دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 رمضان 1439هـ/24-05-2018م, 03:04 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: كيف بدأ تدوين التفسير؟
س3: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
س4: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.


المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.

المجموعة الثالثة:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.
س3: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
س4: لخّص مراتب وأحكام رواية الإسرائيليات المذكورة في كتب التفسير.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 رمضان 1439هـ/26-05-2018م, 03:57 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
زر بن حبيش الأسدي:
اسمه ونسبه :
هو أبو مريم زر بن حبيش بن حباشة الأسدي .
نشأته ورحلاته في طلب العلم :
-كان من كبار التابعين المخضرمين ، أدرك الجاهلية ، ولبث فيها عمرا ، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم غلى المدينة كان قد تجاوز الأربعين من عمره .
- لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ولكن وفد إلى عمر لما كان بالمدينة ، ثم ارتحل إلى الكوفة ولزم ابن مسعود ، وأخذ منه العلم الغزير .
منزلته في العلم :
- كان من فصحاء الصحابة ، وعالما بالعربية ، قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
- كان إماما مفسرا وعلم من التفسير علما غزيرا ؛ فقد وفد في خلافة عثمان إلى المدينة؛ ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، ملازمة حسنة، وقرأ على أبيّ وأكثر من سؤاله عن التفسير.
عن عاصم، عن زر قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.
- كان إماما مقرئا ،فقد قرأ القرآن وجوده .
مشايخه :
روى عن: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس.
تلامذته :
في التفسير: عاصم بن أبي النجود وهو أكثرهم رواية عنه، والمنهال بن عمرو، والأعمش، ومنصور بن المعتمر، وعطاء بن أبي ميمونة.
وعطاء مختلف فيه لكن يروي عنه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف؛ فرواية علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر ضعيفة الإسناد.
وممن قرأ عليه القرآن : عاصم بن أبي النجود والأعمش ويحيى بن وثاب وغيرهم.
أقوال العلماء فيه :
- قال عاصم: (ما رأيت أقرأ من زر).
-قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
-قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
نماذج من تفسيره :
-عن جرير بن حازم عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: (سألت عبد الله بن مسعود عن {الأواه}، قال: هو الدَّعاء). رواه ابن وهب.
-عن محمد بن عبيد الله عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: سألت عبد الله بن عباس: أفي ص سجدة، فقال: نعم، فقلت: إن ابن مسعود يقول: لا؛ قال: لو سمعها داود لسجد، وقد أمرنا الله أن نقتدي بهم). رواه ابن وهب.
وفاته :
أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم.
واختلف في عمره :
قال أبو نعيم أن له من العمر 127سنة.
وقال أبو حيان أن عمره كان 122 سنة .

الربيع بن خثيم :
اسمه ونسبه :
هو أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري.
نشأته ورحلاته في طلب العلم :
كان من المخضرمين فأدرك الجاهلية والإسلام ولكن لم ير النبي صلى الله عليه وسلم .
-رحل إلى الكوفة ، وصحب ابن مسعود ، وأخذ من علمه وسمته .
صفاته :
-كان شديد الخشية ؛ ذكر الأعمش عمّن حدّثه أن الربيع بن خثيم مرّ بالحدّادين فنظر إلى الكير وما فيه فخرّ مغشيّاً عليه.
-كان مخبتا و زاهدا في الدنيا، وأفرد لها ابن أبي شيبة باباً في مصنفه في كتاب الزهد.
- كان حريصا على تحقيق الإخلاص ، قالت سرّيته: كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
منزلته في العلم :
-كان بصيرا بأمر دينه ، وكان من العلماء الحكماء.
شيوخه : ابن مسعود.
تلامذته :
الشعبي، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، وبكر بن ماعز، وأبو رزين، ومنذر الثوري، ونسير بن ذعلوق، وغيرهم.
أقوال العلماء فيه :
سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه قال: كان إذا قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحتم؟ قال: ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
نماذج من تفسيره :
قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع بن خثيم: {فليضحكوا قليلا}، قال: في الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: في الآخرة). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وفاته :
توفي سنة 61 من الهجرة .

الفائدة من دراسة سيرتهما :
- معرفة طرقهم في التفسير وأثره عليهم :
- معرفة صبرهم في طلب العلم ، وتحملهم مشقة الرحلة لطلب هذا العلم .
- حرصهم على الأخذ من غيرهم من العلماء .
- حرصهم على تعليم العلم لغيرهم .
- معرفة ثمرة علمهم ونفعه للناس حتى بعد موتهم .
- معرفة من كان ملازما للرعيل الأول ومن كان أقل من ذلك .
- معرفة الضعيف منهم والقوي في التفسير .


س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
تدويين التفسير في القرن الأاول على ثلاثة أضرب :
1) تدويين تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة في التفسير ورواياتهم في ذلك ، كما فعل ذلك أصحاب ابن عباس ، وأصحاب بن مسعود وأصحاب أبي هريرة .
2) تدويين تفسير التابعين واقوالهم ومروياتهم في ذلك ، كما فعل ذلك أصحاب مجاهد وأصحاب سعيد بن جبير .
3) تدويين أخبار بني إسرائيل ومن يروي عنهم ، كما كتب عن كعب بن الأحبار .

س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
معنى الإسرائليات : يراد به أخبار بني إسرائيل ، وهو يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليه السلام .
حكم روايتها :
حكمها بحسب نوعها
فهي على أنواع :
النوع الأول :الذي في القرآن : ما قصه الله في كتابه عن أخبار بني إسرائيل ، فهذا واجب التصديق .
النوع الثاني : الذي في زمن النبي : ما كان يحدث به بني اسرائيل من أخبار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا حكهما على ثلاث أقسام :
1) قسم أقره النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بصدقه ، فهذا حكمه علينا أن نصدقه .
2) وقسم كذبه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا حكمه نكذبه ولا نصدقه .
3) قسم توقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا حكمه : أذن لنا أن نحدث عنه دون تصديقه أو تكذيبه .
النوع الثالث :مرويات الصحابة الذين قرؤوا كتبهم : ماكان يحدث به الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب ، من أمثال عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم .
فعبد الله بن سلام :
فهو كان عالما بالتوراة ، وربما بلغه بعض ما يقول كعب الأحبار فكان يخطأ منه ويصوبه .
وأما سلمان الفارسي :
فما يرويه على ثلاثة أضرب :
- منه ما هو حجة : وهو الذي يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وله حكم الرفع .
- ومنه ما هو من قبيل تفسير الصحابي إن كان له وجه للإجتهاد وهو الذي يكون في التفسير ، وأما إن كان يعرف من حال النزول فله حكم الرفع .
- ومنه ما يكون له حكم الاسرائليات إن أسند إلى أهل الكتاب أو عرف من المتن أنه أخذ من أهل الكتاب .
وأما عبد الله بن عمرو بالعاص :
فهو من الذين تعلم السريانية ويقرأ كتب أهل الكتاب ويحدث بها ، فالمرويات الاسرائلية الصريحة عنه قليلة، وبعضها لايصح سندها إليه .
-
النوع الرابع : مرويات الصحابة الذين لم يقرؤوا كتبهم : ما كان يُروى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، لكن لهم رواية، لكن لهم رواية عمن قرأها ، منهم كعب الأحبار ، وأبو هريرة ، وابن عباس ، وأبو موسى الأشعري وغيرهم .
فهؤلاء على ثلاث جهات :
الأول :تصريح الرواية عمن يحدث من أهل الكتاب : صرحوا بالرواية عمن يحدث عن أهل الكتاب أو عدمه ، وهؤلاء حكمهم : أن أمرهم بيّن أنّه ليس مما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون حكمه حكم الإسرائيليات.
الثاني : نكارة المتن وعدمها : فقد تساهل المفسرين ، سواء صراحوا بها أو لم يصرحوا بها .
الثالث: صحة الإسناد إليهم : كثير من المفسّرين على التساهل في الرواية بالأسانيد التي فيها ضعف محتمل للتصحيح ما لم يكن في المتن نكارة، وهناك من المفسرين من ينبه عليه إن كان في المتن نكارة ، وأما أهل الحديث فينبهون على الضعف الشديد في الإسناد وإن لم يكن في المتن نكارة .
فالخلاصة في مرويات الصحابة حكمها على ثلاثة أحوال :
1) إن كان في المتن نكارة: نظر إلى الإسناد فإن كان الإسناد ضعيفا حكم ببطلان نسبتها للصحابي ، وأما إن كان الإسناد صحيحا ، وصرحوا الأخذ عمن يروي الإسرائيليات فهذا له حكم الإسرائليات ، وترد النكارة التي في الخبر ، وقد يحكم بصحة أصل القصة دون الزيادة المنكرة .
2)إن كان الخبر منكرا : إن كان منكرا ولم يصرح بالرواية عمن عرف برواية الإسرائليات ،

النوع الخامس : ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب،ومنهم : منهم: كعب بن ماتع الحميري، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي، وتبيع بن عامر الكلاعي، وغيرهم .
فكعب الأحبار : كان يحدث الصحابة بما في كتب أهل الكتاب ، فإن أصاب بينوا ذلك وإن أخطأ صوبوه ،وإن حدث بما لا يعرفون صدقه من كذبه، وكان منهم من يحدث عنه ومنهم من يتجنب الحديث عنه .
فما يروى عن كعب الأحبار حكمها على أحوال :
- ما كان فيه نكارة وإسناده إليه غير صحيح: فهذا حكمه أنه لا يسوغ أن يحمل عليه فيه، بل الحمل على من نسب القول المنكر إليه.
- ما كان فيه نكارة وإسناده إليه صحيح: فهذا ينظر إلى سبب النكارة ،فقد تكون مما حرف من كتب أهل الكتاب، وقد تكون مما أخطأ هو في قراءته، قد يفسّر باجتهاده مما يفهمه من التوراة، وهذا الاجتهاد عرضة للصواب والخطأ، وقد يكون بعض الخطأ شنيعا لغفلته عن أدلة صحيحة تخالفه.
حكم ذلك :ما كان كذلك فلا يصح أن يكون مصدرا يعتمد عليه في التلقي وفهم معاني القرآن، ولكن يمكننا ذكر مالا نكارة فيه من باب الاستشهاد والاستئناس والاعتبار بالقصص التي توافق مقتضى التفسير الصحيح ولا تخالفه.
ووهب بن منبه :
كان من أحبار اليهود قبل اسلامه ، وأكثر من الرواية عن الاسرائليات ، لكن قسم كبير منه لايصح الإسناد إليه .
النوع السادس: ما كان يحدث به بعض ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل الكتاب.
ومنهم : سعيد بن المسيب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وغيرهم .
وهم على أحوال :
ومنهم ما يصرح فيه بالتحديث عنهم، ومنهم من لا يصرح .
ومنه ما يصحّ إسناده إليهم، ومنه ما لا يصح.
ومنه ما ليس فيه نكارة، ومنه ما فيه نكارة.
وحكمهم مثل مسائل الاسرائليات المروية عن الصحابة ، ولكن قول التابعي ليس كقول الصحابي .
النوع السابع:ما يرويهم بعضهم ممن لم يثبت عنهم التلقي ، فيكتب عن الثقة والضعيف ويخلط بينهم ، وهم أهل الصلاح لكن لم يتعمدوا الكذب ، لكن لم يتبثتوا فيما نقلوه ، مثل محمد بن اسحاق .
النوع الثامن : وهو الذي يرويه الضعفاء من شديدي الضعف ، والمتهمين بالكذب .
من هؤلاء : محمد بن سائب الكلبي ، ومقاتل بن سليمان البلخي ، وموسى الثقفي ، وأبو جارود زياد بن المنذر .
النوع التاسع : مايرويه أصحاب التفاسير بأسنايدهم إلى ما تقدم ، كابن جرير وأبي حاتم وعبد الرزاق ، وغيرهم ، وهؤلاء نجد أن الإسرائليات في كتبهم قليل .
النوع العاشر : ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات؛ كالثعلبي والماوردي والواحدي، وهذه التفاسير فيها تتفرد الإسرائليات المنكرة لتساهل أصحابها في الرواية عن الكذابين والمتّهمين بالكذب وحذف الأسانيد اختصارا .


س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
الطبقة الأولى : طبقة الثقات :وهم الذين يرون عن الثقات باسناد صحيح إلى من عرف بالقرءاة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين .
مثالهم :
الأعمش ، وأبو رجاء العطاردي، وشيبان النحوي،والربيع بن أنس البكري،ومعمر بن راشد الأزدي.
الطبقة الثانية : طبقة الغير متثبتين :وهؤلاء ممن أخذوا الرواية من الضعفاء والمجاهيل وخلطوا بينهم دون تمييز ، مع أنهم من أهل الصدق والصلاح ومعروفين بعنايتهم بالتفسير .
مثالهم :
الضحاك بن مزاحم الهلالي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 رمضان 1439هـ/31-05-2018م, 09:25 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
أبو إسماعيل مرة بن شراحيل البُكيلي الهمْداني (ت: 76هـ)
يقال له: مرة الطيب، ومرة الخير؛ قال ابن حبان: (إنما سمّي طيّبا لكثرة عبادته).
وقال الذهبي: (مخضرم، كبير الشأن).
وقال العجلي: (كوفيّ تابعيّ ثقة).
وكان من عبّاد أهل الكوفة، جمع من العلم فأكثر، لكن غلبت عليه العبادة.
قال الذهبي: (ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم، ولهذا لم تكثر روايته، وهل يراد من العلم إلا ثمرته).ومع هذا فمروياته في التفسير كثيرة.
ومن مروياته في التفسير:
أ: قال عبد الله بن وهب: أخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد الإيامي، عن مرة بن شراحيل الهمداني قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: {اتقوا الله حق تقاته}، قال: فحق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى). ورواه أيضاً ابن جرير.
استفدت من سيرته :
أن طلب العلم لا يمنع من الإكثار من العبادة بل على العكس العلم هو سبب لخشية الله وللتقرب منه كما قال تعالى :إنما يخشى الله من عباده العلماء) والعبادة هي ثمرة العلم ،والمرء إنمايتعلم ليعمل بما علم .
أبو مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسّر، ثقة جليل القدر، من كبار التابعين المخضرمين، أدرك الجاهلية، ولبث فيها عمراً، وكان قد جاوز الأربعين من عمره لمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما وفد على عمر في المدينة، ثم ارتحل إلى الكوفة، ولزم ابن مسعود، وقرأ عليه القرآن، وأخذ منهم علماً غزيراً، وكان زرّ من الفصحاء المذكورين؛ عالماً بالعربية.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
ووفد في خلافة عثمان إلى المدينة؛ ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، ملازمة حسنة، وقرأ على أبيّ وأكثر من سؤاله عن التفسير.
عن عاصم، عن زر قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.
وكان مع فصاحته ومعرفته بالتفسير من الأئمة القراء؛ قال عاصم: (ما رأيت أقرأ من زر).
قرأ القرآن فجوّده، وعلم من التفسير والأحكام علماً غزيراً، وعمّر حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة على قول أبي نعيم، و122 سنة على قول ابن حبّان.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث
روى عن: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس.
وروى عنه في التفسير: عاصم بن أبي النجود وهو أكثرهم رواية عنه، والمنهال بن عمرو، والأعمش، ومنصور بن المعتمر، وعطاء بن أبي ميمونة.
وقرأ عليه القرآن: عاصم بن أبي النجود والأعمش ويحيى بن وثاب وغيرهم.
ومما روي عنه في التفسير:
جرير بن حازم عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: (سألت عبد الله بن مسعود عن {الأواه}، قال: هو الدَّعاء). رواه ابن وهب.
استفدت من سيرته :
أن العمر لا يكون حاجزا في طلب العلم ،فالإرادة والهمة العالية تمكن الكبير مما لا يستطيعه الصغير ، وأن العلم من المهد إلى اللحد فزر رحمه الله أسلم في الاربعين من عمره وبلغ مالم يبلغه من ولد مسلما ، كذلك استفدت من سيرته أن على المفسر أن يتعلم ما يعينه ويؤهله لأن يفسر كتاب الله فزر رحمه الله كان عالما بالقران الكريم وقراءاته وعالما باللغة العربية ومرجعا فيها ، ومع ذلك لم يفسر القران برأيه وكان يسأل الصحابة رضي الله عنهم عن تفسير آياته لأنهم أعلم هذه الأمة بالمراد منه .

س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
هي ثلاثة أنواع :
أحدها: تدوين أحاديث التفسير المروية عن النبي صلى الله عليه، وتدوين أقوال الصحابة في التفسير وروايتها ، كما فعل أصحاب ابن عباس، وبعض تلاميذ أصحاب ابن مسعود، وبعض أصحاب أبي هريرة.
والثاني: تدوين أقوال المفسّرين من التابعين ومروياتهم في التفسير؛ كما فعل أصحاب مجاهد وأصحاب سعيد بن جبير، وأصحاب عكرمة، وأصحاب زيد بن أسلم، وأصحاب نافع مولى بن عمر، وغيرهم.
والثالث: تدوين أخبار بني إسرائيل المتلقاة عن أهل الكتاب، ومن يروي عنهم، فكتب بعض ما روي عن كعب الأحبار ووهب بن منبّه ومغيث بن سميّ ونوف البكالي وتبيع بن عامر، وغيرهم.
س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
المراد بالإسرائيليات أخبار بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، الذي قال الله فيه: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
وأما حكم روايتها فينقسم إلى ثلاثة أقسام :
1-ما وافق ما في كتاب الله وجاء به ديننا الحنيف نصدقه
2- ماخالف شرع الله نرده
3- ما لم يرد في شرعنا ما يوافقه أو يخالفه نتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه .
س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين؛ وهؤلاء مقلّون من رواية الإسرائيليات، ويروون الإسرائيليات كما يروون سائر مسائل التفسير.
ومن هؤلاء: أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري، وابن أبي نجيح المكي، والأعمش،وغيرهم .

الطبقة الثانية: طبقة الرواة غير المتثبّتين، وهؤلاء وإن كانوا في أنفسهم من أهل الصدق والصلاح، ومعروفون بالاشتغال بالتفسير والعناية به؛ إلا أنه أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز، وخلط مرويات بعضهم ببعض، وخلط مرويات الثقات بمرويات الضعفاء، وأخذ على بعضهم التدليس.
ومن هؤلاء: الضحاك بن مزاحم الهلالي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي،وغيرهم .

والطبقة الثالثة: طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعّفهم الأئمّة النقّاد في رواياتهم من غير أن يُتّهموا بالكذب؛ لكن يكون ضعفهم راجع لضعف ضبطهم، وقلة تمييزهم للمرويات.
والفرق بين أصحاب هذه الطبقة والتي قبلها أن أصحاب الطبقة الثانية إذا صرّحوا بالتحديث عن ثقة فإنّ حديثهم مقبول في الجملة.
وأما أصحاب هذه الطبقة فإنهم لو صرّحوا بالتحديث فلا تقبل روايتهم لشدّة ضعفهم.
ومن أصحاب هذه الطبقة: يزيد بن أبان الرقاشي، وعلي بن زيد ابن جدعان، وموسى بن عبيدة الربذي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

والطبقة الرابعة: طبقة الكذابين والمتّهمين بالكذب، وهؤلاء لا تعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها.
ومن هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وأبو بكر سُلمى بن عبد الله الهذلي،وغيرهم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 رمضان 1439هـ/5-06-2018م, 03:03 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
١// مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ):
سيرته وشمائله وروايته
أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يلقه ، صلى خلف أبي بكر ، وكان من كبار التابعين ، وكان إماماً فقيهاً عالماً.
كان كثير طلباً للعلم ، وأخذ العلم من كبار الصحابة ، فكان له أوفر النصيب من هذا العلم.
روى عن: علي وابن مسعود وعائشة وخباب بن الأرت،
وروى عنه: أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي فأكثر، والشعبي، وعبد الله بن مرة، وسالم بن أبي الجعد، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ويحيى بن الجزار، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وغيرهم.
أعماله.
تولّى القضاء في الكوفة، وكان لا يأخذ أجراً عليه، ومات ولم يترك ثمن كفنه.
كان له شأن في تفسير بعض آيات القرآن.
مما روي عنه في التفسير:
أ: الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: سئل عبد الله عن الكبائر، قال: ما بين فاتحة"سورة النساء" إلى رأس الثلاثين). رواه ابن جرير.
ب: الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن مسروق في قوله (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال: حين أُسري به). رواه ابن جرير.
ج: منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، في قوله: {أو يأتي بعض آيات ربك} قال: (طلوع الشمس والقمر كالبعيرين القرينين من مغربها).
الأقوال عنه.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
وقال علي بن المديني: (ما أقدم على مسروقٍ أحداً من أصحاب عبد الله، صلى خلف أبي بكرٍ، ولقي عمراً وعلياً، ولم يرو عن عثمان شيئاً، وزيد بن ثابت وعبد الله والمغيرة وخباب بن الأرت).
غزواته.
شهد مسروق القادسية، وفيها جرح، وأصابت جراحة في رأسه، وشلت يده.
وشهد مع عليّ وقعة الخوارج، واعتزل القتال في الفتنة.
وحضر وقعة صفين وقام بين الصفّين فذكّر ووعظ وحذّر ثم انصرف.
حكمه ووصاياه
قال سعيد بن جبير: (لقيني مسروق فقال: يا سعيد ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب).
وقال: (المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله).
وقال: (كفى بالمرء علما أن يخشى الله. وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله). رواه ابن سعد.
٢//أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
اسمه ونسبه.
أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي.
نشأته وطلبه للعلم.
ولد في زمن عمر ، وكان أعلم الناس بالتفاسير ، أخذ العلم عن جماعة من الصحابة ، ولازم ابن عباس كثيراً ، وأخذ العلم منه، كان مشمّراً في طلب العلم، والإقبال على شأنه حتى وصف كأنّه رجل أضلّ دابّته فهو يطلبها، ونشر علم التفسير نشراً لم يبلغه أحد.
فضائله.
كان يحذر الشهرة، ويجتهد في العبادة وفي نشر العلم؛ حتى بلغ علمه الآفاق.
الأقوال عنه.
قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير.
عن حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). ذكره الذهبي.
روى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد).
مشايخه ومن روى عنه.
ابن عباس ، وروى عن عائشة وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعبيد بن عمير ،وغيرهم.
وروى عنه خلق كثير منهم: ابن أبي نجيح، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وعمرو بن دينار، والحكم بن عتيبة، وأبو بشر اليشكري، وأيوب السختياني، وابن عون، وليث بن أبي سليم، وجماعة.
وقد اعتمد البخاري في صحيحه على تفسير مجاهد؛ فأكثر من ذكر أقواله.
نماذج من تفسيره.
أ: ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} رواه البخاري.
ب: شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قال: ما ترى من الدم، وما تزداد على تسعة أشهر). رواه ابن جرير.
ج: ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , ألا تراه يقول: افعل وافعل , ويقول: {واسجد واقترب}). رواه ابن جرير.
وفاته.
توفي عام ١٠٢ هجري ، وهو ساجد رحمه الله.
واختلف في وفاته ، قيل ١٠٣، وقيل ١٠٤، وماعليه أكثر أهل العلم هو الأول.
مااستفدته من تفسيرهما.
-اجتهادهم لطلب العلم ، وحرصهم على بلوغه.
-صبرهم وتحملهم ، وبلوغهم الآفاق لطلب هذا العلم .
-حرصهم على تعليمه ونشره.
-معرفة درجاتهم بهذا العلم ، والضعيف منها والقوي.
-معرفة فضائلهم ولعل لنا بهم قدوة ،في حرصهم لطلب العلم.

س2: كيف بدأ تدوين التفسير؟
& في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهى عن كتابة شيء غير القرآن ،لئلا يختلط به ،كما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
-النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه، فكتب بصحيفة أسماها الصحيفة الصادقة، ودعا لأبي هريرة بالحفظ؛ فبث علماً كثيراً .
-بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كتب بعض الصحابة كتباً يسيرة منها :
*فكتب أبو بكر لأهل البحرين صحيفة في مقادير الزكاة.
*وروي أنّ عمر استخار شهراً في كتابة السنن؛ ثمّ عدل عن ذلك خشية أن يشتغل بها الناس عن كتاب الله .
* وكان لعلي بن أبي طالب صحيفة فيها العقل والديات.
* وكان لجابر بن عبد الله صحيفة، ولسمرة بن جندب صحيفة، وكان أنس يحضّ أصحابه على كتابة العلم وتقييده.
*وكان لكبار التابعين صحف؛ من أشهرها صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة، وقد أخرجها الإمام أحمد في مسنده.
فكان المقصد من جمعهم رضوان الله عليهم ، خوفاً على هذا العلم من الضياع.
& في القرن الأول : كان ابن عباس ممن كان له عناية في تدوين التفسير ، وتبعه أصحابه مثل سعيد بن جبير ، ومجاهد وغيرهم.
-وكان من الصحابة مَن يحثّ على كتابة العلم كأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك.
-ومن طبقة أصحاب ابن عباس ، عبيدة السلماني والحارث الأعور ، لكن لم تحفظ كتبهم ولم تُروَ عنهم حتى يعرف ما فيها.
فكثرت صحف التفسير ،في أواخر هذا القرن ،وانتشر أصحاب ابن عباس في الأمصار ، وكثرت الصحف المروية عنهم ، منها ماعرف خبرها ، ومنها ماانقطع خبرها.
&فا أنواع التدوين في القرن الأول على ثلاثة أضرب :
١/ تدوين أحاديث التفسير المروية عن النبي صلى الله عليه، وتدوين أقوال الصحابة في التفسير وروايتها ، كما فعل أصحاب ابن عباس، وبعض تلاميذ أصحاب ابن مسعود، وبعض أصحاب أبي هريرة.
٢/تدوين أقوال المفسّرين من التابعين ومروياتهم في التفسير؛ كما فعل أصحاب مجاهد وأصحاب سعيد بن جبير، وأصحاب عكرمة، وأصحاب زيد بن أسلم، وأصحاب نافع مولى بن عمر، وغيرهم.
٣/تدوين أخبار بني إسرائيل المتلقاة عن أهل الكتاب، ومن يروي عنهم، فكتب بعض ما روي عن كعب الأحبار ووهب بن منبّه وغيرهم
س3: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
طبعاً لا تسوغ الرواية ممن عرف عنه بالكذب ، وهؤلاء لا تعتبر رواياتهم لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكيف للإسرائيليات وغيرها.
- في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
- وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
- وفي صحيح البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم} » الآية).
فأذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم،فمن هذا المنطلق يظهر الفرق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب ، ومن لهم روايات منكرة عن الإسرائليات.
فاللعلماء رأي مع الإسرائيليات ، ماكان موافق الكتاب والسنة لاحرج في التحديث عنه ، ومنكان فيه نكارة ولم يرد فيه نص فيتوقف عنده. والله أعلم

س4: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
أنواعه.
النوع الأول : ماكان الإيمان به واجب ، وهو ماذكر في كتاب الله من أخبار بني اسرائيل ، وما أخبرنا به رسوله الكريم ، قال الله تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون).
النوع الثاني : ماكان يحدث فيه بعض أهل الكتاب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، منه ماهو حق ، ومنه من دخله التحريف ، وكان ما يذكرونه على ثلاثة أقسام:
١/قسم أخبرنا رسوله الكريم بتصديقه.
٢/ وقسم أمرنا بتكذيبه ، وعدم الأخذ منه.
٣/ وقسم نقف فيه ، لانصدقه ولانكذبه.
وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم)).
النوع الثالث : ماكان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، ومنهم: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
والنوع الرابع : ما كان يُروى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، لكن لهم رواية عمّن قرأها؛ ككعب الأحبار، وغيره، ومنهم: أبو هريرة، وابن عباس، وأبو موسى الأشعري.
وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات:
١/ ماصرحوا بالتحديث عنه من أهل الكتاب ، فهو ممن تلقوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومالم يتلقوه فهو حكمه حكم الإسرائيليات المعروف.
٢/ نكارة المتن وعدمها؛ فإذا كان المتن غير منكر؛ فقد جرت عادة المفسّرين على التساهل في الرواية، سواء أصرحوا أم لم يصرّحوا.
٣/صحّة الإسناد إليهم، وأهل الحديث ينبّهون على الضعف الشديد في الإسناد وإن لم يكن المتن منكراً؛ ومن المفسّرين من يتساهل في ذلك.
والنوع الخامس: ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب، وأكثر من تروى عنه الإسرائيليات: كعب الأحبار ووهب بن منبّه ونوف البكالي.
النوع السادس : ما كان يحدّث به بعض ثقات التابعين عمَّن قرأ كتب أهل الكتاب ،ومن هؤلاء الثقات: سعيد بن المسيّب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وطاووس بن كيسان.
والنوع السابع: ما يرويه بعض من لا يتثبّت في التلقّي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف، ويخلط الغثّ والسمين، وهؤلاء من أكثر من أشاع الإسرائيليات في كتب التفسير ،ومن هؤلاء: السدّي الكبير إسماعيل بن أبي كريمة، والضحاك بن مزاحم، وعطاء الخراساني، ومحمد بن إسحاق بن يسار.
والنوع الثامن: ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمة في القرن الثاني الهجري ، ومن هؤلاء : محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي وغيرهم.
النوع التاسع: ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات بأسانيدهم إلى من تقدّم؛ كما يروي عبد الرزاق وابن جرير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد، وإن لم يشترطوا الصحة في تفاسيرهم ، إلا أنهم أقل بكثير مما بعدهم.
النوع العاشر: ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات؛ كالثعلبي والماوردي والواحدي، إلا أن فيها بعض المنكرة ، وتساهل أصحابها في الرواية عن بعض الكذابين والمتهمين بالكذب.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 شوال 1439هـ/23-06-2018م, 11:06 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
مسروق بين الأجدع الهمداني
كنيته : أبو عائشة
حياته : من المخضرمين أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه ، وصلى خلف أبي بكر ، شهد القادسية ، وفيها جرح وأصابت جراحه في رأسه ، وشلت يده ، كما شهد مع علي رضي الله عنه وقعة الخوارج ، واعتزل القتال في الفتنة ، حضر وقعة صفين ، وقام بين الصفين فذكّر ووعظ وحذّر ثم انصرف ، تولى القضاء في الكوفة ، وكان لا يأخذ عليه أجرا ، ومات ولم يترك ثمن كفنه .
شيوخه : علي وابن مسعود وعائشة وخباب بن الأرت
تلاميذه : أبو الضحى مسلم بن صبيح ، والشعبي وعبدالله بن مرة ، وسالم بن أبي الجعد ، وسعيد بن جبير ، والنخعي ويحيى بن الجزار ، وعبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود وغيرهم .
طلبه للعلم : كان حريصا على طلب العلم ، أخذه عن كبار الصحابة ، وجالس عددا منهم حتى حصّل علما غزيرا .
بعض أقوال التابعين فيه :
قال الشعبي : (ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الأفاق من مسروق )
قال علي بن المديني : (ما أُقدِّم على مسروق أحدا من أصحاب عبدالله ، صلى خلف أبي بكر ، ولقي عمر وعليا ، ولم يرو عن عثمان شيئا ، وزيد بن ثابت وعبدالله بن المغيرة وخباب )
قال العجلي : (مسروق يكنى أبا عائشة ، كوفي تابعي ثقة ، كان أحد أصحاب عبدالله الذين يقرئون ويفتون ، وكان يصلي حتى ترم قدماه) .
من أقواله المأثورة ووصاياه :
روى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : كفى بالمرء علما أن يخشى الله ، وكفي بالمرء جهلا أن يعجب بعمله .
وقال : المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله .
من مروياته في التفسير :
روى الأعمش عن مسلم عن مسروق قال : سئل عبدالله عن الكبائر ، قال : ما بين فاتحة سورة النساء إلى رأس الثلاثين) رواه ابن جرير .
روى عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله في قوله (أو يأتي بعض آيات ربك) قال : طلوع الشمس والقمر كالبعيرين القرينين من مغربها) .
وفاته : توفي رحمه الله عام 62 ه

عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي
حياته : من كبار التابعين أسلم عام الفتح في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه ، لزم ابن مسعود في الكوفة وكان مقدما في أصحابه ، ولزم عليا عندما انتقل للكوفة فأخذ عنه علما غزيرا ، وشهد معه وقعة الخوارج بالنهروان .
كان معدودا من كبار فقهاء الكوفة ، تولى القضاء بها مدة ، وكان حسن الاستنباط والاجتهاد على ورع .
شيوخه : أخذ العلم عن كبار الصحابة كعمر بن الخطاب وعبدالله بن مسعود وعلي بن أبي طالب .
تلاميذه : روي عنه في التفسير محمد بن سيرين فأكثر ، وأنس بن سيرين ، والنخعي وأبو حسان الأعرج ، وأبو الضحى وغيرهم .
بعض أقوال التابعين فيه
قال العجلي : (كان من أصحاب علي وبن مسعود وكان أعورا ، وكان أحد أصحاب عبدالله الذين يقرئون ويفتون)
قال ابن سيرين : (كان عبيدة عريف قومه )
قال يحيى بن معين : (عبيدة ثقة لا يسأل عنه)
من أقواله المأثورة ووصاياه :
قال محمد بن سيرين : سألت عبيدة عن آية فقال : عليك باتقاء الله والسداد فقد ذهب الذين كان يعلمون فيما أنزل القرآن .
من مروياته في التفسير :
عن هشام بن عروة عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني في قوله تعالى : (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) قال : هو الرجل يذنب الذنب فيستسلم ويلقي بيده إلى التهلكة ويقول : لا توبة له . رواه ابن جرير
وعن ابن علية عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة في قوله (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) فلبسها عندنا ابن عون ، ولبسها عندنا محمد ، قال محمد : ولبسها عندي عبيدة ، قال ابن عون بردائه فتقنع به فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب . رواه ابن جرير
وفاته : توفي رحمه الله عام 72 ه.

بعض الفوائد من دراسة سيرة التابعين
الحرص على تزكية النفس ، وذلك بتعلم العلم النافع والحرص على أخذه من مصادره الأصيلة .
الاقتداء بهم في تعلمهم العلم وتعليمه والعمل به ، فقد كانوا رحمهم الله مثالا للعمل بما علموه .
معرفة قدر النفس بالمقارنة بحياة هؤلاء الكبار ، وعدم العجب بما نتعلم ولاسيما حينما ننظر في محيطنا فلا نجد من هو حريصا على العلم ، فتأخذنا نفوسنا إلى الزهو والغرور .
من الفوائد أيضا الاتباع وليس الابتداع ، فقد اتبعوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبتدعوا من أنفسهم شيئا .

س2: كيف بدأ تدوين التفسير؟
أولا : تدوين التفسير زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب شيء غير القرآن في أول الأمر ، فلم يكتب الصحابة التفسير في حياته ، والحكمة من ذلك كما قال بعض العلماء : خوفا من اختلاط القرآن بغيره ، ثم أذن لعبدالله بن عمرو بالكتابة ، ودعا لأبي هريرة بالحفظ .
أسباب : تدوين التفسير بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
نظرا لكثرة رواية التفسير ، وتعليم معاني القرآن ، ووجود أئمة درسوا التفسير ، وكذلك الخوف من ضياع ما عندهم من العلم قاموا بتدوين التفسير ، وضبط روايته لحفظ علمه ، وتمييز الصواب من الخطأ ، وما تصح روايته وما لا تصح .
بداية تدوين التفسير في القرن الأول الهجري
كان من الصحابة من يحث على كتابة العلم كأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك .
وأول من اعتنى بكتابة التفسير هم أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما كسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وأربدة التميمي وأبو مالك الغفاري وأبو صالح باذام ، وكانت كتابتهم للتفسير في صحف خاصة .
وقد كثرت الصحف في التفسير في أواخر القرن الأول ؛ لانتشار أصحاب ابن عباس في الأمصار , وكثرة الصحف التي كتبها عنهم أصحابهم ، ومن هذه الصحف ما انقطع خبرها ، ومنها ما روى منها أصحاب التفاسير المسندة .

س3: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟

يجب أن يُفرق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل الذي يدخله قيود منها ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما نص عليه الصحابة مما علموه وأدركوه من هديه صلى الله عليه وسلم ، وبين التحديث عمن عرف عنهم الكذب والمتهمين بالكذب الذين يرون الإسرائيليات المنكرة .
فما كان من أخبارهم يخالف دليلا صحيحا فهو باطل ولا تحل روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع .

س4: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات :
أولا : ما قصه الله في كتابه من أخبارهم ، كما قال تعالى : (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) ، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث في أخبارهم ، وهذا النوع التصديق به واجب لأته تصديق لما جاء في كتاب الله وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : ما يحدث به بعض أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا النوع على ثلاثة أقسام :
1-قسم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه ، كما جاء في خبر الحبر الذي قال : إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع ... الحديث رواه البخاري
2-قسم يكذبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، كما روي عن جابر بن عبدالله : إن اليهود تقول إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أعور ، فقال : كذبت يهود فنزلت : (نساؤكم حرث لكم )
3-قسم يقف فيه فلا يصدقهم ولا يكذبهم ، كما وري عن أبا نملة الأنصاري أنه جاء يهودي للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله : هل تتكلم الجنازة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : الله أعلم ... الحديث .
ثالثا : ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب كعبدالله بن سلام ، وسلمان الفارسي وعبدالله بن عمرو بن العاص .
رابعا : ما روي عن بعض الصحابة الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب ، لكن لهم رواية عمن قرأها ككعب الأحبار وغيرهم ، ومنهم أبو هريرة وابن عباس وأبو موسى الأشعري ، وهؤلاء ينظر في روايتهم من ثلاث جهات :
1-تصريحهم بالرواية عمن يحدث عن أهل الكتاب وعدمه ، فما صرحوا فيه بالتحديث عمن يحدث عن أهل الكتاب فيكون حكمه حكم الإسرائيليات .
2-نكارة المتن وعدمها ، فإذا كان المتن غير منكر فجرت عادة المفسرين على التساهل في الرواية .
3-صحة الإسناد إليهم ، فجرت عادة المفسرين على التساهل في الرواية بالأسانيد التي فيها ضعف محتمل للتصحيح ما لم يكن في المتن نكارة .
خامسا : ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب ككعب بن ماتع الحميري ، ووهب بن منبه ، ونوف بن فضالة ، وهلال الهجري ، وناجية بن كعب الأسدي .
سادسا : ما يحدث به بعض ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل الكتاب كسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وطاووس ، وقتادة ، ومحمد بن كعب القرظي ، وغيرهم .
سابعا : ما يرويه بعض من لا يتثبت في التلقي ، وإن كانوا لا يتعمدون الكذب ، وهم أهل صدق في أنفسهم ، لكنهم خلطوا الغث بالسمين ، كالسدي الكبير ، والضحاك بن مزاحم ، وعطاء الخرساني ، ومحمد بن اسحاق ، وهؤلاء
ثامنا : ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمة في القرن الثاني الهجري ، كمحمد بن السائب الكلبي ، ومقاتل بن سليمان ، وموسى بن عبدالرحمن الثقفي ، وأبو الجارود زياد بن المنذر .
تاسعا : ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة بأسانيدهم ، كعبدالرزاق والطبري وابن أبي حاتم وعبد بن حميد ، وهؤلاء الرواية الإسرائيلية في كتبهم أقل بكثير مما عند غيرهم ، رغم عدم اشتراطهم الصحة في تفاسيرهم .
عاشرا : ما يذكره بعض المتأخرين من المفسرين كالثعلبي والماوردي والواحدي ، وهي تفاسير مظنة الإسرائيليات المنكرة لتساهل أصحابها في الرواية عن الكذابين والمتهمين بالكذب وحذف الأسانيد اختصارا ، وينقل عنهم ابن الجوزي والرازي والقرطبي والخازن وغيرهم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 شوال 1439هـ/25-06-2018م, 03:43 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
#أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري (ت: 61هـ)
وهو ثقة جليل القدر كبير الشأن في التابعين، نزل الكوفة وصحب ابن مسعود؛ وتعلّم من علمه وهديه وسمته، وحصّل خيراً كثيراً.
قال بكر بن ماعز: كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
روى عن: ابن مسعود
روى عنه: الشعبي، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، وبكر بن ماعز، وأبو رزين، ومنذر الثوري، ونسير بن ذعلوق، وغيرهم.

من مروياته في التفسير:
أ: قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.


#سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي (ت:94هـ)
الفقيه العالم الثبت الثقة؛ إمام المسلمين في زمانه.
ولد في خلافة عمر، وسمع منه شيئاً يسيراً لصغر سنّه، وأخذ عامّة علمه عن زيد بن ثابت وأبي هريرة؛ فحمل عنهما علماً كثيراً؛ فقد كان زيد من أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء، وكان أبو هريرة من أعلمهم بالحديث وأحفظهم له؛ فاجتمع له منهما علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وهو شابّ حسن الفهم قويّ الحفظ نجيباً حريصاً على العلم.
فجمع بين الفقه والحديث ، لذا أكثر مروياته في التفسير كانت في آيات الأحكام وذلك لاعتنائه بالفقه ، وله مرويات كثيرة في كتب التفسير من أقواله ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين.
قال عنه يحيى بن سعيد الأنصاري: كان (يقال ابن المسيب راوية عمر).

أرسل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومراسيله من أجود المراسيل في الجملة، وقد صححها بعض أهل العلم واحتجّوا بها، والراجح أنها تعتبر في الشواهد والمتابعات ولا يحتجّ بها.
وروى عن عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبيّ بن كعب وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وغيرهم.
وروى عن كعب الأحبار، ولذلك يكون في تفسيره بعض الإسرائيليات؛ فمنه ما يسنده عن كعب، ومنه ما لا يسنده عنه.
وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة وغيرهم.
وروى عنه من الضعفاء: علي بن زيد بن جدعان.

من مروياته في التفسير:
أ: يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في هذه الآية:"وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال، صلاتكم نحو بيت المقدس. رواه ابن جرير.
ب: الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله تعالى: {والمحصنات من النساء} قال: ذوات الأزواج، ويرجع ذلك إلى أن الله عز وجل حرم الزنا). رواه ابن المنذر.

مما يستفاد من قراءة سير التابعين :
معرفة شيء من حياتهم وصفاتهم للاقتداء بهم ، ورفع الهمة والتعلق بهذا العلم الشريف والحرص على النهل منه فلا يكون مجرد كلام ينقل ويحفظ بل له تأثير عملي في الحياة ، كما أن معرفة سيرهم تجعل في القلب شيء من المحبة لهم والألفة ، فلا تكون أسماء مجردة لا نعرف عن أصحابها شيئا ، ومن الفوائد مع كثرة الممارسة يتبين لنا الرواية الضعيفةمن الصحيحة ونبحث عنها للتأكد كذلك ، فإن من ألف أسلوب شخص ما ميز ما يروى عنه مما ينسب له مما لم يقله ، فمثلا من يدمن قراءة حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومدارسته عندما يسمع حديثا ضعيفا أو غريبا يجد في قلبه شيء من الشك ولا يقبله حتى يتأكد من درجته لأنه يميز حديث النبي صلى الله عليه وسلم من غيره ، ومعرفة درجتهم في الرواية لتمييز الطرق الضعيفة من الصحيحة والأقوال كذلك.

س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
1-تدوين الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه في التفسير، و أقوال الصحابة في التفسير وروايتها ، كما فعل أصحاب ابن عباس، وبعض تلاميذ أصحاب ابن مسعود، وبعض أصحاب أبي هريرة.
2-تدوين أقوال المفسّرين من التابعين ومروياتهم في التفسير؛ كما فعل أصحاب مجاهد وأصحاب سعيد بن جبير، وأصحاب عكرمة وغيرهم.
3-تدوين أخبار بني إسرائيل المتلقاة عن أهل الكتاب، ومن يروي عنهم، فكتب بعض ما روي عن كعب الأحبار ووهب بن منبّه ومغيث بن سميّ وغيرهم.


س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
معنى الإسرائيليات
هي أخبار بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، الذي قال الله فيه: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
أما حكم روايتها فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم.
كما في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
- وفي صحيح البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم} » الآية).

فالإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه إيّاهم.
وأما ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم ويجب تكذيبه ، كما لا يصدق ما روي عنهم مما لم يشهد له دليل صحيح معتبر ، وإن تضمنت الأخبار زيادات منكرة تنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
و لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل.
قال ابن تيمية: (وَمَعْلُوم أَن هَذِه الاسرائيليات لَيْسَ لَهَا إسناد، وَلَا يقوم بهَا حجَّة فِي شَيْء من الدّين إلا إذا كَانَت منقولة لنا نقلا صَحِيحا، مثل مَا ثَبت عَن نَبينَا أَنه حَدثنَا بِهِ عَن بني اسرائيل).
وقال: (الإسرائيليات إذا ذكرت على طريق الاستشهاد بها لما عرف صحته لم يكن بذكرها بأس).

ويجب أن يفرّق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة، وروايات هؤلاء في كتب التفسير كثيرة.

س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين؛ وهؤلاء مقلّون من رواية الإسرائيليات، ويروون الإسرائيليات كما يروون سائر مسائل التفسير.
ومن هؤلاء: أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري، وابن أبي نجيح المكي، والأعمش وغيرهم.
الطبقة الثانية: طبقة الرواة غير المتثبّتين، وهؤلاء وإن كانوا في أنفسهم من أهل الصدق والصلاح، ومعروفون بالاشتغال بالتفسير والعناية به؛ إلا أنه أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز، وخلط مرويات بعضهم ببعض، وخلط مرويات الثقات بمرويات الضعفاء، وأخذ على بعضهم التدليس.
ومن هؤلاء: الضحاك بن مزاحم الهلالي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني وغيرهم.
والطبقة الثالثة: طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعّفهم الأئمّة النقّاد في رواياتهم من غير أن يُتّهموا بالكذب؛ لكن يكون ضعفهم راجع لضعف ضبطهم، وقلة تمييزهم للمرويات.
والفرق بين أصحاب هذه الطبقة والتي قبلها أن أصحاب الطبقة الثانية إذا صرّحوا بالتحديث عن ثقة فإنّ حديثهم مقبول في الجملة.
وأما أصحاب هذه الطبقة فإنهم لو صرّحوا بالتحديث فلا تقبل روايتهم لشدّة ضعفهم.
ومن أصحاب هذه الطبقة: يزيد بن أبان الرقاشي، وعلي بن زيد ابن جدعان، وموسى بن عبيدة الربذي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

والطبقة الرابعة: طبقة الكذابين والمتّهمين بالكذب، وهؤلاء لا تعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها.
ومن هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وأبو بكر سُلمى بن عبد الله الهذلي، وغيرهم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 شوال 1439هـ/26-06-2018م, 01:51 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تاريخ علم التفسير

المجموعة الأولى:

بدرية صالح: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- الخصم للتأخير.

هناء هلال: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وأثني جدًا على تنظيمكِ لسير التابعين.
س3: فاتكِ ذكر الأدلة على إجابتك، وقد أجملها الشيخ - حفظه الله - قبل ذكر خلاصة حكم رواية الإسرائيليات، وراجعي كذلك إجابة الأخت بدرية صالح.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الثانية:
هيا أبو داهوم: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س3: أشكر لكِ اجتهادك في إجابة هذا السؤال، وقد لخصه الشيخ عبد العزيز الداخل مع ذكر الأدلة في نهاية الدرس فأرجو مراجعته.
س4: رواة الإسرائيليات على أربعة طبقات فاتكِ ذكر اثنين منهم.


فاطمة الزهراء أحمد: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
بالنسبة لسير التابعين وددتُ لو نظمتِ الإجابة لعناصر بدلا من النسخ واللصق.
س3: اختصرتِ كثيرًا في إجابة هذا السؤال فلم تذكري الأدلة على إجابتك، ولم تبيني حكم الرواية عن الكذابين والمتهمين بالكذب، ولا حكم السعي في تعلم هذه الروايات وسؤال أهل الكتاب عنها.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

تماضر: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بك.
س3: أحسنتِ إجابة هذا السؤال لكن ثمة تعليق يسير :
قولكِ: " أما حكم روايتها فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم ". يحتاج إلى تفصيل وتوضيح:
- من مجموع الأدلة يظهر أن حكم الإسرائيليات:
1: ما وافق ديننا صدقناه، ليس للأثر الإسرائيلي في ذاته ولكن لموافقته ديننا المهيمن على الأديان السابقة، ومما يدل على ذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لحديث : " أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع ... "
2: ما خالف ديننا كذبناه، لنفس المبدأ، ولما ورد من تكذيب ابن عباس لما جاء من أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى النبي، وغيره من الأدلة.
3: ما لم يرد فيه تصديق ولا تكذيب توقفنا فيه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي ذكرتِ.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 شوال 1439هـ/26-06-2018م, 10:17 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
1 أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمداني الاما العالم من كبار التابعين أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وصلى خلف أبي بكر رضي الله عنه.
كان والده من شعراء الجاهلية المعروفين أما هو فكان يكره الشعر.
كان طالبا للعلم حريصا على أخذه عن كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجالس عددا منهم حتى حصل علما غزيرا.
تولى القضاء في الكوفة وكان لا ياخذ أجرا عليه ومات ولم يترك ثمن كفنه.
2 أبو مريم زر بن حبيش امام مفسر ثقة من كبار التابعين
أدرك الجاهلية ولبث فيها عمرا وكان قد جاوز الأربعين من عمره حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة.
لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وانما وفد على عمر في المدينة ثم ارتحل الى الكوفة ولزم ابن مسعود
وقرأ عليه القرآن وأخذ عنه العلم.
كان فصيحا عالما بالعربية
قال عاصم بن أبي النجود كان زر بن حبيش أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية.
وفد في خلافة عثمان الى المدينة ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب ملازمة حسنة وقرأ على أبي وأكثر من سؤاله في التفسير.
قرأ القرآن فجوده وعلم الأحكام والتفسير علما غزيرا.
وعمر حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان ومات سنة 828 ه. وله من العمر 127 سنة.
تعلمنا سير هؤلاء الأجلاء علو الهمة والصبر في طلب العلم وتحصيله.
كما تعلمنا هذه السير تحمل المشاق والرحلة والتنقل ليصلنا هذا العلم الغزير النافع.
فلله الحمد على نعمه.

س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
1 تدوين أحاديث التفسير المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وتدوين أقوال الصحابة في التفسير وروايتها كما فعل أصحاب ابن عباس.
2 تدوين أقوال المفسرين من التابعين ومروياتهم في التفسير كما فعل أصحاب مجاهد وسعيد بن جبير.
3 تدوين أخبار بني اسرائيل المتلقاة عن أهل الكتاب ومن يروي عنهم.

س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
المراد بالاسرائيليات اخبار بني اسرائيل وهو يعقوب عليه السلام الذي قال تعالى فيه "كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه.
يتلخص حكم رواية الاسرائيليات بعد النظر في النصوص التي ذكر فيها الرواية عن بني اسرئيل فيما يلي:
1 أن الاذن بالتحديث عنهم اذن مطلق يدخله التقييد وتلك القيود منها ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما نص عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه اياهم.
2 ما كان من أخبارهم يخالف دليلا صحيحا فهو باطل لا تحل روايته الا على سبيل الاعتبار ويجب تكذيبه.
3 ألا يعتقد تصديق ما يروى ما لم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل العلم.
4 أن بعض الاسرائيليات قد تتضمن زيادة منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل فتنكر الزيادات المنكرة مع بقاء احتمال أصل القصة اذا كان لها ما يعضده.
5 ألا تجعل أخبارهم مصدرا يعتمد عليه في التعلم والتحصيل.

6 أن الصحابة الذين يروى عنهم بعض أخبار بني اسرائيل ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب قلة وأكثر ما يروى عنهم في ذلك لا يصح.
7 أن من التابعين وأتباعهم من تساهل في رواية الاسرائيليات عن الضعفاء وزاد فيها الكذابون مما زاد في شهرتها حتى دونت في بعض التفاسير.
8 أن يفرق بين الاذن المطلق في التحديث وبين التحديث عن الكذابين والمتهمين بالكذب.
9 أن رواية عدد من المفسرين للاسرئيليات في كتبهم كانت من جمع ما قيل في التفسير.

س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
1 طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات ومنهم الأعمش وابن نجيح المكي.
2 طبقة الرواة غير المتثبتين ومنهم الضحاك بن مزاحم واسماعيل بن عبد الرحمن السدي وعطاء الخراساني.
3 طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعفهم الأئمة
ومن هؤلاء يزيد الرقاشي وجبير بن سعيد الأزدي.
4 طبقة الكذابين والمتهمين بالكذب
ومنهم محمد بن السائب ومقاتل بن سليمان.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 شوال 1439هـ/30-06-2018م, 10:45 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء طه مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
1 أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمداني الاما العالم من كبار التابعين أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وصلى خلف أبي بكر رضي الله عنه.
كان والده من شعراء الجاهلية المعروفين أما هو فكان يكره الشعر.
كان طالبا للعلم حريصا على أخذه عن كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجالس عددا منهم حتى حصل علما غزيرا.
تولى القضاء في الكوفة وكان لا ياخذ أجرا عليه ومات ولم يترك ثمن كفنه.
2 أبو مريم زر بن حبيش امام مفسر ثقة من كبار التابعين
أدرك الجاهلية ولبث فيها عمرا وكان قد جاوز الأربعين من عمره حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة.
لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وانما وفد على عمر في المدينة ثم ارتحل الى الكوفة ولزم ابن مسعود
وقرأ عليه القرآن وأخذ عنه العلم.
كان فصيحا عالما بالعربية
قال عاصم بن أبي النجود كان زر بن حبيش أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية.
وفد في خلافة عثمان الى المدينة ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب ملازمة حسنة وقرأ على أبي وأكثر من سؤاله في التفسير.
قرأ القرآن فجوده وعلم الأحكام والتفسير علما غزيرا.
وعمر حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان ومات سنة 828 ه. وله من العمر 127 سنة.
تعلمنا سير هؤلاء الأجلاء علو الهمة والصبر في طلب العلم وتحصيله.
كما تعلمنا هذه السير تحمل المشاق والرحلة والتنقل ليصلنا هذا العلم الغزير النافع.
فلله الحمد على نعمه.

س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
1 تدوين أحاديث التفسير المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وتدوين أقوال الصحابة في التفسير وروايتها كما فعل أصحاب ابن عباس.
2 تدوين أقوال المفسرين من التابعين ومروياتهم في التفسير كما فعل أصحاب مجاهد وسعيد بن جبير.
3 تدوين أخبار بني اسرائيل المتلقاة عن أهل الكتاب ومن يروي عنهم.

س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
المراد بالاسرائيليات اخبار بني اسرائيل وهو يعقوب عليه السلام الذي قال تعالى فيه "كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه.
يتلخص حكم رواية الاسرائيليات بعد النظر في النصوص التي ذكر فيها الرواية عن بني اسرئيل فيما يلي:
1 أن الاذن بالتحديث عنهم اذن مطلق يدخله التقييد وتلك القيود منها ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما نص عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه اياهم.
2 ما كان من أخبارهم يخالف دليلا صحيحا فهو باطل لا تحل روايته الا على سبيل الاعتبار ويجب تكذيبه.
3 ألا يعتقد تصديق ما يروى ما لم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل العلم.
4 أن بعض الاسرائيليات قد تتضمن زيادة منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل فتنكر الزيادات المنكرة مع بقاء احتمال أصل القصة اذا كان لها ما يعضده.
5 ألا تجعل أخبارهم مصدرا يعتمد عليه في التعلم والتحصيل.

6 أن الصحابة الذين يروى عنهم بعض أخبار بني اسرائيل ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب قلة وأكثر ما يروى عنهم في ذلك لا يصح.
7 أن من التابعين وأتباعهم من تساهل في رواية الاسرائيليات عن الضعفاء وزاد فيها الكذابون مما زاد في شهرتها حتى دونت في بعض التفاسير.
8 أن يفرق بين الاذن المطلق في التحديث وبين التحديث عن الكذابين والمتهمين بالكذب.
9 أن رواية عدد من المفسرين للاسرئيليات في كتبهم كانت من جمع ما قيل في التفسير.

س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
1 طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات ومنهم الأعمش وابن نجيح المكي.
2 طبقة الرواة غير المتثبتين ومنهم الضحاك بن مزاحم واسماعيل بن عبد الرحمن السدي وعطاء الخراساني.
3 طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعفهم الأئمة
ومن هؤلاء يزيد الرقاشي وجبير بن سعيد الأزدي.
4 طبقة الكذابين والمتهمين بالكذب
ومنهم محمد بن السائب ومقاتل بن سليمان.

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: جزء من سيرة التابعي أن تذكري شيوخه وتلامذته وتاريخ وفاته.
س3: أحسنتِ، ولكن ينقصكِ ذكر بعض الأدلة على هذه الأحكام وقد أجملها الشيخ قبل تلخيصه لهذه الأحكام، كما ينقصكِ بيان حكم الرواية عن الكذابين حتى وإن كان متن الأثر مما لم يذكر فيه تصديق أو تكذيب.

التقويم : ب
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 شوال 1439هـ/1-07-2018م, 03:44 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

حل القسم الثاني من دورة تازيخ التفسير

المجموعة الثالثة
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
الربيع بن خثيم ت61هـ
كان عابدا زاهدا من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وهو ثقة جليل صحب ابن مسعود رضي الله عنه وتعلم منه العلم والهدى والسمت ، كان ابن مسعود إذا رآه قال (بشر المخبتين) أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحبك )ذكره بكر بن ماعز رواه ابن أبي شيبة.كان حكيما بصيرا في دينه ناصحا للمسلمين له وصايا وحكم مشهورة ،أفرد له ابن أبي شيبة في منصفه في كتاب الزهد ، كان شديد الخشية ، ذكر أنه مر بالحدادين فنظر في الكير فغشي عليه ،وكان يجتهد في الإخلاص روي عنه كان ينشر المصحف في حجره يقرأ فيه فإذا دخل عليه الداخل غطاه بثوبه.
وكان يقول كل مالم يرد به وجه الله يضمحل ،من وصاياه:ما رواه ابن سعد من طريق الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه، عن الربيع بن خثيم قال: «إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار تعرفه، وإن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل تنكره» رواه ابن سعد.
من مروياته في التفسير:
أ: قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ب: قال نسير بن ذعلوق: سألت الربيع بن خثيم عن الصلاة الوسطى، قال: أرأيت إن علمتها كنت محافظا عليها ومضيعا سائرهن؟ قلت: لا! فقال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها). رواه ابن جرير
الفائدة من سيرته:
1-الإجتهاد في الإخلاص لله في طلب العلم والعمل.
2-الحرص على تلقي العلم من أهل العلم الموثقين ولزومهم ،والتأسي بهم .
3- العلم النافع يورث الخشية .
4- الزهد بالدنيا فإنها لو كان له فضل لحرص عليها أولئك الأخيار .
5- بذل النصح للمسلمين .

- أبو إسماعيل مرة بن شراحيل البكيلي الهمذاني ت76هـ
ذكر الذهبي أنه مخضرم ادرك الجاهلية والاسلام.
وهو كوفي تابعي ثقة ذكره العجيلي
يقال له مرٓة الطيب لكثرة عبادته.فقد روي أنه يصلي في اليوم ستمائه ركعة وكان مسجده مثل مبرك البعير .
من عباد الكوفه ،غلبت عليه العبادة مع أنه جمع الكثير من العلم.
مروياته في التفسير
عبد الله بن وهب: أخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد الإيامي، عن مرة بن شراحيل الهمداني قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: {اتقوا الله حق تقاته}، قال: فحق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى). ورواه أيضاً ابن جرير.
-: عمرو بن قيس الملائي عن مرة الطيب: ليتق امرؤ ألا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء. ثم قرأ هذه الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}). رواه ابن أبي حاتم.

الفائدة من سيرته:
1- بركة الوقت فكلما زادت طاعات العبد بارك الله له في وقته فيزداد عمله.
2-الجمع بين العلم والطاعة ، ليعبد الله على بصيرة.
3- جلالة قدر التابعين ، واجتهادهم بالطاعات.

س2: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.
من عرف من الصحابة بقراءته لكتب أهل الكتاب:
(عبدالله بن سلام ، وعبدالله بن عمرو بن العاص ،وسلمان الفارسي

كعب بن ماتع الحميري،أبو الجلد جِيلان بن فروة الجوني الأسدي ،ونوف بن فضالة البكالي، وتبيع بن عامر الكلاعي، ومغيث بن سميّ الأوزاعي، وهلال الهجري، وناجية بن كعب الأسدي.



س3: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟

بسبب رواية المفسرين الذين لايميزون بين الرويات ضعيفها وسقيمها وليس لهم معرفة بأحوال الرجال وعلل المرويات ،مثل الثعلبي والواحدي ،فهؤلاء ادخلوا اشياء منكرة في تفاسيرهم ،ورروا من تفسير مقاتل والكلبي التي حذر منها العلماء، وكذلك منهم من ينقل منها بدون اسناد فيحكيها على انها من اقوال ابن عباس وكعب ووهب ومجاهد وغيرهم ودون التثبت من صحة الاسناد ،كما فعل الماوردي ،فتفسير الماوردي والثعلبي والواحدي من اكثر التفاسير التي اعتمد من بعدهم عليها في النقل منها ،كزاد المسير والقرطبي وابن عادل وغيرهم وهي تحوي من الاسرائليات التي فيها نكارة .


س4: لخّص مراتب وأحكام رواية الإسرائيليات المذكورة في كتب التفسير.
مراتب الإسرائيليات:
1-: ما قصّه الله في القرآن الكريم من أخبار بني إسرائيل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في أخبار بني إسرائيل.
قال الله تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} ، وما
وهذا النوع يجب التصديق به ؛ لأنه من التصديق بكتاب الله تعالى، وبما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم.
2-:ما حدث به أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ممن كان في المدينة او خيبر او نجران او غيرها ،إما حدثوا النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه او صحابته ببعض مافي كتبهم وقد دخلها التحريف ،فمنه ماهو حق ومنه ماهو كذب قد دخله التحريف ، فهو على أقسام:
أ- ما يخبر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه بتصديقهم فيه ،كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد: أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون}).
ب- ما يكذبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه كما في السنن الكبرى ، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول، فقال: «كذبت يهود»فنزلت {نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم}).
ج-يوقف فيه فلا يصدّقهم ولا يكذبهم؛ كما روى عبد الرزاق وأحمد من طريق ابن شهاب، عن ابن أبي نملة، أن أبا نملة الأنصاري، أخبره أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أعلم ".
قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم)).
3- ما كان يحدث به الصحابة الذين قرؤوا التوراة مثل عبدالله بن سلام وعبدالله بن عمرو بن العاص وغيرهم.
حكمه حكم الإسرائليات .
4- ما كان يحدث به بعض الصحابة رواية عمن قرأ كتب أهل الكتاب ، ككعب الأحبار، وغيره.منهم أبي هريرة وابن عباس وغيرهم.
هذا ينظر فيه من ثلاث جهات:
-ما يصرح فيه بالرواية عمن يحدث من كتب أهل الكتاب ، فهذا حكمه حكم الإسرائليات
- نكارة المتن إذا لم يكن في المتن نكارة ،فعادة المفسرين يتساهلون فيه ،حتى وان لم يصرحوا بالتحديث.
-صحة الإسناد إليهم ، فيتساهل المفسرون عادة في الأسانيد التي فيها ضعف محتمل التصحيح ، ومنهم من ينبه على ذلك ، اذا خلت من النكارة .وأهل الحديث ينبه على ضعف الاسناد الشديد وإن لم يكن المتن منكرا.
5-ما رواه بعض التابعين عن بعض من قرأ كتب أهل الكتاب، ومنهم: كعب بن ماتع الحميري، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي، وغيرهم وهؤلاء أكثر رواية من غيرهم.
والله اعلم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 شوال 1439هـ/6-07-2018م, 04:46 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري (ت: 61هـ)
هو من كبار التابعين المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام، ولم ير النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
طلبه للعلم:
نزل الكوفة وصحب ابن مسعود؛ وتعلّم من علمه وهديه وسمته، وحصّل خيراً كثيراً.
مناقبه:
- كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
- اشتهر بعلمه وحكمته وزهده وورعه وحسن خلقه، قال عنه إبراهيم التيمي: (أخبرني من صحب ابن خثيم عشرين عاما ما سمع منه كلمة تُعاب). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
- كان شديد الخشية؛ روى عنه الأعمش أنه مرّ بالحدّادين فنظر إلى الكير وما فيه فخرّ مغشيّاً عليه.
- كان عابدًا حريصاً على تحقيق الإخلاص، قالت سرّيته: كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة

- كان شديد النصح للمسلمين حريصًا على ما ينفعهم واشتهر عنه وصايا وحكم عديدة حتى أفرد لها ابن أبي شيبة باباً في مصنفه في كتاب الزهد، ونقل منها طائفة ابن سعد.
من وصاياه وحكمه:
-(كل ما لا يراد به وجه الله يضمحلّ). رواه ابن سعد.
- عن سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه قال: كان إذا قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحتم؟ قال: ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.

من مروياته في التفسير:
روي عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.



- أبو مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
من كبار التابعين المخضرمين، لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما وفد على عمر في المدينة.
طلبه للعلم:
- رحل إلى الكوفة ولزم ابن مسعود، وقرأ عليه القرآن، وأخذ منه علماً غزيراً.
- ثم وفد في خلافة عثمان إلى المدينة؛ ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، ملازمة حسنة، وقرأ على أبيّ وأكثر من سؤاله عن التفسير.
مناقبه:
- كان زر من الفصحاء عالماً بالعربية، قال عنه عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
- كان محبًا للعلم، شغوفًا به وبالتفسير خاصة وظهر ذلك من كثرة سؤاله حتى قال له أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.
- كان مع فصاحته ومعرفته بالتفسير من الأئمة القراء؛ قال عاصم: (ما رأيت أقرأ من زر).
- قال عنه ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
وفاته:
عمّر حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة على قول أبي نعيم، و122 سنة على قول ابن حبّان.
قال إسماعيل بن أبي خالد: (رأيت زر بن حبيش وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وإن لحييه ليضطربان من الكبر). رواه ابن سعد.

مما روي عنه في التفسير:
عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: (سألت عبد الله بن مسعود عن {الأواه}، قال: هو الدَّعاء). رواه ابن وهب.

ما استفدته من دراسة سيرهم:
- إدراك حرصهم على تلقي العلم وملازمة الصحابة رضي الله عنهم والارتحال إليهم أينما كانوا وذلك بالرغم من كبر سنهم وصعوبة ذلك عليهم في ذلك الحين ولكنهم أدركوا قيمة العلم فانشغلوا به.
- تخلقهم بما تلقوه من علم فجمعوا بين العلم والعمل وكذلك الدعوة إليه والنصح للخلق، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.

س2: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.
من الصحابة رضي الله عنهم:
- عبد الله بن سلام: كان من علماء اليهود عالمًا بالتوراة ومع ذلك مروياته في التفسير قليلة جدًا.
- سلمان الفارسي: تعلم من كتب أهل الكتاب قبل إسلامه وما روي عنه في التفسير ثلاثة أصناف:
ما يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم- ما يسنده إلى أهل الكتاب- ما يجتهد فيه من أقواله في التفسير.
- عبد الله بن عمرو بن العاص: أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب، وتعلّم السريانية؛ فكان يقرأ في تلك الكتب ويحدّث منها، ولم يكن مكثرًا من ذلك وقل ما صح نسبته إليه.

من التابعين رضي الله عنهم أجمعين:
كعب بن ماتع الحميري، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي، وتبيع بن عامر الكلاعي، ومغيث بن سميّ الأوزاعي، وأبو الجلد الأسدي، وهلال الهجري، وناجية بن كعب الأسدي.
وأكثر من تروى عنه الإسرائيليات:

- كعب الأحبار:كان من أحبار اليهود، ويقع اختلاف في بعض أخباره وليس كل ما روي عنه يصح نسبته إليه.
- وهب بن منبّه:كان من أبناء فارس ممن أرسلهم كسرى إلى اليمن، وقل ما يصح إسناده إليه فق ابتلي بابن ابنته عبد المنعم وقد أكثر من الكذب عليه.
- نوف البكالي: قرأ كتب أهل الكتاب، وعامّة ما يُروى عنه في التفسير من الإسرائيليات، مما لا يضرّ الجهل به.

س3: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
لقد تم ذلك على مراحل ونشأة تلك الروايات المنكرة مما يساعد في الإلمام بأسباب ذلك ومنه:
- أن أكثر من روي عنهم الإسرائيليات كانوا تابعين ثقة صالحين في أنفسهم، ولكن وقع الخطأ في رواياتهم لأسباب عديدة، فنقل عنهم من لا دراية له.
- تداول القصاص لتلك الروايات وعدم ضبط رواياتهم فبعضهم يروي بالمعنى وبعضهم يخلط بين الروايات وهكذا حتى كثرت الروايات المنكرة.
- أن بعض من تُروى عنهم الإسرائيليات قد ابتلوا برواة كذابين؛ في القرن الثاني والثالث؛ فزادت النكارة وعظمت، ومنهم من يغيّر الإسناد فيجعله عن بعض الصحابة؛ كما كان الكلبي يروي بعض تلك الإسرائيليات عن أبي صالح عن ابن عباس.
- ثم بدأ انتشار تلك الروايات في كتب التفسير المتأخرة بسبب رواية المفسرين الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف ولا يتفطّنون لعلل المرويات؛ كالثعلبي والواحدي وغيرهما.
- ومن المفسرين من نقل منها دون ذكر الأسانيد كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وغيرهم دون التثبّت من صحّة الإسناد إليهم.
- ثم تبعهم المفسرين ممن أتوا بعدهم ونقلوا منهم دون تثبت أيضًا وذلك كابن الجوزي والرازي والقرطبي.

س4: لخّص مراتب وأحكام رواية الإسرائيليات المذكورة في كتب التفسير.
المرتبة الأولى: ما فيه إذن مطلق بالتحديث يدخله التقييد
ودليله: عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
وقيوده:
- أن لايكون قول باطل في نفسه وألا يخالف كتاب ولا سنة.
- أن لا يعتقد صدق الخبر قطعًا ولا يكذب كذلك طالما لم يوافقه أو يعارضه دليل قاطع من كتاب أو سنة.
- أن لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل؛ ولذلك يحذّر طلاب العلم من التفقه بها واعتمادها في أوّل الطلب، ويوجّهون إلى مناهل أهل الإسلام في التعلّم.
- أن يفرّق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة؛ فلا يروى عنهم.

المرتبة الثانية: ما لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفه.
دليله: كما في الصحيحين عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: (كذب عدو الله) ، وفي رواية لمسلم: قال ابن عباس: أسمعته يا سعيد؟
قال سعيد: قلت: نعم.
قال: كذب نوف.

ومن أحكام ذلك:
- أن ينظر في الروايات التيقد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
___________

هذا ولله الحمد من قبل ومن بعد.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 ذو القعدة 1439هـ/14-07-2018م, 07:32 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي


المجموعة الثالثة:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما:

سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي (ت:94هـ)
الفقيه العالم الثبت الثقة؛ إمام المسلمين في زمانه.
أخذ عامّة علمه عن زيد بن ثابت وأبي هريرة؛ فحمل عنهما علماً كثيراً؛ فقد كان زيد من أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء، وكان أبو هريرة من أعلمهم بالحديث وأحفظهم له؛ فاجتمع له منهما علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وهو شابّ حسن الفهم قويّ الحفظ نجيباً حريصاً على العلم.
وأخذ عن جماعة آخرين من الصحابة رضي الله عنهم، واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: كان
(يقال ابن المسيب راوية عمر)..
قال علي ابن المديني: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجل التابعين).
أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه، وكان من أعبر الناس للرؤى، وله في ذلك أخبار كثيرة.
وكان على سعة علمه يتوقّى القول في القرآن برأيه إذا لم يكن لديه فيه علم حاضر.
قال ابن وهب: حدثني الليث بن سعد ومالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: (إنا لا نقول في القرآن شيئا).
وقال ابن شوذب: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروي من طرق: "من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار).
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير؛ من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين.
وروى عن عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبيّ بن كعب وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد الخدري، وكعب الأحبار وغيرهم.
وروى عن كعب الأحبار، ولذلك يكون في تفسيره بعض الإسرائيليات؛ فمنه ما يسنده عن كعب، ومنه ما لا يسنده عنه.
وأكثر ما يُروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام.
وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وغيرهم.
وروى عنه من الضعفاء: علي بن زيد بن جدعان.

من مروياته في التفسير:
أ: يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في هذه الآية:"وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال، صلاتكم نحو بيت المقدس. رواه ابن جرير.
ب: الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله تعالى: {والمحصنات من النساء} قال: ذوات الأزواج، ويرجع ذلك إلى أن الله عز وجل حرم الزنا). رواه ابن المنذر.
ج: سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتل بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم). رواه ابن وهب.
أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي (ت: 93هـ)
الإمام القارئ المفسّر الفقيه، تابعيّ مخضرم، أدرك الجاهلية، وأسلم في خلافة أبي بكرٍ الصديق، وقرأ القرآن على عمر وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
- قال أبو خلدة: سمعت أبا العالية يقول: كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا، حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعلَّمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا). رواه ابن سعد.
- وقال: كنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السرير، وقريش أسفل، فتغامزت قريش بي، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير! ففطن بهم، فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة.) ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
كان مملوكاً لامرأة من بني رياح؛ فوافت به المسجد والإمام على المنبر فأشهدت المسلمين على عتقه سائبة لله.
- قال أبو قطن: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم). رواه ابن سعد.
- قال عاصم الأحول: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام وتركهم.
- قال سلام بن مسكين: حدثنا محمد ابن واسع عن أبي العالية الرياحي قال: ما أدري أي النعمتين علي أفضل. إذ أنقذني الله من الشر وهداني إلى الإسلام أو نعمة إذ أنقذني من الحرورية). رواه ابن سعد.

روى عن عائشة وابن مسعود وأبيّ بن كعب، وأبي موسى، وابن عباس وأنس بن مالك، وغيرهم.
وروى عنه: الربيع بن أنس البكري، وقتادة، وعاصم بن أبي النجود، ويونس بن عبيد، وأبو خلدة، وداود بن أبي هند، وغيرهم.

مروياته في التفسير:
له مرويات كثيرة في التفسير، من أقواله ومما يروي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
أ: أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: "هدنا إليك"، قال: تبنا إليك). رواه ابن جرير.
ب: عن هشيم قال:أخبرنا يونس بن عبيد عن أبي العالية: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} قال: المعروف: القرض، ألا ترى إلى قوله عز وجل: {فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم}).
ج: أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: {اطمس على أموالهم} قال: (اجعلها حجارة). رواه ابن جرير.
. ما استفدته من سيرتهما :
-شدة الورع في التعامل مع كتاب الله تفسيرا والتحرج من القول على الله بلاعلم مع ما كانوا عليه من الرتب العالية في العلم والفقه ولكنه التعظيم لكلام الله تعالى
-كثرة روايتهم عن الصحابة وتحرى السماع منهم بأنفسهم دليل على ضرورة الأخذ بقولهم خاصة إذا أجمعوا عليه وأن قولهم مقدم على قول غيرهم لما لهم من شرف الصحبة والعلم
-أن العلم بالقرآن وفهم معانيه يرفع صاحبه ولو كان مملوكا على غيره من الأحرار
-شدة الورع والتقوى وعدم الرغبة في الشهرة والتفاف الناس حولهم كمايظهر من سيرة أبي العالية الذي إذا جلس إليه أربعة قام
-ملازمتهم ومصاحبتهم كتاب الله وكثرة تلاوته مع ماكانوا فيه من الأشغال والعناء

س2: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب:
أولا:الصحابة الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب :عبد الله بن سلام ،سلمان الفارسي وعبد الله بن عمرو بن العاص
ثانيا :التابعين الذين عرفوا بقراءتهم لكتب أهل الكتاب :كعب الأحبار،وهب بن منبه ،فضالة البكالي ،وتبيع بن عامر الكلاعي، ومغيث بن سميّ الأوزاعي، وأبو الجلد الأسدي، وهلال الهجري، وناجية بن كعب الأسدي

.
س3: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
من أكثر ما أشاع تلك الإسرائيليات المنكرة في التفاسير المتأخرة: رواية المفسّرين الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف ولا يتفطّنون لعلل المرويات؛ كالثعلبي والواحدي وغيرهما؛ فهؤلاء أدخلوا في تفاسيرهم أشياء منكرة منها، ورووا من التفاسير التي حذّر منها العلماء كتفسير مقاتل وتفسير الكلبي وغيرهما.
ومنهم من ينقل منها دون ذكر الأسانيد كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وغيرهم دون التثبّت من صحّة الإسناد إليهم.
وهذه التفاسير الثلاثة: تفسير الثعلبي والماوردي والواحدي من أكثر التفاسير التي اعتمد عليها من بعدهم؛ كابن الجوزي في زاد المسير، والرازي في التفسير الكبير، والقرطبي والخازن وابن عادل الحنبلي وغيرهم؛ فالإسرائيليات التي تضمنتها هذه التفاسير فيها من النكارة ما هو أكثر بكثير من التفاسير المسندة التي صنّفها الأئمة كعبد الرزاق ووكيع وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وأضرابهم.

س4: لخّص مراتب وأحكام رواية الإسرائيليات المذكورة في كتب التفسير.
الإسرائيليات التى هى أخبار بني اسرائيل و تروى فى كتب التفسير على مراتب متفاوتة:
-الأولى :ما أخبر الله تعالى به في كتابه عنهم في القرآن من أخبار وأحداث وهذا النوع الإيمان به واجب لأنه خبر إلهي
الثاني:ماكان يحدث به بعض اليهود ممن كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ؛فإما أن يكون موافقا لشرعنا ومصدقا له فيقبل وإما أن يكون مناقضا له فيرد ولايقبل وإما أن يكون الخبر متوقفا فيه لايصدق ولايكذب
-الثالث: ما يحدث به الصحابة الذين قرؤا كتب أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وعبد الله بن عمرو بن العاص
- الرابع:مارواه بعض الصحابة عمن قرأ كتب أهل الكتاب ومنهم أبو هريرة زابن عباس وأبو موسى الأشعري
-الخامس :مارواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب ككعب الأحبار ووهب بن منبه وفضالة البكالى وغيرهم وهؤلاء أشهرهم
-السادس:مايحدث به ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل الكتاب كسعيد بن المسيب ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب وقتادة وطاووس
-السابع:مايرويه من لايتثبت في التلقى فيروى الصحيح والضعيف وهم مع ذلك إهل صدق فى أنفسهم ولا يتعمدون الكذب وهم أكثر من تسبب في إشاعة الإسرائيليات في كتب التفسير وأشهرهم محمد بن إسحاق ومنهم أيضا السدي الكبير والضحاك بن مزاحم وعطاء الخراسانى
-الثامن:مايرويه من هم شديدى الضعف والمتهمون بالكذب من أصحاب النفاسير القديمة (القرن الثانى الهجري) ومنهم محمد بن السائب الكلبي و ومقاتل بن سليمان وموسى بن عبد الرحمن الثقفي وأبو الجارود زياد بن المنذر
-التاسع:مايرويه أصحاب التفاسير المشتهرة بأسانيدهم إلى من تقدم ذكرهم كتفسير عبد الرزاق زابن أبي حاتم وابن جرير والروايات المنكرة في تفاسيرهم أقل بكثير عمن جاء بعدهم
-العاشر:وهو مايذكره بعض المتأخرين من المفسرين في تفاسيرهم من الروايات الإسرائيلية المنكرة لتساهل أصحابها في الرواية عن الكذابين والمتهمين بالكذب وحذف الأسانيد اختصارا ومنهم الماوردي والثعلبي وينقل عنهم ابن الجوزى والرازى والقرطبي والخازن
الحكم على تلك المرويات الإسرائيلية :
-إذا كانت تلك الأخبار عن بني اسرائيل مما ذكر في القرآن أو أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بصحة الخبر فيه فحكمه أنه واجب لتصديق والقبول
-وإن كانت تلك المرويات في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لكنه ردها وكذبها فحكمه الرد وعدم القبول
-وإن كانت من الأخبار التى لانعلم أنها تضاد شرعنا أو توافقه فهذه يتوقف فيها ولاتصدق ولاتكذب وتجوز روايتها للأحاديث الواردة في ذلك
ففي صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
- وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
- وفي صحيح البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم} »
-إن كانت تلك المرويات عمن قرأ كتب أهل الكتاب من الصحابة فحكمها حكم الإسرائيليات على التفصيل السابق
-وإن كانت تلك المرويات عن الصحابة الذين رووا عمن قرأكتب أهل الكتاب فالحكم عليها من ثلاث جهات:
أ-التصريح بالرواية عمن قرأ كتب أهل الكتاب ------>فيكون حكمها حكم الاسرائيليات
ب-النظر في نكارة المتن أو عدمه:
ج-صحة الإسناد إليهم:فلو كان الإسناد صحيحا أو فيه ضعف محتمل للصحة والمتن غير منكر فمن أهل التفسير من يتساهل في روايته وأما أهل الحديث فينصون على الضعف الشديد في الإسناد وينبهون عليه
فلو كان المتن منكرا ينظر في الإسناد ؛فإن كان الإسناد ضعيفا --->حكم ببطلان نسبة الرواية إلى الصحابي
وإن كان الإسناد ظاهره الصحة وفيه التصريح بالرواية عمن قرأ كتب أهل الكتاب ؛ فإن له حكم الإسرائيليات وترد المكارة التى في الخبر
وأما إذا كان الخبر منكرا ولم يصرحوا بالرواية عمن قرأ كتب أهل الكتاب وكان الإسناد ظاهره الصخة ؛فلابد منجمع الطرق حتى تتبين العلة فربما يظهر في بعض الطرق التصريح بالرواية عمن قرأكتب أهل الكتاب
وإن كان المتن غير منكر في أصله لكن فيه زيادات منكرة فترد الزيادات المنكرة ويتوقف في أصل الخبر
حكم مرويات التابعين للإسرائيليات كماهى مرويات الصحابة لها مع التفاوت في الرتبة بينهما
-وأما روايات المتهمين بالكذب للإسرائيليات لا ينبغي أن تعطى حكم الإسرائيليات التي رواها الثقات بأسانيدهم الصحيحة إلى من قرأ كتب أهل الكتاب

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 09:57 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما:
سيرة أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي .
🔹اسمه : شقيق بن سلمة الأسدي .
🔹كنيته : أبو وائل
🔹حياته : من كبار التابعين، ثقة مخضرم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه، قال أبو العنبس: سمعت أبا وائل يقول: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب). رواه الخطيب البغدادي، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ونزل الكوفة مع أوّل من نزلها في خلافة عمر، وصحب ابن مسعود، وشهد قتال الخوارج بالنهروان مع عليّ ، وروى قصّة ذي الثدية، وشهد معه صفين .
- قال هشيم: أخبرنا مغيرة عن أبي وائل: أتانا مصدّق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان يأخذ من كل خمسين ناقة ناقة؛ فأتيته بكبش لي؛ فقلت له: خذ صدقة هذا؛ فقال: ليس في هذا صدقة). رواه ابن سعد.
🔹شيوخه : عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم.
وكان شقيق بن سلمة من خاصة أصحاب ابن مسعود وخيارهم، وأعلمهم بحديثه وأحفظهم له.

🔹أقوال التابعين فيه :
- قال إبراهيم النخعي للأعمش: عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم) .
- وقال ابن سعد: (كان ثقة، كثير الحديث).
- قال عاصم بن أبي النجود: (ما سمعت أبا وائل سب إنسان قط، ولا بهيمة).
🔹دعائه وورعه .
- قال عاصم بن بهدلة: سمعت شقيق بن سلمة أبا وائل يقول وهو ساجد: (اللهم اعف عني واغفر لي فإنك إن تعف عني تعف عني طويلا وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق)
- قال يوسف الصفار: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، قال: كان أبو وائل إذا خلا نشج، ولو جعل له الدنيا على أن يفعل ذلك وأحد يراه لم يفعل).
- قال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان عن الأعمش قال: كان أبو وائل إذا سئل عن شيء من القرآن قال: قد أصاب الله به الذي أراد).
- وكان حافظاً للسانه متقللاً من الدنيا؛ حتى روي أنّ بيته خصّ من قصب إذا غزا نقضه، وإذا قدم بناه.
- قال الزبرقان بن عبد الله الأسدي: أمرني شقيق قال: (لا تقاعد أصحاب أرأيت أرأيت).
🔹وفاته : مات بعد وقعة الجماجم في زمن الحجاج بن يوسف سنة 82هـ أو 83هـ.

سيرة إبراهيم بن يزيد النخعي
🔹أسمه : إبراهيم بن يزيد النخعي
🔹كنيته : ابو عمران
🔹حياته : الإمام الفقيه المفسّر، مفتي أهل الكوفة، وإمام أهل السنة في زمانه،كان يكره التصدّر، وكان لا يحضر حلقته في حياته إلا نحو أربعة أو خمسة؛ فلمّا مات روي عنه علم كثير،أوذي في زمان الحجاج فتخفّى حتى كان لا يشهد الجمع والأعياد، ولمّا بلغه موت الحجاج سجد.
🔹شيوخه : عبد الله بن مسعود منهم خالاه الأسود وعبد الرحمن ابنا يزيد النخعي، ومسروق بن الأجدع، وعلقمة بن قيس، وأبو معمر الأزدي، وغيرهم، وحمل عنهم علماً كثيراً، كان يحفظه في صدره، ويعيه قلبه.
🔹أقواله المأثورة :
-روي عنه أنه قال: ما كتبت شيئاً قط.
وقال: قلَّ ما كتب إنسان كتابا إلا اتكل عليه، وقلَّ ما طلب إنسان علماً إلا آتاه الله منه ما يكفيه.
🔹أقوال التابعين فيه :
- قال مغيرة بن مقسم: «كان إبراهيم يكره أن يتكلم في القرآن»
-قال عبد الملك بن أبي سليمان: رأيت سعيد بن جبير يُستفتى فيقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟).
-قال الأعمش: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني عن عبد الله فأسند. قال: إذا قلت قال عبد الله فقد سمعته من غير واحد من أصحابه. وإذا قلت حدثني فلان فحدثني فلان) .
-قال الشعبي: ما ترك بعده مثله، وهو ميتاً أفقه منه حياً.
🔹موقفه من الفتن : كان رحمه الله يحذّر من الأهواء والخصومات والبدع، وقد حدثت فتنة الإرجاء في عهده بعد فتنة ابن الأشعث؛ فكان يحذّر من المرجئة، ويقول: إياكم وأهل هذا الرأي المحدَث.
-وقال: الإرجاء بدعة.
-وقال فيهم: (تركوا هذا الدين أرقَّ من الثوب السابري)
🔹رواته : روى عنه سليمان بن مهران الأعمش فأكثر، ومغيرة بن مقسم الضبي، وقتادة، وسماك بن حرب، وأبو معشر، وإبراهيم بن المهاجر، والحكم بن عتيبة، ومنصور بن المعتمر، وحماد بن أبي سليمان، وغيرهم
🔹مروياته في التفسير:
أ: قال الأعمش: حدثني إبراهيم، عن الأسود، قال: كنا في حلقة عبد الله [بن مسعود] فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم، ثم قال: «لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم»، قال الأسود: سبحان الله إن الله يقول: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}، فتبسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: «عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قلت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا، فتاب الله عليهم» رواه البخاري في صحيحه، وأبو داوود في الزهد، وابن أبي حاتم، والبيهقي.
يريد حذيفة أنّ من المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم طائفة تابوا فتاب الله عليهم؛ فكانوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونالوا شرف صحبته؛ فأدركوا من الفضل ما كانوا به خيراً ممن يأتي بعدهم.
روى معمر بن راشد, عن حماد بن أبي سليمان, عن إبراهيم في قوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}, قال: " إن أهل النار يقولون: كنا أهل شرك وكفر فما شأن هؤلاء الموحدين ما أغنى عنهم عبادتهم إياه؟ " قال: «فيخرج من النار من كان فيها من المسلمين» , قال: «فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين» رواه عبد الرزاق.
🔹وفاته : توفي سنة ست وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك بالكوفة، وهو ابن تسع وأربعين سنة لم يستكمل الخمسين)
🔹ما استفدته من سيرتهما .
1- أن الذكر الحسن لا يأتي من فراغ إنما من طول بذل وجهد وعمل صالح .
2- الحرص على نفع الناس وبذل الخير وحفظ اللسان .
3- البعد عن الرياء والحرص على الخبيئة الصالحة
4- التأسي بهما في تقلههما من الدنيا ،وعدم حب الظهور .
5- الغيرة على دين الله والدعوة إليه ،والصد عنه بقدر الاستطاعة .

المجموعة الأولى :
س1:كيف بدأ تدوين التفسير؟

بدأ تدوين التفسير الفعلي للتفسير من أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما، حيث كان ابن عباس وغيره من الصحابة يحثون على كتابة العلم ،فخرج منهم سعيد بن جبير، ومجاهد ابن جبر، وغيرهم وكانت لهم كتب للتفسير خاصة بهم ،وأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتبون التفسير في حياته؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
ولعل الحكمة في ذلك كما قال العلماء أن لا يختلط القرآن بغير،وورد إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه، فكتب عبد الله بن عمرو في صحيفته التي سمّاها الصادقة حديثاً كثيراً، ودعا لأبي هريرة بالحفظ؛ وبعد وفاة
وانقطاع الوحي، وأمن الناس أن لا يُنسخ شيء من القرآن، وكثرة القتل في القراء في وقعة اليمامة؛ اجتمع رأي أبي بكر وعمر على جمع المصحف؛ فأمروا زيد بن ثابت فجمعه على مشهد من قراء الصحابة؛ فكان يجمعه من صدورهم ومما كتبوه في الصحف حتى طابق المحفوظ المكتوب.
وكان لعلي بن أبي طالب صحيفة فيها العقل والديات، وكان لجابر بن عبد الله ،ولسمرة بن جندب صحف يكتبون فيها ،وكان أنس يحضّ أصحابه على كتابة العلم وتقييده.
وكذلك كان لكبار التابعين صحف؛ من أشهرها صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة، وقد أخرجها الإمام أحمد في مسنده.
س2: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
-ورد في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
- وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
- وفي صحيح البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم} » الآية).
بعد عرض هذه الأحاديث يتبين لنا أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه إيّاهم، فما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ ويجب تكذيبه ولا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله، )
وأما ماورد من بعض الإسرائيليات التي تتضمن زيادات منكرة لأخبار صحيحة الأصل؛ فتنكر الزيادات وتردّ، مع بقاء أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
ويجب أن يفرّق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة، قال ابن كثير: (ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبي التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه.
وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه).
س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
أنواعه:
1- ما قصّه الله في كتابه العظيم ، أو صح عن رسوله الكريم من أخباربني إسرائيل ،يجب التصديق به لأنه من التصديق بكتاب الله تعالى، وبما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم.

2- ما تحدّث به بعضُ أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ،فهو على ثلاثة أقسام:
-قسم أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقه ،كما ورد في صحيح البخاري من حديث إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ،عن حَبر من أحبار اليهود .
- وقسم كذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في السنن الكبرى من طريق ابن جريج، عن جابر بن عبد الله، في الولد إذا جاء أحول .
-قسم يقف فيه فلا يصدّق ولا يكذب ، كما روى عبد الرزاق وأحمد من طريق ابن شهاب، عن ابن أبي نملة، في الجنازة تتكلم ..)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم)).
3- ماكان يحدّث به بعض الصحابة كأبوهريرة، وابن عباس، الذين لهم رواية عمّن قرأها؛ ككعب الأحبار، وغيره.
وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات :
- تصريحهم بالرواية عمّن يحدّث عن أهل الكتاب وعدمه؛ فما صرّحوا فيه فأمره بيّن ، فيكون حكمه حكم الإسرائيليات المعروف.
- نكارة المتن وعدمها: إذا كان المتن غير منكر؛ فقد جرت عادة المفسّرين على التساهل في الرواية، سواء أصرحوا أم لم يصرّحوا.
- صحّة الإسناد : حيث جرت عادة المفسرين على التساهل في الرواية بالأسانيد التي فيها ضعف محتمل للتصحيح ما لم يكن في المتن نكارة .
- ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب
ككعب الأحبار ووهب بن منبّه ونوف البكالي.
- ما كان يحدّث به بعض ثقات التابعين عمَّن قرأ كتب أهل الكتاب كأمثال كعب ونوف وتبيع ،ومن هؤلاء المحدثين الثقات: سعيد بن المسيّب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وغيرهم .
- ما يرويه بعض من لا يتثبّت في التلقّي ممن يخلط الغثّ والسمين، كإمثال السدّي الكبير، والضحاك وغيرهم ،وأمثلهم محمد بن إسحاق إذا صرّح بالتحديث، مع ما يروي من كثير الإسرائيليات.
- ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمة كأمثال الكلبي، ومقاتل .
- ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة بأسانيده كابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد، وهؤلاء وإن لم يشترطوا الصحة في تفاسيرهم إلا إنها أقلّ بكثير مما في تفاسير من بعدهم.
- ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين كالثعلبي والماوردي والواحدي، وهذه التفاسير ما تفرّدت به مظنة الإسرائيليات المنكرة لتساهل أصحابها في الرواية .
وينتبه لمن ينقل عنهم كثيراً كابن الجوزي والرازي والقرطبي والخازن وغيرهم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 04:02 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

المجموعة الثالثة:
مضاوي الهطلاني: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- إجابة السؤال الرابع مختصرة جدًا وينظر في ذلك إجابة الأخت أمل يوسف.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

الشيماء وهبة: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
وأثني على حسن تنظيمكِ لإجاباتك، وعرضكِ لها.
وقد أحسنتِ تصنيف أحكام الإسرائيليات في السؤال الرابع، لكن المطلوب تلخيص مراتبها أولا، وهي الأنواع التي فصلها الشيخ في بداية الدرس، ومن ثم بيان الحكم، وينظر في ذلك إجابة الأخت أمل يوسف.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

أمل يوسف: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الأولى:
منيرة محمد: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وأثني على تنظيمك لسير التابعين.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir