دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #15  
قديم 9 صفر 1442هـ/26-09-2020م, 04:02 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي


الصديقة بنت الصديق
منذ حداثة سنّها عاشت مع الوحي والرّسالة جنباً الى جنب، واطلعت على كثير من أحواله عن قُرب، لقد عاشت في بيت النبوة، ونالت من قبسه ونوره، ذلك لأنها ارتبطت مبكراً بصاحب الرسالة زوجاً وحبيباً وصاحباً ورفيقا، وتلميذةً شغوفة كذلك، تشهد تفاصيل الوحي وملابساته وتعي تلاوته وتأويله، فأورثها ذلك علماً وفقهاً غزيراً، فكان لها السبق في كثير من المسائل لاسيما في التفسير وعلومه، تلك هي عائشة رضي الله عنها الصدِّيقة بنت
الصدّيق، والتي كان لها الشرف بأن أنزل الله تعالى في شأنها آياتِ شهادةً منه تعالى على نُبلها وطُهرها تتلى إلى يوم القيامة.

هذا عدا عن فضلها ومكانتِها كأمًّ للمؤمنين، وكزوجةَ لأفضل الخلقِ، وابنةٍ لأفضل الأمّةِ بعد نبيًّها،
وكانت رضي الله عنها من أحب نسائه بل حظيت بكونها أحب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، وكلهم يطمع بأن يكون هو ومن لايطمع؟، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم: "عائشة" " الترمذي"
عرفته في غضبه ورضاه، وصحته وسقمه، وحضره وسفره، فكانت بمعيته في حياته حتى موته، ففهمت عنه ووعت
فكانت العالمة الفقيهة، والخطيبة البليغة، المحدِّثة المفسِّرة، ولذا جاء كلامها موجًزاّ بليغاً حيث قالت عن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم، " كان خُلُقه القرآن" رواه أحمد، فكشفت لنا طريقةً من طرق تفسير القرآن وفهمه، وبينت سنة للنبي صلى الله عليه وسلم في خُلُقه،
كيف لا تكون كذلك وهي التي كانت تتلقى الوحي بعقلٍ سؤول، وكثيراً ما كان ينزل القرآن فيَعنُّ لها سؤالاً أو إشكالاً فتبادر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال ويجيبها، وربما راجعته حتى تفهم عنه، فكانت كما قال ابن أبي مليكة "لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه" رواه البخاري، ومن ذلك أنها سألته عن الحساب اليسير في آية ( فسوف يحاسب حساباً يسيراً)، فبيّن لها أنه العرض، - رواه البخاري-، ومن ذلك سؤالها عن قوله تعالى:{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} فيجيبها أن الناس يكونون على الصراط، رواه ابن حبان في صحيحه،
وغيرها من الآيات كذلك، فتتعلم منه وتعلِّم، حتى كانت من جملة المفسرين والمحدثين، ولذا كان كبار الصحابة يسألونها فتجيبهم، وتعلِّمهم، وتناقشهم المسائل وتراجعهم فيه مع العلماء والفقهاء منهم، فتتلمذ على يدها أجلاء من الصحابة والتابعين وروى، وتعلّم منها أكابِرهم ووعى، كأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وغيرهم، ومن التابعين كمسروق، وأبي العالية، وعطاء، ولم تزل كذلك حتى وفاتها رضي الله عنها، فعاشت وهي قدوة وماتت كقدوة، فتركت للأمة من الروايات الكثير، ومن مدرسة النبوة الجم الغفير، حتى نقلت عنه أحواله صلى الله عليه وسلم وسنته في آخر حياته عند مرضه ووفاته حتى قالت مفتخرة وحقّ لها، وحزينة وحقّ لها: " توفي بين سحري ونحري" رواه البخاري.
فمن مثلها؟

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir