اخترت الإجابة على أسئلة المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
ج: 1.حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» .
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»
3. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب:
ج: قيل فيه قولان: 1- لأنها تتضمن أصول معاني القرآن الكريم, فهي جامعة لمعاني سائر السور من حمد الله وتمجيده الثناء عليه وتوحيده ودعائه والاستعانة به للتوفيق للطريق المستقيم والبعد عن الطرق المخالفة.
2- لأنها تتقدم سائر السور, في المصاحف وفي الصلاة, فيبدأ بالفاتحة أولا. ثم بالسور الأخرى.
فتسمية الأم يطلق على الأمر الجامع أو المتقدم على الأمور, وسورة الفاتحة جامعة لأصول معاني القرآن وهي متقدمة في المصاحف والقراءة. لذا يجوز الجمع بين القولين. وسبب تسمية السورة بــ (أم الكتاب) مشابه لسبب تسمية السورة بــ(أم القرآن)
ب. الوافية
ج: لأنه لا يصح أن تُقرأ مجزأة في الصلاة, بأن يُقرأ بعضها ويُترك بعضها -كبقية السور-, بل لابد أن تُقرأ وافية في كل ركعة.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج: لم يصح ذلك عنهم, ففي روايته عن أبي هريرة رضي الله عنه علة وهي: روى بعض العلماء عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة» وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة. ورواه بعض العلماء عن مجاهد رحمه الله دون وصله بأبي هريرة - رضي الله عنه- .
فالصواب أن هذا الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ. وقال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ج:لم تصح الأحاديث المذكورة في أن الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش, بل ذكر في ذلك حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وإنما الذي صحّ أنها نزلت من كنز تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة, في حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما .
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
ج: قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} مع الحديث الذي صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ج:يلزم من الاستعاذة قيام عبادات أخرى في قلب المؤمن وعمله وقوله, ومن ذلك:
1- أن يشعر العبد بفقره إلى الله سبحانه وتعالى في أن يعيذه مما يخاف, فيشعر بضعفه وافتقاره إلى الله وشدة حاجته إلى التذلل والخضوع له .
2- أن يؤمن العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى, فهو سبحانه القوي القادر على أن يعيذه, الكريم الجواد الرحيم الودود الذي يكون مع عباده المؤمنين إذا استعاذوه واستعانوا به.
3- تقوم عبادات قلبية في قلب المؤمن, كالتوكل على الله والخوف مما قد يمنع عنه فضل الله وإعانته له, ورجاؤه ومحبته لأنه يرحم المؤمن ويعيذه مما يخافه. والاستعانة به والإنابة إليه لأنه وحده القادر على أن يمنع عنه الشر. وغيرها .
أرجوا أن لا يحسب التأخير, لأنه لم يتم تسجيلي في الموقع إلا بالأمس