المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
ج1/ الأدلة من القرءان:
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
الأدلة من السنة النبوية:
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أخبرك بأفضل القرآن))قال: ((فتلا عليه الحمد لله رب العالمين)). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال :((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: {والله ليهنك العلم، أبا المنذر }.. رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال : ((يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل ((رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة)).
- وهذه الأدلة وما في معناها تدل على أن بعض الآيات والسور أحب وأفضل عند الله تعالى من بعض وإن بلغت كلها من حسن البيان والإحكام أعظم المبلغ؛ إلا أن الله اختص بعضها بمزيد فضل ؛ فبعضها أعظم من بعض مثل أن جعل قراءة الفاتحة من آكد واجبات الصلاة فلا تصح الصلاة إلا بها ن وأيضا تلاوة بعضها أعظم أجرا من بعض مثل آخر ءايتين من سورة البقرة والمعوذتين وبعضها أحب إلى الله تعالى من بعض مثل أن من قرأ سورة الإخلاص وهو يحبها لأن فيها صفة الله أحبه الله ووجبت له الجنة وأنها تعدل ثلث القرآنكما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)).
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1- آية الكرسي:
- فضائل ءاية الكرسي:
- حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ ))
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم }.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بن كعب.
وفي رواية في غير صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( والذي نفسي بيده إنَّ لها للساناً وشفتين تقدّسَان للملك عند ساق العرش)).
- . وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )) رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
- وروى النسائي في الكبرى وابن الضريس في فضائل القرآن من طريق إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي هريرة، أنه كان على تمر الصدقة، فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أتريد أن تأخذه؟ قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم " قال أبو هريرة: فقلت، فإذا أنا به قائم بين يدي، فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن، ولن أعود، قال: فعاد، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أتريد أن تأخذه؟» فقلت: نعم، فقال: ((قل سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم» فقلت، فإذا أنا به، فأردت لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعاهدني أن لا يعود فتركته، ثم عاد، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتريد أن تأخذه؟ " فقلت: نعم، فقال: " قل: سبحان الذي سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم " فقلت: فإذا أنا به، قلت: عاهدتني فكذبت وعدت، لأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: خل عني أعلمك كلمات، إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن، فقلت: وما هؤلاء الكلمات؟ قال: آية الكرسي اقرأها عند كل صباح ومساء، قال أبو هريرة: فخليت عنه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أوما علمت أنه كذلك؟)).
- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت))
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه من طرق عن محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة مرفوعاً.
ومحمد بن حمير السليحي مختلف فيه؛ وثقه يحيى بن معين ودحيم، وسئل عنه الإمام أحمد؛ فقال: ما علمت إلا خيراً.
2- سورة آل عمران:
فضائل سورة ءال عمران:
- حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي.
- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صديّ بن عجلان الباهلي
- وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً : ((تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة..)) الحديث.
- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: ((اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه)) رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير من حديث غيلان بن أنس عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة.
وروي مقطوعاً على القاسم عند ابن ماجه.
وله شاهد من حديث عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عند الإمام أحمد وأبي داوود والترمذي وغيرهم.
والحديث بمجموع هذه الطرق حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
- قال عبد الله بن مسعود : ((من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة )). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن سليم بن حنظلة البكري عن ابن مسعود.
قال أبو محمد الدارمي: (محبرة: مزينة).
- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ((كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)).
- قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل)). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر عن أبي أمامة.
وهذا إسناد حسن؛ فالرواة عن عبد الله بن صالح أئمة، ولا أعلم في الإسناد مخالفة تنكر، ولا في المتن علّة ولا نكارة، وهي رؤيا نقلها صحابيّ فيعتبر بها.
3- سورة النساء:
- فضائل سورة النساء:
- قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، صحّ ذلك عنه من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد عنه عند ابن جرير، ومن طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عنه عند النسائي، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
- قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ ( تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور) .رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة.
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ((من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة)) رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
- قال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله :{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيه ). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه كلهم من طريق مسعر بن كدام، عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عن جدّه عبد الله بن مسعود.
- عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما}، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم) .رواه سعيد بن منصور والطبراني في الكبير من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن أبي هبيرة عن إبراهيم النخعي به.
وإبراهيم النخعي وإن لم يكن قد أدرك ابن مسعود فإنه يروي عن علقمة والأسود؛ فالإسناد متصل إلا أنّ ليث بن أبي سليم يُضعّف في حديثه لكنّه توبع على هذا الحديث؛ فقد رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: قال عبد الله: إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنبا فقرأهما، فاستغفر الله عز وجل، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}، وقوله :{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}).
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1- سورة الفاتحة:
- 1)حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
سبب الحكم بضعفه :
- أنالحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
- أنهوقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما
2)وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: ((أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض))
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
- سبب الحكم بضعفه:
- أنمحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
- أن هذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) ؛ فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
- 3)حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن» رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: (فاتحة الكتاب ثلثا القرآن).
- سبب الحكم بضعفه:
- أنهواختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
-وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
- البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
- أما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.
2- سورة البقرة:
- 1)حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي، كما يخبرونكم به، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربكم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ألا وإن لكل آية منه نورا يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
- سبب الحكم بضعفه:
- أنعبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري: منكر الحديث
وقال أيضاً: يروي عن أبي المليح عجائب.
وقال الإمام أحمد: ترك الناس حديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
- 2)ورد في فضل ءاية الكرسي في سورة البقرة:
حديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}). رواه أبو داوود في سننه والطبراني في الكبير من طريق عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى لابن الأسقع، رجل صدق أخبره عن ابن الأسقع به.
- السبب في الحكم بضغفه:
لجهالة مولى ابن الأسقع، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب
- 3) وورد أيضا في فضل ءاية الكرسي من سورة البقرة:
حديث أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت، وهي معاودة للكذب)).
قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت وهي معاودة للكذب)).
فأخذها؛ فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت: إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسي اقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره.
قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ما فعل أسيرك؟ ))
قال: فأخبره بما قالت.
قال: ((صدقت وهي كذوب )). رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والترمذي في جامعه، وأبو الشيخ في العظمة ، والطبراني في الكبير ، والحاكم في المستدرك كلهم من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيّوب الأنصاري.
- سبب الحكم بضعفه:
- أن محمد ابن أبي ليلى ضعيف الحديث لسوء حفظه؛ لكنّه لم يتفرّد به؛ فقد تابعه عبد الله بن يسار الجهني والحكم بن عتيبة وأبو فروة النهدي وقد أخرج الطبراني رواياتهم، وله طرق أخرى أخرجها الحاكم لا تخلو من ضعف.
- والحديث بمجموع طرقه إلى أبي أيوب الأنصاري يرتقي إلى درجة الحسن لأمن غائلة سوء الحفظ عند محمّد بن أبي ليلى.
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
ج4/ لا يُحكم بصحة الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه ،
أولًا : صحة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
1- أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم ؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
· أهل الصدق في الجملة ، وهاؤلاء لا يُطرح حديثهم جملةً ولا يٌقبل مطلقًا، بل يُعتبر ويُحكم بصحته لو كان له شواهد أخرى.
· متروكو الحديث من الكذّابين والمتهمين بالكذب ، وهاؤلاء لا تُقبل مروياتهم مطلقًا ولا يٌعتبر بهاولا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.
2- أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع.
3- انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد ؛ كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
ثانيًا: صحة المتن لا تتحقق إلا بأمرين:
1- صحة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والرواية بالمعنى المخِلّ ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
ج5/ هي على خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة:المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة:المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة:المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
- أحكام هذه الدرجات:
· مرويات الدرجتين الأولى والثانية: يحتجّ بهما.
· مرويات الدرجة الثالثة من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار،
ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها،
ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
· مرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
· أما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
· رواة الحديث:
قد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: ((أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا))..إلخ.
- ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
· قول أهل العلم في الحديث:
- قال ابن الجوزي: ((وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال :((من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)).
- قال: ((وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
- وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
- وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين : علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
- يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
- روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
- قال الحافظ العراقي:( (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري)).
- قلت: وقد أورده البيضاوي أيضاً في تفسيره مفرقاً على السور من غير إسناد ولا تنبيه.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
- الدلالة الأولى:دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة .
ومن أمثلة ذلك:
- قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} ، وقال تعالى : {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فدلت الآيتين على فضل التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب ، ودل قوله تعالى : { وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
،ويعضد هذا المعنىما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له)).
الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم: والصحيح منه قليل.
الآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.
- ومن أمثلة ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)} وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم:
- ومن أمثلة ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} ، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخره) ، والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة :
- ومن أمثلة ذلك:
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
ج8/ لابد من الحذر من الغلو في هذا الباب ؛ لأنه :
- قاد الناس إلى ضلال مبين.
- منهم من تعلق ببعض ما كتبه بعض الصوفية الغلاة من رسوم وأحوال للرقية.
- ومنهم من يستعمل أشياء غير معقولة المعنى.
- ومنهم من يطلب ذبح حيوان يصفه بأوصاف معيّنة، ويطلب قراءة آيات محددة.
- ومن أصحاب الطرق الصوفية من يزعم أنّ لكل آية خادماً، ويترسّم برسوم وأحوال حتى يخاطب خادم تلك الآية، ويطلب منه ما يريد، وهو إنما يخاطب الشياطين.
- دخل غلاة الصوفية من هذا الباب مدخلاً سيئاً لبسوا فيه الحق بالباطل، وموّهوا على الجهّال والعامّة، واتّخذوه وسيلة لترويج أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، فضلّوا وأضلّوا كثيراً، وضلوّا عن سواء السبيل، ولهم كتب كثيرة فيها غلو وضلال مبين.
ومن حققّ في أمرهم تبيَّن أنه سحر وتدجيل ، وقد اعترف بذلك بعض من منّ الله عليه بالتوبة من السحر من أصحاب تلك الطرق ، وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلم الملائكة ويخاطبهم ، وتلا قول الله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42)}، ثم قال ما معناه: كانت هذه حالنا، كنا نظنّ أننا نخاطب الملائكة ونتقرب إليهم ويخدموننا؛ فإذا بهم شياطين.