دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 3 ربيع الأول 1440هـ/11-11-2018م, 12:51 AM
سليم البوعزيزي سليم البوعزيزي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 199
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.

إن محبة الله لا تحصل للعبد إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار"[3]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه: من أهله، وماله، والناس أجمعين". وفي لفظ: "من ولده، ووالده، والناس أجمعين". وعن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا".
ومحبة الله ورسوله فرض بل أفرض الفروض، وتقديمها على محبة كل شيء، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾. وهذا يدل على وجوب محبة الله ورسوله وتقديمها على محبة كل شيء، ويدل على الوعيد الشديد والمقت الأكيد على من كان شيء من هذه المذكورات أحب إليه من الله ورسوله، وجهاد في سبيله.

س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
هذه الآية نزلت بعد وقعة أُحد، لمَّا غزا المشركون رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المدينة وحصل على المسلمين ما حصل من القرح الذي أصابهم، استشهد منهم عددٌ كثير، حتى النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصابه ما أصابه في هذه الوقعة، حيث هُشِّم المُظْفَرعلى رأسهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أصابه ما أصابه.
لما أدبر المشركون، وعاد المسلمون إلى المدينة ومعهم الجرحى والمصابون. تَلَاوَم المشركون في ذهابهم قالوا: "لو رجعنا وقضينا عليهم نهايئًا". فأرسلوا إلى الرَسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أو بلغ الرَسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذا الذي همَّ به المشركون. فأمر أصحابه الذين حضروا الغزوة أن يخرجوا؛ وفيهم الجُراح. فخرجوا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم- بعدما أصابهم القرح. خرجوا مع رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونزلوا في مكانٍ يُقال له "حمراء الأسد"، فبلغ المشركون خروجهم، وأنهم في إنتظار المشركين، فأصابهم الرعب، قالوا: "ما خرجوا إلَّا وفيهم قوة!"، فأصابهم الرعب فانهزموا! وعاد المسلمون سالمين -ولله الحمد- لم يُصبهم أي أذى، وحصلوا على الأجر العظيم من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. فقال اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ) يعني ما تهدْد به المشركون المسلمين إنما هو كيدٌ من الشيطان.
(يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ): قيل معناه أن الشيطان يخوف الذين في قلوبهم مرض، يخوفهم بالمشركين.
وأمَّا أهل الإيمان الصادق فإنما هذا أفادهم القوة والشجاعة، ولهذا قال: (يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ)، ما قال: "يخوفكم"، (يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) يعني الذين فيهم نفاق وضعف إيمان، هذا قول.
والقول الثاني للآية: (يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ): أي يخوفكم أيها المسلمون بأوليائه؛ أولياء الشيطان.
(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أ أَوْلِيَاءَهُ) يخوفكم بأوليائه، (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، هكذا المسلمين لم يخافوا من المشركين، وإنما يخافون من اللهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فخرجوا إلى هذا المكان ينتظرون المشركين فلمَّا بلغ المشركين خروجهم خافوا، فولوا الأدبار -ولله الحمد- وحصل المسلمون على الأجر العظيم في خروجهم.
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ) يعني الله كافينا، ومن كان اللهُ كافيه لا يضرهُ أحد.

س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.
يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى- معلقًا على قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة:23]، "فجعل التوكل على الله شرطًا في الإيمان، فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه، وفي الآية الأخرى: (وَقَالَ مُوسَى ياقَوْمِ إِن كُنتُمْ ءامَنْتُمْ بِللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنْتُم مُّسْلِمِينَ)، فجعل دليل صحة الإسلام التوكل، وقال: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [إبراهيم:11] فذِكر اسم الإيمان ههنا دون سائر أسمائهم دليل على استدعاء الإيمان للتوكل، وأن قوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفًا فهو دليل على ضـعف الإيمان ولا بد".
قال عليه الصلاة والسلام: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً" [تغدوا أول النهار جياعاً وترجع آخر النهار شباعاً
ولما قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أعقلها وأتوكل أم أطلقها وأتوكل قال: "بل أعقلها وتوكل ".
قال بعض السلف: َتوكل تُسق إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف.
وفي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: " يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل الطير "
وقال صلى الله عليه وسلم: " لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما ُيدركه الموت "

س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
ينكر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة على أهل القرى وعلى كل من سار سيرهم، حيث إنهم لم يُقدِّروا الله حق قدره، ولم يخشوا استدراجه لهم بالنعم وهم مقيمون على معصيته حتى نزل بهم سخط الله، وحلت بهم نقمته، ثم يبين -سبحانه وتعالى- أنه لا يقدم على هذا الأمن إلا القوم الهالكون الخائبون.
الفوائد:
1. وجوب الخوف من مكر الله.
2. جواز وصف الله بالمكر على سبيل المقابلة.
3. الأمن من مكر الله سبب للهلاك.
مناسبة الآية للباب:
حيث دلت الآية الكريمة على وجوب الخوف من مكر الله.

س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.
اليأس والقنوط: سَـدّ لباب التفاؤل والأمل، وتوَقعٌ للخيبة والفشل، واستبعادٌ للفرَج بعد الشدة، واليُسْر بعد العُسْر.. وتغييبٌ للرّجاء في رَحمة الله وعفوه وغفرانه...
واليائسُ القنوط: من ضاقت نفسُه من كثرة الذنوب، وتوالي الهموم، فلا يتوقعُ الخيرَ ولا يرجو الفرَج..
اليأسُ والقنوط: كبيرة من كبائر الذنوب، وصفة من صفات أهل الكفر والضلال؛ فلا ييأسُ من رحمة الله إلا القوم الذين حادُوا عن الطريق وضلوا عن السبيل، وتركوا الرجاء في الله، لعدم علمهم بربهم، ولجهلهم بكمال فضله وعظيم كرَمه وإحسانه سبحانه...
قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ قالَ وَمَنْ يَقنَطُ مِن رَحْمَةِ رَبِّهِ إلا الضَّالونَ ﴾.
وقال عز وجل على لسان يعقوبَ عليه السلام: ﴿ إِنَّهُ لا يَيْأسُ مِن رَوْحِ اللَّهِ إلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾.
أما علاج اليأس والقنوط:
أولا: الإيمان بأسماء الله وصفاته؛ فإنّ العلمَ والإيمان بأسماء الله وصفاته الدالة على رحمته ومغفرته وكرَمه وَجُوده وحِلمه ولطفه وإحسانه... مما يجعل المسلم راجيا لرحمة الله، طامعا في مغفرته وإحسانه، غيرَ آيس من رَوْحِه وفضلِه وعطائِه... ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾
ثانيا: حُسْنُ الظن بالله، ورَجاءُ رحمتِه؛ فواجبٌ على العبد أن يُحسن الظن بربه، وعليه أن يتدبرَ الآياتِ والأحاديثَ الواردةَ في كرَم الله وعفوه ورحمته ومغفرته، مع الأخذِ بالأسباب التي اقتضتها حِكمة الله تعالى في شرْعه وقدَره وثوابه وكرامته...
فلا ييئسُ مَكروبٌ من الفرَج، ولا ييأسُ مُبتلىً في بدنه أو ماله أو ولده من الفرَج، ولا تيأسُ امرأة عقيم من رحمة الله، ففضلُ الله عظيم، والأملُ في رحمته كبير!.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة». متفق عليه.
ثالثا: الصبرُ، مع تمام الرضا بقضاء الله وقدَره؛ فإذا علم المرءُ وأيقن أن ما حصل له إنما هو بقضاء الله وقدَرهِ، استراحَ قلبُه، ولم ييأس لفوات شيء... قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾.
رابعا: التأسي بأنبياء الله ورُسُلِه؛ ففي سِيَرهِم أروع الأمثلة في الصبر والثبات وعدم اليأس والقنوط، لبثوا في أقوامهم يدعونهم ويعلمونهم سنين عددا، من غير ملل ولا يأس ولا قنوط، وما دعا بعضهم على قومه بالهلاك إلا من بعد أن بين الله له وأوحى إليه: ﴿ أنه لن يؤمن من قومك إلا مَن قد آمن ﴾

س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
الصبر هو أن يمنع الإنسان نفسه من فعل شيء ، أو قول شيء يدل على كراهته لما قدره الله ، ولما نزل به من البلاء ، فالصابر يمسك لسانه عن الاعتراض على قدر الله ، وعن الشكوى لغير الله ، ويمسك جوارحه عن كل ما يدل على الجزع وعدم الصبر ، كاللطم وشق الثياب وكسر الأشياء وضرب رأسه في الحائط وما أشبه ذلك .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الصبر : حبس اللسان عن الشكوى الى غير الله ، والقلب عن التسخط ، والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها " انتهى .
وأما الرضا فهو صبر وزيادة ، فالراضي صابر ، ومع هذا الصبر فهو راضٍ بقضاء الله ، لا يتألم به

س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
الرياء هو أن يُظهِر الإنسانُ من نفسه خلافَ ما هو عليه ليراه الناس. وقيل أيضاً هو طلب المنزِلة في قلوب الناس بإيرائِهم خِصالَ الخير، فهو إرادةُ العباد بطاعة الله.
خطَر الرياء وضرره:
الرِّياء مُحبِط للأعمال:
لو لم يكنْ في الرِّياء إلا إحباط عِبادة واحدة، لكفَى في شؤمه وضررِه، فقد يحتاج الإنسانُ في الآخرة إلى عبادة تُرجِّح بها كِفَّة حسناته، وإلا ذُهِب به إلى النار، يقول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
أهل الرياء هم أوَّل مَن تُسعَّر بهم النار يومَ القيامة:
أوَّل روَّاد أهْل النار هم أهلُ الرِّياء؛ جراءَ الأعمال التي قاموا بها وعملوها، لَم يبتغوا بها وجهَ الله - تبارك وتعالى - وإنَّما مِن باب ليقال عنهم على ألْسِنة الناس، ويلهجون بذِكْرهم، فكان الجزاءُ مِن جنس العمل ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ [الشورى: 40]؛ حيث جاء مِن حديثِ أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ أوَّل الناس يُقضَى يومَ القيامة عليه رجلٌ استُشهد، فأُتي به، فعرَّفه نِعمه عليه فعرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهدت، قال: كذبتَ، ولكنَّك قاتلت؛ لأنْ يُقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسُحِب على وجهه، حتى أُلْقِي في النار، ورجل تعلَّم العِلم وعَلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به، فعرَّفه نِعمه عليه فعَرَفها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمتُه، وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبتَ، ولكنَّك تعلمتَ العلم؛ ليُقال: عالِم، وقرأتَ القرآن؛ ليقال: قارئ، فقد قيل، ثم أمر به، فسُحِب على وجهه حتى أُلْقِي في النار، ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاه مِن أصناف المال كلِّه، فأُتي به، فعرَّفه نِعَمه عليه فعَرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ مِن سبيل تحبُّ أن يُنفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبتَ، ولكنَّك فعلتَ؛ ليقال: هو جوَاد، فقد قيل، ثم أمر به، فسُحِب على وجهه، حتى أُلْقِي في النار))
الرياء يُقابَل صاحبه بالحرمان مِن الأجر والثواب وتوفيق الله تعالى:
يُحرَم المراؤون مِن الأجْر والثواب على أعمالهم وما يقومون به، كثيرٌ من الناس يجتهد ويعمل الأعمالَ الصالحة من صِلاة وصيام، وصَدقة وبرٍّ وإحسان، وجهاد في سبيل الله، وغير ذلك، ولكن يأتي يومَ القيامة لا أجْر له ولا ثواب! إنَّه الرياء.
علاج الرياء:
اعلمْ أنَّ علاج القلْب مِن جميع أمراضه قد تضمَّنه القرآن الكريم، وجاءتْ به السُّنة المطهَّرة، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾، ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا ﴾
الاتِّصال بالله - جل جلاله -:
الاتِّصال بالخالِق يقطع كلَّ الاتصالات بالخلْق، والاستغناء عن العباد؛ ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾
المجاهدة الدائمة للنفس:
إنَّ الله - سبحانه - امتحن العبدَ بنفسه وهواه، وأوْجب عليه جهادَهما في الله، فهو في كلِّ وقت في مجاهدةِ نفسه، حتى يأتيَ بالشُّكر المأمور به، ويصبرَ عن الهوى المنهيِّ عن طاعته، فلا ينفكُّ العبد عنهما غنيًّا كان أو فقيرًا، معافًى أو مبتلًى.
الحِرْص على كِتْمان العمل وإخفائه:
جاء في الحديث عن معاذ - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ أدْنى الرِّياء شرْك، وأحبَّ العبيد إلى الله الأتْقياءُ الأسخياء الأخفياء - أي: المبالِغون في ستْر عباداتهم، وتنزيهها عن شوائبِ الأغراض الفانية، والأخلاق الدنيئة - الذين إذا غابوا لم يُفْتَقدوا، وإذا شَهِدوا - أي: حضروا - لم يُعرَفوا، أولئك أئمَّة الهُدَى، ومصابيح الدُّجَى))
التفكُّر في شناعة الرياء وقبحه:
وذلك مِن خلال معرفة أحْكامه؛ إذ حُكِم عليه بالشِّرك، وأنَّه مِن أشدِّ المحرَّمات وكبائر الذنوب على الإطلاق، بالإضافةِ على أنه نوعٌ من أنواع النِّفاق، وقد سبق إيرادُ النصوص في ذلك.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir