دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1432هـ/21-05-2011م, 07:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 15: قصيدة مالك بن حريم الهمداني: جزِعتَ ولم تَجزَعْ من الشيبِ مَجزَعاً = وقد فاتَ رِبْعيُّ الشبابِ فوَدَّعا

وَقَالَ مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ:

جَزِعْتَ وَلَمْ تَجْزَعْ مِنَ الشَّيْبِ مَجْزَعَا = وَقَدْ فَاتَ رِبْعِيُّ الشَّبَابِ فَوَدَّعَا
وَلاَحَ بَيَاضٌ فِي سَوَادٍ كَأَنَّهُ = صُوَارٌ بِجَوٍّ كَانَ جَدْبًا فَأَمْرَعَا
وَأَقْبَلَ إِخْوَانُ الصَّفَاءِ فَأَوْضَعُوا = إِلَى كُلِّ أَحْوَى فِي الْمَقَامَةِ أَفْرَعَا
تَذَكَّرْتُ سَلْمَى وَالرِّكَابُ كَأَنَّها = قَطًا وَارِدٌ بَيْنَ اللِّفَاظِ وَلَعْلَعَا
فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّها أَوْ خَيَالَهَا = أَتَانَا عِشَاءً حِينَ قُمْنَا لِنَهْجَعَا
فَقُلْتُ لَهَا بِيتِي لَدَيْنَا وَعَرِّسِي = وَمَا طَرَقَتْ بَعْدَ الرُّقَادِ لِتَنْفَعَا
مُنَعَّمَةٌ لَمْ تَلْقَ فِي الْعَيْشِ تَرْحَةً = وَلَمْ تَلْقَ بُؤْسًا عِنْدَ ذَاكَ فَتَجْدَعَا
أَهِيمُ بِهَا لَمْ أَقْضِ مِنْهَا لُبَانَةً = وَكُنْتُ بِهَا فِي سَالِفِ الدَّهْرِ مُوزَعَا
كَأَنَّ جَنَا الْكَافُورِ وَالمِسْكِ خَالِصًا = وَبَرْدَ النَّدَى وَالأُقْحُوَانَ المُنَزَّعَا
وَقَلْتًا قَرَتْ فِيهِ السَّحَابَةُ مَاءَهَا = بِأَنْيَابِهَا وَالْفَارِسِيَّ المُشَعْشَعَا
وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ الْمَشْيِ أَبْتَغِي = إِلَى غَيْرِ ذِي الْمَجْدِ الْمُؤَثَّلِ مَطْمَعَا
وَأُكْرِمُ نَفْسِي عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ = حِفَاظًا وَأَنْهَى شُحَّهَا أَنْ تَطَلَّعَا
وَآخُذُ لِلْمَوْلَى إِذَا ضِيمَ حَقَّهُ = مِنَ الأَعْيَطِ الآبِي إِذَا مَا تَمَنَّعَا
فَإِنْ يَكُ شَابَ الرَّأْسُ مِنِّي فَإِنَّنِي = أَبَيْتُ عَلَى نَفْسِي مَنَاقِبَ أَرْبَعَا
فَوَاحِدَةٌ أَلاَّ أَبِيتَ بِغِرَّةٍ = إِذَا مَا سَوَامُ الْحَيِّ حَوْلِي تَضَوَّعَا
وَثَانِيَةٌ أَلاَّ أُصَمِّتَ كَلْبَنَا = إِذَا نَزَلَ الأَضْيَافُ حِرْصًا لِنُودَعَا
وَثَالِثَةٌ أَلاَّ تُقَذَّعَ جَارَتِي = إِذَا كَانَ جَارُ الْقَوْمِ فِيهِمْ مُقَذَّعَا
وَرَابِعَةٌ أَلاَّ أُحَجِّلَ قِدْرَنَا = عَلَى لَحْمِهَا حِينَ الشِّتَاءِ لِنَشْبَعَا
وَإِنِّي لأُعْدِي الْخَيْلَ تُقْدَعُ بِالقَنَا = حِفَاظًا عَلَى الْمَوْلَى الْحَرِيدِ لِيُمْنَعَا
وَنَحْنُ جَلَبْنَا الْخَيْلَ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ = إِلَى أَنْ وَطِئْنَا أَرْضَ خَثْعَمَ أَجْمَعَا
فَمَنْ يَأْتِنَا أَوْ يَعْتَرِضْ بِسَبِيلِنَا = يَجِدْ أَثَرًا دَعْسًا وَسَخْلاً مُوَضَّعَا
ويَلْقَ سَقِيطًا مِنْ نِعَالٍ كَثِيرَةٍ = إِذَا خَدَمُ الأَوْسَاغِ يَوْمًا تَقَطَّعَا
إِذَا مَا بَعِيرٌ قَامَ عُلِّقَ رَحْلُهُ = وَإِنْ هُوَ أَبْقَى أَلْحَمُوهُ مُقَطَّعَا
نُرِيدُ بَنِي الْخَيْفَانِ إِنَّ دِمَاءَهُمْ = شِفَاءٌ وَمَا وَالَى زُبَيْدٌ وَجَمَّعَا
يَقُودُ بِأَرْسَانِ الْجِيَادِ سَرَاتُنَا = لِيَنْقِمْنَ وِتْرًا أَوْ لِيَدْفَعْنَ مَدْفَعَا
تَرَى الْمُهْرَةَ الرَّوْعَاءَ تَنْفُضُ رَأْسَهَا = كَلالاً وَأَيْنًا وَالْكُمَيْتَ المُقَزَّعَا
وَنَخْلَعُ نَعْلَ الْعَبْدِ مِنْ سُوءِ قَوْدِهِ = لِكَيْمَا يَكُونَ الْعَبْدُ لِلسَّهْلِ أَضْرَعَا
وَقَدْ وَعَدُوهُ عُقْبَةً فَمَشَى لَهَا = فَمَا نَالَهَا حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ أَدْرَعَا
وَأَوْسَعْنَ عَقْبَيْهِ دِمَاءً فَأَصْبَحَتْ = أَصَابِعُ رِجْلَيْهِ رَوَاعِفَ دُمَّعَا
طَلَعْنَ هِضَابًا ثُمَّ عَالَيْنَ قُنَّةً = وَجَاوَزْنَ خَيْفًا ثُمَّ أَسْهَلْنَ بَلْقَعَا
وَتَهْدِي بِيَ الْخَيْلَ الْمُغِيرَةَ نَهْدَةٌ = إِذَا ضَبَرَتْ صَابَتْ قَوَائِمُهَا مَعَا
إِذَا وَقَعَتْ إِحْدَى يَدَيْهَا بِثَبْرَةٍ = تَجَاوَبَ أَثْنَاءُ الثَّلاَثِ بِدَعْدَعَا
فَأَصْبَحْنَ لَمْ يَتْرُكْنَ وِتْرًا عَلِمْنَهُ = لِهَمْدَانَ فِي سَعْدٍ وَأَصْبَحْنَ طُلَّعَا
مُقَرَّبَةٌ أَدْنَيْتُهَا وَافْتَلَيْتُهَا = لِتَشْهَدَ غُنْمًا أَوْ لِتَدْفَعَ مَدْفَعَا
تَشَكَّيْنَ مِنْ أَعْضَادِهَا حِينَ مَشْيِهَا = أَمِ القَضُّ مِنْ تَحْتِ الدَّوَابِرِ أَوْجَعَا
وَمِنَّا رَئِيسٌ يُسْتَضَاءُ بِنُورِهِ = سَنَاءً وَحِلْمًا فِيهِ فَاجْتَمَعَا مَعَا
وَسَارَعَ أَقْوَامٌ لِمَجْدٍ فَقَصَّرُوا = وَقَارَبَهَا زَيْدُ بْنُ قَيْسٍ فَأَسْرَعَا
وَلاَ يَسْأَلُ الضَّيْفُ الغَرِيبُ إذا شَتَا = بمَا زَخَرَتْ قِدْرِي لَهُ حِينَ وَدَّعَا
فَإِنْ يَكُ غَثًّا أَوْ سَمِينًا فَإِنَّنِي = سَأَجْعَلُ عَيْنَيْهِ لِنَفْسِهِ مَقْنَعَا
إِذَا حَلَّ قَوْمِي كُنْتُ أَوْسطَ دَارِهِمْ = وَلاَ أَبْتَغِي عِنْدَ الثَّنِيَّةِ مَطْلَعَا


  #2  
قديم 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م, 10:29 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

15


وقال مالك بن حريم الهمداني *:


1: جزعت، ولم تجزع من الشيب مجزعا = وقد فات ربعي الشباب فودعا
2: ولاح بياض في سواد كأنه = صوار بجو كان جدبا فأمرعا
3: وأقبل إخوان الصفاء فأوضعوا = إلى كل أحوي في المقامة أفرعا
4: تذكرت سلمى والركاب كأنها = قطا وارد بين اللفاظ ولعلعا
5: فحدثت نفسي أنها أو خيالها = أتانا عشاء حين قمنا لنهجعا
6: فقلت لها بيتي لدينا وعرسي = وما طرقت بعد الرقاد لتنفعا
7: منعمة لم تلق في العيش ترحة = ولم تلق بوسا عند ذاك فتجدعا
8: أهيم بها لم أقض منها لبانة = وكنت بها في سالف الدهر موزعا
9: كأن جنا الكافور والمسك خالصًا = وبرد الندى والأقحوان المنزعا
10: وقلتا قرت فيه السحابة ماءها = بأنيابها، والفارسي المشعشعا
11: وإني لأستحيي من المشي أبتغي = إلى غير ذي المجد المؤثل مطمعا
12: وأكرم نفسي عن أمور كثيرة = حفاظًا، وأنهى شحها أن تطلعا
13: وأخذ للمولى، إذ ضيم حقه = من الأعيط الآبي إذا ما تمنعا
14: فإن يك شاب الرأس مني فإنني = أبيت على نفسي مناقب أربعا
15: فواحدة: أن لا أبيت بغرة = إذا ما سوام الحي حولى تضوعا
16: وثانية: أن لا أصمت كلبنا = إذا نزل الأَياف حرصا لنودعا
17: وثالثة: أن لا تقذع جارتي = إذا كان جار القوم فيهم مقذعا
18: ورابعة: أن لا أحجل قدرنا = على لحمها حين الشتاء لنشبعا
19: وإني لأعدي الخيل تقدع بالقنا = حفاظًا على المولى الحريد ليمنعا
20: [ونحن جلبنا الخيل من سرو حمير = إلى أن وطئنا أرض خثعم أجمعا]
21: [فمن يأتنا أو يعترض بسبيلنا = يجد أثرًا دعسًا وسخلاً موضعا]
22: ويلق سقيطا من نعال كثيرة = إذا خدم الأوساغ يوما تقطعا
23: إذا ما بعير قام علق رحله = وإن هو أبقى ألحموه مقطعا
24: نريد بني الخيفان، إن دماءهم = شفاء، وما والي زبيد وجمعا
25: يقود بأرسان الجياد سراتنا = ليقمن وترا أو ليدفعن مدفعا
26: ترى المهرة الروعاء تنفض رأسها = كلالا وأينا والكميت المقزعا
27: ونخلع نعل العبد من سوء قوده = لكيما يكون العبد للسهل أضرعا
28: وقد وعدوه عقبة فمشى لها = فما نالها حتى رأى الصبح أدرعا
29: وأوسعن عقبيه دماء فأصبحت = أصابع رجليه رواعف دمعا
30: طلعن هضابا ثم عالين قنة = وجاوزن خيفا ثم أسهلن بلقعا
31: وتهدي بي الخيل المغيرة نهدة = إذا ضبرت صابت قوائمها معا
32: إذا وقعت إحدى يديها بثبرة = تجاوب أثناء الثلاث بدعدعا
33: فأصبحن لم يتركن وترًا علمنه = لهمدان في سعد وأصبحن طلعا
34: مقربة أدنيتها وافتليتها = لتشهد غنما أو لتدفع مدفعا
35: تشكين من أعضادها حين مشيها = أم القض من تحت الدوار أوجعا
36: ومنا رئيس يستضاء بنوره = سناء وحلما فيه، فاجتمعا معا
37: وسارع أقوام لمجد فقصروا = وقاربها زيد بن قيس فأسرعا
38: ولا يسأل الضيف الغريب إذا شتا = بما زخرت قدري له حين ودعا
39: فإن يك غثا أو سمينا فإنني = سأجعل عينيه لنفسه مقنعا
40: إذا حل قومي كنت أوسط دارهم = ولا أبتغي عند الثنية مطلعا


(*) ترجمته: هو مالك بن حريم بن مالك بن حريم بن دألان الهمداني، شاعر فحل جاهلي، من همدان. واختلف في ضبط «حريم»، فالراجح أنه بفتح الهاء المهملة وكسر الراء. وضبطه بالخاء المعجمة والراء مصغرًا، وبعضهم كذلك ولكن بالزاي، وبعضهم بالحاء المهملة والزاي مع صغير. وأخطأ المرزباني وتبعه صاحب القاموس فزعما أن مالكًا هذا جد مسروق بن الأجدع الهمداني، ومسروق هو ابن «الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني» الآتي في الأصمعية 16. وأخطأ صاحب الأغاني أيضًا 14: 25 نحو ذلك، إذ زعم أن «الأجدع بن مالك بن حريم الشاعر والد مسروق بن الجدع». وأخطأ البحتري فسماه في حماسته 38 «مليك بن حريم». ومالك هذا هو صاحب البيت الحكيم:
متى تجمع القلب الذكي وصارمًا = وأنفًا حميا تجتنبك المظالم
وانظر المرزباني 357 وابن السيد 435 وعيون الأخبار 1: 227 والأمالي 2: 123 والسمط 74 – 749 وسيبويه 1: 10 والاشتقاق 11، 254، 258 وشرح القاموس 8: 242.
جو القصيدة: أبدى جزعه من الشيب بعد الشباب، وانصراف إخوان الصفاء عنه لذلك. ثم ذكر الحبيبة في سفره وكيف طرقه خيالها، وطفق يشبب بها. وفخر بعد ذلك بإبائه وتصوفه ومروءته، وبأربع خصال أخرى ساقها سوقًا لطيفًا في الأبيات 15 – 18. وفخر أيضًا بسطوة قومه بأسهم، ونعت فرسانهم وأفراسهم. وفي الأبيات 27 – 29 تحدث عن سياسة قومه لعبيدهم وتعليمهم في قيادة الإبل. ثم خلص من ذلك إلى اعتزازه بقيادة قومه على فرس كريمة، وبأن في قومه سادة شرافًا، منهم زيد بن قيس. وبأنه يبالغ في قرى الضيف حتى ليخرج من عنده وهو قرين العين، النفس.
تخريجها: هي برقيم 41، 42 في الأوربية، جعلت قصيدتين، الأولى 1 – 19 والثانية 1 – 40 وأسقط منها 20، 21 وهذا خطأ، وأثبتنا الصواب والزيادة عن الشنقيطية. والبيت 1 في 9: 463 غير منسوب. والأبيات 21 في ابن السكيت 469. والبيت 23 في الأنباري 21 غير منسوب. والبيت 25 في اللسان 16: 71 غير منسوب. والبيتان 27، 28 في النوادر 96. والبيت 31 في ديوان المعاني 2: 107. والبيتان 31، 32 في ابن السكيت 581 – 582. والبيت 1 في شرح أدب الكاتب للجواليق 356. والبيتان 38، 39 في ابن السيد 435. والبيت 39 في 1: 10 والسمط 749.
(1) يريد جزعت من الشيب جزعًا، ولم يك من شأنك الجزع. ربعى الشباب: أوله.
(2) الصوار، بالضم والكسر: القطيع من البقر. الجو: ما انخفض من الأرض. أسرع: أخصب وأكلأ. وبقر الوحش فيه سواد وبياض.
(3) أوضعوا: أسرعوا. الأحوى: الأسود، عنى به أسود الشعر. المقامة: المجلس والقوم. الأفرع: التام الشعر. أراد أن شيبه نفر منه إخوانه.
(4) الركاب: الإبل. اللفاظ: بضم اللام وكسرها: ماء لبني إياد. لعلع: موضع.
(6) التعريس: النزول آخر الليل. أراد أن خياها أثار لواعجه.
(7) الترح، بفتح الراء: الفقر، ومنه الحزن، والترحة: المرة الواحدة منه. تجدع: من الجدع، بفتحتين، وهو سوء الغذاء.
(8) اللبانة: الحاجة. الموزع: المغري، أوزعه بالشيء: أغراه.
(9) الجني: كل ما يجنى. ورسم في الأصلين بالألف. الأقحوان: نبت له نور أبيض. المنزع: المنزوع.
(10) القلت: النقرة في الجبل تمسك الماء. قرت: جمعت. بأنيابها: خبر «كأن» في البيت السابق. الفارسي: المنسوب إلى فارس، أراد به الشراب، وهو الخمر. المشعشع: الممزوج بالماء.
(11) المؤثل: القديم المؤصل.
(13) ضيم: انتقص حقه. الأعيط: الأبي المتمنع.
(15) الغرة: الغفلة. السوام: الإبل السائمة. تضوع: رسمت في الأوربية بالصاد المهملة، ووضع الشنقيطي فوق الصاد نقطة وتحتها نقطة أخرى، لتقرأ بالمعجمة والمهملة، وكتب فوقها كلمة «معًا» توكيدًا لذلك، وكلاهما معناه: تفرق. يريد أنه لا يغفل عن حماية قومه إذا ما ذعروا.
(16) لنودع: لنترك. يريد أنه لا يمنع كلبه النباح خوف الضيف.
(17) تقذع: من القذع، وهو الرمي بالفحش وسوء القول.
(18) لا أحجل: أي لا أسترها وأجعلها في حجلة، وهي بيت للعروس يزين بالثياب والأسرة والستور. يريد أنه يظهرها ليطعمها الضيفان.
(19) أعدى الخيل: أحملها على العدو. تقدع: تكبح لتكف من بعض جريها. الحفاظ: المحافظة على العهد والمحاماة على الحرم ومنعها من العدو. الحريد: المنفرد المعتزل.
(20) سرو حمير: محلتها أو بلادها باليمن.
(21) دعسًا: الطريق الدعس الذي دعسته القوائم ووطئته وكثرت فيه الآثار. السخل، بالخاء المعجمة: جمع سخلة، يريد أولاد الإبل والخير. الموضع: المتفرق. أراد أن السخال في مواضع من هذا الطريق، وذلك أنهم يسيرون فتضع الحوامل أجنتها في موضع بعد موضع. فذكر هذا المعنى ليعلم أن قومه يبعدون الغزاة فيطول سيرهم وتتعب رواحلهم وخيلهم فتضع ما في بطونها من شدة الكلال. عن التبريزي في شرح ابن السكيت 469. وفي الأصلين «سجلا» بالجيم، وهو تصحيف. وانظر المفضلية 114: 9. وهذان البيتان 20، 21 لم يذكرا في الأوربية، وذكرهما مصححها في التعليقات على أنهما زيادة في إحدى النسخ، وفصل باقي القصيدة، جعله قصيدة أخرى!!
(22) السقيط: ما يسقط، واستعمله في نعال الإبل، ولم ينص عليه في المعاجم، بل نصوا على أن السقيط ما سقط من الندى والبرد، وأنه أيضًا الرجل الأحمق أو الناقص العقل. الخدم: جمع «خدمة» وهي السير الغليظ المحكم مثل الحلقة تشد في رسغ البعير ثم يشد غليها سرائح نعلها.
(23) قام: قال في اللسان: «قامت الدابة إذا وقفت عن السير». علق رحله: يعني أنه رفع عنه لضعفه. أبقى: من الإبقاء، وهو أن يبقى الفرس بعض جريه يدخره، ولم نجد استعمال هذا الحرف في الإبل. ورواه الأنباري في شرح المفضليات 274 «أنقى» بالنون، وهو من قولهم «أنقت الإبل» أي سمنت وصار فيها نقي، وهو الشحم ومخ العظام. ألحموه: أطعموا الناس لحمه، حذف المفعول الأول. وفي رواية الأنباري «ألحقوه».
(24) بنو الخيفان: قبيلة كما هو ظاهر، ولكن لم نجد لها ذكرًا فيما بين يدينا من المراجع. شفاء: أي تشفى من الكلب، يريد أنهم شرفاء، وانظر المفضلية 35: 14. زبيد، بالتصغير: قبيلة يمنية. وأما «زبيد» بفتح الزاي فبلد معروف باليمن بني في عصر العباسيين.
(25) أرسان: جمع رسن، وهو الحبل الذي يقاد به الفرس أو غيره. السراة: الأشراف. لينقمن: ليكافئن بالعقوبة، وجعل الضمير للخيل إرادة فرسانها. الوتر: الثأر. مدفعًا: مصدر ميمي بمعنى الدفع.
(26) الفرس الروعاء: التي كأن بها فزعًا من ذكائها وخفة روحها. الكلال والأين: الإعياء: الكميت من الخيل: ما لونه بين السواد والحمرة. المقزع: الشديد الخلق والأسر، أو السريع الخفيف.
(27) أضرع: أدنى أو أميل، من قولهم «ضرعت الشمس» دنت من المغيب. يريد أنهم ينزعون فعل العبد ليسلك بالإبل السهولة. وهذا التفسير فسره به أو الحسن الأخفش في روايته نوادر أبي زيد 96، وروى «نخلع» بالنون، فأثبتنا روايته وتفسيره، ونرى أنه إنما يريد الخيل لا الإبل. وفي الشنقيطية «ويخلع» بفتح الياء، وفي الأوربية «وتخلع» بفتح التاء، ولا يتجه المعنى فيهما إلا بالبناء لما لم يسم فاعله.
(28) العقبة: النوبة في الركوب. أو الموضع التي يركب فيه. يريد أن العبد وعد أن يركب بعد أن يسير نوبته. الأدرع: ما فيه بياض وسواد، وأصل الوصف به لليل، يقال «ليل أدرع» تفجر فيه الصبح فابيض بعضه، ولم يذكر وصف الصبح به في المعاجم.
(29) العقب، بسكون القاف: هو العقب بكسرها. وأوسعن عقبيه دماء: يعني الخيل، ملأت عقبى العبد دماء من كثرة السير. رواعف دمع: يتقاطر منها الدم، كما يتقاطر الرعاف من الأنف والدمع من العين.
(30) القنة: أعلى الجبل. عالينها: صعدنها وعلونها. الخيف: ما ارتفع عن موضع مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. أسهلن: نزلن السهل. البلقع: الأرض القفر.
(31) تهدي الخيل: تتقدمها. النهدة: المرتفعة الخلق. ضبرت: جمعت قوائمها ووثبت، فعل المقيد في عدوه. وفي الأصلين «ضربت» وتوجيهها فيه تكلف، وأثبتنا ما في رواية ابن السكين 581. صابت: وقعت معًا، أي مجتمعة في وقت واحد.
(32) الثبرة: الهوة. أثناء الثلاث: معاطفها. دعدع: كلمة يدعي بها للعاثر، في معنى: نم وانتعش واسلم. يقول: إذا وقعت قائمة من قوائم هذا الفرس في حفرة نهضت بها القوائم الثلاث، فكأن القوائم لما عثرت أعانتها ودعت لها بقولها دع دع.
(33) طلع، بالطاء المهملة: جمع طالعة، يعني أنها تطلع الجبال والهضاب. وفي الأوربية «ظلما» بالمعجمة، والظلع: شبه العرج.
(34) المقربة: المؤثرة المكرمة. افتليتها: اتخذتها، أو نتجتها، يعني أنها ولدت عنده، فهو عارف بكرمها.
(35) الأعضاد: جمع عضد. القض: الحصى. الدوابر: جمع دابرة، وهي التي تلي مؤخر الرسغ. يسائل نفسه عما تشتكي منه هذه الخيل.
(38) شتا: أجدب في الشتاء، قال أبو منصور: «والعرب تسمى القحط شتاء، لأن المجاعات أكثر ما تصيبهم في الشتاء البارد». بما: الباء بمعنى «عن» كقوله تعالى «فاسأل به خبيرا». زخرت: جاشت.
(39) قال ابن السيد 435: «يقول: ليس يحتاج ضيفي إذا ودعني وفارقني أن يسأل عما كنت أطبخه في قدري، لأن ما فيها من غث أو سمين لا يغيب عنه، لأني أقدمه بين يديه. وأجعل عينيه مقنعًا أي أقول له: تخير ما تحب واترك ما لا تحب». وقوله «لنفسه» يقرأ بحذف الياء في الضمير، وأتى به سيبويه شاهدًا لذلك ج1 ص10 قال الأعلم: «أراد لنفسي، فحذف الياء ضرورة في الوصل تشبيهًا بها في الوقف إذ قال لنفسه».
[شرح الأصمعيات: 62-67]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
15, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir