طبقة الصحابة رضي الله عنهم
1- عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي القرشي (ت:35هـ)رضي الله عنه
وُلد عثمان رضي الله عنه بعد عام الفيل بست سنين، يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب.
وهو ثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، ولقي أذى من قومه في أول الإسلام؛ فصبر عليه وكان ممن هاجر للحبشة، وبعدها للمدينة.
سمي بذي النورين لأن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه ابنتيه: رقية قبل الهجرة بعشر سنين، وأم كلثوم بعد وفاة رقية في المدينة.
ولم يشهد بدر لأن النبي صلى الله عليه وسلم خلفه على رقية لما اشتد بها مرضها، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأخبره أن له أجر من شهدها.
وشهد عامة المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا غزوتين استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فيهما على المدينة.
من مناقبه:
1- أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة لما حصروهم عن البيت؛ فلما أشيع خبر مقتله بايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بيعة الرضوان، وأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال: هذه عن عثمان، فبايع عنه.
2- أنه جهز جيش العُسرة من ماله، وفيها قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )).
3- أنه اشترى مربداً مجاوراً لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى المسجد ووسّعه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة.
4- أنه اشترى بئر رومة وكان ليهودي في المدينة يبيع ماءه، وليس في المدينة ماء يُستعذب غيره، فشقّ ذلك على المسلمين، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتريه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين، فاشتراه عثمان وجعله سقاية للمسلمين.
5- أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وكان ممن يكتب الوحي، وهو أوّل من خطّ المفصّل.
6- أنه جمعَ الناسَ على مصحف إمام عام 25ه، وبعث بالمصاحف إلى الأمصار ليقوّموا مصاحفهم عليها فاشتهرت المصاحف العثمانية، وألغي ما سواها.
7- وكان عثمان من أعلم الناس بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوة القرآن حتى كان ربما قرأ القرآن كلّه في ليلة.
8- تولّى الخلافة بعد عمر في آخر ليلة من سنة 23هـ، وكان الصحابة يرون أنهم ولوا أفضل من بقي منهم، و
9- اتسعت مساحة بلاد الإسلام في عهده كثيراً، وفتحت خراسان وأفريقية، وتابع بعث المعلمين إلى الأمصار.
لما أصابته البلوى التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، صبر وكف الناس عن القتال لئلا يراق بسببه دم امرئ مسلم، وناظر البغاة، فحاصروه في بيته، ثم قتلوه مظلوماً وهو صائم، يوم الجمعة لثمان عشرة من ذي الحجة سنة 35هـ .
قرأ عليه:أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي.
وروى عنه في التفسير جماعة منهم: ابن عمر، وابن عباس، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن العاص، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن حاطب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عيسى يحيى بن رافع الثقفي، وكنانة بن نعيم العدوي، ومولاه حمران بن أبان الفارسي.
2- علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي (ت:40هـ) رضي الله عنه
ولد قبل البعثة بنحو عشر سنين،وكان أصغرَ ولدِ أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أسلمت وتوفيت بالمدينة.
وهو أول من آمن به من الصبيان، وأول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة.
وهو رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، لزم النبي صلى الله عليه وسلم، بمكة والمدينة، ولما آخى بين المهاجرين والأنصار جعل علياً معه؛ وزوّجه ابنته فاطمة، وجعل بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
وشهد عليّ بدراً وكان أحد المبارزين فيها، وشهد بيعة الرضوان وكان هو كاتب صحيفة الصلح بالحديبية، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليها إلا غزوة تبوك خلّفه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليصلي بالناس وينوب عنه في مصالح المسلمين، وقال له: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )).
من مناقبه:
1- فكان مجاهداً بطلاً، لم يُذكر عنه أنه غُلب في مبارزة قطّ.
2- كان من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وممن كتب له الوحي.
3- كان ممن جمع القرآن؛ فقد حَبَس نفسه على جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعه.
4- كان من أعلم الصحابة بالقرآن ونزوله، وأفقههم لأحكامه، وكان يقول : (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل).
5- وكان من أعلم الصحابة بالقضاء والفتوى.
6- بعثه النبي صلى الله عليه وسلم رديفاً لأبي بكر سنة 9 هـ، ليؤذّن في الحجّ ببراءة، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
7- بعثه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثرهم طواعية.
8- حجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
9- وكان بعد النبي صلى الله عليه وسلّم وزيراً للخلفاء الراشدين الثلاثة .
10-تولّى الخلافة بعد عثمان بمبايعة كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينازعه أحد في الخلافة.
11-سار على طريقة أسلافه الخلفاء في تعليم القرآن وإقرائه وتدارسه.
12- قُرئَ عليه في المدينة وانتفع به، ثم خرج في أوّل خلافته إلى الكوفة، وانتُفع به هناك انتفاعاً عظيماً، وأكثر من حملَ علمه وأدّاه علماءُ أهل العراق.
ظهر الخوارج في عهده وكانوا كثيري القراءة والصلاة على غلوّ ومخالفة وجهل بالسنة، كثيري المنازعة والخلاف له ولأمرائه؛ فدعاهم وناظرهم، وأبطل حججهم، فرجع منهم من رجع، وتمادى منهم طائفة فصبر عليهم حتى سفكوا الدم وقطعوا الطريق واستباحوا دماء من قدروا عليهم من المسلمين وأموالهم؛ فناجزهم وكسرهم.
قرأ عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهما.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأولاده الحسن والحسين، وابن أخيه عبد الله بن جعفر، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، وواثلة بن الأسقع، وغيرهم.
ومن التابعين:ابنه محمد المعروف بابن الحنفية، وعَبِيدة السلماني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وزرّ بن حبيش، وخالد بن عرعرة التيمي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني.
استشهد بالكوفة سنة 40هـ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي.
3- تميم بن أوس بن حارثة وقيل ابن خارجة الداري (ت:40هـ)
أصله من بني لخم بن عدي وهم بطن من العرب اليمانية استوطنوا فلسطين، وكان تميم نصرانياً وروي أنه كان راهباً فيهم، فوفد على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفَه من تبوك فأسلم، وحسن إسلامه.
من مناقبه:
1- قرأ القرآن وجمعه، وكان يختم كل سبع ليال، وربما قرأ القرآن كله في ركعة، وربما قام بآية يكررها حتى يصبح، وكان حسن القراءة.
قال عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين، أنَّ تميما الداري «كان يقرأ القرآن في ركعة» رواه ابن المبارك في الزهد، وأبو عبيد في فضائل القرآن
2- كان جواداً كريماً، رويت عنه كرامات.
3- أمره عمر بن الخطاب أن يقوم مع أبي بن كعب بالناس في رمضان في المسجد النبوي.
4- أوّل من قص بالمدينة؛ استأذن عمر أن يقص فأذن له فكان يقصّ قائماً يوماً في الأسبوع، ثمّ زاده عثمان يوماً آخر.
قال ابن المبارك في "الزهد": أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، أن تميما الداري، استأذن عمر بن الخطاب، في القصص، فقال: إنه علي مثل الذبح، فقال: «إني أرجو العافية» فأذن له عمر، فجلس إليه - يعني عمر - يوما، فقال تميم في قوله: «اتقوا زلة العالم»، فكره عمر أن يسأله عنه، فيقطع بالقوم، فحضر منه قيام، فقال لابن عباس: إذا فرغ فسله، ما زلة العالم؟ ثم قام عمر، فجلس ابن عباس فغفل غفلة، وفرغ تميم، وقام يصلي، وكان يطيل الصلاة، فقال ابن عباس: لو رجعت فقلت ثم أتيته فرجع، وطال على عمر، فأتى ابن عباس، فسأله، فقال: ما صنعت؟ فاعتذر إليه، فقال: انطلق، فأخذ بيده حتى أتى تميما الداري، فقال له: ما زلة العالم؟ فقال: «العالم يزل بالناس فيؤخذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، والناس يأخذون به».
5- روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حديث الجساسة كما في صحيح مسلم، وهي من مناقبه.
من أقواله:
1- (خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها).
2- أتى إليه رجل فقال: كيف صلاتك بالليل؟ فغضب غضبا شديدا؛ فقال: (والله لركعة أصليها في جوف الليل في السرّ أحبّ إليَّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصّه على الناس).فغضب السائل عند ذلك فقال: يا أصحاب رسول الله! الله أعلم بكم، إن سألناكم عنّفتمونا، وإن لم نسألكم جفوتمونا؟
فأقبل تميم عند ذلك على الرجل فقال: (أرأيت إن كنتَ مؤمناً قوياً وأنا مؤمن ضعيف؛ أكنتَ ساطيا عليَّ بقوتك فتقطعني؟ أرأيتَ إن كنتَ مؤمناً ضعيفاً وأنا مؤمنٌ قويٌّ أكنتُ ساطياً عليك بقوّتي فأقطعك؟ ولكن خذ من نفسك لدينك، ومن دينك لنفسك، حتى تستقيم لك على عبادة ترضاها).رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث
انتقل إلى أرض قومه بفلسطين بعد مقتل عثمان، وبقي بها إلى أن مات، وقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه حبرى وبيت عينون بفلسطين.
وروى عنه: ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وقبيصة بن ذؤيب، وموسى بن نصير المصري، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو الضحى، والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وكثير بن مرة، وعباس بن ميمون وعطاء بن يزيد الليثي، وغيرهم.
طبقة التابعين رحمهم الله:
1- عروة بن الزبير بن العوام الأسدي (ت:93هـ)
ولد سنة 23هـ ، أمه أسماء بنت أبي بكر، شهد يوم الدار وهو صبي، كان بينه وبين أخيه عبد الله أكثر من عشرين سنة.
من مناقبه:
1- هو أحد الفقهاء السبعة في المدينة، وكان واسع المعرفة بأحوال نزول القرآن وبالسير والمغازي، وأشعار العرب، وكان يتوقى القول في التفسير، فلذلك أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير ما يتصل بأسباب النزول وأحكام القرآن والسير والمغازي وما يرويه عن غيره وأكثره عن عائشة رضي الله عنها.
قال هشام بن عروة: (ما سمعت أبي عروة بن الزبير يُؤَوّل آية قط)
2- اعتني بالعلم، وحفظ من أمّه وأخيه ولازم خالته عائشة رضي الله عنها مدة طويلة ووعى عنها علماً كثيراً مباركاً حتى كان من كبار أوعية العلم في زمانه.
وقال عن نفسه: ( لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج أو خمس حجج وأنا أقول: لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته، ولقد كان يبلغني عن الرجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الحديث فآتيه فأجده قد قال، فأجلس على بابه، فأسأله عنه).
3- جلس لتعليم العلم والافتاء وذكر أن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من يسأله،
روي عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت مع أبي المسجد، فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل، قال: فقال أبي: أي بني! انظر من هذا؟ فنظرت فإذا هو عروة بن الزبير.
قال: فقلت له: يا أبة، هذا عروة!! وتعجبتُ من ذلك.
قال: فقال: (يا بني لا تعجب؛ فوالله لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنهم يسألونه).
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثنا عمارة بن غزية، عن عثمان بن عروة، عن أبيه أنه كان يقول لبنيه: (يا بني أزهدُ الناس في عالم أهله، هلموا إليَّ فتعلَّموا فإنكم أوشك أن تكونوا كبار قوم، إني كنت صغيرا لا يُنظر إليّ؛ فلما أدركتُ من السنّ ما أدركت جعل الناس يسألونني، فما أشدَّ على امرئ يُسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله).
:- وقال سفيان بن عيينة: قال الزهري: (كان عروة يتألف الناس على علمه)
4- كان إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردَّد هذه الآية فيه حتى يخرج منه {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} حتى يخرج.
5- وكان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم نظرا في المصحف، ويقوم به الليل؛ فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، ثم عاوده من الليلة المقبلة)
6- لما قطعت رجله قال : : (اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوء قط).
وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة قال: (لما أصيب عروة برجله وبابنه محمد قال: اللهم إنهم كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكن أربعا فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثا، فأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت).
تزوج عروة سودة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، وانتقل مع أخيه عبد الله بن الزبير إلى مكة في آخر خلافة معاوية، وبقي معه حتى قُتل، ثم خرج إلى عبد الملك بن مروان فبايعه، وأقام بالمدينة، وابتنى داراً بالعقيق، وكان يكثر الصيام حتى مات وهو صائم.
اختلف في سنة وفاته، والأرجح أنه توفي سنة 93هـ
روى عروة عن عائشة فأكثر وأطاب، وروى عن أمه أسماء وأخيه عبد الله وزيد بن ثابت وأبي حميد الساعدي، والمسور بن مخرمة ومروان بن الحكم وغيرهم.
وروى عنه ابنه هشام، وابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير، وابن أخيه عمرو بن مصعب بن الزبير، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المعروف بيتيم عروة، ويزيد بن رومان مولى آل الزبير، وابن شهاب الزهري، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان وغيرهم.
2- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي (ت:94هـ)
قال البخاري وابن أبي خيثمة:اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن
وقال الذهبي: (الأصح أن اسمه كنيته، ويقال: اسمه محمد، وله عدة إخوة هو أجلّهم).
وأمّ أبي بكر هي الشريدة، واسمها فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو ، لُقّبت بالشريدة لقول عمر بن الخطاب: (زوّجوا الشريدَ الشريدةَ
ولد أبو بكر في خلافة عمر، واستُصغر يوم الجمل، وردّ من الطريق، وهذا يدلّ على أنه لم يولد كفيفاً، ثمّ ابتلي بذهاب بصره بعد.
نشأ في المدينة نشأة صالحة واجتهد في العلم والعبادة، وسمع من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبي هريرة وزيد بن ثابت وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح أحد الفقهاء السبعة وأئمة المسلمين.
مناقبه:
1- كثير العبادة، وكان صوّاماً قوّاماً جواداً كريماً، وقال عامر الشعبي، عن عمر بن عبد الرحمن، أن أخاه أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (كان يصوم الدهر لا يفطر). رواه ابن أبي خيثمة.
2- كان عالماً بالسير والمغازي.
3- فقيهاً ورعاً، وأكثر ما يُروى عنه في التفسير ما له تعلّق بنزول القرآن وأحكامه. وقال يزيد بن هارون: أخبرنا المسعودي، عن جامع بن شداد، قال: (خرجنا حجاجا فقدمنا مكة، فسألت عن أعلم أهل مكة فقيل: عليك بأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام). رواه ابن سعد.
وقال ابن سعد: (كان ثقة فقيهاً كثير الحديث عالماً عالياً عاقلاً سخياً).
4- قد عدّه علي بن المديني من العشرة الذين هم أعلم التابعين بعلم زيد بن ثابت
5- كان جليل القدر يُجلّه الخلفاء والعلماء والعامّة.
قال مصعب بن عبد الله الزبيري: (كان يقال لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: ". راهب قريش"). رواه ابن أبي خيثمة
. وقال مصعب الزبيري: (كان ذا منزلة عند عبد الملك بن مروان، وأوصى به عبد الملك بن مروان حين حضرته الوفاة ابنه الوليد، قال: يا بني إن لي صديقين فاحفظني فيهما: عبد الله بن جعفر، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث). رواه ابن أبي خيثمة
روى عن أبيه، وعائشة وأم سلمة، وأبي هريرة، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عنه أولاده سلمة وعبد الله وعبد الملك، ومولاه سُميّ، وعمر بن عبد العزيز، وابن شهاب الزهري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعبد الله بن كعب الحميري مولى عثمان، وعراك بن مالك، وغيرهم.
اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 93هـ، والأكثر على أنه توفي سنة 94هـ
3- عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الخزرجية الأنصارية (ت: 106هـ)
جدّها سعد بن زرارة أخو أسعد بن زرارة رأس النقباء ليلة العقبة، وهو الذي نزل عنده مصعب بن عمير أوّل ما قدم المدينة.
وسعد بن زرارة ذكره بعضهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رويت عنه أحاديث قليلة، وأما عبد الرحمن فمختلف في صحبته، وقد وُلدت عمرة في خلافة عثمان بن عفان سنة 29هـ.
من مناقبها:
1- نشأت عمرة في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت في حجر عائشة؛ فوعت علماً كثيراً مباركاً حتى كانت من أعلم أهل زمانها، واحتاج الناس إلى علمها.
قال ابن وهب: حدثني ابن لهيعة أن عمارة بن غزية حدثه أن ابن شهاب حدثه قال: قال القاسم بن محمد: (إن كنتَ تريد حديث عائشة فعليك بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة، كانت في حجرها).رواه الفسوي في المعرفة.
2- كان عمر ابن عبد العزيز يسألها
قال عبد الرحمن بن مهدي: أخبرنا شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: (ما بقي أحد أعلم بحديث عائشة منها، يعني: عمرة). قال: (وكان عمر -يعني: ابن عبد العزيز- يسألها).رواه ابن أبي خيثمة.
3- أثنى عليها علي بن المديني من أهل الحديث وكان يفخم من أمرها ويقول: (عمرة أحدُ الثقات العلماء بعائشة الأثبات فيها).
ومن الفقهاء: أحمد بن حنبل، فقال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: (كانوا يسألونها عن البيوع -يعني عمرة-).
روت عمرة عن عائشة فأكثرت وأطابت، وروت عن أمّ سلمة، ورافع بن خديج، وأم هشام بنت حارثة بن النعمان وقيل: إنها أختها لأمها وهو وهم، أم هشام صحابية مذكورة في المبايعات، ولها أخت اسمها عمرة، فاشتبه ذلك على بعض الرواة.
وروى عن عمرة: ابنُها أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان النجاري الأنصاري، وإنما سمي بأبي الرجال لأنه كان له عشرة أبناء، وكان أبو الرجال ثقة كثير الحديث، وابنه حارثة، وابن أختها أبو بكر بن محمد ابن حزم، وابنه عبد الله، وابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأناري، وسليمان بن يسار، وغيرهم.
اختلف في سنة وفاتها، فقيل سنة 98هـ، وقيل: سنة 106هـ ولها 77 سنة، والأظهر أنها كانت حية في خلافة عمر بن عبد العزيز.
طبقة تابعي التابعين رحمهم الله:
1- جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب (ت:148هـ
المعروف بجعفر الصادق، ولد سنة 80 هـ ، وأمه هي أمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وجدّته لأمّه قُريبة، ويقال: أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: (ولدني أبو بكر مرتين).
من مناقبه:
1- كان من وجوه أهل المدينة وأشرافهم وفقهائها قال ابن حبان: (كنيته أبو عبد الله، من سادات أهل البيت، وعباد أتباع التابعين، وعلماء أهل المدينة).
2- وقد تفقّه بأبيه وبجدّه القاسم بن محمد، وبجماعة من علماء التابعين
3- معدود من كبار طبقة أتباع التابعين.
- وقال يحيى بن سالم، عن صالح بن أبي الأسود أنه سمع جعفر بن محمد يقول: (سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي). رواه ابن عقدة كما في تاريخ الإسلام للذهبي.
من وصاياه:
له وصايا جليلة، وأخبار وأقوال تدلّ على فقهه وحسن معرفته.
- قال أحمد بن زيد بن الحريش: حدثنا عباس بن الفرج الرياشي قال: حدثنا الأصمعي قال: قال جعفر بن محمد: «الصلاة قربان كل تقي، والحج جهاد كل ضعيف، وزكاة البدن الصيام، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وما عال من اقتصد، والتدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن والديه فقدْ عقَّهما، ومن ضرب يده على فخذه عند مصيبته فقد حبط أجره، والصنيعة لا تكونن صنيعة إلا عند ذي حسب ودين، والله تعالى منزل الصبر على قدر المصيبة، ومنزل الرزق على قدر المؤونة، ومن قدر معيشته رزقه الله تعالى، ومن بذر معيشته حرمه الله تعالى»رواه أبو نعيم في الحلية، وأحمد بن زيد من شيوخ العقيلي، وعباس بن الفرَج من ثقات أهل اللغة كان راوية للأصمعي، قتله الزنج بالبصرة وهو يصلّي الضحى في المسجد.
- وقال هشام بن عباد: سمعت جعفر بن محمد يقول: «الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم»رواه أبو نعيم في الحلية.
براءته ممت نسبته إليه الرافضة:
نسبت إليه الرافضة من البراءة من أبكر بكر وعمر، وادعاء العصمة وهو من ذلك بريء
قال علي بن الجعد: أخبرنا زهير، قال: قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر؟ قال: (برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال مخلد بن أبي قريش الطحان: حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة، فقال: (إنكم - إن شاء الله - من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم، مفترض الطاعة، فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر، فأنا منه بريء). ذكره الذهبي.
له مرويات في كتب التفسير المسندة منها ما هي من أقواله ومنها ما رواه.
روى عن:أبيه، وجده القاسم بن محمد، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وغيرهم.
وروى عنه:ابنه موسى الكاظم، وابنه محمد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، والحسن بن صالح، وسليمان بن بلال، وعمران بن عبد الله الأشعري، وحفص بن غياث، وحاتم بن إسماعيل، وحميد بن الأسود، وعمر بن شبيب، وهاشم بن البريد، ومصعب بن سلام التميمي، والقاسم بن الأرقم، ومسعدة بن اليسع الباهلي، وحماد بن الوليد الثقفي، وغيرهم.
- مات سنة 148هـ كما ذكره أبو نعيم والمدائني وخليفة بن خياط وابن حبان والذهبي
2- عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي (ت:182هـ)
جدّه أسلم مولى عمر بن الخطاب، وأبوه زيد بن أسلم الفقيه المفسّر.
وكان لزيد ثلاثة أبناء حُمل عنهم العلم: أسامة وعبد الله وعبد الرحمن، واشتهر عبد الرحمن لكثرة مروياته وعنايته بالتفسير.
- قال سفيان بن عبد الملك المروزي: قال لي عبد الله بن المبارك: (كان عبد الله بن زيد بن أسلم أكبر من عبد الرحمن بن زيد، ولكن الذكر والكلام والقصص إنما هو لعبد الرحمن بن زيد). رواه العقيلي.
مناقبه:
1- كان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار وأقواله في التفسير معتبرة، وله أقوال تدلّ على سعة علمه بمعاني القرآن، وله عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله لا من مروياته. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرا في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
2- كان فيما يذكر عنه رجلاً صالحاً في نفسه.
الطرق المروية عنه في التفسير:
لعبد الرحمن بن زيد نسختان في التفسير كبيرتان:
إحداهما: نسخة يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد أكثر منها ابن جرير في تفسيره، حتى أخرج منها نحو ألفي رواية أو تزيد، وأخرج منها ابن أبي حاتم جملة من المرويات.
والأخرى: نسخة أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، عن أصبغ بن الفرج المصري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعليها أكثر اعتماد ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن زيد.
وما رُوي عن ابن زيد من غير هذين الطريقين فقليل جداً في كتب التفسير المسندة، فروي عنه من طريق عتبة بن سعيد الحمصي، وأبي صالح كاتب الليث، ومحمد بن شعيب، وهشام بن عبيد الله، وعمرو بن أبي سلمة، وابن وهب.
وقد ذكر بعضهم أن هذه النسخ إنما هي تفسير زيد بن أسلم رواه عنه، وهو قول فيه نظر لأن العبارة عبارته، والاختيار اختياره، فنسبته إليه نسبة صحيحة، ونسبته إلى أبيه مشكوك فيها، وإن كان استفاد أصله من أبيه؛ فتجعل عهدته عليه لا على أبيه.
ضعفه في الحديث:
كان ضعيف الحديث، يخطئ في الأسانيد، ويقلب الأخبار، ويروي بالمعنى على ما يفهمه، وقد يقع في فهمه شيء من الخطأ؛ ويجزم به، وقد تركه أكثر أهل الحديث لكثرة خطئه، والأقرب أنه لا يتعمد الكذب.
- قال خالد بن خداش:قال لي الدراوردي ومعن وعامة أهل المدينة لا ترد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه لا يدري ما يقول، ولكن عليك بعبد الله بن زيد). رواه العقيلي في الضعفاء، وأبو الحسن الميموني في مسائله.
وضعفه كذلك أحمد بن حنبل وابن المديني ويحيى بن معين وابن أبي حاتم.
- وقال ابن عدي: (وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم له أحاديث حسان وقد روى عنه - كما ذكرت - يونس بن عبيد وسفيان بن عيينة حديثين، وروى معتمر عن آخر عنه، وهو ممن احتمله الناس، وصدَّقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه).
توفي عبد الرحمن بن زيد بالمدينة سنة 182هـ، قاله إبراهيم بن حمزة فيما رواه البخاري في التاريخ الكبير، والزبير بن بكار فيما رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال ابن سعد: (توفي بالمدينة في أول خلافة هارون).
وهارون الرشيد تولى الخلافة سنة 170هـ ، ومات سنة 193هـ، والقول الأول أرجح.
3- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (ت: 183هـ)
هو العالم الفقيه المحدّث أبو إسحاق، ولد سنة 108هـ وكان جدّه إبراهيم قاضياً في المدينة، وعمّ أبيه أبو سلمة بن عبد الرحمن تولّى القضاء بها مرتين،وأبوه سعد بن إبراهيم من العلماء الأجلاء، وفقهاء المدينة المعروفين، وتولّى قضاء المدينة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
من مناقبه:
1- نشأ بالمدينة في بيت علم وفضلوتفقه بأبيه، وسمع من الزهري وهو صغير، وسمع من محمد بن إسحاق بن يسار حديثاً كثيراً في الأحكام والتفسير والمغازي.
- قال محمد بن إسماعيل البخاري: قال لي إبراهيم بن حمزة: (كان عند إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق نحوٌ من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي، وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
2- ثقة ثبت في الرواية، وهو من أوثق الرواة عن ابن إسحاق، وأحسنهم ضبطاً، وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما أحاديث في السيرة من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق.
وقال أبو بكر المروذي: قال أحمد بن حنبل: (كان ابن إسحاق يدلّس إلا أنّ كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماعٌ قال: "حدثني" وإذا لم يكن سماعٌ، قال: "قال").رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، والفسوي في المعرفة من طريق الفضل بن زياد عن أحمد.
ووثقه يحيي بن معين وابن سعد وابن عدي.
3- جلس للتحديث ببغداد ونقل عنه علما كثيرا.
-قال الخطيب البغدادي: (كان قد نزل بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته، ولم يزل ببغداد من عقبه جماعة يروون العلم حتى انقرضوا بأخرة).
- وقال ابن حبان في ترجمة إبراهيم: (من متقني أهل المدينة وساداتهم، ولي قضاء بغداد، وحدث بها؛ فكتب عنه العراقيون).
- روى عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري ( وهو ضعيف ) ، عن أبيه حكاية منكرة عن قدوم إبراهيم بن سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة فيها منكرات، والأظهر أنه قدم العراق في حياة شعبة بن الحجاج، فقد ذكر أن شعبة كان يدلّ طلاب الحديث عليه.
روى عن أبيه وابن شهاب الزهري، وابن أخيه: محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، وصالح بن كيسان، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وغيرهم.
وروى عنه: ابناه يعقوب وسعد، والليث بن سعد، وشعبة بن الحجاج، وابن وهب، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وبشر بن السري، وسليمان بن داوود الهاشمي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ومالك بن إسماعيل بن درهم النهدي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأحمد بن محمد بن أيوب الوراق، وبكر بن خلف، والهيثم بن أيوب، وغيرهم.
وقد أكثر ابن المنذر في تفسيره من الرواية من نسخة أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، وعامتها من أقوال ابن إسحاق في التفسير، ومروياته في السيرة.
توفي إبراهيم بن سعد سنة 183هـ، على الراجح، وهو قول ابن سعد وعلي بن المديني وابن حبان.