السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ المشرف العام عبدالعزيز الداخل أحسن الله إليكم ونفع بكم
أريد بيان مدى صحة فهمي لهذه المسألة:
من عقيدة أهل السنة والجماعة: ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة رؤية حقيقية عيانا بالأبصار كما دلّت على ذلك النصوص الشرعية.
وعند التفصيل في هذا الباب يظهر من أقوال السلف ما هم مجمعون عليه، وما هم مختلفون فيه:
1) فالمجمع عليه: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقية عيانا بأبصارهم.
فالسلف مجمعون على هذه الرؤية.
2) والمختلف فيه: اختصاص المؤمنين بهذه الرؤية دون الكفار، فهذا مما اختلف فيه على أقوال:
أ- من قال: أن الكل يرى الله تبارك وتعالى، المؤمن والكافر.
ب- ومن قال: لا يرى الله عزوجل إلا المؤمن التقي.
ت- ومن قال: لا يرى الله تعالى إلا المؤمن والمنافق.
ولكل منهم أدلته.
والراجح -كما درسته- القول الثالث: أن الرؤية تشمل المؤمن والمنافق ؛ لأنه جاء فيهم نص صريح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (فينادي منادي من كان يعبد أحدا فليتبعه ...) إلى قوله: (ثم يأتي الله عزوجل ويبقى المؤمنون والمنافقون وطائفة من أهل الكتاب، فيكشف لهم عن ساقه عزوجل فيسجدون إلا المنافق يرجع ظهره طبقا)
ورؤية الله تبارك وتعالى لا اجتهاد فيها، بل لا بد فيه من نص صريح.
فالخلاصة:
1) أن المجمع عليه هو رؤية المؤمنين، أنهم يرون ربهم تبارك وتعالى يوم القيامة بدليل الكتاب والسنة والإجماع (هذا لا خلاف فيه)
2) وأما اختصاص المؤمنين بالرؤية دون الكفار فهذا ليس من المسائل المجمع عليها، بل هم مما وقع الخلاف فيه.
سؤالي هنا: هذا التفصيل هل هو من الأمور المتفق عليها عند جميع أهل العلم. (أي الإجماع ووقوع الخلاف)
وقد مر في قول الشيخ صالح العصيمي حفظه الله في الحاشية:
اقتباس:
الإجماع المقطوع به عند أهل السنة هو أن الله يُرى في الآخرة ، أما اختصاص رؤيته بالمؤمنين أو كون الكفار معه، فهذا مما جرى فيه الخلف.
|
(وهنا ظهر لي سؤال آخر: الشيخ حفظه الله هنا لم يأت بلفظ (المؤمنين) في الإجماع بل جعل الرؤية عامة، فهل هذا التعبير هو الأدق والأصح)
وهل البحث والنظر في المسائل بهذه الطريقة؛ هل هي من الأمور المستحسنة، أم هي من نوع الإغراق في الجزئيات؟
جزاكم الله خيرا