بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
في الجزء الأول من الآية يخاطب الله الجميع (آدم وحواء والشيطان ومنهم كذلك من ألحق الحية بهم) فالخطاب شامل لهم جميعا في الهبوط، ثم بعد ذلك استمر الخطاب للجميع "فإما يأتينكم مني هدى" وفيه دلالة على أن الجميع سيصله من هدى الله ما يستدل به على الطريق الصحيح، ثم قال "فمن تبع هداي" فحمل على خطاب المفرد، لأن الجميع يصله الهدى، لكن ليس الجميع يتبعه، وإنما اختيار الهداية يعود للفرد، وهو اختيار فردي يسأل عنه كل على حدة، ويحاسب على ذلك، ففيه تنبيه إلى أن الاتباع مسؤولية شخصية، ثم قال "فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" فخاطب الجميع في عدم الخوف والحزن، ليحصل الاستئناس بالجمع في المكافأة بعدم الخوف والحزن.