المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير الحزب 59

[عبد العزيز صالح بلا]

مجلس مذاكرة تفسير سور الانشقاق والبروج والطارق
1. (سؤال عام لجميع الطلاب)
استخلص ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}.
الجواب :
١-ينبغي على الإنسان، أن لا يتكبر وينكر البعث والنشور ،لأنه خلق من ماء حقير ذليل ،والذي خلقه من أول مرة قادر على أن يعيد مرة أخرى لقوله تعالى:((فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)

٢- ينبغي على الإنسان أن يخاف ربه في السر والعلن ،لأن كل ما فعله من صغيرة وكبيرة سيُظهر له يوم القيامة ،لقوله تعالى : ((يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)
٣- أمرنا الله بالتفكر والتدبر في صنيع خلقه وبديع إحكامه ، حتى يوصلنا ذلك إلى الإيمان به وتصديق رسله،لقوله تعالى:((فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)
لمجموعة الأولى:
1.*استخلص المسائل ثم حرّر القول في كل مسألة مما اشتمل عليها تفسير قوله تعالى:*
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)*
وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)}.
قائمة المسائل التفسيرية:
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)
•المراد بالإنسان [ش]
•معنى كادح[ك][س][ش]
•معنى الكدح[ك][س][ش]
•مرجع الضمير في "فملاقيه"[ك][س][ش]
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7)
•المراد ب"من"[س][ش]
•المراد بالكتاب[ش]
•معنى أوتي[ش]
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)
•معنى يسيرا[ك][س][ش]
وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)
•معنى ينقلب[ك]
•المراد بأهله[ك][س][ش]
•معنى مسرورا[ك][ش]
•سبب سروره[س][ش][ك]

تفسير قوله تعالى :((يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)
•المراد بالإنسان [ش]
اللام للجنس،فيدخل في ذلك المؤمن والكافر.ذكره الأشقر.
•معنى كادح[ك][س][ش]
أي : عامل عملا وساع إليه -سبحانه- فيجازيك على ما عملت من خير أو شر.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•معنى الكدح[ك][س][ش]
هو التقرب إلى الله بأعمال الخير أو الابتعاد عنه بارتكاب المعاصي والذنوب.هذا حاصل ما ذكره ابن كثير عن ابن عباس والسعدي والأشقر.
•مرجع الضمير في "فملاقيه"[ك][س][ش]
ورد فيه قولان للمفسرين :
القول الأول : أي فملاق كلما عملت في الدنيا من خير وشر.ذكره ابن كثير والأشقر .واستدل ابن كثير بحديث الذي رواه *أبو داود الطّيالسيّ عن الحسن بن أبي جعفرٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((قال جبريل: يا محمّد، عش ما شئت؛ فإنّك ميّتٌ، وأحبب من شئت، فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنّك ملاقيه)).
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7)
القول الثاني : أي فملاق ربك فيجازيك ويحاسبك على أعمالك كلها ،خيرها وشرها ،صغيرها وكبيرها.ذكره ابن كثير والسعدي
وكلا القولين متلازمين فكل ما فعله العبد من خير وشر فسيرجع إلى ربه فيلاقي عمله في صحف أعماله ويجازيه ربه عنه أو يحاسبه عليه.
•المراد ب"من"[س][ش]
هم المؤمنون السعداء ،يأخذون كتب أعمالهم بأيمانهم.ذكره ابن السعدي والأشقر.
•المراد بالكتاب[ش]
هي صحائف أعمال العباد.ذكره الأشقر.
•معنى أوتي[ش]
أي : أعطي إليه كتابه.ذكره الأشقر.
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)
•معنى يسيرا[ك][س][ش]
أي : سهلا بلا عسر. ،والعرض اليسير.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
استدل ابن كثير بحديث عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّه ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلاّ معذّباً)). فقلت: أليس اللّه يقول: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال: ((ذاك العرض، إنّه من نوقش الحساب عذّب)). وقال بيده على أصبعه كأنّه ينكت.
واستدل أيضاعن عبد اللّه بن الزّبير، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول في بعض صلاته: ((اللّهمّ حاسبني حساباً يسيراً)). فلمّا انصرف قلت: يا رسول اللّه ما الحساب اليسير؟ قال: ((أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنّه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذٍ هلك)). صحيحٌ على شرط مسلم
واستدل السعدي بجزء من حديث صحيح ،يقول الله للعبد يوم القيامة *((إنِّي قدْ سترتهُا عليكَ في الدنيا، فأنا أسترهَا لكَ اليومَ))
وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)
•معنى ينقلب[ك]
أي: يرجع وينصرف بعد الحساب اليسير إلى مسكنه وأهله في الجنة.قاله قتادة والضحاك .ذكره ابن كثير
•المراد بأهله[ك][س][ش]
فيه قولان:
القول الأول : هم الحور العين اللاتي في الجنة ينتظرون مجيئه.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني:
هم زوجاته وأولاده الذين كانوا معه في الدنيا.ذكره الأشقر .
واستدل ابن كثير برواية الطّبرانيّ عن ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: ((إنّكم تعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك العازب أن يثوب إلى أهله، فمسرورٌ ومكظومٌ))*
•معنى مسرورا[ك][ش]
أي : فرحا ومغتبطا بما أعده الله له من النعيم المقيم.ذكره ابن كثير والأشقر.
•سبب سروره[س][ش][ك]
هو نجاته من النار وفوزه بالجنة ونعيمها.هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2. حرّر القول في:
المراد بالبروج في قوله تعالى: {والسماء ذات البروج}.
الجواب:
وردت أربعة أقوال في المراد بالبروج في هذه الآية.
القول الأول:أنها النجوم العظام .قاله ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك والحسن وقتادة والسّدّيّ .ذكره ابن كثير وأيضا ذكره السعدي والأشقر واستدل ابن كثير بقوله تعالى: {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً}.
القول الثاني : أنها البروج التي فيها الحرس . قاله مجاهد .ذكره ابن كثير.
القول الثالث : أنها الخلق الحسن.قاله المنهال بن عمرو.ذكره ابن كثير.
القول الرابع: أنها قصور في السماء التي ينزل فيها الشمس والقمر.وهي اثنا عشر برجاً، تسير الشّمس في كلّ واحدٍ منها شهراً، ويسير القمر في كلّ واحدٍ يومين وثلثاً، فذلك ثمانيةٌ وعشرون منزلةً، ويستتر ليلتين .قاله يحيى بن رافع .ذكره ابن كثير وهكذا ذكره السعدي والأشقر .وهو اختيار ابن جرير الطبري في تفسيره.كما ذكر عنه ابن كثير.