دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 صفر 1436هـ/28-11-2014م, 09:56 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي فهرسة باب ( العمل بالقرآن )

فهرسة باب ( العمل بالقرآن )
فضل قارئ القرآن العامل به :
عن سهل بن معاذٍ الجهنيّ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشّمس في بيوت الدّنيا، لو كانت فيه، فما ظنّكم بالّذي عمل
كان ميمون بن مهران يقول: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن أنس بن مالكٍ قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي»
قال محمّد بن الحسين: في هذا بلاغٌ لمن تدبّره، فاتّقى الله عزّ وجلّ، وأجلّ القرآن وصانه، وباع ما يفنى بما يبقى، والله عزّ وجلّ الموفّق لذلك). [أخلاق حملة القرآن: --](م
عن معقل بن يسارٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه، وما تشابه عليكم فردّوه إلى اللّه وإلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم، وآمنوا بالتّوراة والإنجيل والزّبور، وما أوتي النّبيّون من ربّهم، ويسعكم القرآن بما فيه من البيان، فإنّه شافعٌ مشفّعٌ، ما حلّ مصدّقٌ، ألا إنّي أعطيت بكلّ آيةٍ منه نورًا يوم القيامة».). [الإبانة الكبرى: 6/ 143-144] (م)
(وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه.
قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا أي يتبعه، {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} وقال غيره: يكونون أتباعا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام يقتدون به.). [جمال القراء:1/91](م)
الحث على العمل بالقرآن :
عن أبي موسى الأشعري أنه قال :إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار.).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» ) [فضائل القرآن
كان الحسن، يقول: (الزموا كتاب الله، وتتّبعوا ما فيه من الأمثال، وكونوا فيه من أهل البصر). ثمّ قال: (رحم الله عبداً عرض نفسه، وعمله على كتاب الله، فإنّ وافق كتاب الله حمد الله، وسأله الزّيادة، وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه، ورجع من قريبٍ)). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: (من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحيى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه). [أخلاق حملة القرآن: --](م
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال‏:‏ " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا : أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل". قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..." وذكر الخبر). [فضائل القرآن وتلاوته: 127](م)
أهل القرآن هم العاملين به :
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه – أو فلا تقرأه)) -. وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه. ). [جمال القراء:1/106] (م)
عن محمد بن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه» ). [فضائل القران: ؟؟](م
عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: (لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا) ). [فضائل القرآن
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]
عن الحسن قال:إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان, لم يأخذوه من أوله, ولا علم لهم بتأويله, إن أحق الناس بهذا القرآن من رئي في عمله, قال الله تبارك وتعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}وإنما تدبر آياته اتباعه بعمله, يقول أحدهم لصاحبه: تعال أقارئك, والله ما كانت القراء تفعل هذا, والله ما هم بالقراء, ولا الورعة, لا كثر الله في الناس أمثالهم لا كثر الله في الناس أمثالهم). [سنن سعيد بن منصور:422](م
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن علّمه الله القرآن، وفضّله على غيره ممّن لم يعلم كتابه، وأحبّ أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصّته، وممّن وعده الله من الفضل العظيم؛ لزوم ما تقدّم ذكرنا له.
وقال الله عزّ وجلّ: {الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته}، قيل في التّفسير: (يعملون به حقّ عمله).). [أخلاق حملة القرآن: --] (م
عن مجاهدٍ عن ابن عمر قال: كنّا صدر هذه الأمّة، وكان الرّجل من خيار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما معه إلا السّورة من القرآن، أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم ورزقوا العمل به، وإنّ آخر هذه الأمّة يخفّف عليهم القرآن، حتّى يقرآه الصّبي والأعجميّ، فلا يعملون به. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ ( ... ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ وعد لمن استمع إلى كلامه فأحسن الأدب عند استماعه بالاعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتّباعه، والعمل به، يبشّره منه بكلّ خيرٍ، ووعده على ذلك أفضل الثّواب.
فقال عزّ وجلّ {فبشّر عباد * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}، وقال عزّ وجلّ: {وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون} إلى قوله: {واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم مّن قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون}.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
النجاة بالاعتصام بالقرآن :
عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه، فقال: يا أبا الدرداء إن ابني هذا قد جمع القرآن.
فقال: «اللهم غفرا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع». ). [فضائل القران: ؟؟](م
عن جبلة بن سحيم، قال: حدثني من سمع سلمان, يقول لزيد بن صوحان: «كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان ؟».
قال: أكون مع القرآن.
قال: «أنت إذا أنت , يا ابن أم زيد». ). [فضائل القران: ؟؟](م)
عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة , فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟».
قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت». ). [فضائل القران: ؟؟](م)
عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}, قال: «يتبعونه حق اتباعه».
عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:«كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه » ) [فضائل القرآن:](
ذم من لا يعمل بالقرآن :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]
عرض على مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد ، أن عبد الله بن مسعود قال : " إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن ، ويضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون فيه الصلاة ، ويقصرون فيه الخطبة ، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه ، قليل فقهاؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم" ). [فضائل القرآن:](م)
عن الحسن قال : " إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (7) وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده (8) ، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة ، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا " .
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرني عمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، فذكر مثله). [فضائل القرآن:](م)
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى
عقوبة من أعرض عن هداية القرآن:
:( وقول الله عز وجل :{ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى :{ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية). [فضائل القرآن: ](م)
وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى : خما فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : ((أما بعد : أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) وفي لفظ: ((أحدهما كتاب الله هو حبل الله من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة)) رواه مسلم ).[فضائل القرآن: ](م)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 02:04 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
فهرسة باب ( العمل بالقرآن )
فضل قارئ القرآن العامل به :
عن سهل بن معاذٍ الجهنيّ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشّمس في بيوت الدّنيا، لو كانت فيه، فما ظنّكم بالّذي عمل
كان ميمون بن مهران يقول: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن أنس بن مالكٍ قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي»
قال محمّد بن الحسين: في هذا بلاغٌ لمن تدبّره، فاتّقى الله عزّ وجلّ، وأجلّ القرآن وصانه، وباع ما يفنى بما يبقى، والله عزّ وجلّ الموفّق لذلك). [أخلاق حملة القرآن: --](م
عن معقل بن يسارٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه، وما تشابه عليكم فردّوه إلى اللّه وإلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم، وآمنوا بالتّوراة والإنجيل والزّبور، وما أوتي النّبيّون من ربّهم، ويسعكم القرآن بما فيه من البيان، فإنّه شافعٌ مشفّعٌ، ما حلّ مصدّقٌ، ألا إنّي أعطيت بكلّ آيةٍ منه نورًا يوم القيامة».). [الإبانة الكبرى: 6/ 143-144] (م)

(وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه.
قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا أي يتبعه، {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} وقال غيره: يكونون أتباعا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام يقتدون به.). [جمال القراء:1/91](م)
هذا الحديث عن ابن عباس يفضل أن يكون تحت عنوان: كيف يكون العمل بالقرآن؟


الحث على العمل بالقرآن :
عن أبي موسى الأشعري أنه قال :إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار.).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» ) [فضائل القرآن
كان الحسن، يقول: (الزموا كتاب الله، وتتّبعوا ما فيه من الأمثال، وكونوا فيه من أهل البصر). ثمّ قال: (رحم الله عبداً عرض نفسه، وعمله على كتاب الله، فإنّ وافق كتاب الله حمد الله، وسأله الزّيادة، وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه، ورجع من قريبٍ)). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: (من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحيى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه). [أخلاق حملة القرآن: --](م
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال‏:‏ " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا : أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل". قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..." وذكر الخبر). [فضائل القرآن وتلاوته: 127](م)
هذا الحديث أيضا يمكن أن يصنف تحت عنوان آخر وهو: هدي السلف في أخذ القرآن، أو في تعلم القرآن


أهل القرآن هم العاملين العاملون به :
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه – أو فلا تقرأه)) -. وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه. ). [جمال القراء:1/106] (م)
عن محمد بن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه» ). [فضائل القران: ؟؟](م مكرر

عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: (لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا) ). [فضائل القرآن
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]
عن الحسن قال:إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان, لم يأخذوه من أوله, ولا علم لهم بتأويله, إن أحق الناس بهذا القرآن من رئي في عمله, قال الله تبارك وتعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}وإنما تدبر آياته اتباعه بعمله, يقول أحدهم لصاحبه: تعال أقارئك, والله ما كانت القراء تفعل هذا, والله ما هم بالقراء, ولا الورعة, لا كثر الله في الناس أمثالهم لا كثر الله في الناس أمثالهم). [سنن سعيد بن منصور:422](م
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن علّمه الله القرآن، وفضّله على غيره ممّن لم يعلم كتابه، وأحبّ أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصّته، وممّن وعده الله من الفضل العظيم؛ لزوم ما تقدّم ذكرنا له.
وقال الله عزّ وجلّ: {الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته}، قيل في التّفسير: (يعملون به حقّ عمله).). [أخلاق حملة القرآن: --] (م
عن مجاهدٍ عن ابن عمر قال: كنّا صدر هذه الأمّة، وكان الرّجل من خيار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما معه إلا السّورة من القرآن، أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم ورزقوا العمل به، وإنّ آخر هذه الأمّة يخفّف عليهم القرآن، حتّى يقرآه الصّبي والأعجميّ، فلا يعملون به. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ ( ... ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ وعد لمن استمع إلى كلامه فأحسن الأدب عند استماعه بالاعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتّباعه، والعمل به، يبشّره منه بكلّ خيرٍ، ووعده على ذلك أفضل الثّواب.
فقال عزّ وجلّ {فبشّر عباد * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}، وقال عزّ وجلّ: {وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون} إلى قوله: {واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم مّن قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون}.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)


النجاة بالاعتصام بالقرآن :
أغلب الآثار التي أوردتيها تحت هذا العنوان تصلح لن تضم مع ما قبلها

عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه، فقال: يا أبا الدرداء إن ابني هذا قد جمع القرآن.
فقال: «اللهم غفرا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع». ). [فضائل القران: ؟؟](م
عن جبلة بن سحيم، قال: حدثني من سمع سلمان, يقول لزيد بن صوحان: «كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان ؟».
قال: أكون مع القرآن.
قال: «أنت إذا أنت , يا ابن أم زيد». ). [فضائل القران: ؟؟](م)
عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة , فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟».
قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت». ). [فضائل القران: ؟؟](م)
عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}, قال: «يتبعونه حق اتباعه».
عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:«كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه » ) [فضائل القرآن:](


ذم من لا يعمل بالقرآن :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]
عرض على مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد ، أن عبد الله بن مسعود قال : " إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن ، ويضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون فيه الصلاة ، ويقصرون فيه الخطبة ، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه ، قليل فقهاؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم" ). [فضائل القرآن:](م)
عن الحسن قال : " إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (7) وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده (8) ، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة ، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا " .
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرني عمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، فذكر مثله). [فضائل القرآن:](م)
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى
عقوبة من أعرض عن هداية القرآن:
:( وقول الله عز وجل :{ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى :{ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية). [فضائل القرآن: ](م)
وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى : خما فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : ((أما بعد : أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) وفي لفظ: ((أحدهما كتاب الله هو حبل الله من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة)) رواه مسلم ).[فضائل القرآن: ](م)

جزاك الله خيرا أختي الكريمة وبارك فيك
وقد أحسنت تقسيم عناصر الدرس، وإن كانت لم تستوف جميع الأدلة الواردة فيها، وبقيت عناصر أخرى أيضا مهمة
وبعض الأدلة التي أوردتيها، تناسب عناصر أخرى أفضل من عناصرها الحالية، ولعل مما يعينك على معرفة ذلك، سواء في هذا الموضوع أو في غيره، أن تتفاعلي مع هذه الأدلة التي توردينها تحت كل عنصر، فتعلقي تعليقا مختصرا قبل الدليل، يوضح صلته بعنصره، ولا تسردي الأدلة هكذا تحت العنصر، وأرجو أن تتضح لك هذه الصورة أكثر في دورة مهارات التلخيص، فلا تفوتك بارك الله فيك.
ومما فاتك من العناصر:

العمل بالقرآن هو الغاية من إنزاله
العمل بالقرآن من معاني النصيحة له
وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
هدي السلف في أخذ القرآن
كيف يكون العمل بالقرآن
وكل عنصر من هذه العناصر وردت فيه أدلة


التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 13 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 13 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 16 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 57/70
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 ربيع الثاني 1436هـ/30-01-2015م, 02:21 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي محاضرة البناء العلمي

:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به
مرحلة البناء العلمي هي مرحلة مهمة جدا لطالب العلم ةتأتي بعد المرحلة التأصيلية – الأساسية - ، وبها ينتهج الطالب منهجا لبنائه العلمي في العلم الذي يقصده
من أهم سماتها ان يكون للطالب قدرة عالية على التصنيف العلمي والسرعة على استيعاب الأقوال في المسألة والتحصيل العلمي
وأن يعد نفسه أعدادا جيداً لمرحلة البناء العلمي ، وهو بحاجة للدربة على تصنيف المسائل العلمية وسرعته أفضل مما سبق
والتعرف على الوسائل التي يقوي بها بنيانه العلمي
وأن يعرف الخطة المناسبة في البناء العلمي
عناية العلماء بمرحلة البناء العلمي : في هذه المرحلة يجب أن يكون للطالب قدرة عالية على القراءة والتصنيف العلمي
- كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة، كانوا يجمعون مسائل العلم الذي يقصده ويعتني به
كان لأهل الحديث أصول خاصة بهم ، الامام أحمد صاحب المسند قال : انتقيت المسند من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث . فهو استخرج مسنده - ثلاثين ألف حديث - من الأصل الذي عنده
واسحاق بن رهوايه يقول : كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي وثلاثين أسرتها
وقال أبو داوود : كتبت عن رسول الله صلى الله عليه خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن
وهذه الطريقة - اعتماد اصل علمي - من الطرق المعتمدة عند أهل العلم
ويظهر عند بعض العلماء أن لديه أصلاً علمياً قوياً كما الإمام الدارقطني ، وقد أملى كتابه (العلل) من حفظه
وكذلك الامام ابن مفلح كان اية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد قال عنه أبو البقاء السبكي ما رأت عيناي أحداً أفقه منه ، عمل ونظر في رجال السنن ناظر وسمع وكتب ما تقدم وجمع ولم ير في زمانه في المذهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته المنتقى في الأحكم وقال ابن القيم ، وكان شيخ الاسلام ابن تيمية - وهو شيخه يسأله ويراجعه .
وقال ابن فروحون المالكي : لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أن أحفظه ، فكان هذا التفسير أصلا علميا
والكافيجي شيخ السيوطي لقب بالكافيجي لكثرة ملازمته للكافية في علم النحو شرحاً وتدريساً

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
أولا : اعتماد اصل علمي - من الطرق المعتمدة عند أهل العلم
وهو أن يختار كتابا علميا مرجعا وأصلا له يعكف عليه دراسة وتعلما وتحليلا وملازمة وحفظا.
قال ابن فروحون المالكي : لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أن أحفظه ، فكان هذا التفسير أصلا علميا
والكافيجي شيخ السيوطي لقب بالكافيجي لكثرة ملازمته للكافية في علم النحو شرحاً وتدريس
ثانيا : أن يعد طالب العلم له أصلا يجمع فيه المسائل التي تندرج تحت العلم الذي يقصده من عدة كتب ومصادر يجمعها ويدرسها ويفهمها
الامام ابن مفلح كان اية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد قال عنه أبو البقاء السبكي ما رأت عيناي أحداً أفقه منه ، عمل ونظر في رجال السنن ناظر وسمع وكتب ما تقدم وجمع ولم ير في زمانه في المذهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته المنتقى في الأحكم وقال ابن القيم ، وكان شيخ الاسلام ابن تيمية - وهو شيخه يسأله ويراجعه
وهذا الأصل الذي ينشأه طالب العلم له طرق منها :
١- أن يختار كتب عالم من العلماء يعكف عليها ويدرسها ويحفظها وتكون لديه معرفة حسنة في الاستناج والاستنباط ويستفيد منها ، وهو كما فعل ثعلب مع كتب الفراء ، وكما فعل الشيخ محمد عبد الوهاب والشيخ السعدي إقبلا على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم
وبعض المعاصرين أقبلوا على كتب الشيخ ابن عثيمين
يجب أن نتنبه أن هذه الطريقة لابد لها من صبر فترة طويلة من الزمن حتى يصل لما يريد .
ومن الصعب ان يجمع الطالب بين اكثر من طريقة في البناء العلمي وينبغي له أن يحدد اختياره ، ومن له نهمة عالية فيصلح له أن يكون أصله مخلصاً مبيناً على أبواب العلم .
كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير
ثالثا : التأليف :
ومن العلماء من اتبع هذه الطريقة ومنهم : السيوطي الذي ألف ( التحبير ) وهو ابن ثلاث وعشرين سنة ، وجمع فيه علوم كثيرة ، ودرس بعدها وتعلم ووعى كثيراً من العلوم وألف كتابه الاتقان وهو أوسع من التحبير
س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
١- دراسة مختصر في العلم المطلوب وهو أصل مهم جداً والمراد منه في ذلك ان يعرف كيف يدرس المسائل ، وأن يكون على إلمام بهذه المسائل
٢- الزيادة على هذا الأصل والمختصر وهو دراسة كتاب أوسع منه قليلاً وبذلك يراجع الأصل الذي درسه بطريقة أخرى وزيادة تفصيل بعد التأصيل.
٣- هذه مرحلة مهمة جداً وهي تكميل جوانب التأسيس ، وأن يدرس الطالب كتاباً مختصراً في تكميل جوانب التأسيس . وهذه تكون كل طالب بحسبه وهو أعلم بما يحتاجه ومواطن ضعفه .
٤- قراءة كتاب جامع في هذا العلم او اتخاذ كتاب مرجع والزيادة عليه ، ويجمع مسائله ويلخصه ، وهذه تروك علمية حسنة
٥- القراءة المبوبة ، فبعد اتخاذه أصلاً ( كتاباً او مخلصاً شاملاً ) وسيجد الطالب ان العلم الذي يدرسه فيه أبواب ، وقد يجد كتاباً قيماً في أحد هذه الأبواب فهو يدرسه ويلخص مسائله ويضيفه إلى أصله ... وهكذا مع عدة أبواب
وفي هذه المرحلة قد يكون لديه قفزات علمية لانه قد يقف على كتاب علمي يوفر عليه الرجوع الى غيره ، فيضيف إلى ملخصه ثروة علمية كبيرة
٦- مرحلة المراجعة المستمرة والتصنيف الفهرسة للمسائل
- ه

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م, 02:21 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به
مرحلة البناء العلمي هي مرحلة مهمة جدا لطالب العلم ةتأتي بعد المرحلة التأصيلية – الأساسية - ، وبها ينتهج الطالب منهجا لبنائه العلمي في العلم الذي يقصده .

من أهم سماتها ان يكون للطالب قدرة عالية على التصنيف العلمي والسرعة على استيعاب الأقوال في المسألة والتحصيل العلمي
وأن يعد نفسه أعدادا جيداً لمرحلة البناء العلمي ، وهو بحاجة للدربة على تصنيف المسائل العلمية وسرعته أفضل مما سبق
والتعرف على الوسائل التي يقوي بها بنيانه العلمي
وأن يعرف الخطة المناسبة في البناء العلمي
عناية العلماء بمرحلة البناء العلمي : في هذه المرحلة يجب أن يكون للطالب قدرة عالية على القراءة والتصنيف العلمي
- كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة، كانوا يجمعون مسائل العلم الذي يقصده ويعتني به
كان لأهل الحديث أصول خاصة بهم ، الامام أحمد صاحب المسند قال : انتقيت المسند من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث . فهو استخرج مسنده - ثلاثين ألف حديث - من الأصل الذي عنده
واسحاق بن رهوايه يقول : كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي وثلاثين أسرتها [أسردها] .
يرجى الانتباه للأخطاء الكتابية (التمييز بين الهمزات) ، ومراعاة علامات الترقيم ..

وقال أبو داوود : كتبت عن رسول الله صلى الله عليه خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن
وهذه الطريقة - اعتماد اصل علمي - من الطرق المعتمدة عند أهل العلم
ويظهر عند بعض العلماء أن لديه أصلاً علمياً قوياً كما الإمام الدارقطني ، وقد أملى كتابه (العلل) من حفظه
وكذلك الامام ابن مفلح كان اية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد قال عنه أبو البقاء السبكي ما رأت عيناي أحداً أفقه منه ، عمل ونظر في رجال السنن ناظر وسمع وكتب ما تقدم وجمع ولم ير في زمانه في المذهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته المنتقى في الأحكم وقال ابن القيم ، وكان شيخ الاسلام ابن تيمية - وهو شيخه يسأله ويراجعه .
وقال ابن فروحون المالكي : لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أن أحفظه ، فكان هذا التفسير أصلا علميا .

والكافيجي شيخ السيوطي لقب بالكافيجي لكثرة ملازمته للكافية في علم النحو شرحاً وتدريساً .


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
أولا : اعتماد اصل علمي - من الطرق المعتمدة عند أهل العلم
وهو أن يختار كتابا علميا مرجعا وأصلا له يعكف عليه دراسة وتعلما وتحليلا وملازمة وحفظا.
قال ابن فروحون المالكي : لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أن أحفظه ، فكان هذا التفسير أصلا علميا
والكافيجي شيخ السيوطي لقب بالكافيجي لكثرة ملازمته للكافية في علم النحو شرحاً وتدريس
ثانيا : أن يعد طالب العلم له أصلا يجمع فيه المسائل التي تندرج تحت العلم الذي يقصده من عدة كتب ومصادر يجمعها ويدرسها ويفهمها
الامام ابن مفلح كان اية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد قال عنه أبو البقاء السبكي ما رأت عيناي أحداً أفقه منه ، عمل ونظر في رجال السنن ناظر وسمع وكتب ما تقدم وجمع ولم ير في زمانه في المذهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته المنتقى في الأحكم وقال ابن القيم ، وكان شيخ الاسلام ابن تيمية - وهو شيخه يسأله ويراجعه
وهذا الأصل الذي ينشأه طالب العلم له طرق منها :
١- أن يختار كتب عالم من العلماء يعكف عليها ويدرسها ويحفظها وتكون لديه معرفة حسنة في الاستناج والاستنباط ويستفيد منها ، وهو كما فعل ثعلب مع كتب الفراء ، وكما فعل الشيخ محمد عبد الوهاب والشيخ السعدي إقبلا على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم
وبعض المعاصرين أقبلوا على كتب الشيخ ابن عثيمين
يجب أن نتنبه أن هذه الطريقة لابد لها من صبر فترة طويلة من الزمن حتى يصل لما يريد .
ومن الصعب ان يجمع الطالب بين اكثر من طريقة في البناء العلمي وينبغي له أن يحدد اختياره ، ومن له نهمة عالية فيصلح له أن يكون أصله مخلصاً مبيناً على أبواب العلم .
كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير
ذكرتِ : له طرق منها :
1- ....

أين باقي الطرق ؟ قمتِ بالإشارة إليها مثل ما قام به شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير .


ثالثا : التأليف :
ومن العلماء من اتبع هذه الطريقة ومنهم : السيوطي الذي ألف ( التحبير ) وهو ابن ثلاث وعشرين سنة ، وجمع فيه علوم كثيرة ، ودرس بعدها وتعلم ووعى كثيراً من العلوم وألف كتابه الاتقان وهو أوسع من التحبير
س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
١- دراسة مختصر في العلم المطلوب وهو أصل مهم جداً والمراد منه في ذلك ان يعرف كيف يدرس المسائل ، وأن يكون على إلمام بهذه المسائل
٢- الزيادة على هذا الأصل والمختصر وهو دراسة كتاب أوسع منه قليلاً وبذلك يراجع الأصل الذي درسه بطريقة أخرى وزيادة تفصيل بعد التأصيل.
٣- هذه مرحلة مهمة جداً وهي تكميل جوانب التأسيس ، وأن يدرس الطالب كتاباً مختصراً في تكميل جوانب التأسيس . وهذه تكون كل طالب بحسبه وهو أعلم بما يحتاجه ومواطن ضعفه .
٤- قراءة كتاب جامع في هذا العلم او اتخاذ كتاب مرجع والزيادة عليه ، ويجمع مسائله ويلخصه ، وهذه تروك [عفوا ! لم أفهم ما المراد بـ "تروك"] علمية حسنة
٥- القراءة المبوبة ، فبعد اتخاذه أصلاً ( كتاباً او مخلصاً شاملاً ) وسيجد الطالب ان العلم الذي يدرسه فيه أبواب ، وقد يجد كتاباً قيماً في أحد هذه الأبواب فهو يدرسه ويلخص مسائله ويضيفه إلى أصله ... وهكذا مع عدة أبواب
وفي هذه المرحلة قد يكون لديه قفزات علمية لانه قد يقف على كتاب علمي يوفر عليه الرجوع الى غيره ، فيضيف إلى ملخصه ثروة علمية كبيرة
٦- مرحلة المراجعة المستمرة والتصنيف الفهرسة للمسائل
- ه
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، وتنسيق متميز ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 جمادى الأولى 1436هـ/24-02-2015م, 02:37 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

تلخيص ( اختلاف التنوع)



قولُه: (فَصْلٌ في خلافِ السَّلفِ في التفسيرِ، وأنه خلافُ تنوُّعٍ , وَالْخِلاَفُ بَيْنَ السَّلفِ في التَّفسيرِ قَلِيلٌ، وَخِلافُهُم في الأحْكَامِ أَكْثَرُ منْ خِلافِهِمْ في التَّفسيرِ، وغَالبُ ما يَصِحُّ عَنْهُمْ من الخِلافِ يَرْجِعُ إِلَى اخْتِلاَفِ تَنَوُّعٍ , لا اختلافِ تضادٍّ)



أنواعِ الاختلافِ الواردِ عن السَّلفِ وهو نوعان: اختلافُ تنوُّعٍ واختلافُ تضادٍّ،


واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ؛ أي: أن اختلافَ التنوُّعِ ينقسمُ إلى قسمين:


قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.


قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


أما اختلافُ التضادِّ فهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ،


قولُه: (وَذَلِكَ صِنْفَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ، مَعَ اتِّحادِ الْمُسَمَّى، بِمنْزِلَةِ الأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ، كَمَا قِيلَ في اسْمِ السَّيفِ: الصَّارمُ والْمُهَنَّدُ، وَذَلِكَ مِثْلُ أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى، وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ؛ فَإنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ كُلَّهَا تَدُلُّ عَلَى مُسَمًّى واحِدٍ.


فَلَيْسَ دُعَاؤُهُ بِاسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُضَادًّا لِدُعائِهِ بِاسْمٍ آخَرَ، بَلْ إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قَالَ تعالَى: {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ} [سُورَة الإِسْرَاءِ: 110]،وَكُلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ.


ومَنْ أَنكَرَ دِلاَلَةَ أَسْمَائِهِ عَلَى صِفَاتِهِ مِمَّنْ يَدَّعِي الظَّاهرَ فَقَولُهُ منْ جِِنْسِ قَوْلِ غُلاةِ البَاطِنِيَّةِ القَرَامِطَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لا يُقالُ هُوَ حَيٌّ وَلا لَيْسَ بحَيٍّ، بَلْ يَنْفُونَ عَنْهُ النَّقيضَيْنِ، فَإِنَّ أُولَئِكَ القَرَامِطَةَ البَاطنيَّةَ لا يُنْكِرُونَ اسْمًا هُوَ عَلَمٌ مَحْضٌ كَالمُضْمَراتِ، وَإنَّمَا يُنْكِرُونَ مَا في أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى منْ صِفَاتِ الإثْبَاتِ، فَمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى مَقْصُودِهِمْ كانَ – مَعَ دَعْوَاهُ الْغُلُوَّ فِي الظَّاهِرِ – مُوَافقًا لِغُلاَةِ الباَطنيَّةِ فِي ذَلِكَ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِ ذَلكَ.


وَإنـَّما المقصودُ أنَّ كُلَّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ عَلَى ذَاتِهِ، وَعَلَى مَا فِي الاسْمِ منْ صِفَاتِهِ، وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي في الاسْمِ الآخَرِ بِطَرِيقِ اللُّزُومِ.


وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلُ: مُحَمَّدٍ، وَأَحمَدَ، والمَاحِي، وَالْحَاشِرِ، وَالعَاقِبِ، وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ القرآنِ مِثْلُ: القُرْآنِ، وَالفُرْقاَنِ، وَالهُدَى، وَالشِّفَاءِ، والبَيَانِ، وَالكِتَابِ، وأمْثَالِ ذلِكَ. فَإِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً، كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124] مـَا ذِكْرُهُ؟ فيُقَالُ لَه: هـُوَ القُرْآنُ. مَثَلاً، أَوْ مَا أَنْزَلَهُ من الكُتُبِ، فَإِنَّ الذِّكْرَ مَصْدَرٌ، والمَصْدَرُ تَارَةً يُضَافُ إِلَى الفَاعِلِ، وَتَارَةً إِلَى الْمَفعُولِ، فَإِذَا قِيلَ: ذِكْرُ اللَّهِ بِالْمَعْنَى الثَّانِي، كَانَ مَا يُذْكَرُ بِهِ؛ مِثْلُ قوْلِ العَبْدِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، والحمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ. وإِذَا قِيلَ بِالْمَعْنَى الأَوَّلِ، كَانَ: مَا يذكُرُهُ هُوَ، وهُوَ كلامُهُ، وهَذَا هُوَ المُرادُ في قولِهِ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي}؛ لأنَّهُ قَالَ قبلَ ذلِكَ: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} سُورَة طَه: 123 ، وَهُدَاهُ هُوَ مَا أَنْزَلَهُ من الذِّكرِ. وَقَالَ بَعْدَ ذلِكَ: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}. [سُورَةُ طَه: 125 - 126] وَالمقصُودُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الذِّكْرَ هُوَ كَلامُهُ الْمُنَزَّلُ، أَوْ هُوَ ذِكْرُ العَبْدِ لَهُ، فَسَوَاءٌ قِيلَ: ذِكْرِِي كِتَابِي، أَوْ: كَلاَمِي، أَوْ: هُدَايَ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ المُسَمَّى واحِدٌ).


النوع الأول من اختلاف التنوع :


اتحاد المسمى واختلاف العبارة


وهو أن يعبر المفسر عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخرمع اتحاد المسمى . بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة .


الألفاظ المترادفة : أن يكون للشيء الواحد عدد من الألفاظ تدل عليه كأسماء الأسد


الألفاظ المتباينة : هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة كالسيف والفرس


اللفاظ المتكافئة : هي الألفاظ التي تتفق في الدلالة على الذات وتختلف في الدلالة على الصفات كأسماء الله تعالى ، فكل اسم من أسماء الله تعالى يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ، ويدل أيضا على الصفة التي في الاسم الآخر بطريق اللزوم. ، فاسم الله العليم يدل على الذات والعلم بدلالة المطابقة ويدل على الصفات الأخرى بطريق اللزوم . وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسماء القرآن


فقوله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري ) : فإن كان المقصود تعيين المسمى عبرنا عنه بأي اسم : سواء كان اسما علما أو صفة


فالذكر : هو القرآن ، أو ماأنزله الله تعالى من الكتب ، أو ما يذكر به العبد ربه كالتسبيح والتحميد وغيره .


وإن كان المقصود معرفة ما في الاسم من صفة : فلا بد من قدر زائد على تعيين المسمى ، كمن يسأل عن معنى اسم القدوس أو السلام ، وقد علم أنه الله تعالى ، لكن مراده ما معنى كونه قدوسا أو سلاما .


وقد كان السلف يعبرون عن المسمى بعبارة تدل عينه ، وإن كان فيها من الصفة ما ليس في الاسم الآخر ، كأن يقول : القدوس هو الغفور والرحيم : أي أن المسمى واحد لا أن هذه الصفة هي هذه الصفة ،يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى


وهذا ليس اختلاف تضاد


ومثال آخر من القرآن لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه :


تفسيرهم : ( اهدنا الصراط المستقيم )


فبعضُهم قال: إنَّ الصراطَ هو القرآنُ. ومنهم مَن قال: إنَّ الصراطَ هو الإسلامُ. ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ. ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.


فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , كما ذَكرَ المصنِّفُ رحمهُ اللَّهُ


الصنف الثاني من اختلاف التنوع :


أن يذكر من الاسم العام أمثلة له :


وذلك على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه ، إذًا هذه قاعدةٌ مهِمَّةٌ وهي أنَّ الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِ أنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ،


مثالُ اختلافِ التنوُّعِ الراجعِ إلى التفسيرِ بالمثالِ قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ} ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ. فمَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ , وهو الصلاةُ المفروضةُ , وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.


ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك


فائدة التفسير بالمثال :


التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق .فالتفسير بالمثال لا يفيد الحصر ، فلو عمد مفسر متأخر إلى بيان عموم آية ذكر السلف فيها مثالات ، أو


أضاف مثالا لم يقل به السف والعموم يحتمله ، فإنه يقبل


تنبيهات تتعلق بأسباب النزول :


فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ


ذكر المصنف رحمه الله أن أسباب النزول من باب التفسير بالمثال :


ولو رجعتَ ـ مثلًا ـ إلى ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.


وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.


ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.


فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ وليس أن حكم الآية مختص بأولئك الأعيان دون غيرهم


.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الأولى 1436هـ/2-03-2015م, 10:08 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

تلخيص درس ( الحذف والتضمين )
اختلف علماء العربية في أحرف الجر وأحرف المعاني على قولين :
أولا : التعافب وهو : أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض ، وهو مذهب أهل الكوفة .
فهم يرون أن قوله تعالى : ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) أن حرف ( إلى ) تعاقب مع حرف ( مع ) أي نعجتك مع نعاجه
وفي قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) يقولون بتعاقب حرف ( إلى ) مع حرف (على) فيكون المعنى : من أنصاري مع الله
وقوله تعالى : ( عينا يشرب بها المقربون ) قولهم يتعاقب الحرف ( الباء) مع (من) قيقولن يشرب منها المقربون
ثانيا :التضمين وهو : أن الفعل إذا كانت الجادة أن يعدى بنفسه أو بحرف جر ،ثم خولف في الجادة وأتي بحرف آخر ، فيثبت معنى الفعل الأصلي ويثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر – أي المعنى الأصلي وزيادة ، وهو مذهب أهل البصرة ، وهو التحقيق وهو الصحيح إن شاء الله
وقوله تعالى : ( عينا يشرب بها المقربون ) يرون أن فعل الشرب بمعناه الأصلي وزيادة وهو الارتواء
وعلى هذا القول : فهم يرون قوله تعالى : ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) أن هنا تعدية الفعل بحرف جر لا يناسبه معناه أن الفعل تثبت له المعنى الأصلي مع معنى فعل مضمن في دلخله يتناسب مع حرف الجر فهو هنا سؤال مع الضم
في قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) فيكون المعنى : من يتوجه معي إلى الله أي من ينيب معي إلى الله .
وفي قوله تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ) فعدي فعل ( يرد) بالباء فهم تضمن هنا معناه الأصلي ومعنى زيادة أي ارادة مع هم
وهذا القول مبني على الاختصار في اللغة بلا تطويل وعمق في المعنى وهو من اعجاز هذه اللغة العظيمة

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 03:51 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر لأنه يتداخل مع ملاحظات التصحيح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
تلخيص درس ( الحذف والتضمين )
اختلف علماء العربية في أحرف الجر وأحرف المعاني على قولين : هذا الاختلاف يحدث فقط إذا تعدّى الفعل بحرف لا يتعدّى به في الجادة.

أولا : التعافب وهو : أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض ، وهو مذهب أهل الكوفة .
فهم يرون أن قوله تعالى : ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) أن حرف ( إلى ) تعاقب مع حرف ( مع ) أي نعجتك مع نعاجه
وفي قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) يقولون بتعاقب حرف ( إلى ) مع حرف (على) فيكون المعنى : من أنصاري مع الله
وقوله تعالى : ( عينا يشرب بها المقربون ) قولهم يتعاقب الحرف ( الباء) مع (من) قيقولن يشرب منها المقربون
ثانيا :التضمين وهو : أن الفعل إذا كانت الجادة أن يعدى بنفسه أو بحرف جر ،ثم خولف في الجادة وأتي بحرف آخر ، فيثبت معنى الفعل الأصلي ويثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر – أي المعنى الأصلي وزيادة ، وهو مذهب أهل البصرة ، وهو التحقيق وهو الصحيح إن شاء الله
وقوله تعالى : ( عينا يشرب بها المقربون ) يرون أن فعل الشرب بمعناه الأصلي وزيادة وهو الارتواء
وعلى هذا القول : فهم يرون قوله تعالى : ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) أن هنا تعدية الفعل بحرف جر لا يناسبه معناه أن الفعل تثبت له المعنى الأصلي مع معنى فعل مضمن في دلخله يتناسب مع حرف الجر فهو هنا سؤال مع الضم
في قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) فيكون المعنى : من يتوجه معي إلى الله أي من ينيب معي إلى الله .
وفي قوله تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ) فعدي فعل ( يرد) بالباء فهم تضمن هنا معناه الأصلي ومعنى زيادة أي ارادة مع هم
وهذا القول مبني على الاختصار في اللغة بلا تطويل وعمق في المعنى وهو من اعجاز هذه اللغة العظيمة


أحسن الله إليك أختي وبارك فيك ونفع بك.
الملخص مختصر كثيرا
هذا نموذج الإجابة الخاص بقائمة عناصر الدرس:

الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.

وهذا نموذج التلخيص لأحد الزملاء بتصرف يسير:

تلخيص درس "الحذف والتضمين"

عناصر الدرس:

• موضوع الدرس
• تمهيد
- بيان طريقة تعامل العرب مع الأفعال.
- اختلاف علماء العربية في أحرف الجر.

• القسم الأول التعاقب.
- معنى التعاقب.
- مثال التعاقب.


• القسم الثاني : التضمين:
- معنى التضمين.
- مثال التضمين.
- كيفية معرفة الفعل المضمن.
- علاقة قاعدة التضمين بالتفسير.
- بيان أن التضمين أفضل من التعاقب.

• خُلاصة الدرس.

***********

تلخيص الدرس

• موضوع الدرس
هو شرح قاعدة التضمين ، وبيان أفضليتها على التعاقب.
• تمهيد
- بيان طريقة تعامل العرب مع الأفعال.
طريقة تعامل العرب مع الأفعال انها تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته وهذا عند إرادة الاختصار لوجود فعلين في الجملة.

- اختلاف علماء العربية عند حصول تعدية للفعل بحرف لا يعدى به في الجادة.
اختلف علماء الكوفة والبصرة من النحويين في أحرف الجر على قسمين:-
1- التعاقب ، وهو مذهب أهل الكوفة.
2- التضمين ، وهو مذهب أهل البصرة ، وهو الراجح الصحيح.

• القسم الأول التعاقب.
- معنى التعاقب.
معناه أن يرد حرف مكان حرف آخر ، ويأخذ معناه.
- مثال التعاقب.
مثاله ما ورد في (إلى) في قولِه تعالى:{لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ}. يَرى أهلُ الكوفَةِ من النحويِّينَ أنها بمعنى (مع) أي: مع نِعاجِه؛ لأن الكوفيِّين يَرَوْنَ جوازَ التعاقُبِ بينَ الحروفِ.
وقوله تعالى : {لأصلبنكم في جذوع النخل} قالوا (فـي) بمعنى (على).

• القسم الثاني : التضمين:
- معنى التضمين.
معناه اختيار فعل أو شبه فعل يتناسب مع الفعل المذكور وحرف الجر المذكور .
- مثال التضمين.
مثاله : قولُه تعالى:{عَيْنًا يَشْرَبُ بها المُقَرَّبُونَ}لو قلتَ: يشربُ فيَرْوَى بها ويتلذَّذُ بها المقرَّبُون، فإنَّ المعنى يكونُ صحيحًا ، وقوله: {لأصلبنكم في جذوع النخل} فالتصليب أصلاً لا يكون إلا على الجذع ولكن (في) دلت على فعلٍ آخر ضُمنه الفعل (أصلب).

- كيفية معرفة الفعل المضمّن.
نبحث عن فعل يناسب الفعل المذكور والحرف المذكور والتضمين يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ، وبالنظر في كلام المفسرين والتطبيق عليها ، وبمعرفة حروف المعاني.

- علاقة قاعدة التضمين بالتفسير.
علاقة التضمين بالتفسير أنها من أعظم الفوائد في التفسير، فإن كان في التضمين دلالة على جزالة وفصاحة اللغة وغزارة معانيها مع قلة الألفاظ، فكلام الله أعظم كلام وبتطبيق هذه القاعدة تظهر معاني عظيمة لا تحصى مضمّنة في ألفاظ القرآن.

- علاقة هذه القاعدة باختلاف التنوع
ينتج عنه ظهور
أقوال متنوعة في التفسير وليست متضادة نتيجة اختلاف اجتهادات المفسرين في استنباط المعاني المضمنّة في الأفعال.

- لماذا يعتبر التضمين افضل من التعاقب.
وذلك لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
ومن أهم فوائده وأسباب رجحانه على التعاقب هو سد باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، كما في تفسيرهم لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}

• خُلاصة الدرس.
- بيان طريقة تعامل العرب مع الأفعال والحروف.
- أقسام اخلاف النحويين في أحرف الجر على مذهبين : الأول التعاقب وهو مذهب الكوفيين ، والثاني التضمين وهو مذهب البصريين.
- التعاقب معناه أن يرد حرف مكان حرف أخر ويأخذ معناه.
- التضمين معناه اختيار فعل أو شبه فعل يتناسب مع الفعل المذكور وحرف الجر المذكور.
- بيان أن التضمين أفضل من التعاقب ، وأنه عمل العرب الذين نزل القرآن بلغتهم عليه.
- التضمين ابلغ في اللغة من التعاقب .
- أهمية معرفة قاعدة التضمين ، وأنها من أعظم الفوائد في التفسير.
- التضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 10
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 88 %
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 جمادى الآخرة 1436هـ/17-04-2015م, 06:10 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي بداية تلخيص رسالة ابن رجب - لم تكتمل-

تلخيص تفسير قوله تعالى :


(إنما يخشى الله من عباده العلماء )


للحافظ ابن رجب الحنبلي


دلالة الأية :


1-اثبات الخشية للعلماء باتفاق


2-نفي الخشية عن غير العلماء على أصح القولين


3-نفي العلم عن غير أهل الخشية


الدلالة اللغوية في اثبات ( الخشية للعلماء) :


-( إنما ) تقتضي ثبوت المذكور بالاتفاق


-( إن ) تفيد الحصر


-(ما) فيها أقوال :


*الجمهور على أنها ( كأن)


*جمهور النحاة أنها الزائدة التي تدخل على : ( أن ، إن ، ليت ، لعل ، كأن ) وهي كافة مكفوفة


-اختصاص ( إن وأخواتها) بالأسماء


-دخول ( ما ) الكافة على (إن ) تبطل عملها فتدخل على الجملة الاسمية والفعلية


-لغة القرآن في (ما) النافية على لغة أهل الحجاز كافة ، وذهب بعض نحاة الكوفة إلى أنها مع ( إن وأخواتها) بمزلة ضمير الشأن في التفخيم والابهام ، والجملة بعده مفسرة أو مخبرة بها عنه


-وقيل : لا يمتنع أن تكون ( ما) في الآية بمعنى الذي وهي لجماعة العقلاء ، وخبرها : العلماء ، والعائد مستتر في يخشى . كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.


-ذهبت طائفة من الأصوليين وأهل البيان إلى أن ( ما) نافية وأنها تفيد الحصر


فـ ( إن ) أفادت اثبات الحكم للعلماء و( ما) أفادت النفي عما عداه،


ودليلهم :


قول أبي علي الفارسي في كتاب ( الشيرازيات) أن العرب عاملوا (إنما) معاملة النفي و ( إلا ) في فصل الضمير لقوله : ( وإنما يدفع عن أحسابهم أنا أو مثلي)


وهذا المذكور باطل باتفاق أهل المعرفة ودليلهم مردود


-ومما سبق نرى اتفاق الجميع على أن ( إنما ) تفيد تأكيد ثبوت المذكور ، وإن اختلفوا في معنى ( ما) إلا أن اثبات المذكور لا خلاف فيه لأن ( إن ) تفيد التأكيد


الدلالة اللغوية في اثبات ( نفي الخشية عن غير العلماء في أصح القولين )


-قال بعض أهل العلم أنه من صيغة ( إنما) سواء (ما) على قول الجمهور ( كأن) أو أنها الكافة فدخولها على ( إن ) أفاد الحصر وهو الصحيح وهو قول كبار من علماء الحنابلة كالقاضي وابن عقيل والحلواني والشيخ موفق الدين وفخر الدين إسماعيل بن علي صاحب ابن المنّي، وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين كالقاضي أبي بكرٍ، وغيره، وكثيرٌ من النحاة وغيرهم، بل قد حكاه أبو علي فيما ذكره الرازيّ عن النحاة جملةً،


-اختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق أم المفهوم :


-اختار بعض أهل العلم أن ( إنما ) دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء، وهو قول أبي حامد وأبي الطيب من الشافعية والجرجاني من الحنفية ، ومن الحنابلة القاضي على أحد قوليه ، وصاحب ابن المنى والشيخ موفق الدين وذهب غيرهم إلى أن دلالتها بطريق المفهوم: وهو قول أكثر الحنفية والمتكلمين.


-اختلفوا هل دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر؟


-قالت طائفة : تدل على الحصر ظاهرا ويحتمل التأكيد.وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء


وهو يشبه قول من يرى أن دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النص .


وقالت طائفة وهم ممن جعلها كالمستثنى ورأوا أن دلالتها على النفي والاثبات بطريق النص,


ومن قال أن الاستثناء ليس لاثبات النقيض بل لدفع الحكم ، إما مطلقا أو في الاستثناء من الاثبات وحده ، جعلوه من باب المفهوم الذي ينفونه . وهم قسمان :


أحدهما : من لا يرى المفهوم حجة بالكلية كالحنفية ومن وافقهم من المتكلمين


الثاني :من يراه حجة في الجملة وينفيه هاهنا ، لقيام الدليل عنده أنه لا مفهوم لها


وذلك لأنهم يرون :


*أن ( إنما ) مركبة من ( إن ) المؤكدة و ( ما) الزائدة الكافة وقد تفيد التقوية، وهذا لا يحدث معنى أخر .


وهذا القول يجاب عنه بوجوه :


أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل.


وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم)


الثاني :لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به.


الثالث : أن دلالة ( إنما ) على الحصر بالعرف لا بالأصل اللغوي، وهذا قول شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره


كقوله تعالى : {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم} ، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق ، فقولهم الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصبح بمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدوم ، لأان فيه ضرر محض ولا نفع فيه ألبتة .


ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الكفار فقال: "ليسوا بشيء


ومثل هذا قوله تعالى عن النسوة في يوسف عليه السلام : ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )


وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي تردّه اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان إنّما المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدّق عليه ولا يسأل الناس إلحافًا"


فهو نفي لحقيقة الاسم من جهة المعنى الذي يجب اعتباره


ومثله :


قال صلى الله عليه وسلم : "ما تعدّون المفلس فيكم؟ " قالوا: الذي لا درهم له ولا دينار قال: "ليس ذلك بالمفلس، ولكنّ المفلس من يأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال ويجيء وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا لم يتبقّ له حسنةٌ أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثمّ ألقي في النار"


وقال: "ما تعدّون الرقوب فيكم؟ "


قالوا: الرقوب من لا يولد له.


قال: "الرقوب من لم يقدّم من ولده شيئا".


وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "


وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس


.


*أنها وردت في القرآن لغير الحصر في مواضع كثيرة :


{إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.


وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص.


وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،


وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ.


فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.


وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ} ، وممّا يبيّن عدم إفادتها للحصر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ".


فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" فلو كانت "إنّما" للحصر لبطلت أن تكون سائر آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته سوى القرآن آياتٍ له


وأما قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، وقوله: {إنّما أًنت منذرٌ}.


ونحو ذلك، فالجواب عنه أن يقال: الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو} ، ونحو ذلك.


وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام.


فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية.


وكذلك قوله: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.


فإنّ المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك


والصواب في ذلك :


أنها تدل على الحصرونفي الخشية عن غير العلماء لما تقدم من الأدلة



كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.


وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.


وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}.


و كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}.


وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره} ، ونحو ذلك.


ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.


دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية :


قال شيخ الاسلام ابن تيمية : أن الآية حصرت الخشية في العلماء ونفي العلن عن غير أهل الخشية متلازمين كقوله تعالى : ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ) ففيه الحصر أن إنذاره لمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب لأنه المختص بالقبول والنتفاع


ومثلها قوله تعالى: ( إنما أنت منذر من يخشاها ) فقد انحصرالانذار فيمن يخشى يوم القيامة لأنه المنتفع


هل تثبت الخشية للعلماء كلهم أم ثبوتها للجنس ؟


الصحيح أنها ثابتة لكل واحد من العلماء ودليله :


أولا : الحصر أفاد حصر الخشية في العلماء وأن كل من خشي الله عالم


ثانيا : العلة المقتضية للحكم هي التي يتوقف تأثيرها على وجود الشروط وانتفاء الموانع ، والمقصود أنه إن كان العلم سببا مقتضيا للخشية كان ثبوت الخشية تماما لجميع أفراد العلماء لا تتخلف إلا لوجود مانع ونحوه


الخشية كما فسرها السلف :




.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 رجب 1436هـ/29-04-2015م, 08:12 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

فهرسة باب ( آخر ما نزل من القرآن )


باب : آخر ما نزل من القرآن





فهرسة :


آخر ما نزل من القرآن


أقوال السلف في آخر ما نزل من القرآن :


-القول الأول : سورة النصر


أثر ابن عباس قال : آخر سورة أنزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح) ذكره الامام مسلم في صحيحه و الكلبيفي التسهيل والذهبي في تاريخ الاسلام وابن كثير في تفسيره وابن ابي شيبة العبسي في مصنفه والسيوطي في الاتقان


قال الزرقاني في مناهل العرفان: يحتمل أنها آخر ما نزل من السور


-القول الثاني : سورة براءة :


عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا: ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن


عن أبي اسحاق قال : سمعت البراء يقول : ( آخر سورة نزلت براءة ) ذكره الضيرسي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الاسلام وابن كثير في تفسيره حكاية عن البخاري وابن شيبة العبسي في مصنفه



-القول الثالث : سورة المائدة


عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدةذكره ابن كثير في تفسيره


عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة سنن سعيد بن منصور


عن أبي إسحاق قال فيما رواه البخاري ومسلم : سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة


عن جبير بن نفيل قال : حججت فدخلت على عائشة فقالت لي : ياجبير : أتقرأ المائدة ؟ قلت : نعم ، فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه – ذكره السيوطي في الدر المنثور


قال الزرقاني في مناهل العرفان : أن السورة آخر ما نزل في تشريع الجهاد وليس اطلاقا .


القول الرابع :قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )


عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوماذكره البيهقي


عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه


عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن


)


القول الخامس : آية الكلالة


روى البخاري عن البراء بن مالك قال : ( آخر آية نزلت : ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) وذكره أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه ، وابن الضريس البجلي في فضائل القرآن ونقله ابن كثير في تفسيره والبلقيني


وقال الزرقاني في مناهل العرفان أن الخبر محمول على أنها آخر ما نزل في المواريث


القول السادس : آية الربا


عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأسحكاه البيهقيوأبو عبيد في فضائل القرآن


عن عمر رضي الله عنه قال : آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وأن النبي صبى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن )


-القول السابع :آية الربا والدين :


عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدينذكره أبو عبيد في فضائل القرآن


توجيه الاختلاف في أيات سورة البقرة :


قال الزرقاني :


ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.


أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون. َ}


-القول الثامن : آخر التوبة :


قال أبي بن كعب : إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى قوله تعالى : ( وهو رب العرش العظيم ) ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن


روي عن الزهري أنه قال :وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ


وقال الزرقاني في مناهل العرفان : أنها آخر ما نزل من التوبة لا آخر مطلق


القول التاسع : ( اليوم أكملت لكم دينكم )


روى علم الدين السخاوي : ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة في جمال القراء


وذكر السيوطي والزرقاني شبهة في هذا المقام من أن الآية صريحة بأنها أكملت الدين ونزلت في عرفة ذلك اليوم المشهود ، وقال الزرقاني في مناهل العرفان وهو رأي السيوطي سابقا : أن اكمال الدين هو انجاحه واقراره واجلاء الكفار عن البلد الحرام


القول العاشر : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ) إلى آخرها


عن أم سلمة قالت : آخر ما نزل هذه الآية : ( فاستجاب لهم ربهم ... ) وذلك أنها قالت : يارسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) ونزلت : ( إن المسلمين والمسلمات ) ونزلت هذه الآية وكانت آخر الثلاثة نزولا أخرجه ابن مردويه


وليس فيه إلا أنها أخر الثلاثة نزولا


القول الحادي عشر : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )


أخرج ابن جرير عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الدنيا على الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله راض عنه ) قال أنس : وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )


القول الثاني والعشرين : ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما )ذكره السيوطي نقلا عن امام الحرمين في البرهان


وتعقبه ابن الحصار وقال السورة مكية باتفاق


قول غريب : أن آخر ما نزل : ( فمن كان يرجو لقاء ربه )


أخرجه ابن جرير الطبري عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية ( فمن كان يرجو لقاء ربه ) وقال إنها آخر ما نزل ، ووجهه ابن كثير أنه لعله يقصد أنه لم تنزل آية تنسخها وذكره السيوطي في التحبير


سبب الاختلاف في الأقوال :


قال القاضي أبو بكر في الانتصار وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .


ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيبنقله الزركشي في البرهان عن القاضي أبي بكر في الانتصار



كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن وامتثال أمره


روى الامام أحمد عن معاوية بن صالح أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : القرآنذكره ابن كثير في تفسيره


-فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم اعلام بقرب موته


عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناهذكره الذهبي في تاريخ الاسلام).



لا يبدأ بالبسملة في سورة براءة :


وإنّما لا يبسمل في أوّلها؛ لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: عن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطولذكرها ابن كثير في تفسيره حكاية عن البخار ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من طرق آخر عن عوف الأعرابي وقال الحاكم صحيح الاسناد).


-آخر ما كتب في جمع أبي بكر للمصحف :


عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.


فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.


قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).


قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن }).



آخر ما نزل في العهد المكي الأول : ( قبل الهجرة )


-سورة النبأ أخر العهد المكي الأول الذي نزل قبل الهجرة ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ


-سورة النبأ ليس فيها ناسخ ولا منسوخ فهي آخر المكي الأول ذكره علم الدين السخاوي في جمال القراء


واختلفوا في المطففين فقال ابن عباس مدنية وقال عطاء آخر ما نزل في مكة : قاله الزركشي في البرهان -

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م, 12:14 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي تلخيص رسالة ابن رجب رحمه الله

تلخيص تفسير قوله تعالى :
(إنما يخشى الله من عباده العلماء )
للحافظ ابن رجب الحنبلي
دلالة الأية :
1-اثبات الخشية للعلماء باتفاق
2-نفي الخشية عن غير العلماء على أصح القولين
3-نفي العلم عن غير أهل الخشية
الدلالة اللغوية في اثبات ( الخشية للعلماء) :
-( إنما ) تقتضي ثبوت المذكور بالاتفاق
-( إن ) تفيد الحصر
-(ما) فيها أقوال :
*الجمهور على أنها ( كأن)
*جمهور النحاة أنها الزائدة التي تدخل على : ( أن ، إن ، ليت ، لعل ، كأن ) وهي كافة مكفوفة
-اختصاص ( إن وأخواتها) بالأسماء
-دخول ( ما ) الكافة على (إن ) تبطل عملها فتدخل على الجملة الاسمية والفعلية
-لغة القرآن في (ما) النافية على لغة أهل الحجاز كافة ، وذهب بعض نحاة الكوفة إلى أنها مع ( إن وأخواتها) بمزلة ضمير الشأن في التفخيم والابهام ، والجملة بعده مفسرة أو مخبرة بها عنه
-وقيل : لا يمتنع أن تكون ( ما) في الآية بمعنى الذي وهي لجماعة العقلاء ، وخبرها : العلماء ، والعائد مستتر في يخشى . كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.
-ذهبت طائفة من الأصوليين وأهل البيان إلى أن ( ما) نافية وأنها تفيد الحصر
فـ ( إن ) أفادت اثبات الحكم للعلماء و( ما) أفادت النفي عما عداه،
ودليلهم :
قول أبي علي الفارسي في كتاب ( الشيرازيات) أن العرب عاملوا (إنما) معاملة النفي و ( إلا ) في فصل الضمير لقوله : ( وإنما يدفع عن أحسابهم أنا أو مثلي)
وهذا المذكور باطل باتفاق أهل المعرفة ودليلهم مردود
-ومما سبق نرى اتفاق الجميع على أن ( إنما ) تفيد تأكيد ثبوت المذكور ، وإن اختلفوا في معنى ( ما) إلا أن اثبات المذكور لا خلاف فيه لأن ( إن ) تفيد التأكيد
الدلالة اللغوية في اثبات ( نفي الخشية عن غير العلماء في أصح القولين )
-قال بعض أهل العلم أنه من صيغة ( إنما) سواء (ما) على قول الجمهور ( كأن) أو أنها الكافة فدخولها على ( إن ) أفاد الحصر وهو الصحيح وهو قول كبار من علماء الحنابلة كالقاضي وابن عقيل والحلواني والشيخ موفق الدين وفخر الدين إسماعيل بن علي صاحب ابن المنّي، وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين كالقاضي أبي بكرٍ، وغيره، وكثيرٌ من النحاة وغيرهم، بل قد حكاه أبو علي فيما ذكره الرازيّ عن النحاة جملةً،
-اختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق أم المفهوم :
-اختار بعض أهل العلم أن ( إنما ) دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء، وهو قول أبي حامد وأبي الطيب من الشافعية والجرجاني من الحنفية ، ومن الحنابلة القاضي على أحد قوليه ، وصاحب ابن المنى والشيخ موفق الدين وذهب غيرهم إلى أن دلالتها بطريق المفهوم: وهو قول أكثر الحنفية والمتكلمين.
-اختلفوا هل دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر؟
-قالت طائفة : تدل على الحصر ظاهرا ويحتمل التأكيد.وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء
وهو يشبه قول من يرى أن دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النص .
وقالت طائفة وهم ممن جعلها كالمستثنى ورأوا أن دلالتها على النفي والاثبات بطريق النص,
ومن قال أن الاستثناء ليس لاثبات النقيض بل لدفع الحكم ، إما مطلقا أو في الاستثناء من الاثبات وحده ، جعلوه من باب المفهوم الذي ينفونه . وهم قسمان :
أحدهما : من لا يرى المفهوم حجة بالكلية كالحنفية ومن وافقهم من المتكلمين
الثاني :من يراه حجة في الجملة وينفيه هاهنا ، لقيام الدليل عنده أنه لا مفهوم لها
وذلك لأنهم يرون :
*أن ( إنما ) مركبة من ( إن ) المؤكدة و ( ما) الزائدة الكافة وقد تفيد التقوية، وهذا لا يحدث معنى أخر .
وهذا القول يجاب عنه بوجوه :
أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل.
وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم)
الثاني :لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به.
الثالث : أن دلالة ( إنما ) على الحصر بالعرف لا بالأصل اللغوي، وهذا قول شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره
كقوله تعالى : {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم} ، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق ، فقولهم الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصبح بمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدوم ، لأان فيه ضرر محض ولا نفع فيه ألبتة .
ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الكفار فقال: "ليسوا بشيء
ومثل هذا قوله تعالى عن النسوة في يوسف عليه السلام : ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )
وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي تردّه اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان إنّما المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدّق عليه ولا يسأل الناس إلحافًا"
فهو نفي لحقيقة الاسم من جهة المعنى الذي يجب اعتباره
ومثله :
قال صلى الله عليه وسلم : "ما تعدّون المفلس فيكم؟ " قالوا: الذي لا درهم له ولا دينار قال: "ليس ذلك بالمفلس، ولكنّ المفلس من يأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال ويجيء وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا لم يتبقّ له حسنةٌ أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثمّ ألقي في النار"
وقال: "ما تعدّون الرقوب فيكم؟ "
قالوا: الرقوب من لا يولد له.
قال: "الرقوب من لم يقدّم من ولده شيئا".
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس
.
*أنها وردت في القرآن لغير الحصر في مواضع كثيرة :
{إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،
وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ} ، وممّا يبيّن عدم إفادتها للحصر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ".
فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" فلو كانت "إنّما" للحصر لبطلت أن تكون سائر آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته سوى القرآن آياتٍ له
وأما قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، وقوله: {إنّما أًنت منذرٌ}.
ونحو ذلك، فالجواب عنه أن يقال: الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو} ، ونحو ذلك.
وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام.
فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية.
وكذلك قوله: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّ المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك
والصواب في ذلك :
أنها تدل على الحصرونفي الخشية عن غير العلماء لما تقدم من الأدلة
كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.
وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}.
و كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}.
وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره} ، ونحو ذلك.
ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : أن الآية حصرت الخشية في العلماء ونفي العلن عن غير أهل الخشية متلازمين كقوله تعالى : ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ) ففيه الحصر أن إنذاره لمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب لأنه المختص بالقبول والنتفاع
ومثلها قوله تعالى: ( إنما أنت منذر من يخشاها ) فقد انحصرالانذار فيمن يخشى يوم القيامة لأنه المنتفع
هل تثبت الخشية للعلماء كلهم أم ثبوتها للجنس ؟
الصحيح أنها ثابتة لكل واحد من العلماء ودليله :
أولا : الحصر أفاد حصر الخشية في العلماء وأن كل من خشي الله عالم
ثانيا : العلة المقتضية للحكم هي التي يتوقف تأثيرها على وجود الشروط وانتفاء الموانع ، والمقصود أنه إن كان العلم سببا مقتضيا للخشية كان ثبوت الخشية تماما لجميع أفراد العلماء لا تتخلف إلا لوجود مانع ونحوه
العلم الذي يستوجب الخشية كما فسرها السلف:
أولا : العلم بالله ومعرفته :
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.
وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ
وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه
:
وقال رجلٌ للشعبي: أفتني أيها العالم فقال: "إنما العالم من يخاف اللّه ".
وعن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة العلم: خشية اللّه عز وجل ".
وسئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟
قال: "أتقاهم لربّه ".
وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119
ثانيا : موافقة العمل للعلم
عن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّهعزّ وجلّ
وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا
وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟
قال: الذين يعملون بما يعلمون
ثالثا : المداوة على ذكر الله
ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان فتزيد الخشية، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة
وفي الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟
قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادتهوإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
رابعا : الاعراض عن الدنيا :
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
منه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه
خامسا : التحصن بالعلم فإن الجهل رأس كل داء
قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ".
وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخ أو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عن معصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ".
وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد".
رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك.
وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".
وقال عكرمة: "الدنيا كلّها جهالةٌ".
وعن الحسن البصريّ أنه سئل عنها فقال: "هم قومٌ لم يعلموا ما لهم مما عليهم، قيل له: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالةٌ
سادسا :مراقبة الله والحذر من الغفلة
والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
والشهوة وحدها، لا يستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
العلم الحق يستوجب الخشية :
ومما يبيّن أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وجوه:
إحداها: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" ".
وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه
الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك.
ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور،
الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا
الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه
الخامس: أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل
الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها،
الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل،
الايمان يزيد وينقص :
الصحيح المشهور عن الإمام أحمد الذي عليه أكثر أصحابه وأكثر علماء السنة من جميع الطوائف؛ أنّ ما في القلب من التصديق والمعرفة يقبل الزيادة والنقصان، فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه
شروط العلم النافع:
تصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".
الأصل تمام الخشية لا أصلها :
القول الصحيح الذي عليه السلف وأئمة السنة أنه يصحّ التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ خلافًا لبعض المعتزلة، فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر
الجهل إما بسيط وإما مركب :
الزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فاصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب، ولهذا يسمّى حال فعل السيئات الجاهلية، فإن صاحبها في حال جاهليةٍ، ولهذا كان الشيطان يزيّن السيئات ويأمر بها، ويذكر ما فيها من المحاسن التي يظنّ أنها منافع لا مضارّ كما أخبر اللّه عنه في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.
قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
وقال تعالى: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا}.
وقال: {كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم ثمّ إلى ربّهم مرجعهم فينبّئهم بما كانوا يعملون (108)}.
وتزيين أعمالهم يكون بواسطة الملائكة والأنبياء والمؤمنين للخير.
وتزيين شياطين الإنس والجن للشر، وقال تعالى: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم}.
ومثل هذا كثيرٌ فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها،
حالات التوبة :
-التوبة من ذنب لا يقتضي التوبة من غيره
قد يقع البعض في ذنبيين ولكن أحد الذنبين أقبح من الآخر، و قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.
-ما بين الذنب والتوبة :
إنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
وقد دلّ على ذلك القرآن في غير موضع، وإذا قدّر أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية، وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة" ويكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها
. هل يمكن عودالتائب إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
وقد اختلف الناس في التائب، على قولين معروفين:
القول الأول : بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.
التوبة إذا استكملت شروطها، هل يجزم بقبولها؟
على قولين:
القول الأول : لا يجزم بذلك : فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك، ولكنّ أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.
هل يُغفر للمذنب بلا توبة ؟
وإن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ:
فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة
وإن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).
وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
ولهذا قال بعض السلف: عدّ أن المسيء قد عفي عنه.
أليس قد فاته ثواب المحسنين؟
ولولا أنّ اللّه تعالى رضّى أهل الجنة كلّهم بما حصل لهم من المنازل لتقطعت أصحاب اليمين حسرات مما فاتهم من منازل المقربين مع إمكان مشاركتهم لهم في أعمالهم التي نالوا بها منازلهم العالية، وقد جاء في الأحاديث والآثار أنهم يقولون: ألم نكن مع هؤلاء في الدنيا؟ فيقال: كنتم تفطرون، وكانوا يصومون، وكنتم تنامون، وكانوا يقومون، وكنتم تبخلون، وكانوا ينفقون، ونحو ذلك.
وكذلك جاء: "أنّ الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فما تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، فيستبشرون بريحه فيقولون: واهًا لهذه الريح، هذا رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه ".
هذا قد روي من حديث ابن مسعودٍ مرفوعًا، وروي من كلام كعبٍ.
ومنها: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه.
وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً، وقد أخبر بذلك بعض المحتضرين في زمان السلف عند احتضاره وكان أغمي عليه حتى ظنّ أنه مات، ثم أفاق فأخبر بذلك.
وجاء تصديق ذلك في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟
هل حديث النجوى في حق التائب فقط ؟
ولهذا في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له " ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.
وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه " ثم في رواية ابن المنادي وغير: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".
وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني.
واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍ: "بالموقف واسوءتاه منك وإن عفوت ".
المقصود هنا أن آلام الذنوب ومشاقّها وشداتها التي تزيد على لذاتها أضعافًا مضاعفةً، لا يتخلف عن صاحبها، لا مع توبة ولا عفوٍ، فكيف إذا لم يوجد واحدٌ
منهما،
أثر الذنب :
فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
وقال: {ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون}.
والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن ".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مالك بن دينارٍ، قال: "إن للّه عقوبات فتعاهدوهنّ من أنفسكم في القلوب والأبدان: ضنكٌ في المعيشة، ووهن فى العبادة، وسخطٌ في الرزق ".
وعنه أنه قال: "ما ضرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظم من قسوة القلب ".
أثر الطاعة :
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه ".
ومن فسّرها بالقناعة، فهو صحيح أيضًا، ومن أنواع الحياة الطيبة الرضى
بالمعيشة فإنّ الرّضى، كما قال عبد الواحد بن زيدٍ:"جنة الدنيا ومستراح العابدين ".
وقال تعالى: {وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يمتّعكم متاعًا حسنًا إلى أجلٍ مسمًّى ويؤت كلّ ذي فضلٍ فضله}.
وقال: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين (148)}.
كما قال عن إبراهيم عليه السلام:{وآتيناه في الدّنيا حسنةً وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين (122)}.
ومثل هذا كثيرٌ في القرآن.
فما في الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين.
أمر ثابتٌ بالنصوص المستفيضة وهو مشهودٌ محسوسٌ يدركه بالذوق والوجد من حصل له ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته، والآثار عن السلف والمشايخ العارفين في هذا الباب كثيرةٌ موجودةٌ حتّى كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
وقال آخر: "لو علموا ما نحن فيه لقتلونا ودخلوا فيه ".
وقال أبو سليمان: "أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهمولولا الليل ما أحببت البقاء في الدّنيا".
وقال: "إنه ليمرّ على القلب أوقاتٌ يضحك فيها ضحكًا".
وقال ابن المبارك وغيره: "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة اللّه ".
وقال آخر: "أوجدني اللّه قلبًا طيبًا حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فإنّهم في عيشٍ طيب ".
وقال مالك بن دينار: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر اللّه ".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن ".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار
هل العقل قابل لتحكيم الشرع ؟
وأصله النزاع في هل للعقل مدخل للتحسين والتقبيح ؟؟
القول الأول :
أكثر أهل العلمكأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً
وأما من قال : بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.
رحمة الله بعباده بشرعه :
والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء ألبتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف،
وحاصل الأمر ما قاله قتادة وغيره من السلف: إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره
ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.
وقال تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلّا بإذن اللّه ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102) ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خيرٌ لو كانوا يعلمون (103)}.
فأخبر أنهم علموا أنّ من اشتراه أي تعوض به في الدنيا فلا خلاق له في الآخرة ثم قال: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} ، فيدلّ هذا على أنّهم لم يعلموا سوء ما شروا به أنفسهم
أقوال أهل العلم في الجمع بين اثبات العلم ونفيه في قوله تعالى : ( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق )
القول الأول : قالت طائفة منهم: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون ، ورد ابن جرير هذا القول
القول الثاني : أخبر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده، وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته .
القول الثالث : إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون
القول الرابع : إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة
القول الخامس : وهو الصحيح بإذن الله : علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم، وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.
ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا
. ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
ويتضح هنا أثر المعصية على الطاعة : كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته، ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".
أكمل أحوال العلم المستلزم للخشية :
على الوجه الأول المذكور يستلزم الخشية العلم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف، كما تقدّم،
وعلى الوجوه الأخر تكون الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر.
وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.
وقد ذكر الحافظ أبو أحمد بن عن سفيان بن عيينة:أنه قال "عالمٌ باللّه عالمٌ بالعلم، عالمٌ باللّه ليس بعالمٍ بالعلم عالمٌ بالعلم ليس بعالم باللّه "، قال: قلت لإسحاق: فهمنيه واشرحه لي، قال: عالمٌ باللّه عالمٌ بالعلم، حماد بن سلمة، عالمٌ باللّه ليس بعالم بالعلم مثل أبي الحجاج العابد، عالمٌ بالعلم ليس بعالم باللّه فلانٌ وفلانٌ وذكر بعض الفقهاء.
وروى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.
وأما بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم، فإنّ العلم له موجب ومقتضى
وهو اتباعه والاهتداء به وصدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل
حال من علم الحق ولم يعمل به ؟
فإذا سلب العلم فقد العقل والسمع والبصر وثبت الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛ من باب واحدٍ وهو سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، وهو بابٌ واسعٌ وأمثلته كثيرةٌ في الكتاب والسّنّة
وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
ويقال أيضًا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م, 04:43 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
تلخيص ( اختلاف التنوع)



قولُه: (فَصْلٌ في خلافِ السَّلفِ في التفسيرِ، وأنه خلافُ تنوُّعٍ , وَالْخِلاَفُ بَيْنَ السَّلفِ في التَّفسيرِ قَلِيلٌ، وَخِلافُهُم في الأحْكَامِ أَكْثَرُ منْ خِلافِهِمْ في التَّفسيرِ، وغَالبُ ما يَصِحُّ عَنْهُمْ من الخِلافِ يَرْجِعُ إِلَى اخْتِلاَفِ تَنَوُّعٍ , لا اختلافِ تضادٍّ)
لا داعي لكتابة المتن في الملخص أبدا.


أنواعِ الاختلافِ الواردِ عن السَّلفِ وهو نوعان: اختلافُ تنوُّعٍ واختلافُ تضادٍّ،
قبل الدخول في أنواع الاختلاف مباشرة يجب الإشارة إلى مقدمات الشراح على الدرس لأنها مهمة

واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ؛ أي: أن اختلافَ التنوُّعِ ينقسمُ إلى قسمين:


قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.


قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


أما اختلافُ التضادِّ فهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ،
أين مثاله؟؟

قولُه: (وَذَلِكَ صِنْفَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ، مَعَ اتِّحادِ الْمُسَمَّى، بِمنْزِلَةِ الأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ، كَمَا قِيلَ في اسْمِ السَّيفِ: الصَّارمُ والْمُهَنَّدُ، وَذَلِكَ مِثْلُ أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى، وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ؛ فَإنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ كُلَّهَا تَدُلُّ عَلَى مُسَمًّى واحِدٍ.


فَلَيْسَ دُعَاؤُهُ بِاسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُضَادًّا لِدُعائِهِ بِاسْمٍ آخَرَ، بَلْ إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قَالَ تعالَى: {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ} [سُورَة الإِسْرَاءِ: 110]،وَكُلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ.


ومَنْ أَنكَرَ دِلاَلَةَ أَسْمَائِهِ عَلَى صِفَاتِهِ مِمَّنْ يَدَّعِي الظَّاهرَ فَقَولُهُ منْ جِِنْسِ قَوْلِ غُلاةِ البَاطِنِيَّةِ القَرَامِطَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لا يُقالُ هُوَ حَيٌّ وَلا لَيْسَ بحَيٍّ، بَلْ يَنْفُونَ عَنْهُ النَّقيضَيْنِ، فَإِنَّ أُولَئِكَ القَرَامِطَةَ البَاطنيَّةَ لا يُنْكِرُونَ اسْمًا هُوَ عَلَمٌ مَحْضٌ كَالمُضْمَراتِ، وَإنَّمَا يُنْكِرُونَ مَا في أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى منْ صِفَاتِ الإثْبَاتِ، فَمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى مَقْصُودِهِمْ كانَ – مَعَ دَعْوَاهُ الْغُلُوَّ فِي الظَّاهِرِ – مُوَافقًا لِغُلاَةِ الباَطنيَّةِ فِي ذَلِكَ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِ ذَلكَ.


وَإنـَّما المقصودُ أنَّ كُلَّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ عَلَى ذَاتِهِ، وَعَلَى مَا فِي الاسْمِ منْ صِفَاتِهِ، وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي في الاسْمِ الآخَرِ بِطَرِيقِ اللُّزُومِ.


وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلُ: مُحَمَّدٍ، وَأَحمَدَ، والمَاحِي، وَالْحَاشِرِ، وَالعَاقِبِ، وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ القرآنِ مِثْلُ: القُرْآنِ، وَالفُرْقاَنِ، وَالهُدَى، وَالشِّفَاءِ، والبَيَانِ، وَالكِتَابِ، وأمْثَالِ ذلِكَ. فَإِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً، كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124] مـَا ذِكْرُهُ؟ فيُقَالُ لَه: هـُوَ القُرْآنُ. مَثَلاً، أَوْ مَا أَنْزَلَهُ من الكُتُبِ، فَإِنَّ الذِّكْرَ مَصْدَرٌ، والمَصْدَرُ تَارَةً يُضَافُ إِلَى الفَاعِلِ، وَتَارَةً إِلَى الْمَفعُولِ، فَإِذَا قِيلَ: ذِكْرُ اللَّهِ بِالْمَعْنَى الثَّانِي، كَانَ مَا يُذْكَرُ بِهِ؛ مِثْلُ قوْلِ العَبْدِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، والحمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ. وإِذَا قِيلَ بِالْمَعْنَى الأَوَّلِ، كَانَ: مَا يذكُرُهُ هُوَ، وهُوَ كلامُهُ، وهَذَا هُوَ المُرادُ في قولِهِ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي}؛ لأنَّهُ قَالَ قبلَ ذلِكَ: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} سُورَة طَه: 123 ، وَهُدَاهُ هُوَ مَا أَنْزَلَهُ من الذِّكرِ. وَقَالَ بَعْدَ ذلِكَ: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}. [سُورَةُ طَه: 125 - 126] وَالمقصُودُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الذِّكْرَ هُوَ كَلامُهُ الْمُنَزَّلُ، أَوْ هُوَ ذِكْرُ العَبْدِ لَهُ، فَسَوَاءٌ قِيلَ: ذِكْرِِي كِتَابِي، أَوْ: كَلاَمِي، أَوْ: هُدَايَ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ المُسَمَّى واحِدٌ).


النوع الأول من اختلاف التنوع :


اتحاد المسمى واختلاف العبارة


وهو أن يعبر المفسر عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخرمع اتحاد المسمى . بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة .


الألفاظ المترادفة : أن يكون للشيء الواحد عدد من الألفاظ تدل عليه كأسماء الأسد


الألفاظ المتباينة : هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة كالسيف والفرس


اللفاظ المتكافئة : هي الألفاظ التي تتفق في الدلالة على الذات وتختلف في الدلالة على الصفات كأسماء الله تعالى ، فكل اسم من أسماء الله تعالى يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ، ويدل أيضا على الصفة التي في الاسم الآخر بطريق اللزوم. ، فاسم الله العليم يدل على الذات والعلم بدلالة المطابقة ويدل على الصفات الأخرى بطريق اللزوم . وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسماء القرآن


فقوله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري ) : فإن كان المقصود تعيين المسمى عبرنا عنه بأي اسم : سواء كان اسما علما أو صفة


فالذكر : هو القرآن ، أو ماأنزله الله تعالى من الكتب ، أو ما يذكر به العبد ربه كالتسبيح والتحميد وغيره .


وإن كان المقصود معرفة ما في الاسم من صفة : فلا بد من قدر زائد على تعيين المسمى ، كمن يسأل عن معنى اسم القدوس أو السلام ، وقد علم أنه الله تعالى ، لكن مراده ما معنى كونه قدوسا أو سلاما .


وقد كان السلف يعبرون عن المسمى بعبارة تدل عينه ، وإن كان فيها من الصفة ما ليس في الاسم الآخر ، كأن يقول : القدوس هو الغفور والرحيم : أي أن المسمى واحد لا أن هذه الصفة هي هذه الصفة ،يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى
هذا الكلام في مسألة مستقلة، وهي: الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة وعلى العين في التفسير.
ومسألة: أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

وهذا ليس اختلاف تضاد


ومثال آخر من القرآن لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه :


تفسيرهم : ( اهدنا الصراط المستقيم )


فبعضُهم قال: إنَّ الصراطَ هو القرآنُ. ومنهم مَن قال: إنَّ الصراطَ هو الإسلامُ. ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ. ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.


فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , كما ذَكرَ المصنِّفُ رحمهُ اللَّهُ


الصنف الثاني من اختلاف التنوع :


أن يذكر من الاسم العام أمثلة له :


وذلك على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه ، إذًا هذه قاعدةٌ مهِمَّةٌ وهي أنَّ الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِ أنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ،


مثالُ اختلافِ التنوُّعِ الراجعِ إلى التفسيرِ بالمثالِ قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ} ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ. فمَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ , وهو الصلاةُ المفروضةُ , وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.


ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك


فائدة التفسير بالمثال :


التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق .فالتفسير بالمثال لا يفيد الحصر ، فلو عمد مفسر متأخر إلى بيان عموم آية ذكر السلف فيها مثالات ، أو أضاف مثالا لم يقل به السف والعموم يحتمله ، فإنه يقبل


تنبيهات تتعلق بأسباب النزول :


فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ


ذكر المصنف رحمه الله أن أسباب النزول من باب التفسير بالمثال :


ولو رجعتَ ـ مثلًا ـ إلى ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.


وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.


ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.


فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ وليس أن حكم الآية مختص بأولئك الأعيان دون غيرهم
يجب التعرض للقاعدة المهمة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، بشرح معناها والدليل عليها، وذلك قبل الكلام عن تعدد أسباب النزول لأنها مترتبة عليها.
هنا مسألة: ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
ومسألة: ما يتعلق بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض ألفاظ القرآن

(لكأني بك اختي كوثر تلخصين مباشرة من المتن دون الشروح؟؟)

جزاك الله خيرا أختي وبارك فيك.
لا غبار أبدا كالعادة على التحرير العلمي، وإنما السؤال عن مسائل الدرس
وعن تقسيمات الملخص، وقائمة العناصر التي نضعها في أوله؟
وقد ذكرت الكثير من المسائل الحمد لله في هذا الملخص وإن غاب بعضها، لكن ينقصنا إتقان طريقة العرض
هذا هو السؤال الذي نسعى إن شاء الله لجوابه، وثقي أن الأمر إن شاء الله سيكون عليك أخف وأيسر، متعك الله بالصحة والعافية ورزقك البركة في العمر والعمل.
هذه مقدمة وضعناها لكل الطلاب، حتى تتضح لهم طريقة التلخيص لباقي الملخصات إن شاء الله
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..● تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..● الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
..● أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


● ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير
- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.
- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



● أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

● الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله: عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

● أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
● النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

- تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


● ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 13
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir