اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة ابن كثير :
جمع المصنف رحمه الله جملة من المسائل والأًصول الهامة لم أراد قراءة النفسير
-فضل الله تعالى بارساله رسوله صلى الله عليه وسلم وانزال كتابه ووجوب اتباعه
-بيان أهمية التفسير وأحسن طرقه.
--فضل القرآن والوصايا به وماجاء في ذلك من الآثار.
-فضل قارئ القرآن وأداب تلاوته وتعاهده والاخلاص في طلبه .
-اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن وحفظه وجمعه وتأليفه.
-جمع القرآن لحفظه في عهد أبي بكر رضي الله عنه .
-جمع القرآن في عهد ثمان رضي الله عنه.
-القراءات المتواترة ونزول القرآن على سبعة أحرف
-تحزيب القرآن وتجزئته ومعنى السورة والأية .
اذكر حكم التفسير وبين فضله
الواجب على العلماء الكشف عن معاني القرآن وتفسيره وطلبه من مظانه وتعلمه وتعليمه .
ففي التفسير حياة القلوب بالايمان والهدى بعد غفلتها وقسوتها من الذنوب والمعاصي ، قال تعالى : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ، اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتهاقد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون )
وقد حث الله تعالى على تعلم القرآن وتدبره لتكون الغاية هو العمل به ، قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا *
ما هي أحسن طرق التفسير ؟ وكيف نفسر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة ؟
-أحسن طرق التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن .
-ثم تفسير القرآن بالسنة لأنها شارحة له ومبينة ، وقال رسول الله تعالى : ( لقد أوتيت القرآن ومثله معه ) ،قال الشافعي –رحمه الله - : ( كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن ) ، ، قال تعالى : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ).
-فإن لم نجد في الوحيين رجعنا إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم ، فإنهم أدرى الناس بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ، ولما لهم من الفهم التام ، والعلم الصحيح ، والعمل الصالح ، وصفاء العقيدة ، وهم أهل اللغة والبيان
فإن لم نجد في الوحيين ولا في قول الصحابة ، رجع الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين ، فهم أخذوا من الصحابة وفهموا عنهم ، فعن مجاهد قال : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات ، من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية أسأله عنه )
ولهذا كان سفيان الثوري يقول : ( إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك )
وقولهم ليس حجة على من خالفهم إلا أن يجمعوا عليه .
تكلم باختصار عن فضل القرآن .
قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )
قال ابن عباس : المهيمن الأمين القرآن ، أمين على كتاب قبله .
وفي رواية : شهيدا ، وقال : مؤتمنا . وأصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب .
جمع له في نزوله شرف المكان والزمان وذلك :
-ابتدأ انزاله في أشرف بقعة على الأرض في بيت الله الحرام .
-ابتدأ انزاله في أشرف الأيام والأوقات ، قال تعالى : ( إنا أنزلناه فيليلة القدر)
-نزله منجما – بخلاف الكتب السابقة – تسلية للنبي صلى الله عليه سلموترفقا بالأمة لأنه نزل لهدايتها وتربيتها
-السفير في انزاله بين الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم هو جبريلعليه السلام ، هو ملك ذو وجاهة وجلالة ومكانة ، كما قال تعالى : ( نزل به الروحالأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) وقال تعالى : ( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عندذي العرش مكين ، مطاع ثم أمين)
-نزل على خير لمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( وماصاحبكم بمجنون ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثلهآمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ،فأرجو أن أكون أكثرهمتابعا يوم القيامة)
-تحدى به تعالى العالمين إلى يوم القيامة على أن يأتوا بمثله ، قال تعالى : (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دونالله إن كنتم صادقين ) فكانت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن ليست كغيرهمن معجزات الأنبياء الحسية التي لم يبق لها أثر ، وفيه دعوة للأمة للتدبره والعملبه واستخراج معانيه وكنوزه .
-جعل الله كتابه الكريم هو العاصم من الفتن ، الحافظ من الشهوات والشبهات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنها ستكون فتنة ) قيل : ما المخرج منهايارسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل ، من رتكه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيرهأضله الله ، هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هوالذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلقعن كثرة ، ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : ( إناسمعنا قرآنا عجبا ، يهدي إلى الرشد فآمنا به ) من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ،ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه دعا إلى صراط مستقيم )
-شرف الله به العرب بأن كان بلغتهم ،قال تعالى : ( قرآنا عربيا غير ذيعوج لعلهم يتقون ) ، قال تعالى : ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا ، لقالوا لولا فصلتءاياته ءاعجمي وعربي)
-من عمل به وتمسك به كان له ذكرا وأثرا ، قال تعالى : ( لقد أنزلنا إليكمكتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون)
-هو ميراث النبوة : سأل شداد بن معقل ابن عباس فقال : أترك النبي صلىالله عليه وسلم من شيء ؟ قال : ما ترك إلا ما بين الدفتين ، وكان هو وصية الرسولصلى الله عليه وسلم .
-فضله على سائر الكلام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يقرأالقرآن كمثل الأترجة ، طعمها طيب وريحها طيب ، ومثل الذي لا يقرأ القرآن كالتمرة ،طعمها طيب ولا ريح لها .... ) فطيب الرائحة دار مع القرآن وجودا وعدما ، فدل علىشرفه على ما سواه من الكلام .
-صاحب القرآن في غبطة وسرور وحسن الحال ، قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين ، رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل ... )
-جعل الخيرية في تعلمه وتعليمه : قال صلى الله عليه وسلم : ( خيركم منتعلم القرآن وعلمه ) قواما ووضع آخرين ، فهو المقياس في الخيرية والأفضلية
-قال ابن مسعود رضي الله عنه : كل آية في كتابالله خير مما في السماء والأرض
السؤال الخامس :
تكلم باختصار عن مراجل جمع القرآن
-الجمع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم : تظاهرت الروايات بأن الائمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، لأجل سبقهم للاسلام واعظام الرسول لهم .
-الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه : وكان هذا الجمع من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق رضي الله عنه ، ولهذا روي عن غير واحد من الائمة عن علي رضي الله عنه قال : أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر .
لأنه بعد أن استحر القتل في حفظة القرآن في قتال المرتدين ، أشار عمر رضي الله عنه أن يجمع القرآن في مكان واحد لحفظه من الضياع ، وشرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه لذلك ، فجمعه في صحف وبقيت عنده حتو وفاته ثم عند عمر في حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم ، وكان الغرض من هذا الحفظ خشية أن يذهب منه شيء
-الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه : وكان هذا منه رضي الله عنه ليدرك الأمة بما أصابها من الاختلاف على كلام الله ، فأشار عليه حذيفة بن اليمان أن يدرك الأمة قبل أن تختلف فى كتابها اختلاف اليهود والنصارى . فطلب رضي الله عنه المصجف من حفصة رضي الله عنها وجمع الناس على قراءة واحدة وهي لغة قريش- لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه في ذلك جميع الصحابة ، وأمر باحراق ماعدا المصحف الامام ، وكان ذلك في مصلحة الدين ، حيث قال تعالى : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) , وكان ترتيب الآيات توقيفيا عن النبي صلى الله عليه وسلم يحرم مخالفته ، أما ترنيب السور فمن المستجب اتباع ترتيب المصحف .
السؤال السادس :
ما المقصود بالأحرف السبعة ؟ وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف ؟
نزول القرآن على سبعة أحرف فيه ما فيه منالتخفيف على هذه الأمة والرفق بها ، وحتى يكون كتاب ربها هو مرجعها في كل أمورها ،سهل التلاوة ، يسير الفهم ، عظيم النفع ، غزير العلم ، واسع البركة
فلشفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ، وشدة حرصه صلى الله عليهوسلم أن يبلغ كلام ربهم ويفهموه ويعملوا به – فيكون به نجاتهم بإذن الله – راجع ربهأن ينزله على أكثر من حرف.
وقال الإمام أحمد: عن عاصم،عن زر، عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني،والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)). وأخرجهالترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن أبي بن كعب، به وقال: حسنصحيح.
.
وهكذا رواه الإمام أحمد عنعفان، عن حماد، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل،والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآنأنزل على سبعة أحرف)).
قال أبو عبيد : قد تواترت الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة ، ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة ، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه ، ولكن عندنا أنه نزل في سبع لغات متفرقة في جميع القرآن على سبعة أوجه ،وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض .
وقال الطبري في معنى ما ذكرنا فقال : وصح وثبت أن الذي نزل له القرآن من السن العرب البعض منها دون الجميع .
ثم بسط القول في هذا بما حاصله : أن الله رخص لهذه الأمة القراءة على سبعة أحرف ، وجمعهم عثمان رضي الله عنه حرف واحد بع أن استوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ، ورأت في عمله الهداية والألفة ، فتركت الأحرف الستة الأخرى، لأن الأمر بالقراءات السبعة كان على سبيل الندب والرخصة .
وفي معنى الأحرف السبعة ختلف العلماء على أقوال سردها القرطبي ، وحاصلها:
الأول : وهو قول أكثر أهل العلم : أنها السبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة ، وفي هذا رخصة للناس في القراءة لما كان يتعسر عليهم من حرف قريش
الثاني : أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف ، وقال الخطابي : قد يقرأ بعضه بالسبع لغات .وهذا قول أبو عبيد ةاختاره ابن عطية ، ومعنى قول عثمان أنه نزل بلسان قريش أي معظمه.
الثالث : أن لغات العرب السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ، لقول عثمان : إن القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح
الرابع : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء منها :
-ما لا تتغير حركته ولا تتغير صورته
-منها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه
-قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف
-قد يكون الاختلاف في الصورة بالكلمة مع بقاء المعنى
-قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالكلمة
-قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالتقديم والتأخير
-قد يكون الاختلاف بالزيادة
الخامس : ان المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال ، قال ابن عطية : وهذا ضعيف
السؤال السابع :
بين فضل تلاوة القرآن ، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة .
من فضل تلاةو القرآن :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة : اقرآ واصعد ، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة ، حتى يقرأ أخر شيء .
وقال رسول الله أن الله تعالى يقول : من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين .
وقال صلى الله عليه وسلم : إن لله أهلين من الناس ، قيل : من هم يارسول الله ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة ، ... يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه )
أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة :
-اخلاص النية لله تعالى
-التغني في تلاوته وتحسين الصوت
-المد في التلاوة والترجيع
-التدبر في التلاوة أنفع للقارئ من الهذرمة