1160- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ طَبِيباًَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضِّفْدِعِ يَجْعَلُهَا فِي دَوَاءٍ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِهَا. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ.
*درجةُ الحديثِ:
الحديثُ حَسَنٌ.
قالَ المُصَنِّفُ: أَخْرَجَهُ أحمدُ، والحاكِمُ، وأبو دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، وقالَ: هو أَقْوَى ما وَرَدَ في النهيِ عن قتلِ الضِّفْدِعِ؛ وله شاهدٌ في الصحيحِ.
وقد جاءَ مِن حديثِ ابنِ عمرَ:((لاَ تَقْتُلُوا الضِّفْدِعَ؛ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ)). قالَ البَيْهَقِيُّ: إسنادُهُ حَسَنٌ، وقد صَحَّحَهُ الحاكِمُ.
*مُفْرَداتُ الحديثِ:
- الضِّفْدِعِ: جمعُ ضِفْدِعَةٍ، حيوانٌ بَرْمَائِيٌّ (نِسبةً إلى البَرِّ والماءِ)، ذو نَقِيقٍ، ويُقالُ للذكَرِ والأنثى، وجَمْعُه ضَفَادِعُ.
قالَ في (الموسوعةِ): الضِّفْدِعُ: حَيَوَانٌ بَرْمائيٌّ، يُوجَدُ بالمياهِ العَذْبَةِ الهادئةِ، والأحراجِ، أَمْلَسُ الجِلْدِ، أخضرُ اللونِ في الغالِبِ، أو بُنِّيٌّ.
لبعضِ أنواعِه إفرازاتٌ بَهِيجَةٌ أو سامَّةٌ، يَعِيشُ الضِّفْدِعُ في جميعِ أنحاءِ العالَمِ.
قالَ الدَّمِيرِيُّ: الضِّفْدِعُ - بكسرِ الضادِ، وسكونِ الفاءِ، والعينِ المهملةِ، بينَها(*) دالٌ مهملةٌ- واحدُ الضَّفَادِعِ، والأنثى ضِفْدِعَةٌ.
الضَّفَادِعُ أنواعٌ كثيرةٌ؛ وتَتَوَلَّدُ في المياهِ القاتِمَةِ الضعيفةِ الجَرْيِ، ومِن العُفُونَاتِ، وعَقِبَ الأمطارِ الغزيرةِ، وهي مِن الحيواناتِ التي لا عِظامَ لها، ومنها ما يَنِقُّ وما لا يَنِقُّ، وتُوصَفُ بحِدَّةِ السمْعِ.
*ما يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:
1- الحديثُ يُفِيدُ النهيَ عن قتلِ الضِّفْدِعِ، والنهيُ يَقْتَضِي تحريمَ قَتْلِها.
2- تَحريمُ قَتْلِها يُفِيدُ تحريمَ أكلِها؛ فإنَّه لو جازَ أكلُها، لَمَا حُرِّمَ قَتْلُها، وتحريمُ أَكْلِها والنهيُ عن قَتْلِها هو إجماعُ العلماءِ.
قالَ البَيْهَقِيُّ عن حديثِ البابِ: هو أَقْوَى ما وَرَدَ في النهيِ عن قتلِ الضِّفْدِعِ.
3- الطبيبُ سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الضِّفْدِعِ يَجْعَلُها في دَوَاءٍ؟ فنَهَى عن قَتْلِها.
قالَ الدَّمِيرِيُّ: لحومُ الضفادعِ تُغْثِي النفوسَ، وتُورِثُ إسهالاً دَمَوِيًّا، فيَتَغَيَّرُ منه لونُ البدنِ، ويَخْتَلِطُ العقلُ، فصَلَوَاتُ اللَّهِ وسلامُه على نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ.
(*) لعلها: بينهما.