بتدبُّرٍ وخشوعٍ وإقبالِ قلبٍ وأنَّه ينبغي الرِّقَّـةُ عند سماعِ كلامِ الله والبُكاءِ وتلاوتِه بحزنٍ.
2- لتثبيت المؤمنين( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنُوا وَهُدَىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمينَ )

قَولُهُ: (بِالحَقِّ)
ش: أي بالصِّدقِ والعدلِ.
(لِيُثَبَّتَ الَّذينَ آمَنُوا)
ش: أي يزيدَهم يقينًا وإيمانًا.
قَولُهُ: (وَهُدًى)
ش: أي بيانٌ ونورٌ وبصيرةٌ، ويُطلقُ الهُدى ويُرادُ به ما يَقِرُّ في القلبِ من الإيمانِ، وهذا لا يقدرُ على خَلْقِه في قلوبِ العبادِ إلا اللهُ، قال تعالى (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) الآيةَ، ويُطلقُ ويُرادُ به بيانُ الحقِّ وتوضيحُه والدَّلالةُ عليهِ والإرشادُ إليه قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). انتهى. من ابنِ كثيرٍ، وخُصِّصتِ الهدايةُ بالمسلمين لاختصاصِهم بالنَّفعِ بالقرآنِ؛ لأنَّه هو بنفسِه هُدًى، ولكن لا ينالُه إلا الأبرارُ كما قال تعالى: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ).
قَولُهُ: (وبُشْرَى)
البُشرى والبِشارةُ هو أوَّلُ خَبَرٍ سَارٍّ، والبُشرى يرادُ بها أمرانِ:
أحدُهما بشارةُ المُخْبِرِ، والثَّاني سرورُ المُخْبَرِ، قال تعالى: (لَهُمُ البُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) فُسِّرتِ البُشرى بهذا وبهذا، قِيلَ وسُمِّيتْ بُشرى؛ لأنَّها تُؤثِّرُ في بَشَرَةِ الوجهِ، ولذلك كانَتْ نوعين: بُشرى سارَّةٌ تُؤَثِّرُ فيه نضارةً وبَهجةً، وبُشرى مُحزنةٌ تُؤَثِّرُ فيه سوءًا وعُبوسا، ولكن إذا أُطلقتْ كانت للسُّرورِ، وإذا قُيِّدتْ كانت بحسبِ ما قُيِّدت به، أمَّا البَشارةُ بالفتحِ فهي نضارةُ الوجهِ وحسنُه، وأمَّا البُشارة بالضَّمِّ فهو ما يُعطاه المبشَّرُ.)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 02:51 AM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيض مسألة الاهتداء بالقرآن

بيان أن الله تعالى أنزل القرآن تبيانا لكل شيء
(حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه الدّيناريّ، ومحمّد بن مجالدٍ، قالا: نا عليّ بن حربٍ، قال: نا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن أبي صفوان، عن ابن مسعودٍ، قال: " إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89] " .).[الإبانة الكبرى: 6/ 148-150] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذي هُمْ فيهِ مخْتَلِفونَ )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )، ( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )، (وَإِذا بَدَّلْنَا آيَةً مَكانَ آيَةٍ واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ ). ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنُوا وَهُدَىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمينَ )، ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لَسَانُ الَّذي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبينٌ).). [العقيدة الواسطية:
أنواع هدى القرآن
من الكتاب:-
وقال عزّ وجلّ {إنّ الّذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصّلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً يرجون تجارةً لّن تبور. ليوفّيهم أجورهم ويزيدهم مّن فضله إنّه غفورٌ شكورٌ} [فاطر: 35/30،29].
وقال عزّ وجلّ {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجراً كبيراً. وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً} [الإسراء: 17/10،9].
وقال عزّ وجلّ {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خساراً} [الإسراء: 17/82]. وقال عزّ وجلّ {يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظةٌ مّن رّبّكم وشفاءٌ لّما في الصّدور وهدًى ورحمةٌ لّلمؤمنين} [يونس: 10/57]. وقال عزّ وجلّ {يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ مّن رّبّكم وأنزلنا إليكم نوراً مّبيناً. فأمّا الّذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ مّنه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطاً مّستقيماً} [النّساء: 4/175،174]. وقال عزّ وجلّ {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا} [آل عمران: 3/103] وحبل الله هو القرآن.
وقال عزّ وجلّ {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً مّتشابهًا مّثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادٍ} [الزّمر: 39/23]. وقال عزّ وجلّ {وكذلك أنزلناه قرآناً عربيّاً وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكراً} [طه: 20/113] ). [أخلاق حملة القرآن
من السنه:-
أنّ القرآن عصمةٌ لمن اعتصم به، وحرزٌ من النّار لمن اتّبعه، ونورٌ لمن استنار به، وشفاءٌ لما في الصّدور، وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين.
ثمّ أمر الله خلقه أن يؤمنوا به، ويعملوا بمحكمه: فيحلوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعتبروا بأمثاله، ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
ثمّ وعدهم على تلاوته والعمل به: النّجاة من النّار، والدّخول إلى الجنّة.
ثمّ ندب خلقه عزّ وجلّ إذا هم تلوا كتابه أن يتدبّروه، ويتفكّروا فيه بقلوبهم، وإذا سمعوه من غيرهم: أحسنوا استماعه.
ثمّ وعدهم على ذلك الثّواب الجزيل، فله الحمد.
ثمّ أعلم خلقه: أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فأنّه يربحه الرّبح الّذي لا بعده ربحٌ، ويعرّفه بركة المتاجرة في الدّنيا والآخرة
أسباب الاهتداء بالقرآن:-

( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )،1- خشوع القلب
(وَهَذَا كِتَابٌ)
ش: أي القرآنُ
(مُبَارَكٌ)
ش: أي كثيرُ المنافعِ والخيرِ.
قَولُهُ: (لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا)
ش: أي مُتَذِلِّلاً.
(مُتَصَدِّعًا)
ش: أي مُتَشَقِّقًا، فإذا كان القرآنُ لو أُنْزلَ على جبلٍ لَخشع وتَصدَّعَ من خوفِ اللهِ فكيفَ يليقُ بكم أيُّها النَّاسُ أنْ لا تَلينَ قلوبُكُم وتخشعَ من خوفِ اللهِ، وقد فَهِمتم عن اللهِ أمرَه ونهيَهُ وتَدَبَّرتُم كتابَه، وفي الآيةِ دليلٌ على عَظَمةِ القرآنِ وأنَّه لو أُنزلَ على جبلٍ لخشعَ وتَصدَّعَ مِن خشيةِ اللهِ، وفيها دليلٌ على أنَّه -سُبْحَانَهُ- خلقَ في الجماداتِ إدراكًا بحيثُ تخشعُ وتُسبِّحُ، وهذا حقيقةٌ كما دلَّتْ على ذلك الأدلَّـةُ ولا يَعلمُ كيفيَّةُ ذلك إلا هوَ سُبْحَانَهُ، وفيها حَثٌّ على الخوفِ من اللهِ والخشوعِ عندَ سماعِ كلامِه، وأنَّه ينبغي أن يُقرأ بتدبُّرٍ وخشوعٍ وإقبالِ قلبٍ وأنَّه ينبغي الرِّقَّـةُ عند سماعِ كلامِ الله والبُكاءِ وتلاوتِه بحزنٍ.
2- لتثبيت المؤمنين( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنُوا وَهُدَىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمينَ )

قَولُهُ: (بِالحَقِّ)
ش: أي بالصِّدقِ والعدلِ.
(لِيُثَبَّتَ الَّذينَ آمَنُوا)
ش: أي يزيدَهم يقينًا وإيمانًا.
قَولُهُ: (وَهُدًى)
ش: أي بيانٌ ونورٌ وبصيرةٌ، ويُطلقُ الهُدى ويُرادُ به ما يَقِرُّ في القلبِ من الإيمانِ، وهذا لا يقدرُ على خَلْقِه في قلوبِ العبادِ إلا اللهُ، قال تعالى (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) الآيةَ، ويُطلقُ ويُرادُ به بيانُ الحقِّ وتوضيحُه والدَّلالةُ عليهِ والإرشادُ إليه قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). انتهى. من ابنِ كثيرٍ، وخُصِّصتِ الهدايةُ بالمسلمين لاختصاصِهم بالنَّفعِ بالقرآنِ؛ لأنَّه هو بنفسِه هُدًى، ولكن لا ينالُه إلا الأبرارُ كما قال تعالى: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ).
قَولُهُ: (وبُشْرَى)
البُشرى والبِشارةُ هو أوَّلُ خَبَرٍ سَارٍّ، والبُشرى يرادُ بها أمرانِ:
أحدُهما بشارةُ المُخْبِرِ، والثَّاني سرورُ المُخْبَرِ، قال تعالى: (لَهُمُ البُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) فُسِّرتِ البُشرى بهذا وبهذا، قِيلَ وسُمِّيتْ بُشرى؛ لأنَّها تُؤثِّرُ في بَشَرَةِ الوجهِ، ولذلك كانَتْ نوعين: بُشرى سارَّةٌ تُؤَثِّرُ فيه نضارةً وبَهجةً، وبُشرى مُحزنةٌ تُؤَثِّرُ فيه سوءًا وعُبوسا، ولكن إذا أُطلقتْ كانت للسُّرورِ، وإذا قُيِّدتْ كانت بحسبِ ما قُيِّدت به، أمَّا البَشارةُ بالفتحِ فهي نضارةُ الوجهِ وحسنُه، وأمَّا البُشارة بالضَّمِّ فهو ما يُعطاه المبشَّرُ.)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
تأملي تلخيص الشيخ هنا لهذا الموضوع، فالمطلوب: استخراج المسائل الواردة في الموضوع وتلخيصها بدليلها معنونةً مرتبةً محررةً على صورة نقاط مختصرة موجزة شاملة.
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 20 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 12 / 20 كان يحسن فصل بعض المسائل المجمعة، وتجميع بعض المسائل المفصلة، مثال على ذلك: أنواع هدايات القرآن، يمكنك ترقيمها هداية هداية ثم ذكر دليلها من القرآن والسنة، فتقولين مثلًا: القرآن عصمة لمن اعتصم به، قال تعالى ... الآية، أو: قال صلى الله عليه وسلم ... الحديث، وهكذا.
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 6 / 10
التقييم العام: 63 / 80
وفقك الله وسددك

* يمكنك إعادة التلخيص بالإرشادات المذكورة، وستعدل درجتك، بالتوفيق.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 07:41 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
حل اسئله مسائل الايمان بالقرآن

س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.
ج1: الدليل من القرآن :-
قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]
وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه}
الدليل من السنه:-
حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
الدليل من اقوال الصحابة:-:
ما رُوي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (حدثني أبو معمر عن سريج بن النعمان حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم أن أبا بكر رضي الله عنه خاطر قوما من أهل مكة على أن الروم تغلب فارس، فغلبت الروم فنزلت {ألم غلبت الروم} فأتى قريشا فقرأها عليهم فقالوا: كلامك هذا أم كلام صاحبك.
قال: (ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله عز وجل) ). [السنة: 1/ 143-144]
الدليل من اقوال التابعين:-
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسين مولى النضر حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا رويم المقرئ عن عبد الله بن عياش الوشا قال محمد بن الحسين: وقد رأيت عبد الله بن عياش وكان جارا لنا وكان من العدول الثقات عن يونس بن بكير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين: أنه قال في القرآن ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله.
الدليل من اجماع فقهاء الأمصار واهل الحديث:-
قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال حدثنا موسى بن داود قال حدثنا أبو عبد الرّحمن بن معبد عن معاوية بن عمار الذّهبيّ قال: قلنا لجعفر إنهم يسألونا عن القرآن أمخلوق هو؟
قال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله
س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
فأوّل من أظهر مسألة اللّفظ حسين بن عليٍّ الكرابيسيّ، وكان من أوعية العلم، ووضع كتاباً في المدلّسين، يحطّ على جماعةٍ: فيه أنّ ابن الزّبير من الخوارج.
أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ فى كفره [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-

حكم اللفظى
من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي
وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن.
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه
.. مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق


ه.
أحسنتِ أختي الفاضلة
ولم يكن يلزمكِ الاطلاع على الروابط في أغلب الأسئلة فأكثرها موجودة في الدليل نفسه
الدرجة النهائية
20 /20
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م, 11:31 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص درس الوقف والأبتداء
اهمية موضوع الوقف والأبتداء:-
فهو علم في غاية الأهمية؛ فقد يتوقف عليه فهم المعنى. فقد يترك المتعلق، وقد يترك الوصف المؤثر، وقد يترك الشرط عند الوقف.
أولا الأبتداء بهمزه الوصل :-
فهو كثير
- الأصل أن همزة الوصل إذا كانت مسبوقة بكلام أنها، لاتثبت في النطق
- لكن إذا تصدرت وابتديء بها نطق به: { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }الأنعام124 [ متى تُنطق همزة الوصل ]
احكام همزه الوصل:-
1- وهمزة الوصل إما أن تكون مكسورة: كـ(اِبن)و (اِثنتين)و (اِثنين)و (اِسم) وغيرها من الأسماء التي تقترن بها همزة الوصل.
واختبار الهمزة هل هي وصل أو قطع معروف، ويلقن الصبيان هذا: أدخل عليها حرف جر، أو حرف عطف وانطق بها. [ اختبار الهمزة ]
2- أو مفتوحة: كالمصاحبة للام التي هي (أل) التعريف؛ الهمزة: {اَلْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2. فإذا قلنا: اَلحمد، أصلها وصل، فإذا ابتديء بها ينطق بها؛ فلذا في قوله:( العالمين) لو ابتدأنا بالعالمين قلنا: اَلعالمين، لكن إذا أدرجناها في الكلام قلنا: الحمد لله رب لعالمين. إذاً لو قعت أو جاءت في بيت شعر وكتب عروضياً ما تذكر. [ هذا التفصيل غير مطلوب في التلخيص فهو للشرح والبيان ]
3- أو تكون مضمومة: في فعلٍ ثالثه مضموم: ائتُمن، انظُر.
أنواع الوقف :-
1- الوقف القبيح: ما يوهم الوقوع في المحظور، أو لا يحسن الوقوف عليه.
ما يوهم الوقوع في المحظور: مثل ماذا؟ {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ }الماعون4 ،نعم؟ رأس آية، والمعروف الذي قرره شيخ الإسلام: أن السنة الوقوف على رؤوس الآي، لكنه إذا قلت: (ويلٌ للمصلين): المعنى ما يتم إلا بذكر المتعلق: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون5، فإذا قيل: ( ويل ٌ للمصلين ) أما كونه يعرض له عارض من انقطاع نفس: هذا لا إشكال فيه، ولا تثريب عليه. لكن في حال الاختيار: هذا الوقف قبيح. [ هذا التفصيل ، والاقتصاص في الشرح يقدح في التلخيص والأولى أن تحرري الأقوال بأسلوبكِ فيخرج ملخصًا ، يسهل مراجعته واستذكاره ]
2- الوقف الحسن: أي ما يحسن الوقف عليه: كـ{الْحَمْدُ للّهِ }الفاتحة2 مثلا: وتقف، لكن إذا أردت أن تستأنف
تبدأ بـ {رَبِّ الْعَالَمِينَ }؟ أو تعيد(الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ تعيد، لأن رب العالمين تابع للفظ الجلالة، وإلا إذا قلت: الحمد لله المعنى تام، تم المعنى، لكن باعتبار أن: ( رب العالمين ) لها تعلق بـلفظ الجلالة قالوا: يبتدأ به من أول
3- الوقف التام : أنه هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها، لا لفظاً ولا معنىً. وهذا يوجد عند آخر الآي التي لا ارتباط بعضها ببعض، وآخر القصة مثلاً، وآخر السورة.
4- الوقف الكافي: هو الوقف على كلمةٍ انقطعت عما قبلها لفظاً-أي إعراباً - لا معنى. كالوقف على { أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ }البقرة6 تقف عليها؛ لأن من الناحية الإعرابية انتهت، ومن الناحية اللفظية انتهت. {لاَ يُؤْمِنُونَ }البقرة6 لها تعلق من جهة المعنى، لكنها من جهة اللفظ جملة مستقلة.
الوقف بالسكون والروم والأشمام:-
حد السكون :- السكون معروف عدم الحركة
حد الاشمام :- هو ضم الشفتين بلا صوت عقب حذف الحركة إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة هذا الإشمام.
حد الروم :- هو فهو إضعاف الصوت حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوتٌ خفي يسمعه القريب المصغي دون البعيد.
ملاحظه:-
1- تجتمع السكون والروم والأشمام فيما حرك بالضم الاصلي
2- تجتمع السكون والروم فيما حرك بالكسر الآصلي
3- وما حرك بالفتح فلا يكون له غير السكون المحض.
4- الضم والكسر العارض لا يكون فيهما لا روم ولا أ شمام
احكام الوقف علي الهاء التي رسمت تاء:-
خلافٌ بين القراء، هل يوقف عليها بالهاء أو يوقف عليها بالتاء؟ هل يوقف عليها باعتبار أصلها وأنها هاء، أو يوقف عليها باعتبار رسمها؟ ( هيهات ) ( اللات )
احكام الوقف علي ويكأن :-
يقف عليها الكسائي بالسكون ويقطعها عن ( كأن ). ( ويكأن ). ( وي ) ثم ( كأن ) حرف مستقل
وأبو عمرو وقف على الكاف (ويك) وباقي القراء وقفوا علي (ويكأنه )
احكام الوقف علي اللام في {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ }الفرقان7 {وَقَالُوا مَالِ هَؤلاءِ القَوْمِ } { فَمَال الذِّينَ كَفرُوا }
وقف أبو عمرٍو على (ما) والباقون على اللام، إلا الكسائي فله الوقف على كلٍ منهما.
و أصل (مالِ): (مالي هؤلاء) حذفت الياء حذفت لكثرة مدارها في كلامهم فبقيت اللام منفصلة فكسروها لمشابهتها لام الجر
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 10 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 15
___________________
= 80 %
درجة الملخص =10 / 10

أحسنَ اللهُ إليكِ أختي وزادكِ علمًا وهدىً
ومراعاةً لكون هذه المرحلة مرحلة تدرب وبيان لطريقة التلخيص ، يعطى الطالب الدرجة كاملةً على أن تكون المحاسبة للتلخيصات القادمة بإذن الله

فأرجو مراعاة الملحوظات التي ذكرتها لكِ مع معايير تقييم التلخيص وتطبيقها على التلخيصات القادمة إن شاء الله
وفقكِ اللهُ وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 صفر 1436هـ/9-12-2014م, 04:12 AM
هيئة التصحيح 5 هيئة التصحيح 5 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص درس القصص

تعريف القصص:-
القصص والقص لغة: تتبع الأثر
وفي الاصطلاح: الإخبار عن قضية ذات مراحل، يتبع بعضها بعضا.
سمات القصص القرآني:-
1- أصدق القصص؛ لقوله تعالى: {ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية87] وذلك لتمام مطابقتها على الواقع
2-أحسن القصص لقوله تعالى:{نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.
3-وأنفع القصص، لقوله تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب} [يوسف: الآية 111] ، وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
أقسام القصص:-
*- قسم عن الأنبياء والرسل، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين.
- وقسم عن أفراد وطوائف، جرى لهم ما فيه عبرة، فنقلة الله تعالى عنهم، كقصة مريم، ولقمان، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب الكهف، وأصحاب الفيل، وأصحاب الأخدود وغير ذلك.
*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كقصة غزوة بدر، وأحد، والأحزاب، وبني قريظة، وبني النضير، وزيد بن حارثة، وأبي لهب، وغير ذلك
للقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها
1-بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص؛ قوله تعالى: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ} [القمر: 4] {حكمةٌ بالغةٌ فما تغن النّذر} [القمر: 5]
2-بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين؛ لقوله تعالى عن المكذبين: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك} [هود: الآية 101]
3-بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين؛ لقوله تعالى: {إلّا آل لوطٍ نجّيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ٍ} [القمر: 34-
4- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له؛ لقوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير} [فاطر: 25] {ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير}[فاطر: 26].
5- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد، لقوله تعالى:{فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88] وقوله: {ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات فانتقمنا من الّذين أجرموا وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47].
6- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم، لقوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها} [محمد: 10].
7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل، لقوله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين} [هود: 49] وقوله: {ألم يأتكم نبأ الّذين من قبلكم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والّذين من بعدهم لا يعلمهم إلّا اللّه} [إبراهيم: الآية 9].
تكرار القصص:
من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة، مثل قصة لقمان، وأصحاب الكهف، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة، وتقتضيه المصلحة، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر.
ومن الحكمة في هذا التكرار؟
1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها.
2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس.
3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها، ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية.
بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال.
4- ظهور صدق القرآن، وأنه من عند الله تعالى، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدو تناقص). [أصول في التفسير: 57-60]5-
شكر الله لك وبارك فيك
تلوين عناوين المسائل الرئيسية والفرعية بلون مخالف أمر مهم في التلخيص لتسهل قراءته ويسهل حصر المسائل

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13/ 15
_______________
100/98
الدرجة النهائية:10/10


وفقك الله وسددك

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 صفر 1436هـ/9-12-2014م, 03:40 AM
هيئة التصحيح 5 هيئة التصحيح 5 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص درس كتابه القرآن وجمعه

لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف وكان القراء عددا كبيرا.
المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة. وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدوه من حسناته، حتى قال على رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.من الذي أمره أبو بكر بجمع القرآن في مصحف؟ (المكلف بالجمع )
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا. فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم،
الفرق بين جمع القران في عهد ابي بكر وعهد عثمان رضي الله عنهما
والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الألفة، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة، واختلاف الكلمة، وفشو البغضاء، والعداوة.

شكر الله لك وبارك فيك
بعض الملاحظات مدمجة مع التلخيص بلونٍ أحمر
* تلوين عناوين المسائل الرئيسية والفرعية بلون مخالف أمر مهم في التلخيص لتسهل قراءته ويسهل حصر المسائل
* لو وضعت التلخيص على شكل مسائل
مثلا: جمع أبي بكر/ جمع عثمان رضي الله عنها
- سبب الجمع (مع ذكر الآثار الواردة في ذلك)
- المكلف بالجمع

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 27/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13/ 15
_______________
100/93
الدرجة النهائية: 10/9.5


وفقك الله وسددك

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 ربيع الأول 1436هـ/19-01-2015م, 10:02 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
فهرسة أحكام المصاحف
باب النظر في المصحف
هدي الرسول صلي الله عليه وسلم في النظر في المصحف
- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ (( ‏من أدام النظر في المصحف, متعه الله ببصره ما بقي في الدنيا)) )‏‏.‏ [فضائل القرآن وتلاوته: 145]
- عن عبد الله , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ (( من سره أن يحبه الله , فليقرأ في المصحف))‏‏ ).[فضائل القرآن
وتلاوته: 146](م)
-القراءة عبادة والنظر فى المصحف عبادة أخرى تلحق بمسألة المفاضلة بين النظر في المصحف وقراءة القرآن عن ظهر قلب
هدي السلف الصالح في النظر في المصحف
هدي السلف في مداومة النظر في المصحف:
أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه :(...نشر المصحف فقرأ فيه)- عن عمر كرم الله وجهه: " أنه كان إذا دخل بيته , نشر المصحف فقرأ فيه"). [فضائل القرآن: ])
- كلام عثمان بن عفان: (ما أحب أن يمضي علي يوم ولا ليلة لا أنظر في كلام الله عز وجل يعني القرآن في المصحف
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: ما أحب أن يمضي علي يوم ولا ليلة لا أنظر في كلام الله عز وجل يعني القرآن في المصحف.). [السنة: 1/ 147] (م)
-ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (أديموا النظر في المصحف)
- قال عبد الله: "أديموا النظر في المصحف" ).[فضائل القرآن: ]
أثر عبد الله بن مسعود: (أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم)
عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم" ).[فضائل القرآن: ]
أثر عائشة رضي الله عنها: (إنّي لأقرأ جزئي، أو عامّة جزئي، وأنا مضطجعةٌ على فراشي)
عن عائشة قالت: إنّي لأقرأ جزئي، أو عامّة جزئي، وأنا مضطجعةٌ على فراشي).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/532
عن عائشة ، رضي الله عنها : " أنها كانت تقرأ في رمضان في المصحف بعد الفجر ، فإذا طلعت الشمس نامت"). [فضائل
أثر عائشة رضي الله عنه:(أنها كانت تقرأ في رمضان في المصحف بعد الفجر)
ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: (هذا جزئي الذي أقرؤه الليلةعن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمر , وهو يقرأ في المصحف فقال: "هذا جزئي الذي أقرؤه الليلة" ). [فضائل القرآن: ](م
-أثر ابن عمر رضي الله عنه: (إذا رجع أحدكم من سوقه , فلينشر المصحف فليقرأ
عن ابن عمر، أنه قال: "إذا رجع أحدكم من سوقه , فلينشر المصحف فليقرأ" ). [فضائل القرآن: ]
-عن عبد الله بن عمرٍو، قال: انتهيت إليه وهو ينظر في المصحف، قال: قلت: (أيّ شيءٍ تقرأ في المصحف ؟ قال: حزبي الّذي أقوم به اللّيلة).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/530
-أُثر الحسن رضي الله عنه: (دخلوا على عثمان والمصحف في حجره)
عن الحسن، قال: (دخلوا على عثمان والمصحف في حجره).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/531
-أثر يونس: (كان من خلق الأوّلين النّظر في المصاحف)
عن يونس، قال: كان من خلق الأوّلين النّظر في المصاحف، وكان الأحنف بن قيسٍ إذا خلا نظر في المصحف).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/531
أثر موسى بن علي: (...أمسكت على فضالة بن عبيدٍ القرآن حتّى فرغ منه) عن موسى بن عليٍّ، قال: سمعت أبي، قال: أمسكت على فضالة بن عبيدٍ القرآن حتّى فرغ منه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/532
أثر الليث: (رأيت طلحة يقرأ في المصحف
-عن ليثٍ، قال: رأيت طلحة يقرأ في المصحف).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/53
حرص الصحابه علي أوردهم في القرأة:
-أثر الربيع بن خثيم: (كان الرّبيع يقرأ في المصحف، فإذا دخل إنسانٌ غطّاه
-عن سرية الربيع بن خثيم، قالت: كان عمل الربيع سرا كله، حتى إن كان الرجل ليدخل عليه، وهو يقرأ في المصحف فيغطيه).[فضائل القرآن
-أثر الأعمش: (كان إبراهيم يقرأ في المصحف فإذا دخل عليه إنسانٌ غطّاه
عن الأعمش، عن إبراهيم، أنه كان يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه إنسان، فغطاه، وقال: لا يرى هذا أني أقرأ في المصاحف كل ساعة.) [فضائل القرآن: ])
-أثر صالح العقيلي بن عبد الله بن الشخير: (كان أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير يقرأ في المصحف حتّى يغشى عليه
كان أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير يقرأ في المصحف حتّى يغشى عليه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/532
حرص الصحابه علي الأجتماع عند ختم المصحف:
-أثر الحكم بن عتيبة عن جماعة من التابعين: (إنا كنا نعرض مصاحفنا وإنا أردنا أن نختم، وإن الرحمة تنزل
عن الحكم بن عتيبة، قال: كان مجاهد , وعبدة بن أبي لبابة , وناس يعرضون المصاحف, فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي وإلى سلمة، فقالوا: «إنا كنا نعرض المصاحف فلما أردنا أن نختم أحببنا أن تشهدوا، لأنه كان يقال: إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته » ) [فضائل القرآن: ])
قارئ القرآن في الصلاة:
القارئ للقرءان لا يخلو أن يكون إماما أو منفردا أو أن يكون مأموما , ثم لا يخلو من أن يكون حافظا أو أن يكون غير حافظا , ولا تخلو الصلاة التى يقرأ فيها من المصحف من أن تكون فرضا أو أن تكون نفلا , ثم يخلو المصحف الذى يقرأ منه المصلى من أن يكون منشورا على شئ أمام المصلى القارئ فيه , أو أن يكون فى يدى المصلى يحمله إذا قام ويضعه إذا ركع وسجد , ويقلب أوراقه أحيانا , ولكل حال من هذه الأحوال عند أهل العلم حظ من النظر
-أختلف العلماء في مسأله القراءة في الصلاة من المصحف علي مذهبان رئيسان فى الجملة أحداهما الترخيص وثانيهما الحظر .
1- فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بجواز القراءة من المصحف فى الصلاة على إختلاف بينهم فى كون الجواز على إطلاقة أم أن ذلك يكون مرهونا بحال الإضطرار إليه بأن لم يكن معه من القرآن ما يردده ويكتفى به والجمهور أيضا على القول بوجوب القراءة فى المصحف إذا عجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب وكان يحسنها . أما غير العاجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب فقد جوز له فريق من أهل العلم القراءة من المصحف فى صلاته مطلقا من غير كراهة , سواء كان القارئ حافظا أو غير حافظ ,احتاج إلى حمله ووضعه وتقليب أوراقه أم كان منشورا أمامه , وسواء كانت الصلاة فرضا أم نفلا , وهذا هو المذهب عند الشافعية وعند الحنابلة ... قالوا لأن القراءة عبادة والنظر فى المصحف عبادة أخرى, فإذا انضمت إحدى العبادتين إلى الأخرى فليس فى الشرع ما يمنع من ذلك
والدليل علي دلك:
-عن عائشة، (أنّه كان يؤمّها عبدٌ لها في مصحفٍ)). [المصاحف: 455
- عن القاسم (أنّ عائشة كانت تقرأ في المصحف فتصلّي في رمضان أو غيره)). [المصاحف: 455
- عن ابن أبي مليكة، (أنّ عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يؤمّها غلامها ذكوان في المصحف)). [المصاحف: 456]
عن الحسن قال: (لا بأس أن يؤمّ، في المصحف إذا لم يجد، يعني من يقرأ بهم)). [المصاحف: 45]-
-عن الحسن، (أنّه كان يعجبه إذا كان مع الرّجل ما يقرأ أن يردّده ويؤمّ به في رمضان، وإن لم يكن معه شيءٌ أن يقرأ في المصحف)). [المصاحف: 457
- عن عطاءٍ، (أنّه كان لا يرى بأسًا أن يقرأ في المصحف في الصّلاة)). [المصاحف: 458
-عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ قال: (لا أرى بالقراءة من المصحف في رمضان بأسًا، يريد القرآن)). [المصاحف: 458
-حدّثني محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ابن شهابٍ قال: سألت ابن شهابٍ عن القراءة في المصحف يؤمّ النّاس، فقال: (لم يزل النّاس منذ كان الإسلام يفعلون ذلك)). [المصاحف: 458
-وذهب فريق من أهل العلم إلى تقييد القول بجواز قراءة المصلى من المصحف فى صلاته فى حال الاضطرار وهو , إحدى الروايات عن الحسن البصرى , وبه قال الإمام مالك
-حدثنا أبوالرّبيع قال: أنبأنا ابن وهبٍ قال: سمعت مالكًا، وسئل عمّن يؤمّ النّاس في رمضان في المصحف؟ فقال: (لا بأس بذلك إذا اضطرّوا إلى ذلك قال: وكان العلماء يقومون لبعض النّاس في رمضان في البيوت) ). [المصاحف: 459]
مسأله:حكم تقليب الورق اثناء الصلاة:
-أما المصلى وحده وهو ينظر فى المصحف أو يقلب الورق له , وكل ماكان من ذلك حين إرادة أن يختم القرآن أو يؤم قوما ليسوا ممن يقرؤن فهو سنة , كان أهل العلم عليه
-ولم يجئ ضده عن أهل العلم وإن قلب له الورق كان أفضل , وإن لم يكن له قلب هو لنفسه
-مسأله:حكم القرأة من المصحف في الصلاة الفرض والنفل:
- واختار جمع من أهل العلم القول بقصر جواز القراءة من المصحف فى الصلاة على صلاة النفل خاصة
وهو أشهر الروايتين عن الإمام مالك ورواية ثانية عن الإمام أحمد , قال القاضى أبو يعلى فى المجرد : إن قرأ فى التطوع فى المصحف لم تبطل صلاته , وإن فعل ذلك فى الفريضة فهل يجوز؟ على روايتين . وقال أحمد : لابأس أن يصلى بالناس القيام وهو يقرأ فى المصحف . قيل : الفريضة ؟ قال : لم أسمع فيها بشئ
إلا أن الإمام مالكا وأصحابه قد قيدوا القراءة بالمصحف فى النفل بما كان فى أول الصلاة لا فى أثنائها لكثرة الشغل فى ذلك , ولأنه يغتفر فى النفل ما لايغتفر فى الفرض . وقيده قوم بما إذا تعايا فى صلاته
عن جرير بن حازم قال : ( رأيت محمد ابن سيرين يصلى متربعا والمصحف إلى جنبه فإذا تعايا فى شئ أخذه فنظر فيه
وعن هشام عن محمد بن سيرين مثله , وفى لفظ : (كان محمد ينشر المصحف فيضعه فى جانبه , فإذا شك فى نظر فيه وهو فى صلاة التطوع
وفى رواية : ( أنه دخل على ابن سيرين وهو يصلى قاعدا يقرأ فى المصحف
وخص قوم الترخيص فىى حق من كان حافظا وهو مروى عن اللإمامين أبى حنيفه وأحمد لأنه إذا لم يكن حافظا وقرأ فى المصحف كان كالمعتمد على غيره فى صلاته , وكان بمثابة من يلقن القرآن تلقينا.
واشترط فريق من أهل العلم عكس المسألة الأولى فجوزوا القراءة من المصحف فى الصلاة لغير الحافظ وكرهوا ذلك للحافظ قالوا : يردد ما معه من القرآن ولا ينظر فى المصحف.
وهو محكى عن جمع من السلف , فعن قتادة عن سعيد بن المسيب : أنه كان يكره أن يقرأ الرجل فى المصحف فى صلاته إذا كان معه ما يقوم به ليله , وقال يكرر أحب إلى.
ومثله عن الحسن البصرى , وهو قول عند أصحاب أبى حنيفة على ذكره العينى , وهو أختيار القاضى أبى يعلى من أصحابنا الحنابلة . ونقل عن أبى حنيفة التفريق بين من يحمل المصحف فى صلاته ليقرأ فيه وبين من كان المصحف منشورا بين يديه يقرأ فيه من غير حمل , فرخص له فى الثانية دون الأولى ،الإمام مالك وأصحابه قد قيدوا القراءة بالمصحف فى النفل بما كان فى أول الصلاة لا فى أثنائها لكثرة الشغل فى ذلك , ولأنه يغتفر فى النفل ما لايغتفر فى الفرض . وقيده قوم بما إذا تعايا فى صلاته فعن جرير بن حازم قال : ( رأيت محمد ابن سيرين يصلى متربعا والمصحف إلى جنبه فإذا تعايا فى شئ أخذه فنظر فيه) .
2-وذهب جمع من أهل العلم إلى القول بمنع القراءة من المصحف فى الصلاة مطلقا , ثم اختلفوا فى درجة هذا المنع وأثر القراءة من المصحف فى الصلاة على صحتها , فقالت طائفة بالكراهة مع الصحة , وبالغت طائفة أخرى فأبطلت الصلاة إذا قرأ المصلى فيها من المصحف .
وقد ذهب إلى القول بكراهة القراءة من المصحف فى الصلاة جمع من علماء السلف والخلف
وبالغ فريق من أهل العلم وطائفة ممن مر ذكرهم آنفا فقالوا ببطلان صلاة من قرأ من المصحف وهو يصلى , وأفسدوا بذلك صلاته مطلقاواختلف عن أبى حنيفة فى القدر المبطل فالمشهور عنه أنها تبطل بالقليل والكثير , وقيل بقدر الفاتحة.
والدليل:
-عن ابن عبّاسٍ قال: (نهانا أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه أن يؤمّ النّاس في المصحف، ونهانا أن يؤمّنا إلّا المحتلم)). المصاحف:
-عن ابن المسيّب قال: (إذا كان معه ما يقوم به ليله ردّده ولا يقرأ في المصحف)
حدّثنا ابن أبي الخصيب، حدّثنا وكيعٌ، عن هشامٍ الدّستوائيّ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب بمثله). المصاحف: 449
-عن سعيد بن المسيّب (أنّه كان يكره أن يقرأ الرّجل في المصحف في صلاته إذا كان معه ما يقوم به ليله، يكرّره أحبّ إليّ) المصاحف: 462
-عن مجاهدٍ، (أنّه كره أن يؤمّ الرّجل في المصحف)).المصاحف: 451
-عن إبراهيم، (أنّه كره أن يؤمّ في المصحف وقال: لا تشبّه بأهل الكتاب)). المصاحف: 452
-عن سويد بن حنظلة البكريّ، (أنّه مرّ على رجلٍ يؤمّ قومًا في مصحفٍ فضربه برجله)). [المصاحف: 453
-عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، (أنّه كره أن يؤمّ في المصحف)). المصاحف: 454
-عن الحسن، (أنّه كره أن يؤمّ الرّجل في المصحف قال: كما تفعل النّصارى)). المصاحف: 454
-عن الرّبيع قال: (كانوا يكرهون أن يؤمّ، أحدٌ في المصحف، ويقولون إمامين) ). المصاحف: 454
العله من منع النظر في المصحف في الصلاة:
تعلل كراهة القراءة من المصحف فى الصلاة بكونها عملا يخل بالخشوع فيها , ويتنافى مع وجوب التفرغ لها , ويشغل عن بعض سننها وهيئآتها فيفوت سنة النظر فى موضع السجود , ووضع اليمنى على الشمال , ويفضى إلى التشبه بأهل الكتاب , فضلا عن كونه إحداثا فى الدين لم يرد الشرع بإباحيته ... قالوا : ونظير القراءة فى المصحف أن ينظر إلى كتاب فيه حساب أو كلام غير القرآن فيأخذ بقلبه , فهذا مما لا خلاف فيه أنه لا يفسد الصلاة , ذكر ذلك الجصاص فى كتابه مختصر اختلاف العلماء للطحاوى فى معرض مناقشتة أبى جعفر الطحاوى لدليل مجوزى القراءة من المصحف فى الصلاة
حكم حمل المصحف للمأموم:
-أثر ابن شهاب: (لم يزل النّاس منذ كان الإسلام يفعلون ذلك) عن محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ابن شهابٍ، عن عمّه: عن رجلٍ يصلّي لنفسه أو يؤمّ قومًا، هل يقرأ في المصحف؟ فقال: (نعم، لم يزل النّاس يفعلون ذلك منذ كان الإسلام)). [المصاحف: 459]م
أثر ابن سيرين:(كان يصلّي متربّعًا والمصحف إلى جنبه، فإذا تعايا في شيءٍ أخذه فنظر فيه)-
عن جرير بن حازمٍ قال: (رأيت ابن سيرين يصلّي متربّعًا والمصحف إلى جنبه، فإذا تعايا في شيءٍ أخذه فنظر فيه)).المصاحف: 459
(حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: أخبرنا روحٌ، حدّثنا هشامٌ، عن محمّدٍ، (أنّه كان يصلّي قاعدًا والمصحف إلى جنبه، فإذا شكّ في شيءٍ نظر فيه وهو في الصّلاة). [المصاحف)
حدّثنا ابن الأغلب قال: أخبرنا يونس قال: (دخل على ابن سيرين وهو يصلّي قاعدًا يقرأ في مصحفٍ وفي يده مروحةٌ يتروّح بها)).(المصاحف: 461 )
عن أيّوب، عن ابن سيرين، (أنّه كان يصلّى والمصحف إلى جنبه، فإذا تردّد نظر في المصحف)). [المصاحف: 461
المفاضلة بين قراءة القرآن من المصحف وقراءته على ظهر قلب
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (فصل)
قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر
ونقل الغزالي في الإحياء أن كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرؤون من المصحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف.
وروى ابن أبي داود القراءة في المصحف عن كثيرين من السلف، ولم أر فيه خلافا).[التبيان في آداب حملة القرآن: 98
من تأمل موضوع النظر في المصاحف، يجده ينحصر في أربعة عناصر رئيسية، وهي كالتالي:


اقتباس:
النظر في المصاحف




● الأدلة والآثار الواردة في فضل النظر في المصحف
● مظاهر عناية السلف بالنظر في المصاحف
● المفاضلة بين قراءة القرآن من المصحف وقراءته عن ظهر قلب خارج الصلاة
● حكم القراءة من المصحف في الصلاة
أولا: الوجوب
عند عجز المصلي عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب، وهو قول الجمهور.
ثانيا: الجواز، وهم على قسمين:
الأول:الجواز المطلق للقراءة من المصحف لمن يحسن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب
أصحاب القول
حجة القول بالجواز
الثاني: الجواز المقيد، وهو على اختلاف في الأحوال: (تجب الإشارة إلا من قال بكل قول وحجته)
1- الجواز عند الاضطرار، سواء كان إماما أو مأموما، ولم يكن معه ما يقرؤه
2- الجواز في حال الانفراد دون الإمامة إلا حال الاضطرار
3- قصر الجواز على النفل دون الفرض
- التقييد في النفل بما كان في أول الصلاة دون أثنائها.
- التقييد في النفل إذا تعايا في صلاته
4- الجواز للحافظ دون غير الحافظ
5- الترخيص لغير الحافظ دون الحافظ
6- الرخصة لمن يقرأ في المصحف منشورا دون الحمل
ثالثا: المنع، وأصحابه على قسمين:
من قال بالكراهة
من قال بالتحريم
حجج القائلين بالمنع
- الأدلة النقلية
- الأدلة العقلية
الرد على حجج القائلين بالمنع
قول الشيخ صالح الرشيد في مسألة القراءة في المصحف في الصلاة
أحسب أن أمر التلخيص قد وضح لك كثيرا الآن إن شاء الله أختي مها فأرجو أن تراجعي هذا الموضوع وتستفيدي من هذا التقسيم في فهم مسائله، لا تنسخي النصوص نسخا بل عبري بأسلوبك عما فهمتيه، وهذا تقييم الموضوع على وضعه الحالي، ولك إعادته إن رغبت في تحسين الدرجة
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 15 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 7 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 8 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 50/70

أرجو أن يفيدك هذا الموضوع
مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 01:26 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي حل أسئلة محاضرة البناء العلمي

حل أسئلة محاضرة البناء العلمي
س1 بين أهمية البناء العلمي في مسيرة طالب العلم،ومثل لعناية العلماء به.
ج1 مرحلة البناء العلمي هي مرحلة مهمة جداًبالنسبة لطالب العلم وهي لب التحصيل العلمي له ، فينبغي للطالب بعد ما ينتهي من مرحلة التأسيس العلمي ودراسة مختصر في العلم الذي يدرسة يكون مؤهلاً أن يبدأ مرحلة البناء العلمي، وغالباً ما تكون مرحلة البناء العلمي في ثورة نشاط الطالب وسنوات طلبه الذهبية وأوائل وهذه السن الذهبية في مرحلة البناء العلمي، ومن فرط فيها قلما يعوض هذا بعد ذلك.
والعلماء كانوا يجمعون مسائل العلم كل حسب العلم الذي يطلبه ويصنفونها علي حسب عنايتهم العلمية ،كان أهل الحديث لهم أصول خاصة لكل محدث .
ومن أمثلة عناية العلماءبالبناء العلمي :-
-الأمام أحمد صاحب المسند قال : انتقيت المسند من 700 ألف حديث ويتكون المسند من 30 ألف حديث.
-واسحاق بن راهويه كان يقول :كأني انظر إلي 100ألف حديث في كتبي و30 ألف أسردها.
- الأمام مسلم صاحب الصحيح يقول: صنفت هذا المسند من 300 ألف حديث مسموع، سمعها من شيوخه.
- أبو داود السجستاني صاحب السنن قال: كتبت عن رسول الله 500 ألف حديث انتخبت فيها ما ضمنته كتاب السنن.
-شيخ الأسلام بن تيمية رحمه الله وقف علي 25 تفسيراً مسنداً ،قاله بن رشيقة.
-بن مفلح الفقية الحنبلي كان له أصل علمي من منهج الأمام أحمد .
س2 الأصول العلمية علي أنواع اذكرها، ومثل لكل نوع بمثال.
ج2 أنواع الأصول العلمية :
النوع الأول
- أن يتخذ الطالب أصلاً له كتاباً لواحد من العلماء في مادتة ويدرسة ويدمن قراءتة ويحررها يقبل عليها إقبال حسن ويفهمها ويلخصها حتي يكاد يحفظها.
مثال لذلك :ابن فرحون المالكي في تفسير بن عطية .
النوع الثاني
- ان ينشأ الطالب لنفسه أصلاً من كتب عالم من العلماء واسع المعرفه والفهم فيُقبل علي كتبه ويقرأها ويعتني بها عناية كبيرة حتي يكون لدية معرفة حسنه في منهجه وطريقته في الاستدلال بل يستفيد من طريقته في دراسته .
مثال لذلك :أبي العباس ثعلب في كتب الفراء ،و أبي عمر الزاهد مع الأمام الثعلب.
مثال لذلك : الشيخ السعدي والشيخ محمد بن عبد الوهاب أقبلوا علي كتب بن القيم وبن تيمية.
النوع الثالث
أن يقوم الطالب بتقسيم العلم الذي يدرسة إلي أبواب ثم يجرد مسائل كل باب جرداً ،فيجمع أقوال العلماء ويلخص مسائلهم .
مثال لذلك :فعل السبكي في جامع الجوامع لخصه من 100 كتاب في الفقة.
النوع الرابع
طريقة التأليف وكان يسلكها بعض العلماء .
مثال لذلك السيوطي فقد ألف كتابه التحبير في علوم التفسير وعمره23 سنة ، ثم تقدم في العلم فألف كتابه الأتقان في علوم القرآن.
س3 ما هي مراحل بناء الأصل العلمي.
ج3 مراحل بناء الأصل العلمي:
1- يدرس الطالب مختصر في هذا العلم .
2-دراسة كتاب أوسع منه قليلاًيستفيد منه:
ا) مراجعة الأصل الذي درسة.
ب)زيادة أصول عليها وتفصيل لها وبيان المسائل التي سبق دراستها.
3- تكميل جوانب التأسيس لديه ،وتكون هذه المرحلة علي كل طالب بحسبه وما هي نقاط ضعفه فيقوي نفسه فيها.
4- قرأت كتاب جامع في ذلك العلم يرجع إليه ، أو اتخاذ أصل مرجعي يرجع إليه ويزيد عليه.
5- القرأة المبوبة وهي أن يدرس كتاباً مؤلفة في العلم الذي يدرسة مثلاًيجد في هذا الباب كتاباً قيماً يعتبره عمدة له يأخذه ويدرسه ويلخصه ويجد فيه مسائل مهمة جداًتوفر مسائل كثيرة ومن ذلك دراسة الموسوعات مثل دراسة موسوعة محمد عبد الخالق عظيمة ، وفي هذه المرحلة تكون القفزات الكبيرة لمرحلة البناء العلمي لطالب العلم توفر عليه مجهود كبير وتضيف له ما حصلة العالم في الأزمنة الطويلة.
6-مرحلة المراجعة المستمرة ،و التصنيف،و الفهرسة حتي يُسهل علي نفسه الوصول إلي ملخصه .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 02:03 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس أنواع الاختلاف من مقدمة بن تيمية للتفسير

تلخيص درس أنواع اختلاف التنوع
-عناصر الدرس
1-حقيقة الخلاف بين السلف.
2-أنواع الاختلاف .
3- تعريف اختلاف التضاد،أمثله عليه.
4- تعريف اختلاف التنوع.
5- أنواع اختلاف التنوع.
6- الصنف الأول من اختلاف التنوع :وهو اتحاد المسمي واختلاف العباره الدالة عليه،وأمثله عليه(عامة –ومن القرآن)
7- الصنف الثاني من اختلاف التنوع : أن يذكر من الاسم العام أمثله له ، أمثله عليه(من القرآن).
8- ذكر سبب النزول نوع من التفسير بالمثال.
9- تأثير مقصد السائل علي عبارة المفسر.
10-مبحث الألفاظ المتباينة والمترادفة والمتكافئة.
11- دلالة الأسماء.
خلاصة الدرس
التلخيص
1-حقيقة الخلاف بين السلف.
-وقوع الاختلاف بين الناس قدر محتوم ،حتي مع صحة المقصد قد يحدث الاختلاف لاختلاف الناس في كثيرة العلم، وقوة الفهم ،والاحتمال في بعض النصوص، والخلاف وقع بين السلف ولكنه في التفسير قليل ،وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير ويرجع خلافهم في التفسير إلي اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
2-أنواع الاختلاف .
ا- اختلاف تضاد.
ب- اختلاف تنوع.
3- تعريف اختلاف التضاد،أمثله عليه.
-اختلافُ التضادِّ فهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
4- تعريف اختلاف التنوع.
-واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ.
5- أنواع اختلاف التنوع.
ا- قسم يعود إلي معني واحد.
ب- قسم يعود إلي أكثر من معني ،ولكن لا يتنافيان،فهذا قول صحيح وذلك قول صحيح.
6- الصنف الأول من اختلاف التنوع :وهو اتحاد المسمي واختلاف العباره الدالة عليه،وأمثلة عليه(عامة –ومن القرآن).
-هو أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاجبه، تدل علي معني في المسمي غير المعني الآخر ،مع اتحاد المسمي.
-أمثلةعلي هذا الصنف:-
- ذكر أن من جملة أسماء السيف ،الصارم والمهند،لكن في المهند معني غير المعني الذي في الصارم ،فهما دلا علي ذات واحدة وهي السيف وانفرد كل منهما بمعني مستقل عن صاحبه.
- تفسير العلماء للصراط المستقيم،فقال بعضهم هو القرآن ،وقال آخرون الإسلام ،ومن فسره بالسنة والجماعة أو طريق العبودية أو طاعة الله ورسوله ،فهؤلاء كلهم أشارة إلي ذات واحدة (الصراط المستقيم) ، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها (اتباع القرآن ،والإسلام ،وطريق العبودية،و السنة والجماعة ،وطاعة الله ورسوله) فكل وصف من هذه الأوصاف مغاير للوصف الآخر من جهة المعني ولكنها تدل علي ذات واحدة وهي الصراط المستقيم.
-تفسير قوله تعالي(ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكاً)
فذكرمعني لفظ (ذكري)فقال :ذكري :كتابي،أو كلامي،أو هداي كلها معاني وأوصاف مختلفة لذات واحدة.
7- الصنف الثاني من اختلاف التنوع : أن يذكر من الاسم العام أمثله له ، أمثله عليه(من القرآن).
-الصنف الثاني : أن يذكر المفسر من الاسم العام بعض أنواعه علي سبيل التمثيل ،وتنبيه المستمع علي النوع ، لا علي سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه،إذًا هذه قاعدةٌ مهِمَّةٌ وهي أنَّ الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِ أنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ.
أمثله علي الصنف الثاني:
-تفسير قوله تعالي: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32
فالآية جاءت عامة تشمل المؤمنين وهم علي ثلاث مراتب
الظالم لنفسه:وهو المضيع للواجبات والمنتهك المحرم.
والمقتصد :هو الفاعل للواجبات ، والتارك للمحرمات ،
والسابق للخيرات :هو الذي يتقرب بالحسنات المندوبات مع الواجبات.
وهذا عام يشمل جميع أنواع الطاعات وأنواع المنهيات فمنهم من جعله في باب الطاعات مثل الصلاة والزكاة وذكر وصفا لكل نوع ،ولا يعني هذا عدم دخول غيره من الطاعات في مفهوم الآية ،لأن هذا من باب التفسير بالمثال.
-تفسير قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ.
8- ذكر سبب النزول نوع من التفسير بالمثال.
-القاعدة العامة هي أن أسباب النزول تعتبر أمثلة للعموم الواردة في الآية،سواء كان سبب النزول صريحاً أو غير صريحاً، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
مثال ذلك قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
-وإن آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت ،ولكنها عامة في كل من فعل فعله ،وهكذا.
9- تأثير مقصد السائل علي عبارة المفسر.
-إذا كان مقصود السائل تعيين المسمي ،عبرنا عنه بأي اسم كان إذا عُرف مسمي هذا الاسم،كمن يسأل عن قوله : (ومن أعرض عن ذكري)،وإن كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به،فلا بد من قدر زائد علي تعيين المسمي،مثل أن يسأل عن القدوس،وقد علي أنه الله ولكن المراد ما معني كونه قدوساً
10-مبحث الألفاظ المتباينة والمترادفة والمتكافئة.
-الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل علي معان مختلفة ،مثل الفيل والكرسي والباب.
- الألفاظ المترادفة: أن يكون للشئ الواحد عدد من الألفاظ تدل عليه ،مثل أسماء الأسد.ملحوظة:لا يوجد كلمتان في اللغة العربية متطابقتان ،يرجع إلي معني الترادف في علوم القرآن.
- الألفاظ المتكافئة : هي الألفاظ التي تتفق في الدلالة علي الذات ،وتختلف في الدلالة علي الصفات ، كأسماء الله وأسماء الرسول صلي الله عليه وسلم، وأسماء القرآن .
11- دلالة الأسماء.
-كل اسم من أسماء الله يدل علي ذاته سبحانه، وعلي الصفة التي تضمنها الاسم ، كالعليم يدل علي الذات وعلي صفة العلم،ويدل أيضاً علي الصفة التي في الاسم الآخر بطريق اللزوم.
خلاصة الدرس
1-إن وقوع الاختلاف بين السلف وقع سواء في التفسير أو الأحكام الفقية لأنه طبيعة البشر وهوقليل في التفسير بين السلف.
2- الاختلاف في التفسير من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
3- اختلاف التنوع قسمان :قسم يعود إلي معني واحد وقسم يعود أكثر من معني ،لكن هذه المعاني غير متنافضة ولا متضادة ،فالآية تحتمل هذه الأقوال التي قالها السلف.
4-يكثر في تفسير السلف التفسير بالمثال وهو من قبيل خلاف التنوع.
5- فائدة التفسير بالمثال يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق للمحدود.
6-أن أسباب النزول الصريحة وغير الصريحة من باب التفسير بالمثال.
7-الآية التي لها سبب معين إن كان أمراً أونهيأً فهي متناولة ذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته ، وإذا كانت خبراًبمدح أو ذم فهي متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان في بمنزلته.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م, 12:32 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر لأنه يتداخل مع ملاحظات التصحيح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص درس أنواع اختلاف التنوع
-عناصر الدرس
1-حقيقة الخلاف بين السلف.
2-أنواع الاختلاف .
3- تعريف اختلاف التضاد،أمثله عليه.
4- تعريف اختلاف التنوع.
5- أنواع اختلاف التنوع.
6- الصنف الأول من اختلاف التنوع :وهو اتحاد المسمي واختلاف العباره الدالة عليه،وأمثله عليه(عامة –ومن القرآن)
7- الصنف الثاني من اختلاف التنوع : أن يذكر من الاسم العام أمثله له ، أمثله عليه(من القرآن).
8- ذكر سبب النزول نوع من التفسير بالمثال.
9- تأثير مقصد السائل علي عبارة المفسر.
10-مبحث الألفاظ المتباينة والمترادفة والمتكافئة.
11- دلالة الأسماء.
خلاصة الدرس
التلخيص
1-حقيقة الخلاف بين السلف.
-وقوع الاختلاف بين الناس قدر محتوم ،حتي مع صحة المقصد قد يحدث الاختلاف لاختلاف الناس في كثيرة العلم، وقوة الفهم ،والاحتمال في بعض النصوص، والخلاف وقع بين السلف ولكنه في التفسير قليل ،وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير ويرجع خلافهم في التفسير إلي اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
2-أنواع الاختلاف .
ا- اختلاف تضاد.
ب- اختلاف تنوع.
3- تعريف اختلاف التضاد،أمثله عليه.
-اختلافُ التضادِّ فهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
4- تعريف اختلاف التنوع.
-واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ.
5- أنواع اختلاف التنوع.
ا- قسم يعود إلي معني واحد.
ب- قسم يعود إلي أكثر من معني ،ولكن لا يتنافيان،فهذا قول صحيح وذلك قول صحيح.
6- الصنف الأول من اختلاف التنوع :وهو اتحاد المسمي واختلاف العباره الدالة عليه،وأمثلة عليه(عامة –ومن القرآن).
-هو أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاجبه، تدل علي معني في المسمي غير المعني الآخر ،مع اتحاد المسمي.
-أمثلةعلي هذا الصنف:-
- ذكر أن من جملة أسماء السيف ،الصارم والمهند،لكن في المهند معني غير المعني الذي في الصارم ،فهما دلا علي ذات واحدة وهي السيف وانفرد كل منهما بمعني مستقل عن صاحبه. هذا ليس مثلا قرآنيا حتى نستدل به على التفسير، ويمكنك إلحاقه بمسألة معنى التكافؤ
- تفسير العلماء للصراط المستقيم،فقال بعضهم هو القرآن ،وقال آخرون الإسلام ،ومن فسره بالسنة والجماعة أو طريق العبودية أو طاعة الله ورسوله ،فهؤلاء كلهم أشارة إلي ذات واحدة (الصراط المستقيم) ، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها (اتباع القرآن ،والإسلام ،وطريق العبودية،و السنة والجماعة ،وطاعة الله ورسوله) فكل وصف من هذه الأوصاف مغاير للوصف الآخر من جهة المعني ولكنها تدل علي ذات واحدة وهي الصراط المستقيم.
-تفسير قوله تعالي(ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكاً)
فذكرمعني لفظ (ذكري)فقال :ذكري :كتابي،أو كلامي،أو هداي كلها معاني وأوصاف مختلفة لذات واحدة.
فاتك الكلام على مسألة مهمة وهي: الفرق بين دلالة اللفظ على العين ودلالته على الصفة في التفسير
ومسألة: أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
7- الصنف الثاني من اختلاف التنوع : أن يذكر من الاسم العام أمثله له ، أمثله عليه(من القرآن).
-الصنف الثاني : أن يذكر المفسر من الاسم العام بعض أنواعه علي سبيل التمثيل ،وتنبيه المستمع علي النوع ، لا علي سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه،إذًا هذه قاعدةٌ مهِمَّةٌ وهي أنَّ الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِ أنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ.
أمثله علي الصنف الثاني:
-تفسير قوله تعالي: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32
فالآية جاءت عامة تشمل المؤمنين وهم علي ثلاث مراتب
الظالم لنفسه:وهو المضيع للواجبات والمنتهك المحرم.
والمقتصد :هو الفاعل للواجبات ، والتارك للمحرمات ،
والسابق للخيرات :هو الذي يتقرب بالحسنات المندوبات مع الواجبات.
وهذا عام يشمل جميع أنواع الطاعات وأنواع المنهيات فمنهم من جعله في باب الطاعات مثل الصلاة والزكاة وذكر وصفا لكل نوع ،ولا يعني هذا عدم دخول غيره من الطاعات في مفهوم الآية ،لأن هذا من باب التفسير بالمثال.
-تفسير قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ.
لم تتعرضي لمسألة الحد المطابق وفائدة التفسير بالمثال
8- ذكر أكثر من سبب للنزول نوع من التفسير بالمثال.
-القاعدة العامة هي أن أسباب النزول تعتبر أمثلة للعموم الواردة في الآية،سواء كان سبب النزول صريحاً أو غير صريحاً، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
مثال ذلك قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
-وإن آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت ،ولكنها عامة في كل من فعل فعله ،وهكذا.
كان الأولى شرح القاعدة والاستدلال لها أولا قبل ذكر مثالها
وفاتتك مسألة: ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
ومسألة: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض ألفاظ القرآن

9- تأثير مقصد السائل علي عبارة المفسر. أحسنت، وترتيب هذه المسألة متأخر فإنها متعلقة بالنوع الأول.
-إذا كان مقصود السائل تعيين المسمي ،عبرنا عنه بأي اسم كان إذا عُرف مسمي هذا الاسم،كمن يسأل عن قوله : (ومن أعرض عن ذكري)،وإن كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به،فلا بد من قدر زائد علي تعيين المسمي،مثل أن يسأل عن القدوس،وقد علي أنه الله ولكن المراد ما معني كونه قدوساً
10-مبحث الألفاظ المتباينة والمترادفة والمتكافئة. أحسنت، ومن الممكن أن نجعل هذه المسألة في أول الملخص كمدخل لموضوع الدرس.
-الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل علي معان مختلفة ،مثل الفيل والكرسي والباب.
- الألفاظ المترادفة: أن يكون للشئ الواحد عدد من الألفاظ تدل عليه ،مثل أسماء الأسد.ملحوظة:لا يوجد كلمتان في اللغة العربية متطابقتان ،يرجع إلي معني الترادف في علوم القرآن.
- الألفاظ المتكافئة : هي الألفاظ التي تتفق في الدلالة علي الذات ،وتختلف في الدلالة علي الصفات ، كأسماء الله وأسماء الرسول صلي الله عليه وسلم، وأسماء القرآن .
11- دلالة الأسماء.
-كل اسم من أسماء الله يدل علي ذاته سبحانه، وعلي الصفة التي تضمنها الاسم ، كالعليم يدل علي الذات وعلي صفة العلم،ويدل أيضاً علي الصفة التي في الاسم الآخر بطريق اللزوم.
خلاصة الدرس
1-إن وقوع الاختلاف بين السلف وقع سواء في التفسير أو الأحكام الفقية لأنه طبيعة البشر وهوقليل في التفسير بين السلف.
2- الاختلاف في التفسير من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
3- اختلاف التنوع قسمان :قسم يعود إلي معني واحد وقسم يعود أكثر من معني ،لكن هذه المعاني غير متنافضة ولا متضادة ،فالآية تحتمل هذه الأقوال التي قالها السلف.
4-يكثر في تفسير السلف التفسير بالمثال وهو من قبيل خلاف التنوع.
5- فائدة التفسير بالمثال يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق للمحدود. كان يجب إيرادها كمسألة
6-أن أسباب النزول الصريحة وغير الصريحة من باب التفسير بالمثال.
7-الآية التي لها سبب معين إن كان أمراً أونهيأً فهي متناولة ذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته ، وإذا كانت خبراًبمدح أو ذم فهي متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان في بمنزلته.
أحسنت أختي مها، بارك الله فيك ونفع بك
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م, 12:09 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس احتمال اللفظ لأكثر من معني

درس احتمال اللفظ لأكثر من معني
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
-تمهيد:
-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.
1- ما يكون راجع إلي معني واحد.
2- ما يكون راجع إلي أكر من معني.
3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقعفيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.
-أولاً المشترك اللغوي .
-تعريفه
-أنواعه.
-أمثلة عليه.
-ثانياً المتواطئ.
-تعريفه.
-أنواعه.
-أمثلة عليه.
-الأحتمالات في التفسير الواردة عن السلف.
- علل هذه الأحتمالات.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
-موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أحتمال اللفظ لأكثر من معني.
-تمهيد:
-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.
1- ما يكون راجع إلي معني واحد وينقسم إلي قسمان:
ا) التعبير عن المعني بألفاظ متقاربة.
ب) التفسير بالمثال وذلك بذكر المفسر من الأسم العام بعض أنواعه علي سبيل المثال.
2- ما يكون راجع إلي أكثر من معني وينقسم إلي قسمان:
ا) ما يرجع إلي ذات واحدة وهو اتحاد المسمي وأختلاف الوصف.
ب) ما يرجع إلي أكثر من ذات فيكون إما للمشترك أو للمتواطئ.
3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقع فيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.
إما لكونه مشتركاً في اللفظ ،و إما لكونه متواطئاً.
-أولاً المشترك اللغوي .
-تعريفه.
-المشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى.
-أمثلة عليه:
- كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس والصريمِ ونحوِ ذلك.
فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.
كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي، السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا.
-أنواعه.
ا) ما يمكن حمل الآية علي المعنيين من غير تناقض ،
مثاله:لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ، وكلا المعنيَين مناسبٌ لما بعدَه،حتي لو كان بينهما تضاد في اللغة.
ب)ما لا يمكن حمل الآية علي كلا المعنيين لأن بينهما تناقض،
مثاله:لفظ (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.
فائدة الاشتراك في الألفاظ:
-هذا من بلاغة القرآن.

-ثانياً المتواطئ.
-تعريفه.
- التواطُؤُ اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.
-أمثلة عليه.
- أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.
وكذلك إذا قلتَ: إنَّ البشرَ أبناءُ آدَمَ فإنَّ نسبةَ أحدِهم إلى الآدميةِ لا تَختلِفُ عن نسبةِ الآخَرِ؛ لأنَّ معنى الآدمِيَّةِ نسبةٌ كليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الجميعِ
-أنواعه.
ا)الخلاف في مرجع الضمير.
مثال :قوله تعالي{ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى} وذكَر أنَّ السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟
فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما
فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ
مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا
ب)الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
مثال:بقولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ، وهذا هو المتواطِئُ كما تقدَّمَ
أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ، فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ كما تقدَّم.
معني المشكك:
-هو وجود التفاوت بين الأفراد في تحقيق معني النسبه في الألفاظ المتواطئه مثل ما يقال في بياض اللبن وبياض الثلج ،فكلاهما أبيض ، ولكن نسبة البياض متفاوتة.
-الاحتمالات في التفسير الواردة عن السلف.
-لا تخرج الاحتمالات في التفسير الواردة عن السلف عن أمرين:
الأول: أن هذه الاحتمالات قد لا يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف ، بل يكون المراد أحدها
الثاني: أن هذه الاحتمالات قد يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف.
- علل هذه الاحتمالات.
1- لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذه مرة وهذه مرة ،وهو احتمال عقلي ، لأن الأصل في نزول الآيات أن تنزل مرة واحدة.
2- وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه ، قال ذلك أكثر الفقهاء المالكية والشافعيةو الحنبلية وكثير من أهل الكلام.
بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ، ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً
3- وإما لكون اللفظ من المتواطئ، فيكون عام إذا لم يكن لتخصيصه موجب.
وذلك مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ وبالموتِ وبغيرِها مما وردَ عن السَّلفِ؛ لأن هذه الأقوالَ كلَّها محتمَلةٌ
قد يقولُ قائلٌ: إنَّ المرادَ بها الملائكةُ التي تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ بدلالةِ كذا وكذا، نقولُ:هذا ترجيحٌ، ولكنَّ الأقوالَ الأخٌري
ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ
-خلاصة الدرس.
1- إن من أسباب الاختلاف في تفسير السلف ما يكون اللفظ فيه محتملاًللأمرين :إما لكونه مشتركاً مشتركاً في اللفظ ، وإما لكونه متواطئاً.
2- المشترك في اللفظ هو المشترك اللغوي، وهو ما اتحد لفظه واختلف معناه.
3- الضمير الذي يحتمل رجوعه إلي أكثر من ذات من الألفاظ المتواطئة.
4- الأوصاف التي حذف موصوفها من الألفاظ المتواطئة.
5- إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ.
6- الخبر علي عمومه حتي يأتي ما يخصصه.
7- أن المتواطئ خصوصاً في الأوصاف يدخل في القسم الثاني من أقسام اختلاف التنوع الذي هو من العام الذي تذكر له أمثلة.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 6 جمادى الآخرة 1436هـ/26-03-2015م, 12:30 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس المراسيل في التفسير

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل.
-وجود المراسيل في التفسير.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
-معني النقل المصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟
-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح المراسيل في التفسير، وهذا الدرس تابع للاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل،وحكمه.
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلي الله عليه وسلم.
حكمه: مراسيل الصحابة حجة ،أما مراسيل التابعين فالتابعين يختلفون منهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل مرسله ،والذين يرسلون عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فأنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيقبل مرسله ومرسله صحيح والذين ليسوا علي هذه الحالة ينظر في مرسله إذا تعددت طرقة وتلقتة الأمةبالقبول فأنه يقبل.
-وجود المراسيل في التفسير.
أكثر التفاسير مراسيل لأن الأقوال المنقولة ليست مرفوعة وإنما أكثرها موقوفاًأومقطوعاً من أقوال التابعين.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
بحث المراسيل في التفسير هو بحث استطرادي ليس بذي صلة قوية في أصول التفسير وإنما يريد منه تقرير ما ذكر سابقاً من معني النقل المصدق.
-معني النقل المصدق.
النقل صحيح لا يقبل إلا إذا كان نقلاً صَدَقَ فيه صاحبه أو القول كان قولاً حققه صاحبه وهنا تكلم عن الصدق كيف نحصل على الصدق في النقل الصدق في الإسناد فذكر أن الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً
1-ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2-أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه، والصدق بهذا المعني يمكن أن يكون بالنقل المتعدد الذي تكون أفراده غير كافية لإثبات الصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
1- إذا تعددت طرق رواية المراسيل ،
مثلا ً رواية في التفسير مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب رواها في المدينة ،ورواية أخري يرسلها عامر بن شرحبيل في الكوفة ،ورواية أخري يرسلها قتادة في البصرة.
2- خلت من المواطأة قصداً أو اتفاقاًبغير قصد،
ومعني المواطأة: أي إنهم تواطأوا جميعاً علي هذا المعني يعني اجتمعوا وأخرجوا هذه الروايةجميعاً،
فإذا تواطأوا عليها هذا يحتمل أن يكون ثم خطأ أو كذب في ذلك.
3- أن تتلقاها الأمة وخاصة العلماء بالقبول.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
لا ينظر إلى أسانيد التفسير من جنس النظر في أسانيد الحديث؛ لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
نجد رواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذا
وكذلك عن التابعين بل أعظم عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم إذا كانت مرسلة ومرسلة من وجه آخر فإننا نعضد هذه بتلك يعني إن التفسير فيه مسامحة والفقهاء كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟ومثاله.
لا تثبت المراسيل تفاصيل الخبر، مثل ما ذكر من المثال في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية وما فيها من الاختلاف من حيث الشروط والألفاظ بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم هذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا علم حصر لأنه نقله الكثير، تفاصيل القصة اختلفوا فيه فإذاً يريد أن الاختلاف في بعض الألفاظ في الأحاديث الطوال لا يعني أن أصل القصة غير صحيح بل كثير من القصص الطوال إذا اجتمع عليها أكثر من واحد في النقل في التفسير وفي غيره فهذا يشعر بأن أصل القصة واقع صحيح لأنهم لا يجتمعون على الكذب بيقين ثم إن الخطأ يبعد أن يتفق اثنان في خطأ لم يتواطأا عليه ولم يجتمعا عليه، هذا يخطئ وهذا يخطئ في نفس المسألة في نفس اللفظة هذا بعيد قصة كاملة هذا يخطئ فيها وهذا يخطئ من أصلها قد يخطئ بعضهم في بعض الألفاظ هذا وارد ولهذا يؤخذ بما اجتمعوا عليه وأما ما اختلفوا فيه فيطلب ترجيحه من جهة أخرى وهذا كثير من جهة النقل.

-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
أولاً:قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ} وفي المرادِ بالغيبِ هاهنا ستةُ أقوالٍ.
هذه الأقوالُ السِّتَّةُ التي ذَكرَها ابنُ الجوزيِّ يُلاحَظُ عليها التشابُهُ، فالغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ، وهذا ما وردتِ الإشارةُ إليه في القولِ الرابعِ وحدَّدَ بعضَ الأمثلةِ له، أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فالوحيُ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ للصحابةِ وبالنسبةِ لنا نحن أيضًا، وكذلك القرآنُ قَبلَ أن ينـزلَ يُعتبرُ غيبًا، وكذلك ذاتُ اللَّهِ عز وجل وصفاتُه تُعتبرُ غيبًا، وكلُّ ما غابَ عن العبادِ من أمرِ الجنةِ والنارِ ونحوِ ذلك مما ذَكرَ القرآنُ فإنه يَصدُقُ عليه أنه غيبٌ، وكذلك قَدَرُ اللَّهِ عز وجل لا أحدَ يعرِفُه فهو يُعتبرُ غيبًا، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ لمَن جاء بعدَه.
فكلُّ واحدٍ من هذه الأقوالِ يُعتبرُ غيبًا، ولكنَّ الغيبَ لا يَنحصرُ في واحدٍِ منها دونَ غيرِه، فالسَّلفُ في هذه الأقوالِ يُمثِّلُونَ ولا يُخصِّصون فتُحملُ عباراتُهم على التمثيلِ.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ
وهذا الاختلافُ يَرجِعُ إلى اختلافِ تنوُّعٍ لا اختلافِ تضادٍّ
ثانيا:قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا} فيه قولان.
(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فوَصفُ السَّفَهِ يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ، فيحتملُ أن يكونَ المعنى (يقولُ سفيهُنا) أي: كافرُنا، ويحتملُ أن يكونَ (يقولُ سفيهُنا) إبليسُ لَعنَه اللَّهُ.
هذا مِثلُ المثالِ السابقِ يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ لأنه وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى
أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ
ثالثاً:قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّة}ٍ
هذه أربعةُ أقوالٍ في المرادِ بقولِه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}، فالغُصَّةُ كما قال ابنُ الجوزيِّ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه.
فهذا الطعامُ الموصوفُ بأنه (ذا غُصَّةٍ) هل هو الزَّقُّومُ؟ أو هو الضَّريعُ؟ أو هو الغِسلِينُ؟ أو هو الشَّوكُ الذي يقفُ في الحَلقِ؟
فهذه المذكوراتُ أمثلةٌ لأنواعٍ من المأكولاتِ يَنطبقُ على كلٍّ منها وصفُه بأنَّه (ذا غُصَّةٍ) فرجَعَ الخلافُ إلى الوصفِ الذي حُذفَ موصوفُه فاحتملَ كلَّ ما ذُكِرَ من الموصوفاتِ.
ويمكنُ أيضًا أن يَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ
رابعاً:قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ)
مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.
وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ
وهذان المعنَيانِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
وإذا كان القولان لا يمكنُ اجتماعُهما في المفسَّرِ فيكونُ الخلافُ إذًا من اختلافِ التضادِّ. وهو يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى وإلى أكثرَ من ذاتٍ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ الأمثلةِ السابقةِ من بابِ اختلافِ التنوُّعِ، أما هذا المثالُ فهو من بابِ اختلافِ التضادّ.
خامساً:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} في سَببِ نُزولِها قولانِ:
هذه قضيةٌ تَرتَبِطُ بالنـزولِ، وأسبابُ النزولِ –كما تقدَّمَ – تُعتبرُ أمثلةً، فتَنظرُ في الأمثلةِ المذكورةِ هل يَنطبِقُ عليها معنى الآيةِ أوْ لَا؟
القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
وكذلك الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قيل: إنه سببُ نزولِها يَنطبقُ عليه جزءٌ من الآيةِ, وهو قولُه تعالى: {ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. فهو يقولُ: أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ
فإذا ذكرتَ عبارةَ النـزولِ فمِنَ المُهِمِّ أن تَتحقَّقَ مِن الأمرِ المَحكيِّ في النُّزولِ هل يَدخلُ في معنى الآيةِ أو لا يدخُلُ
إذًا: هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو عائِدٌ إلى التَّمثيلِ للمعنى العامِّ، وكلٌّ من القولَين يَنطبِقُ عليه معنى الآيةِ، والعِبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.
-خلاصة الدرس.
1- أن بحث المراسيل في التفسير بحث استطرادي ليس له صله قوية في أصول التفسير.
2- وهو من نوع الاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
3- أكثر التفاسير مراسيل.
4- أسانيد التفاسير مبناها علي المسامحة ،وأن بعضها يعضد بعض.
5- النقل المصدق يكون بتحقق آمران:
ا) ألا يكون صاحبه تعمد الكذب.
ب) أن يكون صاحبه لم يخطأ.
6- الخطأقد يحدث في النقل لأن بن آدم عرضه للخطأ والنسيان.
7-ضوابط نقل المراسيل في التفسير:
ا) إذا تعددت طرق رواية المراسيل.
ب) خلت من المواطأة.
ج) سالمه من الكذب العمد،والخطأ ،وتلقتها الأمة بالقبول.
8- نجمع ما اتفقت عليه المراسيل وترك ما اختلف فيه.
9-كون أن القصة واحدة ،اتفق الصحابة في أصلها ،واختلفوا في تفاصيلها هذا لا يؤثر في صحتها، مثال حديث جابر الذي رواه البخاري.
10 – ما تلقته أهل العلم بالقبول والتصديق يصدق لأن الأمة لا تجتمع علي خطأ.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 04:08 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
ب) من جهة الاستدلال.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها، وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول.
-أمثلة.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول.
-أمثلة.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقيب بلغة العرب.
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
-أمثلة .
مسائل استطرادية:
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
-أقسام التفسير بالرأي.
-معني الأولين والآخرين.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
الاختلاف في كتب التفسير من جهة النقل فيكون:
1- الإسرائيليات.
2- الإشارة إلي الأسانيد ومنها المراسيل.
3- الموضوعات
ب) من جهة الاستدلال.
1-قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا.
2-قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها،
إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول، الأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
-أمثلة.مثالُ الأولِ: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
والمثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالي.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول، يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
-أمثلة:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه،
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب.
فهم راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلام.ِ
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
-أمثلة: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة.
مسائل استطرادية:
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
حكمه:والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-أقسام التفسير بالرأي.
1- تفسير بالرأي المذموم : وهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه ومن ذلكم أن يفسر القرآن علي وفق ما يعتقد أهل البدع.
2- تفسير بالرأي المحمود: وهو أن يفسر القرآن بالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح لأناعتقاد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم وغالب التابعين .
-معني الأولين والآخرين.
الأولين: هم الطبقات الثلاث الأولي أي القرون الثلاثة المفضلة.
الآخرين : يعني من جاء بعد القرون الثلاثة المفضلة.
خلاصة الدرس:
1- إن الخلاف قد يقع بين السلف في كتب التفسير من جهة الاستدلال.
2-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
3-سبب سلامة تفاسير الصحابة و التابعين من الغلط أنهم راعوا المتكلم به والمخاطب به والمخاطبين به أيضا وراعوا اللفظ والسياق.
4- أسباب الخلاف الواقع في كتب التفسير م جهة الاستدلال :
ا) قوم اعتقدوا معاني ،ثم أرادوا جمل ألفاظ القرآن عليها وهم صنفان:
1- الخطأ في الدليل والمدلول .
2- الخطأ في الدليل لا المدلول.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ من أوجهة اللغة العربية.
5- معني التفسير بالرأي وهو الاجتهاد والاستنباط في التفسير.
6- التفسير بالرأي المذموم يكون إذا اتبع المفسر هواه في التفسير.
7-التفسير بالرأي المحمود أن يفسر بالاستنباط الصحيح ويكون صاحبه ذو عقيدة صحيحة.
8- أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن ومعهود القرآن فيه.
9- أهمية مراعاة حال المخاطبين في التفسير.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 08:31 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل.
-وجود المراسيل في التفسير.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
-معني النقل المصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟
-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح المراسيل في التفسير، وهذا الدرس تابع للاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل،وحكمه.
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلي الله عليه وسلم.
حكمه: مراسيل الصحابة حجة ،أما مراسيل التابعين فالتابعين يختلفون منهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل مرسله ،والذين يرسلون عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فأنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيقبل مرسله ومرسله صحيح والذين ليسوا علي هذه الحالة ينظر في مرسله إذا تعددت طرقة وتلقتة الأمةبالقبول فأنه يقبل.
-وجود المراسيل في التفسير.
أكثر التفاسير مراسيل لأن الأقوال المنقولة ليست مرفوعة وإنما أكثرها موقوفاًأومقطوعاً من أقوال التابعين.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
بحث المراسيل في التفسير هو بحث استطرادي ليس بذي صلة قوية في أصول التفسير وإنما يريد منه تقرير ما ذكر سابقاً من معني النقل المصدق. هنا لبس في فهم كلام المؤلف رحمه الله فأرجو مراجعة الدرس.
-معني النقل المصدق.
النقل صحيح لا يقبل إلا إذا كان نقلاً صَدَقَ فيه صاحبه أو القول كان قولاً حققه صاحبه وهنا تكلم عن الصدق كيف نحصل على الصدق في النقل الصدق في الإسناد فذكر أن الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً
1-ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2-أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه، والصدق بهذا المعني يمكن أن يكون بالنقل المتعدد الذي تكون أفراده غير كافية لإثبات الصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
1- إذا تعددت طرق رواية المراسيل ،
مثلا ً رواية في التفسير مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب رواها في المدينة ،ورواية أخري يرسلها عامر بن شرحبيل في الكوفة ،ورواية أخري يرسلها قتادة في البصرة.
2- خلت من المواطأة قصداً أو اتفاقاًبغير قصد،
ومعني المواطأة: أي إنهم تواطأوا جميعاً علي هذا المعني يعني اجتمعوا وأخرجوا هذه الروايةجميعاً،
فإذا تواطأوا عليها هذا يحتمل أن يكون ثم خطأ أو كذب في ذلك.
3- أن تتلقاها الأمة وخاصة العلماء بالقبول.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
لا ينظر إلى أسانيد التفسير من جنس النظر في أسانيد الحديث؛ لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
نجد رواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذا
وكذلك عن التابعين بل أعظم عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم إذا كانت مرسلة ومرسلة من وجه آخر فإننا نعضد هذه بتلك يعني إن التفسير فيه مسامحة والفقهاء كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟ومثاله.
لا تثبت المراسيل تفاصيل الخبر، مثل ما ذكر من المثال في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية وما فيها من الاختلاف من حيث الشروط والألفاظ بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم هذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا علم حصر لأنه نقله الكثير، تفاصيل القصة اختلفوا فيه فإذاً يريد أن الاختلاف في بعض الألفاظ في الأحاديث الطوال لا يعني أن أصل القصة غير صحيح بل كثير من القصص الطوال إذا اجتمع عليها أكثر من واحد في النقل في التفسير وفي غيره فهذا يشعر بأن أصل القصة واقع صحيح لأنهم لا يجتمعون على الكذب بيقين ثم إن الخطأ يبعد أن يتفق اثنان في خطأ لم يتواطأا عليه ولم يجتمعا عليه، هذا يخطئ وهذا يخطئ في نفس المسألة في نفس اللفظة هذا بعيد قصة كاملة هذا يخطئ فيها وهذا يخطئ من أصلها قد يخطئ بعضهم في بعض الألفاظ هذا وارد ولهذا يؤخذ بما اجتمعوا عليه وأما ما اختلفوا فيه فيطلب ترجيحه من جهة أخرى وهذا كثير من جهة النقل.

-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
أولاً:قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ} وفي المرادِ بالغيبِ هاهنا ستةُ أقوالٍ.
هذه الأقوالُ السِّتَّةُ التي ذَكرَها ابنُ الجوزيِّ يُلاحَظُ عليها التشابُهُ، فالغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ، وهذا ما وردتِ الإشارةُ إليه في القولِ الرابعِ وحدَّدَ بعضَ الأمثلةِ له، أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فالوحيُ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ للصحابةِ وبالنسبةِ لنا نحن أيضًا، وكذلك القرآنُ قَبلَ أن ينـزلَ يُعتبرُ غيبًا، وكذلك ذاتُ اللَّهِ عز وجل وصفاتُه تُعتبرُ غيبًا، وكلُّ ما غابَ عن العبادِ من أمرِ الجنةِ والنارِ ونحوِ ذلك مما ذَكرَ القرآنُ فإنه يَصدُقُ عليه أنه غيبٌ، وكذلك قَدَرُ اللَّهِ عز وجل لا أحدَ يعرِفُه فهو يُعتبرُ غيبًا، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ لمَن جاء بعدَه.
فكلُّ واحدٍ من هذه الأقوالِ يُعتبرُ غيبًا، ولكنَّ الغيبَ لا يَنحصرُ في واحدٍِ منها دونَ غيرِه، فالسَّلفُ في هذه الأقوالِ يُمثِّلُونَ ولا يُخصِّصون فتُحملُ عباراتُهم على التمثيلِ.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ
وهذا الاختلافُ يَرجِعُ إلى اختلافِ تنوُّعٍ لا اختلافِ تضادٍّ
ثانيا:قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا} فيه قولان.
(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فوَصفُ السَّفَهِ يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ، فيحتملُ أن يكونَ المعنى (يقولُ سفيهُنا) أي: كافرُنا، ويحتملُ أن يكونَ (يقولُ سفيهُنا) إبليسُ لَعنَه اللَّهُ.
هذا مِثلُ المثالِ السابقِ يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ لأنه وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى
أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ
ثالثاً:قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّة}ٍ
هذه أربعةُ أقوالٍ في المرادِ بقولِه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}، فالغُصَّةُ كما قال ابنُ الجوزيِّ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه.
فهذا الطعامُ الموصوفُ بأنه (ذا غُصَّةٍ) هل هو الزَّقُّومُ؟ أو هو الضَّريعُ؟ أو هو الغِسلِينُ؟ أو هو الشَّوكُ الذي يقفُ في الحَلقِ؟
فهذه المذكوراتُ أمثلةٌ لأنواعٍ من المأكولاتِ يَنطبقُ على كلٍّ منها وصفُه بأنَّه (ذا غُصَّةٍ) فرجَعَ الخلافُ إلى الوصفِ الذي حُذفَ موصوفُه فاحتملَ كلَّ ما ذُكِرَ من الموصوفاتِ.
ويمكنُ أيضًا أن يَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ
رابعاً:قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ)
مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.
وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ
وهذان المعنَيانِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
وإذا كان القولان لا يمكنُ اجتماعُهما في المفسَّرِ فيكونُ الخلافُ إذًا من اختلافِ التضادِّ. وهو يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى وإلى أكثرَ من ذاتٍ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ الأمثلةِ السابقةِ من بابِ اختلافِ التنوُّعِ، أما هذا المثالُ فهو من بابِ اختلافِ التضادّ.
خامساً:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} في سَببِ نُزولِها قولانِ:
هذه قضيةٌ تَرتَبِطُ بالنـزولِ، وأسبابُ النزولِ –كما تقدَّمَ – تُعتبرُ أمثلةً، فتَنظرُ في الأمثلةِ المذكورةِ هل يَنطبِقُ عليها معنى الآيةِ أوْ لَا؟
القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
وكذلك الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قيل: إنه سببُ نزولِها يَنطبقُ عليه جزءٌ من الآيةِ, وهو قولُه تعالى: {ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. فهو يقولُ: أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ
فإذا ذكرتَ عبارةَ النـزولِ فمِنَ المُهِمِّ أن تَتحقَّقَ مِن الأمرِ المَحكيِّ في النُّزولِ هل يَدخلُ في معنى الآيةِ أو لا يدخُلُ
إذًا: هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو عائِدٌ إلى التَّمثيلِ للمعنى العامِّ، وكلٌّ من القولَين يَنطبِقُ عليه معنى الآيةِ، والعِبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.
-خلاصة الدرس.
1- أن بحث المراسيل في التفسير بحث استطرادي ليس له صله قوية في أصول التفسير.
2- وهو من نوع الاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
3- أكثر التفاسير مراسيل.
4- أسانيد التفاسير مبناها علي المسامحة ،وأن بعضها يعضد بعض.
5- النقل المصدق يكون بتحقق آمران:
ا) ألا يكون صاحبه تعمد الكذب.
ب) أن يكون صاحبه لم يخطأ.
6- الخطأقد يحدث في النقل لأن بن آدم عرضه للخطأ والنسيان.
7-ضوابط نقل المراسيل في التفسير:
ا) إذا تعددت طرق رواية المراسيل.
ب) خلت من المواطأة.
ج) سالمه من الكذب العمد،والخطأ ،وتلقتها الأمة بالقبول.
8- نجمع ما اتفقت عليه المراسيل وترك ما اختلف فيه.
9-كون أن القصة واحدة ،اتفق الصحابة في أصلها ،واختلفوا في تفاصيلها هذا لا يؤثر في صحتها، مثال حديث جابر الذي رواه البخاري.
10 – ما تلقته أهل العلم بالقبول والتصديق يصدق لأن الأمة لا تجتمع علي خطأ.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
بالنسبة للأمثلة المذكورة كان يجب ربطها جيدا بموضوع الدرس وهو كيفية التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
وهذه قائمة بمسائل الدرس

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصحته
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.

- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
...3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 10:28 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
درس احتمال اللفظ لأكثر من معني
عناصر الدرس:

-موضوع الدرس

-تمهيد:

-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.

1- ما يكون راجع إلي معني واحد.

2- ما يكون راجع إلي أكر من معني.

3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقعفيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.

-أولاً المشترك اللغوي .

-تعريفه

-أنواعه.

-أمثلة عليه.

-ثانياً المتواطئ.

-تعريفه.

-أنواعه.

-أمثلة عليه.

-الأحتمالات في التفسير الواردة عن السلف.

- علل هذه الأحتمالات.

-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس

-موضوع الدرس

موضوع الدرس هو شرح أاحتمال اللفظ لأكثر من معني.

-تمهيد:

-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.

1- ما يكون راجع إلي معني واحد وينقسم إلي قسمان:

ا) التعبير عن المعني بألفاظ متقاربة.

ب) التفسير بالمثال وذلك بذكر المفسر من الأسم العام بعض أنواعه علي سبيل المثال.

2- ما يكون راجع إلي أكثر من معني وينقسم إلي قسمان:

ا) ما يرجع إلي ذات واحدة وهو اتحاد المسمي وأختلاف الوصف.

ب) ما يرجع إلي أكثر من ذات فيكون إما للمشترك أو للمتواطئ.

3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقع فيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.

إما لكونه مشتركاً في اللفظ ،و إما لكونه متواطئاً.
نبدأ الملخص بإعادة ذكر النوع الثالث الذي هو موضوعنا كعنوان أساسي:
- النوع الثالث من اختلاف التنوع ما كان بسبب الاشتراك أو التواطوء في اللغة.

-أولاً المشترك اللغوي .

-تعريفه.

-المشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى.

-أمثلة عليه:

- كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس والصريمِ ونحوِ ذلك.

فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.

كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي، السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا.

-أنواعه.

ا) ما يمكن حمل الآية علي المعنيين من غير تناقض ،

مثاله:لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ، وكلا المعنيَين مناسبٌ لما بعدَه،حتي لو كان بينهما تضاد في اللغة.

ب)ما لا يمكن حمل الآية علي كلا المعنيين لأن بينهما تناقض،

مثاله:لفظ (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.

فائدة الاشتراك في الألفاظ:

-هذا من بلاغة القرآن.

-ثانياً المتواطئ.

-تعريفه.

- التواطُؤُ اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

-أمثلة عليه.

- أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

وكذلك إذا قلتَ: إنَّ البشرَ أبناءُ آدَمَ فإنَّ نسبةَ أحدِهم إلى الآدميةِ لا تَختلِفُ عن نسبةِ الآخَرِ؛ لأنَّ معنى الآدمِيَّةِ نسبةٌ كليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الجميعِ

-أنواعه.

ا)الخلاف في مرجع الضمير. الضمير

مثال :قوله تعالي{ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى} وذكَر أنَّ السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟

فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما

فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ

مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا

ب)الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.

مثال:بقولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ، وهذا هو المتواطِئُ كما تقدَّمَ

أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ

فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ، فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ كما تقدَّم.

معني المشكك:

-هو وجود التفاوت بين الأفراد في تحقيق معني النسبه في الألفاظ المتواطئه مثل ما يقال في بياض اللبن وبياض الثلج ،فكلاهما أبيض ، ولكن نسبة البياض متفاوتة. هذه المسألة غريبة وسط المسائل إلا إذا ربطتيها بالأمثلة القرآنية.

-الاحتمالات في التفاسير الواردة عن السلف.

-لا تخرج الاحتمالات في التفسير الواردة عن السلف عن أمرين:

الأول: أن هذه الاحتمالات قد لا يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف ، بل يكون المراد أحدها

الثاني: أن هذه الاحتمالات قد يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف.

- علل هذه الاحتمالات.

1- لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذه مرة وهذه مرة ،وهو احتمال عقلي ، لأن الأصل في نزول الآيات أن تنزل مرة واحدة.

2- وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه ، قال ذلك أكثر الفقهاء المالكية والشافعيةو الحنبلية وكثير من أهل الكلام.

بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ، ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً

3- وإما لكون اللفظ من المتواطئ، فيكون عام إذا لم يكن لتخصيصه موجب.

وذلك مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ وبالموتِ وبغيرِها مما وردَ عن السَّلفِ؛ لأن هذه الأقوالَ كلَّها محتمَلةٌ

قد يقولُ قائلٌ: إنَّ المرادَ بها الملائكةُ التي تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ بدلالةِ كذا وكذا، نقولُ:هذا ترجيحٌ، ولكنَّ الأقوالَ الأخٌري

ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ

ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ

-خلاصة الدرس.

1- إن من أسباب الاختلاف في تفسير السلف ما يكون اللفظ فيه محتملاًللأمرين :إما لكونه مشتركاً مشتركاً في اللفظ ، وإما لكونه متواطئاً.

2- المشترك في اللفظ هو المشترك اللغوي، وهو ما اتحد لفظه واختلف معناه.

3- الضمير الذي يحتمل رجوعه إلي أكثر من ذات من الألفاظ المتواطئة.

4- الأوصاف التي حذف موصوفها من الألفاظ المتواطئة.

5- إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ.

6- الخبر علي عمومه حتي يأتي ما يخصصه.

7- أن المتواطئ خصوصاً في الأوصاف يدخل في القسم الثاني من أقسام اختلاف التنوع الذي هو من العام الذي تذكر له أمثلة.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك

يحسن فصل المسائل التي لا تتصل بالتفسير مباشرة كتمهيد للملخص، مثل تعريف المشترك والمتواطيء لغة وأمثلتهما من اللغة عموما، ثم الانطلاق إلى ما يتعلق منهما باختلاف التنوع.
وهذه قائمة بمسائل الدرس، ستجدي فيها تيسيرا إن شاء الله في عرض المسائل المتعلقة تحديدا بحكم حمل الآية على الأقوال المتعددة بسبب الاشتراك أو التواطؤ:

احتمال اللفظ لأكثر من معنى

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - مفهوم الاشتراك اللغوي.

.. - مفهوم التواطؤ.
النوع الثالث من اختلاف التنوع ومما يرجع إلى أكثر من معنى.
أولا: ما يكون سببه الاشتراك.
. - مثاله
. - حكم حمل الآية على كلا معنييه
ثانيا: ما يكون سببه التواطؤ.
. أ: الضمائر
. . - مثاله
..
- حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في مفسّر الضمير
ب: الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
... - مثاله
.. - حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في تحديد الموصوف.

● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 22 رمضان 1436هـ/8-07-2015م, 08:20 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف
عناصر الموضوع:
1-ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
-القسم الثاني ومثاله.
-القسم الثالث.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
تلخيص الموضوع:
1- ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
*ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ هو أن تكون آية نسخت آيه.
*ما لا يصح عليه أطلاق الناسخ والمنسوخ هو يذكر ما كان عليه عليه الأمم السابقة لأننا إذا قلنا بذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ والمنسوخ، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.[/color]
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
* {الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله
* قوله ل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله.
* كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]
* وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283]
* كل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185]
هذا ما ذكره السخاوي في جمال القراء

3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
-أسباب وقوع الخطأ في ادعاء النسخ هو الاحتلاف في فهم معني النسخ بين المتقدمين من السلف وبين المتأخرين.،فالمتقدمين كانوا يطلقون النسخ علي الأحوال المنتقلة النسخ ،وتامتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص انيا رافعا لحكم النص الأول.ذكره السخاوي في جمال القراء
- الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السيوطي في الإتقان[/color]
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك
-القسم الثاني ومثاله.
قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
-القسم الثالث.
رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن} وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب
ذكره هبه الله بن سلامة المقري في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ،وبن حزم ايضا في الناسخ والمنسوخ،والقيسي في الإيضاح اناسخ القرآن ومنسوخه،والسخاوي في جمال القراء،والزركشي في البرهان،والسيوطي في التحبيروالإتقان.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت).
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
-قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم.
-قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}) ،أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها.
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
ذكره من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا:حد ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، المظفر بن نظيف، قال: حدثنا به ابن كامل القاضي، محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
ذكره السخاوي في جمال القراء.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م, 12:45 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف
عناصر الموضوع:
1-ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
-القسم الثاني ومثاله.
-القسم الثالث.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
تلخيص الموضوع:
1- ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
*ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ هو أن تكون آية نسخت آيه.
*ما لا يصح عليه أطلاق الناسخ والمنسوخ هو يذكر ما كان عليه عليه الأمم السابقة لأننا إذا قلنا بذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ والمنسوخ، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.[/color]
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
* {الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله
* قوله ل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله.
* كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]
* وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283]
* كل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185]
هذا ما ذكره السخاوي في جمال القراء

3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
-أسباب وقوع الخطأ في ادعاء النسخ هو الاحتلاف في فهم معني النسخ بين المتقدمين من السلف وبين المتأخرين.،فالمتقدمين كانوا يطلقون النسخ علي الأحوال المنتقلة النسخ ،وتامتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص انيا رافعا لحكم النص الأول.ذكره السخاوي في جمال القراء
- الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السيوطي في الإتقان[/color]
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك
-القسم الثاني ومثاله.
قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
-القسم الثالث.
رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن} وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب
ذكره هبه الله بن سلامة المقري في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ،وبن حزم ايضا في الناسخ والمنسوخ،والقيسي في الإيضاح اناسخ القرآن ومنسوخه،والسخاوي في جمال القراء،والزركشي في البرهان،والسيوطي في التحبيروالإتقان.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت).
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
-قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم.
-قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}) ،أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها.
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
ذكره من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا:حد ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، المظفر بن نظيف، قال: حدثنا به ابن كامل القاضي، محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
ذكره السخاوي في جمال القراء.

أحسنت بارك الله فيك
ويراجع نموذج الإجابة هنا مع وجود تنبيهات مهمة للشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م, 03:07 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي حل مجلس مذاكرة مقدمة بن كثير

أجب عما يلي:
1: اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن كثير.
ج1-
المقصد العام : بيان جمع من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن التي يحتاج إليها طالب علم التفسير قبل القراءة في التفسير .
المقاصد الرئيسية التي اشتملت عليها مقدمة بن كثير :
1-بيان بعض القواعد في أصول التفسير.
2-بيان فضل القرآن .
3-جمع القرآن لكريم كتابه المصاحف.
4- نزول القرآن علي سبعة أحرف.
5-آداب تلاوة القرآن الكريم.
6-فوائد عامة.

2: اذكر حكم التفسير، وبيّن فضله.
حكم تعلم التفسير فيه تفصيل :
-فهو واجب علي العلماء أن يتعلموا تفسير كتاب الله والكشف عن معانية والتبحر ويعلموا للناس ،والدليل (وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاًفبئس ما يشترون)آل عمران.
-أما بالنسبة لجميع المسلمين دون العلماء فهو مستحب لهم أن يتفهموا كتاب ربهم ويتدبروه ، والدليل (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) النساء
وقول تعالي ( كتاب آنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)ص
-فضل تدبر القرآن :
1- امتدح الله من يتدبر آيات الله ووصفهم بأنهم ذوي العقول السليمة السديدة.
2- ذم الله أهل الكتاب المعرضين عن كتابه ، فعلينا نحن أن ننتهي عن ما ذمهم الله به ونأتمر بما أمرنا سبحانه به من تعلم القرآن الذي هو كلام الله وتهمه وتعليمه للناس وتفهيمهم.
3- تعليم كتاب الله وتفسيره يلين القلوب بالإيمان والهدي .
4- تعليم كتاب الله يزيل قسوة القلب التي سببها الذنوب.

3: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
*أحسن طرق التفسير :
1-تفسير القرآن بالقرآن ،فما أجمل في مكان فأنه يفسر في مكان آخر .
2- تفسير القرآن بالسنة ،فان السنة شارحة وموضحة للقرآن ،قال تعالي(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)النحل
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة ، فأنهم أعلم الناس بعد الرسول صلي الله عليه وسلم بأحوال التنزيل لما شاهدوا من القرائن وأحوال نزول القرآن ،ولما لهم من العلم والفهم الصحيح ، واللغة الصحيحة ،وما لهم من الأعمال الصالحة.
*ونفسر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة بأقوال التابعين ،كمجاهد بن جبر ،وسعيدبن جبير ، وعكرمة ،وعطاء ،والحسن البصري وغيرهم من التابعين وتابعي التابعين ،فإذا لم نجد تفسير الآية عندهم نرجع إلي اللغة [لغة القرآن والسنة وغة العرب عموماً].
4: تكلّم باختصار عن فضل القرآن.
ج4فضل القرآن:
فضل القرآن لا يعد ولا يحصي ومنها:
1-القرآن مهيمن علي جميع الكتب السابقة ، قال تعالي ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يدية من الكتاب ومهيمناً عليه ) المائدة
ومعني مهيمناً : أي الأمين عليه ، فالقرآن أمين علي كل كتاب قبله ومؤتمناً عليه،وناسخاً وخاتماً لها.
2 أن الله تعالي تحدي البشر أن يأتوا بمثل آيات القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً قال تعالي: (قل لئن اجتمعت الأنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) الأسراء
3- أنه معجزة النبي صل الله عليه وسلم الخالدة ،قال النبي صل الله عليه وسلم ( ما من النبياء نبي إلا اعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة).
4-ابتداء نزول القرآن في أشرف الأماكن ، في البلد الحرام.
5- ابتداء نزول القرآن في أشرف الأزمنة وهو شهر رمضان .
6-نزل به أفضل رسول ملكي وهو جبريل قال تعالي ( قل نزل به الروح الأمين) الشعراء
7-نزل علي أفضل الرسل محمد صلي الله عليه وسلم ،وهو ميراثه صلي الله عليه وسلم قال تعالي :) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فاطر ، وقال صلي الله عليه وسلم :( إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً)
8- نزل القرآن بلسان عربياً ،قال تعالي) :قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)
9-فضل القرآن علي سائر الكلام كفضل الله علي سائر الخلق.
10-نزول القرآن منجماً بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به.
11-فضلت هذه الأمة مع قصر مدتها علي سائر الأمم الماضية مع طول مدتها ،بفضل هذا الكتاب قال تعالي:( كنتم خير أمة اخرجت للناس) آل عمران، فاليهود استعملهم الله من زمن موسي إلي زمن عيسي عليهم السلام ،والنصاري من زمان عيس إلي زمن محمد عليهم الصلا والسلام ،استعمل الله أمة محمد صل الله عليه وسلم إلي قيام الساعة .
12- أفضل الناس من تعلم القرآن وعلمه ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم :{إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)، [إن هذا القرآن يرفع الله به أقواماً ويضع آخرين]،وصاحب القرآن محسود من الناس للفضل الذي يحمله.
5: تكلّم باختصار عن مراحل جمع القرآن.
ج5 مراحل جمع القرآن:
جمع القرآن يقصد به الجمع في الصدور (وهو الأصل) والجمع في السطور:
أولا :الجمع في الصدور
فهو تيسير حفظه للمسلمين ، قال تعالي (سنقرئك فلا تنسي )القيامة،وقال بن مسعود:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم،وعن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار.
ثانيا:الجمع في السطور
مر الجمع في السطور بمراحل متعددة كل مرحلة لها سماتها :
المرحلة الأولي : في عهد النبي صل الله عليه وسلم ، في العهد المكي لم يكن للنبي صلي الله عليه وسلم عناية ظاهرة بتدوين القرآن ، أما في العهد المدني اعتني صلي الله عليه وسلم بكتابة القرآن فكتب ما نزل عليه بمكة وكل ما نزل عليع بالمدينة كتبه في حينه ، وكان له كتبة للوحي وكان أشهرهم زيد بن ثابت ضي الله عنه.
سمات هذه المرحلة:
*لم يكن القرآن مجموعاً في مصحف واحد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، بل كان مفرقاً علي عسب النخل والالرقاع واللخاف ،وذلك لأن الحاجة لم تدع إلي جمعه.
*أن القرآن الذي نقرؤه كله كان مكتوباً في عهد النبي صلي الله عله وسلم.
*أنه قد يوجد من المكتوب ما تركت تلاوته في العرضة الأخيرة.
المرحل الثانية: في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه،وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق رضي الله عنه وأرضاه،وكان سبب ذلك الخوف من ذهاب القراء بعد مقتل أهل اليمامة ،روي البخاري عن زيد بن ثابت : زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
سمات هذه المرحلة:
*أن القصد منه جمع المكتوب المتفرق من القرآنفي مصحف واحد.
*أن سبب الجمع خوف أن يستحر القتل بالقراء في الحروب،فيذهب شئ من القرآن .
* المجموع في المصحف هو ما ثبتت قرآنيته.
المرحلة الثالثة: في عهد عثمان رضي الله عنه،وكان القصد من عمل عثمان هو نسخ مصاحف من مصحف أبي بكر الذي هو أصل العمل ،
"فأرسل عثمان إلي حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلي عثمان"،وكان السبب في ذلك:ما رواة البخاري أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
سمات هذه المرحلة:
*اصل في نسخ المصاحف الرواية ،لأن الأصل في القرآن المسمع المحفوظ في الصدور.
*المنهخ المتبع في رسم المصحف هو الكتابة بلسان قريش إذا حدث الاختلاف في اللهجات بين الرهط القريشين وزيد بن ثابت للأن القرآن نزل بلهجة قريش .
* أن عثمان رضي الله عنه كون لجنه لنسخ المصحف مكونة من ثلاثة مكيون هم عبد اله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وزيد بن ثابت الأنصاري .
6: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
ج6
*المقصودبالأحرف السبعة :
فالأول- وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهل
القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.

القول الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف.
-معني نزول القرآن علي سبعة أحرف
نزل التخفيف علي الأمة بالأحرف السبعة كما نصت عليه الأحاديث:
*عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
*عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).

7: بيّن فضل تلاوة القرآن، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.
*فضل تلاوة القرآن
-منزلة صاحب القرآن في الآخرة.
عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
-القرآن يشفع للعبد يوم القيامة.
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
-القرآن نور اصاحبه يوم القيامة.
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة))
-تحصيل الأجور الكثيرة.
عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك، عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم)).
-الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسه النار.
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق)).
-يجاب دعوته.
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
-يكون من أهل الله وخاصته.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).
-يبارك الله في البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويكثر خيره.
عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
-القرآن شافع مشفع.
عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار))

*آداب تلاوة القرآن
- استحضار النية ووجوب الأخلاص لله عز وجل.
-أن يقرأ القرآن علي تمهل ومكث.
-يجمع قلبه علي القرأة وفهم كلام اللهوالتماس غرائبه.
-أن يتغني بالقرآن.
-أن يتلوةه وكأنه يخشي الله.
-أن يحسن صوته بالقرآن.
-أن يتحزن بالقرآن.
-المداومة علي تلاوة القرآن وعدم هجره (الحال المرتحل).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir