دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم 17 جمادى الآخرة 1443هـ/20-01-2022م, 04:19 PM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

المجموعة الأولى:

1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.

ورد في من نزل فيهم قوله تعالى: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } ثلاثةُ أقوال:

القول الأول: اليهود الذين يتناجون حتى يحزن المؤمنون من ذلك، قاله مجاهد ومقاتل بن حيّان، ذكره ابن كثير والأشقر.
-قال مقاتل بن حيّان وزاد: كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم،
حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى،
فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.

القول الثاني: المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثالث: أناس من أهل الكتاب الكفرة الذين يُسَلّمون على النبي قائلين: السام عليك، ذكره ابن كثير والسعدي.

وخلاصة ما ورد في من نزل فيهم قوله تعالى: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } أنهم اليهود وقيل المنافقين وقيل أناس من أهل الكتاب الكفرة، ويدخل القول الأول ضمن القول الثالث،
وهؤلاء المذكورين تشابهت قلوبهم لذلك تشابهت أفعالهم وأقوالهم وهم يشتركون في كونهم كفارا، فإنّ اليهود والكفار من أهل الكتاب والمنافقين الذين يُمالئون الكفرة من أهل الكتاب على ضلالهم ويبطنون الكفر كلهم كفار وهم يوافقون
الكفار في الباطن وإن أظهروا خلاف ذلك للمسلمين، وقد أُمرَ المؤمنون بعدم التشبه بهم وبعدم التناجي بما يتناجون به من الإثم والعدوان وإنما يتناجون بالبر والتقوى.



2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

يأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يفسحوا لإخوانهم المؤمنين في المجالس، فإنّ هذا لا يضرُّ المُفسح شيئا ويحصل به المقصود من جلوس إخوانه من المؤمنين، والجزاءُ من جنس العمل،
قال تعالى: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} فمن فسح فسح الله له وأشباهُ ذلك كثير، فإنّ من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يَسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة وهكذا.
فليحرص المؤمن على امتثال الأمر الإلهي من ربه. ثم يقول الله سبحانه وتعالى: { وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا } وفي هذه عدة أقوال منها النهوض إلى القتال وقيل إجابة الخير إذا دُعي إليه وقيل الارتفاع للصلاة إذا دُعي إليها،
وقيل الانصراف عن المجلس أو النهوض من مكانه ليجلس غيره، وتدخل كل هذه الأقوال ضمن النهوض إلى الخير وإجابته باختلاف صوره، ثم يقول الله سبحانه وتعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وفي هذا بيانُ فضيلة العلم وثمرته فإن لأهل العلم من الدرجات العالية والثواب الشيء العظيم في الدنيا والآخرة ففي الدنيا يرفع في المجالس وفي الآخرة يرفع في الدرجات،
قال تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فإنّ الله خبير بكم لا يخفى عليه من أعمالكم شيئا وسيجازي كل عامل بما عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.





3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
الفيء هو كل ما أخذ من الكفار من أموال ومتاع بدون قتال ولا إيجاف خيل ولا ركاب ، فلا يكون فيها مبارزة، وحكمها أنّها للنبي خاصة، وهذا الفيء يقسم خمسة أقسام :
-لله وللرسول ويصرف في مصالح المسلمين العامة .
- لليتامى واليتيم هو من فقد أباه ولم يبلغ .
- لذوي القربى، لأنهم قد مُنعوا من الصدقة فجعل لهم حقا في الفيء .
- للمساكين الفقراء .
- لابن السبيل وهم الغرباء المنقطع بهم في غير موطنهم .
وهذا حتى لا يكون المال في يد طائفة دون أخرى فحتى لا يكون متداولا بين الأغنياء فقط شرع هذا الحكم.

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.

نستدل على فضل المهاجرين والأنصار من سورة المجادلة:

قال تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }

قيل أنها نزلت في أبي عبيدة عامر بن الجراح، حين قتل أباه يوم بدر وكان أباه كافرا، فهي تدل على فضل أبي عبيدة عامر بن الجراح، حيث قال الله تعالى: { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

كتب الله في قلوبهم الإيمان وقواهم وأيدهم بعونه ومدده الرباني ولهم في الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها فهم حزب الله المفلحون.
وقيل أن قول الله تعالى: { ولو كانوا آباءهم} نزلت في أبي عبيدة حيثُ قتل أباه يوم بدر وكان أباهُ كافرا، وقول الله تعالى: { أو أبناءهم } قيل أنها نزلت في الصديق حيثُ همّ بقتل ابنه عبد الرحمن،
وقول الله تعالى: { أو إخوانهم } قيل أنها نزلت في مصعب بن عمير فقد قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر، وقول الله تعالى: { أو عشيرتهم } قيل أنها نزلت في عمر حيثُ قتل قريبا له
وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث قتلوا من قتلوا يوم بدر.
فتدل الآيات على فضلهم حيثُ أن الله أخبرنا أنهم لا يوادون من حادّ الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ولما سخطوا على الأقرباء والعشائر الكافرة وأبغضوهم في الله وتبرؤا منهم عوضهم الله بالفضل العظيم
وأخبرنا أن لهم جنات النعيم وكل ذلك يدل على فضلهم.


نستدل على فضل المهاجرين والأنصار من سورة الحشر:
- في فضل المهاجرين: قال تعالى: {(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) }
فهؤلاء الذين تركوا أموالهم وديارهم وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، نصروا الله ورسوله، شهد الله لهم بصدقهم وهذا يدلّ على فضلهم.
- وهذا مما يدل على أنّ المهاجرين أفضل من الأنصار لتقديمهم في الذكر على الأنصار؛ لأنهم نصروا النبي وهاجروا معه، أما الأنصار فقد نصروا النبي ولم يهاجروا كما المهاجرون.

-في فضل الأنصار: قال تعالى: { (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
فهؤلاء يحبون من هاجر إليهم من المهاجرين، لا يحسدونهم على المكانة والفضل الذي لهم من الله، بل إنهم واسوهم بأموالهم ومتاعهم وكانوا يؤثرونهم في أمور الدنيا ولكو كانت بهم حاجة وهذا دليل على صدق المحبة لهم لأنهم نصروا الله ورسوله.
* روى الإمام أحمد عن أنسٍ قال: كنّا جلوسًا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "يطّلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنّة". فطلع رجلٌ من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه، قد تعلّق نعليه بيده الشّمال،
فلمّا كان الغد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ذلك، فطلع ذلك الرّجل مثل المرّة الأولى. فلمّا كان اليوم الثّالث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرّجل على مثل حالته الأولى
فلمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبعه عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال: إنّي لاحيت أبي فأقسمت ألّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتّى تمضي فعلت. قال: نعم. قال أنسٌ: فكان عبد اللّه يحدّث
أنّه بات معه تلك الثّلاث اللّيالي فلم يره يقوم من اللّيل شيئًا، غير أنّه إذا تعارّ تقلّب على فراشه، ذكر اللّه وكبّر، حتّى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد اللّه: غير أنّي لم أسمعه يقول إلّا خيرًا، فلمّا مضت الثّلاث ليالٍ
وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد اللّه، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ولكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنّة". فطلعت أنت الثّلاث المرار
فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عملٍ، فما الّذي بلغ بك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: ما هو إلّا ما رأيت. فلمّا ولّيت دعاني فقال: ما هو إلّا ما رأيت، غير أنّي
لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشّا، ولا أحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه اللّه إيّاه. قال عبد اللّه: هذه الّتي بلغت بك، وهي الّتي لا تطاق.
وهذا مما يدلُّ على فضل هذا الرجل من الأنصار.

- روى البخاري عن أبي هريرة قال: أتى رجلٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهنّ شيئًا،
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا رجلٌ يضيّف هذا اللّيلة، رحمه اللّه؟ ". فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول اللّه. فذهب إلى أهله فقال
لامرأته: ضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا تدّخريه شيئًا. فقالت: واللّه ما عندي إلّا قوت الصّبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوّميهم وتعالي فأطفئي
السّراج ونطوي بطوننا اللّيلة. ففعلت، ثمّ غدا الرّجل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "لقد عجب اللّه، عزّ وجلّ -أو: ضحك-من فلانٍ وفلانةٍ".
وأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ}.
مما يدلّ على فضل الرجل الذي من الأنصار وزوجته.

- قال تعالى: { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
فمن هذا صنيعه فقد أفلح، وهذا ما عمله الأنصار فقد امتثلوا أمر الله سبحانه وتعالى .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir