لأول مرة أقوم بتلخيص درس فقد اعتدنا على تلخيص مسائل تفسيرية ولا أعلم إذا ما كان تلخيصي صحيحا أم لا وفي حال كان غير صحيح أرجو أن تدلوني على الطريقة الصحيحة لتلخيص الدروس العلمية لأن دورة التلخيص لم تشمل الدروس بل تخصصت في تلخيص مسائل التفسير .. جزيتم خيرا .
قال محمد بن صالح العثيمين (ت:1421هـ): (كتابة القرآن وجمعه
لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كيفية الجمع: كان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة
من القراء في ذلك العهد : الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.
المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة.
سبب الجمع: أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم.
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع بإشارة من عمر رضي الله عنه
كيفية الجمع: أمر زيد بن ثابت أن يقوم بجمع القرآن في مصحف واحد ثم بعد وفاته انتقل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم بعد وفاته انتقل إلى ابنته حفصة..
الذي قام بالجمع: زيد بن ثابت رضي الله عنه
سبب اختياره: أنه كان من كتاب الوحي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولرجاحة عقلة وأمانته.
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين
سبب الجمع: اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم وذلك بعد اتساع الدولة الإسلامية وكثرت الفتوحات والخلطة بالعجم فخيفت الفتنة.
الذين قاموا بالجمع: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام
كيفية الجمع: أمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد على حرف واحد ؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.
فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد موافقة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وقد ظهر أثر ذلك باجتماع الناس على مصحف واحد واتقى بذلك أن تصيب المسلمين فتنة فتفرقهم ..
الفرق بين جمع عثمان وجمع أبي بكر رضي الله عنهما ؟
أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.