دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 محرم 1436هـ/29-10-2014م, 04:55 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن جرير الطبري


المقصد العام :
بيان مقدمات مهمة لطالب علم التفسير.

المقاصد الفرعية:
إعجاز القرآن الكريم

  • القرآن العظيم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم :
- نزوله بلسان عربي مبين يتحدى الفصحاء من أهل العرب أن يأتوا بسورة من مثله .
- قال تعالى :
: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [ إبراهيم: 4]. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذياختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [ النحل: 64].
{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى
النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}[ المائدة: 16]
  • موافقة معاني كلام الله عز وجل لمعاني لغة العرب
- لأنه نزل بلغتهم ويخاطبهم
- العادة أنه لا يخاطب القوم إلا بما يفهمون
- {إنا أنزلناه قرآنا
عربيا لعلكم تعقلون} [ يوسف: 2]. وقال: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل بهالروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} [ الشعراء: 192-195].
- ومن هذه الموافقات ؛ الموافقة في :
الإيجاز والاختصار، والاجتزاء بالإخفاء من
الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمال الإطالة والإكثار،والترداد والتكرار، وإظهار المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار فيبعض الأوقات، والخبر عن الخاص في المراد بالعام الظاهر، وعن العام فيالمراد بالخاص الظاهر، وعن الكناية والمراد منه المصرح، وعن الصفة والمرادالموصوف، وعن الموصوف والمراد الصفة، وتقديم ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرما هو في المعنى مقدم، والاكتفاء ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارما حظه الحذف.

  • هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
    * ذهب قومٌ إلى وجود ألفاظ أعجمية في القرآن واحتجوا بـهذه الآثار
    - عن الأحوص عن أبي موسى
    : {يؤتكم كفلين من رحمته} [ الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر،بلسان الحبشة.
    - عن ابن عباس: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال
    : بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ.
    - عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان

    * أن القرآن الكريم عربي فصيح كله.
    * أن هذه الألفاظ مما توافقت عليه اللغات :
    مورجح ابن جرير الطبري هذا القول وقال أنها إما أن تكون أصلها عربي وانتقلت إلى أهل لغة أخرى فاستعملوها أو العكس
    وحمل الآثار السابقة على هذا القول ، واستدل بما ورد في صريح الآيات بأن القرآن أُنزل بلسانٍ عربي مبين.


تفسير القرآن

  • الحض على العلم بالتفسير
- أمر الله عز وجل للمسلمين أن يتدبروا آياته ويعتبروا بما فيها
{كتاب أنزلناه
إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقدضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذيعوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28]
قال ابن جرير : " لأنهمحال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له ولا يعقل تأويله: "اعتبر بما لا فهملك به ولا معرفة من القيل والبيان والكلام"
- عن ابن مسعود، قال: كان الرجل
منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
عن أبي عبد الرحمن، قال: حدثناالذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل،فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

- رضى الله عن العلم به.
  • معرفة تفسير القرآن :
1: وجه لا يعلمه إلا الله : الخبر عنآجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسىبن مريم، وما أشبه ذلك.
2: وجه بينه النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وأنزلنا
إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44]
وقالأيضا له جل ذكره: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64]، وقال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} [آل عمران: 7].
3: وجه يعرفه العلماء
- بالنقل عن الصحابة والتابعين فهم أعلمُ الخلق بالتفسير.
لمعاصرة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاصرة التابعين لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
وأقربهم للغة العرب.
- بالأدلة المنصوبة على صحة هذا التفسير.
- بالأدلة والشواهد من لغة العرب.
قال ابن جرير : " فأحق المفسرين بإصابة الحق -في تأويل القرآن الذي إلى علم
تأويله للعباد السبيل- أوضحهم حجة فيما تأول وفسر، مما كان تأويله إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليهوسلم الثابتة عنه: إما من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنهالنقل المستفيض، وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن عنه فيهالنقل المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأوضحهم برهانا -فيما ترجم وبين من ذلك- مما كان مدركا علمه من جهة اللسان: إما بالشواهدمن أشعارهم السائرة، وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة، كائنا منكان ذلك المتأول والمفسر، بعد أن لا يكون خارجا تأويله وتفسيره ما تأولوفسر من ذلك، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة، والخلف من التابعينوعلماء الأمة. "

4: وجه لا يعذر أحد بجهالته ومعنى ذلك أنه لا يعذر أحد بمعرفة تأويله

قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها،وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاالله.

  • التحذير من تفسير القرآن بالرأي
- ومعنى ذلك القول في القرآن بما لا يُعلم بيانه إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم أو بنصبه الدلالة عليه ،لأنه بذلك يقول في دين الله بالظن .
قال تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولواعلى الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33]
عن ابن عباس،عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال في القرآن برأيه - أو بما لايعلم - فليتبوأ مقعده من النار)).
عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم!
- وإن أصاب الحق بقوله فقد أخطأ في فعله
عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقدأخطأ)).


  • الرد على من أنكر تفسير المفسرين
* واحتجو بحديث عائشة رضي الله عنها :
عن عائشة، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل عليهالسلام.
- ضعّف ابن جرير الحديث.
- وإن صح معناه فإن من القرآن ما لا يُعلم تأويله إلا بوحي من الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44].

* الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في تعظيم القول في كتاب الله عز وجل لا تعني تحريم التفسير وإنما رد علمه إلى أهله

- عن يحيى بن سعيد،عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
يبين معنى ذلك ما ورد في طرق أخرى عن سعيد بن المسيب :

- عن عبد الله بن شوذب،قال: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لميسمع.
- ، عن عمرو بن مرة، قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه- يعني عكرمة.

  • منهج ابن جرير في تفسيره
- جمع كل ما رُوي من آثار السلف في المسألة.
- توضيح علة كل مذهب من المذاهب
- ترجيح القول الصحيح منها.


جمع القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم

- جمع أبي بكر الصديق : وسببه أن القتل استحر بالقراء في موقعة اليمامة فخاف الصحابة أن يذهب القرآن بموت القراء فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق بجمع القرآن في مصحف واحد فندب لذلك زيد بن ثابت – رضي الله عنهم جميعًا -. فكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم.

- جمع عثمان بن عفان :
جمع المسلمين على حرف واحد بعد ظهور أثر الاختلاف في القراءات وتكفير بعضهم لبعض بسبب ذلك
فنسخ مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرسله إلى الآفاق
وأمرهم إن اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلسان قريش فلم يختلفوا إلا في كلمة واحدة " التابوت " و " التابوه " فأُثبتت " التابوت " بلسان قريش.

وافق جميع الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل ماعدا ابن مسعود رضي الله عنه.
  • قول ابن مسعود رضي الله عنه في الأحرف السبعة:
    عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. وإن شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة، ولو كان شيء من الحرفين ينهى عن شيء يأمر به الآخر، كان ذلك الاختلاف. ولكنه جامع ذلك كله، لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض، ولا شيء من شرائع الإسلام. ولقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن. ولو أعلم أحدا أعلم بما أنزل الله على رسوله مني لطلبته، حتى أزداد علمه إلى علمي. ولقد قرأت من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وقد كنت علمت أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض، فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه فيخبرني أني محسن. فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية جحد به كله.


نزول القرآن على سبعة أحرف :
عن أبي سلمة، قال
: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلالقرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)).

  • نزول القرآن على سبعة أحرف رحمةً بالعرب - في بادئ الأمر -
- عن أبي بن كعب، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل، وهو بأضاة بني غفار، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد. قال: فقال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: ومعافاته ومغفرته - سل الله لهم التخفيف، فإنهم لا يطيقون ذلك)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: معافاته ومغفرته - إنهم لايطيقون ذلك، فسل الله لهم التخفيف)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله مغفرته ومعافاته - أوقال: معافاته ومغفرته- إنهم لا يطيقون ذلك، سل الله لهم التخفيف. فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأمنها بحرف فهو كما قرأ.
- عن زر، عن أبي، قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: ((إني بعثت إلى أمة أميين، منهم الغلام والخادم والشيخ العاسيوالعجوز))، فقال جبريل: فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف. ولفظ الحديث لأبي أسامة.
  • معنى نزول القرآن على سبعة أحرف :
رجح ابن جرير أن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف أي على سبعة لغات
واحتج باختلاف الصحابة في القراءة دون ما في ذلك من المعاني واحتكامهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأهم وقال ( هكذا أُنزلت )
عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبدالقاري أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأسورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذاهو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأكهذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليهوسلم! قال: فقلت: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرأنيهذه السورة التي سمعتك تقرؤها! فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لمتقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! قال: فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام)). فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ يا عمر)). فقرأت القراءة التي أقرأني رسولالله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل عل ىسبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منها)).

  • اللغات السبعة التي نزل بها القرآن
- قال ابن جرير من أهمية معرفة الست لغات التي نُسخت
قال ابن جرير : " قلنا: أما الألسن الستة التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها،لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليوم بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيلإن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة"
قال : "والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف".!!
- القراءة التي نقرأ بها اليوم بلسان قريش.


  • الرد على من قال بأن معنى الأحرف السبعة ؛ سبعة أوجه في المعاني :
- أي أمر ونهي ، ووعد ووعيد ، محكم ومتشابه والأمثال.
- رد ابن جرير بأنه إن كان الأمر كذلك فإنه يستلزم أن أمرًا واحدًا حلالا في قراءة وحرامًا في قراءة أخرى ، وأن هذا يخالف قول الله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا} [النساء: 82].
- أن الصحابة مؤمنون بأن الله عز وجل يأمر عباده بما شاء وينهاهم عما يشاء ، وأن الاستسلام لذلك هو الإسلام
فلم يكن إذن وجه للإنكار إلا الإنكار على اختلاف القراءة على سبع لغات !
- وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله لأتيته.
عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف.
، عن سالم: أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين.
- وهذه الآثار تستلزم أنهم كانوا يقرؤون على عدد من اللغات لا أنهم كانوا يأخذون بالأمر دون النهي أو الوعد دون الوعيد إذا كانت السبعة أحرف بمعنى سبعة معاني.

  • معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))
فروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعةأحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرمواحرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله،واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- نزلت الكتب الأولى بلسان واحد ونزل القرآن على سبعة لغات فكانت القراءة بها تلاوة له وليس ترجمةً لمعانيه.
- نزلت الكتب الأولى على باب واحد من المعاني ، ، كزبور داود، الذي إنما
هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض، واشتمل القرآن على سبعة أبواب كل بابٍ منها يوصل إلى الجنة !


  • هل يلزم وجود السبع لغات في كلمة واحدة :
ابن جرير يرى ذلك ويحتج بالأحاديث الواردة في اختلاف الصحابة في قراءة سورة واحدة
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((قال جبريل: اقرأوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب. كقولك: هلم وتعال)).


  • الرد على من قال بأن اللغات السبعة متفرقة في القرآن :
قال ابن جرير : "وفي صحة الخبر عن الذين روى عنهم الاختلاف في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، على ما تقدم وصفناه- أبين الدلالة على فساد القول بأن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني" .

  • أين الأحرف السبعة الآن ؟ ووجه نسخها ؟
- الأمر بالقراءة على الأحرف السبعة كان بالتخيير للتخفيف عن الأمة.
- لما ظهر أثر الاختلاف في القراءات وخاف حذيفة بن اليمان أن يختلف الناس في كتاب الله اختلاف اليهود والنصارى ونقل ذلك إلى عثمان بن عفان ، أمر عثمان بن عفان بجمع الناس على مصحف واحد.
فنُسخت القراءة بالأحرف السبعة وبقي منها حرف واحد – هكذا يرى ابن جرير -.


  • القراءات الموجودة حاليًا :
- زعم ابن جرير أنها ليست من الأحرف السبعة !
قال ابن جرير : " فأما
ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه،ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) - بمعزل. لأنه معلوم أنه لا حرف منحروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء بهكفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب صلى الله عليه وسلمبالمراء فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنهبذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب "


مسائل متفرقة
  • أسماء القرآن :
1: القرآن
قال تعالى :{نحن نقص عليك أحسن القصص
بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} [يوسف: 3]،وقال: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76].
ومعناه :
- التلاوة والقراءة : قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : {فإذا قرأناه} يقول: بيناه، {فاتبع قرآنه} [القيامة: 18] يقول: اعمل
به.
قال ابن جرير :فإذا بيناه بالقراءة ، ورجحه.
- التأليف من الجمع :
عن قتادة في قوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} يقول
: حفظه وتأليفه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} يقول: اتبع حلاله، واجتنب حرامه.
- كلا القولين صحيح من كلام العرب ، ورجح ابن جرير القول الأول لأن الله عز وجل لم يُرخص بترك اتباع ما جاء في القرآن حتى يؤلف ، فيكون المعنى الراجح ؛ فإذا بيناه لك
بقراءتنا، فاتبع ما بيناه لك بقراءتنا.
2: الفرقان
قال تعالى:{تبارك
الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان:1].
قال ابن جرير : " القرآن سمي "فرقانا"، لفصله -بحججه وأدلته وحدود
فرائضه وسائر معاني حكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانه بينهما: بنصرهالمحق، وتخذيله المبطل، حكما وقضاء."
3: الكتاب
قال تعالى:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما} [الكهف: 1، 2
].
- وذلك لأنه مكتوب.
4: الذكر
قال تعالى :{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9
].
ومعنى الذكر على قولين ذكرهما ابن جرير :
أحدهما: أنه ذكر من الله جل
ذكره، ذكر به عباده، فعرفهم فيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه. والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به وصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]، يعني به أنه شرف له ولقومه.


  • أسماء سور القرآن
عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل)).

السبع الطوال
قال ابن جرير : والسبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير.
- وعند عثمان بن عفان رضي الله عنه أن الأنفال والتوبة معا من السبع الطوال ، بينما يرى ابن عباس رضي الله عنه خلاف ذلك
عن يزيد الفارسي،
قال: حدثني ابن عباس: قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلىالأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولمتكتبوا بينهما سطرا: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطول؟ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتيعليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعاببعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذاوكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها. فقبض رسول الله صلى الله عليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهماسطر: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتها في السبع الطول".

المئون : ما كان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئا يسيرا.
المثاني : فإنها ما ثنى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان
المثاني لها ثواني. وقد قيل: إن المثاني سميت مثاني، لتثنية الله جل ذكرهفيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابن عباس.
المفصل : فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم
".

  • معنى " سورة " :
- من المنزلة والارتفاع :
كما في قول نابغة بني ذبيان
:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
.- السؤرة مهموزة : أي القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت.


  • معنى الآية :
- العلامة : ، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآيةالتي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه، كقول الشاعر:
ألكنى إليها عمرك الله يا فتى = بآية ما جاءت إلينا تهاديا

- الرسالة : فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول
.
، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
ألا أبلغا هذا المعرض آية = أيقظان قال القول إذ قال أم حلم
  • أسماء فاتحة الكتاب :
1- فاتحة الكتاب: لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة.
2- أم القرآن :
العرب تسمي كل جامع أمرا -أو مقدم لأمر إذا
كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع- "أما".
والفاتحة تقدمت على سائر سور القرآن.
3- السبع المثاني
لأنها سبع آيات ، وسميت بالمثاني لأنها تثنى في الصلاة.

  • هل البسملة آية من الفاتحة ؟
- البسملة آية من الفاتحة ؛ وهو قول قراء الكوفة.
- البسملة ليست آية من الفاتحة ، والآية السابعة قوله تعالى : {صراط الذين أنعمت عليهم } ؛ وهو قول قراء المدينة.



والحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:52 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن جرير الطبري


المقصد العام :
بيان مقدمات مهمة لطالب علم التفسير.

المقاصد الفرعية:
إعجاز القرآن الكريم

  • القرآن العظيم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم :
- نزوله بلسان عربي مبين يتحدى الفصحاء من أهل العرب أن يأتوا بسورة من مثله .
- قال تعالى :
: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [ إبراهيم: 4]. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذياختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [ النحل: 64].
{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى
النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}[ المائدة: 16]
  • موافقة معاني كلام الله عز وجل لمعاني لغة العرب
- لأنه نزل بلغتهم ويخاطبهم
- العادة أنه لا يخاطب القوم إلا بما يفهمون
- {إنا أنزلناه قرآنا
عربيا لعلكم تعقلون} [ يوسف: 2]. وقال: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل بهالروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} [ الشعراء: 192-195].
- ومن هذه الموافقات ؛ الموافقة في :
الإيجاز والاختصار، والاجتزاء بالإخفاء من
الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمال الإطالة والإكثار،والترداد والتكرار، وإظهار المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار فيبعض الأوقات، والخبر عن الخاص في المراد بالعام الظاهر، وعن العام فيالمراد بالخاص الظاهر، وعن الكناية والمراد منه المصرح، وعن الصفة والمرادالموصوف، وعن الموصوف والمراد الصفة، وتقديم ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرما هو في المعنى مقدم، والاكتفاء ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارما حظه الحذف.

  • هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
    * ذهب قومٌ إلى وجود ألفاظ أعجمية في القرآن واحتجوا بـهذه الآثار
    - عن الأحوص عن أبي موسى
    : {يؤتكم كفلين من رحمته} [ الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر،بلسان الحبشة.
    - عن ابن عباس: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال
    : بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ.
    - عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان

    * أن القرآن الكريم عربي فصيح كله.
    * أن هذه الألفاظ مما توافقت عليه اللغات :
    مورجح ابن جرير الطبري هذا القول وقال أنها إما أن تكون أصلها عربي وانتقلت إلى أهل لغة أخرى فاستعملوها أو العكس
    وحمل الآثار السابقة على هذا القول ، واستدل بما ورد في صريح الآيات بأن القرآن أُنزل بلسانٍ عربي مبين.


تفسير القرآن

  • الحض على العلم بالتفسير
- أمر الله عز وجل للمسلمين أن يتدبروا آياته ويعتبروا بما فيها
{كتاب أنزلناه
إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقدضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذيعوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28]
قال ابن جرير : " لأنهمحال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له ولا يعقل تأويله: "اعتبر بما لا فهملك به ولا معرفة من القيل والبيان والكلام"
- عن ابن مسعود، قال: كان الرجل
منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
عن أبي عبد الرحمن، قال: حدثناالذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل،فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

- رضى الله عن العلم به.
  • معرفة تفسير القرآن :
1: وجه لا يعلمه إلا الله : الخبر عنآجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسىبن مريم، وما أشبه ذلك.
2: وجه بينه النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وأنزلنا
إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44]
وقالأيضا له جل ذكره: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64]، وقال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} [آل عمران: 7].
3: وجه يعرفه العلماء
- بالنقل عن الصحابة والتابعين فهم أعلمُ الخلق بالتفسير.
لمعاصرة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاصرة التابعين لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
وأقربهم للغة العرب.
- بالأدلة المنصوبة على صحة هذا التفسير.
- بالأدلة والشواهد من لغة العرب.
قال ابن جرير : " فأحق المفسرين بإصابة الحق -في تأويل القرآن الذي إلى علم
تأويله للعباد السبيل- أوضحهم حجة فيما تأول وفسر، مما كان تأويله إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليهوسلم الثابتة عنه: إما من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنهالنقل المستفيض، وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن عنه فيهالنقل المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأوضحهم برهانا -فيما ترجم وبين من ذلك- مما كان مدركا علمه من جهة اللسان: إما بالشواهدمن أشعارهم السائرة، وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة، كائنا منكان ذلك المتأول والمفسر، بعد أن لا يكون خارجا تأويله وتفسيره ما تأولوفسر من ذلك، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة، والخلف من التابعينوعلماء الأمة. "

4: وجه لا يعذر أحد بجهالته ومعنى ذلك أنه لا يعذر أحد بمعرفة تأويله

قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها،وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاالله.

  • التحذير من تفسير القرآن بالرأي
- ومعنى ذلك القول في القرآن بما لا يُعلم بيانه إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم أو بنصبه الدلالة عليه ،لأنه بذلك يقول في دين الله بالظن .
قال تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولواعلى الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33]
عن ابن عباس،عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال في القرآن برأيه - أو بما لايعلم - فليتبوأ مقعده من النار)).
عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم!
- وإن أصاب الحق بقوله فقد أخطأ في فعله
عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقدأخطأ)).


  • الرد على من أنكر تفسير المفسرين
* واحتجو بحديث عائشة رضي الله عنها :
عن عائشة، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل عليهالسلام.
- ضعّف ابن جرير الحديث.
- وإن صح معناه فإن من القرآن ما لا يُعلم تأويله إلا بوحي من الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44].

* الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في تعظيم القول في كتاب الله عز وجل لا تعني تحريم التفسير وإنما رد علمه إلى أهله

- عن يحيى بن سعيد،عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
يبين معنى ذلك ما ورد في طرق أخرى عن سعيد بن المسيب :

- عن عبد الله بن شوذب،قال: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لميسمع.
- ، عن عمرو بن مرة، قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه- يعني عكرمة.

  • منهج ابن جرير في تفسيره
- جمع كل ما رُوي من آثار السلف في المسألة.
- توضيح علة كل مذهب من المذاهب
- ترجيح القول الصحيح منها.


جمع القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم

- جمع أبي بكر الصديق : وسببه أن القتل استحر بالقراء في موقعة اليمامة فخاف الصحابة أن يذهب القرآن بموت القراء فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق بجمع القرآن في مصحف واحد فندب لذلك زيد بن ثابت – رضي الله عنهم جميعًا -. فكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم.

- جمع عثمان بن عفان :
جمع المسلمين على حرف واحد بعد ظهور أثر الاختلاف في القراءات وتكفير بعضهم لبعض بسبب ذلك
فنسخ مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرسله إلى الآفاق
وأمرهم إن اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلسان قريش فلم يختلفوا إلا في كلمة واحدة " التابوت " و " التابوه " فأُثبتت " التابوت " بلسان قريش.

وافق جميع الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل ماعدا ابن مسعود رضي الله عنه.
  • قول ابن مسعود رضي الله عنه في الأحرف السبعة:
    عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. وإن شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة، ولو كان شيء من الحرفين ينهى عن شيء يأمر به الآخر، كان ذلك الاختلاف. ولكنه جامع ذلك كله، لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض، ولا شيء من شرائع الإسلام. ولقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن. ولو أعلم أحدا أعلم بما أنزل الله على رسوله مني لطلبته، حتى أزداد علمه إلى علمي. ولقد قرأت من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وقد كنت علمت أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض، فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه فيخبرني أني محسن. فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية جحد به كله.


نزول القرآن على سبعة أحرف :
عن أبي سلمة، قال
: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلالقرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)).

  • نزول القرآن على سبعة أحرف رحمةً بالعرب - في بادئ الأمر -
- عن أبي بن كعب، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل، وهو بأضاة بني غفار، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد. قال: فقال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: ومعافاته ومغفرته - سل الله لهم التخفيف، فإنهم لا يطيقون ذلك)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: معافاته ومغفرته - إنهم لايطيقون ذلك، فسل الله لهم التخفيف)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله مغفرته ومعافاته - أوقال: معافاته ومغفرته- إنهم لا يطيقون ذلك، سل الله لهم التخفيف. فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأمنها بحرف فهو كما قرأ.
- عن زر، عن أبي، قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: ((إني بعثت إلى أمة أميين، منهم الغلام والخادم والشيخ العاسيوالعجوز))، فقال جبريل: فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف. ولفظ الحديث لأبي أسامة.
  • معنى نزول القرآن على سبعة أحرف :
رجح ابن جرير أن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف أي على سبعة لغات
واحتج باختلاف الصحابة في القراءة دون ما في ذلك من المعاني واحتكامهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأهم وقال ( هكذا أُنزلت )
عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبدالقاري أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأسورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذاهو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأكهذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليهوسلم! قال: فقلت: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرأنيهذه السورة التي سمعتك تقرؤها! فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لمتقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! قال: فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام)). فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ يا عمر)). فقرأت القراءة التي أقرأني رسولالله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل عل ىسبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منها)).

  • اللغات السبعة التي نزل بها القرآن
- قال ابن جرير من أهمية معرفة الست لغات التي نُسخت
قال ابن جرير : " قلنا: أما الألسن الستة التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها،لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليوم بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيلإن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة"
قال : "والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف".!!
- القراءة التي نقرأ بها اليوم بلسان قريش.


  • الرد على من قال بأن معنى الأحرف السبعة ؛ سبعة أوجه في المعاني :
- أي أمر ونهي ، ووعد ووعيد ، محكم ومتشابه والأمثال.
- رد ابن جرير بأنه إن كان الأمر كذلك فإنه يستلزم أن أمرًا واحدًا حلالا في قراءة وحرامًا في قراءة أخرى ، وأن هذا يخالف قول الله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا} [النساء: 82].
- أن الصحابة مؤمنون بأن الله عز وجل يأمر عباده بما شاء وينهاهم عما يشاء ، وأن الاستسلام لذلك هو الإسلام
فلم يكن إذن وجه للإنكار إلا الإنكار على اختلاف القراءة على سبع لغات !
- وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله لأتيته.
عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف.
، عن سالم: أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين.
- وهذه الآثار تستلزم أنهم كانوا يقرؤون على عدد من اللغات لا أنهم كانوا يأخذون بالأمر دون النهي أو الوعد دون الوعيد إذا كانت السبعة أحرف بمعنى سبعة معاني.

  • معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))
فروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعةأحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرمواحرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله،واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- نزلت الكتب الأولى بلسان واحد ونزل القرآن على سبعة لغات فكانت القراءة بها تلاوة له وليس ترجمةً لمعانيه.
- نزلت الكتب الأولى على باب واحد من المعاني ، ، كزبور داود، الذي إنما
هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض، واشتمل القرآن على سبعة أبواب كل بابٍ منها يوصل إلى الجنة !


  • هل يلزم وجود السبع لغات في كلمة واحدة :
ابن جرير يرى ذلك ويحتج بالأحاديث الواردة في اختلاف الصحابة في قراءة سورة واحدة
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((قال جبريل: اقرأوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب. كقولك: هلم وتعال)).


  • الرد على من قال بأن اللغات السبعة متفرقة في القرآن :
قال ابن جرير : "وفي صحة الخبر عن الذين روى عنهم الاختلاف في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، على ما تقدم وصفناه- أبين الدلالة على فساد القول بأن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني" .

  • أين الأحرف السبعة الآن ؟ ووجه نسخها ؟
- الأمر بالقراءة على الأحرف السبعة كان بالتخيير للتخفيف عن الأمة.
- لما ظهر أثر الاختلاف في القراءات وخاف حذيفة بن اليمان أن يختلف الناس في كتاب الله اختلاف اليهود والنصارى ونقل ذلك إلى عثمان بن عفان ، أمر عثمان بن عفان بجمع الناس على مصحف واحد.
فنُسخت القراءة بالأحرف السبعة وبقي منها حرف واحد – هكذا يرى ابن جرير -.


  • القراءات الموجودة حاليًا :
- زعم ابن جرير أنها ليست من الأحرف السبعة !
قال ابن جرير : " فأما
ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه،ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) - بمعزل. لأنه معلوم أنه لا حرف منحروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء بهكفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب صلى الله عليه وسلمبالمراء فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنهبذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب "


مسائل متفرقة
  • أسماء القرآن :
1: القرآن
قال تعالى :{نحن نقص عليك أحسن القصص
بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} [يوسف: 3]،وقال: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76].
ومعناه :
- التلاوة والقراءة : قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : {فإذا قرأناه} يقول: بيناه، {فاتبع قرآنه} [القيامة: 18] يقول: اعمل
به.
قال ابن جرير :فإذا بيناه بالقراءة ، ورجحه.
- التأليف من الجمع :
عن قتادة في قوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} يقول
: حفظه وتأليفه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} يقول: اتبع حلاله، واجتنب حرامه.
- كلا القولين صحيح من كلام العرب ، ورجح ابن جرير القول الأول لأن الله عز وجل لم يُرخص بترك اتباع ما جاء في القرآن حتى يؤلف ، فيكون المعنى الراجح ؛ فإذا بيناه لك
بقراءتنا، فاتبع ما بيناه لك بقراءتنا.
2: الفرقان
قال تعالى:{تبارك
الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان:1].
قال ابن جرير : " القرآن سمي "فرقانا"، لفصله -بحججه وأدلته وحدود
فرائضه وسائر معاني حكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانه بينهما: بنصرهالمحق، وتخذيله المبطل، حكما وقضاء."
3: الكتاب
قال تعالى:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما} [الكهف: 1، 2
].
- وذلك لأنه مكتوب.
4: الذكر
قال تعالى :{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9
].
ومعنى الذكر على قولين ذكرهما ابن جرير :
أحدهما: أنه ذكر من الله جل
ذكره، ذكر به عباده، فعرفهم فيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه. والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به وصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]، يعني به أنه شرف له ولقومه.


  • أسماء سور القرآن
عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل)).

السبع الطوال
قال ابن جرير : والسبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير.
- وعند عثمان بن عفان رضي الله عنه أن الأنفال والتوبة معا من السبع الطوال ، بينما يرى ابن عباس رضي الله عنه خلاف ذلك
عن يزيد الفارسي،
قال: حدثني ابن عباس: قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلىالأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولمتكتبوا بينهما سطرا: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطول؟ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتيعليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعاببعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذاوكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها. فقبض رسول الله صلى الله عليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهماسطر: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتها في السبع الطول".

المئون : ما كان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئا يسيرا.
المثاني : فإنها ما ثنى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان
المثاني لها ثواني. وقد قيل: إن المثاني سميت مثاني، لتثنية الله جل ذكرهفيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابن عباس.
المفصل : فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم
".

  • معنى " سورة " :
- من المنزلة والارتفاع :
كما في قول نابغة بني ذبيان
:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
.- السؤرة مهموزة : أي القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت.


  • معنى الآية :
- العلامة : ، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآيةالتي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه، كقول الشاعر:
ألكنى إليها عمرك الله يا فتى = بآية ما جاءت إلينا تهاديا

- الرسالة : فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول
.
، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
ألا أبلغا هذا المعرض آية = أيقظان قال القول إذ قال أم حلم
  • أسماء فاتحة الكتاب :
1- فاتحة الكتاب: لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة.
2- أم القرآن :
العرب تسمي كل جامع أمرا -أو مقدم لأمر إذا
كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع- "أما".
والفاتحة تقدمت على سائر سور القرآن.
3- السبع المثاني
لأنها سبع آيات ، وسميت بالمثاني لأنها تثنى في الصلاة.

  • هل البسملة آية من الفاتحة ؟
- البسملة آية من الفاتحة ؛ وهو قول قراء الكوفة.
- البسملة ليست آية من الفاتحة ، والآية السابعة قوله تعالى : {صراط الذين أنعمت عليهم } ؛ وهو قول قراء المدينة.



والحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات.
أحسنت التلخيص بارك الله فيك ونفع بك، ولو كانت العبارة في المقصد العامّ أوضح لكان أفضل.
أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir