المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من نخبة الفكر

[سلوى عبدالله عبدالعزيز]

مجهول العين ومجهول الحال

عناصر الموضوع :
تعريف الجهالة
أسباب الجهالة
سبب تصنيف أئمة الحدث للجهالة
أقسام الجهالة
الأمور المعتبرة في ضبط الجهالة
كيف ترفع الجهالة
الكتب المؤلفة في الجهالة




التلخيص:
تعريف الجهالة: الجهالة ضد الشهرة ،والمجهول هو من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرف العلماء به، وهو من أسباب الطعن في الحديث ورده، ولم يعط الحديث المردود بهذا السبب اسماَ خاصاً ، فقد يدخل تحت الحديث الضعيف .

أسباب الجهالة :
السبب الأول : أن يكون للراوي أسماء أو نعوت أو أنساب كثيرة، كنسبته إلى القبيلة أو إلى الصنعة أو إلى أبيه وغيره .
مثال : محمد بن سعيد المصلوب، وضَّاع مشهور، يدلسونه كثيراً، ذكر بعض الحفاظ أنه جمع الأسماء التي سمي بها هذا الرجل مع الكنى والألقاب والأنساب فزادت عن مائة وكلها لرجل واحد.

السبب الثاني : أن يكون الراوي مقلاِ ليس مشهوراً برواية الحديث، وإما أنه لم يرو أبل أحاديث يسيرة أو أنه ليس له من الرواة إلا أناس قليلون، وهذا يعتبر سبب رئيسي في الوقوع في الجهالة .

السبب الثالث : عدم تسمية الراوي تماماً، كأن يقول : حدثني رجل، أو أخو فلان، أو رجل من بني فلان، فهذا يسمى المبهم .
مثال : ذكر قصة وإرادها لرجل لم يسم اسمه .

سبب تصنيف الأئمة للجهالة : قال الحافظ رحمه الله تعالى : لكي لا يقع الباحث في وصف لا يستحقه بسبب جهالته .

أقسام الجهالة: :
القسم الأول : من ذكر اسمه في السند ولم يعرف، وهو قسمان :
١- جهالة عين: هو ما روي عنه راو واحد ولم يوثقه معتبر .
حكم الجهالة في العين: لا يقبل خبره بسبب جهالته، وهذا هو الصحيح الذي عليه جمهور المحدثين ،

٢- جهالة حال : هو ما روي عنه اثنان فأكثر ولم يوثقه معتبر، ويسمى المستور .
حكم جهالة الحال: لا يقبل خبره للأسباب التالية:
١- لأن شرط قبول الخبر عدالة الراوِ، ولم لم يعرف عينه وأبهم اسمه فكيف تعرف عدالته.
٢- لا يقبل خبره، كأن يقول الراوي : أخبرني الثقة، لأنه قي يكون الثقة عنده مجروح عنذ غيره، وهذا على الأصح في المسألة .
وحديث مجهول العين ومجهول الحال اختلف العلماء في قبوله في الشواهد والمتابعات، فمنهم من يقبله، ومنهم من يرده .

القسم الثاني من أقسام الجهالة: الذي لم يذكر اسمه : وهو المبهم: [/color]كقول : حدثني فلان أو حدثني الثقة أو رجل أو شيخ …
حكمه: مردود الحديث على الصحيح إلا إن كان المبهم صحابياً فيقبل حينها لعدالة الصحابة جميعاً .
قال الحافظ : ( لا يقبل حديث المبهم ) مالم يسم .

الأمور المعتبرة في ضبط الجهالة :
١- معرفة الراوي عن ذلك المجهول .
٢- معرفة الحديث الذي أتى به الراوي.
٣- معرفة العصر الي وجد فيه هذا الراوي .
٤- موقف الأئمة من حديث طلك الراوي قبولاً ورداً .

كيف ترتفع الجهالة :
ترتفع الجهالة برواية ثقتين فصاعداً عن الرو المجهول، فلا ترتفع برواية الواحد ولا برواية الضعفاء.
قال الدار قطني :( من روي عنه ثقتان فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته ) .
قال الخطيب في الكفاية :( وأقل ما ترتفع به جهالة العين أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما ) أ.هـ
فمن ارتفعت جهالة عينه لم ترتفع عنه جهالة حاله حتى ينص إمام من الأئمة المعتبرين على توثيقه .

الكتب المؤلفة في المبهمات :
١- المستفاد من مبهمات المتن والإسناد، للإمام ولي الدين أبي زرعة العراقي بن العراقي.
٢- كتاب علل حديث الزهري ، لمخمد بن يحيى الذهلي، وقد أثنى عليه الدار قطني .
٣- كتاب الموضح لأوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي تحقيق عبدالرحمن المعلمي .