دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:13 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 11: قصيدة المسيب بن علس: أَرحلتَ من سلْمى بغيرِ متاعِ = قبلَ العطاسِ ورعتهَا بوداعِ

قال المسيب بن علس:


أَرَحَلْتَ مِن سَلْمَى بغيرِ مَتَاعِ = قبلَ العُطَاسِ ورُعتْهَا بوَدَاعِ
مِن غيرِ مَقْلِيَّةٍ وإِنَّ حِبِالَها = ليست بأَرْمامٍ ولا أَقْطَاعِ
إِذْ تَسْتَبِيكَ بأَصْلَتِيٍّ نَاعِمٍ = قامتْ لِتَفْتِنَهُ بغيرِ قِنَاعِ
ومَهاً يَرِفُّ كأَنه إِذْ ذُقْتَهُ = عانِيَّةٌ شُجَّتْ بماءِ يَرَاعِ
أَو صَوْبُ غادِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا = بِبَزِيلِ أَزْهَرَ مُدْمَجٍ بِسَيَاعِ
فرأَيتُ أَنَّ الحُكْمَ مُجْتَنِبُ الصِّبَا = وصَحَوْتُ بعدَ تَشَوُّقٍ ورُوَاعِ
فَتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هيَ أَعرضتْ = بِخَميصَةٍ سُرُح اليدَيْنِ وَسَاعِ
صَكَّاءَ ذِعْلَبَةٍ إِذا استدْبَرْتَها = حَرَجٍ، إِذا استقبلتَها هِلْوَاعِ
وكأَنَّ قَنْطَرَةً بموضِعِ كُورِها = مَلساءَ بينَ غَوامِضِ الأَنْساعِ
وإٍِذا تَعَاورتِ الحَصَى أَخفافُها = دَوَّى نَوادِيهِ بظَهْرِ القَاعِ
وكأَنَّ غَارِبهَا رَبَاوَةُ مَخْرِمٍ = وتَمُدُّ ثِنْيَ جَدِيلِها بِشِرَاعِ
وإِذا أَطَفْتَ بها أَطفتَ بكَلْكلٍٍ = نَبِضِ الفَرائِص مُجْفَرِ الأَضلاعِ
مَرِحَتْ يدَاها لِلنَّجاءِ كأَنَّما = تَكْرُو بكَفَّيْ لاعبٍ في صَاعِ
فِعْلَ السَّرِيعةِ بادرتْ جُدَّادَها = قبلَ المَساءِ تَهُمُّ بالإِسراعِ
فَلأَُهْدِيَنَّ معَ الرِّياحِ قصيدةً = مِنِّي مُغَلْغَلَةً إِلى القَعْقَاعِ
تَرِدُ المياهَ فما تَزالُ غَريبةً = في القوم بينَ تَمثُّلٍ وسَماعِ
وإِذا الملوكُ تدافعتْ أَركانُها = أَفْضَلْتَ فوقَ أَكُفِّهِمْ بِذراع
وإِذا تَهِيجُ الرِّيحُ مِن صُرَّادِها = ثَلْجاً يُنِيخُ النِّيبَ بالجَعْجَاعِ
أَحْلَلْتَ بَيْتَكَ بالجَميعِ، وبعضُهم = مُتفرِّقٌ لِيَحُلَّ بالأَوزاعِ
ولأَنْتَ أَجْوَدُ من خَليجٍ مُفْعَمٍ = مُتَرَاكِم الآذِىِّ ذي دُفَّاعِ
وكأَنَّ بُلْقَ الخَيْلِ في حافاتهِ = يَرْمِي بهنَّ دَوَالِيَ الزُّرَّاعِ
ولأَنتَ أَشجَعُ فِي الأَعادِي = كلِّها من مُخْدِرٍ لَيثٍ مُعِيدِ وِقاعِ
يأْتِي عَلى القومِ الكَثيرِ سِلاحُهُم = فيَبيتُ منهُ القومُ في وَعْوَاعِ
أَنتَ الوَفِيُّ فما تُذَمُّ، وبعضُهم = تُودِي بذِمَّتِهِ عُقابُ مَلاَعِ
وإِذا رَماهُ الكاشِحُونَ رماهُمُ = بمَعَابِلٍ مَذْرُوبَةٍ وقطَاعِ
ولذَاكُمُ زَعَمَتْ تَمِيمٌ أَنَّهُ = أَهلُ السَّماحةِ والنَّدَى والبَاعِ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 05:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

11

وقال المسيب بن علس






1: أَرَحَلْتَ مِن سَلْمَى بغيرِ مَتَاعِ = قبلَ العُطَاسِ ورُعتْهَا بوَدَاعِ
2: مِن غيرِ مَقْلِيَّةٍ وإِنَّ حِبِالَها = ليست بأَرْمامٍ ولا أَقْطَاعِ
3: إِذْ تَسْتَبِيكَ بأَصْلَتِيٍّ نَاعِمٍ = قامتْ لِتَفْتِنَهُ بغيرِ قِنَاعِ
4: ومَهاً يَرِفُّ كأَنه إِذْ ذُقْتَهُ = عانِيَّةٌ شُجَّتْ بماءِ يَرَاعِ
5: أَو صَوْبُ غادِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا = بِبَزِيلِ أَزْهَرَ مُدْمَجٍ بِسَيَاعِ
6: فرأَيتُ أَنَّ الحُكْمَ مُجْتَنِبُ الصِّبَا = وصَحَوْتُ بعدَ تَشَوُّقٍ ورُوَاعِ
7: فَتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هيَ أَعرضتْ = بِخَميصَةٍ سُرُح اليدَيْنِ وَسَاعِ
8: صَكَّاءَ ذِعْلَبَةٍ إِذا استدْبَرْتَها = حَرَجٍ، إِذا استقبلتَها هِلْوَاعِ
9: وكأَنَّ قَنْطَرَةً بموضِعِ كُورِها = مَلساءَ بينَ غَوامِضِ الأَنْساعِ
10: وإٍِذا تَعَاورتِ الحَصَى أَخفافُها = دَوَّى نَوادِيهِ بظَهْرِ القَاعِ
11: وكأَنَّ غَارِبهَا رَبَاوَةُ مَخْرِمٍ = وتَمُدُّ ثِنْيَ جَدِيلِها بِشِرَاعِ
12: وإِذا أَطَفْتَ بها أَطفتَ بكَلْكلٍٍ = نَبِضِ الفَرائِص مُجْفَرِ الأَضلاعِ
13: مَرِحَتْ يدَاها لِلنَّجاءِ كأَنَّما = تَكْرُو بكَفَّيْ لاعبٍ في صَاعِ
14: فِعْلَ السَّرِيعةِ بادرتْ جُدَّادَها = قبلَ المَساءِ تَهُمُّ بالإِسراعِ
15: فَلأَُهْدِيَنَّ معَ الرِّياحِ قصيدةً = مِنِّي مُغَلْغَلَةً إِلى القَعْقَاعِ
16: تَرِدُ المياهَ فما تَزالُ غَريبةً = في القوم بينَ تَمثُّلٍ وسَماعِ
17: وإِذا الملوكُ تدافعتْ أَركانُها = أَفْضَلْتَ فوقَ أَكُفِّهِمْ بِذراع
18: وإِذا تَهِيجُ الرِّيحُ مِن صُرَّادِها = ثَلْجاً يُنِيخُ النِّيبَ بالجَعْجَاعِ
19: أَحْلَلْتَ بَيْتَكَ بالجَميعِ، وبعضُهم = مُتفرِّقٌ لِيَحُلَّ بالأَوزاعِ
20: ولأَنْتَ أَجْوَدُ من خَليجٍ مُفْعَمٍ = مُتَرَاكِم الآذِيِّ ذي دُفَّاعِ
21: وكأَنَّ بُلْقَ الخَيْلِ في حافاتهِ = يَرْمِي بهنَّ دَوَالِيَ الزُّرَّاعِ
22: ولأَنتَ أَشجَعُ فِي الأَعادِي = كلِّها من مُخْدِرٍ لَيثٍ مُعِيدِ وِقاعِ
23: يأْتِي عَلى القومِ الكَثيرِ سِلاحُهُم = فيَبيتُ منهُ القومُ في وَعْوَاعِ
24: أَنتَ الوَفِيُّ فما تُذَمُّ، وبعضُهم = تُودِي بذِمَّتِهِ عُقابُ مَلاَعِ
25: وإِذا رَماهُ الكاشِحُونَ رماهُمُ = بمَعَابِلٍ مَذْرُوبَةٍ وقطَاعِ
26: ولذَاكُمُ زَعَمَتْ تَمِيمٌ أَنَّهُ = أَهلُ السَّماحةِ والنَّدَى والبَاعِ



ترجمته: (المسيب) بفتح الباء المشددة. و(علس) بفتحتين. والمسيب: لقب لقب به ببيت قاله. واسمه: زهير بن علس بن مالك بن عمرو بن قمامة بن عمرو بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن ربيعة بن مالك بن جشم بن بلال بن جماعة. بضم الجيم، بن جلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار وهو خال أعشى قيس، وكان الأعشى راويته، وكان يطري شعره ويأخذ منه. وهو جاهلي لم يدرك الإسلام. ولا عقب له. وفي الكامل للمبرد 420 أن كنيته (أبو الفضة) قال أبو عبيدة: اتفقوا على أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة: المتلمس والمسيب بن علس، وحصين بن الحمام المري. وانظر الشعر والشعراء 126، والخزانة 1: 545.
جو القصيدة: هي من أقدم شعر المديح. مدح بها القعقاع بن معبد بن زرارة. وكان عظيم القدر في بني تميم، وكان يقال له طيار الفرات لسخائه. وهو صحابي أدرك الإسلام. ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بني تميم. بدأ المسيب كلمته بالأسى على فراق حبيبته، ونعت وجهها ورضابها في غزل يسير ثم خلص إلى وصف ناقته، وفخر بقصيدته معتزا بها. وانتقل إلى مدح القعقاع بجوده وشجاعته ووفائه. وشديد صرعه لأعدائه.
تخريجها: ذكرها القالي كلها في أماليه عن أبي عكرمة الضبي 3: 130-132. وذكر أن أبا جعفر المنصور استحسنها. والأبيات 7، 9، 12 في الموشح 90. والبيت 11 في الشعراء 84. والبيت 15 في الاشتقاق 145. والبيتان 15، 16 في حماسة ابن الشجري 237. والبيتان 15، 26 في الطبقات للجمحي 59 والبيت 19 في الفصول والغايات للمعري 1: 293. وهو في اللسان 10: 271 غير منسوب. وانظر الشرح 91-100.
(1) المتاع: ما تمتعه به وتزوده إياه قبل العطاس: لأنهم كانوا يتشاءمون به، يقول: رحلت قبل أن ترى ما تكره وفي قول الليث أن العطاس الصبح.
(2) المقلية: البغض. حبالها: ما احتبلته من مودة. ويقال: حبل أرمام وحبل أقطاع: إذا كان قطعا موصلة.
(3) تستبيك: من السبي، تجعلك سبيا لها. بأصلتي: بخد ناعم حسن.
(4) المها: البلور، شبه ثغرها به لصفائه. يرف: يتلألأ، يكاد يقطر من شدة صفائه. عانية: خمر نسبت إلى عانة، بلد بجزيرة العراق. شجت: كسرت ومزجت. اليراع: القصب. أي: بماء جدول في حافتيه القصب.
(5) صوب غادية: ماء سحابة. الرفع عطف على (عانية) والجر على (ماء): أدرته: استخرجت ماءه. وإنما خص الصبا لأنها لينة تأتي بسهولة، فهو أصفى لمائها. الأزهر: الأبيض، أراد دنا أبيض. والبزيل: ما بزل، أي ثقب إناؤه. والسياع: الطين. وكل ما لطخته على شيء فقد أدمجته. قال الأصمعي: وربما قيل أزهر للإبريق، فيريد خمرا بزلت من دن في إبريق.
(6) الحكم: الحكمة. الصبا: الصبوة. وهذا مثل قولهم: الكذب مجانب الإيمان. الرواع: الروع. أي: كنت أروع الناس بجمالي.
(7) فتسل حاجته: أي اسل عنها وعن ذكرها إذا هي أعرضت، بناقة هذه صفتها، الخميصة: الضامرة البطن. سرح اليدين: منسرحة الضبعين بالمشي. وساع: واسعة في سيرها.
(8) صكاء: أصلها صفة للنعامة، لتقارب ركبتيها يصك بعضها بعضا، فشبه بها ناقته. ذعلبة: سريعة. حرج: جسيمة طويلة على وجه الأرض. هلوع: مستخفة كأنها تفزع من النشاط، والهلع: الخفة.
(9) الكور: كور الرحل، وهو خشبه وأداته شبه جنبيها في انتفاجهما بالقنطرة ثم رجع إلى صفة النجيبة فقال ملساء. الأنساع: جمع نسع. بكسر فسكون، وهو السير يشد به الرحل. وغموضه: دخوله في جلدها. فإذا دخلت الأنساع في ظهور الإبل وجنوبها لاسترخاء جلودها فإن ظهر هذه الناقة وسنامها تراهما لا تغضن فيهما، فهي ملساء الظهر.
(10) تعاورت: تبادلت أو تناوبت. دوى: صوت. نوادي الحصا: ما أسرع منه وتقدم. القاع: ما استوى من الأرض.
(11) الغارب: ما بين السنام والعنق. الرباوة، بتثليث الراء: منقطع الغلظ من الجبل حيث استرق. والمخرم: منقطع أنف الجبل. الجديل: الزمام. وثنيه: ما انثنى منه باليد. أراد: تمد جديلها بعنق طويلة. فشبهها بشراع السفينة، وأراد به الدقل بالتحريك - وهو الذي تسميه البحرية الصاري. والعرب تفعل ذلك تجوزا.
(12) أطفت: درت حولها تتأملها. الكلكل: الصدر. الفرائص: جمع فريصة. وهي لحمة في مرجع الكتف. ونبضها: شدة حركتها. ووصف الناقة بذلك لشدة فؤادها وحدتها. مجفر الأضلاع: واسعها، كالجفر، وهو البئر العظيمة.
(13) النجاء: السرعة. تكرو: تلعب بالكرة. الصاع: منهبط من الأرض.
(14) الجداد، بضم الجيم وتشديد الدال: ما بقي من خيوط الثوب. شبهها في سرعة يديها بامرأة تحوك ثوبا، فهي تبادر إتمامه.
(15) مع الرياح: يعني تذهب كل مذهب. مغلغلة: يتغلغل بها الناس لحسنها ويسلكون بها كل غامض.
(16) غريبة: لا تزال تأتي قومها على مياههم، ليست من قول شعرائهم، فهي غريبة لذلك.
(17) تدافعت أركانها: تزاحمت عند المفاخرة. أفضلت: زدت عليهم.
(18) الصراد. بالضم والتشديد: ريح بارد برش مطر النيب: مسان إنابة الإبل، واحدها ناب. الجعجاع: موضع البروك يريد أن الإبل من شدة البرد لا تبرح مباركها. وخص النيب لأنها أصبر من الأفتاء على البرد.
(19) الأوزاع: المتفرقون. يقول: إذا كانت شدة الزمان نزلت في مجمع الناس في مجالسهم حيث يأتي السؤال والضيفان.
(20) الآذي: الموج، أو السيل. ذي دفاع: يدفع الماء بعضه بعضا لكثرته.
(21) الدوالي: جمع دالية وهي آلة للسقي. شبه أمواج الخليج بخيل بلق، لأن الموجة إذا ارتفعت كان ظهرها أبيض، فإذا انقلبت اسود بطنها، أي: يرمي الخليج بالموج دوالي الزراع.
(22) المخدر: الأسد الذي قد اتخذ الأجمة خدرا، أراد: من ليث مخدر، فقدم النعت. المعيد: الذي يفعل الشيء المرة بعد المرة. الوقاع: جمع وقعة، كوقعة الحرب. أي: هو كثير الافتراس.
(23) الوعواع: الجلبة والصياح.
(24) ملاع، كقطام: اسم مكان ينسب إليه العقبان. يقول: أنت تقي بذمتك ولا يطمع في جارك، وغيرك يهدر جواره كأن ذهبت به عقاب.
(25) الكاشحون: المبغضون. المعابل: النصال. المذروبة: المحددة. القطاع: جمع قطع بكسر فسكون، وهو نصل عريض قصير.
(26) في كثير من رواياته (أنت الذي زعمت). الباع: التوسع في الندى والجود.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 04:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري



وقال المسيب بن علس

لم ينسبه أبو عكرمة ولم يرفعه في النسب عن أبيه، نسبه أحمد: قال أحمد: المسيب لقبه واسمه زهير بن علس قال هكذا قال مؤرج عن أبي عمرو الشيباني، وأبي عبيدة والأصمعي، قال وهو المسيب بن علس بن مالك بن عمرو بن قمامة بن عمرو بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن ربيعة بن مالك بن جثم بن بلال بن جماعة بن جلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار، قال أبو عبيدة: المسيب بن علس من بني جماعة من بني ضبيعة بن ربيعة وهو الذي ذكره وائل بن شرحبيل بن عمرو بن مرثد في هجائه الأعشى وتعييره، إياه بنسب أخواله بني ضبيعة
أبوك رضيع اللؤم قيس بن جندل.......وخالك عبد من جماعة راضع
تخبط كالجني أخطا مقيله.......إذا لم يكن راع فإنك ضائع
قال أحمد معناه إذا لم يكن لك مال يرعى ضعت لأنك لست ممن يغزو فيغنم ولا ممن يفد إلى ملك. هكذا أخبرني أحمد، قال جماعة بالجيم وأما عبد الله بن رستم فأخبرني عن يعقوب خماعة بالخاء معجمة من فوق بواحدة، واحتج يعقوب أيضًا ببيتي وائل بن شرحبيل وروى بالبيتين خماعة.
والذي قال يعقوب ليس بشيء لأن الثقات من رواة النسب رووه بالجيم، قال أحمد: قال مؤرج: ويكنى أبا فيد ونسب نفسه لنا، فقال أبو فيد مؤرج بن عمرو بن منيع بن حصين بن عمرو بن أبي فيد، قال: إنما لقب زهير بن علس بالمسيب حين أوعد بني عامر بن ذهل فقالت له بنو ضبيعة قد سيبناك والقوم، قال أحمد: والفيد الزعفران.
1: أرحلت من سلمى بغير متاع.......قبل العطاس ورعتها بوداع
(المتاع) ما تمتعه به وتزوده إياه، وقوله (قبل العطاس) لأنهم كانوا يتشاءمون به، يقول رحلت قبل أن ترى ما تكره، كقول العجاج: قطعتها ولا إهاب العطسا، فهذا لم يتطير كما تتطير المسيب، قال أحمد: مدح بهذه القصيدة القعقاع بن معبد بن زرارة.
2: من غير مقيلة وإن حبالها.......ليست بأرمام ولا أقطاع
(المقلية) البغض، يقال قليته أقليه مقلية وقلاء وقلي إذا كسرت أوله قصرته، وإذا فتحت أوله مددته.
كقول الشاعر:
عليك السلام لا مللت قريبة.......ومالك عندي إن نأيت قلآء
ويقال (حبل أرمام وحبل أقطاع) وحبل أرماث إذا كان قطعًا موصلة، وواحد (الأرمام) رمة ومنه قولهم دفع إليه كذا وكذا برمته، وأصله في البعير يدفعه إليه بحبله الذي في عنقه، وكني غيلان ذا الرمة بقوله: أشعث باقي رمة التقليد، يعني وتدًا غيره يقول أرحلت من عندها من غير بغض منك لها و(حبالها ليست ببالية ولا متقطعة)، المتاع الزاد تمتعه به، وقوله (قبل العطاس) أي: قبل أن يتحرك إنسان فيعطس فيتفأل به.
و(حبالها) ههنا ما احتبلته به من مودة.
3: إذ تستبيك بأصلتي ناعم.......قامث لتفتنه بغير قناع
(تستبيك): تفتعلك من السبي تجعلك سبيًا لها، و(الأصلتي) الوجه الصلت وهو الأجرد من الشعر، يقال رجل صلت الجبين إذا كان منكشف الشعر بارزه.
ومنه سيف صلت وهو المنجرد من غمده، ومنه انصلت فلان من يدي القوم إذا انجرد ليسير أمامهم، ومنه قولهم صلت فلان وهو أن يجرد من ثيابه.
غيره: (تستبيك) تذهب بقلبك، بأصلتي بخد ناعم حسن ثم قال (بغير قناع) أي بارزة، ويروى (قامت) لتقتله.
4: ومها يرف كأنه إذ ذقته.......عانية شجت بماء يراع
(المها) البلور شبه ثغرها به لصفائه، و(العانية) خمر من خمر عانات، و(شجت) مزجت، و(اليراع) القصب الواحدة يراعة، وكل أجوف يراعة، فأراد أن هذه الخمر شجت (بماء) الأنهار، وقوله (يرف) أي: يكاد يقطر من شدة صفائه، يقال رف يرف وبعض العرب يقول ورف يرف، قوله (شجت) أي: كسرت، وقوله (بماء يراع)، أي: بماء جدول في حافتيه القصب، يقال رف (يرف) أي برق، وورف يرف بمعناه: ورف يرف أكل.
5: أو صوب غادية أدرته الصبا.......ببزيل أزهر مدمج بسياع
الأصمعي: لم يخصها بالغدو وإنما أراد سارية فآخر الليل قريب من الصبح، ومطر الليل أحمد عندهم من مطر النهار لأن السواري أكثر ما يصفون و(أدرته) من الدرة أي استخرجت ماءه وإنما خص (الصبا) لأنها لينة تأتي بسهولة فهو أصغى لمائها إذا وقع بالأرض، فإذا كانت الريح شديدة كان أكدر لمائها لشدة وقع المطر بالأرض، وصوب السحابة ما تتدلى منها، و(البزيل) ما بزل والأزهر الأبيض أراد دنا أبيض.
و(السياع) الطين، وكل ما لطخته على شيء فقد دمجته، وقوله (ببزيل أزهر) كقولك سلاف جرة نظيفة.
قال الأصمعي: وربما قيل (أزهر) للإبريق، فيريد خمرًا بزلت من دن في إبريق، غيره: ابتدأ فرفع فقال أو صوب غادية ويروى بالخفض أو صوب غادية والمعنى (شجت بماء يراع)، أو (بصوب غادية) أي سحابة غدت، وقوله (ببزيل أزهر) يريد البزال والسياع الطين الذي على رأس الدن والسياع الصاروج، ويروى من (صوب غادية)، قال غيره: وإنما جعل على رأس الإبريق الطين في الصيف ليبرد، ويروى (بنزيل) أي ما نزل من الإبريق، قال أحمد: الأزهر يعني الإبريق والدن لا يوصف بالأزهر إنما يوصف بالكميت والأدكن وغيرهم، وقوله (مدمج بسياع) يعني فدام الإبريق جعله كالسياع الذي يطلى به كالطين والجص الذي يملس به الحائط
6: فرأيت أن الحكم مجتنب الصبا.......وصحوت بعد تشوق ورواع
هذا مثل قولك الكذب مجانب الإيمان، و(الصبا): الصبوة، وقول القائل قد تصابيت أي رققت وفعلت ما يفعل الصبي ورواع روع، ويروى (بعد تشوقي ورواعي) غيره: الحكم ههنا العقل، وقوله (ورواع) أي كنت أروع الناس بجمالي، ويروى (فرأيت) أن الحلم ويروى فرأت بأن الحلم.
7: فتسل حاجتها إذا هي أعرضت.......بخميصة سرح اليدين وساع
(الخميصة): المنطوية البطن، ويستحب ذلك في النجائب، و(سرح اليدين) منسرحة الضبعين بالمشي أي ليست بكزة، ويقال أعطاه ماله في سريح، أي سهل عطيته، ومنه قيل للولد اللهم اجعله سرحًا سهلاً إذا عسر مخرجه.
غيره قوله (فتسل حاجتها) أي اسل عنها وعن ذكرها إذا هي أعرضت بناقة هذه صفتها، (وساع) واسعة في سيرها. ويروى بجلالة وأنكر (بخميصة) لأنهم لا يصفون الإبل أول ما ترحل بهذا إنما توصف بهذا عند نقصانها وانقضاء سفرها.
8: صكاء ذعلبة إذا استدبرتها.......حرج إذا استقبلتها هلواع
يقول كأنها نعامة في تقارب عرقوبيها، ويحمد من النجائب تقارب العرقبين في السير والتخوية في البروك، وخشونة الوبر وعتق الذفرى وتعريق فقار العنق، وقصر الضلع والطفطفة والذعلبة السريعة، ويقال لكل سريع ذعلب، ويقال طار ثوبه ذعالب، و(الحرج) سرير يحمل عليه الموتى شبهها به لطولها.
غيره: (حرج) ضامرة، (هلواع) حديدة القلب، غيره: كل نعامة يتقارب عرقوبها إذا مشت، و(الصكك) يعتري النجائب، وإذا كان مما يركب فأن يتدانى عرقوباه أحب إلى البصراء وأن يخشن وبره وتقصر ضلعه وتقصر طفطفته، وأن يكون إذا برك تجافى عن الأرض، وأن يكون في رجليه شيء من روح وأن يكون فيهما شيء من فرش، قال الشاعر وهو النابغة الجعدي: مفروشة الرجل فرشًا لم يكن عقلاً، وأن يكون عنقه معروقة من اللحم يبدو فقارها وأن يكون عتيق الذفرى أي سهلها، مولل الأذنين فيهما حدة كأنهما طرف سهم، وأن يكون قصير النساء يقول إذا استدبرتها فهي طويلة، (هلواع) مستخفة كأنها تفزع من النشاط والهلع الخفة.
9: وكأن قنطرة بموضع كورها.......ملساء بين غوامض الأنساع
شبهها في صلابتها ووثاجة خلقها (بالقنطرة والكور) كور الرحل وهو خشبه وأداته ثم رجع إلى صفة النجيبة فقال (ملساء) على شدة لزوم (النسع لها وغموضه) في جلدها، غيره: شبه جنبيها في انتفاجها بالقنطرة وهو يريد الأزج.
10: وإذا تعاورت الحصى أخفافها.......دوى نواديه بظهر القاع
(القاع) ما استوى من الأرض في طينه حرة، وربما كان فيه (الحصى)، ونوادي (الحصى) ما أسرع منه وتقدم منه وبادر، قال الأصمعي ومن هذا قول العرب: لا ينداك مني سوء أي لا يبدو ولا يسبق، ويروى دوت نوادره.
(المعاورة) أصلها أن يتعاور هذا مرة وهذا أخرى، وقوله (دوى) نوادره أي صوت نوادر (الحصى) فسمعت لها صوتًا.
ويقال (دوى) في السماء جاء وذهب ودوم في الأرض، نواديه ما تقدم منه، قال لا يكون التدويم إلا في السماء، وينسب ذو الرمة للخطأ في قوله:
حتى إذا دومت في الأرض راجعه.......كبر ولو شاء نجى نفسه الهرب
11: وكأن غاربها رباوة مخرم.......وتمد ثني جديلها بشراع
الغاربان ما أحاط الكتفين واشتمل عليهما و(الرباوة) منقطع الغلظ من الحبل حيث استرق، يقال ربوة وربوة وربوة ورباوة وربو بغير الهاء عن الأصمعي مع الفتح، فأراد أن (غاربها) في صلابته وحدته مثل الرباوة.
و(الجديل) الزمام وأصل الجدل الفتل، وثنيه ما انثنى منه باليد فأراد أنها طويلة العنق يستغرق عنقها (جديلها)، وقوله (بشراع) أراد بعنق طويلة، وإنما أراد أن يشبهه بالدقل فشبهه بالشراع إذا كان الشراع مع الدقل، هذا قول الأصمعي.
وقال ابن الأعرابي: لكنه غلط لم يعرف (الشراع) من الدقل، كما قال طرفة وهو يصف العنق: كسكان بوصي بدجلة مصعد، وإنما أراد الدقل، غيره أراد بالغارب الظهر وجعله كأنه رباوة يريد الموضع المشرف شبه سنامها به، وشبه طول عنقها بالشراع، والمخرم منقطع أنف الجبل والغلظ.
12: وإذا أطفت بها أطفت بكلكل.......نبض الفرائص مجفر الأضلاع
يقول إذا درت حولها تتأملها، والكلكل الصدر و(النبض) الشديد الحركة لشدة فؤادها وحدتها و(الفرائص) جمع فريصة وهي لحمة في مرجع الكتف.
وقوله (مجفر الأضلاع) أراد عظم جوفها شبهه (بالجفر) وهو البئر العظيمة، وجمع الجفر جفار، وقوله (نبض الفرائص) يقول لذكائها كأنها مروعة، و(النبض للفرائص) ولكنه نقل اللفظ إلى (الكلكل) كما تقول (وإذا أطفت) بزيد أطفت برجل حسن العقل فحسن العقل في المعنى وفي الظاهر للرجل.
13: مرحت يداها للنجاء كأنما.......تكرو بكفي لاعب في صاع
(النجاء) السرعة يمد ويقصر، و(تكرو) كأنها تلعب بالكرة، يقال قد كرا يكرو إذا ضرب بالكرة. و(الصاع) منهبط من الأرض، له ما يحفه كهيئة الجفنة، ويروى بكفي ماقط في (صاع)، (الصاع) تكنسه وتلعب فيه بالكرة، والماقط الذي يكرو بالكرة يضرب بها الأرض ثم ترتفع إليه، قال أحمد: قوله في (صاع) أراد بصاع وهو الصولجان الذي يلعب به الغلمان، أراد بصاع صائع لأنه يعطف للضرب به لتصاع الكرة به فكأنه الصولجان وهو يصوعها.
14: فعل السريعة بادرت جدادها.......قبل المساء تهم بالإسراع
شبهها في سرعة يديها بامرأة تحوك ثوبًا فهي تبادر إتمامه، و(الجداد): ما بقي من خيوط الثوب.
فهي (تبادره) لتفرغ منه، قال أحمد تبادر هذه المرأة المساء بعملها فهي تسرع العمل بيديها، ومنه قول الأعشى:
أضاء مظلته بالسرا.......ج والليل غامر جدادها
وقال غيره (الجداد) خيوط الثوب إذا قطع، وإنما شبه سرعة الناقة به، وتقليب يديها في سيرها بتقليب المرأة يديها في عملها.
15: فلأهدين مع الرياح قصيدة.......مني مغلغلة إلى القعقاع
قوله (مع الرياح قصيدة مني مغلغلة)، أي تذهب كل مذهب ويحملها الناس لحسنها أي يتغلغل بها الناس لحسنها ويسلكون بها كل غامض، و(القعقاع) بن معبد بن زرارة وقيل إنه عني الرياح نفسها، وقيل أنه عنى الإبل التي هي (كالرياح في سرعتها)، (مغلغلة) تدخل كل مكان حتى تصل إلى (القعقاع).
16: ترد المياه فما تزال غريبة.......في القوم بين تمثل وسماع
أي لا يزال الناس يتمثلون بها لجودتها، ويستمعها بعض من بعض، وتحمل إلى من يسمعها ولم يحضرها فهي (غريبة) أبدًا.
قال غيره: (يتمثل) بها ويتغنى بها و(السماع) الغناء، وقوله: (غريبة) أي لا تزال تأتي قومًا على مياههم ليست من قول شعرائهم فهي غريبة لذلك، ويروى: (ترد المناهل لا تزال غريبة)، والمناهل المياه.
17: وإذا الملوك تدافعت أركانها.......أفضلت فوق أكفهم بذراع
يقول (إذا تدافعت الملوك) وافتخر بعضهم على بعض وعددوا أيامهم كنت أكثر منهم وأطول يدًا بالفضائل، والذراع مؤنثة وقد يذكرها بعضهم وليس بالوجه، قال (تدافعت) تزاحمت عند المفاخرة.
18: وإذا تهيج الريح من صرادها.......ثلجًا ينيخ النيب بالجعجاع
(الصراد): ريح باردة برش مطر، ومن هذا قيل صرد الرجل إذا اشتد به البرد، و(النيب): مسان إناث الإبل الواحدة: ناب، و(الجعجاع) المبرك يريد أن الإبل من شدة البرد لا تبرح مباركها، وأنشد في (الجعجاع) لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري:
من يذق الحرب يجد طعمها.......مرًا وتحبسه بجعجاع
يقال هاجت الريح (تهيج) وهاجني الأمر يهيجني وهجتك يا رجل بمعنى هيجتك وقوله (من صرادها) قال الصراد: غيم رقيق فيه برد، قال: و(النيب) جمع ناب وهي المسنة من الإبل، هذا للإناث خاصة، فأما الذكر المسن فهو: الثلب، و(الجعجاع): المكان الضيق وإنما جعلها نيبًا وخصها لأنها أصبر من الأفتاء على البرد.
19: أحللت بيتك بالجميع وبعضهم.......متفرق ليحل بالأوزاع
يقول إذا كانت شدة الزمان نزلت في مجمع الناس في مجالسهم حيث يأتي السؤال والضيفان، كما قالت القائلة لزوجها قريب البيت من النادي والنادي المجلس، و(الأوزاع المتفرقة) وهو مأخوذ من قولك وزعت الشيء بين القوم إذا فرقته بينهم وقطعته، ومثله قول زهير:
يسط البيوت لكي يكون مظنة.......من حيث توضع جفنة المسترفد
وقال طرفة:
ولست بحلال التلاع مخافة.......ولكن متى يسترفد القوم أرفد
التلاع ههنا ما انخفض من الأرض وإنما ينزل التلاع كل لئيم، لا يقري ولا يحمل، وتكون التلاع في غير هذا الموضع ما ارتفع من الأرض وهو ضد من الأضداد.
20: ولأنت أجود من خليج مفعم.......متراكم الآذي ذي دفاع
(الخليج): كل ماء انخلج عن الماء الأعظم وأصل الخلج: الجذب، و(المفعم): الملآن، و(المتراكم) والمتراكب واحد وهو: المضاعف و(الآذي) السيل، وقوله (ذي دفاع) أي يدفع الماء بعضه بعضًا لكثرته، شبه القعقاع في جوده بهذا (الخليج) الموصوف كما قال النابغة:
فما الفرات إذا جاشت غواربه.......ترمي أواذيه العبرين بالزبد
و(الآذي): الموج والعبران الشطان الواحد عبر.
21: وكأن بلق الخيل في حافاته.......يرمي بهن دوالي الزراع
أي (في حافات) هذا الخليج شبه أمواجه (بخيل بلق)، لأن الموجة إذا ارتفعت كان ظهرها أبيض فإذا انقلبت اسود بطنها أي يرمي الخليج بالموج الذي (كأنه بلق الخيل دوالي الزراع)، قال أحمد: يقول الماء تعلوه كالخضرة لصفائه فلون الموجة كلون سائر الماء، فإذا أخذت في الانقضاء وانبسطت ظهر للماء حينئذ بياض عند انبساطها وفنائها، فشبه لون الماء نفسه مع ما يظهر من البياض عند انبساط الموج وفنائه بخيل بلق.
22: ولأنت أشجع في الأعادي كلها.......من مخدر ليث معيد وقاع
أراد (من ليث مخدر) فقدم النعت و(المخدر) الأسد الذي قد اتخذ الأجمة خدرًا، وكل ما استتر من السباع فلم يظهر فهو أخبث له، ومن هذا قيل ذئب الغضاء و(المعيد): الذي يفعل الشيء المرة بعد المرة و(الوقاع): جمع وقعة كوقعة الحرب وهي الواقعة والوقيعة أي إنه معيد للفرائس.
23: يأتي على القوم الكثير سلاحهم.......فيبيت منه القوم في وعواع
أي يقدم عليهم مع كثرة سلاحهم لجرأته، و(الوعواع) الجلبة والصياح يأتيهم فيبيتهم (فيبيتون منه في وعواع).
24: أنت الوفي فما تذم وبعضهم.......تودي بذمته عقاب ملاع
يريد أنه (يفي ذمته)، ولا يحقر جاره إذا كان بعضهم يأكل أمانته وكأن (عقابًا) ذهبت بها، و(الملع): السرعة، وهو ههنا الاختطاف، يقال مر يملع ملعًا إذا مر مرًا سريعًا، قال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع.......هل أغدون يومًا وأمري مجمع
وتحت رحلي زفيان ميلع.......كأنها نائحة تفجع
تبكي لميت وسواها الموجع
وأصل هذا من قولهم أودى الرجل إذا هلك، و(ذمته): حرمته، و(عقاب ملاع) أي: عقاب اختلاس، وهذا مثل، ويروى طارت بذمته، و(ملاع) مثل قطام، يقول: (أنت تفي بذمتك) ولا يطمع في جارك، وغيرك تذهب (بذمته عقاب ملاع)، وأصل الملع الاختلاس أي عقاب اختلاس.
25: وإذا رماه الكاشحون رماهم.......بمعابل مذروبة وقطاع
(الكاشحون): المبغضون، قال الأصمعي: إنما سمي كاشحًا لأنه يعرض عن مبغضه، فيوليه كشحًا، و(الكشح) الخاصرة وما والاها، وأما ابن الأعرابي فإني أخبرت عنه أنه قال: سمي كاشحًا لأن كشحه مملوء من الغش والبغضاء لصاحبه، و(المعابل) النصال الواحدة معبلة، (والقطاع) الواحد قطع، ومنه قول أبي ذؤيب:
ونميمة من قانص متلبب.......في كفه جشء أجش وأقطع
أي: في كفه قوس ونصال نميمة يعني صوت الوتر، يصف صائدًا أي نم الوتر على الصائد، ومتلبب: متحزم متهييء والجشء: قضيب خفيف، وإنما يريد القوس، وقال أجش ولم يقل جشاء فيذهب إلى القوس لأنه ذهب إلى القضيب، والجشة غلظ الصوت وأن يكون فيه كالبحة، وأقطع: جمع قطع، والقطع نصل عريض قصير والمذروبة المحددة، قال الشاعر يصف فرسًا:
لها عكن ترد النبل خنسًا.......وتهزأ بالمعابل والقطاع
أي: تستخف بها ولا تباليها، قال: أنت الوفي فخاطب، ثم قال: وإذا رماه (الكاشحون) رماهم، ترك الخطاب وجاء بغيبه كما قال الآخر:
إلى هوذة الوهاب أعملت مدحتي.......أرجي عطاء فاضلاً من نوالكا
وقال الله عز وجل: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}، ومثله قول عنترة:
حلت بأرض الزائرين فأصبحت.......عسرًا على طلابك ابنة مخرم
قال فأصبحت ثم قال طلابك، وهذا كثير في القرآن والكلام، وأصل الكاشح المتأخر يقال كشح عن الماء إذا تأخر عنه فلم يدن ولم يشرب إما من برد وإما من خوف، وكذلك في المودة هو المتأخر عن مودتك
26: ولذاكم زعمت تميم أنه.......أهل السماحة والندى والباع
(الباع): البسطة في الندى والجود، و(السماحة): السهولة، (والندى): السخاء بالإعطاء والباع التوسع فيه.
[شرح المفضليات: 91-100]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
11, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir