المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
لقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد, وسد كل الطرق الموصلة إلى الشرك, وقد أخبر الله تعالى عن ذلك, فقال: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
فعزيز عليه صلى الله عليه وسلم عنت هذه الأمة, أو أن تكون مشقة, فهو لا يرغب أبدا في ذلك, بل هو الحريص عليهم أشد الحرص, يأمرهم بالخير, وينهاهم عن كل شر, مخافة أن يقعوا فيه.
ومن حرصه على الأمة أن حذرهم من الغلو فيه, وبالتالي من الغلو فيما دونه, ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيدا, وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم", لأن اتخاذ القبور مساجد من عادة اليهود والنصارى, وهو وسيلة من وسائل الشرك.
س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
تقليد اليهود والنصارى خطر عظيم على الأمة الإسلامية, وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم سدا للذرائع, وصيانة لجناب التوحيد, وحماية من الهلاك والشرك, وغضب الله تعالى, ومن الضلال البعيد.
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته مرشدا ومحذرا من اتباع الأمم السابقة؛ فقال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة", بل شدد النبي في بيان ذلك؛ فقال: "حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه", قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟
قال:"فمن؟".
وقد حصل ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه,حتى ادعى بعض هذه الأمة أنه هو الله, وأن الله يحل فيه، بل ادعوا أن روح الإله تتناسخ في أناس معينين.
وإذا اتخذت هذه الأمة سبيل الأمم السابقة, تعرضت للغضب واللعنة، والشرك والضلال, وهذا حصل في هذه الأمة فإن منهم من سلك سبيل اليهود، ومنهم من سلك سبيل النصارى.
س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب)): يعني أن الشيطان قد أيس بنفسه, والشيطان لا يعلم الغيب، وهو حريص على إغواء بني آدم, كما أخبر الله سبحانه بقوله: (لأحتنكن ذريته إلا قليلا), فهو أيس لما رأى عز الإسلام، وظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب, ولم يؤيسه الله -جل وعلا- من أن يعبد في جزيرة العرب.
كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيس أن يعبده المصلون": فمن أقام الصلاة فإن الصلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وأعظم المنكر الذي سينكره المصلي هو الشرك بالله جل وعلا؛ فإن الشيطان ييأس أن يعبده من قام بالصلاة على حقيقتها كما أراد الله جل وعلا.
ولذك فالحديث ليس فيه أن العبادة - عبادة الشيطان - لا تكون في هذه الأمة, فلا تعارض بين هذا الحديث وحديث: "... ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان", ولذلك يمكن الجمع بينهما.
س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.
السحر لغة: هو ما خفي ولطف سببه, ومنه السحر: آخر الليل, والسحور: وجبة في آخر الليل.
والسحر اصطلاحا: عزائم ورقى وعقد, يؤثر في القلوب والأبدان, فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه.
وهذا هو السحر المعروف المشتهر.
ومن أنواع السحر أيضا:
-العيافة: عاف الشيء، إذا تركه فلم تبغه نفسه.
وهي زجر الطير؛ يحركها وينظر أين تتحرك, ويفهم من ذلك هل يقدم على ما نوى من أمر أم ينصرف عنه.
-الطيرة: أي التشاؤم.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من ردته الطيرة فقد أشرك".
-الطرق: وضع خطوط في الأرض يخطها, ثم يمسحها , فما بقي دله على ما يعمل أو يصدقه.
-الكهانة.
-التنجيم (التأثير).
-العضه؛ النميمة: القالة بين الناس.
س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
الكاهن: هو من يستخدم الجن لإخباره بالأمور المغيبة, سواء التي كانت في الماضي, أو التي تكون في المستقبل, والجن تعرف هذه الأمور المغيبة باستراق السمع.
بينما يطلق لفظ العراف على من يخبر عن الغائب عن الأعين مما حصل في الماضي، كمكان المسروق، أو السارق, أو الضالة, ونحو ذلك, ويستدل بالمقدمات على معرفة المطلوب.
وقيل: أن العراف اسم للكاهن، والمنجم، والرمال، ونحوهم.
حكم من سألهما أو صدّقهما:
-من سألهما: لا تقبل صلاته أربعين يوما؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما".
فثواب صلاة أربعين يوما يسقط بسؤال العراف أو الكاهن.
-من سألهما فصدقهما:
-أنه كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- وأنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما.
والكفر المعني هنا:
0قال بعض أهل العلم: كفر أصغر.
0وقال بعضهم: كفر أكبر مخرج عن الملة.
0وقال بعضهم: يتوقف فيه, فيقال كفر وفقط.
س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
التنجيم هو: ادعاء معرفة المغيبات عن طريق النجوم.
وهو ثلاثة أنواع:
الأول: التنجيم الذي هو اعتقاد أن النجوم فاعلة مؤثرة بنفسها، وأن الحوادث الأرضية منفعلة ناتجة عن النجوم، وعن إرادات النجوم، وهذا تأليه للنجوم, وهذا بالإجماع كفر أكبر.
الثاني: هو ما يسمى علم التأثير، وهو الاستدلال بحركة النجوم والتقائها وافتراقها، وطلوعها وغروبها؛ الاستدلال بذلك على ما سيحصل في الأرض. فيجعلون حركة النجوم دالة على ما سيقع مستقبلا في الأرض، والذي يفعل هذه الأشياء ويحسِنها يقال له المنجم، وهو من أنواع الكهان؛ لأن فيه أنه يخبر بالأمور المغيبة عن طريق الاستدلال بحركات الأفلاك، وتحرك النجوم.
وهذا النوع محرم وكبيرة من الكبائر، وهو نوع من الكهانة، وهي كفر.
الثالث: ما يسمى بعلم التسيير, وهو أن يعلم النجوم وحركات النجوم؛ لأجل أن يعلم القبلة والأوقات، وما يصلح من الأوقات للزرع وما لا يصلح، والاستدلال بذلك على وقت هبوب الرياح، وعلى الوقت الذي أجرى فيه سنته أنه يحصل فيه من المطر كذا، ونحو ذلك, وهو جائز؛ قال تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون).
وللتنجيم خطر عظيم؛ فهو ذريعة لأمور محرمة, وباب من أبواب القدح في توحيد العبد؛ ولذلك ورد: "وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا".
وهو كبيرة من الكبائر, وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدقٌ بالسحر", والتنجيم نوع من السحر.
س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.
الله تعالى هو المنعم المتفضل على جميع خلقه, بغير إلزام منهم ولا قدرة على ذلك, سبحانه بيده الأمر, وإليه يرجع الأمر كله.
وهو سبحانه يحب من العبد أن يشكر على النعم, ويعد من يشكر بمزيد إنعام وفضل؛ قال سبحانه: (لئن شكرتم لأزيدنكم).
بيد أن من خلق الله تعالى من يكفر بنعمة الله عليه, وينسبها إلى غيره سبحانه, وهذا الكفر موجب لزوالها, ومدعاة لنزول العذاب من الله؛ قال تعالى: (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
وقد قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها.... فإن المعاصي تزيل النعم
فالواجب شكرها بالطاعة ونسبتها إلى الله تعالى.
ونسبة النعمة إلى غير المنعم خطر عظيم وباب من أبواب الشرك؛ فإن كمال التوحيد الواجب، يوجب على العبد أن يَنسب النعم جميعا إلى الله وحده، وألا ينسب شيئاً منها إلى غير الله، ولو كان ذلك الغير سببا، فينسب النعمة إلى مسديها، ولو كان من أجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الأسباب؛ فإنه لا ينسبها إلى غير الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}) قال علماء التفسير: معنى هذه الآية (وتجعلون شكر رزقكم) شكر ما رزقكم الله من النعم، ومن المطر، أنكم تكذبون بأن النعمة من عند الله؛ بنسبتها لغيره سبحانه.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال:"قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
نسأل الله التوفيق إلى شكر النعمة, إنه صاحب الفضل والمنة.
|