أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.
من الفوائد المستفادة من قصة طالوت:
1 – أن الله تعالى يصطفي من عباده من يشاء, ويعطيهم الملك والنبوة, وفي ذلك رفعة لهم.
2 – أن من منن الله على العبد أن يزيده علما ويزيده صحة, فيستخدمها في طاعته.
3 – أن الله تعالى يؤيد عبده الذي اصطفاه بالمعجزات؛ وفي ذلك آية له .
4 – أنه يجب على العبد أن يمتثل لأمر الله تعالى فإن في ذلك نجاته.
5 – أن قوة المسلمين لا تكمن في عدد ولا عدة, وإنما تكمن في الإيمان الذي يكون راسخا في القلب.
6 – أن يثق العبد في ربه, وأنه سبحانه من ينصره ويؤيده.
7 – أنه يجب على العبد دعاء ربه في كل وقت, في الرخاء وفي الشدائد, فهو سبحانه من يثبت القلوب.
8 – أن النصر لا يكون إلا بإذن الله, فينبغي على العبد أن لا يطلبه إلا منه سبحانه وتعالى, مع الأخذ بالأسباب.
9 – أن الله تعالى يرفع من يشاء من عباده بالعلم, فهو سبحانه من يهب العلم , فيورث ذلك دعاء الله تعالى أن يعلمه مما يشاء سبحانه وتعالى.
10 – أن قصة طالوت آية وعظة ينبغي على كل مسلم أن يتفكر فيها, ويعمل بما تتضمنه من الفوائد في الدين والدنيا.
2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.
ذكر في معنى الآية أقوال:
الأول: ما ورد عن الزهري قال: سألت زيد بن أسلم عن قوله تعالى: {لا إكراه في الدّين} فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين لا يكره أحدا في الدين، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم، فاستأذن الله في قتالهم فأذن له». ذكره ابن عطية.
- والآية منسوخة على هذا المعنى كما ذكر الطبري, والزجاج, وذكر ابن عطية أنها يلزم أن تكون الآية مكية على هذا المعنى, وأنها من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف.
- ورد هذا القول قتادة والضحاك, وذكروا أنها محكمة في أهل الكتاب الذين يعطون الجزية ويؤدونها عن يد صغرة.
الثاني: نزلت هذه الآية في قوم من الأوس والخزرج كانت المرأة تكون مقلاة لا يعيش لها ولد، فكانت تجعل على نفسها إن جاءت بولد أن تهوده، فكان في بني النضير جماعة على هذا النحو، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قالت الأنصار كيف نصنع بأبنائنا، إنما فعلنا ما فعلنا ونحن نرى أن دينهم أفضل مما نحن عليه، وأما إذ جاء الله بالإسلام فنكرههم عليه، فنزلت {لا إكراه في الدّين} الآية». وهو قول ابن عباس, وسعيد بن جبير, وعامر الشعبي, والحسن البصري, ومجاهد, إلا أنه قال:«كان سبب كونهم في بني النضير الاسترضاع». ذكره ابن عطية, وابن كثير.
الثالث: نزلت الآية في رجل من الأنصار يقال له أبو حصين، كان له ابنان، فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي حصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا معهم إلى الشام فأتى أبوهما رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتكيا أمرهما، ورغب في أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يردهما، فنزلت {لا إكراه في الدّين}. وهو قول السدي. ذكره ابن عطية, وابن كثير.
الرابع: وقيل إن هذه الآية نزلت بسبب أهل الكتاب في أنّ لا يكرهوا بعد أن يؤدوا الجزية، فأما مشركو العرب فلا يقبل منهم جزية وليس في أمرهم إلا القتل أو الإسلام. ذكره الزجاج.
الخامس: وقيل معنى {لا إكراه في الدّين}أي: لا تقولوا فيه لمن دخل بعد حرب أنه دخل مكرها، لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره. ذكره الزجاج.
الدراسة:
ذكر في معنى الآية عدة أقوال, فمنهم من قال أنها نزلت في اهل الكتاب وأنهم لا يكرهوا بعد أن يؤدوا الجزية, ومنهم من قال أن الآية منسوخة بآية القتال فإن لم يعطي الجزية قوتل, ومنهم من قال أنها نزلت في أبناء الأنصار حينما أردوا أن يحملوهم على الإسلام ويكرهوهم عليه؛ فنزلت الآية.
والمعنى الراجح ما ذكره ابن كثير فقال: أي: لا تكرهوا أحدًا على الدّخول في دين الإسلام فإنّه بيّنٌ واضحٌ جليٌّ دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحدٌ على الدّخول فيه، بل من هداه اللّه للإسلام وشرح صدره ونوّر بصيرته دخل فيه على بيّنةٍ، ومن أعمى اللّه قلبه وختم على سمعه وبصره فإنّه لا يفيده الدّخول في الدّين مكرهًا مقسورًا.
والله أعلم