واجب دليل " مسائل الإيمان بالقرآن "
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.
1- القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة :
الدليل أنَّ كلامَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ- مِن صفاتِه -سُبْحَانَهُ- غيرُ مخلوقةٍ، كما في الصَّحيحِ عن خَوْلةَ بنتِ حكيمٍ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ)) فاستدلَّ العلماءُ بِذَلِكَ على أنَّ كلامَ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ؛ قالوا: لأنَّ الاستعاذةَ بالمخلوقِ شِركٌ.
2- كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً:
الدليل قوله تعالى: {ولو أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه} [لقمان: 27] والمخلوقات كلّها تنفد وتفنى، وكلمات اللّه لا تفنى، وتصديق ذلك قوله تعالى حين يفنى خلقه: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فيجيب تعالى نفسه: {للّه الواحد القهّار} [إبراهيم: 48]
3- القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا:
الدليل عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سمعت أبي يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ، فهو عندنا كافرٌ لأنّ القرآن من علم اللّه وفيه أسماء اللّه، فإذا قال الرّجل: العلم مخلوقٌ فهو كافرٌ لأنّه يزعم أنّه لم يكن له علمٌ حتّى خلقه، وقد قال اللّه عزّ وجلّ: {فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم} [آل عمران: 61].
4- فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق:
الدليل قال اللّه سبحانه وتعالى: {ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين} [الأعراف: 54] ففرّق اللّه بين الخلق والأمر الّذي به يخلق الخلق بواو الاستئناف، وعلّمنا اللّه جلّ وعلا في محكم تنزيله أنّه يخلق الخلق بكلامه وقوله: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40]
5- أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم:
الدليل عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: «إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فأمره فكتب ما هو كائنٌ، فكتب فيما هو كائنٌ تبّت يدا أبي لهبٍ».). [الإبانة الكبرى: 6/ 27-29]
س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: القرآن مخلوقٌ جعد بن درهمٍ في سنيّ نيّفٍ وعشرين، ثمّ جهم بن صفوان، فأمّا جعدٌ فقتله خالد بن عبد اللّه القسريّ، وأمّا جهمٌ فقتل بمرو في خلافة هشام بن عبد الملك، وسأذكر قصّتهما إن شاء اللّه، وأبتدئ بذكر الحدود الّتي أوجبها أهل العلم عليهم، والهجر لهم، والبعد منهم؛ ليكون للمسلمين فيهم أسوةٌ وقدوةٌ.
حكم اللفظية : أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).).
حكم الواقفة : قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم
س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن.
1-مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم.
2-مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق.
3-مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق.