دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 10:32 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم يتفاضل المخلصون في إخلاصهم، فالإخلاص عبادة كالعبادات، عبادة محلها القلب، بقدر قوة الإخلاص في القلوب بقدر تفاضل المخلصون.
بقدر ما قام في القلب من صدق توجه لله بالأعمال و تنقيتها مما يشوبها و يقدح في إخلاصها من رياء و عجب و شرك، بقدر ما كان الإخلاص في درجاته العلا.
فمدار الأمر على النية، إنما الأعمال بالنيات، من داخل قلبه نية نظرالناس عمله، ليس كمن خلص عمله لنظر ربه.
- عن عبد الله بن المبارك : رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ.
و مما يعلي درجة المخلصون تزودهم بالاستكثار من العبادات؛ كل عبادة كانت خالصة لله هي مما يزداد بها العبد إخلاصًا.
فإتيان أصل العمل درجة، و التقوى درجة، و الإحسان في الإخلاص درجة، درجات العبودية هي درجات للمخلصين، فبتحقيق كل درجة للعبودية يحقق درجة الإخلاص، و بقدر ما كانت المتابعة في العمل بقدر علو درجة الإخلاص في القلب، فمن لازم الإخلاص المتابعة، كيف أخلص العمل لله و لا أتبع منهج الاتباع؟
س2: ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
أقسام الاستعانة
1- استعانة العبادة: هي استعانة العبد بغيره لجلب منفعة أو دفع مضرة مصحوبة بأعمال قلبية؛ كالمحبة و التعظيم، و الخوف و الرجاء، و الرغب و الرهب، و هذه الاستعانة بهذه الأعمال القلبية لا تُصرف إلا لله، و من كانت استعانته بغير الله من المخلوقين كذلك فقد أشرك شركًا أكبر، مخرج من الملة.
قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، في الآية حصر للاستعانة بالله،فإياك يا الله نستعين و لا نستعين بغيرك.
و قال صلى الله عليه و سلم: (وإذا استعنت فاستعن بالله)
2- استعانة التسبب؛ و هو الأخذ بالأسباب في طلب منفعة أو دفع مضرة، مع اعتقاد أنه سبب سخره الله رجاء حدوث المطلوب.
لا يملك لنفسه ضرًا و لا نفعًا، فلا يقوم في القلب أعمال تعبدية لا تصرف إلا لله.
و هذه الاستعانة لها أحكام حسب نوعها؛ فمنها ما هو مشروع: و هي الاستعانة بالأخذ بأسبا مشروعة، لتحقيق مطالب مشروعة،هذه واجبة و قد تكون مستحبة و ذلك بناء على المأمور،كالاستعانة بالصبر و الصلاة،فهما مما شرع الله كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)، و يُستعان بهما للسير في الطريق المستقيم، و الوصول لمعالي الأمور مما يحبه الله و يرضاه، فعوائق الطريق كثيرة و ليس من سبيل إلا ما علمنا الله إياه نأخذ به سببًا.
و من الأسباب التي يستعين بها العبد و شُرعت له: الاستعانة بالكسب الطيب والزواج على إعفاف النفس ، والاستعانة بالدواء واختيار الطبيب الحاذق على دفع المرض.
و يحذر في هذه الاستعانة من تعلق القلب بالسبب أنه في ذاته قادر على النفع و الضر، فهذا من شرك الأسباب .
- و استعانة العبد لتحقيق ما لا يحبه الله و يرضاه، فهي غير جائزة لأنها إعانة على باطل.
و اختصار الكلام في حكم استعانة السبب: إذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة،وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة.
فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.
الفائدة من معرفة هذا التقسيم اتباعه، و الحذر من الوقوع في المحذور من شرك أكبر أو أصغر، فينتبه القلب و يعقل ما يفعل، فيتقي الله في عمله.
س3: بيّن ثمرات الخشية.
الخشية؛ علم و خوف يدفع للعمل و ينقي العمل و يباركه، كلما زاد نصيب العبد من الخشية كلما كان كثير العمل، مخلصه، كلما كان العبد منيبًا لربه، أوابًا، و هذا من أعظم ثمرات الخشية، و مقصودها الأعظم.
قال تعالى في سورة طه (إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3) ، فالخشية سبب عظيم لحصول مقصود القرآن من التذكرة و الفهو و الاتعاظ بالقرآن، و ما يتبعه من عمل.
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
قال تعالى في سورة المؤمنون: (إنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) ما لهم (أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)،قال تعالى في سورة الأنبياء: (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) فالخشية مما يعين على المسارعة إلى الخيرات، مراقبة الله في السر و العلن فينتهون عن المحرمات.
قال الله تعالى في سورة عبس واصفًا عبد الله ابن أم مكتوم (وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ، وَهُوَ يَخْشَىٰ)، فخشيته الله سببًا للتزكية و السعي لتحقيقها، فتخلص القلب و النفس من أمراضهما؛ من شرك، و رياء و عجب و تعلق و غيرها من الأمراض التي سببها غفلة العبد عن ربه، و تعظيمه للدنيا في قلبه.
الخشية تعدل ميزان ما قام في قلب العبد في إقباله على ربه، فالعبد يقبل على ربه بجناحي الرجاء و الخوف، و الرجاء مبناه محبة الله و الخوف مبناها الخشية و التعظيم، و كلاهما مما لا يستغنى عنه العبد حتى يستطيع الاتزان في سيره على الطريق إلى ربه، فلا يرجو رجاءًا يهلكه و يصرفه عن الطاعة، و لا يخاف و يخشى خوفًا يقعده عن العمل أيسًا من رحمته.
س4: ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟
الزهد عمل قلبي؛ ليس باللباس و ظاهر الحال، فالزهد هو ترك ما زهد الله فيه رغبة فيما رغب الله فيه، قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: "الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة".
فنظر الزاهد على الآخرة، يسعى سعيها،علم حقيقة الدنيا، أنها دار ممر لا دار مقر، قال الجنيد عن الزهد: (استصغار الدّنيا ومحو آثارها من القلب)، فلا تشغله الدنيا عن سعيه، فيصبر عن الحرام و يصبر على الطاعة، و يشكر نعم الله و لا يصرفها إلا فيما يحب الله و يرضاه،و لا يرى هذه النعم إلا سبيلًا لمطلوبه الأكبر في الآخرة، جنة الخلد،فلا ينشغل بها و هي حلال و لا تفتنه فتصرفه عن نظر الآخرة، وقال الأوزاعي: (الزّهد في الدّنيا ترك المحمدة و لا يصرفه ذم و لا مدح عن غايته، فهو يعيش الدنيا للآخرة، -قال أبي موسى الدّيبلي في الزهد :لا تأيس على ما فاتك منها، ولا تفرح بما أتاك منها، وقال أبو سليمان الداراني: (الزّاهد حقًّا لا يذمّ الدّنيا، ولا يمدحها، ولا ينظر إليها، ولا يفرح بها إذا أقبلت، ولا يحزن عليها إذا أدبرت، فسعادته في طاعة تقربه لله و ليس في دنيا تُفتح عليه.
قال الزهري عن الزاهد:( الّذي لا يغلب الحرام صبره، ولا يمنع الحلال شكره)، فهو ترك الحرام و رغب في الحلال، و ذلك لله، فهو استعان بما أمره الله و رغب به و هو الصبر على ما حرمه؛ و يقع تحته كل ما هو حرام من وضع الشهوة في حرام، و رغب في الحلال فشكر الله بأداء حقه و ذلك كله لله.
- قال سفيان بن عيينة عن حد الزهد: أن يكون شاكرًا في الرّضا، صابرًا في البلاء، فإذا كان كذلك فهو زاهدٌ.قيل لسفيان: ما الشّكر؟ قال: أن يجتنب ما نهى اللّه عنه.
علل الزهد:
1- مخالفة السنّة في الزهد، وهو الزهد البدعي، زهد ليس فيه اتباع و ليس على نهج الرسول صلى الله عليه و سلم، و كل عمل ليس على ما كان عليه رسولنا الكريم فهو رد، ثبت في الصحيح أن رجالا قال أحدهم: أما أنا فأصوم لا أفطر وقال الآخر: أما أنا فأقوم لا أنام، وقال الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (ما بال رجال يقول أحدهم كيت وكيت لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني)
و هذا الحديث فيه بيان سبب فساد هذا الفعل بأنه مخالف لسنته، صلى الله عليه و سلم.
و قد قال عبد الله بن مسعود: (اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة)
وقال أيضاً: (حقيقة المشروع منه: أن يكون بغضه وحبه وزهده فيه أو عنه تابعا لحب الله وكراهته، فيحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ويرضى ما يرضاه، ويسخط ما يسخطه، بحيث لا يكون تابعا لهواه؛ بل لأمر مولاه؛ فإن َّكثيرا من الزهاد في الدنيا أعرضوا عن فضولها، ولم يقبلوا على ما يحبه الله ورسوله، وليس هذا الزهد هو الذي أمر الله به؛ ولهذا كان في المشركين زهاد، وفي أهل الكتاب زهاد، وفي أهل البدع زهاد.
- طلب الدنيا بالزهد؛ كطلب تعظيم الناس له و تشريفه بينهم، فيلبس لباس من يتزهد و قلبه تعلق برؤية الناس زهده، قال أيوب: (لأن يستر الرجل زهده خير له من أن يظهره).
3- رؤية الزاهد عمله من الزهد، فيصيب قلبه العجب و الكبرياء، و يقابله احتقار غيره ممن لم ينزل منزلته من الزهد.
- قال يزيد بن عوانة: حدثني أبو شداد - شيخ من بني مجاشع أحسن عليه الثناء - قال: سمعت الحسن، وذُكر عنده الذين يلبسون الصوف، فقال: (ما لهم تفاقدوا - ثلاثا - أكنّوا الكبرَ في قلوبهم، وأظهروا لأحدهم أشدُّ التواضع في لباسهم، والله عجباً بكسائه من صاحب المطرف بمطرفه.
قال ابن القيم فيمما نقص الزهد: أن يشهد زهده ويلحظه ولا يفنى عنه بما زهد لأجله فهذا نقص أيضاً؛ فالزهد كله أن تزهد فى رؤية زهدك، وتغيب عنه برؤية الفضل ومطالعة المنة، وأن لا تقف عنده فتنقطع، بل أعرض عنه جاداً فى سيرك غير ملتفت إليه مستصغراً لحاله بالنسبة إلى مطلوبك، مع أن هذه العلة مطّردة فى جميع المقامات على ما فيها).
4- تلبيس ما يتصف به الناس من عجز وكسل وبطالة تسمية الزهد و هو أبعد ما يكون وصفًا لهم، فالمرغوب ترك الدنيا و التعلق بها و الإقبال بالعمل للآخرة،مع العمل على تحصيل ما يقيم قوته و حياته، و هذا لا يجتمع مع الكسل و العجز اللذان استعاذ منهما رسول الله صلى الله عليه و سلم.
- قال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول: «ليس الزّاهد من ألقى غمّ الدّنيا واستراح منها، وإنّما تلك راحةٌ، وإنّما الزّاهد من ألقى غمّها وتعب فيها لآخرته).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:(كثيرا ما يشتبه الزهد بالكسل والعجز والبطالة عن الأوامر الشرعية، وكثيرا ما تشتبه الرغبة الشرعية بالحرص والطمع والعمل الذي ضلَّ سعي صاحبه).
5- الزهد البارد، وهو زهد السفيه الذي لا يعقل، يزهد في ما ينفعه في الآخرة مع قدرته و تيسر عمله له.
وقال ابن القيم مما يكون سببًا لنقص الزهد: أن يزهد فيما ينفعه منها، ويكون قوة له على سيره ومعونة له على سفره، فهذا نقص. فإن حقيقة الزهد هى أَن تزهد فيما لا ينفعك،
6-الاعتفاد بأن هناك تلازم بين الزهد و الفقر و هذ غير صحيح، فالزهد عمل قلبي ليس حكرًا على الفقير دون الغني، بل قد يكون الغني أكثر زهدًا بما قام في قلبه من الفقير، ذلك كما بين ابن تيمية فقال : لما كان الفقر مظنة الزهد طوعا أو كرها؛ إذ من العصمة أن لا تقدر، وصار المتأخرون كثيرا ما يقرنون بالفقر معنى الزهد، والزهد قد يكون مع الغنى، وقد يكون مع الفقر؛ ففي الأنبياء والسابقين الأولين ممن هو زاهد مع غناه كثير.
8-إطلاق الزهد على يأس أصاب القلب من الدنيا، و هذا يأس من إقبال الدنيا عليه، و ليس زهد من دنيا تقبل عليه، فلا يكون حامله على ترك الدنيا طلب الآخرة، بل يأسًا من تحصيل مطلوبه الدنيوي.
-قال ابن القيم في ذلك : أن يكون زهده مشوباً إما بنوع عجز أو ملالة وسآمة وتأَذية بها وبأَهلها، وتعب قلبه بشغله بها، ونحو هذا من المزهدات فيها، كما قيل لبعضهم: ما الذى أوجب زهدك في الدنيا؟ قال: قلة وفائها، وكثرة جفائها، وخسة شركائها؛ فهذا زهد ناقص، فلو صَفَتْ للزاهد من تلك العوارض لم يزهد فيها، بخلاف من كان زهده فيها لامتلاءِ قلبه من الآخرة، ورغبته فى الله وقربه، فهذا لا نقص في زهده ولا علة من جهة كونه زهداً.
س5: هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
-كل من أصابه بلاء، أو خشي أن يقارف معصية، أو أن يكسل عن طاعة؛ فله أن يسأل الله تعالى الصبر على ما يحبّ من ذلك، والعون على طاعته، قال الله تعالى: { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)}
و لا يجوز سؤال الصبر عامة الحال؛ الذي الأولى فيه طلب العافية، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال: (قد سألت البلاء فسل الله العافية).
-و قال صلى الله عليه و سلم: أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»، ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم». رواه البخاري
- وحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية)). الحديث وقد تقدّم ذكره.
*الأسباب المعينة على الصبر:
خمسة أسباب:
1- قال الله تعالى: (واصبر وما صبرك إلا بالله)، الاستعانة بالله تعالى والتوكّل عليه في تحقيق الصبر إذ لا صبر إلا بالله.
2- نظر فضل الصبر الذي وعد الله به عباده الصابرين، نظر المبصر لحقائق الأمور و مآلاتها، فيرجو حسن العاقبة.
قال تعالى:( إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)، قال تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
تحقق معية الله للصابرين قال تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
فيصبر على كل أمر يحتاج صبر؛ طاعة ؛ لعلمه بحسن عاقبة المؤمنين المتقين المحسنين، ابتلاء؛ قال تعالى: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، للصابر ثلاث بشائر بشر الله بها فقال تعالى:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
فيصبر على الابتلاء لعلمه بأن أمر المؤمن كله خير، فيرى تربية الله له فيها،من تمحيص و تنقية و تكفير للذنوب و علو الدرجات، فيصبر و يحتسب ، و يصبر عن كل معصية؛ لعلمه بخطورة المعاصي و سوء العاقبة و المنقلب للعاصي،كل ذلك رجاء ثواب الله عز و جل.
- - وقد قال نافع مولى ابن عمر: كان ابن عمر إذا جلس مجلساً لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ... » فهذه ويجمعها البصيرة بأنّ الله مع الصابرين وأنّ الله يحبّ الصبر وأهله، وهذه المحبة والمعية الخاصة لها لوازمها وآثارها التي لا تتخلّف عنها، فمن اطمأنّ قلبه بها سهل عليه من الصبر ما لا يكاد يسهل على غيره.
3- من الأسباب المعينة على الصبر تزيين الإيمان في القلب ، و هذا من منة الله على عباده، يلزم من ذلك عمل يحبه الله و يرضاه و بعد عما حرم الله، فيحبب إليه الصبر على كل ذلك ، حبًا في الإيمان ، قال الله تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)}
قلب سلم محب للإيمان على فطرته يسهل عليه الصبر، غير من تشوهت فطرته و ناله من الشبهات و الأمراض ما ناله.
4- التصبّر، قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبَّر يصبره الله.
5- النظر لأهل الصبر من المبتلين و من أصحاب الهمم، كيف يصبرون على الطريق،فيتخذونهم قدوة لهم، قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
حوت هذه الدورة كلمات و معانٍ تكتب بماء الذهب ، بارك الله الشيخ، و نفع به الأمة
و هذه الفوائد من أهم الفوائد التي استفدتها و ليست جميعها.
*فوائد علمية معرفية و سلوكية:
1- أصول علم السلوك : تشمل البصائر و البينات و تشمل الطاعة و الامتثال، كلا الأصلين متلازمين، فلا طاعة دون بصائر و البصائر حجة على من لم يقم بالطاعة.
2- فروع علم السلوك تمثل مقصد السالك و منهجه الذي يتبعه؛ الصراط المستقيم،و العوارض التي تعرض له و العوائق و سبل مقاومتها و التخلص من أثرها و سلطانها.
3- عناية العلماء بعلم السلوك و اهتمامهم بتدوين الكتب، فيه دليل أهمية هذا العلم و مركزيته التي تحتاج إلى عناية من كل مسلم.
4- اختلاف طرق المحدثين في التأليف في هذا العلم، في تتبعه نرى الارتقاء من عموم الاهتمام إلى خصوصه، من علم تجمع فيه الآثار و الأحاديث و تصنف على شرط المصنف كالصحيحين، و كتاب الرقائق من سنن النسائي، إلى جمع وصايا الحكماء و الزهاد و العارفين من الأنبياء و الصحابة و التابعين و الأئمة المعروفين، كما كان من الإمام أحمد في كتابه الزهد، و ابن ابي شيبة في كتابه الزهد من مصنفه، إلى تصنيف الكتب على أبواب هذا العلم ؛ يجمع الأحاديث و الآثار و الأخبار و الوصايا ككتاب الزهد لابن المبارك.
5- طالب العلم يحتاج إلى معرفة طبقات أئمة هذا العلم و مصادره و يتطلع لسيرهم و أخبارهم.
6- من هم الأبدال؟ هم العاملون و العباد الصالحون يخلف بعضهم بعضًا، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره.
7- اهم سبل شفاء علل القلب تدبر القرآن والسنة و اتباع هديهما .
8- الجهل الأصلي فتنة لصاحبه، الجهل الذي يكون بعد إقامة الحجة و الإعراض عقوبة لصاحبه
9- شفاء القلب من الجهل يكون بالإنابة إلى الله و طلب العلم و حسن التصديق
10 - العي قد يقع للعالم في مسائل تشكل عليه، و ليس الأمر ببعيد عنه.
11 – الحرص المذموم على مرتبتين أولهما الحرص على المباحات حرص قلب متعلق أنزل المباحات فوق منزلتها، المنزلة الثانية ؛ الحرص الذي يدفع صاحبه لاكتساب الحرام و السير في ركب الباطل، و هي أشد من المنزلة الأولى.
12 – إذا انتشر الشح في قوم كان بينهم الشقاق و الخلاف، فتسود الفرقة.
13 - المحبة أصل الدين و أصل أعمال القلوب، هي عبادة لا تصح إلا بالإخلاص و الإخلاص سبب لها، و لا تقبل إلا بالاتباع و الاتباع سببه المحبة و سبب للمحبة.
14 – يكمل الإيمان بكمال المحبة.
15 –الإخلاص توحيد الطلب و الصدق توحيد المطلوب، من جمعهما فقد نصح لله و الرسول و هذا هو الإحسان بعينه
16 – اليقين مفتاح الصدق و الصدق دليل البر، من رزقهما رزق الخير الكثير
17 –من صدق الله صدقه وعده و أعطاه مطلوبه و هون عليه السبيل له، و كان له وليًا ناصرًا.
18 – وحشة غربة السائر في الطريق تروح برفقة الصادقين ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)، في الدنيا و الآخرة.
19 –الأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص تخلص إلى أمرين: اليقين و الصبر
20 –الزهد أن لا ترغب فيما لا ينفع الآخرة، الورع أن تترك ما تخشى ضرره في الآخرة
21 – ترك المشتبهات من الورع ،يتركها خوف الضرر في الآخرة
22 – الزهد ليس خاص بالغني فقط، فزهد الفقير أن لا يحزن على ما فاته من أمر الدنيا
23 – أحاديث مشهورة و لا تصح في الزهد؛ مثل( ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس).
24 – للزهد ثلاثة أوجه: زهد العوام بترك الحرام، و زهد الخواص بترك الفضول من الحلال، و زهد العارفين و هو ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى.
25 – فقه الورع يقوم على أصول العلم و التقوى و الصبر.
26 - حاجة العبد لتعهد قلبه بالتزكية حاجته للماء والشراب، فبها يحيا قلبه كما يحيا جسده بالطعام و الشراب.
27 -الرضا باب البركة؛ قال صلى الله عليه وسلم (أن الله يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله له، بارك الله له فيه، و و سعه، و من لم يرض لم يبارك له).
28 - إذا أخر الله لعبده المؤمن أمنية وحاجة، فليعلم أن هذا التأخير خير، فالله يختار لعبده ما هو خير له، فيأتيه حين يأتيه وهو على حال الكمال وأفضل، فإذا أخر عنك شيء فاعمد لتطهير قلبك.
29 -على المؤمن التقي عند البلاء أن يرى سبيل الهدى الذي ينيره الله له ليتبعه، ويرى لطف الله في هذا البلاء
30 -صاحب القلب السليم يعرف متى أصيب قلبه بداء يصرفه عن الخير فلا يتأخر العبد عن مداواته، و تطهيره.
31- في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و أحاديثه و في قصص السلف و أقوالهم الخير الكثير، فهم القدوة التي يجب أن نقتدي بهم في تعهد القلوب و تزكيتها بكل خير عن كل شر.
في كتابة مثل هذه المواضيع:

1- عند عرض الموضوع نبدأ بمقدمة إجمالية ثم نفصل الكلام عما نتعهد بالكتابة.
2- الاستعانة بكلام العرب و أشعارهم في عرض الموضوع مما يثريه و يبين معاني الكلام و يقربه للأذهان.
3- ابن تيمية و ابن القيم مما أكثر الشيخ بارك الله فيه بالاستشهاد بكلامهم، دليل أنهم ممن كان لهم باع في هذا الباب و أبدعوا فيه و يُرجع إليهم فيه.
4- تخريج الأحاديث في الباب و بيان ضعيف ما يستشهد به مع ذكر ما هو أصح في هذا الباب.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir