دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الآخرة 1437هـ/31-03-2016م, 03:03 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة تفسير سورة البقرة من الآية 58 إلى الآية 74

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟



المجموعة الثانية:
1:
فسّر باختصار قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1437هـ/31-03-2016م, 07:48 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية مما درست من قصة بقرة بني اسرائيل [font="&amp].
[/font]
*الأنبياء هم المرجع في كل ما يعترض أمر الناس ، وذلك لما أوحاه الله إليهم ، فهم الواسطة بين الله ورسله ، لهذا فزع بنو اسرائيل إلى سيدنا موسى عليه السلام ليجد لهم حلال لما أصابهم ، قال تعالى: ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) ، وهذا معلوم في شرائع الله تعالى ، ولذلك امتدح الله تعالى ؤسله في كتابه وبين أنهم هادة يقتدى بهم : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) وعلى المسلم اليوم أن يرجع إلى شرع الله تعالى بما أوحاه في كتابه أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم متمثلا بالسنة النبوية الشريفة ، ففيهما الحكم الفصل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وسنتي ) وقال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا) فمن ترك الهداية والنور ضل في متاهات الجهل والظلام .

*
المسلم الحق يأخذ أوامر الله تعالى ونواهيه دون مراجعة ومناقشة ، فقوله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام : ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) يفرض على بني اسرائيل الالتزام دون مناقشة ومجادلة ، ويستوي في ذلك أعلموا الحكمة منه أم جهلوها ، ( فلله الحكم جميعا ) (لايُسأل عما يفعل وهم يسألون ) ، ( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) ، ومن اعترض وناقش وجادل فلا يأمن مكر الله وغضبه ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )
*على المسلم أن يلتزم أمر الله تعالى ويستعين بالله تعالى على عبادته ، يبرؤ من حوله وقوته ، ويلجأ إلى حول الله تعالى وقوته ، فهذا بداية التوفيق والفلاح وأساسه ، ولهذا لما قال بنو اسرائيل كما حكى الله عنهم ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ) وُفقوا للطاعة والانابة ، ولهذا شرع الله للمسلم عند كل صلاة أن يسأل الله المعونة والسداد : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فتخصيص الاستعانة بعد العبادة هي اعتراف من العبد بفقره إلى ربه وحاجته إلى معونته وتوفيقه .

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الثانية

فسّر باختصار قول الله تعالى : : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم
الطور ، خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ، ثم توليتم من بعد ذلك ، فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين )
يقول تعالى مذكرا بني اسرائيل بنعمه عليهم ، حيث أخذ عليهم ( والتذكير هنا بنعمة الله تعالى الأبناء بما منّ الله على سلفهم ، -والنعمة على الآباء هي نعمة على الأبناء.- ) من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده والتصديق برسله واتباعهم ، ورفع فوقهم الطور – وهو الجبل العظيم – وذلك لما امتنعوا عن الاجابة والطاعة ، فلما جاءهم بهذه الآية العظيمة وهو رفع الطور فوقهم حتى أظلهم ، وظنوا أنه واقع بهم ، فاستجابوا واطاعوا ، ورحمهم الله تعالى ، وأمرهم أن يأخذوا التوراة وأوامره بجد واجتهاد وثبات وصدق ، لأن في ذلك هدايتهم وتوفيقهم والسبيل للتقوى بإذن الله تعالى .
وبعد هذا الميثاق العظيم والآية الجليلة تولوا وأعرضوا قولا وعملا واعتقادا ، وذلك بالمعاصي ، فرحمهم الله تعالى بالتوبة والاهمال ، أو بالكفر فرحمهم الله تعالى بأنه لم بستأصلهم ويعاجلهم بالاهلاك فيكون من ذريتهم من يعبد الله ويوحده ويمن عليهم ببعث النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن والدين الاسلامي ,ولولا فضل الله عليهم ورحمته لكانوا ممن فاته الخير والفلاح
2- بين معنى (أو) في قوله تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة )
قال الزجاج : تشبيه القلوب بالحجارة في الغلظة والصلابة و( أو ) هنا ليست للشك ، ولكنها للاباحة ، أي : شبهوها بالحجارة في القسوة والغلاظة أو بما هو أشد من الحجارة فأنتم مصيبون .-ذكره ابن عطية -
قال ابن عطية :
قال طائفة : هي بمعنى ( بل ) كما في قوله تعالى : ( فأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون ) أ ي : بل زادوا
-قالت فرقة : هي على بابها من الشك ، أي : لو شاهدتم أيها المخاطبون قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد .
-وقالت فرقة : هي على جهة الايهام على المخاطب
-وقالت فرقة : هم فرقتان ، فرقة قلبه كالحجارة في القسوة ، وفرقة أشد قسوة من الحجارة .
-قالت فرقة : إنها كالحجارة يترجى لها الرجوع والانابة كما يرحجى من الحجر الانفجار بالماء ، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة فصارت لا ترجى انابتها ، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا ، أو أسد منها طورا .
3- ماالمراد بالتبديل في قوله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)
-روي أنهم لما جاؤا الباب دخلوامن قبل أدبارهم القهقري ، وفي الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم ، قال الله لبني اسرائيل ، ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكمخطاياكم ) فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، فقالوا : حبة في شعرة .
-وعن ابن عباس أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون علىأستاههم ، وهم يقولون : حنطة في شعيرة .
-قال سفيان الثوري عن البراء : ( سيقول السفهاء من الناس ) قال اليهود : ، قيل لهم : ( ادخلوا الباب سجدا ) أي : ركعا ، ( وقولوا حطة ) أي : مغفرة . فدخلوا على أستاههم وجعلوا يقولون : حنطة حمراءفيها شعيرة ، فذلك قول الله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
-قال الثوري عن ابن مسعود : أنهقال : (وقولوا حطة ) فقالوا : حنطة حبة حمراء فيها شعيرة ، فأنزل الله ، ( فبدلالذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
-وعن ابن مسعود أنه قال : أنهمقالوا : هطي شمعاثا ازبة مزبا ، فهي في العربية : حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرةسوداء ، فذلك قوله : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
-وعن ابن عباس ( ادخلوا البابسجدا ) ركعا من باب صغير فدخلوا من قبل أستاههم ، وقالوا: حنطة ، فهو قوله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 جمادى الآخرة 1437هـ/31-03-2016م, 09:52 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- عدم التشدد في السؤال بعد الأمر من الله أو الرسول في حكم من الأحكام فيشدد علينا وقد قال الله تعالى : " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤوكم " وقد سأل بني اسرائيل عن نوع البقرة وصفتها ولونها ولو أخذوا أي بقرة لكفتهم من قوله تعالى : " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " وقوله تعالى : " ادع لنا ربك يبين لنا ما هي .." .
2- وجوب التحاكم عند الاختلاف إلى شرع الله من الإيمان بالله وبالرسول من قوله تعالى :" وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " وقوله تعالى : " قالوا يا موسى ادع لنا ربك يبين لنا ما هي " .
3- الاعتقاد الجازم بقدرة الله تعالى على كل شيء وسعة علمه من قوله تعالى : " وإذ قتلتم نفساً فادارئتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ".
4- ينبغي للمسلم أن يستفني في أقواله لأ نفي ذلك خيراً عظيماً بإذن الله , وأرجع للحصول على المرغوب وأبعد عن الحنث من قوله تعالى : " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون " .
5- وجوب الحذر من المخالفة لأمر الله بعد تقرب الأدلة ووضوحها لأن الإعراض بعد ذلك يورث قسوة القلب من قوله تعالى : " ثم قسن قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أسد قسوة " .

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.

" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ " : يذكر الله عز وجل بني اسرائيل وما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتباع رسله .
" وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ " : ثم يخبر الله تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق ورفع جبل الطور على رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا عليه ويأخذوه بقوة وحزم وهمة وامتثال وقال السدي : فلما أبوا أن يسجدوا أمر الله بجبل أن يقع عليهم فنظروا إليه وقد غشيهم فسقطوا سجداً على شق ونظروا بالشق الآخر فرحمهم الله فكشفه عنهم .
" وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ " : قال ابو العالية : أي اقرئوا ما في التوراة واعملوا به .
" لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" : أي حصول التقوى بالإيمان بالله والامتثال لأوامره كما في التوراة .
" ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ " : أي بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم نقضتم هذا العهد بعصيانكم ومخالفة أوامر الله ورسوله .
" فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ" : توبته عليكم وإرساله النبيين والمرسلين إليكم .
" لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ" : سبب نقضكم للميثاق في الدنيا والآخرة .

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
معنى أو في قوله تعالى: (فهي كالحجارة أو أشد قسوة ).
1) للشك:
أي : عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة.
وذكر ابن كثير استحالة وقوعها للشك ،ذكره الزجاج وابن عطية .

2) للتخيير.
أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا.ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
مثال:
الذين ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم الحسن أو ابن سيرين.
فلست بشاك، وإنما المعنى ههنا: هذان أهل أن يؤخذ عنهما العلم، فإن أخذته عن الحسن فأنت مصيب، وإن أخذته عن ابن سيرين فأنت مصيب، وإن أخذته عنهما جميعا فأنت مصيب.
3) بمعنى الواو :
مثال :
-كما قال تعالى: {آثماً أو كفوراً}[الإنسان: 24].
4) بمعنى بل.
مثال:
كقوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}[الصافات: 147]
5) هي على جهة الإبهام على المخاطب.ذكره ابن عطية وابن كثير.
مثال:
ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع، وقد عورض أبو الأسود في هذا، فاحتجّ بقول الله تعالى: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24]، وهذه الآية مفارقة لبيت أبي الأسود، ولا يتم معنى الآية إلا ب «أو».ذكره ابن عطية.
-كقول القائل أكلت خبزًا أو تمرًا، وهو يعلم أيّهما أكل .ذكره ابن كثير.
6) إنما أراد الله تعالى أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد.
مثال:
- أطعمتك الحلو أو الحامض.
أي :
تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين.وكذلك في قوله تعالى أي وقلوبكم صارت كالحجارة أو أشدّ قسوةً منها لا تخرج عن واحدٍ من هذين الشّيئين. واللّه أعلم.ذكره ابن عطية وابن كثير , هذا الذي رجحه ابن جرير .

7) إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طورا.ذكره ابن عطية وابن كثير .
3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
قال ابن عطية :
-روي أنهم لما جاؤا الباب دخلوا من قبل أدبارهم القهقري ، وفي الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله لبني اسرائيل ، ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، فقالوا : حبة في شعرة .
-وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على أستاههم ، وهم يقولون : حنطة في شعيرة .
-قال سفيان الثوري عن البراء : ( سيقول السفهاء من الناس ) قال اليهود : ، قيل لهم : ( ادخلوا الباب سجدا ) أي : ركعا ، ( وقولوا حطة ) أي : مغفرة . فدخلوا على أستاههم وجعلوا يقولون : حنطة حمراء فيها شعيرة ، فذلك قول الله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
-قال الثوري عن ابن مسعود : أنه قال : (وقولوا حطة ) فقالوا : حنطة حبة حمراء فيها شعيرة ، فأنزل الله ، ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
-وعن ابن مسعود أنه قال : أنهم قالوا : هطي شمعاثا ازبة مزبا ، فهي في العربية : حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء ، فذلك قوله : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
-وعن ابن عباس ( ادخلوا الباب سجدا ) ركعا من باب صغير فدخلوا من قبل أستاههم ، وقالوا: حنطة ، فهو قوله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 01:22 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرئيل:
1- ينبغي على الإنسان أن يعظم أوامر الله التي جاءت في كتاب الله أو جاءت في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن الرسول مبلغ عن ربه عزوجل ، والذي يأمر هو الله سبحانه،
دل عليه قول الله تعالى:{ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}
2- ينبغي على الإنسان أن يعتصم بالله في كل حاجاته ، و‘ذا سأل يسأل الله ،إذا استعان استعان بالله ،وإذا استعاذ استعاذ بالله ، فالناس كلهم محتاجون إلى الله قال تعالى :{ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}فاطر ،حتى الرسل محتاجون إليه سبحانه،
دل عليه قول الله تعالى:{ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}
3- إنه ينبغي على الأنسان ألا يشدد على نفسه لأن من شدد على نفسه شدد الله عليه ،كما حصل لبني إسرائيل ،فلو أنهم ذبحوا أي بقرة حين أمرهم الله لأخزئتهم ولكنوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ،
دل عليه قول الله تعالى:{ادع لنا ربك } وتكرار بني إسرائيل ذلك القول.
4- يجب على الإنسان أن يصدق مع الله لأن من صدق مع الله صدقه، قال تعالى { ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى أن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم} الأنفال ، فالله عليم بذات الصدور { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } الملك ،
دل عليه قول الله تعالى :{ وإنا إن شاء الله لمهتدون}
5- إنه يجب على الإنسان أن يحذر من أن يُكن الشر لأحد لأن الله سبحانه وتعالى يخرج ما كان يكتمه في قلبه ،فيظر ذلك في فلتات لسانه لأن الألسنة مغاريف القلوب ، وأيضا يحذر الأنسان من أن يكتم شيئاً لا يرضاه الله ،دل عليه قول الله تعالى :{والله مخرج ما كنتم تكتمون}.
6- ينبغي على الأنسان أن يتفد قلبه بين الفنية والفنية حتى لا يصاب بأمراض القلوب التي تسبب قسوة القلب ،فالمعاصي والغفلة سبب في قسوة القلب ،دل عليه قول الله تعالى :{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} .
7- إذا عمل الأنسان في مجال الدعوة إلي الله فيجب عليه أن يتحلى بخلق الصبر على المدعوين الحلم عليهم والأناة كما عالج موسى عليه السلام بني إسرائيل في قصة البقرة ،دل عليه إجابة موسى عليه السلام على أسئلتهم التعنتية.

المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
يقول تعالى مذكراً بني إسرائيل بما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له ،واتباع رسوله ، والميثاق :هو العهد الثقيل المؤكد وذلك لما جاء موسى لبني إسرائيل بالألواح من عند الله فيها التوراة قال لهم خذوها والتزموا بها فتعنتوا كعادتهم وقالوا لن نؤمن بها إلا أن يلمنا الله بها كما كلمك ،فقهرهم الله على الإيمان بها بأن رفع فوقهم جبل الطور وهو الجبل المعروف في سيناء ،إما أن يؤمنوا بها وإما أن يسقط عليهم ،كما قص علينا في سورة الأعراف {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّةٌ وظنّوا أنّه واقعٌ بهم خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون}،وعلل ذلك لأجل أن أخذهم التوراة بقوة والعمل بها يوجب لهم التقوى.
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
ثم اعرضتم عن طاعة الله بعدهذا الميثاق المؤكد وحادثة رفع الجبل فوقكم {فلولا فضل الله عليكم ورحمته } أي توبته عليكم وإرسال الرسل وبيان السبل { لكنتم من الخاسرين} الذين خسروا الدنيا و الآخرة { ألا أن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
أجمع علماء العربية على استحالة كونها للشك،واختلفوا في معناها على أقوال :
1- أنها بمعنى الواو، ويكون تقدير الكلام :فهي كالحجارة وأشد قسوة ،كقولة تعالى {ولا تطع منهم أثماً أو كفوراً} الأنسان.
2- أنها للتخيير في مفهومها بهذا أو بهذا مثل جالس الحسن أو ابن سيرين ، حكاه القرطبي والرازي وذكره ابن عطية وابن كثير.
3- أنها للإبهام وبالنسبةإلى المخاطب كقول القائل :أكلت خبزاً أو تمراً وهو يعلم أيهم أكل ، حكاه الرازي في تفسيره.
4- أي ذكر الشئ لا يخرج عن واحد منهما بمعنى قول القائل (أكلى حلو أو حامض )،ويكون تقدير الكلام وقلوبكم صارت في قسوة الحجارة أو أشد قسوة منها ،ولا يخرج عن واحد منةهذين الشيئين،ذكره ابن عطيه وابن كثير.
5- وقيل أو بمعنى بل ،ويكون تقدير الكلام في كالحجارة بل أشدقسوة ،كقوله تعالى { وأرسلناه إل مائة ألف أو يزيدون } يونس،ذكره ابن عطية وابن كثير.
6- وقيل بمعنى (إما ) معنى ذلك فقلوبكم لا تخرج عن أحد هذين القولين،إما أن تكون مثل الحجارة في القسوة وإما أن تكون أشد منها قسوة ،وقال ابن جرير ومعنى ذلك على هذا التأويل : فبعضها كالحجارة في قسوتها وبعضها أشد قسوة من الحجارة،وهذا رجحه ابن جرير مع توجيه غيره وذكره ابن كثير .
7- وقالت فرقة هي على بابها في الشك ومعناه عندكم أيها المخاطبون في نظركم وأن لو شاهدتم قسوة لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة.
3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
أي أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع له بالقول والفعل ،فالله أمرهم أن يدخلوا الباب سجداً خاضعين ذليلين ،فدخلوا يزحفون على أستاهم من قبل أستاهم رافعي رؤؤسهم وهذه الهيئة عكس الخضوع والذل لله ، أمروا أيضا أن يقولوا حطة أي :احطط عنا ذنوبنا ،فبدلواواستهزؤوا وقالوا :حنطة في شعرة وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة والتبديل .
-عن همّام بن منبه أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال اللّه لبني إسرائيل:{وادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم}فبدّلوا، ودخلوا الباب يزحفون على استاههم، فقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ ».
وهذا حديثٌ صحيحٌ، رواه البخاريّ.
- عن أبي هريرة، وعمّن لا أتّهم، عن ابن عبّاسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «دخلوا الباب -الّذي أمروا أن يدخلوا فيه سجّدًا-يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطةٌ في شعيرةٍ».
-وقال سفيان الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن البراء: {سيقول السّفهاء من النّاس}[البقرة: 142]«قال اليهود: قيل لهم: {ادخلوا الباب سجّدًا}، قال: ركّعًا،{وقولوا حطّةٌ}: أي مغفرةٌ، فدخلوا على استاههم، وجعلوا يقولون: حنطةٌ حمراء فيها شعيرةٌ، فذلك قول اللّه تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 12:59 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست:

1- (إن الله يأمركم)أوامر الله تعال واجبة النفاذ ولا تقبل المناقشة فكيف إذا كانت من الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
2-(قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)الإستهزاء بالآخرين من صفات الجاهلين ،يجهل حق ربه وحق الخلق فيصير مستهزئا بهم وساخرا
3-(قال أعوذ بالله)الإعراض عن المستهزءين والإستعاذة بالله من شرهم أفضل من مقابلة الإساءة بالإساءة
4-(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى ) التعنت يجلب المشقة وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما
5-(صفراء فاقع لونها تسرا لناظرين) اللون الأصفر يبعث فى النفس السرور بنص الكتاب لا بتكهن أو ادعاء لا دليل عليه
6-(عوان بين ذلك)خير الأمور الوسط
7-(فافعلوا ما تؤمرون)يكفى لأن نفعل ونمتثل مجرد الأمرتأدبا مع الله
8-(وإنا إن شاء الله لمهتدون) الهداية بيد الله وحده يؤتيها من يشاء
9-(والله مخرج ما كنتم تكتمون)كل ما كتمه الإنسان واجتهد فى اخفائه فإن الله يبديه إما فى فلتات لسانه أو على قسمات وجهه كما جاء فى الحديث (ما أسر عبد سريرة إلا أظهرها الله على لسانه او فى قسمات وجهه)أو كما قال
10-من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه كما فى قصة البقرة فقد قتل ليرث فحرم من الميراث
11-(ويريكم آياته لعلكم تعقلون) رؤية آيات الله فى النفس أو فى الآفاق مما يزيد الإنسان عقلا فيعقله عن الشر ويزيده إيمانا وكما وصف الله عباده الكمل من المؤمنين بأنهم أولو الألباب
12-(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك )ما أسوأ أن يرى الإنسان الآيات العظام الدالة على كمال القدرة والقوة ثم يصر على العناد والعصيان فلا يعتبر ولا يتعظ بل يزداد قسوة فى قلبه
13-(وإن منها لما يهبط من خشية الله) علامة قسوة القلب جمود العين وذهاب الخشوع والسكينة وعلامة الخشوع دمع العين والسكينة حتى فى المشى على الأرض
14-(وما الله بغافل عما تعملون) مراقبة الله تعالى فى الحركات والسكنات وأخطرها حركات القلوب

:المجموعة الأولى
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة

لا زالت الآيات الكريمة فى سياق تذكير بنى اسرائيل بما فعل أسلافهم وما امتن الله به عليهم وفى هذه الآيات يذكرهم الله تعالى بما كان منهم حين أمرهم بدخول القرية وهى مدينة بيت المقدس على الراجح من أقوال أهل العلم وذلك بعد أن خرجوا من التيه الذى مكثوا فيه أربعين سنة مع يوشع بن نون عليه السلام وقد فتح الله عليهم بيت المقدس عشية الجمعة وأمرهم بثلاثة أمور:
{وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا} وهذا أمر بإباحة الأكل من طيبات هذه الأرض المباركة فهى أرض عظيمة الغلة ولهذا قال{رغدا}أى واسعا هنيئا
والأمر الثانى {وادخلوا الباب سجدا} فإنهم لما فتحت المدينة أمروا أن يدخلوها على هيئة مخصوصة كما ذكر الله تعالى {سجدا} أى ركعا وقيل ساجدين على وجوههم وقيل متواضعين خضوعا لا على هيئة معينة وقيل إن الباب قصر لهم ليدخلوا متطامنين خاضعين ،والغرض من هذه الحال أن يستشعروا عظمة النعمة وأن الله ردهم إلى بلدهم وأنقذهم من التيه والضلال وأنه يجب عليهم الشكر والخضوع لله وحده كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فدخل على راحلته حتى إن عثنونه يمس مورك راحلته من خضوعه وانكساره لله تعالى بما منَ عليه بنعمة الفتح العظيم
وأما الأمر الثالث:{وقولوا حطة}فإنهم أمروا أن يفعلوا فعلا وهو السجود وإظهار الخضوع وأن يقولوا {حطة} فقيل معناه أمروا ان يقولوا حط عنا ذنوبنا حطة وقيل المعنى قيل لهم أن يستغفروا ذنوبهم ويقولوا ما يحط عنهم الذنوب وقيل أمروا ان يقولوا لا إله إلا الله لتحط بها ذنوبهم وعلى اى حال فقد أمروا بقول هو خير لهم سواء بإقرارهم بالتوحيد أو باعترافهم بذنوبهم واستغفارهم منها وكلاهما متلازمان فإن الشكر على النعمة يكون عند حدوث النعمة والمبادرة إلى ذلك من الحبوبات إلى الله تعالى
وقد وعدهم الله تعالى إن هم امتثلوا تلك الأوامر وعدا حسنا فقال{نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}فوعد بالمغفرة وزيادة وقيل فى المراد بالمحسنين ،من قال لا إله إلا الله ودخل كما أمر وأطاع
لكن كان هناك من ظلم نفسه بمخالفة الأمر فعلا وقولا وما ذلك إلا لسفاهة عقولهم وقلة تعظيمهم شأن ربهم فدخلوا على أستاههم يزحفون بدلا من السجود وقيل دخلوا مقنعى رؤسهم أى رافعى رؤسهم خلافا لما امروا فما استكانوا لربهم وما يتضرعون وقالوا حنطة حبة حمراء فى شعرة وغير ذلك من الأقوال التى تخالف ما أمروا به دلالة على استهزائهم وقساوة قلوبهم
فلما بدل هؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم {الذين ظلموا} القول والفعل كان جزاؤهم {فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء} والرجزقيل هو الطاعون وقيل البرد وقيل الغضب ويجمع ذلك قول بن عباس رضى الله عنهما "كل شىء فى كتاب الله من الرجز يعن به العذاب"
والسبب فى ذلك فسقهم وهو خروجهم عن طاعة الله تعالى بالقول والفعل {بما كانوا يفسقون}وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
.
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
اختلف فى معنى الهبوط هل هو حقيقة أم مجازا وأن الهبوط مستعارا للحجارة على قولين باعتبار:
-القول الأول :من قال بأن الحجارة لها هبوط حقيقى لأن لها قدر من الخشية والخشوع حقيقى خلقه الله تعالى فيها فيحصل منها الهبوط والتردى
وهذا يناسب ظاهر القرآن كما قال تعالى {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}
وقال تعالى {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا}
وأن هذه الحياة نظير حياة الحجر الذى سلم على النبى صلى الله عليه وسلم ،والجذع الذى أنَ لفقده
قال مجاهد(ما تردى حجر من رأس جبل ولا تفجر نهر من حجر ولا خرج منه ماء إلا من خشية الله نزل بذلك القرآن) وقال مثله بن جريج
قال بن عطية :إن الله يخلق فى هذه الجبال حياة وخشية يهبطها من علو تواضعا ،وذكر نحو ذلك القاضى أبو محمد أن الله يخلق للحجارة قدرا من الإدراك تقع به الخشية والحركة
وقال الزجاج عن قوم :إن الذى يهبط من خشية الله نحو الجبل الذى تجلى الله له حين كلم موسى --فيكون مرادهم هنا أن الهبوط حقيقى لكنه مقيد والله أعلم

-القول الثانى :أن هبوط الحجارة مجازا لا على حقيقته واختلفوا فى ذلك:-
-فمنهم من قال هو تفيؤ ظلالها ،ذكره بن عطية كقول
-ومنهم من قال أن الهبوط أضيف إلى الحجارة ويراد به الإنسان الذى يعتبر ويخشع حين النظر إليها فأضيف الهبوط للحجارة إضافة سببية كما تقول العرب "ناقة تاجرة"أى تبعث من يراها على شرائها ،ذكره بن عطية كقول
-وحكى الطبرى عن فرقة :أن الخشية للحجارة مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار {جدارا يريد أن ينقض}،وقال القاضى ابو محمد وهو ضعيف لأن معنى الآية يختل به
--وقيل المراد بالهبوط هو أثر الصنعة التى تدل على أنها مخلوقة ،ذكره الزجاج كقول
وقال وهذا خطأ لانه ليس منها شىء ليس أثر الصنعة بيِنا فى جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز

والصواب فى المسألة أن يحمل الخبر فى القرآن على ظاهره ولا يؤول إلا بقرينة ولا قرينة سيما وقد وردت نصوص تصرح بذلك ومن السنة ما يشهد له وفوق كل ذلك قدرة الله وأنه لا يمتنع عليه شىء أراده والله أعلم

3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟

المراد بالذلة:
-- القول الأول :فعلة من الذل كأنها الهيئة أو الحال ،ذكره بن عطية
والذل ضد العز
قال الحسن:أذلهم الله فلا منعة لهم وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين ولقد أدركتهم هذه الامة وإن المجوس ليجبونهم الجزية
قال الضحاك:الذل و الصغار
قال بن كثير:لا يزالون مستزلين من وجدهم استزلهم وأهانهم وهم مع ذلك فى أنفسهم أذلاء
فيكون معنى الذلة :أنها حال ظاهرة وباطنة :
-الظاهرة :هى ذلهم وانه لا منعة لهم مستذلين مهانين
-الباطنة:شعورهم فى أنفسهم بالذلة والصغار بما كتب الله عليهم
--- القول الثانى:-وقيل المراد بالذلة :الجزية
عن بن عباس "هم أصحاب النيالات "أى أصحاب الجزية
فيكون ذلهم بضرب الجزية عليهم من هذه الامة وممن قبلها كما قال الحسن
المسكنة:
مأخوذة من السكون (المسكين)الذى أسكنه الفقر وهى زى الفقر وخضوعه وفيها أقوال:
-هى الخراج(الجزية) قال به الحسن وقتادة
-الخراج قال به عطية العوفى
-الجزية قال به الضحاك
-الفاقة والحاجة قال به أبو العالية
-زى الفقر وخضوعه ذكره بن عطية
فيكون معنى المسكنة إما أنها :
-حال الفقر والفاقة وما ينتج عنه من خضوع وسكون
-أو أن المراد بها الجزية والخراج
وربما يكون ما يدفعونه من الجزية والخراج كان سببا لفقرهم ومسكنتهم فعبر به عنه والله اعلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 01:31 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
الفوائد
1- في هذه القصة يظهر تعنت بني اسرائيل وتلكؤهم في الاستجابة لأمر الله وكثرة مسائلتهم رسولهم ومراجعتهم لأوامر الشريعة ( ماهي ، ما لونها ) . مما أدى إلى قسوة قلوبهم وبعدهم عن ربهم .
لهذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم لورود هذه القصة فيها وذلك من أجل أخذ العبرة منها ، فسورة البقرة نزل فيها التشريعات في الاحكام والمعاملات فكأنه توجيه للمؤمنين وإرشاد لهم إلا يفعلوا فعل بني اسرائيل بل عليهم المبادرة للقيام بهذه التشريعات والاستجابة لله.
فعلى المؤمن إذا سمع أحكام الله قال: سمعنا وأطعنا . واذا سمع اخباره أن يقول آمنا وصدقنا .
2-بيان قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى {كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ }
فالإيمان بالبعث من ثمراته العمل لذلك اليوم بالاعمال الصالحة، فكلما زاد يقين العبد به كلما زاد عمله الصالح.
3-كثرة المسائلة والتعنت في أوامر الشريعة سببا لقسوة القلب.(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك)
فمن أراد رقة قلبه فليسرع بالاستجابة لأمر ربه.
4- التفكر في مخلوقات الله وكيف أنها تسبح وتخشع لربها ، حينئذ لا يسع قلبك وجوارحك إلا أن تذل وتستكين لباريها وأحذر أن تكون الحجارة خير منك.( وإن منها لما يهبط من خشية الله)

المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
التفسير:

( وإذا قلنا): واذكروا إذ قلنا
الخطاب في الآية لبني اسرائيل.
نوع الخطاب: خطاب لوم . ذكره ابن كثير
-سبب لومهم:
لنكولهم عن الجهاد ودخول بيت المقدس لما قدموا من بلاد مصر بصحبة موسى عليه السلام ،فأمروا بدخول بيت المقدس التي هي ميراث لهم عن أبيهم
اسرائيل، وقتال من فيها من العماليق الكفرة فنكلوا عن قتالهم وضعفوا ، فرماهم بالتية عقوبة لهم. ذكره ابن كثير
( ادخلوا هذه القرية)
معنى القرية:
المدينة تسمى بذلك لأنها تقرت أي اجتمعت ، ومنه قريت الماء في الحوض أي جمعته. ذكره ابن عطية
-المراد بالقرية:
تعددت أقوال المفسرين فيها:
1-بيت المقدس ، وهو قول الجمهور وهو القول الصحيح نص عليه السدي والربيع بن أنس وقتادة وأبو مسلم الأصفهاني .
قال تعالى:( وياقوم ادخوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ذكره ابن عطية وابن كثير
2-أريحا، يحكى عن ابن عباس وعبدالرحمن بن زيد ، وقال ابن كثير وهذا بعيد لأنها ليست على طريقهم ،وهم قاصدون بيت المقدس ، لا أريحا وهي قريب من بيت المقدس . ابن كثير
3-مصر ، وهذا أبعد منه ذكره فخر الدين الرازي في تفسيره . ذكره ابن كثير
4-قرية كانت قاعدة ومسكن ملوك ، ولما خرج ذرية بني اسرائيل من التيه أمروا بدخول هذه القرية. قاله عمر بن شبه، ذكره ابن عطية
-وقت أمرهم بدخول القرية:
لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنة مع يوشع بن نون عليه السلام وفتحها الله عليهم عشيّة جمعة وقد حبست لهم الشمس يومئذٍ قليلاً حتى أمكن الفتح . ذكره ابن عطية وابن كثير
-هل كان موسى عليه السلام معهم في التيه؟
على قولين:
-معهم فقد روي أنه مات في التيه وكذلك هارون عليهما السلام ، والشيوخ. ذكره ابن عطية
-وقيل إن موسى وهارون لم يكونا في التية ، لأنه عذاب. حكاه الزجاج ذكره ابن عطية
والأول أكثر . قاله ابن عطية
(وكلوا منها رغدا)
كلوا: إباحة الأكل لهم . ابن عطية
رغدا: الرغد الواسع الذي لا يعنيّ . ذكره الزجاج
-سبب وصف الأكل بالرغد
لأنها أرض مباركة عظيمة الغلة لذلك قال : رغدا . ذكره ابن عطية
( وادخلوا الباب سجدا)
-وقت الأمر بالدخول
لما فتحوا بيت المقدس أمروا أن يدخلوا الباب. ذكره ابن كثير
-المراد بالباب
تعددت الأقوال في هذه المسألة:
1-هو باب حطّة من باب إيلياء ببيت المقدس . قال به ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة والضحاك . ذكره ابن عطية، وابن كثير
2-باب القبة التي يصلي إليها موسى عليه الصلاة والسلام. روي عن ابن عباس ، ذكره ابن عطية
3-باب في الجبل الذي كلّم عليه موسى كالفرضة. روي عن مجاهد ، ذكره ابن عطية
4-باب جهة من جهات القرية. حكاه الرازي عن بعضهم ، ذكره ابن كثير

والراجح والله أعلم القول الأول .لأنه روي عن أكثر من واحد ولأنه كما ذكر مجاهد بأنه يعرف إلى اليوم بباب حطة. ذكر قول مجاهد ابن عطية
-جهة الباب
باب صغير قبل القبلة. ذكره ابن عباس ، ذكره ابن عطية وابن كثير
(سجدا):أي أمروا بالدخول سجدا. ذكره الزجاج
-المراد بالسجود في الآية
اختلف المفسرين في معنى ذلك على أقوال:
1-ركوعاً. روي عن ابن عباس ، ذكره ابن عطية وابن كثير
2-متواضعين خضوعاً لا على هيئة معينة ،لتعذر حمله على الحقيقة ،حكاه الرازي عن بعضهم، ذكره ابن عطية وابن كثير
الراجح :أن السجود يعم هذا كله ( الركوع والخضوع) لأنه التواضع ومنه قول الشاعر
ترى الأكم فيه سجدا للحوافر ..ذكر ابن عطية
ويؤيد ذلك قول ابن عباس : ركعاً من باب صغير . ذكره ابن كثير
وما ذكره ابن عطية أنه روي أن الباب خفض لهم ليقصروا ويدخلوا متواضعين . أ هـ
أي يدخلوع راكعين وهم خاضعين متواضعين لله الذي فتح لهم البلد المقدسة ونصرهم على عدوهم.
3-أن يسجدوا على وجوههم حال دخولهم . روي عن الحسن البصري ، واستبعده الرازي ، ذكره ابن كثير
-المقصود من الأمر بالدخول سجداً
شكر الله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر ورد بلدهم إليهم وانقاذهم من التيه والضلال. ذكره ابن كثير
و( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم)
(حطة) قرأت بالرفع . وكذلك القراءة . ذكرها الزجاج وابن عطية
وقرأت بالنصب ، ولها وجهها في العربية. قاله الزجاج
قراءة الرفع (حطة) فعله من حط يحط. ابن عطية
سبب رفع حطةٌ
خبر ابتداء
تقدير الكلام
قيل : كأنهم قالوا :سؤالنا حطة لذنوبنا . تقدير الحسن بن الحسن وقال به الزجاج
وقيل:دخولنا الباب كما أمرنا حطة لذنوبنا. تقدير الطبري.ذكره ابن عطية
وقيل : أمروا أن يقولوا حطة . ذكره ابن عطية.
قراءة النصب( حطةً) قراءة إبراهيم بن أبي عبلة
وتقدير الكلام:
قيل: أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله لتحط بها ذنوبهم. قاله عكرمة وغيره ، ذكره ابن عطية
وقيل: قيل لهم استغفروا وقولوا ما يحط ذنوبكم . قاله ابن عباس ، وروى عن عطاء والحسن وقتادة والربيع بن أنس نحوه .ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: قيل لهم أن يقولوا هذا حق كما أعلمنا . ذكرها ابن عطية وقال : هذه الأقوال الثلاثة تقتضي النصب.
وقيل :قولوا احطط عنا ذنوباً حطة. قاله الحسن وقتادة والزجاج
والمقصود إقرارهم بالذّنب كما ذكر عن رجل سأله ابن عباس عن ( وقولوا حطة) فكتب إليه :( أن أقروا بالذنب) ذكره ابن كثير
-كيفية استجابتهم لأمر الله
قيل :دخلوا يزحفون على استاههم .قاله ابن مسعود وسفيان الثوري . ذكره ابن عطية، وابن كثير
وقيل:دخلوا على شق . قاله ابن عباس ، ذكره ابن كثير
وقيل:مقنعي رؤوسهم أي رافعي رؤوسهم خلاف ما أمروا. قاله ابن مسعود ذكره ابن كثير
-حاصل أمرهم :
أمروا أن يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالقول والفعل ، وأن يعترفوا بذنوبهم ويستغفرون منها ويشكروا الله على نعمته ويبادرون إلى ذلك ، كما قال تعالى مخاطباً نبيه :( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمدك ربك واستغفره إنه كان توابا) فقد فسره بعض الصحابة بكثرة الذكر والاستغفار عند الفتح والنصر .
(نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)0
-القراءات:
1-( نغفر)قرأت:
-يُغفر بالياء مضمومة ، قراءة نافع
-تُغفر بالتاء مضمومة ، قراءة ابن عامر
-يٓغفر بالياء مفتوحة على معنى يغفر الله ، عن عاصم
-تٓغفر ، كأن الخطيئة تكون سبب الغفران ، عن طائفة
-نغفر بالنون ، الباقون
2-(نغفر لكم خطاياكم) قرأت:
-خطاياكم ، القراء السبعة غير أن الكسائي كان يميلها.
-تُغفر لكم خطيئتكم، بضم التاء ورفع الخطيئة ، قرأ الجحدري
-يغفر خطيئتكم ، فتح الياء ونصب خطيئتكم . قرأ الأعمش ،وقتادة
-يُغفر خطيئتكم ، ضم الياء ورفع خطيئتكم. قرأ قتادة
-يغفر لكم خطيئاتكم ، أي يغفر الله ، قرأ الحسن البصري
-تُغفر لكم خطيئاتكم ، قرأ أبو حيوة
-خطأياكم ، بهمز الألف الأولى وسكون الآخرة .حكاه الأهوازي
-خطايأكم ،قرئ بسكون الأول وهمز الآخرة . أيضا حكاه الأهوازي
ذكر ذلك ابن عطية
(خطاياكم) قيل جمع خطية بلا همز كهدية وهدايا وركية وركايا. قاله الفراء
وقيل:جمع خطيئة بالهمز .قاله الخليل. ذكره الزجاج وابن عطية
-معنى(نغفر لكم)
هذا جواب الأمر أن فعلتم وقلتم ما أمرتم به نغفر لكم خطاياكم. الزجاج وابن كثير
(وسنزيد المحسنين)
المعنى: إذا غفرت الخطايا باستجابتكم لما أمرتم به من قول وفعل ضاعفنا الحسنات وزدناها لمن أحسن . ]ذكره ابن عطية وابن كثير
المراد بالمحسنين في الآية
قيل : كان من بني اسرائيل من دخل كما أمر وقال لا إله إلا الله فقيل هم المراد بالمحسنين . ذكره ابن عطية

مسألة استطرادية
تفسير سورة النصر
ورد تفسيرين لسورة النصر
فمن الصحابة من فسرها ،بكثرة الذكر والاستغفار عند الفتح والنصر.
ومنهم من فسره بأنه نعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أجله فيها، وهو تفسير ابن عباس وأقره عليه عمر رضي الله عنه، ولا منافاة بين أن يكون أمر بذلك عند النصر ونعي إليه روحه عليه الصلاة والسلام أيضا.
تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه عند دخوله مكة بعد فتحها:
روي أنه يوم فتح مكة كان داخلاً إليها من الثنية العليا وأنه كان خاضعاً لربه حتى أن عثنونه ليمس مورك رحله .يشكر الله على ذلك ، وأنه لما دخل اغتسل وصلى ثماني ركعات وذلك ضحى.
ماهي هذه الصلاة؟
قال بعضهم : هي صلاة الضحى .
وقال آخرون: هي صلاة الفتح.
فاستحب للإمام وللأمير إذا فتح بلد أن يصلى ثماني ركعات عند أول دخوله.
كما فعل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما دخا إيوان كسرى صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات.
-كيفية تلك الصلاة
يفصل بين كل ركعتين بتسليم ،وهو الصحيح
وقيل : يصليها كلها بتسليم واحد والله أعلم. ذكره ابن كثير

( فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)
( فبدل الذين ظلمون)

-المراد بتبديلهم في الآية
-بدلوا الفعل
فبدلوا أمرهم بالدخول سجدا بأن دخلوا من قبل أدبارهم القهقري . ذكره ابن عطية
وقيل : مقنعي رؤوسهم أي رافعي رؤوسهم .قاله ابن مسعود ذكره ابن كثير
وقيل :يزحفون على استاههم ، ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( قيل لبني اسرائيل ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) فدخلوا يزحفون على استاههم فبدلوا..) رواه البخاري ذكره ابن كثير
-وبدلوا القول
قيل لهم ( وقولوا حطة) فقيل أنهم قالوا :
-حبة . عن ابن المبارك مسندا. ذكره ابن كثير
-حبة في شعيرة. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( قيل لبني اسرائيل ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على استاههم فقالوا : حبة في شعرة) رواه البخاري ذكره
ابن كثير
-حنطة في شعيرة، رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن كثير
قال صلى الله عليه وسلم: دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه ...حنطة في شعيرة) رواه محمد بن اسحاق ذكره ابن كثير
-حنطة حمراء فيها شعيرة . روي عن البراء ذكره ابن كثير
-حنطة حبة حمراء فيها شعيرة . روي عن ابن مسعود . ذكره ابن كثير
-حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء . روي عن ابن مسعود ذكره ابن كثير
-حنطة. روي عن ابن عباس ، وهكذا روي عن عطاء ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة والربيع بين أنس ويحي بن رافع ذكره ابن كثير
-شعيرة.ذكره ابن عطية
-حطي شمقاثا أزبه وتفسيره ما تقدم . حكاه الطبري ذكره ابن عطية وابن كثير
-قالوا غير اللفظة التي أمروا بها ، وجملة ما قالوا أنه أمر عظيم سماهم الله به فاسقين. قاله الزجاج
والاقوال متقاربة وفيها تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه فهو الأولى .
-سبب نزول العذاب عليهم
لأنهم بدلوا أمر الله لهم بالخضوع بالقول والفعل فبدل أن يدخلوا سجدا دخلوا يزحفون على استاههم القهقري رافعي رؤوسهم .وبدلوا أن يقولوا احطط عنا ذنوبنا استهزؤوا وقالوا حبة حنطة في شعرة وهذا غاية المعاندة والمخالفة والمكابرة لهذا أنزل الله بهم بأسه.
(فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)
قراءة الرجز
- رُجزا . بضم الراء ، قرأ بها ابن محيص ، وهي لغة في العذاب، ذكره ابن عطية
-المراد بالرجز
تعددت الأقوال في معناه
1-العذاب قاله ابن عباس وري عن مجاهد وأبي مالك والسدي والحسن وقتادة. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
قال ابن عباس:كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب" ذكره ابن كثير
قال الشاعر:
كم رامنا من ذي عديد مبزى حتى وقمنا كيده بالرجز . ذكره الزجاج
2-الغضب.روي عن أبي العالية. ذكره ابن كثير
3-إما الطاعون أو البرد، روي عن الشعبي ، والطاعون قال به أيضا سعيد بن جبير ،وري عن ابن زيد ومقاتل ، ذكره ابن عطية و ذكره ابن كثير
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الطاعون رجز عذابٌ عذّب به من كان قبلكم " رواه ابن أبي حاتم والنسائي وأصل الحديث في الصحيحين . ذكره ابن كثير
وحديث أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن هذا الوجع والسقم رجز عذّب به بعض الأمم قبلكم " رواه الطبري وأصل الحديث مخرج في الصحيحين . ذكره ابن كثير.
الترجيح : لا تعرض بين الأقوال
فبسبب غضب الله عليهم لسوء فعلهم أنزل عليهم عذابه وربما أن نوع هذا العذاب الطاعون لانه ورد في الحديث الصحيح أن الطاعون عذب به من قبل ، والله أعلم
4- اسم صنم مشهور . ذكره ابن عطية
لا شك أنه ليس المراد في الآية لأنه لا يناسب السياق.
-عدد من هلك منهم بالطاعون:
قيل : سبعين ألف .قاله ابن زيد ومقاتل ، ذكره ابن عطية
وقيل:قتل منهم في ساعة واحدة نيفا على عشرين ألفاً ، قاله ابن عباس . ذكره ابن عطية
(بما ) الباء متعلقة ب فأنزلنا وهي باء السبب. ذكره ابن عطية
يفسقون : يقال : فٓسٓقٓ يفْسُق يفْسِقُ
-يفسُقُ ،عليها القراء .ذكره الزجاج وابن عطية
-يفْسِقُ بالكسر قرأ بها النخعي وابن وثاب . ذكره ابن عطية
-معنى الفسق :
كل من خرج عن شيء فقد فسق ، العرب تقول: فسقت التمرة ، إذا خرجت عن قشرتها.
والمراد الخروج عن الحق والقصد،وعن طاعة الله فكل من خرج عن شيء فقد فسق. إلا أنه خص به من خرج عن أمر الله بأن قيل فاسق ولم يحتج إلى أن يقال : فسق عن كذا
كما أن المصدق بأمر الله يقال له : مؤمن فيكفي. خلاصة كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير
-متعلق فسقهم
تبديلهم ما أمروا به ، من قول وفعل، استكباراً وعنادا واستهزاءا. خلاصة كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير

2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
معنى هبوط الحجارة من خشية الله
ذكرت المفسرين ثلاثة أنواع من التأويلات
القول الأول:هبوط خشية حقيقي ففيها إدراكٌ لذلك بحسبها، قال به ابن عباس ومجاهد والقرطبي والباقلاني والرازي وابن عطية وابن كثير وغيرهم
نحو الجبل الذي تجلى اللّه له حين كلم موسى عليه السلام،
كما قال:{تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} فالبشر لا يفقهون هذا التسبيح ولا تلك الخشية .
وغيرها من الأدلة التي رد بها على أهل القول الثاني .

القول الثاني :ليس هبوط حقيقي ، فاختلف بتفسيره
فقيل : إن هذا الهبوط من باب المجاز ،
وقيل : من باب الاستعارة،
لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها
وكما قال زيد الخيل
بجمع تضل البلق في حجراته ....... ترى الأكم فيه سجدا للحوافر
وكما قال جرير:
... ... ... ... ........ ... ... الجبال الخشع
أي من رأى الحجر هابطا تخيل فيه الخشية.
وكما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية، وقال: {والنّجم والشّجر يسجدان} و {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله} الآية، {قالتا أتينا طائعين} {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} الآية، {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه} الآية، وفي الصّحيح: «هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه».، وكحنين الجذع المتواتر خبره، وفي صحيح مسلمٍ: «إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن». وفي صفة الحجر الأسود أنّه يشهد لمن استلمه بحقٍّ يوم القيامة، وغير ذلك ممّا في معناه.
وأيضاً هذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة. قاله ابن عطية وذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل : إنها أثر الصنعة التي تدل على أنّها مخلوقة، ذكره الزجاج
ورد عليهم
وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عزّ وجلّ: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه}، وكما قال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات}، ثم قال: {والنّجوم والجبال} فأعلم أن ذلك تمييز أراد اللّه منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب}، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره)ذكره الزجاج

3- تأويل المعنى وصرفه لغير معناه
فقيل : هو سقوط البرد من السّحاب.قاله أبو علي الجبائي
قال القاضي الباقلّانيّ: وهذا تأويلٌ بعيدٌ وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ. ذكره ابن كثير وقال:
وهو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، واللّه أعلم].
وقيل: بكاء القلب، من غير دموع العين .قاله يحي بن يعقوب . ذكره ابن كثير
قيل : تفيؤ ظلالها. ذكره ابن عطية
والراجح
القول الأول : هبوط حقيقي كلاً بحسبه
فإن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، والأدلة على ذلك كثير سبق أن سقنا أقوال المفسرين بردهم على من خالف هذا القول .

3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة
الذلة ورد فيها أقوال
الذَّلّ . قاله الضحاك . ذكره ابن عطية وابن كثير
الصغار . قاله الزجاج
لا منعة لهم . قاله الحسن
مستذلين ممن وجدهم وأذلاء في أنفسهم متمسكنون. قاله ابن كثير
الراجح:
لا تعارض بين الأقوال في نفس المعنى يجمعها قول ابن كثير
قال ابن كثير : لا يزالون مستذلين من وجدهم استذلهم وأهانهم وضرب عليهم الصغار وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسكنون .
يؤيده قول الحسن :"أذلهم الله فلا منعة لهم وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين ولقد أدركتهم هذه الأمة وإن المجوس لجبيهم الجزية ."
- المسكنة
1- من السكون والخضوع وهي هنا :زي الفقر وخضوعه ، وإن وجد يهودي غني فلا يخلو من زي الفقر ومهانته. قاله الزجاج ذكره ابن عطية
2- وقيل: الخراج أي: الجزية . قاله الحسن وقتادة والضحاك والعوفي .ذكره ابن عطية وابن كثير
3-الفاقة والحاجة . قاله أبو العالية والربيع بن أنس والسدي . ذكره ابن عطية وابن كثير
الراجح والله أعلم القول الأول والثاني لأنه يوافق المعنى اللغوي ، الذي هو :المسكنة اشتقاقها من السكون وإنما يقال : مسكين للذي اسكنه الفقر أي قلل حركته.
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 05:37 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
من الفوائد السلوكيه
- البعد عن الغلو والتشدد فمن شدد شدد الله عليه كما حدث فى قصة بقرة بنى أسرائيل
دل على ذلك تكرار قولهم ( أدعوالنا ربك يبين لنا )
- الآستجابه السريعه لأمر الله تعالى فيها من أسباب الأعانه وتوفيق دل على ذلك مفهوم لمخالفه فبنى أسرائيل لما تباطئوا فى تنفيذ أمر الله تعالى شدد عليهم وبعد عنهم التوفيق
يدل على ذلك سياق قصتهم فى الأيات وقول الله تعالى
(وما كادوا يفعلون )
- تعليق القلب بالله وحده وعدم التعلق بالأسباب
أن الله جبل الدنيا على الأسباب وأن الأسباب ليست فاعله بذاتها ولكن إن شاء الله تعالى وأمرها كانت فاعله فالبقره جزء ميت من اللحم جعلها الله سبب رغم موتها فضرب به ميت فأمر الله بأن يقوم حيا ً فكان بأمر الله
فلنتعمل مع الأسباب بمثل ذلك نثق فى قدرة الله وحده ونسأله الأسباب فإذا رزقنا الأسباب أخذنا بها وقلوبنا يأسه منها ويملىء قلوبنا التعلق بالله والثقه به وحسن الظن فيه سبحانه
دل على ذلك قوله تعالى
(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
- من أسباب جلب السرور للنفس النظر الى اللون الأصفر
دل على ذلك تفسير بن عباس فى قوله تعالى
{صفراء فاقعٌ لونها تسرّ النّاظرين}
عن ابن عبّاسٍ: «من لبس نعلًا صفراء لم يزل في سرورٍ ما دام لابسها، وذلك قوله تعالى: {صفراء فاقعٌ لونها تسرّ النّاظرين}». كماذكر بن كثير
- أن نستثنى دائماً فى كلامنا عن ما عزمنا عليه ففيه أدب مع الله جل وعلا وفيه الهدايه لكل خير
دل على ذلك ما رواه أبو هريره فى قوله تعالى
{وإنّا إن شاء اللّه لمهتدون}
قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لولا أنّ بني إسرائيل قالوا:{وإنّا إن شاء اللّه لمهتدون} لما أعطوا، ولكن استثنوا».


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
بعد خروج بنى أسرائيل من التيه بعد أربعين سنه والذى كان عقوبتاً لهم على نكولهم عن جهاد العماليق الذ ين كانوا يسكنون الأرض المقدسه كما ذكر الله تعال ف سورة المائدهوقد مات موسى عليه السم وهارون ف التيه وخرجوا مع يشوع بن نون
أمرهم الله بعد أن فتح عليهم مدينه بيت المقدس عل أصح أقوال المفسرين كما كر بن كثير ورجحه أن يدخلوا الباب مظهرين الخضوع وراكعين كما كر لك عن بن عباس ولكنهم بدلوا ما أمرهم به الله وعصوا أمره ودخلوا الباب عل أستاهم وقالوا غير ما أمرهم الله به
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ» رواه البخارى
فكان عقابهم من الله على تبديلهم أمره وفسقهم أى خروجهم عن طاعته أن أنزل عليهم عذاباً من السماء وقال المفسرون الطاعون وقيل البرد وقيل هو غضب الله عليهم
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
ذكر المفسرون عده أقوال فى خشوع الحجاره وهبوطها
القول الأول
أنه من باب المجازوانقسموا الى قسمين
القسم الأول قال
إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} ذكره بن كثير
والقسم الثانى قالوا
لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها ذكره بن عطية
ورد تلك الأقوال القرطبى والرازى والقاضى أبو محمد وبن كثير وبن عطية
لسببين
الأول ذكره بن كثير
لا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى:
{إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية
وقال: {والنّجم والشّجر يسجدان} و {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله} الآية، {قالتا أتينا طائعين} {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} الآية، {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه} الآية، وفي الصّحيح: «هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه».، وكحنين الجذع المتواتر خبره، وفي صحيح مسلمٍ: «إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن». وفي صفة الحجر الأسود أنّه يشهد لمن استلمه بحقٍّ يوم القيامة، وغير ذلك ممّا في معناه.
والثانى ذكره بن عطية
لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة
الثانى
بكاء القلب من غير دموع العين
عن يحيى بن أبي طالبٍ -يعني يحيى بن يعقوب-في قوله تعالى: {وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار} قال: «هو كثرة البكاء»{وإنّ منها لما يشّقّق فيخرج منه الماء} قال: «قليل البكاء»{وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} قال: «بكاء القلب، من غير دموع العين». ذكره بن كثير
الثالث
سقوط البلرد من السحاب
وهو قول أبو عليٍّ الجبائيّ في تفسيره: {وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} هو سقوط البرد من السّحاب. ذكره بن كثير
ورد عليه
الباقلانى والرازى وبن كثير
وقالوا هذا تأويلٌ بعيدٌ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، واللّه أعلم







3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
معنى الذلة والمسكنة فى اللغه
{الذّلّة}: الصغار، {المسكنة}: الخضوع، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته. ذكره الزجاج
المقصود بالذله والمسكنه فى الأيه
القول الأول
ذكره بن كثير
أنه وصف لحاالهم الذى عاقبهم الله به
لا يزالون مستذلّين، من وجدهم استذلّهم وأهانهم، وضرب عليهم الصّغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون
وقال الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية».

القول لثانى
الخراج أو الجزية
ذكره بن كثير وبن عطيه عن بن عباس والحسن وقتاده وعطية العوفى والضحاك
عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة} قال: «هم أصحاب النّيالات يعني أصحاب الجزية».
قال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية».
القول الثالث
ذكره بن عطية
الفاقه والحاجة ذكره بن عطيه عن أبو العاليه
وقال أبو العالية: «المسكنة الفاقة والحاجة».

ويمكن الجمع بين الأقوال والله أعلم
أن الله أن الله قضى عليهم شرعاً وقدراُ بأن لا يزالون مستذلّين، من وجدهم استذلّهم وأهانهم، وضرب عليهم الصّغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون أصحاب فاقه وفرض عليهم الجزيه للمسلمين




رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 09:03 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست
- المسارعة باتباع أوامر الله عزوجل وعدم التباطئ في ذلك
فَلَو سارع بنوإسرائيل بذبح أي بقرة لوسعهم ذلك
- عدم التشدد والتعنت في الأحكام والسؤال ،ودليل ذلك هو أن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم .
- التسليم والتصديق بكلام الانبياء وعدم الشك في ذلك
- الاحسان إلى الوالدين وبرهما ثمرته تكون في الدنيا قبل الآخرة ومن ذلك جزاء الله لصاحب البقرة
- الله سبحانه يمهل ولايهمل فعلينا الحذر من عقابه واستدراجه ،فكما جاء في بعض الروايات أن الميت مر على وفاته أربعين سنة إلا أن الله كشف قاتله وعاقبه.
- الحذر من تملك ما ليس لنا بحق وعدم استعجال الخير ،فعجلة القاتل إلى تملك ما ليس له بحق جعلته يفقد روحه والمال الذي سعى لامتلاكه بغير وجه حق .

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
"وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية "
يقول تعالى لائما لبني إسرائيل على نكولهم عن الجهاد وتخاذلهم عن دخول الأرض المقدسة لما قدموا من مصر مع موسى عليه السلام بعد نجاتهم من فرعون وجنوده وذلك لأنها ميراث لهم عن أبيهم يعقوب وقتال من فيها من الكفرة لكنهم ضعفوا ونكلوا عن الجهاد فعاقبهم الله بالتيه.
- معنى القرية :
المدينة لأنها تبرأت أي: اجتمعت ( ع)
والمراد بالقرية في هذه الآية جاء فيه عدة أقوال منها:
أنها بيت المقدس وهذا هو الراجح
والثاني : أنها أريحا ،وهذا بعيد كما ذكر ابن كثير لأنها ليست في طريقهم
وقيل : مصر وهذا أبعد من القول الثاني.
" فكلوا منها رغدا حيث شئتم "
في هذه الآية إباحة لهم بأن يأكلوا مما يشاؤوا أكلا واسعا لا عناء فيه وقيل لهم رغدا لأنها كانت أرضا مباركة عظيمة الغلة
" وادخلوا الباب سجدا "
أي: شكرًا لله تعالى على ما أنعم به عليكمو الفتح والنصر ،ورد بلدهم إليهم وإنقاذهم من الضلال والتيه .
المراد بالسجودفي هذه الآية :
1- " ركعا من باب صغير " ذكره العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه.
2-أمروا أن يسجدوا على وجوهه حال الدخول " روي عن الحسن البصري ، واستبعده الرازي.
3- هنا المراد به الخضوع ،روي عن البعض
وقيل قصر لهم الباب حتى يدخلوا منه متواضعين .
وروي عن ابن عباس : أن هذا الباب كان باب إيلياء ببيت المقدس،وكان قبل القبلة "
" وقولوا حطة "
أمرهم سبحانه وتعالى عند دخولهم أن يعترفوا بذنوبهم ويستغفروه منها.
ومعنى "حطة"
- استغفروا ،روي عن ابن عباس.
- قولوا : لا إله إلا الله "عن عكرمة .
-أقروا بذنوبكم
- أي: أحطط عنا خطايانا ، الحسن وقتادة .
" نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين "
هذا جواب الأمر ،أي : إذا فعلتم ما أمرتم به غفرنا لكم الخطايا وضعفنا لكم الحسنات .
وقيل : المراد بالمحسنين هنا،هم من دخل كما أمر . ذكره ابن عطية .
" فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم "
فغير الظالمون منهم ذلك بأن دخلوا يزحفون على أستاههم ويقولون : حنطة حبة حمراء في شعرة " وروي عنهم غير هذه اللفظ.
وقيل : أنهم دخلوا على شق ،وقيل : دخلوا مقنعي رؤوسهم خلاف ما أمروا .
وهذا من باب الاستهزاء والعناد .
" فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون"
فأنزل الله بهم عقابه وبأسه وعذابه جزاءا لفسقهم وهو الخروج عن طاعته ومخالفة أمره .
المراد بالرجز :
- روي عن ابن عباس :" كل شيء في كتاب الله من الرجز ، يعني به العذاب "
-الرجز الغضب ،عن أبي العالية
- الرجز الطاعون أو البرد ،الشعبي
وقيل غير ذلك .
وقال ابن عباس : أن الله أرسل عليهم العذاب فأمات منهم في ساعة واحدة نيفا على عشرين ألفا "
والباء في قوله : بما متعلقة ب " فأنزلنا " وهي باء السبب .
والفسق : هو الخروج عن الطاعة .
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
ِ- في ذلك عدة أقوال:
1) تفيؤ ظلالها . ذكره ابن عطية
2) الجبل الذي جعله الله دكا . ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
3) إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم.
4) لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها.
- كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة.
ورد ابن كثير على هذا القول بقوله:
وقد زعم بعضهم أنّ هذا من باب المجاز؛ وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى:
{إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} .
وقال: {والنّجم والشّجر يسجدان} .
و غير ذلك من الآيات.
وورد في السنة من الأدلة :
في الصّحيح: «هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه».، وكحنين الجذع المتواتر خبره.
وفي صحيح مسلمٍ: «إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن».
وفي صفة الحجر الأسود أنّه يشهد لمن استلمه بحقٍّ يوم القيامة، وغير ذلك ممّا في معناه
6) إنها أثر الصنعة التي تدل على أنّها مخلوقة، وهذا خطأ.
لأن الجميع منها فيه أثر الصنعة، وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عزّ وجل ،: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات}، ثم قال: {والنّجوم والجبال} فأعلم أن ذلك تمييز أراد اللّه منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب}، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره).
7) قيل هو سقوط البرد من السّحاب. واستبعد هذا التأويل القاضي الباقلّانيّ، وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ وهو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ .ذكره ابن عطية
وورد قول عن يحي بن أبي طالب ذكره عنه بن أبي حاتم : أن المراد بقوله " وإن منها لما يهبط من خشية الله"
( بكاء القلب من غير دموع العين ).ذكره ابن كثير
3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
- المراد
بالذلة :
الذِّلَّةُ : من الذّل و الصغار. ذكره الزجاج وابن كثير ،
قال الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية" ذكره ابن كثير.
- المراد بالمسكنة :
المسكنة : الخضوع، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته. ذكره الزجاج وابن عطية .
قال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية ، يعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ». ذكره ابن كثير وابن عطية.
وقال أبو العالية: «المسكنة الفاقة والحاجة». ذكره ابن كثير وابن عطية.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 10:10 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.

1 ضرورة المبادرة لامتثال أمر الله وذلك حينما أمر موسى عليه السلام قومه بذبح البقرة.
2 لا يستهزأ بأوامر الله ودينه الا من اتبع هواه وكان جاهلا بحقيقة الدين أما العاقل فلا يصدر منه ذلك "أتتخذنا هزوا.
3 الحذر من التشديد في الدين فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وبين أن الامم قبلنا أهلكهم التشدد.
4 الحذر من التعنت في السؤال وخاصة ما لا فائدة منه
كما سأل بني اسرائيل عن البقرة شكلها ولونها.
4 على العبد أن يستعين بالله في جميع امور حياته التي يقدم عليها فبالاستعانة تتيسر الامور وتحل العقبات. "وانا ان شاء الله لمهتدون." فلو لم يقولوا ان شاء الله لم يهتدوا ويذبحوها.
5 استشعار أكبر مظاهر قدرة الله على عباده المتمثلة في البعث بعد الموت "كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون."
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
يخبر الله تعالى عن ما انعم به على بني اسرائيل من النعم بعد معصيتهم إياه ، فأمرهم بدخول قرية تكون لهم عزا ووطنا ومسكنا، ويحصل لهم فيها الرزق الرغد، وأن يكون دخولهم على وجه خاضعين لله فيه بالفعل، وهو دخول الباب { سجدا } أي: خاضعين ذليلين، وبالقول وهو أن يقولوا: { حِطَّةٌ } أي أن يحط عنهم خطاياهم بسؤالهم إياه مغفرته.
{ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ } بسؤالكم المغفرة، { وَسَنزيدُ الْمُحْسِنِينَ } بأعمالهم، أي: جزاء عاجل وآجلا.
{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا } منهم، ولم يقل فبدلوا لأنهم لم يكونوا كلهم بدلوا { قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } فقالوا بدل حطة: حبة في حنطة، استهانة بأمر الله، واستهزاء وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى، ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم، ولما كان هذا الطغيان أكبر سبب لوقوع عقوبة الله بهم، قال: { فَأَنزلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } منهم { رِجْزًا } أي: عذابا { مِنَ السَّمَاءِ } بسبب فسقهم وبغيهم.
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله
قيل في هبوط الحجارة تفيؤ ظلالها وقيل المراد الجبل الذي جعله الله دكا
وقيل أن الله يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا.
وقيل لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها اضيف تواضع الناظر اليها.
3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
قال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى "وضربت عليهم الذلة والمسكنة هم أصحابة الجزية."
وقال عبد الرزاق يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
وقال الضحاك "الذلة" الذل.
وقال الحسن أذلهم الله فلا منعة لهم وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين.
وقال أبو العالية والربيع بن أنس المسكنة الفاقة.
وقال عطية العوفي الخراج.
وقال الضحاك الجزية.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 10:25 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1-ترك التعنت وكثرة السؤال لأن ذلك يوجب التشديد والعقوبة كما حدث مع بني اسرائيل .تكرار سؤالهم حول البقرة(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا .... )
قال ابن جريجٍ: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما أمروا بأدنى بقرةٍ، ولكنّهم لمّا شدّدوا على أنفسهم شدّد اللّه عليهم؛ وايم اللّه لو أنّهم لم يستثنوا ما بيّنت لهم آخر الأبد».
2-تعظيم قدر الله سبحانه وتعالى وعدم التشبه باليهود حيث قالوا(ادع لنا ربك)ولم يقولوا (ربنا)وذلك من سوء أدبهم مع الله
3-تصديق الأنبياء بكل ما جاؤا به وسرعة الاستجابة لأوامرهم وعدم تكذيبهم وليس كما فعل بنو اسرائيل (قالوا الآن جئت بالحق)وقولهم( أتتّخذنا هزوا ).
4-الايمان بالغيب من بعث وغيره مما أخبرنا به الله وهذا هو الحكمة من ذكر هذه القصة
أن يري الله بني اسرائيل كيف إحياء الموتى.كما فيها احتجاج على مشركي العرب لأنهم لم يكونوا مؤمنين بالبعث، فأعلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الخبر لعلمهم أن النبي أمي وأنه لا يستطيع أن يعلم هذا الخبر إلا من قرأ الكتب أو أوحى إليه، زجاج
المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
&مضمون ما جاء في تفسير الزجاج وابن عطية وابن كثير في هذه الآية :
&قصة الآية كما ذكرها ابن عطية :
رفض بني اسرائيل أخذ التوراة وتطبيقها والتزامها إلا أن يكلّمهم الله بها كما كلم موسى فصعقوا، ثم أحيوا، فقال لهم: خذوها، فقالوا: لا، فأمر الله تعالى الملائكة فاقتلعت جبلا من جبال فلسطين، فجعل عليهم مثل الظلة، وأخرج الله تعالى البحر من ورائهم، وأضرم نارا بين أيديهم، فأحاط بهم غضبه، وقيل لهم خذوها وعليكم الميثاق ألا تضيعوها، وإلا سقط عليكم الجبل، وغرقكم البحر وأحرقتكم النار، فسجدوا توبة لله، وكانت سجدتهم على شق خوفاً أن ينزل عليهم الجبل فتاب الله عليهم وأصبح هذا السجود هو سجودهم فيما بعد لان الله رحمهم به وأخذوا التوراة بالميثاق.
&تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}

&{وإذ أخذنا ميثاقكم}:
-(وإذ):ذكر الزجاج انها مسبوقة بفعل مضمر وتقديره اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم.
مذكّرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتّباع رسله، وقيل أنها معطوفة على ماقبلها .

-{أخذنا ميثاقكم}: الميثاق على وزن مفعال من وثق يثق، مثل ميزان من وزن يزن،فيها أقوال :
1-ما أخذه اللّه عزّ وجلّ حين أخرج الناس كالذر. ودليل هذا قوله: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّة} ثم قال من بعد تمام الآية: {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم} فهذه الآية كالآية التي في البقرة. وهو أحسن المذاهب فيها.
2- ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم. ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه}

&{ورفعنا فوقكم الطّور} :أى أنّه لمّا أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل على رؤوسهم ليقرّوا بما عوهدوا عليه، ويأخذوه بقوّةٍ وحزمٍ وهمّةٍ وامتثالٍ حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم، وهي آية عظيمة.
وأخبر بالشيء الذي لو عذبهم بعده لكان عدلا في ذلك، ولكنه جعل لهم التوبة بعد ذلك
-(الطور) : اسم الجبل الذي نوجي موسى عليه، والطّور كل جبل ينبت، وكل جبل لا ينبت فليس بطور قاله ابن عباس، وقال مجاهد وعكرمة وقتادة وغيرهم: «الطّور اسم لكل جبل»،وذكر القاضي أبو محمد رحمه أن كل هذه المعاني تصح في اللفظة العربية للطور . ومنهم من قال أنها سريانية وهي اسم لكل جبل مثل أبو العالية ومجاهد

-&{خذوا ما آتيناكم بقوّة}: أي خذوا الكتاب الذي أعطيناكم وهو التوراة -وفي الكلام حذف تقديره: وقلنا خذوا- بجد وبكثرة درس، و بتصديق وتحقيق وبطاعة الله».واتركوا الريب والشك لما بان لكم من عظيم الآيات.وإلا أسقطت عليكم الجبل
و أصل خذ "أوخذ" وكذلك "كل" أصله "أوكل"، لكن حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ولإلتقاء همزتين مع ضمة )الزجاج
- {واذكروا ما فيه} معناه: واذكروا معناه ادرسوا ما فيه و تدبروه واحفظوا أوامره ووعيده، ولا تنسوه وتضيعوه،
ما: صلة
فيه:عود الضمير على التوراة
و(لعلّكم تتّقون )لعلكم:حرف ترج في حق البشر)
؛فأقرّوا بذلك: أنّهم يأخذون ما أوتوا بقوّةٍ. .

&تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}

&{ثمّ تولّيتم من بعد ذلك} :أي أعرضتم وأدبرتم عن اتباع شرعكم وعصيتم ونقضتم بعد هذا الميثاق المؤكّد العظيم و كفرتم بعد رؤيتكم لعظيم الآيات .والتولي يطلق على الإعراض بالجسد وذكرت هنا مجازاً والخبر مضمر تقديره فلولا فضل الله عليكم تدارككم .

&{فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}:
-المقصود بفضل الله ورحمته :فضل الله الإسلام، ورحمته القرآن كما قال قتادة وهو القول الراجح ويتجه أيضا أن يراد بالفضل والرحمة إدراكهم مدة محمد صلى الله عليه .ومما قيل أن فضل الله إما بالتوبة والإمهال لعصيانهم وإما بعدم معالجتهم لكفرهم بالإهلاك ليكون من ذريتهم من يؤمن،وإرسال الرسل لهم.
-(عليكم): عود الضمير على من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم،وقيل من سلف
والجمهور على أن المراد بالمعنى من سلف.

&{لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
-(لكنتم )جواب الشرط لولا.
-(من الخاسرين ): الخسران النقصان. أي بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والآخرة.

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
أجمع العلماء أنها لم تأتي هنا بمعنى الشك .وانما جاءت بمعاني هي:
1-للإباحة.ولا تصلح ان تكون بمعنى الواو
مثال : {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا... أو كصيّب} أي: إن مثلتهم بالمستوقد فذلك مثلهم، وإن مثلتهم بالصيّب فهو لهم مثل.الزجاج وابن عطية وابن كثير .
2-معنى الواو، كما قال تعالى: {آثماً أو كفوراً}[الإنسان: 24] أي وكفورا.ذكره ابن عطية وابن كثير.
3-بمعنى بل، كقوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}[الصافات: 147] المعنى بل يزيدون.ذكره ابن عطية وابن كثير
4-بمعنى التخيير، أي:اذا شبهتموها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا، مثال:جالس الحسن أو ابن سيرين، ذكره ابن عطية وابن كثير
5-بمعنى الشك. أي لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة. أي عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم.
وهو ممتنع هنا ،ذكره الزجاج وذكره ابن عطية وابن كثير.
6-قصد الإبهام على السامع، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع. ذكره ابن عطية وابن كثير
7-تقسيمهم فرقتين لا يخرجوا عنهما أي أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر. ذكره ابن عطية وابن كثير
مثال :أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين.
8- أنها كانت كالحجارة يترجى لها الصلاح والتوبة ، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم قست بعد ذلك وأصبحت أشد من الحجارة لا يرجى منها صلاح وإنابة. ذكره ابن عطية

3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
كان تبديلهم للقول والفعل الذي أمرهم به الله؛ فتبديلهم للفعل كما في حديث عبد الرّزّاق، عن همّام بن منبه أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال اللّه لبني إسرائيل:{وادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم}فبدّلوا، ودخلوا الباب يزحفون على استاههم، فقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ ».
وتبديلهم للقول كما في حديث الثّوريّ، عن أبي الكنود، عن ابن مسعودٍ: {وقولوا حطّةٌ}«فقالوا: حنطةٌ حبّةٌ حمراء فيها شعيرةٌ،فأنزل اللّه:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}».

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 11:16 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- أن من شدد على نفسه ، شدد الله عليه كما حصل لبني إسرائيل ، فإنهم لو امتثلوا أول ماأُمِروا فذبحوا بقرة ، لكفاهم
2- أن الاستهزاء بالناس من الجهل وهو الحمق، والسفه؛ لقول موسى عليه الصلاة والسلام: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)
3- لؤم بني إسرائيل الذين جاءتهم هذه النِّعم، ومع ذلك فهُم لم يَلينوا للحقِّ، بل قسَت قلوبُهم على ظهور هذه النِّعم كما قال تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
4- جميع الخلق محتاجون إلى الله تعالى، وإلى الاعتصام به عزّ وجلّ؛ فإن موسى صلى الله عليه وسلم كان من أولي العزم من الرسل؛ ومع ذلك فهو محتاج إلى ربه تبارك وتعالى؛ لقوله تعالى: {قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} ؛ والاستعاذة لا تكون إلا بالله عزّ وجلّ؛ وقد تكون بالمخلوق فيما يقدر عليه
5- التحذير من أن يكتم الإنسان شيئاً لا يرضاه الله عزّ وجلّ؛ فإنه مهما يكتم الإنسان شيئاً مما لا يُرضي الله عزّ وجلّ فإن الله سوف يطلع خلقه عليه. إلا أن يعفو الله عنه . لقوله تعالى: {والله مخرج ما كنتم تكتمون}

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.

يذكر الله بني إسرائيل حين أمرهم أن يدخلوا بيت المقدس وهي الأرض المقدّسة الّتي هي ميراثٌ لهم عن أبيهم إسرائيل، وقتال من فيها من العماليق الكفرة وبعد دخولهم أن يأكلوا من هذه الأرض رزقاً واسعاً هنيئاً ، وأن يخضعوا له سبحانه عند دخولهم بالسجود له ، وطلب المغفرة منه جل وعلا ، فإذا فعلوا ذلك فقد وعدهم الله بمغفرة ذنوبهم ، ويزيد الله من فضله من أحسن منهم
فغير الظالمون منهم القول الذي أُمروا به ونكلوا عن قتالهم وضعفوا واستحسروا، فرماهم اللّه في التّيه عقوبةً لهم،وأنزل الله على هؤلاء عذاباً من السماء ، بسبب عصيانهم .

2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
في ذلك عدة أقوال :
- قيل : تفيؤ ظلالها، ع
- قيل المراد: الجبل الذي جعله الله دكا حين تجلى اللّه له حين كلم موسى عليه السلام ، ز ع
- وقيل: إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا رحجه ابن عطية
- وقيل لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها، ع
- وقال مجاهد: «ما تردى حجر من رأس جبل ولا تفجر نهر من حجر ولا خرج ماء منه إلا من خشية اللّه، نزل بذلك القرآن ع
- وحكى الطبري عن فرقة أن الخشية للحجارة مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى: {يريد أن ينقضّ}[الكهف: 77]، أي من رأى الحجر هابطا تخيل فيه الخشية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، وقال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة ع ك
- قيل :إنّ من الحجارة لألين من قلوبكم عمّا تدعون إليه من الحقّ{وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون}». ك
- قيل: هو سقوط البرد من السّحاب. وهذا تأويلٌ بعيدٌ ،فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، ك
- قيل »{وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} قال: «بكاء القلب، من غير دموع العين».ك
-
- 3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
معنى الآية : أي: وضعت عليهم وألزموا بها شرعًا وقدرًا، أي: لا يزالون مستذلّين، من وجدهم استذلّهم وأهانهم، وضرب عليهم الصّغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون.

وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ : معناه وضعت عليهم وألزموا بها شرعًا وقدرًا وقضي عليهم بها،
الذِّلَّةُ : من الذّل و الصغار ، قال الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية
وَالْمَسْكَنَةُ: الخضوع، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته. ز ع
قال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية ، يعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ». ع ك
وقال أبو العالية: «المسكنة الفاقة والحاجة». ع ك

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 11:37 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجلس السادس

السؤال الأول:
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست
.
1- تذكر نعمة الله علينا ورحمته بنا إذ أرسل لنا الرسل والأنبياء لهدايتنا كما قال سبحانه : (وإذ قال موسى لقومه ) الآية ، ووفاء لعهده لنا في قوله (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
2- الإيمان بجميع الرسل الذين ذكرهم الله سبحانه في كتابه ، وما جاء على أيديهم من معجزات تثبت رسالتهم ، إذ أن هذا من أصول الإيمان ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وإذ قال موسى لقومه)الآية .
3- تذكر رحمة الله سبحانه ورأفته وتيسيره على عباده بتوضيح أحكامه إذ أمر بني إسرائيل بذبح بقره في قوله : (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) فلو ذبحوا أي بقرة لأجزأتهم .
4- الاستعاذة دائما من الجهل وعدم الاجتراء على ما أمر الله سبحانه وما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم كما جهل بنو إسرائيل على موسى عليه السلام بقولهم : (أتتخذونا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) .
5- الاستجابة لأمر الله سبحانه ورسوله والسمع والطاعة حتى لو لم نفهم الحكمة والمراد من الأمر (قالوا اتتخذونا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) .
6- عدم التشدد وكثرة الأسئلة من باب التعنت وليس من باب الفهم ، كما فعل بنو إسرائيل إذ شددوا وسألوا من باب التعنت فشدد الله عليهم ، ودليله قوله : (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ) .
7- الاستثناء دائما في كل قول وفعل مستقبلي ودعوة الله التوفيق والقبول كما قال تعالى : (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) ، فلو لم يستثني بنو إسرائيل لما هداهم الله : قال تعالى : (وإنا إن شاء الله لمهتدون) .
8- اليقين بأن كل ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله سبحانه حق لا مراء فيه ، ولا نقل كبني إسرائيل : (قالوا الآن جئت بالحق ) .
9- عدم قتل النفس إلا بالحق كما أمر الله سبحانه ، وذم ما جاء عن بني إسرائيل (وإذ قتلتم نفسا فادرأتم فيها) .
10- على المسلم تجنب فعل الإثم ثم اتهام بريئا آخر به كما فعلت بنو إسرائيل في قوله تعالى : (فادرأتم فيها) لأن هذا إثم وجريمة آخرى كما قال تعالى : (ومن يكسب خطيئة أو أثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا)
11- الإيمان بأن الله سبحانه هو عالم الغيب والشهادة مطلع على مكنون الضمير وما تخفي الصدور ، وسوف يخرجه عاجلا أو أجلا كما قال سبحانه : (والله مخرج ما كنتم تكتمون) .
12- عدم السؤال واللغو واللغط فيما لم يذكره الله سبحانه من الأمور التي لا تفيد معرفتها ولا يضر الجهل بها ولذلك لم يذكرها لنا والإيمان بأنه لو كان لها فائدة لذكرها الله سبحانه ولدلّ عليها الدليل الصحيح ، ومن ذلك قوله : (فقلنا اضربوه ببعضها) فلم يأتي دليل صحيح على البعض المراد .
13- الإيمان بقدرة الله على إحياء الموتى ، والإيمان بالبعث بعد الموت ، كما قال تعالى : (كذلك يحيي الله الموتى ) .
14- وجوب الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله سبحانه وعدم التواكل ، وهذا ما يعلمنا الله إياه من قوله : (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى) فهو قادر سبحانه على إحياء الموتى بدون ضرب من البقرة له .
15- الاتعاظ بآيات الله وأمثال وحكمه وقصصه التي ذكرها في القرآن وكذلك آياته الكونية ، كما قال تعالى : (ويريكم آياته لعلكم تذكرون) .
16- عدم تعجل ما قدره الله سبحانه وتعالى للإنسان ، فمن تعجل شيئا قبل آوانه عوقب بحرمانه كما قال بعض السلف ، فقد تعجل القاتل الإرث في هذه القصة فعوقب بالحرمان والقتل .
17- الإيمان واليقين ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم والاحتجاج بهذه القصة على أهل الكتاب ، إذ لم يكن هذا الخبر من علوم العرب وإنما هو من علوم أهل الكتاب الذين لم يستطيعوا إنكاره أو تكذيبه .

المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.

قال تعالى : (وإذ أخذنا ميثاقكم)
يقول تعالى مذكّرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتّباع رسله، وأخبر تعالى أنّه لمّا أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل على رؤوسهم ليقرّوا بما عوهدوا عليه، ويأخذوه بقوّةٍ وحزمٍ وهمّةٍ وامتثال .
والمراد بالميثاق :
1- يجوز أن يكون ما أخذه الله عز وجل حين أخرج الناس كالذر من صلب آدم ، ودليله قوله :{وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم} بعد قوله (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) فهذه الآية كالتي في سورة البقرة . وهو أحسن المذاهب فيها (قاله الزجاج)
2- وقيل: أن أخذ الميثاق هو: ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم. ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه} فالأخذ على النبيين -صلى الله عليهم وسلم- الميثاق يدخل فيه من اتبعهم.

قوله تعالى : (ورفعنا فوقكم الطور)
الطّور اسم الجبل الذي نوجي موسى عليه، قاله ابن عباس، وقال مجاهد وعكرمة وقتادة وغيرهم: «الطّور اسم لكل جبل»،
وقال ابن عباس أيضا: «الطّور كل جبل ينبت، وكل جبل لا ينبت فليس بطور»، قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا كله على أن اللفظة عربية، وقال أبو العالية ومجاهد: «هي سريانية اسم لكل جبل».
وفي حديث الفتون: عن ابن عبّاسٍ: «أنّهم لمّا امتنعوا عن الطّاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا [فسجدوا]».
والمعنى أي : جئناكم بآية عظيمة، وهي أن الطور -وهو الجبل- رفع فوقهم حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم، فأخبر اللّه بعظم الآية التي أروها بعد أخذ الميثاق، وأخبر بالشيء الذي لو عذبهم بعده لكان عدلا في ذلك، ولكنه جعل لهم التوبة بعد ذلك ، (قاله ابن عطية) .

وقوله : (خذوا ما آتيناكم بقوّة)
أي خذوا ما أعطيناكم وهوالكتاب الذي هو التوراة (قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير) ، ومعنى "خذوه بقوة" أي: خذوه بجد واتركوا الريب والشك لما بان لكم من عظيم الآيات، قاله الزجاج ، وقال ابن زيد : معناه بتصديق وتحقيق , وقال الربيع : معناه بطاعة الله .
وقال قتادة: «{خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ} القوّة: الجدّ وإلّا قذفته عليكم».
قال: فأقرّوا بذلك: أنّهم يأخذون ما أوتوا بقوّةٍ. ومعنى قوله: وإلّا قذفته عليكم، أي أسقطه عليكم، يعني الجبل ، (قاله ابن كثير) .

وقوله : (واذكروا ما فيه)
معناه: ادرسوا ما فيه وتدبروه واحفظوا أوامره ووعيده، ولا تنسوه وتضيعوه (خلاصة قول الزجاج وابن عطية وابن كثير) .
قال أبو العالية والرّبيع: (واذكروا ما فيه) يقول: اقرؤوا ما في التّوراة واعملوا به .
والضمير عائد على ما آتيناكم ويعني التوراة .

وقوله : (لعلكم تتقون)
ولعلّكم تتّقون ترج في حق البشر ، فلا يصلح في حق الله سبحانه (قاله ابن عطية) .
وقصص هذه الآية أن موسى عليه السلام لما جاء إلى بني إسرائيل من عند الله تعالى بالألواح فيها التوراة، قال لهم: خذوها والتزموها، فقالوا: لا إلا أن يكلّمنا الله بها كما كلمك، فصعقوا، ثم أحيوا، فقال لهم: خذوها، فقالوا: لا، فأمر الله تعالى الملائكة فاقتلعت جبلا من جبال فلسطين، طوله فرسخ في مثله، وكذلك كان عسكرهم، فجعل عليهم مثل الظلة، وأخرج الله تعالى البحر من ورائهم، وأضرم نارا بين أيديهم، فأحاط بهم غضبه، وقيل لهم خذوها وعليكم الميثاق ألا تضيعوها، وإلا سقط عليكم الجبل، وغرقكم البحر وأحرقتكم النار، فسجدوا توبة لله، وأخذوا التوراة بالميثاق، وقال الطبري رحمه الله عن بعض العلماء: لو أخذوها أول مرة لم يكن عليهم ميثاق، وكانت سجدتهم على شق، لأنهم كانوا يرقبون الجبل خوفا، فلما رحمهم الله قالوا لا سجدة أفضل من سجدة تقبلها الله ورحم بها، فأمروا سجودهم على شق واحد.(ذكرها ابن عطية) .

قوله تعالى: (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وقوله : (ثمّ تولّيتم من بعد ذلك)
أصل التولي الإعراض والإدبار عن الشيء بالجسم، ثم استعمل في الإعراض عن الأمور والأديان والمعتقدات اتساعا ومجازا (قاله ابن عطية)
المشار إليه في قوله (ذلك) : أي: من بعد الآيات العظام (قاله ابن عطية)

وقوله : (فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته)
المراد بفضل الله ورحمته في الآية :
1- إما أن يكون توليهم من بعد ذلك: إما بالمعاصي، فكان فضل الله بالتوبة والإمهال إليها .
2- وإما أن يكون توليهم بالكفر فكان فضل الله بأن لم يعاجلهم بالإهلاك ليكون من ذريتهم من يؤمن.
3- أو يكون المراد من لحق محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد قال ذلك قوم، وعليه يتجه قول قتادة: إن الفضل الإسلام، والرحمة القرآن ، ويتجه أيضا أن يراد بالفضل والرحمة إدراكهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا على أن المخاطب بقوله: عليكم لفظا ومعنى من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم، والجمهور على أن المراد بالمعنى من سلف .
4- قال ابن كثير : أي توبته عليكم وإرساله النّبيّين والمرسلين إليكم .

(لكنتم من الخاسرين).
الخسران النقصان
وسبب الخسران : نقضكم ذلك الميثاق في الدّنيا والآخرة ، قاله ابن كثير.

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
العرف في أو أنها للشك وقد أجمع العلماء كما قال ابن كثير على استحالة كونها للشك ، ولكن اختلف المتأولون فيها في هذه الآية على أقوال :
1- قال بعضهم : للتخيير : أي شبهوها بالحجارة أو بأشد منها وذلك كقوله : (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ... أو كصيب من السماء) ، ذكره الزجاج وابن عطية وحكاه ابن كثير عن القرطبي والرازي في تفسيرهما .
2- وقال بعضهم : بمعنى الواو ، مثل قوله : (آثما أو كفورا) ذكره ابن عطية وابن كثير .
3- وقال بعضهم : بمعنى بل ، كقوله تعالى : ( إلى مائة ألف أو يزيدون) ، أي بل هي أشد قسوه ، ذكره ابن عطية وابن كثير .
4- على جهة إبهام السامع كقولك أكلت تمرا أو لبنا ، حكاه ابن كثير عن الرازي وذكره ابن عطية .
5- هي على بابها في الشك ، ومعناها : عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة ، ذكره ابن عطية وحكاه ابن كثير عن ابن جرير .
6- أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة ثم ازدادت قلوبهم بعد ذلك قسوة فصارت في حد من لا ترجى إنابته .ذكره ابن عطية وابن كثير .

3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
المراد بالتبديل أنهم بدلوا ما أومروا به وهو أن يدخلوا الباب سجدا وأن يقولوا حطة أي حط عنا خطايانا ، فدخلوا يزحفون على استاههم رافعي رؤوسهم ، وهم يقولون: حنطةٌ في شعيرة .
وقد أورد البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "قيل لبني إسرائيل (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرة" .
وروي عن ابن عباس أنه قال : (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) ركعا من باب صغير ، فدخلوا من قبل أستاههم، وقالوا: حنطةٌ، فهو قوله تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}».
وهكذا روي عن عطاءٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، والضّحّاك، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، ويحيى بن رافعٍ.
قال ابن كثير : وحاصل ما ذكره المفسّرون وما دلّ عليه السّياق أنّهم بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: احطط عنّا ذنوبنا، فاستهزؤوا فقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم، وهو خروجهم عن طاعته؛ ولهذا قال: {فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون}

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 11:53 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست
من الفوائد المستنبطة من قصة بقرة بني إسرائيل :
1- عليك أيها المؤمن أن تستجيب لأوامر ربك ولا تجادل وتسأل أسئلة تعنت كما فعل بنو اسرائيل .
2- على المسلم توقير الدعاة وإنزالهم منازلهم واحترامهم .
3-كن على يقين أيها المسلم بأن الله سيجازي كل بحسب عمله ، فهذا الذي قتل عمه ليرثه فضحه الله وحرمه من المال الذي قتل عمه بسببه .
4- اعلم أيها المسلم أن الله مطلع على السرائر ، ومهما كاد الكائدون فإن الله سيظهر الحق ولو بعد حين .
5- احذر أيها المبارك من قسوة القلوب فهي مهلكة ، وإن عصيان بني إسرائيل كان سبباً في قسوة قلوبهم ، فاعلم أن المعصية والغفلة تجعل القلب قاسياً ، وعلى العكس فإن الطاعة والذكر تلين القلب .


1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
الايات تتحدث عن بني إسرائيل وهذا رابع ميثاق ذكر في سورة البقرة مع بني إسرائيل ، يقص الله سيحانه وتعالى علينا من أخبارهم للعظة والعبرة ، وهذه الايات تتحدث عن موقف بني إسرائيل عندما عاد موسى عليه السلام من ميعاد ربه ومعه التوراة فأمر قومه أن يؤمنوا بها ويتبعوا ما فيها فرفضوا وأبوا فأمر الله بأن يرفع الجبل فوق رؤوسهم ، ولنستعرض الايات بشيء من التفصيل :
- يقول سبحانه ( وإذ أخذنا ميثاقكم ) الله عز وجل أخذ الميثاق وهو العهد الغليظ المؤكد من بني إسرائيل بالطاعة والانقياد لموسى عليه السلام وما يأمرهم به من أوامر إلهية .
- ( ورفعنا فوقكم الطور ) يروى أن الله أمر الملك برفع الطور وهو الجبل ،وقيل هو الطور الذي كلم الله موسى عنده
- ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) هددهم الله بأن يأخذوا بأحكام التوراة ويتمسكوا بها بقوة وحرص .
- ( واذكروا مافيه لعلكم تتقون )إن اتباع الأوامر الإلهية التي أنزلها الله في التوراة يورث التقوى ، والتقوى هي اتخاذ وقاية بينك وبين الحرام ، وهي العمل بالطاعات والابتعاد عن المنهيات .
-( ثم توليتم من بعد ذلك ) يخبرنا الله عز وجل أنهم في بداية الأمر انقادوا خوفاً من وقوع الجبل فوق رؤوسهم ، ثم بعد فترة عادوا للتكذيب والاعراض .
-( فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ) يبين الله عز وجل رحمته ولطفه ،والخسارة النقصان ، ومن المفسرين من قال بأن الآية خاصة ببني إسرائيل ومنهم من قال بالعباد عامة .
وهناك ثلاثة أقوال :
1- ان الله يمهل الكافرين من بني إسرائيل فلم يعاجلهم بالعقوبة حتى يتوب من يتوب .
2- أن الله أمهل بني إسرائيل حتى ظهر من أصلابهم من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، قال قتادة الفضل الإسلام والرحمة القرآن .
3- أن المعنى إدراكهم للنبي صلى الله عليه وسلم .




2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.

1-قيل أو هنا بمعنى الواو ، أي المعنى فهي كقسوة الحجارة وأشد قسوة .
2- قيل إنها للتّخيير في ، مثل جالس الحسن أو ابن سيرين .
3- أنّها للإبهام وبالنّسبة إلى المخاطب، كقول القائل: أكلت خبزًا أو تمرًا وهو يعلم أيّهما أكل.
4- أنّها بمعنى قول القائل: أكلي حلوٌ أو حامضٌ، أي: وقلوبكم صارت في قسوتها كالحجارة أو أشدّ قسوةً منها لا يخرج عن واحدٍ من هذين الشّيئين .
5-وقيل بمعنى بل، تقديره فهي كالحجارة بل أشدّ قسوةً، مثل قوله تعالى {فكان قاب قوسين أو أدنى}..
6- وقيل بمعنى إما ، فقلوبكم إما كقسوة الحجارة وإما أن تكون أشد قسوة من الحجارة، كقوله تعالى :( أو كظلمات في بحر لجي ).



3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال اللّه لبني إسرائيل:{وادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم}فبدّلوا، ودخلوا الباب يزحفون على استاههم، فقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ ».
التبديل هنا أن بني إسرائيل عندما أمرهم الله بأقوال وأفعال ، فأمرهم أن يقول حطة أي حط عنا خطايانا ، وأمرهم بالدخول ساجدين فبدلوا أوامر الله مستهزئين بها ودخلوا كما ورد في الحديث فبدلاً من أن يستجيبوا لله استهزؤوا بأوامر الله وغيروها وقاموا بأمور لا تليق فاستحقوا غضب الله عليهم .

استغفر الله وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 جمادى الآخرة 1437هـ/3-04-2016م, 12:34 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1) تشديد الله عز وجل على بني إسرائيل في أمر البقرة ، عند تعنتهم ، وتضييق الأمر عليهم ، يجعل العبد يبتعد كل البعد عن التعنت ، وعن الإعراض عن أوامر الله.
2) إحياء الميت ونطقه بسم قاتله تبين رحمة الله بعباده ، وحقنه لدمائهم ، وذلك بفضح القاتل ، ووأد الفتنة.
3) معجزة إحياء الميت ، تزيد قلوب المؤمنين إيمانا ويقينا بقدرة الله عز وجل على كل شيء ، وأن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
4) في فضح القاتل ، وحرمانه من الميراث ، تجعل العبد موقنا من أن من استعجل شيئا قبل أوانه ، عوقب بحرمانه.
5) ذكر هؤلاء النفر من بني إسرائيل على وجه الذم ، على تعنتهم ، وعصيانهم ، تجعل العبد يبتعد كل البعد عن الاتصاف بأوصافهم.
6) تأييد الله عز وجل لموسى بهذه المعجزة العظيمة ، فيها تثبيت للمؤمنين ، وأن الله كما أيد رسله ، فإنه يؤيد عباده المؤمنين .
7) في عدم تعيين الله عز وجل للبعض الذي ضرب به الميت ، دلالة على عدم أهمية معرفته ، وتجعل العبد المؤمن ينشغل بما ينفعه ، ولا يتنطع.
8) ذم الله بني إسرائيل على قسوة قلوبهم ، وسرعة نسيانهم لنعم الله ومعجزاته ، تجعل العبد المؤمن دائم التعهد لقلبه ، والحرص على المسائل التي تلينه ، من ذكر نعم الله ، والمواعظ ، والذكر.

المجموعة الثانية:

1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
{وإذ أخذنا ميثاقكم} يذكر الله عز وجل بني إسرائيل بما أخذه عليهم من العهود ، بتوحيده ، والإيمان برسله ، ونصرتهم ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وعدم كتمان ما عندهم من خبر محمد صلى الله عليه وسلم ، وبيان ما في التوراة للناس وعدم كتمانه . {ورفعنا فوقكم الطور} الطور هو الجبل ، وقد رفعه الله تعالى فوقهم لما أبوا السجود طوعا ، فخوفهم الله عز وجل بذلك ، ليأخذوا بحزم وامتثال ما أخذ الله عز وجل عليهم من العهود ، ولذلك قال تعالى {خذوا ما آتيناكم} أي التوراة ، {بقوة} أي بجد وطاعة ، فأقروا بذلك ، فأزاح الله عنهم الجبل {واذكروا ما فيه} أي ما في التوراة بالتلاوة والعمل به {لعلكم تعقلون} هذا ترجي في حق العباد بالانتفاع بذلك {ثم توليتم من بعد ذلك} أي أعرضتم ، ونقضتم العهود والمواثيق ، من بعد إقراركم ، ومعاينتكم للمعجزات الباهرة ، والحجج الدامغة ، {فلولا فضل الله عليكم ورحمته} بتوبته عليكم مرة بعد أخرى ، وإرساله لكم الرسل والأنبياء {لكنتم من الخاسرين} بسبب نقضكم المواثيق ، والخسران هو النقصان ، والخاسرون قد نقصوا أنفسهم ، وبخسوها ، ما وعدها الله عز وجل من نعم في الدنياوالآخرة ، لو هم أطاعوا ربهم.

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
رغم أن العرف في أو أنها للشك ، إلا أن كلا من الزجاج وابن عطية وابن كثير حكوا على أنه لا يصح في هذه الآية، واختلف في معنى أو هنا:
فقالت طائفة: هي بمعنى الواو، كما قال تعالى: {آثماً أو كفوراً}[الإنسان: 24] أي وكفورا.
وقالت طائفة هي بمعنى بل، كقوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}[الصافات: 147] المعنى بل يزيدون،
وقالت طائفة: معناها التخيير، أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا،
وقالت فرقة: هي على جهة الإبهام على المخاطب، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع، وقد عورض أبو الأسود في هذا، فاحتجّ بقول الله تعالى: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24]، وهذه الآية مفارقة لبيت أبي الأسود، ولا يتم معنى الآية إلا ب «أو»،
وقالت فرقة: إنما أراد الله تعالى أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين،
وقالت فرقة: إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طورا، وقرأ أبو حيوة: «قساوة»، والمعنى واحد.
وقال آخرون: معنى ذلك {فهي كالحجارة أو أشدّ قسوةً} عندكم. حكاه ابن جريرٍ.
ذكر هذه الأقوال ابن عطية ، وابن كثير ، وذكر بعضها الزجاج.

3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
المراد بالتبديل هنا ، هو ما بدل بنو إسرائيل من الأقوال والأفعال التي أمروا بها من الله عز وجل ، فقد أمروا بدخول الباب سجدا {ادخلوا الباب سجدا}وذلك للتعبير عن خضوعهم ، وخشوعهم ، وذلتهم ، وطاعتهم لله عز وجل ، فغيروا هذا الفعل ، بدخولهم يزحفون على أستاههم ، من قبل أستاههم ، رافعي رؤوسهم ، استخفافا ، واستهزاء بأوامر الله عز وجل . وأمروا أن يقولوا عند دخولهم حطة {وقولوا حطة} أي أن يدعوا الله أن يحط عنهم خطاياهم وذنوبهم ، فبدلوا هذه القولة بأقوال أخرى ، تماديا في استهزائهم وتعنتهم على أوامر الله عز وجل ، وخلاصة ما قالوه في الحديث والأثرين الآتيين.روى البخاريّ: في وقوله تعالى: {فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم} عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ».ورى نحوه أيضا النسائي وعبد الرزاق وأبو داود وغيرهم ،
وروى سفيان الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن البراء: {سيقول السّفهاء من النّاس}[البقرة: 142]«قال اليهود: قيل لهم: {ادخلوا الباب سجّدًا}، قال: ركّعًا،{وقولوا حطّةٌ}: أي مغفرةٌ، فدخلوا على استاههم، وجعلوا يقولون: حنطةٌ حمراء فيها شعيرةٌ، فذلك قول اللّه تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}.
وروى أسباطٌ، عن ابن مسعودٍ أنّه قال: «إنّهم قالوا: "هطّي سمعاتا أزبة مزبا" فهي بالعربيّة: حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبةفيها شعرةٌ سوداء، فذلك قوله:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}». وكذا حكى الطبري ، مع لفظة شمقاثا عوض سمعاتا.
هذا خلاصة ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25 جمادى الآخرة 1437هـ/3-04-2016م, 01:10 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
- الاستهزاء والسخرية بالأخرين دليل على جهل الإنسان وقلة عقله بل هو من السفاهه وقال السعدي :"إن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه، وهو الذي يستهزئ بالناس" ودل على هذا رد موسى عليه السلام لما قال قومه له :"أتتخذنا هزوا " أي: أتستهزأ بنا في ذبح البقرة ؛ قال لهم "أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين "
- التحايل على النصوص وأخذ ما يوافق الهوى يخشى الإنسان على نفسه أن يصيبه ما أصاب بنوا إسرائيل فلما تحايلوا على ما منعوا منه من الصيد يوم الست عوقبوا أشد العقوبة بسبب تحايلهم فمسخوا إلى قردة وخنازير دل على هذا قولة تعالى :"ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين "
- الذلة تلحق صاحب المعصية وقد قال قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:" إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي" وعكسها الطاعة تعز الإنسان وترفع مقامة وقدرة عند الله وعند خلقة "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " ، وهذا ما حدث لبنوا إسرائيل لما عصوا الله وتحايلوا على الشرع قال الله لهم "كونوا قردة خاسئين "أي : ذليلين .
- الله سبحانه وتعالى يحب اليسر في كل شيء وقد قال صلى الله عليه وسلم :يسروا ولا تعسروا " فالواجب علينا عدم التشدد في الدين وعدم المغالاة وترك التنطع والسؤال فيما لا فائدة فيها فلما شدد بني إسرائيل على أنفسهم شدد الله عليهم ،دل على ذلك قولة تعالى "ادع لنا ربك يبين لنا ماهي وإن البقر تشابه علينا "
- جميل أن يتعظ الإنسان بما يحدث حوله ممن عصا الله وعوقبوا قبل أن يكون هو ممن يتعظ به نسأل الله السلامة والعافية وقد نبه الله سبحانه وتعالى على هذا المعنى بقولة "( فجعلناها نكالا لما بين يديها ما خلفها وموعظة للمتقين )
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
طلب الله سبحانه وتعالى من بني إسرائيل الدخول في "القرية "ميراث أبيهم إسرائيل ، لما قدموا من بلاد مصر بصحبة موسى عليه السلام ،
واختلف في المقصود بالقرية هنا فقيل :بيت المقدس وهو قول الجمهور ورجحه ابن كثير وقال هو الصحيح
وقيل: اريحا .
فلما دخلوا قال لهم : "فكلوا منها حيث شئتم رغدا" وكلوا إباحة، فأمرهم بالأكل من حيث شاءوا وأرادوا ،
ومعنى الرغد، وهي أرض مباركة عظيمة الغلة " ،
وقال بعدها " َو ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا " أمرهم بالدخول من الباب على هيئة السجود وقيل على هيئة الركوع والمراد :أن يدخلوا وهم خاضعين ،
واختلف في االمراد بــ "الباب "هنا فقيل :
- قال مجاهد: هو باب في مدينة بيت المقدس يعرف إلى اليوم بباب حطة
- وقيل هو باب القبة التي كان يصلي إليها موسى صلى الله عليه وسلم.
- وقيل كما روي مجاهد: أنه باب في الجبل الذي كلم عليه موسى كالفرضة.
والأمر بالدخول لهم هنا لغرض قتال من فيها من الكفرة ، وأيضا قد أمرهم الله بقولة "وقولوا حطة " أي: احطط عنا خطايانا ، فأمرهم الله سبحانه وتعالى بالخضوع قولا وفعلا عند الفتح وأن يقروا بذنوبهم ،
ثم قال بعدها {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ }
فما كان من بني إسرائيل إلا أن بدلوا وغيروا ما أمروا به فدخلوا القرية لكنهم خالفوا في الهيئة أمر الله بها وعاندوا في ذلك ، فقيل بأنهم دخلوا يزحفون على أستاهم وهم رافعي رؤوسهم وغيروا في القول وقالوا " حنطةٌ في شعيرةٍ وهذا كما ورد عن ابن عبّاسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «دخلوا الباب -الّذي أمروا أن يدخلوا فيه سجّدًا-يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطةٌ في شعيرةٍ».
قال سبحانه :"فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء " الفاء في قولة "فأنزلنا " هنا سببية أي: بسبب ظلمهم أنفسهم وعنادهم وما حصل منهم من تبديل قول الله أنزل الله عليهم الرجز ، والرجز هنا يقصد به " العذاب " وقيل الطاعون وقيل :البرد والصحيح بأنها لفظة عامة يقصد بها كل عذاب كما قال ابن عباس رضي الله عنه «كلّ شيءٍ في كتاب اللّه من "الرّجز" يعني به العذاب».
قال بعدها "بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" أي : أن حاصل العذاب الذي جرى عليهم بسبب ما كان منهم من فسق والفسق : هو الخروج عن طاعة الله ويقال في اللغة فسقت الرطبة إذا خرجت من قشورها .
الباء هنا في قولة :"بما كانوا" سببة ، فبسبب ما كانوا عليه من خروج عن طاعة الله استحقوا العذاب الذي نزل بهم .



2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
أ‌- -وقيل في هبوط الحجارة تفيؤ ظلالها .
ب‌- وقيل المراد: الجبل الذي جعله الله دكا.
ت‌- قيل لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها.
ث‌- قول ابن عباس : ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية اللّه، وفيه إدراكٌ لذلك بحسبه ،وهو كمن قال بأن الله يخلق حياة وخشية في الحجارة،
استدلوا بقول الله تعالى :{تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا}
واستدلوا أيضا بحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرب الأقوال والله أعلم
ج‌- قول أبو علي الجبائي وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} هو سقوط البرد من السّحاب.
- رد على هذا القول : القاضي الباقلّانيّ والرازي: قال هذا تأويلٌ بعيدٌ ،وخروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، واللّه أعلم.
ح‌- قول يحي بن يعقوب : {وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} قال: «بكاء القلب، من غير دموع العين .
وقد زعم بعضهم أنّ هذا من باب المجاز؛ وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى{والنّجم والشّجر يسجدان}

3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
المراد من معنى {الذّلّة}:
- قيل : الصغار ذكر الزجاج
- وقيل : الذّلّة فعلة من الذل كأنها الهيئة والحال.
- قال الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين
والأقوال لا تضاد بينها فالذله :أن يذلهم الله في هيئتهم فيكونوا صغار لا منعة لهم ومن ذلتهم يجعلون تحت أقدام المسلمين ..
في المراد بالمسكنة للعلماء قولين فيها .
- {المسكنة}: الخضوع، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته. ذكره الزجاج وابن كثير
- وقيل :هي الفاقة والحاجة ذكره الزجاج وابن كثير
-قال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية». ذكره ابن عطيه وابن كثير

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25 جمادى الآخرة 1437هـ/3-04-2016م, 02:06 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
- وجوب التأدب في مخاطبة العلماء فهم ورثة الأنبياء وعدم التشبه باليهود في سوء أدبهم في خطابهم لموسى { أتتخذنا هزوا }
- أن الجدال العقيم مذموم ويستلزم الوقوع في المكروه .
- أن التشدد بغير حاجة يستلزم المشقة على صاحبه فعلى العبد أن يأخذ بالتيسير لدفع المشقة عنه .
- أن استعانة العبد بربه تجلب التوفيق له لا محالة ومن ذلك قولهم { إنا إن شاء الله لمهتدون }
المجموعة الأولى:

1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.

المعنى العام للآيات :
أن الله تعالى تاب على بني إسرائيل ونجاهم من التيه وأمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسة التى كتب لهم فيستقرون بها يأكلون من خيراتها فوجب عليهم ذلك الشكر والاستغفار والخضوع والتواضع لنعمة الله تعالى عليهم ولكنهم مازالوا يكفرون النعم مرة بعد مرة ظالمين لأنفسهم فاستحقوا غضب الله عليهم وعذابه لهم .
المراد بالقرية :
بيت المقدس في قول الجمهور.قاله ابن عطية وابن كثير
وقيل إلى أريحا، وهي قريب من بيت المقدس. ذكره ابن عطية وابن كثير
معنى الرغد: الواسع الذي لا يعنّي. ج
المراد بالأمر في قوله تعالى{ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}
1- قال الحسن البصريّ: «أمروا أن يسجدوا على وجوههم حال دخولهم». واستبعده الرّازيّ ذكره ابن كثير
2- قال ابن عباس رضي الله عنه: «معناه ركوعا». . ذكره ابن عطية وابن كثير
3- وقيل متواضعين خضوعا لا على هيئة معينة. ذكره ابن عطية وابن كثير
4- أن يدخلوا ساجدين. قاله الزجاج
5- {سجّدًا}أي: شكرًا للّه تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنّصر. قاله ابن كثير
قال ابن عطية : والسجود يعم هذا كله لأنه التواضع .
المراد ب "الباب"
قال مجاهد: هو باب في مدينة بيت المقدس يعرف إلى اليوم بباب حطة، وقيل هو باب القبة التي كان يصلي إليها موسى صلى الله عليه وسلم.
وروي عن مجاهد أيضا: أنه باب في الجبل الذي كلم عليه موسى كالفرضة. ط
معنى " حطة "
أي حط عنا ذنوبنا
قال عكرمة وغيره: «أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله لتحط بها ذنوبهم».
وقال ابن عباس: «قيل لهم استغفروا وقولوا ما يحط ذنوبكم».
وقال آخرون: قيل لهم أن يقولوا هذا الأمر حق كما أعلمنا.
{نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}
هذا جواب الأمر، أي: إذا فعلتم ما أمرناكم غفرنا لكم الخطيئات وضعفنا لكم الحسنات.
ما ذكر في القول الذي بدلته اليهود
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ».رواه البخاري والنّسائيّ
والثابت أنهم حرّفوا هذا القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أمروا بها، وجملة ماقالوا أنه أمر عظيم سماهم الله به فاسقين.قاله الزجاج
معنى : رجزًا
عذابًا وفي وصف ذلك العذاب قال ابن زيد ومقاتل وغيرهما: «إن الله تعالى بعث على الذين بدلوا ودخلوا على غير ما أمروا الطاعون فأذهب منهم سبعين ألفا»، وقال ابن عباس: «أمات الله منهم في ساعة واحدة نيفا على عشرين ألفا». ذكره ابن عطية

2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟

القول الأول :
أن هبوط الحجر من خشية الله هو هبوط حقيقي واختلفوا في ذلك على أقوال :
1- أنه الجبل الذي تجلى اللّه له حين كلم موسى عليه السلام
2- أنها أثر الصنعة التي تدل على أنّها مخلوقة
قال الزجاج : وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قالعزّ وجلّ: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه}، وكما قال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات}، ثم قال: {والنّجوم والجبال}فأعلم أن ذلك تمييز أراد اللّه منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب}، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره.
3- وقيل في هبوط الحجارة تفيؤ ظلالها
4- وقيل: إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا،ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم ، قال مجاهد: «ما تردى حجر من رأس جبل ولا تفجر نهر من حجر ولا خرج ماء منه إلا من خشية اللّه، نزل بذلك القرآن»

القول الثاني :
أن لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها فالمعنى أي من رأى الحجر هابطا تخيل فيه الخشية. حكاه الطبري
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به،بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية . ذكره ابن عطية

3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
{ الذلة }
الذّلّة فعلة من الذل كأنها الهيئة والحال . قاله ابن عطية
والذّلّة :الصغار . قاله الزجاج
والمقصود : أنهم لا يزالون مستذلّين في أنفسهم وكذلك من وجدهم استذلّهم وأهانهم. قاله ابن كثير
{ المسكنة }
- الخضوع، واشتقاقه من السكون . قاله الزجاج
- المقصود هنا : زي الفقر وخضوعه، وإن وجد يهودي غني فلا يخلو منزي الفقر ومهانته. قاله ابن عطية
وفي هذا المعنى قال أبو العالية: «المسكنة الفاقة والحاجة».
ومن أشكال هذه الذلة والمسكنة ما ورد عن السلف في تفسيرها :
أنها الجزية ومن ذلك قول الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية». وكذا قال ابن عباس قتادة والضحاك

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27 جمادى الآخرة 1437هـ/5-04-2016م, 02:26 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
أحسنتم بارك الله فيكم وزادكم علما وفهما.
- نكرر التوصية بالاستدلال على الكلام دائما، فليس معنى أنه لم يطلب في السؤال بيان وجه دلالة الآيات على الفائدة أن نسارع في اختصارها.
- من الطلاب من اختصر كثيرا في استخلاص الفوائد.
ونوصيكم بتأمل هذه القصة العظيمة مرة بعد مرة لكثرة ما فيها من فوائد وعبر، ونخصّ بالثناء من استخلص عددا كبيرا من الفوائد، نفع الله بالجميع.


السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
- في سؤال التفسير باختصار لا نحتاج إلى مناقشة المسائل الخلافية بالتفصيل بل يكتفى بالقول الراجح، ولا بأس بالإشارة إلى الخلاف على وجه الاختصار.
- بعض الطلاب أوجز جدا في التفسير، وهذا ليس المقصود بالاختصار إنما المقصود ما أشرنا إليه.
ومن الطلاب المميزين في إجابة سؤال التفسير عموما الأخت أمل يوسف - بارك الله فيها -، فهي تجمع بين الأقوال بعبارات سلسلة، وتعرض الأوجه التفسيرية المحتملة للآية بصورة ميسّرة، وتشير إلى الخلاف باختصار لا يشتت القاريء.
- تنبيه مهم:
في تفسير ابن عطية الأندلسي رحمه الله تجدون كثيرا عبارة "قال القاضي أبو محمد كذا وكذا" فننبه إلى أن القاضي أبو محمد هو نفسه ابن عطية رحمه الله، وهذه العبارة قد يضعها الكاتب بنفسه أو من ينسخون كتابه لتمييز كلامه عن كلام من ينقل عنهم من أهل العلم، خاصّة إذا كان الكلام تعليقا أو تعقيبا على شيء من هذه الأقوال.

2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
في معنى الهبوط قولان:
القول الأول: أنه هبوط حقيقي وخشية حقيقية، وهو ما رجحه المفسّرون الثلاثة واستدلّوا له.
القول الثاني: أن الخشية والهبوط على سبيل الاستعارة والمجاز، واختلفوا في معناها على ستة أقوال تعقّبها المفسّرون بالردّ.
وننبه على أنه لابد من ذكر جميع الأقوال على هذين التصنيفين مع نسبتها، ومناقشة كل قول بالتفصيل.

3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
قد أحسنتم بارك الله فيكم.
وقفة تأمّل:
قال ابن كثير في معنى ضرب الذلّة والمسكنة على اليهود: "أي وضعت عليهم وألزموا بها شرعا وقدرا".

- {الذّلّة}: معناها الصغار والذلّ، ويراد بها أنه لا منعة لهم، وأينما وجدوا فهم مستذلّون مهانون، وهذا واقع لليهود على مرّ العصور، فكم تسلّط عليهم من الأمم وأهانوهم وأذلّوهم، وهذا من مظاهر الذلّة المضروبة عليهم قدرا تسلّط الأمم عليهم إلا أن يجدوا من يعينهم ويؤويهم.
ودفعهم الجزية، كما قال تعالى: {حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون}، فلا أمان ولا منعة حتى يدفعوا الجزية للمسلمين إذا كانوا في ظلّ حكمهم، وهذا من مظاهر الذلّة المضروبة عليهم شرعا.

وهم أيضا أذلّاء في أنفسهم، فإن هذا الشعور ملازم لهم وإن بدا عليهم غير ذلك، وهذا من الذلّة المضروبة عليهم قدرا.
- {المسكنة}: معناها الخضوع، واشتقاقه من السكون، "يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته" كما قال الزجّاج.
ويراد بها الفقر والحاجة إما على الحقيقة مثل ما ابتلوا به من الخراج والجزية، وهذا من المسكنة المضروبة عليهم شرعا.
وإما أنه يراد به زيّ الفقر ومهانته، فحتى إذا وُجد يهودي غني فإنه لا يخلو من تلك الهيئة، وهذا من المسكنة المضروبة عليهم قدرا.
وصدق ربنا جلّ وعلا.

التقويم:
1: أمل يوسف أ+

2: مضاوي الهطلاني أ+

3: عائشة أبو العينين ب

- يؤخذ على الإجابة الاختصار في سؤال التفسير.
- يجب أن يُفرّق بين المراد بالذلة والمراد بالمسكنة.

4: فاطمة الزهراء أحمد أ+
- اختصرت في السؤال الأخير، فلم تبيني إمكانية الجمع بين القولين في المراد بالمسكنة.

5: شيماء طه ج+
- اختصرت في سؤال التفسير.
- اختصرت في سؤال معنى هبوط الحجارة من خشية الله، فلم تذكري جميع الأقوال ولم تناقشي كل قول وتبيني الراجح.
- كذلك لم ترجحي أو تجمعي بين الأقوال في المراد بالذلة والمسكنة.

6: نبيلة الصفدي ج
بارك الله فيك، يبدو أن إجابة المجلس قدّمت على عجل.
- التفسير مختصر جدا، وأحيلك على تفسير الأخت أمل يوسف خصوصا وعلى بقية إجاباتها عموما.
- في سؤال معنى هبوط الحجارة من خشية الله:
لم تذكري جميع الأقوال، كالقول الذي ذكره الزجّاج مثلا أنه أثر الصنعة التي تدلّ على أنها مخلوقة.
يلاحظ اقتصارك على تعقيبات ابن عطية دون ابن كثير.
ذكر عبارات لا تعتبر أقوالا في المسألة، مثل:
اقتباس:
قيل :إنّ من الحجارة لألين من قلوبكم عمّا تدعون إليه من الحقّ{وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون}». ك
- كذلك في السؤال الأخير، الجواب محتاج إلى تركيز أكثر، وعدم التفرّع إلى مسائل أخرى.

7: نوف أ
- خلطت بين الفوائد المستخلصة من قصة بقرة بني إسرائيل وفوائد قصة أصحاب السبت.
- فاتك القول الذي ذكره الزجّاج في معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
- يجب الجمع بين الأقوال في المراد بالمسكنة طالما هو ممكن مثلما فعلت في الشطر الأول من الجواب.

8: الشيماء وهبة ب+
- اختصرت كثيرا في سؤال الفوائد السلوكية.
- في سؤال معنى هبوط الحجارة من خشية الله، توزيعك للأقوال على القولين الرئيسين ليس صحيحا، فتفيؤ الظلال وأثر الصنعة لا يراد به هبوط حقيقي، كذلك لم تستوفي جميع الأقوال في المسألة.


يتبع إن شاء الله بتقويم إجابات المجموعة الثانية.
بارك الله فيكم ونفعكم بما تعلمتم ونفع بكم وزادكم علما.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 جمادى الآخرة 1437هـ/5-04-2016م, 04:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


المجموعة الثانية:
1:
فسّر باختصار قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
- يستفاد من الإرشادات في طريقة الجواب والموضوعة في تقويم إجابات المجموعة الأولى.
- بعض الطلاب اختصر في التفسير فلم يذكر قصة هذه الآية، سبب رفع الطور على بني إسرائيل ومتى كان منهم ذلك.
وأحسن من أجاب على هذا السؤال ثلاثة: هناء هلال، وميسر ياسين، وريم الحمدان.

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
أوفى الإجابات على المسألة وأحسنها عرضا وتنظيما هي إجابة الأخت عابدة المحمدي - بارك الله فيها - .
والأقوال قد ذكرتها الأخت وذكرت حجة كل قول ونسبته وبيّنت القول الراجح منها، فنرجو الاستفادة من طريقتها في العرض، وفقكم الله.


3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
الأقوال الواردة في المسألة تكاد تكون أقوالا متّفقة فنخلص إلى القول النهائي، بأنهم دخلوا على هيئة كذا وقالوا كذا، وهو حاصل ما ذكره فلان وفلان وفلان، لا أن نعدّد أقوالا متّفقة ترجع في النهاية إلى قول واحد.
مع ضرورة إيراد الحديث النبوي الوارد في تفسير الآية بنصّه.
وأحسن من أجاب على هذ السؤال هي الأخت هناء هلال والأخ كمال بناوي والأخت مها شتا.
وبقية الطلاب ما بين مختصر جدا ومستفيض في تعداد الأقوال، بارك الله في الجميع.



التقويم:
9: كوثر التايه ب+
10: عابدة المحمدي ب+
11: مها شتا أ
12: ميسر ياسين محمد محمود أ
13: هناء هلال أ
14: ريم الحمدان ب+
15: كمال بناوي أ


تمّ تقويم المجلس والحمد لله.
ونفتقد بقية الطلاب، بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 جمادى الآخرة 1437هـ/6-04-2016م, 10:46 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 – 74)

إعتذار واجب: أعتذر عن التأخر في آداء الواجب ، ولكن كان ذلك خارج الإرادة بسبب الظرف الصحي الذي مررت به ، وأرجوا من الله أن تتقبلوا اعتذاري.



السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
- التسليم لأمر الله ، ولو كان في ظاهره غير معلوم الحكمة منه.
- الإيمان بالبعث بعد الموت ، وهذا يحث على نقاء القلب وقصر الأمل والعمل الصالح.
- الإيمان بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم .
- الإيمان برسالة موسى عليه السلام ، وانه منزه عن الاستهزاء والجهل.
- من تعجل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
- أن كثرة المعجزات والآيات ليست مقياساً للإيمان بالله ، فبني إسرائيل أكثر من جاءتهم المعجزات فكانوا أشد الناس عناداً وكفرا.
- من شدد شدد الله عليه، فقد جاء في الحديث الصحيح ((إنَّ الدِّينَ يُسرٌ ، و لا يُشادُّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا و قارِبُوا و أبْشِرُوا ، و اسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ و الرَّوْحَةِ وشيءٍ من الدُّلَجَةِ ))
- كثرة المسألة في ما لا يعني من أسباب كثرة التكاليف والعنت. روى عن ابن عبّاسٍ أنه قال:[لو أخذوا أدنى بقرةٍ اكتفوا بها، ولكنّهم شدّدوا فشدّد اللّه عليهم].
- أن اللون الأصفر مما يُسَر به الناظرين. روى عن قال ابن عباس وغيره:[الصفرة تسر النفس].
- معرفة فائدة الاستثناء وهو قول [ أفعل إن شاء الله ]وأنه من أسباب الهداية. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((لولا ما استثنوا ما اهتدوا إليها أبدا)).
- مراقبة القلب والحرص على طاهرته بما يليق بعبادة الله تعالى ومعرفة معنى قوله تعالى: {مخرج ما كنتم تكتمون}.
- الإيمان بأن الله قادر على كل شيء .



المجموعة الأولى:
1:فسّر باختصار قول الله تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
جـ1:التفسير
وَإِذْ قُلْنَا: وهذا أمر من الله سبحانه لنبي اسرائيل ، وهذا كان لمّا خرجوا من التّيه بعد أربعين سنةً مع يوشع بن نونٍ، عليه السّلام، وفتحها اللّه عليهم عشيّة جمعةٍ، وقد حبست لهم الشّمس يومئذٍ قليلًا حتّى أمكن الفتح ، فهم لما قدموا من مصر بصحبة موسى، عليه السّلام، أمروا بدخول الأرض المقدّسة الّتي هي ميراثهم ، وقتال من فيها من العماليق الكفرة، نكلوا عن القتال وضعفوا واستحسروا، فرماهم اللّه في التّيه عقوبةً لهم ،حتى اذن لهم وأمرهم بدخول بيت المقدس.
ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ: والقرية هى المدينة، تسمى بذلك لأنها تقرت أي اجتمعت ، والمراد بها هنا بيت المقدس على اصح الأقوال ، فقد ورد أنها أريحا ، وورد أنها مصر ، وهذه أقوال ضعيفة.
فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا: أي اباح الله لهم الأكل حيث شاءوا من هذه الأرض الواسعة العظيمة الغلة ، والرغد : الواسع الذي لا يعنّي.
وَادْخُلُوا الْبَابَ: والباب هو باب في مدينة بيت المقدس ، قيل هو باب الحطّة من باب إيلياء ببيت المقدس، وهو قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما ، وروي عن مجاهد أيضا: أنه باب في الجبل الذي كلم عليه موسى كالفرضة، وقيل هو باب القبة التي كان يصلي إليها موسى صلى الله عليه وسلم، وحكى الرّازيّ عن بعضهم أنّه عن باب جهةٍ من جهات القرية.
سُجَّدًا: أي خاضعين خاشعين متذللين راكعين.
قال ابن عباس رضي الله عنه: سجواداً معناه ركوعا ، وروى عن عبد اللّه بن مسعودٍ: [وقيل لهم ادخلوا الباب سجّدًا، فدخلوا مقنعي رؤوسهم، أي: رافعي رؤوسهم خلاف ما أمروا]، وحكي عن ابن مسعود وغيره: [أنهم دخلوا يزحفون على ]، وقال ابن عبّاسٍ: [فدخلوا على شقٍّ] . وخلاصة هذا كله أنهم دخلوا على غير الهيئة التي أمرهم الله أن يدخلوا عليها تكبراً وعناداً.
وَقُولُوا حِطَّةٌ : أي: حط ذنوبنا عنا، ومعناه أقروا بذنبكم ، وقولوا ما تُحط به ذنوبكم ، فحرّفوا هذا القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أمروا بها، وجملة ما قالوا أنه أمر عظيم سماهم الله به فاسقين.
قال ابن عباس: [قيل لهم استغفروا وقولوا ما يحط ذنوبكم].
وقال عكرمة وغيره: [أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله لتحط بها ذنوبهم].
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ: أي إذا قلتم وفعلتم ما أُمرتم به غفرنا لكم خطيئاتكم ، وهذا جزاء ما أمروا به.
وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ: أي إذا غفرنا لكم ضعفنا الحسنات لمن أحسن منكم ، وقيل أن المراد بالمحسنين هنا من دخل كما أمر الله من بني إسرائيل.
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا: أي دخلوا على غير الطريقة التي أُمروا بها ، ولم يقولوا ما أُمروا به ، روى البخاري بسنده عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال : ((قيل لبني إسرائيل)):{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ)).
قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ: أي لم يقولوا حظة كما أمرهم الله بل قالوا مستهزئين: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ، روى عن ابن مسعودٍ أنّه قال: [إنّهم قالوا: "هطّي سمعاتا أزبة مزبا" فهي بالعربيّة: حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبة فيها شعرةٌ سوداء، فذلك قوله]: {فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}،وروى عن ابن عبّاسٍ في قوله:{ادخلوا الباب سجّدًا}[ركّعًا من بابٍ صغيرٍ، فدخلوا من قبل أستاههم، وقالوا: حنطةٌ، فهو قوله تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}.
فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ: الرجز هو غضب الله وعذابه ، ومنه الطاعون ، وحاصل الأمر أنهم لما خالفوا وعصوا أنزل الله بهم بأسه وعقابه، وذلك جزاء فسقهم وخروجهم عن طاعة الله تعالى.

2:ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
جـ2: ورد في معنى هبوط الحجارة من خشية الله أقوال:-
1- قيل هو سقوط البرد من السّحاب. قال القاضي الباقلّانيّ: وهذا تأويلٌ بعيدٌ وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ وقال ابن كثير :هو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، واللّه أعلم.
2- قيل هو بكاء القلب، من غير دموع العين. ذكره ابن أبي حاتم بسنده عن يحيى بن يعقوب
3- وقيل هبوط الحجارة يعني تفيؤ ظلالها.
4- وقيل المراد الجبل الذي جعله الله دكا.
5- وقيل أنّ هذا من باب المجاز؛ وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ}قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى:{إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها}الآية ، وفي الصّحيح ))هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه((، وكحنين الجذع المتواتر خبره، وفي صحيح مسلمٍ: ((إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن)).
6- وقيل: إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا خُلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير

3:ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
جـ3: ورد في المراد بالذلة والمسكنة في الآية قولين:-
1- أنها الخراج والجزية . وهذا قول ابن عباس والحسن والضحاك وقتادة وعطية العوفي
روى عنه الضحاك عن ابن عباس أنه قال: [هم أصحاب النّيالات يعني أصحاب الجزية] ، وقال الحسن: [أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية].
2- أنها الفاقة والحاجة.وهو قول أبي العالية ،،، وهذا خُلاصة ما ذكره ابن عطية وابن كثير

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29 جمادى الآخرة 1437هـ/7-04-2016م, 09:56 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

السؤال الأول : عام لجميع الطلاب .
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- حاجة الناس إلى الاستعانة والاستعاذة بالله (قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين).
2- كثرة السؤال والبحث عما وراء الأشياء بلا هدف سبب للتضيق ، "إنما أهلك من كان قبلكم كثرة السؤال" وقد ضيق الله على بني إسرائيل في صفات البقرة بسبب كثرة سؤالهم.
3- توفيق الله سبحانه مقرون بالالتجاء إليه وتعلق القلب بمشيئته ، (وإنا إن شاء الله لمهتدون) (فذبحوها وما كادوا يفعلون).
4- كثرة الآيات وتنوعها لا تؤثر في قلب الجهلة والمعرضين (ويريكم ءايته لعلكم تعقلون).


المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
لما خرج بنو إسرائيل من التيه أمروا أن يدخلوا القرية المذكورة في الآية ، وقيل هي بيت المقدس ، وهم ساجدين ويقولون حطة ، أي حط عنا ذنوبنا وخطايانا ، فيعترفون بذنوبهم ويستغفرون منها ، ليغفر الله لهم ويزيدهم إحسانا على إحسانهم ، لكنهم ظلموا أنفسهم وبدلوا القول الذي أمروا به بقول آخر ، فدخلوا الباب زاحفين على أستاههم قائلين: حبة في شعيرة!! ، فانتقم الله منهم فأنزل على الظالمين رجزا وعذابا شديدا من السماء جزاء ظلالهم ومعصيتهم وفسقهم.



2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أقوال: قيل المراد : تفيؤ ظلالها ، وقيل: الجبل الذي جعله الله دكا.
وقيل: إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل:لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها.
- كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها.
وحكى الطبري عن فرقة : أن الخشية للحجارة مستعارة
-كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى: {يريد أن ينقضّ}[الكهف: 77].
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة.
وقيلإنها أثر الصنعة التي تدل على أنّها مخلوقة، وهذا قول ضعيف.
لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عزّ وجلّ: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه}، وكما قال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات}، ثم قال: {والنّجوم والجبال} فأعلم أن ذلك تمييز أراد اللّه منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب}، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره).
قيل هو سقوط البرد من السّحاب. قال القاضي الباقلّانيّ: وهذا تأويلٌ بعيدٌ وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ وهو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ .


3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟

الذِّلَّةُ : من الذّل و الصغار ، قال الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية
وَالْمَسْكَنَةُ: الخضوع، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته. ز ع
قال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية ، يعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ». ع ك
وقال أبو العالية: «المسكنة الفاقة والحاجة». ع ك


أعتذر من التأخير بسبب ظروف وفاة جدتي رحمها الله وغفر لها.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 1 رجب 1437هـ/8-04-2016م, 10:49 AM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

استخرج الفوائد السلوكية من قصةبقرةبنيإسرائيل ممادرست.
1- على المؤمن عدم التشبه بصفات بني إسرائيل من كثرة تعنتهم وعدم الأمتثال لأمرالله
2- يجب سرعة الأمتثال لأمر الله .
3- ترك كثرة الأسئلة التي ليس وراءها مقاصد صحيحة ( قالوا ادع لنا ربك ....)
4- إحياء البقرة مظهر من مظاهر قدرة الله .
5- اليقين بأن البعث واقع لامحالة .( كذلك يحيي الله الموتى )

المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا) أمر الله عزوجل بني إسرائيل بدخول القرية وهي بيت المقدس على قول الجمهوروذلك لما كانوا في التيه بسبب وأباح لهم الأكل فيها فقال كلوا منها حيث شئتم رغدا إي واسعا هنيئا لا عناء فيه .
(وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) فإذا فتحوا القرية أمروا أن يدخلوها خاضعين لله شكرا على الفتح والنصر .
(وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) وأمروا أن يقول احطط عنا ذنوبنا ويقول مايسبب لهم مغفرة الذنوب ووعدهم على ذلك مغفرة الخطايا والذنوب وتضعيف الحسنات
(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) بني إسرائيل بدلوا القول والفعل وقالوا حبة في شعره ودخلوا يزحفون على أستائهم
(فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) فكان جزائهم العذاب الشديد وذلك بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله



2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
1- المراد الجبل الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام
2-أثر الصنعة التي تدل على أنّها مخلوقة، وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثرالصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عزّ وجلّ: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعامن خشية اللّه.
3-بكاء القلب، من غير دموع العين
4- من باب المجاز .وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدارفي قوله: {يريد أن ينقضّ
3 : ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
الذل فعل من ذل كأن هيئته وحاله الصغار
المسكنة مأخوذة من السكون وهو المسكين الذي أسكنه الفقروالخضوع
وذكر فيها أقوال
1- : {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة} قال: «هم أصحاب النّيالات يعني أصحاب الجزية». مروي عن ابن عباس
2- (وضربت عليهم)يعطون الجزية عن يدٍ وهمصاغرون مروي عن قتادة
{وضربت عليهم الذّلّة} «الذّلّ». الضحاك
1- «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية». مروي عن الحسن
2- المسكنة الفاقة مروي عن أبو العالية والرّبيع بن أنسٍوالسّدّيّ
3- الخراج مروي عن عطيّة العوفيّ

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 25 شعبان 1437هـ/1-06-2016م, 01:12 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.

1- علينا أن نربي أنفسنا ومن حولنا على تعظيم أوامر الله تعالى وإجلالها فمتى ما نقص هذا
كان بداية التسويف والعصيان كما حصل من بني إسرائيل .
2- إذا دنت همة العبد وقصر علمه هانت عليه نفسه واستخف بمن حوله ولو كان له قدره ومكانته ،
ونلحظ هذا في تعامل بني إسرائيل مع نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام .
3- من سار على شرع الله تعالى وهدي نبيه سلم من العنت والتشدد الذي يورد العبد إلى مالا يحتمل
زفينقطع ويهلك ،فعلينا أن نقوم بأمر الله ما نستطيعه وأن نجاهد أنفسنا على طاعته، وأن نسوسها
ونرغبها بما عند ه ،
3- إذا عزم العبد على الطاعة اعانه الله عليها وسهل سبلها ،فعلينا أن نراقب نياتنا ، وأن نعرف
مقاصدنا ،نلحظ إن بني اسرائيل لما عزموا على تنفيذ أمر الله تيسر لهم تنفيذه وذلك
من قوله تعالى ( وإنا إن شاء الله لمهتدون )
4- التحايل والتملص من التزام أوامر الله من صفات من بني إسرائيل فعلينا أن نبتعد عن كلّ ما
يجعلنا نتشبه بهم ، وأن نسيّر شهواتنا ورغباتنا وفق شرع الله .
5- العقل الرشيد يدل صاحبه على الحق إذا سلم من الهوى ،فعلينا أن نزكٰي عقولنا وننير بصائرنا
بتدبر كتاب الله ،وتأمل سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم .

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا
مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.

يقول الله تعالى مذكّرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق وما أوجب عليهم من الإيمان به
واتباع رسله ،تخويفاً لهم وحضاً على امتثال أمره وأخذه بقوة وحزم ،فما كان من حالهم إلا أن تلكؤا
وأبوا، فخوفهم بالعذاب وأخذ عليهم الميثاق ،فأذعنوا على كره وخوف ، وذلك ليبين للمسلمين خطأ
فعلهم وعاقبة أمرهم ليحذروا من سلوكه ،وقصة هذه الأية ، أن موسى عليه السلام لما جاء إلى بني
إسرائيل من عند الله تعالى بالألواح فيها التوراة، قال لهم: خذوها، فأبوا وامتنعوا وطلبوا إن يكلمهم
الله تعالى كما كلّم موسى، فرفع الله فوقهم جبل الطور حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم فسجدوا
توبة لله وأخذ عليهم الميثاق ألا يضيعوها ، وأن يأخذوها بجد وتصديق ،وتدبر لما فيها وعمل به
وعدم شك فيه ،ليكون لهم وقاية من غضبه وعذابه، فما كان منهم بعد هذه الآيات العظام إلا أن
نقضوا الميثاق وأدبروا عن الحقّ فلوا أخذهم العذاب لكان عدلاً منه سبحانه ،وكانو من الخاسرين
في الدنيا والأخرة ،ولكنه تفضل عليهم ولم يهلكهم وأمهلهم ليكون من ذرّيتهم من يؤمن بالنبي
محمد صلى الله عليه وسلم ويدخل في دين الإسلام وهذا هو الذي عليه قول السلف رضي الله عنهم .

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
ورد في معنى "أو" في هذه الآية عدة إقوال :
- القول الأول : أنها للإباحة والتخيير ، أي مثلًا، كقوله لهذا وهذا ، وجالس الحسن أو ابن سيرين .
- القول الثاني :أنها بمعنى الواو، كما قال تعالى: {آثماً أو كفوراً} ذكره ابن عطية وابن كثير .
- القول الثالث :. أنها على وجه الإبهام على المخاطب، كا قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
وليس ذلك شكاً من أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع، وقد عورض فيه ، فاحتجّ بقول الله تعالى: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبينٍ ،ذكره ابن عطية وابن كثير
- القول الرّابع :أنها بمعنى بل، كقوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أي ، بل يزيدون، ذكره
ابن عطية وابن كثير .
- القول الخامس : أنها بمعنى الشك، أي لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة،
وقد أجمع علماء اللغة على استحالة كونها للشك ، ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن جرير .
- القول السادس : مثلوا لها بمثلين ، إمّا أن تكون مثل الحجارة في القسوة وإمّا أن تكون أشدّ منها قسوةً،ومثال هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين،
- القول السابع : قول فرقة منهم إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة،
كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من
لا ترجى إنابته، ذكره ابن عطية وابن كثير .

3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟

جاء في المراد في التبديل في هذه الآية عدة رويات ، خلاصتها ماذكره ابن كثير رحمه الله تعالى ،
أن حاصل ما ذكره المفسّرون وما دلّ عليه السّياق أنّهم بدّلوا ما أمرهم اللّه به وخالفوه قولاً وفعلا .
وذلك أنهم أنهم لما جاؤوا الباب دخلوا من قبل أدبارهم القهقرى، وأنهم قيل لهم {وقولوا حطّةٌ }
فبدّلوا وقالوا حبّةٌ في شعرة ، وذلك كما ورد من حديث أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ
صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا
يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ»

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir