دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 27 محرم 1440هـ/7-10-2018م, 08:53 PM
ربيع محمودي ربيع محمودي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 375
Lightbulb المجموعة الأولى

بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله؛
أما بعد:

المجموعة الأولى
س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.
يقول الله تعالى، مبينا حال الملائكة حين نزول الوحي:{حتى فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق و هو العلي الكبير}، فيخبر تعالى عن الملائكة أنها إذا سمعت الوحي من الله تعالى إلى جبريل فزعت عند ذلك تعظيما و هيبة حتى يغشى عليها من شدة الخوف، فإذا أزيل الفزع عن قلوبهم أخذوا يتسائلون:{ماذا قال ربكم}، فيقولون:{قالوا الحق و هو العلى الكبير}، فيقرون بأن قول الله تعالى هو الحق و وصفوه بالعلو و الكبرياء و العظمة؛ لقولهم:{و هو العلي الكبير}، فهي بالرغم من عظمتها و قوتها أقرت بضعفها و صغرها أمام الله تعالى، لأنه إقرارها بعظمة الخالق فهو ضمنيا ٌإقرار بضعفها أمام خالقها، فهذا فيه بيان لحال الملائكة التي هي أقوى المخلوقات و أعظم من عبد من دون الله تعالى فإذا كان هذا حالهم مع الله تعالى ما ذكر من هيبتهم منه و خشيتهم له فكيف يدعون مع الله تعالى من باب أولى؛ فيكون بذلك رد فاصل على جميع المشركين الذي يدعون مع الله من لا يداني الملائكة فهم لا يملكون مع الله تعالى شيئا فضلا على أن يشفعوا لغيرهم فقال تعالى:{و كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء و يرضى} فهم لا يشفعون، أي الملائكة، إلا بعد إذن الله تعالى لمن شاء أن يشفع له و رضي قوله و عمله، فإن كان هذا حال الملائكة العظام و أنهم أقروا بالضعف، و أنهم ضعاف الحال أمام خالقهم، و أن الله تعالى أخبر بأنه لا شريك له في ملكه، و أنه هو المعبود بحق و أنه هو الذي تفرد بالملك و الخلق و التدبي، و أنه هو بيده الإذن بالشفاعة فمن باب أولى، أن من يدعى من دون الملائكة من الصالحين، و الذين هم أضعف حالا من الملائكة، من باب أولى.
س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله.
قال تعالى:{و قالوا لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا و لا سواعا و لا يغوث و لا يعوق و لا نسرا}، فكان هؤلاء أهل دين و فضل و خير، و ما توا فأسفوا عليهم، أي قوم هؤلاء الصالحين،
و صاروا يترددون على قبورهم، فأتاهم الشيطان و سول لهم أن يصوروا صورهم؛ ليكون أسهل عليهم من المجيء إلى قبورهم، و لم يكونوا قصدوا عبادتهم، و إنما قصدوا التذكير بهم؛ ليكون لهم أدعى على فعل الخير
و التأسي بهم، لكن طال عليهم الأمد، و لما إندرس العلم عبدوهم و أشركوهم مع الله تعالى في العبادة. فكان أولا إيرادهم شيئا قد استحسنوه من جيهة تذكر صالحيهم و التأسي بهم لكن مالبث أن لبس هذا الحق لباس الباطل فعبدوهم من دون الله تعالى فكان الشرك قائما فيهم و هذا كله من باب مزج الحق بالباطل و هذا ما جائت الشريعة بسد كل الذرائع المفضية إلى الشرك قبل وقوعه. قال تعالى:{كان اناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل الله معهم الكتاب بالحق} لكن لما طال عليهم الأمد عبدوهم من دون الله تعالى؛ و هذا بيان لخطورة إلباس الحق بالباطل حتى يطول الأمد و يندرس العلم بذهاب العلماء فتكون الطامة الكبرى فيعبد من دون الله. و هذا من مكر الشيطان على الأمة و أنه يحرص على تلبيس الحق بالباطل ليكون بعد ذلك وسيلة مفظية لكل شر و شرك و كفر. فيكون من هذا المنطلق و غواية الشيطان للعباد فيفتح لهم أبواب كل شر و فتنة و يلبسها لباس الخير فيصور و يستحسن لهم أشياء إذا تمادو فيها كانت مفظية بهم للشرك و الله المستعان. لهذا كان على الإنسان أن يتحرى الحق و يقطع كل السبل التي التبس الباطل فيها بالحق و ينتهي عن الولوج فيها سدا للذرائع و عملا بالحق دون أي ريبة و شك.

س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.
شفاعة النبي، صلى الله عليه و سلو، ستة أنواع:
1- الشفاعة الكبرى: التي يتأخر عنها أولوا العزم من الرسل حتى تنتهي إلى النبي، صلى الله عليه و سلم، فيقول:{أنا لها}.
2- شفاعته لأهل الجنة قبل دخولها.
3- شفاعتة لقوم من العصاة من أمته أن لا يدخلوا النار.
4- شفاعته في إخراج العصاة من أهل التوحيد من النار.
5- شفاعته في قوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم و رفع درجاتهم.
6- شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب. و هذه الشفاعة خاصة بعمه، صلى الله عليه و سلم فقط.

س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- قوله تعالى:{إنك}: الخطاب للنبي، صلى الله عليه و سلم.
- قوله تعالى:{لا تهدي}: هداية توفيق للدخول في الإسلام و أما هداية الإرشاد و البيان فإن الرسول، صلى الله عليه و سلم، يملكها لقوله تعالى:{و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.
- قوله تعالى:{من أحببت}، أي: من أحببت أنت يا محمد هدايته.
- قوله تعالى:{و لكن الله الله يهدي من يشاء}، أي: لا يهدي هداية التوفيق و الدخول في الإسلام إلا الله تعالى.
- قوله تعالى:{و هو أعلم بالمهتدين}، أي: أن الله تعالى هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية.
و الآية نزلت لما كان من النبي، صلى الله عليه و سلم، الإصرار على هداية عمه أبي طالب و حزنه عليه بعدما أن مات على الكفر و استغفار النبي، صلى الله عليه و سلم لعمه فنزلت الآية:{إنك لا تهدي من أحببت}.
و في الآية بيان أن الرسول، صلى الله عليه و سلم، لا يملك نفعا لمن هو أقرب الناس إليه، و هذا رد على عباد القبور الذين يعتقدون في الأنبياء و الصالحين النفع و الضر، و أن لهم شفاعة مستقلة؛ و ذلك أنه إذا كان النبي، صلى الله عليه و سلم، قد حرص على هداية عمه في حياته فلم يتيسر له، و دعا له بعد موته فنهي عن ذلك، كما ذكر تعالى أن النبي، صلى الله عليه و سلم، لا يقدر على هداية من أحب، فهذا يدل على أنه، صلى الله عليه و سلم، لا يملك نفعا و لا ضرا؛ فبطل التعلق به لجلب النفع و دفع الضر، و غيره من باب أولى؛ ففي الآية رد صارخ على الذين ينادونه، صلى الله عليه و سلم، لتفريج الكربات و قضاء الحاجات فإن كان هذا هو النبي فمن دونه من باب أولى.

س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين.
يقول رسول الله، صلى الله عليه و سلم:{إياكم و الغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو}، الغلو: هو مجاوزة الحد في المدح أو الذم و في كل قول و فعل و اعتقاد. و في هذا نهي عن التشدد في الدين و مجاوزة الحد، بأن يزاد في مدح الشيء أو ذمه على ما يستحق، فالغلو هو الداء العضال الذي هلكت به الأمم الماضية، و أنه سبب لوقوع الشرك في هذه الأمة ومنه الغلو في الصالحين و إعطائهم من القدر و القدرات و من التصرفات و الصفات التي هي من حق الله تعالى وحده؛ فيسقط الغالي في الشرك. فمجاوزة الحد في محبة الصالحين و المبالغة في إطرائهم؛ يكون ذلك وسيلة للشرك؛ لهذا قال النبي،صلى الله عليه و سلم:{اللهم لا تجعل قبري و ثنا يعبد}، و أنه لعن من جعل من اتخذ قبور الصالحين مساجد، لأن مجاوزة الحد في قبور الأنبياء و الصالحين من البناء عليها، و اتخاذ المساجد عليه، و الصلاة عندها، و الذبح
و النذر و غير ذلك، فهذا كله من الغلو، فيصيرها بذلك أوثانا تعبد من دون الله تعالى؛ لأن الغلو يورث التأله و العبادة شيئا فشيئا للصالحين و لقبورهم بعد موتهم و قال تعالى:{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}، و هذا تحذير رباني من الغلو في حب الصالحين؛ فيصيره عبادة؛ فيشركون بالله تعالى، لأن الغلو في الصالحين من الوسائل المفضية للشرك بهؤلاء الصالحين مع الله تعالى.

س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟
النبي صلى الله عليه و سلم لعن من جعل قبور الصالحين مساجدا فقال:{لعنة الله على اليهود و النصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}، و قد نهى، صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد فقال:{ألا و إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك}، و هذا النهي ورد منه، صلى الله عليه و سلم، قبل موته بخمسة أيام، و هذا تأكيدا منه، صلى الله عليه و سلم، على خطورة المنهي عنه و هو البناء على قبور الصالحين و ما تفضي إليه من الشرك و الكفر و التعلق بهاته القبور، و جعلها وثنا تعبد من دون الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه و سلم، شدد و غلظ عن العبادة قرب قبور الصالحين، و شنع على من فعل ذلك، و غلظ على من فعل ذلك، فما بالك بمن جعل عليها الأسوار و القباب، و بنى عليها المساجد، و جعلها مزارا يتعبد فيه لغير الله تعالى، فالنبي، صلى الله عليه و سلم سد كل الذرائع الموصلة للشرك و منها العبادة قرب قبور الأنبياء و الصالحين فضلا من أن يبنى عليها المساجد فيكون بذلك سدا لكل وسيلة تفضي إلى الإشراك بالله تعالى.
س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.
النبي، صلى الله عليه و سلم، قال:{اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد}؛ لأن النبي، صلى الله عليه و سلم خاف أن يقع من أمته الشرك كما وقع لغيرهم من الأمم السابقة؛ فكان حرصه، صلى الله عليه و سلم، و خوفه على أمته من أن تقع في الشرك و أن تتخذ الوسائل و السبل المفضية إليه، فما كان منه إلا أن بين لأمته وسائل الشرك و سبلها، و سد الذرائع الموصلة إليها؛ فنهانا، صلى الله عليه و سلم عن الغلو لأنه وسيلة للشرك و التأله لغير الله تعالى فقال:{إياكم و الغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو}، و نهانا عن مجاوزة الحد في المدح و الإطاراء المفضي للتعلق بغير الله تعالى فقال:{لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم}؛ لأنه علم، صلى الله عليه و سلم، ما وصلت إليه النصارى من الغلو في الإطاراء في سيدنا عيسى، عليه السلام، فجعلوه ثالث ثلاثة، كما أن النبي نهي عن العبادة و البناء على قبور الصالحين؛ سدا لذريعة الشرك. لأنه علم صلى الله عليه و سلم، أن الغلو في الوسائل تؤدي إلى البدع و الشرك؛ فكان صلى الله عليه و سلم حريصا على بيان الوسائل و الوسائط و السبل التي إذا قصدها العبد سقط في الشرك، و لأنه علم أن الوسائل لها أحكام المقاصد فما كان مقصده شرك، فوسيلته شركن فلهذا كان حرص النبي عن بيان كل ما يوقع في الشرك، و بيان وسائله كقوله، صلى الله عليه و سلم:{هلك المتنطعون}؛ لعلمه، صلى الله عليه و سلم بأن التنطع فيا لدين و سيلة من وسائل الغلو و الشرك، حتى أنه و هو على فراش الموت، صلى الله عليه و سلم، ينهى و يبين لأمته و سيلة من وسائل التي تفضي إلى الشرك ألا و هي الغلو في الصالحين و اتخاذ قبورهم مساجد. فهذا كان من حبه، صلى الله عليه و سلم، أن دلهم لكل خير و بين لهم سبيل الحق و الرشاد و سبيل الغي و الفساد، فصلى الله عليه و سلم تسليما كثيرا.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir