مجلس مذاكرة محاضرة - المدخل لقراءة كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج.
للشيخ أبي مالك العوضي -حفظه الله-
المجموعة الثالثة
1) وضّح المكانة العلمية لكتاب "معاني القرآن وإعرابه"، وبيّن غرض الزجّاج -رحمه الله- من تأليفه.
يحتل كتاب التفسير " معاني القرآن وإعرابه " للإمام الزجاج مكانة عظيمة فهو من أهم وأشهر الكتب في معاني القرآن الكريم الذي هو غاية المسلمين والذي عليه يحكم بصحة عبادتهم وأعمالهم ولا يتحقق ذلك إلا بفهمه ومعرفة معانيه ، كما يبرز أهميته لطالب علم التفسير، فقد عني الكتاب بعلوم اللغة العربية التي يحتاجها طالب العلم، فهو موسوعة علمية فريدة :
• ففي علم النحو والصرف أظهر الكتاب مدى ثقافة الزجاج وسعة اطلاعه وعلمه الواسع ، فقد وصفه ابن جني بأنه شديد الفحص والاستنباط .
• اعتنى الزجاج بعلم القراءات فكان يقدم الرواية على اللغة ، ويقول بوجوب اتباع رسم المصحف.
• وفي علم البلاغة نهج الزجاج سبيل الإمام الطبري والمبرد ، فشرح المسائل العلمية بأسلوبه البياني ، واجتهد في التعبير عن المفردات والألفاظ اللغوية بطريقة حسنة سهلة ، ولم يعتمد فقط على المنقول المروي، فكان يشرح بأسلوبه اللغوي الغني ؛ وقد ساعده توسعه في علم الاشتقاق .
• وفي علم التفسير اعتنى بنقل المأثور من الأقوال إضافة إلى عنايته واهتمامه بالتفسير اللغوي للقرآن الكريم ، كما أشار إلى بعض المسائل الفقهية .
• الزجاج كان معتزلي المذهب ، فقد احتوى كتابه على بعض المسائل العقدية التي وافقت مذهبه ، إلا إنه لم يخل من مسائل خالفت مذهبه فكان كثيرا ما يذكر "وهذا قول أهل السنة ويرجحه " .
• وعلم الحديث لم يكن واضحا وظاهرا في كتابه ، فلم يعتن به كثيرا إلا إنه استدل ببعض النصوص ، فكان يقول : "هذا هو الذي ضبطه أصحاب الحديث".
• كما واهتم وعني العلماء من بعده بهذا الكتاب واعتمدوا عليه في مؤلفاتهم كما فعل الأزهري في تهذيب اللغة والثعلبي والواحدي والبغوي والزمخشري في تفاسيرهم .
كان للزجاج غايات وأغراض من تأليف كتابه منها :
1) بيان معاني القرآن في اللغة وإعرابه .
2) بيان تفسيره والمراد من ألفاظه .
3) الاستفادة من أقوال السلف وترجيحاتهم .
لذلك اهتم كثيرا في كتابه بعلوم النحو والإعراب والصرف والاشتقاق والبلاغة واللغة .
2) اذكر المصادر اللغوية التي استعان بها الزجّاج في تأليف كتابه "معاني القرآن وإعرابه".
استعان الزجّاج في تأليف كتابه "معاني القرآن وإعرابه". بشيوخه أو من بعض الكتب.
فمن شيوخه :
1) أبو العباس ثعلب إمام الكوفيين ، فقد أخذ عنه الزجاج أول حياته العلم الكثير.
2) الإمام إسماعيل بن إسحاق المالكي القاضي ، كان عالما باللغة والأدب ، وفقيها فهو صاحب كتاب أحكام القرآن .
3) الإمام المبرد محمد بن يزيد أبو العباس ، صاحب أكبر أثر علمي على الزجاج .
ومن الكتب التي استفاد منها :
1) كتاب "مجاز القرآن" لأبي عبيدة مَعمر بن مثنى .
2) كتاب "معاني القرآن" للأخفش الأوسط سعيد بن مسعده .
3) كتاب "معاني القرآن" للفراء يحيى بن زياد .
4) كتاب العين للخليل، كان يروي وينقل عنه بسند ومن غير سند .
5) كتاب قطرب في التفسير .
6) كتاب أبي عبيدة في القراءات .
كان الزجاج في كثير من الأحيان يرد على ما يراه خطأ ، فقد رد على أبو عبيدة صاجب كتاب مجاز القرآن لأنه كان يعتمد في التفسير على محض اللغة ، كما كان له ردود على غيره من النحويين مثل الفراء والمازني ، وخصوصا فيما يتفردون فيه من الأقوال عن غيرهم .
والحمد لله رب العالمين