وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)
• {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} أي: مَنَازِل الشَّمْسِ والقمرِ الاثْنَيْ عَشَرَ بُرْجًا.
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)
• {وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ} أَي: المَوْعُودِ به وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ.
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)
• {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} ذَكَرَ عُلَمَاءُ التفسيرِ في الشاهدِ والمشهودِ عِدَّةَ أقوالٍ، يَجْمَعُهَا أَنَّ اللهَ أَقْسَمَ بكلِّ شَاهِدٍ وَبِكُلِّ مَشْهُودٍ، والشهودُ كثيرون منهم مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - شَهِيدٌ علينا، ومنهم هذه الأُمَّةُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بما عَمِلَ من خَيْرٍ وَشَرٍّ، ومنهم الملائكةُ يشهدون يومَ القيامةِ، فَكُلّ مَنْ شَهِدَ بِحَقٍّ دَاخِلٌ في قوله: «وَشَاهِدٍ» أما المشهودُ فهو يومُ القيامةِ وما يَعْرِضُ فيه من الأهوالِ العظيمةِ.
ومشهود عليه فالحال يوم القيامة اما أن تكون شاهدا أو مشهودا عليه فلا يوجد احد يخلو من هاتين الحالتين
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)
• {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} أي: لُعِنَ أصحابُ الأخدودِ، وهي الحُفَرُ تُحْفَرُ في الأَرْضِ.وهو جواب القسم وهو دعاء عليهم
النار ذات الوقود: تفسير بيانيا للاخدود
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)
• {إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ} أي: عَلَى حَافَّتِهَا وَشَفِيرِهَا.
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
• {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} يَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بما فَعَلُوا بالمؤمنين يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثم تَشْهَدُ عليهم أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ.
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)
• {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ} أي: وَمَا عَابُوا أَيَّ شَيْءٍ عليهم سِوَى إيمانِهم باللهِ تعالى.,هل هذا يكون عيبا بل هو أشرف الشرف و أفضله
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
• {وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} عِلْمًا وَسَمْعًا وَبَصَرًا، لا يَخْفَى عَلَيْهِ منه خافيةٌ، وفي هذا وَعِيدٌ شَدِيدٌ لأَصْحَابِ الأخدودِ، ووَعْدُ خَيْرٍ لمن عَذَّبُوهُ عَلَى دِينِهِ مِنْ أولئك المؤمنين.
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
• {فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ} أي: أَحْرَقُوهُمْ بالنارِ ولم يَجْعَلُوا لهم خِيَارًا في ذلك إلا أن يَكْفُرُوا باللهِ.اختبروا المؤمنين وامتحنوهم ولم يجعلوا خيار الاجابة الااجابة واحدة وهي الكف
وانظر الي رحمة الله قتلوا أولياءه وعرض عليهم التوبة (85/10)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
• {الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} لأنه نجاةٌ مِنَ النَّارِ أَوَّلًا، وَدُخُولُ الجَنَّةِ ثَانِيًا.
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)
• {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} أَخْذُهُ بالعذابِ الشَّدِيدِ لِلْجَبَابِرَةِ والظَلَمَةِ. وفي هذا تهديد شديد ووعيد يلهب القلب يجعل القلب ينخلع من مكانه ان كان في القلب ايمان واحسان
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)
• {يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} أي: هُوَ المُتَفَرِّدُ بإبداءِ الخَلْقِ وَإِعَادَتِهِ فلا يُشَارِكُهُ في ذلك مُشَارِكٌ. هو الذي بيده كل شئ
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)
• {الْغَفُورُ} الَّذِي يَغْفِرُ الذنوبَ جَمِيعًا لمن تَابَ وَيَعْفُو عن السيئاتِ لمن اسْتَغْفَرَ وَأَنَابَ.
• {الْوَدُودُ} مَأْخُوذَةٌ من الوُدِّ، والوُدُّ هُوَ خالصُ المحبةِ فهو جل وعلا وَدُودٌ، ومعنى وَدُودٍ مَحْبُوبٌ، وأنه حَابٌّ فهو يَشْمَلُ الوجهين جميعًا، فهو سبحانه الَّذِي يُحِبُّهُ أَحْبَابُهُ مَحَبَّةً لا يشبهها شَيْءٌ، وهو تعالى الوَدُودُ الوَادُّ لأحبابه كما قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. وكأنه قد يتقول القائل فقد يغفر لاصحاب الاخدود ومن علي شاكلتهم لكنه لن يحبهم ولايرضي عنهم لما فعلوا بالمؤمنين من فتنة وتعذيب فأردف بقوله الودود
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)
• {ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ} أي: صَاحِبُ العَرْشِ؛ إِذْ هُوَ خَالِقُهُ وَمَالِكُهُ، وَالمَجِيدُ: المُسْتَحِقُّ لِكَمَالِ صِفَاتِ العُلُوِّ.
المجيد صفة للعرش ولكن في رواية الكسر فهي صفة لذي العرش وهو الله الكريم
فعال لما يريد : مبالغة من الفعل وليست هذه الامن صفات الله
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)
• {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الجُنُودِ} أَيْ: قَدْ أَتَاكَ يا محمدُ خَبَرُ الجُمُوعِ الكافرةِ المُكَذِّبَةِ لأنبيائهم التي تَجْمَعُ لهم الأجنادَ لقتالهم، وحديثُهم: قِصَّةُ أَخْذِ اللهِ لهم.وفي هذا تهديد للمشركين
بل الذين كفروا في تكذيب : أي حالهم أنهم في تكذيب لاينتفعون ولا يستفيدون بشئ من كلامك العظيم
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
• {وَاللهُ مِنْ وَرَاءِهِمْ مُّحِيطٌ} قَدْ أَحَاطَ بهم عِلْمًا وَقُدْرَةً، كقوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)
• {قُرْآنٌ مَّجِيدٌ} وَسِيعُ المعانِي عَظِيمُهَا، كثيرُ الخَيْرِ والعِلْمِ. بالغ المجد والعظمة والارتفاع في كل شئ
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
• {فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} مَحْفُوظٌ مِنَ التَّغَيُّرِ والزيادةِ والنقصِ، ومحفوظٌ من الشياطينِ، وهو: اللوحُ المحفوظُ الَّذِي قد أَثْبَتَ اللهُ فيه كلَّ شَيْءٍ.