أشكرك يا شيخ للإجابة على هذه المسألة الحرجة وأرجو أن يتسع صدرك للملاحظات الآتية والرد عليها :
1- الظلم في مكة كان واقعا على المسلمين المستضعفين من مشركي مكة الظلمة وليس من محاكمهم الطاغوتية وهذا واضح في الحديث الشريف الذي ذكرته في جوابك فهم تعرضوا للإيذاء والاضطهاد بسبب تمسكهم بدينهم وهذا ما دفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لإرشادهم إلى النجاشي حيث لا ظلم ولا إيذاء منه ابتداء لأحد، وليس مقصوده الفرار من التحاكم إلى مشركي مكة الظالمين إلى التحاكم إلى المشرك العادل - أي النجاشي - .
2- النجاشي قبل إسلامه كان يحكم بما صح عنده من شريعة عيسى - عليه السلام - وحتى عندما أسلم لم يكن يعرف أحكام الإسلام كلها، ولم يقدر على إظهار دينه وتطبيق ما عرفه من شريعة الإسلام دائما لأن قومه يخالفونه كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، بل إن أحكام الإسلام لم يكتمل نزولها في العهد المكي بل معظمها نزل في العهد المدني فهل تقاس هذه الحالة على محاكم الطواغيت اليوم؟ وهل يجوز التحاكم إليها لمجرد تطبيقها لمبادئ العدالة حتى لو لم تحكم ابتداءا باسم الله وشرعه؟
3- هل استثنى الله تعالى- من آيات الطاغوت في كتابه - الطاغوت العادل في التحاكم إليه؟ وهل علة عبادة الطاغوت الخضوع لشرعه وحكمه أم تقديم القرابين وسؤال الكهان؟
علما بأني لا أقصد جدالا ولكني أريد إصابة الحق في المسألة. فاعذرني وأرجو أن تجيبني شاكرا لك.