دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1436هـ/27-01-2015م, 11:23 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ( ماهر القسي ) لدراسة أصول التفسير

صفحة الطالب ماهر القسي لدراسة أصول التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1436هـ/27-01-2015م, 03:01 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
Post أجوبة مقال فضل القرآن

السؤال الأول : معنى القرآن أنه حكيم
أولا : محكم لا اختلاف فيه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )
ثانيا : حاكم على الناس في جميع أمورهم شاؤوا أم أبوا , ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) .
ثالثاً : ذو الحكمة البالغة ( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ) .

السؤال الثاني : أنواع عزة القرآن
عزة القدر و عزة الغلبة و عزة الامتناع

السؤال الثالث : معاني عظمة القرآن
عظمة قدره وصفاته
عظمة قدره ( أنه كلام الله , الفرقان بين الحق و الباطل , محفوظ بحفظ الله , يهدي للتي هي أقوم , من اعتصم به هدي من الضلال , كثرة أسائه وصفاته , إقسام الله به )
عظمة صفاته ( يطلعك على أبواب من العلم عظيمة , ويعطيك أن أعظم النعيم هو نعيم القلب فيعيش القلب حياة أخرى غير حياة الجسد , وصفه الله بصفات عظيمة تنبئ عن عظمته فعظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف )

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ربيع الثاني 1436هـ/28-01-2015م, 11:47 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : معنى القرآن أنه حكيم
أولا : محكم لا اختلاف فيه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) .
ثانيا : حاكم على الناس في جميع أمورهم شاؤوا أم أبوا , ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) .
ثالثاً : ذو الحكمة البالغة ( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ) .

السؤال الثاني : أنواع عزة القرآن :
عزة القدر و عزة الغلبة و عزة الامتناع .

السؤال الثالث : معاني عظمة القرآن :
عظمة قدره وصفاته
عظمة قدره ( أنه كلام الله , الفرقان بين الحق و الباطل , محفوظ بحفظ الله , يهدي للتي هي أقوم , من اعتصم به هدي من الضلال , كثرة أسائه وصفاته , إقسام الله به ) .
عظمة صفاته ( يطلعك على أبواب من العلم عظيمة , ويعطيك أن أعظم النعيم هو نعيم القلب فيعيش القلب حياة أخرى غير حياة الجسد , وصفه الله بصفات عظيمة تنبئ عن عظمته فعظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف ) .
أحسنت ، بارك الله فيك ، ونفع بك .
إجابتك جيدة ، ولكنها مختصرة .
السؤال الثاني لم تذكر فيه أي دليل لما ذكرت من الأنواع الثلاثة .

بالنسبة للسؤال الثالث :
يمكن تقسيم الإجابة على هذا النحو ، لتكون أجود تحريرا :

القرآن عظيم في قدره وعظيم في صفاته :
أ: عظمة قدره :
  • - من أنواع عظمة قدره في الدنيا:
  • - من أنواع عظمة قدره في الآخرة:
ب: عظمة صفاته :
وتلخص تحت كل نقطة.
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الانتهاء من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية - إن وجدت - ، وضبط علامات الترقيم .
وفقك الله وسدد خطاك ونفع بك الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 ربيع الثاني 1436هـ/28-01-2015م, 12:59 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي أجوبة مقال فضائل علم التفسير

السؤال الأول : فضائل تعلم التفسير
1 - معين على فهم كلام رب العالمين
2 - أشرف الكلام وأحسنه هو كلام الله والاشتغال به من أشرف ما ملأ الإنسان به وقته .
3 - أن الله فضل العلم وشرَفه والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم , فالقرآن جامع لأنواع العلوم ( عقيدة , أحكام فقهية , الآداب , المواعظ , القصص , الدعوة , المقاصد الشرعية , الهدى القويم ) .
4 - يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلال .
5 - المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه .
6 - المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهدايته فهو مصاحب للقرآن .
7 - يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .

السؤال الثاني : دليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن
قال تعالى ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) فحاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن و ما بينه الله في القرآن من الهدى والحذر مما حذرهم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن انقطاع هذه الأمور أقصى مايصيب الإنسان بسببها أن يموت أما ضلال الإنسان عن هدي الله فيكون خسران الدنيا والآخرة ,
وحاجة الأمة إلى فهم القرآن حاجة ضرورية لأنه لا نجاة لهم ولا فوز إلا بالقرآن , وكذلك حاجتهم إلى معرفة أعدائهم وكيفية التعامل معهم , و إلى معرفة كيفية التعامل مع المنافقين , ومعرفة الملل والنحل , ومعرفة الفتن كلها تأتي من تدبر القرآن وفهم معانيه وليس فقط بالقراءة والتلاوة .

السؤال الثالث : الاستفادة من القرآن وفهم معانية بالدعوة إلى الله تعالى
لأن مجالات التفسير مجالات كثيرة ومتنوعة فيدخل بالتفسير إلى كثير من العلوم والدعوة إلى الله فقد ورد عن ابن اعباس أنه قرأ سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 01:51 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : فضائل تعلم التفسير
1 - معين على فهم كلام رب العالمين .
2 - أشرف الكلام وأحسنه هو كلام الله والاشتغال به من أشرف ما ملأ الإنسان به وقته .
3 - أن الله فضل العلم وشرَفه والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم , فالقرآن جامع لأنواع العلوم ( عقيدة , أحكام فقهية , الآداب , المواعظ , القصص , الدعوة , المقاصد الشرعية , الهدى القويم ) .
4 - يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلال .
5 - المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه .
6 - المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهدايته فهو مصاحب للقرآن .
7 - يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .

السؤال الثاني : دليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن
قال تعالى ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) فحاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن و ما بينه الله في القرآن من الهدى والحذر مما حذرهم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن انقطاع هذه الأمور أقصى مايصيب الإنسان بسببها أن يموت أما ضلال الإنسان عن هدي الله فيكون خسران الدنيا والآخرة ,
وحاجة الأمة إلى فهم القرآن حاجة ضرورية لأنه لا نجاة لهم ولا فوز إلا بالقرآن , وكذلك حاجتهم إلى معرفة أعدائهم وكيفية التعامل معهم , و إلى معرفة كيفية التعامل مع المنافقين , ومعرفة الملل والنحل , ومعرفة الفتن كلها تأتي من تدبر القرآن وفهم معانيه وليس فقط بالقراءة والتلاوة .

السؤال الثالث : الاستفادة من القرآن وفهم معانية بالدعوة إلى الله تعالى
لأن مجالات التفسير مجالات كثيرة ومتنوعة فيدخل بالتفسير إلى كثير من العلوم والدعوة إلى الله فقد ورد عن ابن اعباس أنه قرأ سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت .
أحسنت ، بارك الله فيك .
إجابتك جيدة .
وإن ذكرت ما تيسر من الأدلة في السؤال الأول ، وفصلت تفصيلا يسيرا في السؤال الثالث فهو أجود وأحسن .
يرجى الاهتمام بعلامات الترقيم .
وفقك الله ، وسدد خطاك ، ونفع بك الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 جمادى الأولى 1436هـ/25-02-2015م, 10:50 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي ( تلخيص دراسة التفسير من كتاب أصول التفسير لابن عثيمين )

الباب الأول : التفسير
أولاً : معنى التفسير في اللغة والشرع

- التفسير لغة:من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
- وفي الاصطلاح:بيان معاني القرآن الكريم.
ثانياً : حكم تعلم التفسير والغرض منه .

- وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب } [ص:29]
وجه الدلالة أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها. ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ولقوله تعالى: {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها} [محمد: 24].
ووجه الدلالة أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
- وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
- قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} [آل عمران: الآية 187] وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
- والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
ثالثاً : الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
- الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين}
رابعاً : المرجع في تفسير القرآن .
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ-كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به.ولذلك أمثلة منها:قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62] فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} [يونس: 63]

ب -كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه , مثل قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ} [لأنفال: الآية 60] فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج-كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب , قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء} [النساء: الآية 43] فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.
د-كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.
وقال أيضا: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا.
هـ -ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: الآية 4]. فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: {ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً} [التوبة: الآية 84] فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر.
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم} [التوبة: الآية 103] فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم صل على آل أبي أوفي ".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإنسان.
خامساً : الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
الأول:اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلّا إيّاه ) قيل في تفسيرهاقضي و أمر ، وصي، أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، فلا تأثير لهذا الاختلاف في المعنى
الثاني:اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع،

- مثاله قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين [قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.

والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وكأساً دهاقاً} [النبأ: 34] قال ابن عباس:دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث:اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.
- مثال ذلك: قوله تعالى: {إنّما حرّم عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير اللّه فمن اضطرّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} [البقرة: 173] قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عاد من أكله، وقيل: غير خارج على الإمام ولا عاص بسفره والأرجح الأول لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ وقد فرضتم لهنّ فريضةً فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح}[البقرة: الآية 237] قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


الباب الثاني : ترجمه القرآن .
أولاً : معنى الترجمة في اللغة والشرع .

- الترجمة لغة:تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
- وفي الاصطلاح:التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
- وترجمة القران:التعبير عن معناه بلغة أخرى
ثانياً : أنواع الترجمة :
- أحدهما:ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
- الثاني:ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى:{إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [الزخرف: 3] فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترجم {إنا} ثم {جعلناه}ثم {قرآنا}ثم {عربيا}وهكذا.
والترجمة المعنوية:أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
ثالثاً : حكم ترجمة القرآن .
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ-وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب-وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج-تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية.
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني:أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث:أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 جمادى الأولى 1436هـ/26-02-2015م, 11:28 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
الباب الأول : التفسير
أولاً : معنى التفسير في اللغة والشرع

- التفسير لغة:من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
- وفي الاصطلاح:بيان معاني القرآن الكريم.
ثانياً : حكم تعلم التفسير والغرض منه .

- وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب } [ص:29]
وجه الدلالة أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها. ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ولقوله تعالى: {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها} [محمد: 24].
ووجه الدلالة أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
- وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
- قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} [آل عمران: الآية 187] وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
- والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
ثالثاً : الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
- الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين}
رابعاً : المرجع في تفسير القرآن .
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ-كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به.ولذلك أمثلة منها:قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62] فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} [يونس: 63]

ب -كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه , مثل قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ} [لأنفال: الآية 60] فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج-كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب , قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء} [النساء: الآية 43] فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.
د-كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.

- حجية تفسير التابعين :
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك
.

- حكم مخالفة تفسير الصحابة والتابعين:
وقال أيضا: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا. [ ويمكن فصل هاتين المسألتين عن " المرجع في التفسير " ]
هـ -ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: الآية 4]. فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: {ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً} [التوبة: الآية 84] فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر.
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم} [التوبة: الآية 103] فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم صل على آل أبي أوفي ".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإنسان.
خامساً : الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
الأول:اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلّا إيّاه ) قيل في تفسيرهاقضي و أمر ، وصي، أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، فلا تأثير لهذا الاختلاف في المعنى
الثاني:اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع،

- مثاله قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين [قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.

والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وكأساً دهاقاً} [النبأ: 34] قال ابن عباس:دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث:اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.
- مثال ذلك: قوله تعالى: {إنّما حرّم عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير اللّه فمن اضطرّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} [البقرة: 173] قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عاد من أكله، وقيل: غير خارج على الإمام ولا عاص بسفره والأرجح الأول لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ وقد فرضتم لهنّ فريضةً فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح}[البقرة: الآية 237] قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[ يفضل تقسيم المسائل تحت كل نوع كالآتي :
- حكمه :
- مثاله : مع تمييزهما بلون مختلف ]


الباب الثاني : ترجمه القرآن .
أولاً : معنى الترجمة في اللغة والشرع .

- الترجمة لغة:تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
- وفي الاصطلاح:التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
- وترجمة القران:التعبير عن معناه بلغة أخرى
ثانياً : أنواع الترجمة :
- أحدهما:ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
- الثاني:ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى:{إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [الزخرف: 3] فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترجم {إنا} ثم {جعلناه}ثم {قرآنا}ثم {عربيا}وهكذا. [ يوضع هذا التعريف تحت تعريف الترجمة الحرفية ]
والترجمة المعنوية:أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
ثالثاً : حكم ترجمة القرآن .
[ 1:حكم الترجمة الحرفية : ]
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي
:
أ-وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب-وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج-تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية.
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.


[ 2:حكم الترجمة المعنوية: ]

وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني:أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث:أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه .

بارك الله فيكم ، أحسنتم أخي الفاضل ، وضعتُ لكم بعض الملحوظات أعلاه وهي خاصة بتقسيم المسائل والأمر فيها اجتهادي لكن المهم إظهار المعلومة بشكل واضح يسهل قراءته ومراجعته.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 100 %
درجة الملخص = 10 / 10


وهذا الدرس السابع من دروس دورة أنواع التلخيص في طريقة تلخيص الدروس العلمية فأرجو قراءته وقراءة الدروس التي ستوضع بعده بإذن الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3#.VO7Ue45VUl0
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 02:14 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي تلخيص المشتهرون من الصحابة والتابعين بالتفسير

المشتهرون بالتفسير من الصحابة

اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة ( لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير) ، ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وإليك ترجمتهم


على بن أبي طالب:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
- ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "،
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، حتى قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
- وهلك به طائفتان:
1) النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه،
2) الروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
- اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها،
ثانياً : براعته في التفسير :
- روى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار .
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.

عبد الله بن مسعود:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا .
- كان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا ، وما بعدها من المشاهد .
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم ."
- ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
- بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما .
- ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.


ثانياً : براعته في التفسير :
- تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن .

- قال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .
- وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه .

عبد الله بن عباس:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم .
- ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.
ثانياً : براعته في التفسير :
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب"، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله .
-كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟!فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى:{إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس:أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم،
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
- وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
- وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
- وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم(أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.

المشتهرون بالتفسير من التابعين

اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون فمنهم:
أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.

مجاهد:
- هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي.
- ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة .
- أخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها .
- كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
- اعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه.
- قال الذهبي في آخر ترجمته : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به .
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

قتادة:
- هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري.
- ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين .
- وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي .
- ذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه .
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 جمادى الأولى 1436هـ/18-03-2015م, 12:38 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
المشتهرون بالتفسير من الصحابة

اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة ( لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير) ، ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وإليك ترجمتهم


على بن أبي طالب:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
- ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "،
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، حتى قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
- وهلك به طائفتان:
1) النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه،
2) الروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
- اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها،
ثانياً : براعته في التفسير :
- روى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار .
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.

عبد الله بن مسعود:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا .
- كان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا ، وما بعدها من المشاهد .
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم ."
- ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
- بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما .
- ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.


ثانياً : براعته في التفسير :
- تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن .

- قال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .
- وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه .

عبد الله بن عباس:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم .
- ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.
ثانياً : براعته في التفسير :
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب"، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله .
-كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟!فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى:{إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس:أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم،
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
- وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
- وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
- وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم(أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.

المشتهرون بالتفسير من التابعين

اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون فمنهم:
أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.

مجاهد:
- هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي.
- ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة .
- أخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها .
- كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
- اعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه.
- قال الذهبي في آخر ترجمته : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به .
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

قتادة:
- هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري.
- ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين .
- وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي .
- ذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه .
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة .

أحسنتم أخي الفاضل ، بارك الله فيكم ونفع بكم.
يمكن تقسيم ما ورد تحت ترجمة كل منهم إلى مسائل أكثر من ذلك ، وتفيد في معرفة مفاصل الدرس وإتقانه.
فنقسم الترجمة - ما أمكن - إلى :
اسمه ونسبه
مولده
فضائله
علمه بالتفسير
وفاته
وعناصر أخرى قد تختص بكل صحابي وتابعي.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 95 %
درجة الملخص = 9.5 / 10

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 12:48 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي ( تلخيص منظومة الزمزمي )

تلخيص درس ( معنى القرآن والسورة والآية )

- المتن
- الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1- التعريف :

القرآن في اللغة :
القرآن في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
2- المراد بإعجاز القرآن
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
ثانياً : السورة
1 - تعريفها:
- تعريفها لغة :
- تعريفها اصطلاحاً :
2 - تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
3 - أقل سورة في القرآن
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف :

تعريف الآية في اللغة :
تعريفها في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
2 - حكم قراءته بالعجمية

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية :
ثانياً : ترجمة الكلمات :
ثالثاً : ترجمة المعاني :


رابعاً : التفسير:
تعريف التفسير :
أولاً : التفسير بالرأى :
1- طرق تفسير القرآن :
2- تفسير القرآن بالنظريات
ثانياً : تأويل القرآن :
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟
3- حكم تأويل القرآن
4- الفرق بين التفسير والتأويل
مسألة رقم ( 9 ) حكم التساهل في تفسير القرآن :
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :


المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :

المتن
القُرْآنُ مُنَزَّلٌ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ للإعجازِ بسُورَةٍ مِنْهُ،

والسُّورَةُ:الطَّائِفَةُ المُتَرْجَمَةُ تَوْقيفًا، وأَقَلُّهَا ثَلاثُ آياتٍ.
والآيةُ:طَائِفَةٌ مِن كَلِمَاتِ القُرْآنِ مُتَمَيِّزَةٌ بفَصْلٍ، ثُمَّ مِنْهُ فَاضِلٌ؛ وهو كَلامُ اللهِ في اللهِ، ومَفْضُولٌ؛ وهو كَلامُهُ -تَعالَى- في غَيْرِه، وتَحرُمُ قِرَاءَتُهُ بالعَجَمِيَّةِ، وبِالمَعْنَى، وتَفْسِيرُهُ بالرَّأْيِ، لا تَأْوِيلُهُ.
الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1 - تعريف القرآن

القرآن في اللغة : يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
ويطلق ويراد به: القراءة.
القرآن في الاصطلاح : الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه , فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل وسائر الكتب.


مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
لا يخرج السنة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وفي قضايا كثيرة كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يُسأل عن شيء فينـزل جبريل بالوحي مما ليس في القرآن بل من السنة.
وبالإعجاز خرج الأحاديث الربانية (الحديث النبوي، والحديث القدسي ) ، والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لأنه المحتاج إليه في التمييز , وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج منسوخ التلاوة.


2 - المراد بإعجاز القرآن:
الإعجاز: هو ما يمكن به تمييز القرآن عن غيره ويحصل التحدي بالقرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وحِكَمِه وأسراره فهو معجز من كل وجه , وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله ويقع التحدي على أقصر سورة من القرآن كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها.


مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
لا لم يتحدهم بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجملة يوجد نظيرها في القرآن, يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مفردة؛ مثل: ( مدهامتان ولكن مع كونه لم يتحدهم بآية فإن هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. ففي مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. ولو كان في غير كلام الله يمكن أن تستبدل كلمة من القرآن مثل: {مدهامتان} بغيرها، ولكنها لا تؤدي نفس المعنى الذي أدته تلك الكلمة، فعجزوا - وهم أفصح الناس وهم أرباب البلاغة - عن الإتيان بمثله، وأذعنوا وصرحوا بعجزهم.


مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
يقول المعتزلة أن العرب قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، وكلامهم باطل إذ لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحديا

ثانياً : السورة
1) تعريفها:
تعريفها لغة :
من السور سور البلد لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها.
أو من السؤر؛ وهو البقية فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره
تعريفها اصطلاحاً : وهي الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا , وقال بعضهم:السورة قطعة لها أول وآخر، ولا يخلو من نظر لصدقِه على الآية، وعلى القصة , وبهذا يتبين رجحان الحد الأول.
المراد بالتوقيفي: الاسم الذي تذكر به وتشتهر , وقيل بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سوراً باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب .
2) تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
وبعضهم يقول إنه لا يجوز أن تقول: سورة البقرة، إنما تقول: السورة التي يذكر فيها البقرة
وذلك لأجل أن تتم المطابقة بين الترجمة وما ترجم له .
فإذا قلت: سورة البقرة فما نصيب قصة البقرة من عدد آيات سورة البقرة؟
الجواب: آيات معدودة نسبتها: واحد إلى خمسين من مجموع آيات السورة , فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟
لكن هذا القول مردود؛ لأن:
-
التعبير بسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة كذا، وسورة كذا جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي - عليه الصلاة والسلاممنها ما أورده البخاري من حديث ابن مسعود حينما رمى الجمرة ووقف طويلاً وقال: (ههنا وقف من أنزلت عليه سورة البقرة )
-والسور جاء في أسمائها أحاديث، فمن هذه الأسماء ما هو: توقيفي ومنها: ما هو اجتهادي؛ نظراً إلى محتوى السورة. فمثلاً: سورة التوبة توقيفي، لكن سورة الفاضحة - مثلاً اجتهادي؛ نظراً لأنها فضحت المنافقين
3) أقل سورة في القرآن
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم اعتبار البسملة آية من سورة الكوثر .
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف الآية :

تعريفها في اللغة : هي العلامة
تعريفها في الاصطلاح : طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها , وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة ومنها ما هو أكثر من ذلك .
لكن قد يكون التمييز ظاهراً لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس كما إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو تعلق الجار والمجرور بمتعلقه , كآية البقرة: { َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ() فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}

مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت ،


مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ) , ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وبعضهم قال أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.


مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
لا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا
وبعض المبتدعة لا يقرأ سورة تبتلأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.


مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
-ومن أهل العلم من يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن.
- ومنهم: من يرى أنها ليست بآية، ولا في سورة واحدة من سور القرآن
-ومنهم: من يرى أنها آيةٌ واحدة ٌ نزلت للفصل بين السور.
لكنهم يُجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، ويجمعون على أنها بعض آية في سورة النمل، فهذان محلا إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك.
و يستدل من يقول إنها آية بإجماع الصحابة على كتابتها في المصحف ؛ ولولا أنها آية لم يجَرؤوا على كتابتها في المصحف.
والذين يقولون أنها ليست بآية استدلوا بالإجماع على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، فإن من جحد حرفاً من القرآن المجمع عليه يكفر عند أهل العلم؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور: وهذا المرجح عند شيخ الإسلام، وجمع من أهل العلم يخرج من الإجماع، وكأن هذا أقوى الأقوال .

2 - حكم قراءته بالعجمية
وتحرم قراءة القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له، ولهذا يترجم العاجز عن الأذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل .
يعني الأمور المتعبد بها لا يجوز القرءاة فيها بغير العربية ؛ كالقراءة في الصلاة ، أذكار الصلاة، التكبير، التسبيح، وغير ذلك مما يقال كالتشهد في الصلاة لابد من أن يقال بالعربية.
ومنهم من يقول: إذا لم يستطع تعلم العربية فيأتي به بلغته خير من ألا يأتي بها أصلاً، لكن هذه ألفاظ متعبد بها.
خطبة الجمعة لا يجوز أن تكون بغير العربية؛ نعم للخطيب أن يترجم بعض الجمل، أو بعض الكلام وإن كان هذا بعد نهاية الصلاة كان أولى. المقصود أن العبادات توقيفية .

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن.


4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
- ترجمة حرفية
- ترجمة الكلمات
- ترجمة المعاني .
أحكام الترجمة على التفصيل :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية : حرام ولا يمكن ترجمة القرآن بهذه الكيفية , وهي مستحيلة و غير ممكنة , كيف يترجم قوله تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} إلى غير العربية؟
هل يمكن ترجمتها إلى غير العربية بحروفها؟
بمعنى أن يؤتى إلى (هن) : الهاء وتضع مكانها ما يقابلها من اللغة الأخرى ، وهكذا ما بعدها من الحروف، فالترجمة الحرفية بالحروف غير ممكنة.
ثانياً : ترجمة الكلمات : فلا يمكن ترجمتها كلمة كلمة؛ فالكلمة الواحدة تحتمل أكثر من معنى فقد يسبق إلى ذهنه أول المعاني، فإذا أريد إعادة الكلام إلى العربية يسبق إلى ذهن المترجم كلمة قد لا تكون هي المرادة.
ثالثاً : ترجمة المعاني : ترجمة المعاني لا سيما بالتعبد بالقراءة، وترتيب الآثار عليها، وتصحيح العبادات بها لا تمكن بغير ترجمة المعاني ، كما هو قول الجمهور لأجل الحاجة والضرورة داعية إليه، فجماهير أهل العلم على جواز ترجمة معاني القرآن .

رابعاً : التفسير
تعريف التفسير : التفسير من الفَسِر وهو الكشف والتوضيح والبيان
أولاً : التفسير بالرأى :
ويحرم تفسيره بالرأي قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار , من غير اعتمادٍ على تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنّة، ولا بأقوال الصحابة والتابعين، ولا بلغة العرب .
1- طرق تفسير القرآن :
· من التفسير ما يعرفه العرب من لُغتهم
· ومنه ما يُعرف بالقرآن في موضع آخر إذا ضمت آية إلى أخرى تبين المـُراد منها.
· ومنها ما يُعرف معناه بالسنّة؛ لأن السنّة تُبين القرآن وتُفسره .
· ومنها ما يُعرف بما يُروى عن الصحابة الذين عاصروا التنزبل وعايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير القرآن بالنظريات
هل اكتُشفت النظريات قطعًا أو ظنًا؟ ..... هناك بعض النظريات سارع بعض النّاس في تنزيل بعض الآيات عليها، ثمّ اكتُشف غيرُها، مثل هذا لا يجوز اقترانه بالقرآن؛ لأنّه يُعرضه للنفي والإثبات ، لكن إذا وُجِدَ أمر قطعي، يعني أدركتهُ الحواس، فمثل هذا لاشك أنّه مما يُخبِرُ الله_جلّ وعلا_، أو مما أخبر الله _جلّ وعلا_ بكتابه عنه وحصل على أرض الواقع .


ثانياً : تأويل القرآن :
1) ما يؤول إليه الكلام _ يعني حقيقة الكلام _ فالنبيّ صلى الله عليه وسلميُكثر من الاستغفار، والتسبيح، يتأول القرآن، يتأول سورة النصر.
2) ومنه حملُ القرآن على المعنى المـَرجوح ، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية المـُحتملة لمعنى راجح ، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المـُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المـَرجوح مثلاً{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} الاحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم .
لكن الاحتمال المـَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا ، من غير دليلٍ يقتضيه .
3- حكم تأويل القرآن
لا يحرم التأويل بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم القرآن المحتاج إليها , وبعضهم منع التأويل أيضا سداً لباب الاختلاف .
4- الفرق بين التفسير والتأويل
والفرق أن التفسير الشهادة على الله تعالى والقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا فلم يجز إلا بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الذين شاهدوا التنزيل والوحي، ولهذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي مطلقاً في حكم المرفوع.
وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
ولهذا اختلف جماعة من الصحابة والسلف في تأويل آيات ولو كان عندهم فيه نص من النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا.
مسألة رقم ( 9 ) : حكم التساهل في تفسير القرآن :
هناك من يقول بعضُ الكتاب: القرآن بالعربية وهم رجال ونحن رجال نفهم مثل ما يفهمون، نقول: ليس بصحيح، كيف تفهم وهم يَفهمون، ونحن نقول: أنت لا علاقة لك بالتفسير، ، وإذا كان أهل العلم يحتاطون في تفسير السنّة وشرحها، فلأن يحتاطوا في تفسير القرآن من باب أولى؛ لأن الذي يُفسر القرآن يدعي أن هذا مُرادُ الله من كلامه فأنت قولته وحملته من المعنى ما لم يحتمل، ولذا جاء الذّم الشديد لمن قال بالقرآن برأيه، وقد يتجه الذم على من قال بالقرآن برأيه ولو أصاب،كمن حكم بين إثنين بجهل فهو في النّار ولو أصاب الحكم،
لو قال بعضهم: لعّل المـُراد كذا، ولم يقطع بشيء ، ووافق تفسيرُ أحدِهم إذا جيء بصيغة الترجي فالأمرُ فيه سَعة، فقد ورد في السنة حديث: السبعين ألف الذين يدخلُون الجنّة من غير حساب ولا عذاب، قاله النبيّ _عليه الصلاة والسلام_ ودخل تركهم،((فباتوا يدوكون))، لعلّهم كذا... لعلّهم كذا؛ فلم خرج النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أخبروهُ وما ثَرب عليهم ولا خطأهم، لماذا؟ ..... لا , لأنّهم لم يجزموا،
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
أولاً:الله - جل وعلا - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة: يتكلم بحرف وصوت مسموع , دلت النصوص على أن جبريل يسمع كلام الله - جل وعلا -.
ثانياً:الله - جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء؛ فكلامه وإن كان قديم النوع إلا إنّه مُتجدد الآحاد، فأفراده متجددة يتكلم متى شاء إذا شاء.
وعند الأشاعرة الذين يقولون بالكلام النفسي يقولون: كلامه واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، ولم يتكلم بعد ذلك، وكلامه واحد.
هذا الكلام الواحد؛ إن عُبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر بالعبرانية صار توراة، وبالسريانية يصير إنجيلاً!
إذاً الشرائع متطابقة؛ جميع الأحكام التي جاءت في التوراة - على هذا الكلام - هي جميع الأحكام من غير زيادة ولا نقصان جاءت في الإنجيل؛ إذن هي جميع الأحكام التي جاءت في القرآن، ولا فرق.
ففي التوراة - على قولهم - سورة {تبت} إلا إنها بالعبرانية!
وفي الإنجيل سورة {تبت} إلا إنها بالسريانية!
فعلى كلامهم: لما نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ في الغار وذهب بها ترجف فؤاده ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأ عليه ما أنزل عليه، وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل، فكان يترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية.
فلما قرأ عليه النبي- عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ - قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة؛ هل قال: هذا موجود عند من تقدم من الرسل؟
هل سورة (اقرأ) موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟
قال: {هذا الناموس الذي أنزل على موسى} يعني جبريل.
فببداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: إن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ كقصة الظهار التي نزلت في هلال بن أمية، وقصة اللعان التي نزلت في عويمر العجلاني
هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟
فهذا قولٌ باطل ، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها. وفي الكتب الأخرى {بما استحفظوا عليه}ولم يحفظوا.


المسائل الاستطرادية :


مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم


مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
يجوز التفضيل بين الأنبياء لقول الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: ((لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل , فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 رجب 1436هـ/27-04-2015م, 07:13 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :



1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم

- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. رواه البخاري في صحيحه ، وابن مندة في كتاب التوحيد والرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
- عن ابن عبّاسٍ، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، فما هو إلاّ أن يدخل رمضان فيدارسه جبريل عليه السّلام القرآن، فلهو أجود من الرّيح المرسلة. رواه ابن مندة في كتاب التوحيد. -عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏)). رواه الرازي في فضائل القرآن.
- عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحاب عبد الله , ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن .

واقرأ: (( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار)), واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.

والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة". رواه محمد بن أيوب الضُّريس في فضائل القرآن.
- عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .

قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.

رواهُ أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في فضائل القرآن.

- عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، قال:«كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ».رواهُ محمد بن أيوب الضُّريس في فضائل القرآن.



2: معنى معارضة القرآن :

- يعرِض :
بكسر الراء من العَرْض ؛ وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأ والمراد يستعرضه ما أقرأه إياه.- المعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع.- ويؤيد ذلك ما ورد في الحديث: " وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن".



3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :


- كان يلقاه في رمضان من كل عام فيعارضه القرآن.

- لا يختص ذلك برمضانات بعد الهجرة ، وإن كان الصيام قد فُرض بعد الهجرة، لأن رمضان كان معروفًا باسمه هذا قبل الهجرة.
- كانت المعارضة في كل ليلة من ليالي رمضان مرةَ واحدة في العام.
- في الحديث : " وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن "
- يحتمل أن يراد بذلك أنه كان يعرض عليه جزءًا مما نزل عليه في كل ليلة من ليالي رمضان ، ويحتمل أنه كان يكرر ذلك الجزء بعدد الأحرف التي نزلت به.
عرض جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العامِ الذي قُبِض فيه.


4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :


- عن ابن عباس قال :
" وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ". - عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏)). رواه الرازي في فضائل القرآن.
- وفي ذلك دليل على جواز إطلاق القرآن على بعضه ، وعلى الجزء اليسير منه ، لأنه لم يكن قد نزل كاملا أثناء تلك السنوات.


5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
- عن عامر الشعبي، قال:«كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ»


6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :

- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ ما يكون في رمضان ؛ حين يلقاهُ جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. رواه البخاري في صحيحه ، وابن مندة في كتاب التوحيد والرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
- قوله " كان أجودُ الناس " يفيد أنه كان جوادًا دائمًا ولكن يزيد ذلك في رمضان من كل عام.
- يُستفاد من ذلك أهمية حرص طالب العلم على مدارسة العلم مع أهل الفضل والخير.

- قال الزركشي في البرهان : " ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتمع به جبريل في رمضان فيدراسه القرآن ".

7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
- العرضة الأخيرة هي العرضة التي عرضها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه وعرض القرآن فيها مرتين.
- وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي. - في تكرار العرض دلالة على قرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ،فأكثر من العبادة في آخر عمره صلى الله عليه وسلم. - عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏)). رواه الرازي في فضائل القرآن.
- وذكر ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البخاري : أن تكرار العرض قد يكون بسبب أن رمضان من السنة الأولى لم تقع فيه معارضة للقرآن لابتداء نزول القرآن ثم فتر الوحي ، فوقعت المعارضة مرتين في السنة الأخيرة لتتساوى عدد السنين.

8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
- ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعارض جبريل القرآن في رمضان من كل عام مرةً واحدة وأنه عارضه في العام الذي تُوفي فيه مرتين.
- إذا كانت العرضة الأخيرة في آخر رمضان من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد نزلت بعض الآيات بعدها ، فعلها لم تدخل في هذه العرضة.

- قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور وكان في سنة عشرٍ إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق وقد تقدم في هذا الكتاب وكأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته فيستفاد من ذلك أن القرآن يطلق على البعض مجازًا
".

- وعن ابن عباس قال: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم). رواه الحاكم وغيره.
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
اختلف في ذلك على قولين :
القول الأول : أن العرضة الأخيرة كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها.
القول الثاني : أنها كانتبحرفٍ واحدٍ منها. وهو الراجح.
واختُلِف في هذا الحرف على قولين :
1: حرف زيد بن ثابت رضي الله عنه :
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف. ذكره الزركشي في البرهان.
2: حرف ابن مسعود رضي الله عنه :
- عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحاب عبد الله , ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن . واقرأ: (( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار)), واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة"

- وعن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟) ، قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).رواهُ الحاكم والنسائي.

- قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما" .


10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
ورد في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
- زيد بن ثابت وقرأ بقراءته عموم الصحابة في المدينة.

-
قال أبو عبد الرحمن السلمي: "كان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات " .
القول الثاني :
- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وقد قال : "
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة".

11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
- كان زيد بن ثابت كاتب الوحي وشهد العرضة الأخيرة وقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين.
- كلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحف واحد ، وولاه عثمان كتبة المصحف.
- ترتيب السور في المصحف :
* قيل هي على ترتيبها كما كانت في العرضة الأخيرة.
قال السيوطي في التحبير : "وكان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً:{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين. انتهى

* وقيل بل هي من اجتهاد الصحابة :
عن ابن عباس قال: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.

وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم).

12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :
- اختصاص شهر رمضان بنزول القرآن ابتداءً ، ثم بمعارضة القرآن كل عامٍ في لياليه.
- كثرة نزول جبريل عليه السلام لمعارضة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، وما في ذلك من تحصيل الخير والبركة.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 04:37 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي

بارك الله فيك أخي
أنسخ مشاركة التخيص وضعها في الموضوع المطلوب فيه التلخيص هنا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماهر, الطالب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir