دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 رمضان 1442هـ/20-04-2021م, 11:42 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)


أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.

2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1442هـ/3-07-2021م, 02:43 AM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

1. طبيعة الإنسان الغالبة عليه وهي تحكيم العقل لأسباب وأمور قد تكون لحسد أو غيره:( قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ).
2. التساقط الذي حصل لبني إسرائيل منذ البداية، أكثروا على نبيهم في أن يبعث لهم ملكًا، فلما أُخبروا أنه طالوت اعترضوا( أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ )
3. أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحاً وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب: ( قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
4. عدم الاغترار بالنفس: ( وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ).
5. عدم الاعتراض على القضاء والقدر : ( وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ)
6. اغترار الناس بالظاهر :(وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ).
7. ينبغي للمسلم أن يُقابل قضاء الله بالتسليم؛ لأن هذا ليس باجتهاد، وإنما اختاره صاحب الملك، وهو أيضًا العليم بخلقه، ومن يصلح لهذا المطلوب. (وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ).
8. الموازين عند الله تختلف عن موازين البشر :(قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ).
9. فضل العلم وذلك لأنه قدم البسطة في العلم على البسطة في الجسم،( وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ).
10. أن العلم والرأي: مع القوة المنفذة بهما كمال الولايات، وبفقدهما أو فقد أحدهما نقصانها وضررها :(قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ).
11. فضل الله الواسع وهو لايخص شخص بعينه فمن يسأل الله من فضله يعطه : (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ).
12. شدة لقاء العدو وشدة الجهاد وعظمته على النفوس : ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)
13. الاستعانة بالله والتضرع في أحلك المواقف ينفع صاحبه والدعاء عبادة عظيمة لايوفق إليها إلا موفق : ( قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ).
14. أن الاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ}.
15. استجابة الله للدعاء عندما يتحقق بشروطه : ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ).
16. السؤال الذي طلبوا: ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صار بالنسبة لهم من الأمور المُستثقلة؛ ولهذا قال الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ).
17. يؤتي ملكه من يشاء، وهو جلّ وعزّ لا يشاء إلا ما هو الحكمة والعدل( وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
18. أن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره عليها:( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).
19. سنة التدافع بين الحق والباطل: :( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).
20. بعض النعم تكون ابتلاء فعلى المرء الانتباه لما يجري عليه في حياته فقد يحزن من حيث كان يظن الفرح :(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ).
21. وجود نيات فاسدة قد تؤدي إلى زعزعة إيمان بعضهم نتيجة طول الطريق:( فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ).
22. اعتماد الذين قالوا: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) على الأسباب الدنيوية، العدد والعدة، ناسين قوة الإيمان وبأن الله تعالى معهم.

23. اعتماد الفئة المؤمنة على الله تعالى بعد أدائها الأسباب، ويقينها بان قوة الإيمان والاتصال بالله ستغلب قوة العدد والعدة ) : كمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

24 . تنوع أساليب الاختبار لتمحيص الصف المؤمن.

2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.


1- أنها منسوخة بمثل قوله تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} فتكون من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف. وهذا مذهب الضحاك والسدي وابن زيد
2- وقيل إن هذه الآية نزلت بسبب أهل الكتاب في أنّ لا يكرهوا بعد أن يؤدوا الجزية، فأما مشركو العرب فلا يقبل منهم جزية وليس في أمرهم إلا القتل أو الإسلام.
3- وقيل معنى {لا إكراه في الدّين}أي: من دخل الاسلام فقد دخل بطوعه فلا يعد مكرها, قال ابن جزي عند قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) المعنى أن دين الإسلام في غاية الوضوح وظهور البراهين على صحته بحيث لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه بل يدخل فيه كل ذي عقل سليم من تلقاء نفسه دون إكراه ويدل على ذلك قوله قد تبين الرشد من الغي.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ذو القعدة 1442هـ/9-07-2021م, 02:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)


سارة عبد الله أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
1: قلتِ في الفوائد:

"11. فضل الله الواسع وهو لايخص شخص بعينه فمن يسأل الله من فضله يعطه : (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ)."
فهمك لهذه الآية خطأ، فالله سبحانه يعطي ملكه من يشاء الله أن يعطيه، وليس المعنى أن أي شخص يشاء الملك يعطاه.


2: يمكن عرض الأقوال في معنى الآية كالتالي:
القول الأول: أن قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} أسلوب نفي، ومعناه النهي، فيكون المعنى: "لا تكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام"، ثم اختُلف فيه على ثلاثة أقوال:
1: أن الآية منسوخة بآيات القتال والسيف، وأن النهي كان في فترة الموادعة.
2: أن النهي في الآية عامّ لكن أريد به خاصّ من الناس وهم أهل الكتاب ومن تقبل منهم الجزية، أما غيرهم فيكرهون على الدخول في الدين أو القتال، ويشهد له ما ورد في أسباب نزول الآية.
3: أن النهي عامّ باق على عمومه، وأنه لا يجوز إكراه أحد على الدخول في الإسلام، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهو الراجح، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره أحدا على الإسلام، أما الفتوحات الإسلامية وإخضاع البلاد لحكم الإسلام بشكل عامّ فهي لأجل كسر شوكة الكفار وإتاحة الفرص للناس أن يتعرّفوا على هذا الدين في أمان.
القول الثاني: أن الأسلوب في الآية أسلوب نفي.
وأن هذا الدين لا يتصوّر فيه إكراه لمن دخله مختارا بعد أن تبيّنت دلائله.
وهذا فيما أخبر الزجّاج أن قوما دخلوا في الإسلام فعيّرهم بعض الكفار واتهموهم بأنهم إنما دخلوه مكرهين، فنزلت الآية تنفي أن يكون في دخوله إكراه.


رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح






رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1442هـ/4-08-2021م, 04:30 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

إجابات مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)

أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.


بعض الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت:

1- الحث على الصبر وعدم سؤال الله الفتن ومنها ملاقاة العدو وذلك من تفسير قوله تعالى {إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّه} حيث ورد في الحديث النهى عن ذلك والصبر اذا وجب القتال.
2- وجوب قبول أمر الله وشرائعه التى جاءت على لسان رسله وعدم الاعتراض عليها وذم اليهود لما اتصفوا به من هذه الصفات وذلك من قوله تعالى { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}.
3- بيان ضعف علم الإنسان عن إدراك بعض الحكم الاهلية ومنها اختيار الانسب للملك وذلك من قوله تعالى {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
4- بيان أنه ينبغي للملك أن يكون ذا علمٍ وشكلٍ حسنٍ وقوّةٍ شديدةٍ في بدنه ونفسه وذلك من الآية السابقة.
5- بيان فضل العلم وذلك في معرفة أحكام الإسرائيليات الواردة في تفسير قوله تعالى {وقال لهم نبيّهم إنّ آية ملكه أن يأتيكم التّابوت فيه سكينةٌ من ربّكم وبقيّةٌ ممّا ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إنّ في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين}.
6- بيان فضل الأنبياء عليهم وعلى نبينّا محمد الصلاة والسلام وما اختصهم به من الآيات الدالة على رسالتهم ووجوب الاقتداء بهم وذلك من من قوله تعالى {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
7- جواز اختبار القائد لمعرفة طاعة جنوده وذلك من قوله تعالى {فلمّا فصل طالوت بالجنود قال إنّ اللّه مبتليكم بنهرٍ فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنّه منّي إلا من اغترف غرفةً بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم}.
8- بيان أهمية الدعاء عند الكرب وذلك من قوله تعالى {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }.
9- معرفة أن النصر من الله ووجوب الايمان به التوكل عليه في الشدائد وذلك من قوله تعالى {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ}.
10- بيان بعض حكم الله ومنها المدافعة بين الحق والباطل وذلك من قوله تعالى { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
11- بيان صدق النبي صلى الله عليه وسلم بما جاء به من تفاصيل هذه القصة والتى لم يكن ليعلمها لولا الوحي من الله.


2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}

ورد في تفسير معنى قوله تعالى {لا إكراه في الدين} أقوال:

أولا: أسباب النزول:

القول الأول: أنها نزلت في قوم من الأوس والخزرج كانت المرأة تكون مقلاة لا يعيش لها ولد، فكانت تجعل على نفسها إن جاءت بولد أن تهوده فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قالت الأنصار كيف نصنع بأبنائنا، إنما فعلنا ما فعلنا ونحن نرى أن دينهم أفضل مما نحن عليه، وأما إذ جاء الله بالإسلام فنكرههم عليه وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصريّ وغيرهم وهو قول عامر الشعبي ومجاهد، إلا أنه قال :«كان سبب كونهم في بني النضير الاسترضاع" و وذكره ابن عطية وابن كثير.

الثاني: نزلت الآية في رجل من الأنصار يقال له أبو حصين، كان له ابنان، فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي حصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا معهم إلى الشام فأتى أبوهما رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتكيا أمرهما، ورغب في أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يردهما ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب فلم يفعل ثم إنه نسخ {لا إكراه في الدّين} فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وزيد بن اسلم وذكره ابن عطية وابن كثير.

ثانياً: حكم الآية من حيث كونها محكمة أم منسوخة:

الأول: أن معنى الآية عام في جميع المشركين وذلك قبل نزول آية القتال وهو قوله تعالى {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} وعلى هذا القول فآية {لا إكراه في الدين} منسوخة وذكره ابن عطية و الزّجّاج وابن كثير.
وقال ابن كثير "وقال آخرون: بل هي منسوخةٌ بآية القتال وأنّه يجب أن يدعى جميع الأمم إلى الدّخول في الدّين الحنيف دين الإسلام فإن أبى أحدٌ منهم الدّخول فيه ولم ينقد له أو يبذل الجزية، قوتل حتّى يقتل. وهذا معنى الإكراه قال اللّه تعالى: {ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون}[الفتح:16] وقال تعالى: {يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم}[التّحريم:9] وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظةً واعلموا أنّ اللّه مع المتّقين}".

الثاني: أنها خاصة في أهل الكتاب حيث أمر ألا يكرهوا بعد أداء الجزية وهو قول قتادة والضحاك بن مزاحم وعلى هذا القول الآية محكمة وذكره ابن عطية والزّجّاج وابن كثير.

الثالث: أن لا يقال لمن دخل بعد حرب أنه دخل مكرها وذكره الزّجّاج.

والراجح القول الأول وهو القول بالنسخ وذلك لما جاء فيه من الادلة ومناسبته لوقائع النزول وهو اختيار أكثر المفسرين.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 محرم 1443هـ/17-08-2021م, 09:44 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

محمد العبد اللطيف أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: يراجع تحرير المسألة في التقويم السابق.
والذي اختاره ابن كثير أن الحكم عام باق على عمومه، فراجع كلامه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م, 06:30 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة


1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.


- الرغبة في استرداد المُلك:
قال الله تعالى: (ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل اللّه قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل اللّه وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلمّا كتب عليهم القتال تولّوا إلا قليلا منهم واللّه عليمٌ بالظّالمين (246))

- تأمل الآيات التي بدأت بقوله تعالى: ( ألم تر... ) ففيها الحث على التفكر وأخذ العبرة، وهذا كثير في القرآن.

- العزة في تقوى الله، فمتى فُقدت التقوى من القلوب، بدل الله الحال. (وهو مستفاد مما جاء في زوال ملكهم).
- الاغترار بالنفس يوردها المهالك، فكم من مدعٍ متى حق القول نكث
(وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله ..)
- النوايا أساس الأعمال، فمن صدق كشفته المواقف حين لا يصمد إلا الرجال
(فلما كتب عليهم القتال تولوا..)

- تحقق الرغبة وبعث المَلك:
قال الله تعالى:
(وقال لهم نبيّهم إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا قالوا أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالملك منه ولم يؤت سعةً من المال قال إنّ اللّه اصطفاه عليكم وزاده بسطةً في العلم والجسم واللّه يؤتي ملكه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ (247))

- الاعتراض على أقدار الله خصلة مذمومة اشتهرت بها بنو إسرائيل، وذلك من أسباب زوال أفضليتهم، فمن اتبع نهجهم كان له نصيبا مما أصابهم بقدر اتباعه لهم
(أنى يكون له الملك علينا).
- العجب بالنفس من صفات أهل الباطل، فاحذر أن تقارن نفسك بأحد أو ترى لنفسك على غيرك فضلا (نحن أحق بالملك منه).
-
الكبر من صفات أهل النار، ولا أظلم ممن تكبر على رسل الله إذ قالوا (نحن أحق بالملك منه)، وقد سبقهم في ذلك إبليس، (قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين).
- المقاييس الدنيوية عليها مدار الحكم على الأمور عند أهل الدنيا،
(ولم يؤت سعة من المال).
- في حوارات إقناع المجادل بالحق ابدأ بالحجج الأقوى (إنّ اللّه اصطفاه عليكم وزاده بسطةً في العلم والجسم).
- أهل الإيمان يعلمون أن اختيار الله لهم أفضل اختيارهم لانفسهم (إنّ اللّه اصطفاه عليكم)، ومما يدخل في هذه الفائدة زيادة الإيمان باسم الله العليم.
- من صفات القائد الناجح أن يتمتع بعقل راجح وقول سديد وقوة بدنية تمكنه من الصمود في الحروب (وزاده بسطة في العلم والجسم).
- اختصاص الله عز وجل بعض عباده بفضله يرجع إلى علمه وخبرته وحكمته سبحانه، فالواجب نسبة كل نعمة فيها العبد لله وحده (واللّه يؤتي ملكه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ).

- دلائل صدق المَلِك المبعوث:
قال الله تعالى:
(وقال لهم نبيّهم إنّ آية ملكه أن يأتيكم التّابوت فيه سكينةٌ من ربّكم وبقيّةٌ ممّا ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إنّ في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين (248))

- الإسلام دين يقوم على الأدلة، ولذا تجد أن الأدلة على اختلاف أنواعها قد بثت فيه، وهذا انتقض في الكتب التي نالها التحريف (إن آية ملكه..).
- إقامة الحجج والبراهين القاطعة على الحق تخرس ألسنة المتشدقين بالباطل (إن آية ملكه..).
- السكينة لا تكون إلا من عند الله فمن التمس سكينة أو طمأنينة في غير سبيله تشتت. (سكينة من ربكم)
- الملائكة خلق من خلق الله مكرمون اختصهم الله بالأمور العظام فينبغي زيادة الإيمان بهم كلما علمنا شيئا عنهم (
تحمله الملائكة).
- إنما ينتفع بالآيات الذين صحت قلوبهم بالإيمان (إنّ في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين).

- نكوص الأدعياء ومُضي أهل الإيمان:
قال الله تعالى:
(فلمّا فصل طالوت بالجنود قال إنّ اللّه مبتليكم بنهرٍ فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنّه منّي إلا من اغترف غرفةً بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلمّا جاوزه هو والّذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الّذين يظنّون أنّهم ملاقو اللّه كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن اللّه واللّه مع الصّابرين (249))

- من سمات القائد إرساء قواعد ووضع نهج يتبين به جنده المسموح من الممنوع
(إنّ اللّه مبتليكم بنهرٍ فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنّه منّي إلا من اغترف غرفةً بيده).
- المؤمن يجتاز بإيمانه ويقينه الابتلاءات بفضل الله (فلمّا جاوزه هو والّذين آمنوا معه).
- أهل الإيمان قلة في كل زمن فلا تغرنك الكثرة ولا تزلزل ثباتك على الحق (إلا قليلا منهم).
- ولابد أن يعرض للمؤمن شيء من الخوف، فلا يغتر بكثرة عدوه وقوتهم (قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)
- يبرز دور العلماء في تثبيت القلوب خاصة في الأزمات (قال الّذين يظنّون أنّهم ملاقو اللّه كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن اللّه).
- التفاؤل في أحلك المواقف وأشدها لا يكون إلا بسبب الإيمان.
- حاجة الأمة إلى التطمين والتفاؤل خاصة في زماننا هذا كبيرة وهو دور العلماء وطلبة العلم .
- إن كان الله معك فلم الخوف ولم التشتت (واللّه مع الصّابرين)

- وما النصر إلا من عند الله وبإذنه:

قال الله تعالى:
(ولمّا برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربّنا أفرغ علينا صبرًا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (250) فهزموهم بإذن اللّه وقتل داود جالوت وآتاه اللّه الملك والحكمة وعلّمه ممّا يشاء ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين (251) تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقّ وإنّك لمن المرسلين (252))

- الواجب عند ملاقاة العدو ذكر الله كثيرا، فالنصر منه وحده (ولمّا برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربّنا أفرغ علينا صبرًا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)، وهو تأول قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقیتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثیرا لعلكم تفلحون).
- النصر من عند الله ثق به وحده ولا تعلق قلبك إلا به واستجلب نصره بطاعته (فهزموهم بإذن الله)
- لا عبرة بالأسباب إن إذن الله (فهزموهم بإذن الله)
- من الإنصاف ذكر أصحاب البطولات ليكونوا قدوة لغيرهم (وقتل داود جالوت).
- إذا أراد الله بعبده خيرا فلا راد لفضله (وآتاه اللّه الملك والحكمة وعلّمه ممّا يشاء )
- أفضل ما امتن به على عباده النبوة والحكمة، والعلماء ورثة الأنبياء.

هذا ما امتن الله به علي من فوائد، وأسأله من فضله ورحمته أن ينفعني بها وأن ينفع بها.
والحمد لله رب العالمين

تحرير القول في قوله تعالى: (لا إكراه في الدين):
- والمراد بالدين هنا المعتقد والملة، والإكراه المراد به هنا هو الإكراه على المعتقد والدخول في الإسلام.
- واختلف في كون الآية منسوخة أو محكمة..

- القول الأول: أنها منسوخة بآية السيف.
- روى الزهري عن زيد بن أسلم أنه الآية منسوخة، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين لا يكره أحدا في الدين، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم، فاستأذن الله في قتالهم فأذن له)، قال الطبري: (والآية منسوخة في هذا القول). ذكره ابن عطية.
- وقال الزجاج منسوخة بقوله تعالى: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم).
- قال ابن عطية: (
ويلزم على هذا، أن الآية مكية، وأنها من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف).

- القول الثاني: أنها محكمة:
- وقيل أنها نزلت في أهل الكتاب:

- فروي عن قتادة والضحاك أنها آية محكمة وهى خاصة بأهل الكتاب نزلت فيهم فيدفعون الجزية ولا يُكرهون، أما مشركو العرب فلا جزية منهم فإما القتل أو الإسلام.
- قال ابن عطية: (وعلى مذهب مالك في أن الجزية تقبل من كل كافر سوى قريش أي نوع كان، فتجيء الآية خاصة فيمن أعطى الجزية من الناس كلهم لا يقف ذلك على أهل الكتاب كما قال قتادة والضحاك.) ا.هـــ.

- وقيل أنها نزلت في الأنصار فيمن له ولد تهود أو تنصر ولم يكن على ملة الإسلام:
- وقد أراد أهلهم أو آباءهم إكراههم على الإسلام، فنهاههم الله عن ذلك، حتى يسلموا عن رغبة صادقة.

- روى ابن جرير عن محمد بن بشار عن ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (كانت المرأة تكون مقلاتا، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده. فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا! فأنزل الله تعالى ذكره: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). وذكره ابن عطية وابن كثير.
-قال ابن كثير: ( وقد رواه أبو داود والنّسائيّ جميعًا عن بندار به ومن وجوهٍ أخر عن شعبة به نحوه. وقد رواه ابن أبي حاتمٍ وابن حبّان في صحيحه من حديث شعبة به، وهكذا ذكر مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ والشّعبيّ والحسن البصريّ وغيرهم : (أنّها نزلت في ذلك). ا.هــ.
- وقال بهذا القول عامر الشعبي ومجاهد، إلا أنه قال: (كان سبب كونهم في بني النضير الاسترضاع) ذكره ابن عطية.
- وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير من طريق ابن بشار عن محمد بن جعفر عن سعيد عن أبي بشر عنه بمثله بزيادة: (قال: من شاء أن يقيم أقام، ومن شاء أن يذهب ذهب).
-
وبنحوه روى ابن جرير عن عامر من طريقين عن داود عن عامر.

- وفي رواية أخرى عن ابن عباس، روى ابن جرير عن ابن حميد عن سلمة عن أبي إسحاق عن محمد بن أبي الحرشي مولى زيد بن ثابت عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله:(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلا مسلما، فقال للنبي ﷺ: ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله فيه ذلك)، وذكره ابن كثير.

- وذكر ابن عطية أنها رواية عن السدي، قال: (نزلت الآية في رجل من الأنصار يقال له أبو حصين، كان له ابنان، فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي حصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا معهم إلى الشام فأتى أبوهما رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتكيا أمرهما، ورغب في أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يردهما، فنزلت (لا إكراه في الدّين)، ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب، وقال: (أبعدهما الله هما أول من كفر)، فوجد أبو الحصين في نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين لم يبعث في طلبهما، فأنزل الله جل ثناؤه: (فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم) ثم إنه نسخ لا إكراه في الدّين، فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة) ا.هــ.

- قال ابن عطية: (الصحيح في سبب قوله تعالى: (فلا وربّك لا يؤمنون)، حديث الزبير مع جاره الأنصاري في حديث السقي) ا.هـــ.

- ومما ذكر في ارتباط هذه الآية بأهل الكتاب رواية عن أسق وهو مملوك نصراني لعمر بن الخطاب كان يعرض عليه عمر الإيلام فيأبى فيقول له: (لا إكراه في الدين)، فيقول له عمر: (يا أسق لو أسلمت لاستعنا بك على بعض أمور المسلمين) رواه ابن أبي حاتم، فيما ذكره ابن كثير.
- وهذا مثال يتضح به معنى الآية ولم يرد كونه سببا للنزول، كالذي يدعو أناس من أهل الكتاب في زماننا هذا، فإنه لا يملك أن يجبرهم على الإسلام، ولكن ما في وسعه أن يبين لهم الحق، ويدعوهم إليه برفق فإن أسلموا وإلا أعرض عنهم.

- قال ابن كثير أن طائفة كثيرة من العلماء أن هذه محمولة على أهل الكتاب ومن دخل في دينهم قبل النسخ والتبديل إذا بذلوا الجزية.
- وعليه فإن الأكثرية من العلماء على القول بإحكام الآية وعدم نسخها.

وقال ابن كثير: (وقال آخرون: بل هي منسوخةٌ بآية القتال وأنّه يجب أن يدعى جميع الأمم إلى الدّخول في الدّين الحنيف دين الإسلام فإن أبى أحدٌ منهم الدّخول فيه ولم ينقد له أو يبذل الجزية، قوتل حتّى يقتل.) ا.هــ.

وفي بيان معنى الإكراه استدل ابن كثير بآيات مثل قول الله تعالى: (ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون)،وقوله تعالى: (يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم)، وقوله تعالى: (يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظةً واعلموا أنّ اللّه مع المتّقين).
- وبما جاء في الصحيح: (عجب ربّك من قومٍ يقادون إلى الجنّة في السّلاسل)يعني: الأسارى الّذين يقدم بهم بلاد الإسلام في الوثائق والأغلال والقيود والأكبال ثمّ بعد ذلك يسلمون وتصلح أعمالهم وسرائرهم فيكونون من أهل الجنّة.
- أما ما رواه الإمام أحمد من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: (أسلم) قال: ( إنّي أجدني كارهًا). قال: (وإن كنت كارهًا)، فإنّه ثلاثيٌّ صحيحٌ، ولكن ليس من هذا القبيل فإنّه لم يكرهه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على الإسلام بل دعاه إليه فأخبر أنّ نفسه ليست قابلةً له بل هي كارهةٌ فقال له: (أسلم وإن كنت كارهًا فإنّ اللّه سيرزقك حسن النّيّة والإخلاص).

- وإن صحت الأقوال في سبب النزول أنها نزلت في النصارى أو من كان على دين غير دين الإسلام من الأنصار فهى محكمة، ويدخل في حكمها كل من كان في مثل معنى من نزلت فيهم الآية، فتأخذ الجزية منهم ولا يُكرهون، وهى بهذاالاعتبار من الآيات العام التي يراد بها الخصوص.

وذهب ابن جرير كونها محكمة، وفهم هذا مما ذهب إليه ابن كثير.
- وقال ابن جرير الطبري: (وإنما قلنا هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لما قد دللنا عليه في كتابنا (كتاب اللطيف من البيان عن أصول الأحكام): من أن الناسخ غير كائن ناسخا إلا ما نفى حكم المنسوخ، فلم يجز اجتماعهما. فأما ما كان ظاهره العموم من الأمر والنهي، وباطنه الخصوص، فهو من الناس والمنسوخ بمعزل).

- وإن قيل ما شأن المشركون ، فيوضحه قول ابن جرير: (وكان المسلمون جميعا قد نقلوا عن نبيهم ﷺ أنه أكره على الإسلام قوما فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام، وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب، وكالمرتد عن دينه دين الحق إلى الكفر ومن أشبههم، وأنه ترك إكراه الآخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه وإقراره على دينه الباطل، وذلك كأهل الكتابين ومن أشبههم).
وقال: (أن معنى قوله: (لا إكراه في الدين)، إنما هو لا إكراه في الدين لأحد ممن حل قبول الجزية منه بأدائه الجزية، ورضاه بحكم الإسلام.
ولا معنى لقول من زعم أن الآية منسوخة الحكم، بالإذن بالمحاربة.)
ا.هـــ.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 صفر 1443هـ/2-10-2021م, 11:39 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


إنشاد راجح أ

أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
ج2: أشكر لك اجتهادك في المسألة، وراجعي التقويم أعلاه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir