دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قعر وقفل وقفو )

( بصيرة فى قعر وقفل وقفو )
يقال: بئر قعيرة، وقد قعرت. وقعرتها: حفرتها حتى انتهيت إلى قعرها. وأقعرها وقعرها: عمقها. وهو متقعر: يبلغ قعور الأمور. قال:
*البالغون قعور الأمر تروية * والباسطون أكفا غير أصفار*

وقعرت الشجرة: قلعتها من أصلها فانقعرت، قال تعالى: {أعجاز نخل منقعر}، أى منقلعة من قعرها. وقيل معنى انقعرت: ذهبت فى قعر الأرض، وإنما أراد تعالى أن هؤلاء اجتثوا كما اجتث النخل الذاهب فى قعر الأرض، فلم يبق له رسم / ولا أثر.
القفل معروف، والجمع: أقفال وأقفل وقفول، قال تعالى: {أم على قلوب أقفالهآ}، جعل القفل مثلا لكل مانع من تعاطى فعل، ومنه رجل مقفل اليدين، ومقتفل، أى لئيم. وأقفل الباب عليه فانقفل واقتفل. وقفل الطعام: احتكره، واستقفل: بخل. والقفول: الرجوع. قفل يقفل فهو قافل من قفال. والقفل: اسم الجمع. والقافلة: الرفقة القفال.
والقفا والقافية: وراء العنق يمد ويقصر، ويؤنث ويذكر، والجمع: أقف، وأقفية، وأقفاء، وقفى، وقفى وقفين. وقفوته قفوا: تبعته، كتقفيته واقتفيته. وقفوته: ضربت قفاه؛ ورميته بالفجور. والاسم القفوة بالكسر، والقفى، قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} التقافى: البهتان.

  #27  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قلب )

( بصيرة فى قلب )
القلب: الفؤاد، وقد يعبر به عن العقل. وقال الفراء فى قوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}، أى عقل. يقال: ما قلبك معك، أى ما عقلك. وقيل: القلب أخص من الفؤاد، ومنه الحديث: "أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة"، فوصف القلوب بالرقة، والأفئدة باللين. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن بكل شىء قلبا، وقلب القرآن يس"، قال الليث: هو من قولك: جئت هذا الأمر قلبا، أى محضا خالصا لا يشوبه شىء، ومن قولهم: عربى قلب، ويستوى فيه المذكر والمؤنث والجمع. وإن شئت قلت: عربية قلبة، وثنيت وجمعت. وذو القلبين: جميل بن معمر بن حبيب الجمحى. وكانت قريش تقوم له: ذو القلبين، فنزل فيه قوله تعالى: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}.
وقوله تعالى: {فأصبح يقلب كفيه}، أى أصبح نادما، وتقليب الكفين من فعل الأسف النادم، قال:
*كمغبون يعض على يديه * تبين غبنه عند البياع*
وقلب الشىء قلبا: حوله عن وجهه. وقلب رداءه. وقلبه: كبه لوجهه، وقلبه ظهرا لبطن؛ قال تعالى: {وقلبوا لك الأمور}. وقوله تعالى: {وبلغت القلوب الحناجر}، أى الأرواح. وقوله: {ولتطمئن به قلوبكم} أى تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم. وعلى عكسه: {وقذف في قلوبهم الرعب} وقوله: {ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} أى أجلب للعفة، وقوله: {قلوبهم شتى} أى متفرقة.
وقيل: القلب ورد فى القرآن على ثلاثة معان:
الأول: بمعنى العقل: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}.
الثانى: بمعنى الرأى والتدبير: {قلوبهم شتى} أى آراؤهم مختلفة.
الثالث: بمعنى حقيقة القلب الذى فى الصدر: {ولاكن تعمى القلوب التي في

الصدور}. وهذا النوع من القلب على سبعة أوجه:
1- قلب الكافر: {قلوبهم منكرة}.
2- قلب المنافق: {في قلوبهم مرض}.
3- قلب العاصين: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}، {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
4- قلب خواص العباد {وجآء بقلب منيب}.
5- قلب المحبين: {لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}.
6- قلب الخائفين: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}، {يؤتون مآ آتوا وقلوبهم وجلة}.
7- قلب العارفين: {إلا من أتى الله بقلب سليم}.
وقال بعض المفسرين: القلوب سبعة:
1- قلب الكافر فى غلاف وغطاء: {أم على قلوب أقفالهآ}، {وقالوا قلوبنا غلف}، {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه}.
2- وقلب المنافق فى حجاب الرياء: {ختم الله / على قلوبهم}، {تشابهت قلوبهم}.
3- وقلب المبتدع فى الزيغ والهوى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ}، {ربنا لا تزغ قلوبنا}، {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}.
4- وقلب الفاسق الغريق فى بحر العناء: {ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم}، {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب}.
5- وقلب الغافل الراغب فى الدنيا ودار الفناء: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}.
6- وقلب العابد المنتظر ثواب حضرة الكبرياء: {إلا من أتى الله بقلب سليم}.
7- وقلب العارف المنتظر اللقاء فى دار البقاء: {وقلبه مطمئن بالإيمان}، {وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وسمى قلبا لتقلبه كثيرا من حال
إلى حال. وفى الحديث: "لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليا". وفيه أيضا: "إن من قلب ابن آدم إلى كل واد شعبة، فمن أتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله فى أى واد أهلكه". وفى الصحيحين: "القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء" وتقليب الله القلوب صرفها من رأى إلى رأى.
والتقلب: التصرف، قال تعالى: {أو يأخذهم في تقلبهم}. وانقلب رأيه. وانقلب فلان سوء منقلب، قال تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. وأنا أتقلب فى نعمائة، وقال تعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل}.

  #28  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:54 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قل )

( بصيرة فى قل )

الحمد لله على القل والكثر، أى على القلى والكثرة. قل يقل، فهو قليل وقلال وقلال. وأقله وقلله: جعله قليلا. وأقله: صادفه قليلا، وأتى بقليل. والقلة والكثرة يستعملان فى الأعداد؛ كما أن العظم والصغر يستعملان فى الأجساد. ثم يستعار كل منهما للآخر، قال تعالى: {قم الليل إلا قليلا} أى وقتا قليلا. وقال: {ما قاتلوا إلا قليلا}. وقال: {ولا تزال تطلع على خآئنة منهم إلا قليلا منهم} أى جماعة قليلة.

والقليل أيضا: القصير، والدقيق، والذليل. وقوم قليلون وأقلاء وقلل وقللون. ورجل قليل وقوم أقلة: خساس. قال تعالى: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون}. وقد يعكس ويكنى بها عن العزة اعتبارا بقوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور}، وذلك أن كل ما يعز يقل وجوده. والإقلال: قلة الجدة. رجل مقل وأقل: فقير وفيه بقية.
وقوله تعالى: {ومآ أوتيتم من العلم إلا قليلا} يجوز أن يكون (قليلا) صفة لمصدر محذوف، أى علما قليلا؛ ويجوز أن يكون استثناء، أى ما أوتيتم العلم إلا قليلا منكم. وقوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} يعنى به أعراض الدنيا كائنا ما كان، فهو قليل فى جنب ما أعد الله للمتقين، وعلى ذلك قوله تعالى: {قل متاع الدنيا قليل}. ويعبر بالقليل عن النفى تقول: قل رجل أو أقل رجل يقول ذلك إلا زيد، معناهما: ما رجل يقوله إلا هو.
وقوله تعالى: {قليلا ما تؤمنون} أى تؤمنون إيمانا قليلا. والإيمان القليل هو الإقرار العامى المشار إليه بقوله: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}. وقوله تعالى: {وما هو بقول شاعر قليلا ما
تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون} أى لا تذكرون ولا تؤمنون. وقوله تعالى: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} يعنى بالإضافة إلى القبط وكثرتهم. وقوله: {فشربوا منه إلا قليلا} يعنى أربعة عشر نفرا. وقوله: {ومآ آمن معه إلا قليل} يعنى ثمانين إنسانا، أربعين رجلا وأربعين امرأة. وهو مستقل بنفسه أى ضابط لأمره. وهو لا يستقل بهذا الأمر، أى لا يطيقه. واستقلوا عن ديارهم: ارتفعوا. واستقل البناء: أناف. واستقل غضبا: شخص من مكانه لفرط غضبه. وتقلقل فى البلاد: طالب أسفاره.

  #29  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:54 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قلد وقلم وقلى )

( بصيرة فى قلد وقلم وقلى )

القلادة: التى تجعل فى العنق. وقوله تعالى: {ولا الهدي ولا القلائد} القلائد من الهدى: ما يقلد بلحاء الشجر. وكان الحرمى كلما سافر قلد ركابه بلحاء أشجار الحرم، فيعتصم بذلك ممن أراده بسوء. وذو القلادة: الحارث بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار. وقلائد الشعر: البواقى على الدهر. وقيل لأعرابى: ما تقول فى نساء بنى فلان؟ فقال: قلائد الخيل، أى هن كرائم؛ وذلك لأنه لا يقلد من الخيل إلا سابق كريم.
والإقليد: المفتاح. والجمع المقاليد، كما قالوا: ملامح ومحاسن، ومشابه، ومذاكير. وقوله تعالى: {له مقاليد السماوات} قال أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن السدى: أى خزائن السماوات والأرض: وقال مجاهد بن جبر المكى: أى مفاتيح السماوات والأرض. واحدها إقليد. قال تبع:
*وأقمنا به من الدهر سبتا * وجعلنا لبابه إقليدا*
والإقليد معرب كليد،

القلم: ما يكتب به، والجمع. أقلام وقلام، قال تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام}، وقال تعالى: {ن والقلم وما يسطرون} وقال تعالى: {وربك الأكرم * الذى علم بالقلم} إشارة وتنبيه إلى ما أنعم به على الإنسان: من تعليم الكتابة، وما فى القلب من الفوائد واللطائف. قال:
*ورواقم رقش كمثل أراقم * قطف الخطا نيالة أقصى المدى*
*سود القوائم لا يجد مسيرها * إلا إذا لعبت بها بيض المدى*
والقلم أيضا: القدح الذى يضرب به، سمى قلما لأنه كان يبرى كبرى القلم ثم يقارع به، قال تعالى: {إذ يلقون أقلامهم}، أى قداحهم: أزلامهم. وفى الأثر: أول ما خلق الله القلم، وقال له: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوحى عن جبريل، وجبريل عن ميكائيل،وميكائيل عن إسرافيل، وإسرافيل عن اللوح، واللوح عن القلم. وتقليم الأظافر: قصها، وقد قلمها وقلمها. والإقليم: واحد الأقاليم السبعة.
قلاه يقليه، وقليه يقلاه قلى وقلاء ومقلية: أبغضه وكرهه غاية الكراهة، واوى يأتى. وقيل: قلاه، يقال، فى الهجر، وقليه، فى البغض.

  #30  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:55 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قمح وقمر وقمص وقمطر وقمع وقمل )

( بصيرة فى قمح وقمر وقمص وقمطر وقمع وقمل )
قمح السويق وغيره، واقتحمه: إذا أخذه فى راحته إلى فيه. وقمح البعير يقمح إذا رفع رأسه من الماء بعد الرى. وأمحه: شد رأسه إلى خلف، قال تعالى: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحون} تشبيه بذلك. ومنه قول النبى صلى الله عليه وسلم لعلى رضى الله عنه: ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين. ثم جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح، وهو رفع الرأس وغض البصر، يقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه. والآية إشارة إلى وصفهم بالامتناع عن الانقياد للحق، والإذعان لقبول الرشد، وعن الإنفاق فى سبيل الله.
القمر يسمى قمرا بعد الثالثة. قال تعالى: {والقمر قدرناه منازل} وقال: {سراجا وقمرا منيرا}، والجمع: أقمار.
والقميص معروف، والجمع: أقمصة، قال تعالى: {وإن كان قميصه قد من دبر}، وقال تعالى: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا}.
والقمطرير: الشديد، كالقماطر، كأنه مركب من قمط وقطر أو قمر
والقمع: الضرب بالمقمعة. وهى [العمود] من حديد كالمحجن يضرب به رأس الفيل، قال الله تعالى: {مقامع من حديد}. وقال الليث: المقمعة: خشبة يضرب [بها] الإنسان على رأسه. وهى أيضا: الجزرة والأعمدة من جديد، وأنشد.
* وتمشى معد حوله بالمقامع *
القمل والقتال معروف، الواحد بهاء. وقد قمل رأسه - كعلم -: كثر قمله. والقمل - كدمل -: صغار الذر والدبى الذى لا أجنحة له، أو شىء صغير بجناح أحمر، وشىء يشبه الحلم لا يأكل أكل الجراد، خبيث الرائحة، ودواب بالقردان أشبه، صغار، واحدتها بهاء، ورجل قمل: كثير القمل.

  #31  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:55 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قنت وقنط وقنع وقنى وقنو )

( بصيرة فى قنت وقنط وقنع وقنى وقنو )

القنوت ينقسم إلى أربعة أقسام: الصلاة، وطول القيام، وإقامة الطاعة، والسكوت. وروى عن زيد بن أرقم رضى الله عنه: "كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا صاحبه فى حاجته، حتى نزلت: {وقوموا لله قانتين} فأمر بالسكوت". وسئل ابن عمر رضى الله عنهما عن القنوت فقال: ما أعرف القنوت إلا طول القيام. ثم قرأ: {أمن هو قانت آنآء الليل ساجدا وقآئما}. وقال الزجاج: المشهور فى اللغة أن القنوت الدعاء، وأن القانت الداعى. ابن الأعرابى: أقنت: دعا على عدوه، وأقنت: إذا أطال القيام فى الصلاة، وأقنت: إذا أدام الحج، وأقنت: إذا أطال الغزو، وأقنت: إذا تواضع لله تعالى.
وقوله تعالى: {كل له قانتون} قيل: خاضعون، وقيل: طائعون وقيل: ساكتون، يعنى عن كلام الآدميين، وكل ما ليس من الصلاة فى شىء وعلى هذا ما روى: "قيل أى الصلاة أفضل؟ قال: القنوت"، أى الاشتغال بالعبادة ورفض كل ما سواه. قال تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا}.
قنط يقنط ويقنط قنوطا، وقنط يقنط - كفرح يفرح - قنطا وقناطة، وقنط يقنط - كجعل يجعل - أى يئس، وقنطه غيره، قال تعالى: {لا تقنطوا من رحمة الله}.
القنوع: السؤال والتذلل للمسألة، وقد قنع يقنع كمنع يمنع. ومن دعائهم: نسأل الله القناعة، ونعوذ به من القنوع. وقال الشماخ:
*لمال المرء يصلحه فيغنى * مفاقره أعف من القنوع*
يعنى: من مسألة الناس. ورجل قانع وقنيع. قال الأصمعى: رأيت أعرابيا يقول فى دعائه: اللهم إنى أعوذ بك من القنوع والخضوع والخنوع. وما يغض

طرف المرء، ويغرى به لئام الناس. قال الله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر}، الذى يتعرض ولا يسأل. وقيل: القانع: الذى يقنع بالقليل وقال عدى بن زيد:
*ولا خنت ذا عهد وأيت بعهده * ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا*
يعنى سائلا. وقال الفراء: القانع هو الذى يسألك فما أعطيته قبله.
والقناعة: الرضا بالقسم. وقد قنع - بالكسر - يقنع قناعة. زاد أبو عبيدة قنعانا وقنعا - محركة - فهو قنع، وقانع، وقنوع، وقنيع. وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "القناعة مال لا ينفد". أقنعه الشىء: أرضاه وأقنع رأسه: إذا نصبه، قال الله تعالى: {مهطعين مقنعي رءوسهم} أى رافعى رءوسهم وهم ينظرون فى ذل. وقال ابن عرفة يقال: أقنع رأسه إذا نصبه لا يلتفت يمينا ولا شمالا، وجعل طرفه موازيا لما بين يديه؛ وكذلك الإقناع فى الصلاة. وفى الحديث: كان لا يصبى رأسه فى الركوع ولا يقنعه". وفى الحديث الآخر: "إذا أخذ الحسين فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى فى فأس رأسه ثم أقنعه فقبله" أى رفعه. وأقنعنى فلان: أحوجنى. وقنعته تقنيعا: رضيته، ومنه الحديث: "طوبى لمن هدى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به". وهكذا رواه الحربى رحمه الله.
القنية والقنية - بالكسر والضم - ما اكتسب. والقنى كإلى: الرضا. وقناه الله وأقناه: أرضاه، قال تعالى: {أغنى وأقنى}، وقيل: أقنى: أعطى ما فيه الغنى، وتحقيقه أنه جعل له قنية من الرضا والطاعة فغنى بهما أعظم غنى.
والقنو والقنو - بالكسر وبالضم - والقنا - بالكسر وبالفتح -: الكباسة والجمع: أقناء وقنوان وقنيان مثلثتين، قال الله تعالى: {قنوان دانية}.

  #32  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:57 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قوب وقوت وقوس )

( بصيرة فى قوب وقوت وقوس )

قاب قوس، وقيب قوس، وقاس قوس، وقيس قوس، وقاد قوس، وقيد قوس، وقبى قوس، وقباء قوس أى قدر قوس. والقاب أيضا: ما بين المقبض والسية، ولكل قوس قابان. قال تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى} قيل: أراد قابى قوس فقلبه، والمراد قرب المنزلة. وفى الحديث: "لقاب قوس أحدكما من الجنة أو موضع قدمه خير من الدنيا وما فيها".
وعينه واو لثلاثة أوجه. أحدهما: أن بنات الواو من المعتل العين أكثر من بنات الياء. والثانى: أن تركيب (ق و ب) موجود مستعمل، دون (ق ى ب). والثالث: أنه علامة يعلم بها المسافة بين الشيئين، من قولهم: قوبوا فى هذه الأرض: إذا أثروا [فيها] بموطئهم ومحلهم وبدت علامة ذلك.
والقوت: ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. وما عنده قوت ليلة، وقيت ليلة، وقييت ليلة. وقات أهله يقوتهم قوتا وقياتة، والأصل قواتة، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وقته فاقتات، كما تقول: رزقته فارتزق. وفى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا"، أى مقدارا يمسك به الرمق. وهو فى قائت من العيش: فى كفاية. قال تعالى: {وقدر فيهآ أقواتها}.
والمقيت: المقتدر، كالذى يعطى كل إنسان قوته، قال الله تعالى: {وكان الله على كل شيء مقيتا}.
والقوس معروف. وقد تذكر، تصغيرها قويس وقويس، والجمع، أقواس وقياس وقسى، قال تعالى: {قاب قوسين أو أدنى}.

  #33  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 02:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قول )

( بصيرة فى قول )
القول: كل لفظ مذل به اللسان، تاما كان أو ناقصا، والجمع: أقوال، وجمع الجمع: أقاويل، قال تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل}. والقول والقال والقيل واحد. وقيل: القول فى الخير، والقال والقيل فى الشر، قال:
*أبكى إلى الشرق إن كانت منازلهم * مما يلى الغرب خوف القيل والقال*
وقيل يقال: قال يقول قيلا وقولا وقولة ومقالا ومقالة فيهما، فهو قائل وقال وقوول وقؤول. والجمع: قول وقيل وقالة وقوول وقؤول. ونهى صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضافة المال.
وقال أبو القاسم الأصفهانى: القول يستعمل على أوجه:
أظهرها: أن يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق، مفردا كان أو جملة. وقد يسمى الواحد من الاسم والفعل والأداة قولا؛ كما قد تسمى القصيدة والخطبة قولا.
والثانى: يقال للمتصور فى النفس قبل الإبراز باللفظ قول، فيقال: فى نفسى قول لم أظهره، قال تعالى: {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله} فجعل ما فى اعتقادهم قولا.
الثالث للاعتقاد (كقولك: يقول الشافعى) رحمه الله.
الرابع: يقال للدلالة على شىء، كقولك للجدار المائل يقول: إنى ساقط. وقال الشاعر: امتلأ الحوض وقال قطنى.
الخامس: يقال للعناية الصادقة بالشىء؛ كقولك: فلان يقول بكذا.
السادس: فى الإلهام؛ نحو: {قلنا ياذا القرنين إمآ أن تعذب} فإن ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روى وذكر، بل كان إلهاما فسماه قولا. وقيل فى قوله تعالى: {قالتآ أتينا طآئعين} إن ذلك كان بتسخير من الله تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما.
وقوله: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول لا عن صحة اعتقاد؛ كما ذكر الكتابة باليد فى قوله: {فويل للذين

يكتبون الكتاب بأيديهم}.
وقوله: {لقد حق القول على أكثرهم} أى علم الله تعالى بهم وحكمه عليهم، كما قال: {وتمت كلمة ربك}.
وقوله: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون}، وإنما سماه قول الحق تنبيها على ما قال: {إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}. وتسميته قولا كتسميته كلمة فى قوله: {وكلمته ألقاها إلى مريم}.
وأما قوله: {إنكم لفي قول مختلف} فمعناه: فى أمر البعث، فسماه قولا، فإن المقول فيه يسمى قولا، كما أن المذكور يسمى ذكرا.
وقوله: {إنه لقول رسول كريم} نسب القول إلى الرسول، وذلك لأن القول الصادر إليك عن رسول يبلغه إليك عن مرسل له يصح أن تنسبه إليه تارة، وإلى رسوله تارة. وكلاهما صحيح.
وقوله: {الذين إذآ أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنآ إليه راجعون} لم يرد به القول النطقى فقط، بل أراد ذلك إذا كان معه اعتقاد وعمل.
وقوله تعالى: {ولقد وصلنا لهم القول}، وقوله: {عباد * الذين يستمعون القول} المراد بهما القرآن ولهما نظائر.
وقوله: {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} أمر بوعظهم وتذكيرهم، والمبالغة فى ذلك.
وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم} يعنى كلمة التوحيد.
وقال لموسى وهارون: {فقولا له قولا لينا}. وأمر بملاطفة الأقارب وبرهم ورضخهم فقال: {فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا}.

  #34  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 03:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قوم )

( بصيرة فى قوم )

قام يقوم قوما وقياما وقومة وقامة، فهو قائم / من قوم وقيم، وقوام وقيام، وقيام. وقاومته قواما: قمت معه.
والقيام على وجوه: قيام بالشخص، ويكون إما بالتسخير نحو: {منها قآئم وحصيد}، وإما باختيار نحو وقوله: {أمن هو قانت آنآء الليل ساجدا وقآئما}. ويكون بمعنى مراعاة الشىء نحو قوله تعالى: {كونوا قوامين لله}. وقوله: {أفمن هو قآئم على كل نفس بما كسبت} أى حافظ. وقوله: {إلا ما دمت عليه قآئما} أى ثابتا فى طلبه.
ويكون بمعنى العزم نحو قوله: {إذا قمتم إلى الصلاة}. وقوله: {ويقيمون الصلاة} أى يديمون فعلها ويحافظون عليها.
والقيام والقوام اسم لما يقوم ويثبت به الشىء؛ كالعماد والسناد لما يعمد ويسند به.
وقام بمعنى أقام، قال:
*جرى معك الجارون حتى إذا انتهوا * إلى الغاية القصوى جريت وقاموا*
أى فهم [تخلفوا] ولم يدركوا شأوك.
وورد القيام وما يتصرف منه على وجوه:
بمعنى أداء الصلاة: {وأقيموا الصلاة}، {وأقاموا الصلاة}، {يقيمون الصلاة} ونظائرها. ولم يأمر بالصلاة حيثما أمر، ولا مدح بها حيث مدح إلا بلفظ الإقامة، تنبيها أن المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها: {رب اجعلني مقيم الصلاة} أى وفقنى لتوفية شرائطها.
وبمعنى إقامة الحدود: {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله}، {إلا أن يخافآ ألا يقيما حدود الله}.
وبمعنى الاستقامة على سنن العدل: {كونوا قوامين لله}.
وبمعنى الأمن: {جعل الله

الكعبة البيت الحرام قياما للناس}، أى أمنا لهم. وقيل: قواما، وقيل: قائما لا ينسخ.
وبمعنى قيام المعيشة: {ولا تؤتوا السفهآء أموالكم التي جعل الله لكم قياما}، أى جعله مما يقيمكم ويمسككم.
وبمعنى لزوم المنزل فى الحضر: {يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}.
وبمعنى القيام بالأوامر والنواهى: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل}.
وبمعنى نصب ميزان العدل فى القيامة: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}.
وبمعنى تحقق الحساب: {يوم يقوم الحساب}.
وبمعنى قيام القيامة: {ويوم تقوم الساعة}.
وبمعنى استواء العالم واستقامته بأمره تعالى: {ومن آياته أن تقوم السمآء والأرض بأمره}.
وبمعنى منازل الملائكة: {وما منآ إلا له مقام معلوم}.
وبمعنى قياد الدين على سنن السداد: {ذلك الدين القيم}، {قيما}، {وأن أقم وجهك للدين}.
وبمعنى التهجد: {آنآء الليل ساجدا وقآئما}، {قم الليل إلا قليلا}، {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل}.
وبمعنى القيامة فى عرصة العرض: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، {وأما من خاف مقام ربه}.
وبمعنى كمال الألوهية والقدرة: {أفمن هو قآئم على كل نفس بما كسبت}، {وعنت الوجوه للحي القيوم}، وقيل القيوم: القائم الحافظ لكل شىء، والمعطى له مابه قوامه.
وبمعنى قيام الرجال بمصالح النساء: {الرجال قوامون على النسآء}
وبمعنى قيام الحاج بإتمام المناسك: {وطهر بيتي للطآئفين والقآئمين}
وبمعنى الاهتمام بإبلاغ الرسالة: {ياأيها

المدثر * قم فأنذر}، {وأنه لما قام عبد الله يدعوه}.
وبمعنى الملازمة والمداومة: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قآئما}.
وبمعنى الثبوت: {منها قآئم وحصيد}.
وبمعنى الوقوف: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}.
/ وبمعنى ضد القعود: {وتركوك قآئما}، {الذين يذكرون الله قياما وقعودا}.
وقوله تعالى: {دين القيمة} أى دين الأمة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: {كنتم خير أمة}. وقوله: {فيها كتب قيمة} إشارة إلى ما فيها من معانى الكتب المنزلة، فإن القرآن يجمع ثمرة كتب الله المتقدمة.
والمقام يكون مصدرا، واسم مكان القيام وزمانه نحو: {إن كان كبر عليكم مقامي}، {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وقوله: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}.
وقوله تعالى: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل}. أى توفوا حقهما بالعلم والعمل. وقوله: {فاقتلوا المشركين} إلى قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة}، قيل المراد به إقامتها بالإقرار بوجوبها لأدائها.
والمقامة: الإقامة، قال تعالى: {الذي أحلنا دار المقامة}.

والمقام يقال للمصدر والزمان والمكان والمفعول. لكن الوارد فى القرآن المصدر نحو قوله: {إنها سآءت مستقرا ومقاما}، وقوله: {لا مقام لكم فارجعوا} أى لا مستقر لكم. وقرئ، (لا مقام لكم) من أقام. وقرئ: {إن المتقين في مقام أمين} بالضم أى فى مكان تدوم إقامتهم فيه. وعذاب مقيم أى دائم. و{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} إشارة إلى
ما خص به الإنسان من العقل والفهم وانتصاب القامة الدالة على استيلائه على كل ما فى هذا العالم.
وتقويم الشىء: تثقيفه، والسلعة: تثمينها.
والمقامة: الجماعة. قال:
* وفيهم مقامات حسان وجوههم *
كأنهم جعلوا اسم المكان اسما لأهله المقيمين به.
والاستقامة: لزوم المنهج القويم قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة} الآية. وقال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم} إلى قوله: {يعملون}، وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {فاستقم كمآ أمرت ومن تاب معك} إلى قوله: {بصير}، فبين أن الاستقامة بعدم الطغيان، وهو مجاوزة الحدود. وقال: {قل إنمآ أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنمآ الهكم اله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه}.

وسئل صديق الأمة وأعظمها استقامة أبو بكر الصديق رضى الله عنه عن الاستقامة فقال: ألا تشرك بالله شيئا. يريد الاستقامة على محض التوحيد. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: أن يستقيم على الأمر والنهى، ولا يروغ روغان الثعلب. وقال عثمان رضى الله عنه: استقاموا: أخلصوا العمل لله. وقال على رضى الله عنه وابن عباس: استقاموا: أدوا الفرائض. وقال الحسن البصرى: استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته. وقال مجاهد: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله، حتى لحقوا بالله. وقال بعضهم: استقاموا على محبته وعبوديته، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة. وعند مسلم عن سفيان بن عبدالله قال: قلت: يا رسول الله: قل لى فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: "قل آمنت بالله ثم استقم". وعند ثوبان يرفعه: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن
خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".
والمقصود من العبد الاستقامة وهى السداد. فإن لم يقدر عليها فالمقاربة. وعند مسلم مرفوعا: "سددوا / وقاربوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل". فجمع فى هذا الحديث مقامات الدين كلها. فأمر بالاستقامة وهى السداد، والإصابة فى النيات والأقوال. وأخبر فى حديث ثوبان أنهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة، وهى أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم، كالذى يرمى إلى الغرض وإن لم يصبه يقاربه. ومع هذا فأخبرهم أن الاستقامة والمقاربة لا تنجى يوم القيامة، فلا يركن أحد إلى عمله، ولا يرى أن نجاته به، بل إنما نجاته برحمة الله وغفرانه وفضله. فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، وهو القيام بين يدى الله تعالى على حقيقة الصدق، والوفاء بالعهد.
والاستقامة تعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات. فالاستقامة فيها، وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله. قال بعض العارفين: كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة، فإن نفسك متحركة فى طلب الكرامة، وربك يطالبك بالاستقامة. فالاستقامة للحال بمنزلة الروح من البدن، فكما أن البدن إذا خلا عن الروح فهو ميت، فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد. وكما أن حياة الأحوال بها، فزيادة أعمال الزاهدين أيضا ونورها وزكاؤها بها، فلا زكاء للعمل ولا صحة بدونها. والله أعلم.

  #35  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 03:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قهر وقوى )

( بصيرة فى قهر وقوى )

القهر: الاستيلاء والغلبة على طريق التذليل، قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر}.
والقوة ضد الضعف، والجمع: قوى وقوى. والقواية - بالفتح -: القوة. قوى يقوى - كرضى يرضى - فهو قوى. وتقوى واقتوى. وقواه الله. وفلان قوى مقو أى في نفسه ودابته.
وقد تستعمل القوة بمعنى القدرة؛ نحو: {خذوا مآ ءاتيناكم بقوة}. وتستعمل للتهيؤ الموجود فى الشىء، وأكثر من يستعمل هذا الفلاسفة، ويستعملونه على وجهين: أحدهما أن يقال لما كان موجودا، فيقال: كاتب بالقوة، أى معه المعرفة بالكتابة؛ لكنه ليس يستعمل. والثانى يقالك فلان كاتب بالقوة، وليس يعنى أن معه العلم بالكتابة، ولكن معناه: يمكنه أن يتعلم الكتابة.
والقوة تستعمل فى البدن تارة، وفى القلب تارة، وفى المعاون من خارج تارة، وفى القدرة الإلهية تارة.

ففى البدن قوله تعالى: {وقالوا من أشد منا قوة}، وقوله: {فأعينوني بقوة}، فالقوة هاهنا قوة البدن بدلالة أنه رغب عن القوة الخارجة فقالك (ما مكنك فيه ربك خير.) وفى المعاون من خارج نحو قوله: {لو أن لي بكم قوة}، وقيل معناه: من يقوى به من الجند، وما يقوى به هن المال. ونحو قوله: {نحن أولو قوة}. وفى القدرة الإلهية قوله: {إن الله قوي عزيز}.
وقوله: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} عام فيما اختص الله به من القدرة، وما جعله للخلق. وقوله: {ويزدكم قوة إلى قوتكم} فقد ضمن الله تعالى أن يعطى كل واحد منهم من أنواع القوى قدر ما يستحقه. وقوله: {ذي قوة عند ذي العرش مكين}، المراد به جبريل عليه السلام، ووصفه بالقوة عند ذى العرش فأفرد اللفظ ونكره فقال / (ذى قوة) تنبيها أنه إذا اعتبر بالملإ الأعلى فقوته إلى حد ما. وقوله: {علمه شديد القوى} فإنه وصف القوة بلفظ الجمع، وعرفها تعريف الجنس؛ تنبيها أنه إذا اعتبر بهذا العالم وبالذين يعلمهم ويفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة. وقوله تعالى: {يايحيى خذ الكتاب بقوة} أى بجد، وكذا قوله: {خذوا مآ ءاتيناكم بقوة}. وقوله: {من أشد منا قوة} أى بطشا فى الأخذ، وكذا قوله: {وكأين من قرية هي أشد قوة}. وقوله: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} أى من عدة.

  #36  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 03:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى قيض وقيع وقيل )

( بصيرة فى قيض وقيع وقيل )
قيض الله فلانا لفلان: جاء به وأتاحه له. وتقيض له: تقدر وتسبب. وقوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا} أى نتح له ليستولى عليه استيلاء القيض على البيض، وهو القشرة اليابسة على البيضة من فوق. وقيل: هى التى خرج ما فيها من فرخ أو ماء.
القاع: أرض سهلة مطمئنة، قد انفرجت عنها الجبال والآكام. والجمع: أقوع وأقواع، وقيعان وقيع، وقيعة، قال تعالى: {كسراب بقيعة}.
المقيل: مصدر قال يقيل قيلا وقائلة وقيلولة ومقالا ومقيلا: قام فى القائلة، وهى نصف النهار. وهو القائل، والجمع: قيل وقيال وقيل كشرب. والقبل والقبول: اللبن يشرب فى القائلة. والتقييل: السقى فيها. والتقيل: الشرب فيها. وشربت الإبل قائلة، أى فيها. والقيل والقيلة: الناقة تحلب فيها. والمقيل: محلب ضخم يحلب فيه فيها.
آخر حرف القاف

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir