المجموعة الأولى:
س1: ما المراد بـ " النبإ العظيم " في قوله تعالى : { عم يتساءلون. عن النبإ العظيم } ؟
ورد في المراد ب"النبأ العظيم" قولان:
الأول: المراد به يوم القيامة والبعث, قال به قتادة, ذكره ابن كثير وقال به, وقال به السعدي.
الثاني: المراد به القرآن, قال به مجاهد, ذكره ابن كثير, وقال به الأشقر.
وليس هناك تعارض بين القولين, بل هي من اختلاف التنوع, فمن قال إن المراد به البعث, نظر إلى موضوع السورة وما تحدثت عنه في الآيات اللاحقة, ومن قال إنه القرآن, استدل بقوله تعالى:"بل هو نبأ عظيم", ولأن الكفار اختلفوا في القرآن اختلافا كبيرا, فقالوا عنه شعر, وقالوا سحر, وقالوا كهانة.
والقول بأنه القرآن أعم, لأن من كذب بالقرآن كذب بجميع ما فيه من توحيد ومن أخبار البعث والنشور وأخبار يوم القيامة.
وسبب الإختلاف المفسرين في المراد من النبأ العظيم, أنه لم يكن هناك تعيين لماهية النبأ العظيم في الايات, ذكره الشيخ مساعد الطيار.
س2: اذكر المقسم به والمقسم عليه في سورة النازعات.
المقسم به هم الملائكة وأعمالهم التي وردت في الآيات, في قوله تعالى:"والنازعات غرقا والناشطات نشطا فالسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا", وهذا دليل على عظم شأنهم, وعظم وأهمية ما يقومون بع من أعمال.
أما المقسم عليه فلم يأت مصرحا به في الآيات, فذكر السعدي أنه البعث والجزاء, لأن ما بعدها من الآيات تتحدث عن أهوال يوم القيامة والبعث والجزاء, وقال أيضا: أنه قد يكون المقسم عليه الملائكة أيضا, فيكون الله عز وجل أقسم بها عليها, لأن الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة, ولأن المذكور من أعمالهم ما يتضمن الجزاء عند الموت.
وقدر الشيخ مساعد الطيار في تفسيره المقسم عليه, وذلك عند تفسيره للآية:"يوم ترجف الراجفة", فقال:"أي لتبعثُنَّ يوم تهتزُّ وتضطربُ الأرضُ بسبب النفخة الأولى التي تتبعُها النفخةُ الثانية", فيكون المفسم عليه البعث والجزاء.
س3: من خلال دراستك لسورتي النبإ والنازعات ، بماذا ترد على من ينكر البعث يوم القيامة ؟
يكون الرد بإيراد الإدلة التي ذكرها الله سبحانه في السورتين, لتكون دليلا على تحقق البعث والجزاء, وهي:
- ما جاءت به الرسل, وما جاء في القرآن من نصوص دالة على البعث, وما جاء فيه من عاقبة المكذبين وما حل بهم, وما جاء فيه من أخبار وأوصاف ليوم القيامة وما يحصل فيه, وثواب المصدقين وعقاب المكذبين, قال تعالى:"إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا", وقال:"إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا", وقال عن فرعون:"فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى", والعقل يرفض أن يعيش البشر ومنهم ظالم ومظلوم, ومحسن ومسيئ, ومؤمن وكافر, ثم ينتهون جميعا نهاية واحدة, لا قصاص ولا حساب ولا جزاء, كما قال تعالى:"أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون".
- النشأة الأولى وخلق الإنسان,قال تعالى:"أأنتم اشد خلقا ام السماء", فالخالق لها من عدم, الواهب لها جميع ما تحتاجه من أشياء تمدها بالحياة, سواء من داخل الإنسان نفسه أو مما سخره الله له في هذه الحياة وأمده به, فمن قدر على النشأة الأولى, فالبعث عليه أهون, كما قال تعالى:"أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى", وكله على الله سبحانه هين, قال تعالى:"وخلقناكم أزواجا" فامتن الله عليهم بخلقهم أزواجا لتحصل لهم نعمة التكاثر وإنجاب الذرية, ورؤية ولادة الجنين ونموه, بعد ان كان عدما.
- قدرة الله الكاملة والتي يسهل لأي إنسان رؤيتها إذا تأمل فيما خلق الله من أرض ثبتها بالجبال الرواسي, ومهدها ليسهل العيش عليها, وسخر ما فيها وذلله لبني آدم, وخلق السموات المحكم المتقن وهو اشد خلقا من خلق الإنسان, فلا يرى الناظر إليها اي فطور, بل مع شدة خلقها وإحكامه, جعلها الله زينة للناظرين, كما قال تعالى:"أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها رفع سمها فسواها", وقال:"ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين", وقال:"ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا", فالقادر على خلق مثل هذه لمخلوقات العظيمة, لقادر من باب أولى على بعث الحياة في الإنسان بعد موته, وهو عليه هين.
- إنزال المطر من السماء على الأرض الميتة الجدباء اليابسة, فتهتز وتنتفخ وتتشقق عن أنواع من النباتات الخضراء التي لا يمكن للإنسان إخراجها, فقد كانت حبا يابسا ميتا مدفونا في اللأرض, فأحياه الله بالمطر, كما قال تعالى:"وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا", وهذا تقريب لكيفية بعث الناس من قبورهم يوم القيامة, حيث ينبت عجب الذنب, وهو الشيئ الوحيد الذي لا يبلى في الميت, فينبت بعد ان ينزل الله عليه مطر ابيض ثخين كالمني, كما جاء في الحديث:"ثم ينُزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجبْ الذنبَ ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
- تعاقب الليل والنهار, فشروق الشمس التي تزيح الظلمة وتنشر النور, فينتشر الناس لطلب المعاش وغيره, ثم ترتفع في كبد السماء, حيث تكون في أوج شبابها وحرارتها, وبعد ساعات, تبدأ في الأفول شيئا فشيئا حتى تختفي تماما ويختفي نورها كأن لم تكن, ويعم الظلام مرة أخرى فيصبح البشر كأنهم في حالة موت حتى تشرق مرة أخرى في اليوم الثاني في موعدها, كما قال تعالى:"وجعلنا سراجا وهاجا", وقال:" وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا", وقال"وأغطش ليلها واخرج ضحاها", كذلك منازل القمر, وكيف يكون مختفيا في بداية ولادته, ثم يصبح هلالا, ثم يكبر وينتفخ حتى يصبح بدرا, وبعدها يبدأ بالتناقص من جديد حتى يعود كالعرجون القديم, كما قال تعالى:"والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم", وهو يشبه في هذا مراحل نمو الإنسان: من عدم فضعف, ثم إلى قوة, ثم إلى ضعف من جديد حتى يموت ويختفي في قبره, فالناظر لهذه المراحل المشاهدة يوميا أو شهريا, لا ستطيع إلا أن يربطها بحياة الإنسان, فالقادر على هذا, لهو قادر من باب أولى على بعث الإنسان ورد الروح لجسمه, وهو هين عليه سبحانه.
- نوم الإنسان, كما في قوله تعالى:"وجعلنا نومكم سباتا", فالنوم يسمى الموتة الصغرى, وحال الإنسان فيه تكون قريبة وتشبه حالة الميت, إلا إن روح النائم تكون معه, لكنه يكون منقطعا عن الحركة والحياة, حتى يأذن الله ويرسل الأرواح التي لم يحن اجلها, ويمسك التي قضى عليها الموتو كما قال تعالى في سورة الزمر:"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى اجل مسمى".
س4: فسّر قول الله تعالى: {إنّ للمتقين مفازًا. حدائق وأعنابًا. وكواعب أترابًا }
بعد ان ذك الله مصير الكافرين وماذا أعد لهم في الآخرة, ليقع في النفوس الخوف فيرجعوا إلى ربهم, ويقبلوا على العمل, جاء بذكر ثواب المتقين ترغيبامنه سبحانه, ليكون العبد دائما بين الخوف والرجاء, كما قال تعالى:"وادعوه خوفا وطمعا", فأخبر سبحانه بأن من عمل بما أمر الله واجتنب نواهيه, متوقيا بذلك غضبه وعذابه, راغبا في ثوابه ورضاه وجنته, هؤلاء هم الذين حققوا الفوز في الآخرة, فظفروا بالمطلوب ونجوا من المرهوب, كما فسر التقوى ابن مسعود رضي الله عنه, في قوله تعالى:"اتقوا الله حق تقاته", فقال:"أن يطاع فلا يعصى, ويذكر فلا ينسى, ويشكر فلا يكفر", ومما فازوا به في هذا اليوم العظيم, ما أعده الله لهم من بساتين ومتنزهات فيها من شتى أنواع الثمار, مما تشتهيه النفس وتلذ به, ومن بينها الأعناب, وخصه سبحانه بالذكر لفضله عندهم, فكان في ذكره زيادة ترغيب, ومن مفاز المتقين ايضا: الحور والزوجات الأبكار الواتي تظهر عليهن علامات الشباب والنضارة, كما قال تعالى في وصفهن:"عربا أترابا", فنهودهن مستديرة لم تتكسر, قائمة على صدورهن, وهن متساويات في السن, قيل في سن الثلاثين, وقيل الثالثة والثلاثين, وهذا أدعى ان يكن متآلفات مع بعضهن, متحببات إلى أزواجهن, وهذا من اعظم النعيم النفسي.
س5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : {فقل هل لكَ إلى أن تزكى}.
- اتباع المنهج الرباني في الدعوة,"فقل".
- الدعوة تحتاج إلى علم ,"فقل".
- توجيه النصح والإرشاد حتى لمن ظاهره يدل على استحالة الإستجابة.
- دعوة الناس وتوجيه النصيحة لهم تكون بالحسنى.
- معاملة الناس تكون بأخلاق الإسلام لا يأخلاق المدعو.
- استعمال أسلوب الترغيب في الدعوة, فهو مما تلين معه القلوب.
- التلطف مع المدعو مع الرحمة والشفقة عليه.
- التدرج في النصح, فتكون أولا بعرض أمور يتفق عليها الجميع, "تزكى".
- التركيز على تزكية النفس كونها مطلب شرعي, بفعل ما امر الله به والبعد عما نهى عنه.