المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الخامس من العقيدة الواسطية

[عبدالرحمن نور الدين]

المجموعة الثالثة:
س1: كيف ترد على المعتزلة والجهمية في إنكارهم الرؤية؟
أنكر الجهمية والمعتزلة رؤية الله في الآخرة انطلاقا من أفكار سابقة لهم، ثم بحثوا في نصوص الشرع إلى ما يمكن أن يؤيد فكرتهم كقوله تعالى لموسى {لن تراني} ولو أكملوا الآية لوجدوا رد معتقدهم.
أما الأدلة على فساد قولهم فأكثر من أن تحصى، منها قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} وقوله تعالى {ولكن انظر إلى الجبل فلو استقر مكانه فسوف تراني} فلو استحالت الرؤية لما قال الله لنبيه موسى ذلك.
أما السنة فالأدلة كثيرة جدا: منها قوله صلى الله عليه وسلم " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضارون في رؤيته " وهو صحيح.

س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الوعد والوعيد.
غلا الخوارج والمعتزلة فكفر الخوارج فاعل الكبيرة، وقال المعتزلة هو في منزلة بين منزلتين في الدنيا ويخلد في النار في الآخرة. فأخرجوه من مطلق الإيمان بفعله الكبيرة.
وأخرج المرجئة العمل من الإيمان، وقالوا ليست الأعمال من الإيمان، وغلا بعضهم فجعل الإيمان مجرد اعتقاد وحدانية الله ولو لم ينطق بالشهادة، وقالوا إيماننا كإيمان جبريا وميكائيل.
وهدى الله أهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، فقالوا فاعل الكبيرة عنده أصل الإيمان، لا يكفر بفعلها ولا يخرج عن الإسلام إن لم يستحلها. فهو مؤمن فاسق لكبيرته، وإن مات ولم يتب فهو في مشيئة الله.
كما أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. فالعمل من أركان الإيمان.

س3: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه...).
فيه دليل على أن الله يوصف بكلام حقيقي، وليس كلام نفساني كما زعم الأشاعرة والمتكلمين،
وصفة الكلام ثابتة لله بالقرآن في قوله تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

س4: هل يسأل المنافق والكافر في القبر؟
سؤال القبر يعم كل الناس، من مسلم ومنافق وكافر،
ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم " وإن كان كافرا أو منافقا فقيل له ما تقول فى هذا الرجل فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت " وهو صحيح.

س5: دلل على وقوع البعث والنشور.
قوله تعالى {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}
وقولله تعالى {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}.
ثم نحن نرى في العالم ظالم ولا يعاقب ومظلوم ولا ينتصف ولا ينتصر، فالحمكة الإلهية وعدل ربنا يأبى إلا أن يكون هناك يوم يعز فيه المظلوم وينتقم فيه من الظالم.
فهذا دليل العقل والنقل، وثم دليل ثالث وهو إجماع أهل الملل من يهود ونصارى ومسلمين على قيام البعث والنشور للحساب يوم المعاد.