دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > عد الآي > ناظمة الزهر للشاطبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 شعبان 1432هـ/2-07-2011م, 10:27 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة البقرة

سورة البقرة



وفى البقرة في العد بصرية رضى = زكا فيه وصفا وهى خمس عن الكثر
[معالم اليسر: 67]
أليم دنا ومصلحون فدع له = وثاني أولي الألباب دع جانب الوفر
[معالم اليسر: 68]
وثاني خلاق دعه بان وينفقو = ن في الثان جاء الأمر وهو من الأمر
[معالم اليسر: 69]
إلى النور أنوار وقل تتفكرو = ن الاولى بها هاد دليل وذو أزر
[معالم اليسر: 70]
ومعرفا البصري مع خائفين قل = وفى العدد القيوم واف بلا جزر
[معالم اليسر: 71]
وبعض شهيد جاءه وكما مضى = فعد وبالإبهام تفسيره يجري
[معالم اليسر: 72]
فالأسباب عدوا مع شديد العذاب مع = من النار ولتعد د على النار ذا الصبر
شديد العقاب قبله المحسنين قل = وكم نسق بالمد وفق في المر
من المرسلين أقرن يريد به ويظلـ = ـمون به فاقرن عليم وقس وادر
[معالم اليسر: 73]
وتبدون أميون والمفسدون دع = خلاق الاولى الأقربين ولاتزر
ومع تنفقون والنبين منذريـ = ـن هارون ماذا ينفقون لدى البر
[معالم اليسر: 75]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 ربيع الثاني 1433هـ/2-03-2012م, 07:11 PM
نهال بنت القاضي نهال بنت القاضي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 878
افتراضي شرح ناظمة الزهر في علم الفواصل للشيخ عبد الفتاح القاضي

«سورة البقرة»
وفي البقرة في العد بصريه رضى
زكا فيه وصفا وهي خمس عن الكثر

اللغة: زكا زاد ونما.
الإعراب: وفي البقرة متعلق بقوله رضى وفي العد بدل اشتمال من الجار والمجرور قبله وأل فيه عوض عن الضمير أي في عدها. وبصريه رضى جملة اسمية مبتدأ وخبر وضمير بصريه راجع إلى العدد وهو من إضافة الصفة للموصوف أي العدد البصري ذو رضى أو مرضي وقوله زكا ماضية وفاعلها يعود على بصريه وهي حال من الضمير في رضى، وفيه متعلق بالفعل قبله وضميره يعود على العدد ووصفًا تمييز، وهي خمس، مبتدأ وخبر وعن الكثر صفة خمس.
المعنى: أخبر الناظم أن عدد تلك السورة عند البصري مائتان وسبع وثمانون كما دل على ذلك الراء من رضى والزاي من زكا والفاء من فيه. فالراء بمائتين والزاي بسبع والفاء بثمانين. والواو في وصفا فاصلة لأنها جات عقب ذكر العدد، وقوله وهي خمس عن الكثر، معناه أنها في عدد المدنيين والمكي والكوفي وهم المرموز لهم بكلمة الكثر مائتان وخمس وثمانون فيتعين للشامي مائتان وست وثمانون عملاً بقوله «وما قبل أخرى الذكر» البيت وهذا من جملة ما أريد منه
[معالم اليسر: 67]
ما بعد أخرى الذكر والقرينة على ذلك أنه بدأ بالسبع وثنى بالخمس وترك مرتبة الست خالية ليدلك على أنه أرادها.
وأنت ترى من هذا أن السورة في عد البصري أزيد منها في عد غيره، وذلك قال زكا أي زاد عدد البصري على عدد غيره، ووصفه برضى إشارة إلى أنه عدد مرضي مقبول.
أليم دنا ومصلحون فدع له
وثاني أولى الألباب دع جانب الوفر

اللغة: دنا. قرب. والجانب الناحية والجهة. والوفر الغنى أو المال الكثير.
الإعراب: أليم مبتدأ بتقدير مضاف أي عدد اليم وجملة دنا خبره ومصلحون مفعول مقدم لدع والفاء زائدة ودع أمرية وله متعلقها والضمير يعود على مرموز الدال. وثاني أولي الألباب مفعول مقدم لدع أيضا وسكنت ياؤه للضرورة وجانب الوفر ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من ثاني أي حال كون ذلك الثاني كائنا بجانب الآية الدالة على الغنى. وهي آية {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} فقد فسر فيها الفضل بإباحة التجارة في الحج وهي سبب الغنى والمال الكثير.
المعنى: أخبر أن المرموز له بالدال وهو الشامي عد قوله تعالى {ولهم عذاب أليم} الواقع قبل بما كانوا يكذبون. ولم يعده غيره. وأشار بقوله دنا إلى أن هذا الموضع هو المراد لأنه القريب من أول السورة. ثم أمر بترك عد قوله تعالى {قالوا إنما نحن مصلحون} للشامي أيضًا فتعين للباقين عده. وأمر كذلك بعدم عد ثاني أولي الألباب للمرموز لهما بالجيم من جانب والألف من الوفر وهما المكي والمدني الأول فتعين للباقين عده وأراد بثاني أولي الألباب {واتقون يا أولي الألباب} الذي بعده {ليس عليكم جناح} الآية واحترز بثاني عن الأول وهو {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} فإنه متروك إجماعًا. وجه من عد اليم مشاكلته لما قبله مثل عظيم. بمؤمنين. ووجه من لم يعده
[معالم اليسر: 68]
شدة اتصاله بما بعده لأنه متعلق به. وأيضًا لو عد للزم عدم مساواة ما بعده لما قبله ولا لغيره من آيات السورة ولا لنفس السورة. ووجه من عد مصلحون مشاكلته لفواصل السورة وتمام الكلام عنده. ووجه من لم يعده عدم مساواة الآية التي بعده لسورتها ولباقي الآي. ووجه عد ثاني أولي الألباب مشاكلتها لما قبلها وهو شديد العقاب. ووجه تركه انعقاد الإجماع على ترك الموضع الأول ومخالفته لما بعده باعتبار الحرف الأخير منه.
وثاني خلاق دعه بأن وينفقر
ن في الثان جاء الأمر وهو من الأمر

اللغة: بان الشيء ظهر.
الإعراب: وثان خلاق مفعول لمحذوف يفسره المذكور وهو دعه ودعه أمرية وجملة بان مستأنفة أو حال من مفعول دعه أي تركه حال كونه ظاهرًا. وقوله وينفقون مبتدأ بتقدير مضاف أي عد وقوله في الثان حال منه أي حال كونه كائنا في السؤال الثاني. وجملة جاء الأمر خبر المبتدأ والعائد محذوف أي جاء الأمر به وقوله. وهو من الأمر جملة اسمية من مبتدأ وخبر حال من الأمر.
المعنى: أمر الناظم بترك عد قوله تعالى {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} لمن رمز له بالباء من بان وهو المدني الثاني فتعين للباقين عده واحترز بقوله ثاني خلاق عن الموضع الأول وهو {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فإنه متروك إجماعًا كما سيأتي في النظم. وأخبر أن قوله تعالى {ويسألونك ماذا ينفقون} الذي بعده {قل العفو} معدود للمشار إليهما بالجيم والألف من جاء الأمر وهما المكي والمدني الأول ومتروك لغيرهما.
وقيد بالثاني وأراد به الواقع في الموضع الثاني بعد من خلاق أو السؤال الثاني احترازًا عن الواقع في الموضع الأول أو السؤال الأول وهو قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم} الآية: فإنه متروك للجميع كما سيأتي.
[معالم اليسر: 69]
وجعلنا الثاني صفة للسؤال أو الموضع الواقع بعد من خلاق لئلا يرد قوله تعالى في أول السورة {ومما رزقناهم ينفقون} فيكون الذي ذكره المصنف ثالثًا لا ثانيًا. وقوله جاء الأمر فيه إشارة إلى ثبوت الأمر بالاتفاق وقوله وهو من الأمر. معناه أن الأمر بالإنفاق من جنس الأمر الصادر من الله تعالى الذي يجب اتباعه ويحتمل أن يكون المراد. جاء الأمر بعده. وقوله وهو من الأمر أي من الأمر المختلف فيه لا المتفق عليه. وجه عد خلاق الثاني مشاكلته لما بعده واستقلاله عنه. ووجه تركه الإجماع على عدم عد نظيره في الموضع الأول. ووجه عد ينفقون مشاكلته لفواصل السورة ووجه تركه الإجماع على ترك {يسألونك ماذا ينفقون} في الموضع الأول والله أعلم.
إلى النور أنوار وقتل تتفكرو
ن الأولى بها هاد دليل وذو أزر

اللغة: الأزر القوة.
الإعراب: إلى النور مبتدأ مقصود لفظه لأنه من ألفاظ القرآن وأنوار خبره. وقل أمرية وتتفكرون. الأولى مبتدأ أول وصفته. وبها هاد اسمية مقدمة الخبر. وضمير بها يعود على تتفكرون باعتبار كونه كلمة ودليل صفة المبتدأ المؤخر وجملة المبتدأ والخبر خبر تتفكرون والجملة مقول القول وذو أزر معطوف على دليل.
المعنى: بين أن قوله تعالى {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} معدود للمرموز له بالألف من أنوار وهو المدني الأول ومتروك لغيره. وأن قوله تعالى {لعلكم تتفكرون} الذي بعده في الدنيا والآخرة معدود للمرموز لهم بالباء والهاء والدال وهم المدني الأخير والكوفي والشامي ومتروك لغيرهم وقد تتفكرون بالأولى احترازًا عن الثانية التي بعدها {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} الآية فإنه متفق على عدها. وجه من عد إلى النور مشاكلته للفواصل التي قبله والتي بعده وكونه كلاما مستقلاً.
[معالم اليسر: 70]
ووجه من تركه عدم مساواته لسورته ولمعظم آياتها. واتصاله بما بعده بواو العطف بحسب المعنى مع ورود النص بعدم عده آية فإن الحديث الذي فيه بيان فضل آية الكرسي قد دل على أن أول الآية {الله ولي الذين آمنوا وآخرها خالدون} ووجه من عد تتفكرون. مشاكلتها لفواصل السورة مع وجود المساواة لغيرها من الآيات. وانعقاد الإجماع على عد الثانية. وإلى وجود التشاكل والتناسب في تلك الكلمة الدالين على صحة عدها أشار الناظم بقوله «بها هاد دليل» أي أنه يوجد في تلك الكلمة حرف مد قبل الآخر وهو يشاكل فواصل السورة مع التساوي في الطول وهذا الدليل قائم بها وهو ذو قوة. ووجه من تركها شدة اتصال ما بعدها بها وهو ظاهر.
ومعروفا البصري مع خائفين قل
وفي العدد القيوم واف بلا جزر

اللغة: واف من وفى الشيء إذا تم. والجزر القطع. وأريد به هنا النقص.
الإعراب: ومعروفًا مبتدأ وهو من ألفاظ القرآن والبصري خبر بتقدير مضاف أي ومعروفًا معدود البصري ومع خائفين حال من الضمير المستتر في المضاف المحذوف وقل أمرية وعقولها الجملة قبلها. وفي العدد متعلق بواف الواقع خبرا لقوله القيوم وبلا جزر متعلق بمحذوف صفة مصدر محذوف أي وفاء كائنا بلا نقص.
المعنى: يعني أن قوله تعالى {إلا أن تقولوا قولا معروفا} معدود للبصري مع قوله تعالى {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} وكل منهما متروك لغيره. ثم أخبر أن قوله تعالى {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} معدود للمرموز لهم بالواو والباء والجيم وهم البصري والمدني الأخير والمكي فعلم أنه متروك لغيرهم وجه من عد معروفًا استقلاله عما بعده مع الإجماع على عد نظيره في سورة النساء. ووجه من لم يعده عدم مشاكلته لفواصل سورته. ووجه عد خائفين مشاكلتها لفواصل السورة. ووجه عدم عدها ارتباط ما بعدها بها في المعنى إذ أنه من تتمة
[معالم اليسر: 71]
حالهم. مع ما يلزم على عده من عدم مساواة ما بعده للسورة وآياتها ووجه عد القيوم الإجماع على عد مثلها في أول سورة آل عمران مع وجود المشاكلة ووجه تركها فقدها المساواة لأخواتها في السورة وللسورة أيضًا مع ورود النص يجعل آية الكرسي كلها آية واحدة وأشار بقوله واف بلا جزر إلى أن لفظ القيوم واف في العدد باعتبار مشاكلته لفواصل السورة وكونه جملة مستقلة ففيه إشارة مع الرمز إلى وجه العد.
وبعض شهيد جاءه وكما مضى
فعدو بالإبهام تفسيره يحري

الإعراب: وبعض مبتدأ وتنوينه عوض عن المضاف إليه وهو الذي سوغ كونه مبتدأ وشهيد مبتدأ ثان وجاءه الجملة خبر الثاني وهو مع خبره خبر الأول وضمير جاءه المرفوع يعود على المبتدأ الأول والمنصوب يعود على الثاني والكلام من باب الجذف والإيصال وتقدير الكلام. وبعض النقلة لفظ شهيد أتى به في العد. «وكما مضى» الواو فيه عاطفة والكاف اسم بمعنى مثل صفة مصدر محذوف والتقدير عد لفظ شهيد عدا مثل عد ما مضى والموصول عبارة عن اللفظ الذي مضى والفاء زائدة وعد ماضية مجهولة ونائب الفاعل يعود على لفظ شهيد. وبالإبهام متعلق بجملة يجري الواقعة خبرًا لقوله تفسيره وضمير تفسيره يعود على النص أو على المكي المرموز له بالجيم. والإضافة على الوجه الثاني من إضافة المصدر للفاعل وعلى الأول للمفعول.
المعنى: أن بعض النقلة عن المكي نقل عنه أنه يعد قوله تعالى {ولا يضار كاتب ولا شهيد} رأس آية الدين. كما عد لفظ القيوم باتفاق النقلة عنه لما فيه من المشاكلة كما تقدم.
كذلك نقل بعض الرواة عنه أنه يعد لفظ شهيد لوجود المشاكلة. ولما ورد على هذا أنه أخذ بالقياس مع وجود النص وتقديم له عليه وهو لا يجوز فقد ورد في آية الكرسي من الأحاديث والآثار ما يدل على أنها آية واحدة مثل من آوى إلى فراشه وقرأ آية الكرسي – الحديث وورد أيضًا ما يدل على أن
[معالم اليسر: 72]
آية الدين آية واحدة. كالأثر الوارد أن آيتي الربا والدين آخر القرآن عهدا بالعرش. فأشار المصنف إلى الجواب عن هذا السؤال بقوله «وبالإبهام تفسيره يجري».
يعني أن النصوص الواردة في هذا مبهمة لجواز إطلاق الآية على ما هو أكثر منها تسمية للكل باسم الجزء. فلما احتمل أن تكون آية الكرسي وكذا آية الدين كل منهما آيتين أو أكثر وسميت آية تسمية للكل باسم جزئه واحتمل أن تكون كل منهما آية واحدة احتيج إلى القياس لتفسير هذا الإبهام الواقع فيه فجرى القياس وهذا معنى قوله «وبالإبهام تفسيره يجري» أي يجري تفسير النص بالقياس بسبب الإبهام الواقع في النص. وقوله وبعض يفهم أن البعض الآخر عن المكي لم يعتبر شهيد رأس آية كالباقين عملا بظاهر النص في هذه الآية، ولأجل ما يترتب على عدها من عدم مساواة ما بعدها لسائر آيات السورة وكذا للسورة نفسها والجمهور على أن المكي كغيره من سائر علماء العدد لا بعد شهيد رأس آية الدين بل رأسها عند الجميع «عليم» فما نقله البعض عنه ضعيف والله أعلم.
فالأسباب عدوا مع شديد العذاب مع














































من النار ولتعدد على النار ذا الصبر

شديد العقاب قبله المحسنين قل
وكم نسق بالمد وفق في المر

من المرسلين أقرن يريد به
ويظلمون به فاقرن عليم وقس وادر

اللغة: المرّ الأصل.
الإعراب: فالأسباب عدوا جملة فعلية مقدمة المفعول المحكي. «مع شديد العذاب مع من النار». الأول حال من المفعول والثاني حال من شديد العذاب ولتعدد مضارع مجزوم بلام الأمر. على النار مفعوله مقصود لفظه. ذا الصبر صفة المفعول «شديد العقاب» مبتدأ أول. وقبله المحسنين. جملة اسمية مقدمة الخبر وهي خبر الأول. وقل أمرية مفعولها الجملة السابقة الكبرى. «وكم نسق» كم مبتدأ ونسق مضاف إليه بتقدير مضاف صفة لمحذوف تقديره. وكم كلمة ذات نسق.
[معالم اليسر: 73]
وجملة وفق ماضيه مجهولة خبركم وبالمد متعلق بوفق. وفي المر متعلق بوفق «من المرسلين» مبتدأ. وجملة أقرن أمرية خبره. ويريد مفعولها وبه متعلقها. وكذا إعراب جملة ويظلمون به الخ والفاء في فاقرن زائدة وقس وادر أمريتان.
المعنى: شروع من المصنف في بيان الكلمات التي يظن أنها ليست رءوس آي مع الاتفاق على عدها. فقال «فالأسباب عدوا الخ» يعني أن قوله تعالى {وتقطعت بهم الأسباب} وأن الله شديد العذاب. وما بخارجين من النار. فما أصبرهم على النار. كلها معدودة اتفاقًا. وإنما نبه نظرًا لما يظن من عدم تشاكلها لفواصل السورة ذلك أن أكثر فواصلها مختوم بالواو والنون أو الياء والنون أو الميم. وهذه مبنية على الألف. وبعضها بالباء والآخر بالراء فقد يتوهم من ذلك انتفاء التشاكل فنبه على أن التشاكل متحقق فيها مع أخواتها لأن الاعتبار بما قبل الآخر وهو حرف مد ولا فرق فيه بين الواو والياء والألف كما سبق في المقدمة. وقيد اللفظ الأخير بقوله ذا الصبر لبيان موضعه وأنه الذي وقع بعد اللفظ الذي فيه مادة الصبر وهو {فما أصبرهم على النار} وقوله {شديد العقاب} إلخ معناه أن قوله تعالى {وأعلموا أن الله شديد العقاب} رأس آية باتفاق ورأس الآية التي قبلها {إن الله يحب المحسنين} ولا يضر اختلاف فاصلتهما بالألف والياء ولا بالياء والنون لأن العبرة بالتشاكل بحرف المد وإلى ذلك أشار بقوله «وكم نسق بالمد الخ».
يعني كثير من الكلمات المتناسقة وهي الفواصل المتتالية التي جاءت في نسق واحد قد وقع التوفيق بينهما بوجود حرف المد ولا نظر إلى اختلافه من كونه واوًا أو ياء أو ألفًا وقوله في المرّ أي في ذلك الأصل وهو التشاكل وقوله: {من المرسلين} الخ من تتمة بيان رءوس الآي المتفق عليها التي يتوهم عدم عدها لكن ما سبق من الآيات كان سبق التوهم فيه من خفاء المشاكلة. وسبب التوهم فيما ذكره في هذا البيت انتفاء التساوي والمعنى أن قوله تعالى {وإنك لمن المرسلين} رأس آية اتفاقًا. ورأس التي بعدها «يفعل ما يريد» ولا يضر اختلافهما طولاً
[معالم اليسر: 74]
وقصرًا. وكذلك {وهم لا يظلمون} رأس آية {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ورأس التي بعدها وهي آية الدين {الله بكل شيء عليم} مع اختلافهما في الطول والقصر. وهو ظاهر ولكن العمدة في مثل ذلك النص لا القياس وفي التنبيه على أن رأس الآية التي بعد لا يظلمون {عليم} تصريح بضعف نقل البعض عن المكي أنه يعد شهيد رأس آية كما تقدم.
وتبدون أميون والمفسدون دع
خلاق الأولى الأقربين ولا تزر

ومع تنفقون والنبيين منذرين
هارون ماذا ينفقون لدي البر

اللغة: ولا نزر يحتمل أن يكون مضارعا من رزى بمعنى عاب. وأن يكون من أزرى بمعنى تهاون.
الإعراب: وتبدون مفعول مقدم إدع وأميون عطف عليه بإسقاط العاطف والمفسدون عطف على المفعول أيضًا وكذا ما بعده من الكلمات الآتية. خلاق الأولى. الأقربين. والنبيين. ومنذرين. هارون. ماذا ينفقون. ومع تنفقون حال من المفعول {ولا تزر} عطف على الأمر قبله ... لدي البر ... حال من قوله ماذا ينفقون.
المعنى: لما بين المصنف الكلمات التي يظن عدم كونها رءوس آي وهي معدودة اتفاقًا شرع في بيان الكلمات التي يتوهم عدها وهي متروكة إجماعًا فقال وتبدون الخ. يعني أن قوله تعالى {وأعلم ما تبدون} متروك للجميع لأن الفاصلة هي ما بعده وهذا من جملة القاعدة السابقة في قوله «وما بعد حرف المد فيه نظيره» البيت وقوله تعالى {ومنهم أميون} كذلك لفقد المساواة. وتعلقها بما بعدها. وأيضًا {ألا إنهم هم المفسدون} متروكة لذلك وأيضًا قوله تعالى {ما له في الآخرة من خلاق ولبئس} متروك للكل وقيده بالأولى احترازًا عن الثانية المتقدم ذكرها وكذا قوله تعالى {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} لعدم تمام الكلام وأيضًا {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} لتعلقه بما بعده لأن ما بعده حال. وكذا. {والنبيين} كيف وقع في هذه السورة نحو ويقتلون النبيين بغير الحق.
[معالم اليسر: 75]
«والكتاب والنبيين» فبعث الله النبيين لدم تمام الكلام. وكذا «آل موسى وآل هارون» لعدم تمام الكلام وعدم مساواة الآية التي بعده لما قبلها وما بعدها. وأيضًا {يسألونك ماذا ينفقون الذي بعده قل ما أنفقتم} لعدم المساواة وقيده بقوله لدي البر احترازًا عن الثاني وهو {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} وقد سبق الخلاف فيه. ومعنى كونه لدي البر أنه ذكر في سياق الأمر بين الوالدين والأقربين.
[معالم اليسر: 76]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البقرة, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir