دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م, 09:55 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال أوس بن غلفاء الهجيمي

يهجو يزيد بن الصعق الكلابي.
1: جلبنا الخيل من جنبي أريكٍ.......إلى أجلى إلى ضلع الرخام
ويروى الرجام وهما موضعان ويروى إلى لجاء.
2: بكل منفق الجرذان مجرٍ.......شديد الأسر للأعداء حام
قال الضبي: وصف جيشًا عظيمًا. وقوله (منفق الجرذان) أي يخرجها من النافقاء وذلك أن (الجرذان) تسمع وقع الخيل على الأرض فتظنه السيل فتخرج هوارب منه وهذا المعنى شبيه بقول امرئ القيس:
ترى الفأر في مستنقع القاع لاجئًا.......على جدد الصحراء من شد ملهب
خفاهن من أنفاقهن كأنما.......خفاهن ودق من عشي مجلب
يعني: أظهرهن وأبرزهن يصف سيلاً. و(المجر): الجيش العظيم الذي لا يتبين حركته إذا سار وهو مأخوذ من الشاة المجرة وهي المهزولة الحامل المثقل فمشيها ضعيف وربما سقطت فحملت: قال الراجز يذكر امرأة:
تعوي كلاب الحي من عوائها.......وتحمل الممجر في كسائها
والممجر: النعجة التي قد أمجرت أي: صارت مجرةً. والأسر الشد ومنه سمي أسير لأنه يشد بالقد، وأنشد للأعشى:
وقيدني الشعر في بيته.......كما قيد الآسرات الحمارا
3: أصبنا من أصبنا ثم فئنا.......على أهل الشريف إلى شمام
4: وجدنا من يقود يزيد منهم.......ضعاف الأمر غير ذوي نظام
5: فأجر يزيد مذمومًا أو انزع.......على علبٍ بأنفك كالخطام
قوله (فأجر) أي أجر إلى عداوتنا أو (انزع) أي أقصر عن ذلك على صغر معلوب الأنف. و(العلب) أن تؤخذ حديدة أو مروة فيقشر بها الأنف حتى يبدو العظم فذلك العلب يقال علبه يعلبه علبًا. أي إنما إقصارك عنا لعجزٍ لا لبقيا، ومثل هذا المعنى قول الآخر:
حفرنا على رغم اللهازم حفرةً.......بجنب فليجٍ والأسنة جنح
وقد غضبوا حتى إذ ملؤوا الربى.......رأوا أن إقرارًا على الذل أروح
ومثل للعرب: إذا لم تعلب فاخلب، يقول إذا لم تقو على عدوك فتؤثر فيه فاختدعه.
6: كأنك غير سالئةٍ ضروط.......كثير الجهل شتام الكرام
(السالئة): المرأة التي تسلأ السمن.
7: وإن الناس قد علموك شيخًا.......تهوك بالنواكة كل عام
(النواكة): الحمق وهي مصدر والأنوك وهو الأخرق المتساقط في العي.
8: وإنك من هجاء بني تميمٍ.......كمزداد الغرام إلى الغرام
9: هم منوا عليك فلم تثبهم.......فتيلاً غير شتمٍ أو خصام
10: وهم تركوك أسلح من حبارى.......رأت صقرًا وأشرد من نعام
11: وهم ضربوك ذات الرأس حتى.......بدت أم الدماغ من العظام
(أم الدماغ): الجلدة التي تحيط بالدماغ وتجمعه إذا انخرقت مات الإنسان. و(ذات الرأس) يعني الآمة.
12: إذا يأسونها نشزت عليهم.......شرنبثة الأصابع أم هام
13: فمن عليك أن الجلد وارى.......غثيثتها وإحرام الطعام
(غثيثتها): ما فسد منها. (وإحرام الطعام) يقول من وقع به مثلها يؤمر أن لا يشرب الماء: قال أبو قحطان الباهلي:
فإنك لو عالجت رمحًا معلبًا.......وظمئت حتى يعصب الريق بالفم
لأبدت لك الأيام في جنب وائل.......شواكل أمرٍ ذي عزائم محكم
بحربٍ إذا المرء السمين تمرست.......بأعطافه بالصيف لم يتختم
المعلب: الرمح الذي قد شد بالعلباء للتيمن به لأنه قد طعن به الأشراف فكثر ذلك حتى انصدع فشد بالعلباء. فيقول: لو بليت بهذا الرمح الذي تطعن به لظمئت أي: عطشت حتى يعصب ريقك أي يجف على شفتيك من العطش وقد يعصب الريق أيضًا من الخوف والرعب وقال الآخر:
يعصب فاه الريق أي عصب.......عصب الجباب بشفاه الوطب
الجباب: ما يعلو لبن الإبل من الزبد والرغوة وليس للبن الإبل زبد إنما هي جلدة تعلوه يقال لها الدواية فإذا أكلها الآكل قيل أدوى. والجريح يمنع الماء لئلا ينتقض جراحه فيموت. وإنما يمنع الماء إذا رجيت حياته وطمع في برئه. فيقول لو بليت بأرماح وائل: ووائل بن معن حي من باهلة لأبدت لك الحرب مشكلات الأمور المحكمة. وقوله: بحرب إذا المرء السمين تمرست * بأعطافه. أي بحرب يكثر الجراح فيها فيمنع الماء من أجلها فلا يسقاه حتى يهزل فيقلق خاتمه من الهزال فلا يتختم به.
وقوله في الصيف لأن العطش في الصيف أشد منه في الشتاء. يريد أنه يحمى الماء حتى يضمر فيقلق خاتمه. وقال فيه المؤرج والسدوسي لم يتختم لم يتعمم. يقول بحربٍ يكشف لها رأسه من شدتها.
والعمائم تيجان العرب والشمس حماماتها والنعال خلاخيلها. والحبى حيطانها. والعرب تقول قد تختم الرجل إذا تعمم.
14: وهم أدوا إليك بني عداءٍ.......بأفوق ناصلٍ وبشر ذام
(الأفوق): سهم ذهب فوقه و(الناصل) الذي ذهب نصله. والذيم و(الذام) والذأم والذم واحد وقد ذممته وذمته وذأمته بمعنى واحد. و(عداء) من بني أسد وأنشدني أحمد بن عبيد عن ابن الأعرابي للمرار بن سعيد الأسدي:
ألم تر أننا وبني عداء.......توارثنا عن الآباء داءا
ورثنا المجد عن آباء صدقٍ.......وأورثت الملامة والعواءا
وكنتم داء قومكم وكنا.......إذا داءت صدوركم شفاءا
وكنتم أرضنا نمشي عليها.......وكانت خالد لكم سماءا
العرب تقول هذا خير من هذا وهذا شر من هذا ولا يكادون يقولون هذا أشر من هذا إلا أن الشاعر قال:
ألست أشر الناس حين تقيتني.......بجلدٍ حوارٍ جارن لم يمرن
وقال الآخر:
فتبتعثن حربًا عليك عظيمةً.......وما اخير عبد القيس فيها وجندبا
أراد التعجب ما أخير عبد القيس فأسقط الهمز.
15: وحي جعفرٍ والحي كعبا.......وحي بني الوحيد بلا سوام
16: فإنا لم يكن ضباء فينا.......ولا ثقف ولا ابن أبي عصام
المعنى أنه يتهكم بهؤلاء أي لست من هؤلاء الذين غدر بهم فذهب دماؤهم فرغًا وظلفًا.
وأنشدني الطوسي عن ابن الأعرابي لبشر بن أبي خازم:
فمن يك من جارٍ ابن ضباء ساخرًا.......فقد كان في جار ابن ضباء مسخر
(ضباء) رجل من بني أسد كان جارًا لبني جعفر فقتل في جوارهم فلم يدرك بنو جعفر بثأره فلم يدوا ديته إلى أهله فقال بشر يهجوهم:
أجار فلم يمنع من القوم جاره.......ولا هو إذ خاف الضياع مسير
يقول ولا عتبة المجيره إذا خاف ضياعه سيره إلى قومه فيخرج من جواره يقول فإذا خرج من جواره ثم قتل كان شر قتله على غيره فسلم له منه عرضه:
فيصبح كالشقراء لم يعد شرها.......سنابك رجليها وعرضك أوفر
أي: فيصبح الجار لم يعد شره أطراف قدميه ولم يك ينال عتبة من قتله لوم، يكون كالشقراء يعني فرس لقيط بن زرارة لما قال لها وهو يصعد شعب جبلة ويحك شقراء إن تقدمت نحرت وإن تأخرت عقرت.
17: ولا فضح الفضوح ولا شييم.......ولا سلماكم صمي صمام
هذا كما قال امرؤ القيس:
بدلت من وائل وكندة عد.......وان وفهمًا صمي ابنة الجبل
هذا مثل يضرب يقال: صمي ابنة الجبل مهما نقل تقل، يضرب للرجل الذليل التابع للناس الذي إذا تكلم رجل صدقه وإذا قال قولاً اتبعه كما أن الهامة لا تجيبك حتى تصيح فإذا صحت أجابك الصوت، فيقال لها إنما تجيبيننا إذا تكلم إنسان: مثل قول الآخر: لولا الوئام هلكت جذام: ولولا الوئام هلك اللئام: ومثله قول الآخر:
كأني إذ دعوت بني تميمٍ.......دعوت بدعوتي لهم الجبالا
يكون هذا البيت مدحًا من هذا المعنى الذي مضى من سرعة إجابة الصدى إن قال لا قال لا وإن قال نعم قال نعم متصلاً بكلامه ليس بينهما فترة، ويكون ذمًا شبههم بتثاقلهم عن إجابته بالجبال التي لا تحرك من مواضعها يقول كأني دعوت بدعوتي إياهم الجبال يريد أنهم في تثاقلهم عن إجابته وإبطائهم كالجبال التي لا تتحرك من مواضعها: هذين المعنيين يحتملهما هذا البيت جميعًا.
18: قتلتم جاركم وقذفتموه.......بأمكم فما ذنب الغلام
19: ألا من مبلغ الجرمي عني.......وخير القول صادقة الكلام
قال الضبي: (الكلام) مصدر كالمته مكالمة وكلامًا.
20: فهلا إذ رأيت أبا معاذٍ.......وعلبة كنت فيها ذا انتقام
21: أراه مجامع الوركين منها.......مكان السرج أثبت بالحزام
تمت
[شرح المفضليات: 756-762]


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
118, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir