المجلس الأول: مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره

[دانة عادل]

المجموعة الرابعة:
1: كيف تعامل ابن كثير مع الإسرائليات في التفسير؟

منهج ابن كثير في التعامل مع الإسرائيليات، على طريقتين:

الأولى: تركها والإعراض عنها، فيترك ما ورد عند غيره من المفسرين ولا يشير إليها.
مثاله: الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة، وقد ذكره من المفسرين: الثعلبي، والواحدي، والزمخشري، والبيضاوي، فابن كثير أعرض عن هذه في فضائل السور.

الثانية: الإيراد والعرض، وله ثلاث طرق في التعامل معها:
1- النقد الإجمالي
مثاله: قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا. فهنا نقدها ابن كثير نقدا إجماليا ولم يفصل فيها.

2- النقد التفصيلي
مثاله: قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن عبيدة، وأبي العالية، والسديّ وغيرهم فيها اختلاف ما، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدّق ولا تكذّب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحقّ عندنا، والله أعلم.

3- السكوت وعدم النقد
لما يذكر بعض الإسرائيليات ولا ينقدها؛ مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، إلى آخره.

2: تكلم عن اختصار أحمد شاكر رحمه الله لتفسير ابن كثير.
اختصر الشيخ رحمه الله تفسير ابن كثير كاملاً وعلّق عليه إلى آية ثمان من سورة الأنفال، وقد أثنى عليه عدد من العلماء، وقال فيه الشيخ محمد الفالح بأن من قرأه سيمتلك ملكة الاختصار وسيعرف التعامل مع تفسير ابن كثير.

فأحمد شاكر –رحمة الله عليه- اختصر تفسير ابن كثير من أوّله إلى آخره، وعلّق عليه من الأوّل إلى آية ثمان من الأنفال، تعليق لا مزيد عليه، وقد أتعب من جاء بعده.
أما التعليقات في آخر اختصار أحمد شاكر في تفسير ابن كثير، هي مما أضافه من أخرج التفسير؛ دار الوفاء بالتعاون مع دار طيبة، والله أعلم.