أجب على الأسئلة التالية:
س1: عرّف العقيدة لغة واصطلاحاً.
العقيدة لغة: من العقد والربط, من عقد الشيئ, فهي تدل على الإحكام والإبرام.
أما اصطلاحا: فالعقيدة هي الإيمان اليقيني الذي لا شك فيه، وهذا إما بالنسبة إلى ذات العقيدة نفسها إن كانت سليمة صحيحة لا يتطرق إليها الشك، أو تكون كذلك بالنسبة إلى من يعتقدها مع كونها عقيدة باطلة, لكنها بالنسبة إليه يقينية لا شك فيها.
س2: ما هو منهج أهل السنّة والجماعة في العقيدة؟
يتميز منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة وغيرها بأنهم يسيرون على ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام, وماكان عليه أصحابه ومن تبعهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة الفضلى.
وبذلك يتميزون عن باقي الفرق التي ادعت إنها من اهل السنة, فجميعها خالفت منهج السلف, بل ادعت بأن منهج السلف أسلم, ومنهج الخلف أعلم!!
فأهل السنة والجماعة مجتمعون على السنة لم تفرقهم البدعة, ومصدر التلقي عندهم في العقيدة وغيرها هو الكتاب والسنة, فلا يقدمون العقل عليها, والإجماع هو إجماع الصحابة.
س3: بيّن أهميّة معرفة مسائل الاعتقاد لطالب علم التفسير.
- ليلتزم طالب علم التفسير العقيدة السليمة المبنية على ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام, وأصحابه, فيكون من الفرقة الناجية.
- ليميز بين الأقوال المختلفة والمتعارضة الخاصة بالعقيدة, والمبثوثة في كتب التفاسير التي احتوت مسائل العقيدة, فيعلم الغث منها والسمين, فيأخذ بما هو صواب موافق لعقيدة أهل السنة, ويترك ما سواه.
- ليتمكن من الرد على الأقوال الفاسدة المعارضة لعقيدة أهل السنة, ويرد على ما اشتبه على الناس ببيان العقيدة السليمة.
- ليرد على البدع المحدثة, وعلى ما يجد من تفاسير قامت على تفسير القرآن بالراي المذموم العاري عن دليل من كتاب أو سنة أو قول لسلف الأمة.
س4: ما هو علم الكلام ؟ وما موقف أهل السنّة منه؟
ظهر علم الكلام في الأمة في أواخر القرن الثاني من الهجرة,, وادعى أصحابه بأنه علم يدافع عن العقائد الدينية ، فكأن العقائد الدينية ثبتت أولا ، ثم يدافعوا عنها عن طريق هذا العلم.
وقد عرفه ابن خلدون: "بأنه علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية", فهم يطلقون على "الأدلة العقلية":"أدلة يقينية", أما الأدلة السمعية فهي عندهم "أدلة ظنية", فما كان من الآحاد من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام, ردوه وقالوا: لا نأخذ إلا بالمتواتر, وما كان متواترا من القرآن والأحاديث وخالف أدلتهم العقلية, فهم عادة يصرفونه عن ظاهره المراد إلى معنى مرجوح ليس عليه دليل, أو تكون دلالته بالنسبة إليهم دلالة ظنية غير يقينية.
وقد شاع وانتشر هذا العلم عند متأخري هذه الأمة, وحملوه على وجه الثناء والمدح ، حتى أطلقوا عليه "علم العقيدة", فهم يدافعوا ويثبتوا ما دل عليه القرآن والسنة من عقائد وغيبيات, عن طريق العقل,وهذه ليست طريقة أهل السنة, ولا طريقة سلف هذه الأمة, فلا يقدم العقل على النقل, ولا تعرض النصوص على العقل ليحكم عليها, بل النصوص هي الحاكمة على ما اختلفت فيه العقول, فالعقول تتفاوت تفاوتا كبيرا, وعقل الشخص الواحد يتغير بتغير مراحل حياته وبيئته وسنه, بل العقول قاصرة عن الإحاطة بما حولها, ومن باب أولى إحاطتها بالغيبيات التي لا سبيل لمعرفتها إلا عن طريق الوحي من كتاب أو سنة.
لذا اختلف أهل الكلام فيما بينهم, وتفاوتت آراؤهم تفاوتا كبيرا, فعلم الكلام حقيقة هو: العلم الذي بنى مسائل الاعتقاد على دلالة العقول دون الاهتداء بوحي الكتاب والسنة وكلام أئمة السلف الصالح ، فهذا التعريف يناسب ذم السلف لعلم الكلام, بل قد نهى السلف عن تعاطيه لما علموا ما فيه من المفاسد, فقد جاء عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة: العلم بالكلام هو الجهل ، وقال الشافعي : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بين القبائل أو قال العشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة .
س5: اذكر خمسة تفاسير على منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة.
1- جامع البيان في تأويل القرآن, لصاحبه: أبوجعفر محمد بن جرير الطبري/ت:310.
2- معالم التنزيل, لصاحبه: أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي/ت: 450.
3- تفسير القرآن العظيم, لصاحبه: أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي/ت: 774.
4- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان, لصاحبه: عبدالرحمن بن ناصر السعدي/ت:1376.
5- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن, لصاحبه: محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي/ت: 1393.
س6: ما هي أهمّ أنواع المخالفات العقدية التي اشتملت عليها بعض التفاسير مع التمثيل لكل نوع؟
1- مخالفات في مسائل الإيمان توحيد الربوبية: حيث أضافت بعض الفرق بعض أفعال الرب المختصة به للخلق ، كما فعلت الرافضة من اثبات النفع والضر والرزق والعصمة لأئمتهم.
2- النظر إلى الله: خالف فيه المعتزلة وغيرهم من الفرق, وحتى الأشاعرة خالفت فيه, والخلاف بينهم أن الأشاعرة أثبتوا الرؤية من غير مقابلة من غير جهة وهذا القول لم يدل عليه دليل من كتاب أو سنة.
2- في باب الأسماء والصفات: كل مفسر حرّف آيات الصفات بحسب اعتقاده, فالمعتزلي نفى جميع الصفات وحملها على معان أخر، أما الأشعري فحرفها جميعها ما عدا السبع التي أثبتها , وكذلك فعل الجهمية وغيرهم ممن خالف أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات, كما ذكر المغراوي عن تحريف رشيد رضا في تفسيره لصفتي الإتيان والمجيئ, وما فعله الشوكاني من تحريفه لبعض الصفات في بعض المواضع.
3- اعتقاد أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم: نشأ عن نفي صفة الكلام لله تعالى, أو تحريف معناها, فقالوا بخلق القرآن الكريم, كما قاله المعتزلة وغيرهم, وهو حاصل قول الشاعرة, فحكموا نصوص الصفات تبعا للاستحسان والاستقباح العقلي.
4- القدر: وكان الخلاف فيه كبير, فمنهم من نفى خلق الله لأفعال العباد, ومن من قال بالجبر, وكلا حرف الآيات بحسب معتقده في القدر, فالمعتزلة قدرية, فنفوا إرادة الله عزوجل الكونية لأفعال العباد, وفسروها باللطف والإعانه، أما الجبرية المتوسطة كالأشاعرة, فأقرروا الجبر ونفوا الحكمة من أفعال الله تعالى, ونفوا أثر المخلوق على وجود الموجودات, وأثبتوا له كسبا, كقول أبي الحسن فيما يتعلق بالكسب.
5- الصحابة: خالفت الفرق مذهب أهل السنة والجماعة بالنسبة للصحابة رضوان الله عليهم, وأكثر من خالف في هذا الباب هم الرافضة, فوجد في تفاسيرهم ما فيه تحريف للآيات وحملها على ذم الصحابة ولعنهم, رضي الله عن الصحابة أجمعين.